aleqt: 12-03-2023 (10744)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية بعد شهور من العيشفي مخيم للنازحين، يعيد رجب وجادو بناء منزل يعرفان مسبقا أنـه قـد لا يصمد. يجر الزوجان عربات من الطين عبر حقول قاحلة ومياه راكـدة، تذكرهما بكآبة الفيضانات التاريخية التي جرفت العام الماضي قريتهما خـونـدي جنوب باكستان. بطن الزوجان الجدار المحيط بكوخهما المبني جزئيا من الطوب وخيامهما المؤقتة ذات القماش المشمع. يقول رجب، الذي تأكل عائلته فردا وجبة واحدة 12 المكونة من في اليوم، "ليس لدينا ما يكفي من المال لشراء الأسمنت أو الطوب المناسب. نعلم أن المنزل سينهار. لكن ما الذي بوسعنا فعله؟". لا تزال باكستان تعاني بسبب الفيضانات التي غمرت البلد الذي مليون نسمة 220 يبلغ عدد سكانه بين حزيران (يونيو) وتشرين الأول (أكتوبر). تسببت الفيضانات، التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، في أضرار وخسائر اقتصادية تقدر مليار دولار، ودمـرت 30 بنحو ملايين المنازل والمـزارع ودفعت البلد - الذي يكافح ماليا بالفعل - إلى حافة التخلف عن السداد. أثناء إعـادة إعمارها، ستكون باكستان حالة دراســـة لمشكلة ذات أهمية عالمية متزايدة، كيف تتعافى الدول المعرضة للخطر، التي لم يسهم كثير منها بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، من الخراب الذي أحدثته الظروف المناخية القاسية والمتكررة بشكل متزايد - وما مقدار المساعدة التي يجب أن تقدمها الدول الغنية المسببة للتلوث. سيطرت هذه الأسئلة على قمة في تشرين الثاني 27 المناخ كوب بلد 200 (نوفمبر)، حيث وافـق تقريبا على إنشاء صندوق لتمويل "الخسائر والأضرار" الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري. نظرا إلى أن التفاصيل عن كيفية عمل هذا الصندوق لا تـزال قيد مناقشة المفاوضين العالميين، جمعت باكستان بشكل مستقل تسعة مليارات دولار على شكل قروض وأدوات تمويل أخرى في مؤتمر عقد في جنيف في كانون الثاني (يناير) لدفع تكاليف التعافي وإعــــادة الإعـــ ر والـصـمـود في مواجهة تغير المناخ. يمكن أن يؤثر نجاح أو فشل خطة إعـادة الإعـ ر، التي تتوقع الحكومة الباكستانية أن تستغرق من خمسة إلى سبعة أعـوام، في رغبة الجهات المانحة في توجيه الدعم المالي إلى الدول أو الدول الجزرية الصغيرة التي تتحمل وطأة احترار الكوكب. لكن توجيه التمويل المناخي إلى باكستان - وضمان إنفاقه بشكل جيد - أمر معقد، لأسباب ليس أقلها عدم الاستقرار السياسي الدائم في البلد وسوء الإدارة الاقتصادية. تعتمد باكستان على عمليات الإنقاذ الدولية المنتظمة، حيث يـحـاول رئيس الــــوزراء، شهباز شريـــف، حـالـيـا الـحـصـول على الدفعة التالية البالغة مليار دولار من برنامج قـرض صندوق النقد الدولي البالغ سبعة مليارات دولار الذي يقول محللون إن البلد يحتاج إليه لتجنب الإفـــ س. انخفضت احتياطيات البلد مـن العملات الأجنبية إلى نحو ثلاثة مليارات دولار، أي أقل من شهر واحد من الواردات. بخلاف التحدي طويل الأجل المتمثلفي معالجة تغير المناخ، فإن باكستان تواجه قائمة هائلة من التحديات المباشرة. هناك نقص متزايد في المواد الغذائية، والوقود، والضروريات الأساسية الأخــرى. كما أن الفقر آخذ في الارتــفــاع ومـ يـ الأشـخـاص في المـنـاطـق المـــتـــ رة من الفيضانات يعانون الجوع أو توقفوا عن الدراسة أو مشردين. مع حلول موسم الأمطار المقبل بعد بضعة أشهر فقط، لا يملك الأشخاص مثل رجب وجـادو - المستفيدون من مخطط تجريبي تديره منظمة الإغاثة الإسلامية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي - متسعا من الوقت. كما تحاول السلطات الباكستانية والجهات المانحة النظر بعيدا وتوجيه التمويل إلى مشاريع مـصـمـمـة لـتـحـمـل الـصـدمـات المناخية في المستقبل. تختلف الأمثلة على ذلك من أنظمة الإنذار المبكر الأفضل، وفي حالة خوندي التجريبية، إلى بناء المراحيض على قواعد مرتفعة لجعل انتشار التلوث أثناء الفيضانات أكثر صعوبة. يقول ألكسندر ماجنان، زميل أبـحـاث أول في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية، "يكمن التحدي في البدء في تنفيذ نهج واستراتيجية طويلة الأمد لمخاطر المـنـاخ. إنها مسؤولية صانعي القرار الوطنيين وربما أيضا الشركاء الإقليميين والدوليين أن يدفعوا بهذا الاتجاه (...) إننا حقا بحاجة إلى أمثلة تظهر أن ذلك ممكنا". التكيف مع الطقس القاسي يحذر علماء من أن درجة حرارة 1.1 العالم ارتفعت بالفعل نحو درجـة مئوية منذ ما قبل الثورة الصناعية، وأن أي زيـادة إضافية سـتـؤدي إلى مزيد مـن الظروف الـجـويـة الـقـاسـيـة والمـتـكـررة. وسيحدث كثير منها في الـدول النامية التي تفتقر إلى المـوارد اللازمة لإعادة البناء بعد الفيضانات أو الحرائق أو الأعاصير. ما إذا كان - وكيف - ينبغي للدول الغنية مساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع هذا الدمار يظل سؤالا مفتوحا. لطالما قاومت الاقتصادات الأكــ تقدما في الـعـالم فكرة تقديم تمويل "الخسارة والأضرار" لأنها تخشى إن فعلت ذلـك أن يشكل اعترافا ضمنيا من جانبها بالذنب. أصبح هذا الموقف غير مقبول ، جزئيا بسبب الضغط 2022 في الناتج عن الفيضانات في باكستان. يقول أنيمش كومار، رئيس مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في بون، إن ذلك بمنزلة "إدراك" كشف عن عدم استعداد الـعـالم لهجوم أزمـــات المناخ المستقبلية. قدرت دراسة أجرتها مجموعة ورلد وذير أتربيوشين أن الأمطار الموسمية في البلد العام المــاضي كانت أكـ شـدة بنسبة في المائة مما كانت 50 تصل إلى ستكون عليه دون تغير المناخ. 33 في ذروة الكارثة، تـ ر مليون شخص وأكــ مـن نصف مقاطعات البلد. في السند، أكثر الأقاليم تضررا حيث تقع خوندي، قضي على أغلبية محاصيل الأرز والقطن وقصب السكر. قدر البنك الدولي أن الفيضانات تسببت في في المائة على 2.2 انخفاض يبلغ الأقل من الناتج المحلي الإجمالي الباكستاني العام الماضي. كان صندوق الخسائر والأضرار الذي تم الاتفاق على إنشائه في بمنزلة تقدم كبير- على 27 كوب الـرغـم مـن أن استكمال القرار النهائي الـذي من شأنه أن يحدد الدول التي ستسهم فيه موضوع سيكون هناك تصارع حوله في الأشهر المقبلة. من غير المرجح أن يتم اتخاذ قرار هذا العام. ويساور دول، من بينها الــدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، القلق إزاء إسهام دول أخرى في نصيبها. تقول كثير من الدول إنه لا يمكن أن تكون الحكومات وحدها هي التي تتحمل التكاليف وتدعو بنوك التنمية متعددة الأطراف إلى تقديم مزيد من الدعم للدول الفقيرة التي تعاني صدمات مناخية. يتعرض البنك الـدولي، الذي أعلن رئيسه فجأة استقالته في شباط (فبراير)، إلى ضغوط خاصة لإصلاح عملياته ودمج المناخ في عمله التنموي. هناك عقبة أخــرى تتمثل في تحديد حجم الـدمـار المتوقع. قدر باحثون في مركز باسك لتغير المناخ أن الدول النامية يمكن أن مليار 580 تتكبد خسائر بقيمة . خـ ل النصف 2030 دولار في وحده، حدثت ما 2022 الأول من كارثة من الأخطار 187 لا يقل عن بلدا تسببت في 79 الطبيعية في مليار 40 أضرار بلغت أكـ من دولار، وفقا لقاعدة بيانات الكوارث الدولية إم-دات. تقول الـدول النامية إنه دون مزيد من المساعدة المالية، فإنها معرضة إلى خطر الوقوع في دورة من الكوارث والفقر. في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافـوس في يناير، حـذرت شيري رحـمـن وزيـــرة التغير المناخي الباكستانية، من "مصائد التعافي". قالت إن إعادة البناء تستغرق وقتا ومالا، وإنه "بحلول الوقت الذي تنجز فيه ذلك تكون الأزمة المقبلة بدأت بالفعل". لكن كيفية توزيع أموال التعافي بشكل عـادل هو نقاش مشحون سياسيا. "هل سيذهب التمويل إلى الأشخاص الذين خسروا أكثر من غيرهم أم إلى الأشخاص الذين لم يكن لديهم أي شيء يخسرونه في الأصل؟" حسبما يتساءل دانيال كــ رك، مدير مركز الحماية من الكوارث. تقدر باكستان أنها تحتاج إلى مليار دولار للتعافي، 16 نحو وقد حصلت على أكثر من نصف هذا المبلغ في جنيف من مانحين دوليين، بما فيذلك البنك الإسلامي للتنمية والبنك الــدولي ووكالة التنمية الدولية الأمريكية. يقول كنوت أوستبي، الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيفي باكستان، "كانت التعهدات المالية أكثر بكثير مما كنا نعتقد. الآن هو الوقت المناسب للمتابعة". سيأتي جـزء كبير من الأمــوال على شكل قروض وستكون مرتبطة بتمويل مشاريع محددة بدلا من دعــم الميزانية. يخطط البنك الـــدولي، مثلا، لإقــراض ملياري دولار تقريبا لإعـادة بناء المنازل وتحسين الــري من بين مشاريع أخرى في منطقة السند. نـظـرا إلى أن سرعـــة وصــول التمويل تختلف من مانح إلى آخر، فقد يــؤدي ذلــك إلى إحباطات وتأخيرات كبيرة للمجتمعات التي هي في أمس الحاجة إليه. في منطقة دادو، حيث تقع خوندي، لم تبدأ بعد أعمال إعادة الإعـــ ر الـكـبـ ة. تحولت قرية إبراهيم شانديو إلى أنقاض. يعيش سكانها السابقون الآن فيخيامفي موقع قريب، دون توقعات تذكر بتغير الوضع في أي وقت قريب. يضعهم النزوح في أوضـاع أكثر خطورة، حيث يكافح المزارعون لزراعة المحاصيل في التربة التي غمرتها المياه، وبدأت أموال الأسر المخصصة للغذاء تنقص. يقول سيد مرتضى علي شاه، أكبر مسؤول محلي في المنطقة، إن السلطات تريد تعزيز عدد من الطرق والسدود لمنعها من الانهيار، لكن ليس لديها الأموال الكافية لفعل ذلك بعد. "قد تكون الأمطار الموسمية المقبلة أقوى من هذه". العمل هو "حل مؤقت. يبني منزلا، وآخر يحاول 50 شخص ما بناء عشرة منازل بأي أموال متاحة"، كما يقول. إن بعض الخبراء مثل علي توقير شيخ، مستشار تغير المناخ في إسلام أباد، قلقون بشأن الأموال "المتعهد بها"، التي يقول إنها عادة ما تكون مبالغ معاد تخصيصها من أموال مخصصة للبرامج الحالية. كـ أن المـدفـوعـات معرضة لتأخيرات معيقة، وأحيانا دائمة، حيث تكافح المشاريع المصورة على الورق للبدء عمليا. في حــ أن عـمـلـيـات جمع الأمــوال الباكستانية "لبنة مهمة للغاية"، حسبما يقول شيخ، "في الحياة الواقعية، ستكون الإجابة (عن سؤال إلى أين تذهب الأموال) معقدة". أزمة تلو أزمة حتى قبل الفيضانات، كانت باكستان واقعة بالفعل في أزمة. ارتفع معدل التضخم، مع ارتــفــاع مــؤشر أسـعـار المــواد اليومية الأسبوع ما قبل الماضي في المائة على أساس سنوي. 41 مع قـرب الانتخابات المقبلة، تـخـوض حكومة شريــف نزاعا سياسيا ساما مع منافسها عمران خـان، الـذي أطيح به من رئاسة الوزراء العام الماضيونجا أخيرا من محاولة اغتيال. كما يتصاعد خطر التطرف العنيف، حيث أسفر تفجير مسجد في يناير عن مقتل شخص. 100 نحو تـجـادل حكومة شريــف بأن الفيضانات تعني أنــه ينبغي إعفاؤها من بعضشروط التقشف التي يريد صندوق النقد الدولي تطبيقها لاستئناف الإقـــراض، من زيــادة الضرائب إلى خفض الدعم. حـذرت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية من أن الشروط "تضر أكثر من غيرها بالأشخاص الأكثر تضررا بالفعل". يـقـول أحـسـن إقــبــال، وزيـر التخطيط في البلد، "لم يتضرر أي بلد بشكل مشابه لباكستان 30 بسبب كارثة مناخية تكلفتها مليار دولار. يجب أن يكون هناك فهم مفاده أن الاقتصاد في غنى عن الصدمات". لكن منتقدين مـن الـداخـل والـخـارج يقولون إن كثيرا من متاعب باكستان هي من صنيعها. أعطت سلسلة من الحكومات الضعيفة، كما يقولون، الأولوية للإنفاق قصير الأجل ذي الدوافع السياسية، مع تعزيز السياسات الموجهة لـلـواردات التي تفيد الأثرياء بشكل مفرط. كما شنت السلطات حملة على المنظمات غير الحكومية، والتي يقول النقاد إنها أعـاقـت المجتمع المـدني وحدت من قدرته على الاستجابة للأزمات. كما يعاني النظام السياسي في البلد زعزعة الاستقرار بسبب جيشه الـــقـــوي، الـــذي فـرض سيطرته منذ فـ ة طويلة من وراء الكواليس، وتحتل باكستان في 180 من أصل 140 المرتبة مــؤشر قياس الفساد لمنظمة الشفافية الدولية. يقول مفتاح إسماعيل، الذي كان وزيرا للمالية قبل استقالته في أيلول (سبتمبر)، "إن مجتمعنا مجتمع تسيطر عليه النخبة جدا. وهـذه النخبة سعيدة بالوضع الـراهـن، تــدور السياسة حول رغبة كـل شخص في أن يكون في السلطة، بتكلفة باهظة على الأمة". أقـرت الحكومة الباكستانية بالحاجة إلى إصلاحات مؤسسية في مخططها لإعـــادة الإعـــ ر. تشمل الأمثلة على ذلك تحسين أنظمة البناء لمنع البناء الخطير في السهول المعرضة للفيضانات، إضافة إلى إنشاء نظام مراقبة تابع لجهة خارجية لضمان إنفاق الأموال بشكل جيد. لكن ربما أصبحت أيام شريف مـعـدودة في المنصب، حيث يتوقع كثير من المحللين فوز خان في حال كانت الانتخابات التي ستجرى في وقت لاحق من هذا العام سباقا حرا. بينما أقر خان بأهمية المرونة المناخية، فإن الخطط طويلة الأجـل مثل تلك كانت باستمرار تكافح من أجل الصمود في ظل التحولات المتكررة والمضطربة للسلطة في البلاد. مـن جانبها، تـقـول جنيفر مـورجـان، المبعوثة الألمانية لشؤون المناخ، "المال وحده لا يكفي. من المهم وجـود هياكل وعمليات حوكمة في الــدول المستفيدة من أجل ضمان وصول الأموال إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها. السؤال المهم في الخسائر والأضرار هو، كيف نتأكد من وصـول الأمـوال فعليا إلى المستوى المحلي". بـعـض الــخــ اء مــن داخــل بـاكـسـتـان لـيـسـوا متفائلين بـذلـك. الـعـ قـات المضطربة بين الحكومات المتنافسة على المستوى الفيدرالي والإقليمي وعلى مستوى المقاطعات يمكن أن تمنع الأمـــوال من الوصول إلى المشاريع وإحـــداث تغيير حقيقي. تقول نوشين أنور، خبيرة التخطيط الحضريفيمعهد إدارة الأعمال في كراتشي، "هل ستصل هذه الأموال إلى مستحقيها؟ وإلى أي مدى تعد الهياكل الحكومية (المحلية) مرنة بما يكفي لتمكين تدفق الأموال بطريقة شفافة؟". هناك أيضا خطر يتمثل في أن المشاريع سيئة التخطيط قد تتسبب عن غير قصد في حدوث مشكلات في المستقبل، والتي يشير إليها بعض الباحثين باسم "سوء التكيف". في فبراير، نظم نشطاء محليون في مدينة بادين في الـسـنـد، مـؤتمـرا لمناقشة مــ وع مــرف مصب الضفة اليسرى الذي مضى عليه عقود، حيث تم تمويله جزئيا من البنك الــــدولي، وقــالــوا إنــه زاد من سـوء الفيضانات بعد انهياره. حـدد تدقيق مستقل أجـري في "أوجه قصور" عديدة في 2006 المشروع الذي بلغت تكلفته مليار دولار. لا يوجد أكبر من خيبة الأملفي المناطق المنكوبة بالفيضانات. في خـونـدي، تدمرت المدرسة الحكومية الوحيدة في القرية في ، وهو عام آخر حدثت فيه 2010 فيضانات كارثية في المنطقة. ينظم إمداد علي، وهو مدرس عاما، دروسا 38 يبلغ من العمر لقلة من الطلاب على مقعد خارج طفلا تقريبا، 80 المدرسة. التحق طفلا فقط 20 إلى 15 لكن ما بين حضروا بشكل يومي، كما يقول سكان محليون، بينما يذهب الـطـ ب الآخـــرون إلى مدرسة تديرها منظمة غير حكومية محليا أو لا يدرسون على الإطلاق. تعد باكستان واحــدة من ثـاني أعلى النسب في العالم للأطفال غير الملتحقين بالمدرسة، بتعداد مليون طالب. 23 يبلغ تعد منطقة السند قاعدة لسلالة بوتو، التي ينتمي إليها حزب الشعب الباكستاني وهو في الائتلاف الحاكم في البلاد. لكن الناس لا يثقون بهم أو بأي من الأحزاب الأخرى. يقول علي، "لا توجد مرافق ولا كراسي ولا طاولات. لقد طلبنا المساعدة عدة مرات. لكنها لا تأتينا". خلص بحث أكـاديمـي حول ،2010 جـهـود الـتـعـافي بعد في "المجلة 2020 الذي نشر في الدولية لمقاومة الـكـوارث في البيئة المبنية"، إلى أن "الإدارة المحلية عـــادت إلى مـ رسـة عملياتها اليومية دون تحقيق مرونة للمجتمع أو برامج تتعلق بالتعافي على المدى الطويل". تقول سوبيا كاباديا، مهندسة مـعـ ريـة أسـهـمـت في جهود التعافي قبل عقد، إن التخطيط هذه المرة "يتطلب إصرارا على التغيير، و(إصـــ حـــا) كـامـ للأنظمة الحالية" من أجل تغيير كيفية تـفـاعـل الـسـلـطـات المحلية والفيدرالية مع بعضها بعضا، وكـذلـك تحويل مـيـزان القوى والموارد. "ما لم تفعل أمور مع المجتمع على أرض الـواقـع، وحتى ذلك الـحـ ، لـن يتغير شيء"، كما تضيف. بينما تعتقد قلة من السكان المحليين أن هذا سيحدث. أما بعضهم ضحكوا بمـــرارة عند سؤالهم عما إذا كانوا يتوقعون أن تصبح مدنهم مقاومة للصدمات المناخية. 43 يقول نظير حسين، ذو الـ عاما الذي يعمل في مطحنة قمح فيخوندي، إن قادة البلاد يهتمون فقط بتأمين السلطة لأنفسهم. "لقد سمعنا في وسائل الإعلام أن الحكومة عقدت اجتماعات لجمع الأموال لبناء منازل وملاجئ. لكن ليس هناك أي فرصة لحدوث ذلك". تسببت الفيضانات في أضرار وخسائر اقتصادية مليار دولار، مدمرة ملايين 30 تقدر بنحو المنازل والمزارع ودافعة البلد إلى حافة التخلف عن السداد. إعادة إعمار باكستان.. ما بين الاضطراب السياسي وسوء الإدارة الاقتصادية «نيويورك تايمز» تصوير: كيانا هايري - امرأتان تجمعان ما تبقى من القطن في الحقول الغارقة في باكستان، حيث تضررت أغلبية محاصيل الأرز والقطن وقصب السكر من الفيضانات. من خوندي بنجامين باركين من لندن وكاميلا هودجسون الأمطار الموسمية في باكستان العام الماضي كانت أشد بنسبة تصل % مما كانت ستكون عليه 50 إلى دون تغير المناخ الفقر يزداد في باكستان وملايين الأشخاص في المناطق المتضررة من الفيضانات مشردون أو يعانون الجوع أو توقفوا عن الدراسة قدر البنك الدولي أن الفيضانات % على 2.2 تسببت في انخفاض يبلغ الأقل من الناتج المحلي الإجمالي الباكستاني العام الماضي «أ. ب» تصوير: فريد خان - مليون شخص وأكثر من نصف مقاطعات باكستان. 33 في ذروة الكارثة، تضرر 13 NO.10744 ، العدد 2023 مارس 12 هـ، الموافق 1444 شعبان 20 الأحد

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=