aleqt: 11-03-2023 (10743)
NO.10743 ، العدد 2023 مارس 11 هـ، الموافق 1444 شعبان 19 السبت حمل الراية .. بسالة سطرها التاريخ بتأييد ونصر من الله، رفعت الراية السعودية لترفرف فـوق كل أرض، شامخة عزيزة تحمل شعار التوحيد "لا إلـه إلا الله محمد رسول الله"، وسيف العروبة المسلول، المخضب بدماء الغزاة والمعتدين، المزكى بدماء أبناء الوطن، أخيار أهل الأرض الذين رفعوا الراية ودافعوا عنها، حتى أصبحت الراية الهوية الجامعة لأبناء الوطن الـواحـد، المعبرة عن النسيج الوطني المحتضن لمختلف الجذور والمكونات، فهي الصورة الصامتة في حرم الجمال، والجزء المرئي من النشيد الوطني السعودي، فهي ليست مجرد قطعة قماش تعتلي قمة سارية من الخشب، بل رمز عظيم للأمة والعقيدة والوطن. رمزية العلم يعد العلم السعودي رمـزا للولاء والطاعة لحكام وولاة أمور المملكة العربية السعودية، إضافة إلى أنه دليل على الانتماء للأرض والمجتمع داخل حدود البلاد وخارجها، حيث يعود تاريخ الراية إلى الدولة السعودية الأولى، التي أسسها ، وكانت 1744 الإمام محمد بن سعود في الدرعية بالشكل نفسه، إلا أن قلب الراية كان يضم "نصر من الله وفتح قريب"، واستمر العلم بهذا الشكل حتى الدولة السعودية الثانية في عهد الإمام تركي بن عبدالله، الذي أجرى التغيير باستبدال آية النصر بشعار التوحيد، ليبقى العلم على ما هو عليه حتى يومنا هذا مع بعض التغييرات في التصميم والخامة. أما اللون الأخضر فيرمز إلى التعبير عن وفرة الخيرات الربانيةفيهذه الأرضالخصبة المنتجة، فخيرات الوطن وصلت كل أطراف البلاد وأقصى أنحاء العالم، ويرمز الأخضرفي العلم السعودي إلى راية الإسلام، كما يرمز اللون الأبيض للسلام والنقاء، كما أنه اللون المستحب في اللباس عند أداء الشعائر الدينية، مثل الحج، والصلاة، إضافة إلى أنه لون لباس تكفين الميت ليلقى ربه طاهرا. يشير السيف المسلول في العلم السعودي إلى إظهار القوة، ودلالـة الرمز بالسيف تشير إلى العدل وأخـ ق الفروسية، التي يتصف بها الإنسان العربي، كما يرمز إلى الدفاع عن مضمون الشهادتين وعن أمة التوحيد ووطن المسلمين. راية لا تنكس يتميز العلم السعودي بالتفرد فما يحظى به من اختلاف يجعله الأكثر تميزا عن بقية أعلام الدول، فهو العلم الذي لا ينكس، والراية المرفوعة على الدوام منذ نحو ثلاثة قرون، كما أنه الراية الأكثر قدما بين دول العالم، حيث بقيت الملامح ذاتها عام، وهذا الشيء صعب الحدوثفي 300 طوال ظل التبدلات والتحولات السياسية، التي تحكم العالم، ما يؤكد أن هذه البلاد المقدسة تميزت بالاستقرار، والثبات والصمود. لم يسجل التاريخ للعلم السعودي خلال عمره الطويل أن لف على أكفان أو جثث للموتى من الملوك والقادة والشهداء، ولا ينكس العلم أبدا، نظرا إلى وجود الشهادتين فيه، حيث نص النظام على ألا ينكس أبدا في مناسبات الحداد، ولا يحنى لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف كما هو متعارف عليه في كثير من الدول، وهي ميزة يتفرد بها عن بقية أعلام العالم، كما وردفي نظام استعمال العلمفي حالة الحداد. سلالة رافعي الراية أشهر من حمل الراية في الدولة السعودية الأولى هو إبراهيم بن طـوق، أما في الدولة السعودية الثانية فأبرز من حملها: عبدالله أبو نهية، والحميدي بن سلمة، وصالح بن هديان، وإبراهيم الظفيري. وفي الدولة السعودية الثالثة، حمل البيرق عبداللطيف بن حسين المعشوق، الـذي شهد معارك التوحيد كلها، إذ لم يتخلف عن معركة واحـدة، حتى كانت معركة البكيرية فاستشهد فيها. فكلف ابنه منصور بحملها في المعركة نفسها، فحملها ببسالة كما فعل والده، وما لبث أن استشهد في المعركة نفسها مدافعا عن البيرق حتى الرمق الأخير. ودفن الاثنان معا في أرض البكيرية. ذكر التاريخ بسالة عبدالرحمن بن مطرف ثامن من حمل البيرق، حيث تسلم الراية بعد آل ،1906 معشوق وحملها في معركة روضة مهنا وجرح خلالها بجراح عدة، حين كان يحمل الراية أثناء تطبيب من سبقوه في حملها، ليأتي توحيد المملكة في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ويحملها في أوقات السلم والحرب، ليتوارث من بعده حملها ابنه منصور، ثم حفيده مطرف، ثم عبدالرحمن بن مطرف بن منصور الثاني، وما تزال الراية في يد "آل مطرف"، وهم أسرة معروفة من أسر الرياض. رفعت الراية السعودية في ظروف استثنائية، وسجل بها خوض بعض المعارك، ومن حاملي الراية علي بن حويل من آل حويل، وإبراهيم بن ودعـان، ومحمد بن عبدالله بن ريس وغيرهم، وجميعهم من أهل الرياض، وتتميز كل بلدة من بلدان نجد، وكل هجرة من هجر البادية، بعلم يحمله شخص من بينهم، وهو العلم الوطني نفسه الذي يحمله الحاكم من آل سعود، الذي ينطلق من عاصمة ملكه. الراية في احتفالات الملوك رفعت الراية السعودية في الاحتفالات المحلية وتحديدا العرضة، التي شهدت أولى رقصات الملك عبدالعزيز، وتكون الراية مسندة القاعدة على أوساط حامليها، فيما تـكـون السيوف بـأيـدي الملوك والمحتفلين، كما أن العرضة رقصة ذات طابع احتفالي حربي، كانت تستخدم في نجد أوقات النصر، وبقيت للاحتفال حتى يومنا هذا، وفيها من الذكريات الـ ء الكثير، فهي تحمل الفرح والحزن في آن واحد، حيث سجلت احتفالات وطنية رقصات الملوك بالسيوف، التي يبرق حدها كما تبرق الدموع في أعين الملوك حين يسترجعون ذكريات البداية وبناء الدولة. وتأتي العرضة السعودية أيقونة لـلـ اث الشعبي، التي تشتهر بها منطقة نجد، وتم إدراجها أخيرا ضـم ـن قــائمــة الـــ اث الـعـالمـي غــ المـــادي لـدى المنظمة الدولية للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو"، إضافة إلى تأسيس مدارس خاصة بتعليم هذه الرقصة الشعبية، وتهدف من خلالها ثقافة إلى نـ الـعـرضـة لـدى الجيل الجديد وتأصيل روح التراث فيهم. يعود تاريخها إلى الدولة السعودية الأولى من أشهر من حمل الراية في الدولة السعودية الأولى هو إبراهيم بن طوق وفي الثانية عبدالله أبو نهية وفي الثالثة عبداللطيف بن حسين المعشوق من الرياض محمود عبدالعزيز قصة العدل والقوة والنماء والرخاء ارتبط بالعلم أئمة الدولة السعودية وملوكها منذ التأسيس يأتي تخصيص يوم للعلم تجسيدا لما توليه قيادة المملكة من اهتمام برمزية العلم ودلالاته الوطنية المهمة، حيث جاء إقرار "يوم العلم" ليبرز محطات مهمةفي تاريخ العلم السعودي إذ يعد يوم ، هو 1937 مارس 11 هـ الموافق 1355 ذو الحجة 27 اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء. ويلتقي يوم العلم مع شعور الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية والعمق التاريخي للمملكة العربية السعودية، الذي رسخه ولي العهد عراب الرؤية عبر عديد من المبادرات الوطنية المهمة. وتتوسط شهادة التوحيد العلم الأخضر الذي انطلق مع مسيرة التأسيس والدولة السعودية في عهد الإمام محمد بن سعود، واستمر راية خفاقة لا تنكس على مدار ثلاثة قـرون، لكنه مر بمراحل تطويرية احتفظت بالجوهر وجددت الشكل الذي يتناسب مع عصرية الدولة. ويرتبط تطور العلم السعودي بتاريخ الدولة 1727 / هـ 1139 السعودية الأولى منذ تأسيسها في وإلى اليوم، حيث كان علم الدولة السـعودية الأولى منذ عهد الإمـام محمد بن سعود أخضر اللون، مشغولا من الخز والإبريسم، وكتب عليه عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، كما اتخذه الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية راية للدولة خلال مساعيه لتوحيد أرجاء الوطن، واستمر على الهيئة ذاتها في بداية عهد الملك عبدالعزيز إلى أن عمل على تطويره بعد انتهائه من توحيد المملكة العربية السعودية. وارتبط أئمة الدولة السعودية وملوكها بهذا العلم منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى ثم الدولة السعودية الثانية وفي عهد الملك عبدالعزيز. صدرت موافقــة الملك 1937 / هــ 1355 وفي )354( عبدالعزيز على قرار مجلـس الشورى رقم الـذي جـاء فيه إقـــرارا بما ورد في خطاب وزارة الخارجية المتعلق بمقاس العلم السعودي على سم عرضا، وأشكاله، 100" سم طولا" و 150" نسبة وقبول تبادل الأعلام مع الدول على مبدأ التجامل هــ / 1356 والتعارف الدولي العام، وفي صدر قرار مجلس الشورى رقم 1937 ) بشأن العلم الوطني حيث شمل 50( تخصيص علم خـادم الحرمين الشريفين وعلم ولي العهد وعلم الجيش والطيران الداخلي والعلم الداخلي والعلم البحري السعودي الملكي والعلم البحري التجاري. فيما صــدر المــرســوم الملكي بالموافقة 1973 / هـ 1393 ) في 3/ (م على صدرت اللائحة 1978 / هـ 1398 نظام العلم، وفي التنظيمية لنظام العلم بقرار مجلس الوزراء رقم ) في سبع مواد. 422( ويمتاز العلم برفعه شهادة التوحيد ذات القيمة المحورية للسعودية وما قامت عليه منذ تأسيسها، ويشير السيف فيه إلى إظهار القوة والعدل، ووجوده أسفل الشهادة وبموازاتها يدل على علو الحكمة والحق، كما يرمز اللون الأخضرفي العلم إلى السلام والنماء والرخاء والعطاء والتسامح الذي تتسم به السعودية. ويسمى العلم المستخدم في أداء العرضة السعودية بـ "بيرق العرضة" ويتسم ببعض الصفات المميزة فمتوسط طوله ثلاثة أمتار، ولا يزيد طول ساريته على أربعة أمتار، وتكون في قمته قبة ذهبية تعلوها حربة ثلاثية الأسنة، ويرتدي حامله حزاما لتثبيت قاعدة البيرق أثناء العرضة، كما يقففيصف مؤدي العرضة ويحمل السارية بشماله ويضع العلم على كتفه الأيمن. عبدالسلام الثميري من الرياض 5 يوم العلم
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=