aleqt: 11-03-2023 (10743)
4 يوم العلم يحمل علم السعودية قيمة رمزية أصيلة، يتخطى أطر الشعارات، ويتجاوز حدود الأوسمة والشارات ليعكس صورة مشرقة من صور النضال البطولي، ويستحضر حقبة زمنية وشخصيات قيادية تركت بصماتها الملهمة في كل مرحلة من مراحل بناء هذا الوطن. ويمتاز العلم السعودي بخماسية فريدة لم تكن لغيره من أعلام البلدان، فلونه الأخضر يرمز إلى السلام والنماء والرخاء والتسامح، وكلمة التوحيد هي العقيدة الحقة التي قامت عليها الدولة السعودية منذ تأسيسها بينما يشير السيفان إلى القوة والأنفة والحكمة والعدل والفروسية. وترمز النخلة إلى العطاء والخير والعزة والشموخ ثم إنه علم لا ينكسفي المناسبات بخلاف غيره. وانطلاقا من قيمة العلم الوطني ومكانته الممتدة منذ نشأة 8 /9 في 303 / دولتنا المباركة فقد صدر الأمر السامي رقم أ هـ باعتماد هذا التاريخ ليكون يوما للعلم السعودي 1444 / بوصفه 1973 الذي أقره الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عام شاهدا على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية على مدى ثلاثة قرون. فالاحتفاء بيوم العلم أصبح مناسبة وطنية غالية على قلوب جميع أبناء المملكة، وذلك لما يمثله العلم من مشاعر الحب والولاء، وتأكيدا على الانتماء للوطن والوفاء للقيادة، فالعلم يرمز إلى تضحيات المؤسسين الأوائل، لبناء مملكة قوية موحدة تعتمد في تطورها وتقدمها على قـدرات وإمكانات أبنائها للوصول إلى ما نحن عليه اليوم من تطور يجعلنا ننافس به دول العالم المتقدمة. فراية المملكة ستبقى عالية وخفاقة بما نحققه من إنجازاتفي المجالات كافة، وذلك بتوجيهات القيادة. وتعد الراية التي تحمل العلم، رمزا للعقيدة والوطن ورمزا للشعوب والأمـم والأوطــان، فكل شيء في الراية له معناه ودلالاته الرمزية مثل اللون والحجم والزخرفة"، في الوقت الذي ذكرت فيه المراجع التاريخية، قصة ظهور العلم السعودي، وبدايته حين حمل حكام آل سعود الراية ونـ وا الدعوة ووسعوا مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، باعتبار ذلك رمزا للوحدة والتوحيد والبيئة والأرض. NO.10743 ، العدد 2023 مارس 11 هـ، الموافق 1444 شعبان 19 السبت علم الدولة ليس مجرد لون أو شعار يتم اختياره مصادفة أو اعتباطا، لضمان الانفراد والتميز عن بيارق باقي الأمم والشعوب، بل واجهة مكثفة بالرمزيات الدالة على أمة أو قومية، نجحت في كسب المعارك وقهر الصعاب، صانعة لنفسها مكانة مرموقة إلى جانب بقية الأجناس والقوميات. هكذا بلورت الشعوب الفكرة عبر التاريخ، فأضحت هذه القطعة من القماش، المتوارثة جيلا بعد آخر، تجسيدا لكثير من عبق الماضي الممزوج بالتطلعات والأماني وأحلام المستقبل. يفيد خـ اء علم دراسـة الإعــ م، بأن استخدام الفكرة في بواكيرها كان لأغراض أخرى (إرشادية، عسكرية، ملاحية، تجارية...) أبعد ما تكون عن دلالاتها السياسية وحمولتها الهوياتية التي تشكلت تدريجيا مع مرور الوقت. حتى أضحى وراء كل علم قصة، في الأغلب ما يطويها النسيان، جراء ضغط تفاصيل الحياة، مع تعاقب الأجيال. فهو أي العلم، بالنسبة لكثيرين بمعية أشياء أخرى (النشيد الوطني، العملة، جواز السفر...) مجرد توابع (إكسسوارات) تزين رونق فكرة الدولة الوطنية. لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فالعلم أول الدروس البسيطة المكثفة المعاني والدلالات التي تقدم للأطفال والناشئة في المدارس عن معاني وروح من الدول والقومياتفي العالم الحديث إلى إفراد 3/ 1 الوطنية، ما حدا بنحو البيرق يوما وطنيا خاصا به. عادة ما يكون هذا اليوم متزامنا مع حدث قومي أو ذكرى وطنية غالية، مثل: التأسيس أو الاستقلال أو اعتماد العلم، ضمن قائمة الأيام الرسمية المحتفى بها فوق تراب الدولة. اختارت القيادة في المملكة العربية السعودية أن تضيف إلى سجل مناسباتها الوطنية "يوم العلم"، لتميز علمها الوطني المميز أصلا بيوم احتفال خاص، آذار (مارس) من كل عام، اعتبارا لما تحمله هذه الراية من معان 11 يصادف ودلالات، وما تمثله من قيم إنسانية نبيلة، وبذل للغالي والنفيس من قبل الآباء .1727 والأجداد، على مدار قرون، منذ لحظة النشأة الأولى للدولة السعودية بمناسبة يوم العلم السعودي، وبما أن "المناسبة شرط" كما في الأثر، لا بأس من التذكير بخصائص ينفرد بها هذا العلم عن غيره من الألوية والرايات، فهو اللواء الوحيد المتفرد بعبارة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وفي ذلك تأكيد على مكانة ورمزية المملكة للمسلمين في كافة أنحاء العالم. لذلك يبقى العلم السعودي خفاقا في العلا، فلا ينكسفي الحداد أو الكوارث أو غيرها من المراسيم الدولية. فضلا عن حظر سقوطه على الأرض أو الجلوس عليه وما إلى ذلك، ما قد يؤثر في نبالته وقدسيته. ويبقى فريدا على مستوى الألوان، فعلى عكس معظم أعلام الدول العربية التي اختارت ترتيب وتوزيع الألـوان الأربعة (الأسـود والأبيض والأخضر والأحمر) في أعلامها، أخذا في الحسبان لرمزية هذه الألوان في تاريخ العرب والمسلمين. يمتاز هذا العلم بلون واحد بدرجة مميزة للغاية، إنه اللون الأخضر، دلالة الخير والسلام والعطاء والهدوء، مع حضور إبداعي للأبيض في باقي الرموز (الكتابة والسيف). هذه الاستثنائيةفي الألوان تفسرها عراقة وأصالة هذه الراية، مقارنة بـبيارق معظم الدول العربية التي ارتبطت بزمن الاستقلال أو حقبة الاستعمار. يفيد البحث في الجذور التاريخية لهذا البيرق أن ظهوره يعود إلى أواسط ، فقد مثل اللون الأخضر 18 القرن الداكن مع هلال باللون الأبيض في وسطه، علم إمارة الدرعية، لما يفوق نصف قـرن. واستبدل الهلال خلال حكم الملك عبدالعزيز آل سعود بعبارة التوحيد مع إضافة رمز السيف في إشارة إلى القوة والعدل أسفل عبارة التوحيد. في قلة التعديلات التي دخلت على بيرق ضارب في القدم، لأزيد من ثلاثة قرون من الزمن، أكثر من رسالة ودرس إلى الداخل والخارج معا، في معاني تلاحم والتفاف وتشبث المواطنين، في مختلف الحقب وعلى مر الأزمان، بهذا العلم الرمز، الذي يبقى مظهرا من مظاهر سمو وقوة الدولة وسيادتها، ومصدرا للفخر الوطني والاعتزاز بالانتماء إلى دولة عظمى، في الماضي والحاضر وفي المستقبل أيضا، اسمها المملكة العربية السعودية. لقلة التعديلات التي دخلت على بيرق قرون أكثر 3 ضارب في القدم لأزيد من من رسالة ودرس للداخل والخارج معا في معاني التلاحم والالتفاف من الرباط محمد طيفوري من الرياض عبدالسلام الثميري العلم .. أول الدروسوأغلاها علم المملكة .. رمز لتضحيات المؤسس لبناء مملكة قوية موحدة قيمة رمزية أصيلة يتخطى أطر الشعارات
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=