aleqt (10742) 2023/03/10
الرأي NO.10742 ، العدد 2023 مارس 10 هـ، الموافق 1444 شعبان 18 الجمعة 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com مفهوم عالم دون أسيجة وأسوار كان واقعا خصوصا في أوروبا بعد سقوط سور برلين في . وسور برلين للذين لا يتذكرونه أو لا يعرفون 1989 عنه كثيرا، شأنه شأن أي سور آخر في التاريخ، كان حدا فاصلا: أبراجه يحرسها جنود مدججون بالسلاح يطلقون النار على أي فرد يحاول التسلق أو العبور. ومن العسر جدا اجتيازه، لأنك إن نجوت من نيران الحراس وقعت في شباك أسلاكه الشائكة. مفهوم عالم دون أسيجة وأسوار تحدثنا ب ـإي ـج ـاز شــديــد في الأسبوع الماضي عن الدور الذي تلعبة الأسوار في حياتنا ماضيا وحاضرا. وعرجنا على أن للسور أو الحائط أو السياج أو الجدار استخدامات شتى وقلنا إنها تؤطر مفاهيم وتؤدي وظائف مختلفة استنادا إلى السياق الذي ترد فيه. ورغم أن مفهومنا حول السور، مثل سور الصين العظيم، قد يبدو للبعض أن الدهر قد أكل عليه وشرب، لكن إن قرأنا ذلك بتمعن من خلال نظرة فاحصة إلى العالم الذي نعيشه، سنكتشف معاني ربما لم تخطر في البال. عالمنا اليوم عالم خـوارزمـي، تلعب فيه الثورة الخوارزمية "الرقمية" بأشكالها التكنولوجية والذكية دورا بارزا ما جعل مسميات من مثل "العولمة" و"القرية الواحدة" و"عالم بلا حدود" وغيرها من التي تلوكها الألسنة في الأغلب دون جهد لتفكيك السياق الذي تأتي فيه، لا معنى لها تقريبا. وصرنا نؤمن أن لا حاجة إلى بناء أسوار أو جدران، لأن ذلك سيكون مضيعة للوقت والجهد والمال، وأن القيام بذلك يرقى إلى مس من الجنون في عالم خوارزمي ألغى كل أشكال الأسيجة والحيطان والأسـوار والجدران التي كانت تفصل دول وشعوب العالم عن بعضها. كانت الأسوار في الماضي تشي بدلالات مختلفة، لكن أهمهما "الـخـوف". كانت الأسوار تبنى خشية هجوم الأعداء. كانت سلاحا يشبه الدرع التي تحمي الجندي من ضرب الرماح وقنص النبال. نكون مخطئين لو تصورنا أن زمن تشييد ما يشبه أو يماثل "سور الصين العظيم" قد ولى لأن العالم الذي نعيش فيه والثورة الخوارزمية التي دخلت تقريبا كل مناحي حياتنا، قد حطمت سلاسل مثل الأسوار والحيطان. ومفهوم عـالم دون أسيجة وأسـوار كان واقعا خصوصا في أوروبا بعد سقوط . وسور برلين للذين لا 1989 سور برلين في يتذكرونه أو لا يعرفون عنه كثيرا، شأنه شأن أي سور آخر في التاريخ، كان حدا فاصلا: أبراجه يحرسها جنود مدججون بالسلاح يطلقون النار على أي فرد يحاول التسلق أو العبور. ومن العسر جدا اجتيازه، لأنك إن نجوت من نيران الحراس وقعت في شباك أسلاكه الشائكة. وتنفست أوروبا الصعداء بعد سقوط هـذا الجدار الرهيب الذي سيظل رمزا لما يمكن للأسيجة البشرية أن تفعله أو توقعه من مآس. وصـارت أوروبـا واحـدة موحدة، حيث بعد سقوطه بأعوام قليلة تشكل الاتحاد الأوروبي واختفت الـحـدود الجغرافية كعائق بين دول الاتحاد وصـارت الناس وحتى الأفكار تنتقل بيسر لم يعرف له التاريخ مثيلا. لكن الفرحة لم تدم طويلا. الأوروبـيـون أزالــوا الحواجز بين دولهم وشعوبهم لكن لم يزيلوا الحواجز التي تفصلهم عن الشعوب والدول التي أغلبها كان يوما من المستعمرات التي تدر عليها عاما، نرى أن 30 لبنا وعسلا. وبعد نحو أوروبــا ذاتها قد سـورت نفسها بجدران وحيطان تمتد آلاف الكيلومترات منها ما يشبه حائط برلين سيئ الصيت. ولم الـخـوف يـا تــرى؟ ولم كـل هذه الأســـوار؟ الـحـروب الحديثة لا تعيقها الأسوار. أوروبــا خائفة، وتبني الأســوار كي لا يقتحمها لاجئون هاربون من حروب ومجاعة وفقر مدقع جله سببه الـدول الأوروبية الغربية ذاتها. لاجئون لا حول ولا قوة لهم، يولون وجوههم صوب الصحاري والجبال المكسوة بالثلوج والبحار الهائجة، وكثير منهم يلقى حتفه في رحلة المشقة هذه، ولا ينجو إلا من أسعفه الحظ وهو في حال يرثى لها، مع ذلك هناك حاجة إلى حائط شامخ ذي أبراج وجند وأسلاك شائكة لمنعهم من الوصول. الأسوار مهمة لأن أوروبا "حديقة والبقية أدغـال" والدغل يشلعه صاحب الحديقة ويرميه خارجا أو في النار. والقول بين علامتي التنصيص مقتبس من مسؤول أوروبي كبير. لكن هل حقا الأســوار في أوروبا هي من أجل فصل الدغل عن الأزهار في الحديقة؟ أليستهناك أسيجة تفصل بين"الأزهار" في الحديقة هذه؟ أو بالأحرى، أليس هناك دغل وشوك في الحديقة؟ هناك أسيجة كثيرة بين الدول الأوروبية ذاتها اليوم، والحرب في أوكرانيا قد زادتها منعة وعززت أبراجها بالجند والحراب. فنلندا تبني الآن سياجا كي يفصلها عن روسيا، وهناك دروع بشرية وصاروخية وفكرية يتم تشييدها والثورة الخوارزمية التي بشرتنا بتحطيم الجدران صارت عاملا لتأسيسها وثباتها وتعزيزها. كل دولة أوروبية أو غيرها لها حكمها الخاص وطرائقها المبتكرة لبناء أسيجة خوارزمية لمنع ليس حركة الناس بل عقول الناس من التغلغل والانسياب والتأثير في عقول أخرى. عالمنا عالم الأسيجة، خوارزمية كانت أم أسمنتية تعلوها الأسلاك والأبراج. د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se مثلث الحرب الباردة »3 من 3« الجديد تولى بعض كبار الدبلوماسيين على الجانبين أنتوني بلينكين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الصيني وانـج يي دور مقاتلي الحرب الباردة الكلاسيكيين. الواقع أن خطابهما العدائي في مؤتمر ميونخ للأمن الأخير دل على خطابهما في أول لقاء بينهما في أنكوريج قبل ما يقرب من العامين. من المغري الآن الاستخفاف بخطر اندلاع صراع كبير. فمصالح عالم اليوم المترابط الخاضع للعولمة التي أصبحت على المحك في النهاية، كبيرة إلى الحد الذي يجب أن يمنعه من المجازفة بإحداث انهيار زلـزالي. الواقع أن هذه الحجة مألوفة بدرجة مؤلمة. فقد سيقت الحجة ذاتها ، عندما كانت موجة العولمة 20 في أوائل القرن الـ الأولى في أوجها. بدت تلك الحجة مقنعة في نظر .1914 ) حزيران (يونيو 28 كثيرين حتى من الأهمية بمكان اليوم تحديث المقارنة بما يدل على الاستراتيجية 2023 التاريخية بـــ الكبرى لصراع الحرب الباردة. حدثت نقطة تحول حاسمة في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي ، عندما ذهب الرئيس الأمريكي ريتشارد 1972 في نيكسون إلى الصين وانضم في النهاية إلى ماو تسي تونج في تنفيذ استراتيجية المثلث الناجحة ضد الاتحاد السوفييتي. اليوم، أصبحت الولايات المتحدة عند الطرف المتلقي لمثلث الحرب الباردة الجديد، حيث انضمت الصين إلى روسيا في شراكة "بلا حدود" تستهدف قوة الولايات المتحدة المهيمنة. يضع هذا التحول المحوري دروس تحت ضوء متزايد السطوع. 1914 بعد الكتاب الذي نشرته أخيراعن صراع عرضي يندلع كنتيجة لمبارزة الـروايـات الكاذبة بين الولايات المتحدة والصين، يساورني القلق الآن خصوصا إزاء "التجزئة السردية". فكل طرف على يقين من احتفاظه بمكانة أخلاقية عالية مع تمايل الـ اع بين الجانبين من واقعة إلى أخـرى. من منظور الولايات المتحدة، كان منطاد المراقبة الصيني يشكل تهديدا للسيادة الوطنية. من جانب الصين، يشكل دعم الولايات المتحدة لتايوان تهديدا مماثلا. ثم تفضيكل نقطة من نقاط التوتر إلى سلسلة متوالية من الـردود الانتقامية دون إدراك للعواقب الجانبية المترتبة على مثل هذه العلاقة الشديدة التضارب. يبدو أن ثلاث قوى عظمى ـ أمريكا، والصين، وروسيا ـ أصابتها حالة شديدة من فقدان الذاكرة التاريخية. فجميعها تسير نائمة على مسار تصعيد الصراع، حاملة وقودا سريع الاشتعال قد يتحول بسهولة بالغة إلى حريق هائل. تماما كما حدثفي أي في زمن اندلاع الحرب العالمية الأولى. 1914 خاص بـ«الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت » 2 من 2 معضلة المدخرات الصينية .. النتائج والحلول « يجب على واضعي السياسات في الصين الاعــ اف بالخطر الذي تشكله المدخرات الفائضة على تنمية البلاد اقتصاديا، ومعالجة أزمـة تكلفة المعيشة التي تجعل المستهلكين الصينيين راغبين عن الإنفاق. فرغم التقدم الكبير الذي حققته الصين في مجال إعـادة بناء نظام الضمان الاجتماعي على مدار الأعوام الأخيرة، لا يزال لزاما عليها أن توفر 30 الـ لمواطنيها مستوى من الحماية يتناسب مع قوتها الاقتصادية، فلا يزال السكان يكابدون من أجل تحمل التكاليف الباهظة للسكن والرعاية الصحية والتعليم ورعاية المسنين حتى في المدن الكبرى مثل بكين وشنغهاي، التي ترتفع فيها دخول الأسر نسبيا. إن تشجيع المدخرين على العودة إلى الإنفاق يستوجب من الصين أولا أن تجعل السكن في المدن الكبرى أيسر تكلفة. وقد يسهم بناء معروض كـاف من الإسكان الحكومي العام وتوفير إيجارات طويلة الأجـــل في المناطق الحضرية وضـ ن استيفاء تلك الشقق والمنازل معايير الأمان والجودة العالية بجميع أنحاء البلاد في تثبيط نزعة الادخــار بين الأسر وتشجيع الاستهلاك الحالي بصورة أكبر، خاصة بين الفئات الأصغر سنا. إضافة إلى الإسكان ميسور التكلفة، يمثل تقديم الدعم المالي للأسر من خلال برامج الرعاية الاجتماعية أمرا حيويا لاستعادة ثقة المستهلكين، إذ يتحتم على واضعي السياسات في الصين إعادة تخطيط الإنفاق المالي الحكومي من أجل تخفيف العبء الثقيل عن كاهل الأسر التي تكافح من أجل الوفاء باحتياجاتها الأساسية. وقد تؤدي زيادة إجراءات وصور الحماية الاجتماعية وتقديم مزيد من مزايا الرعاية الاجتماعية للأسر ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة إلى زيادة الإنفاق وإيجاد مسار أكثر استدامة للتنمية للعقود المقبلة. أما لو أحجمت الصين عن القيام بإصلاح جوهري للسياسة المالية ونظام الضرائب، فمن الممكن أن تشكل المدخرات الفائضة للأسر عائقا أمام الآفاق الاقتصادية طويلة الأجــل للبلاد. وقـد اعتمدت الصين في العقود الأخيرة على استراتيجية نمو يقودها الاستثمار وتتغذى على الائتمان لتعزيز الطلب الكلي وتعويض تباطؤ الاستهلاك. غير أن تمسك الحكومة بتلك الاستراتيجية طول العقد الماضي ساعد حتما على إيجاد فقاعة مضاربة عقارية جعلت تكلفة السكن فوق طاقة كثيرين وأسهمت في التباطؤ الاقتصادي الحالي الذي تشهده البلاد. لم يفت الأوان بعد لتغيير المسار. فقد بلغ اقتصاد الصين نقطة محورية، وأضحى لدى الحكومة الموارد والقدرة الكافية لتنفيذ سياسات مالية وأخرى للرعاية الاجتماعية تستهدف الأسر بدلا من الصناعات وجعل مثل هذا النظام المالي متوافقا مع تنمية اقتصادية صحية طويلة الأمد. لكن يجب على الحكومة أولا اتخاذ خطوات فورية لزيادة الحماية الاجتماعية وزيادة الإنفاق في مجال الرعاية الاجتماعية، لمصلحة الأسر منخفضة ومتوسطة الدخل. إذا زاد واضعو السياسات الصينيون الإنفاق على الأسر، فسيجدون استعدادا أكبر للإنفاق من جانب الأسر. خاص بـ«الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت بلغ اقتصاد الصين نقطة محورية، وأضحى لدى الحكومة الموارد والقدرة الكافية لتنفيذ سياسات مالية وأخرى للرعاية الاجتماعية، تستهدف الأسر بدلا من الصناعات، وجعل مثل هذا النظام المالي متوافقا مع تنمية اقتصادية صحية طويلة الأمد. لكن يجب على الحكومة أولا اتخاذ خطوات فورية لزيادة الحماية الاجتماعية . تشانج جون * عميد كلية الاقتصاد في جامعة فودان ومدير مركز الصين للدراسات الاقتصادية ـ شنغهاي ستيفن س. روتش * رئيس مجلس إدارة مورجان ستانلي - آسيا سابقا، وعضو هيئة التدريسفي جامعة ييل
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=