aleqt: 07-03-2023 (10739)

الرأي لا شك أن الزيادة في مدخرات الأسر الصينية العام الماضي كانت غير عادية، وتعكس عدم قدرة المستهلكين على الإنفاق نتيجة عمليات الإغلاق الصارمة في الصين التي استهدفت الوصول بحالات الإصابة بفيروس كورونا إلى الصفر، ما أجبر الملايين على البقاء في منازلهم فترات امتدت إلى شهور أحيانا في المرة الواحدة. » 2 من 1 معضلة المدخرات الصينية .. النتائج والحلول « تعاظم حـجـم الـــودائـــع في البنوك الصينية العام تريليون يـوان 26.3 المــاضي بمـقـدار تريليون دولار أمريكي"، وفقا 3.9" صيني لبيانات أعلنها أخيرا البنك المركزي الصيني المعروف ببنك الشعب الصيني. وقفزت تريليون 17.8 مـدخـرات الأسر بمقدار ، حيث سجلت نموا بأكثر 2022 يوان في من خمسة تريليونات يوان في الشهرين الأخيرين من العام بمفردهما، مدفوعة باستراتيجية الصين الصارمة لاحتواء مرض ، التي ألغتها 19 - فيروس كورونا كوفيد الحكومة في كانون الأول (ديسمبر). بالنسبة إلى كثير مـن الاقتصاديين والمحللين الغربيين، تمثل هذه المدخرات التي يطلق عليها "مدخرات فائضة" طلبا مكبوتا قد يفضي إلى موجة من "الإنفاق الانتقامي" هذا العام، وتحريك التعافي الاقتصادي العالمي. لكن رغم التوقعات بأن تشهد الصين تعافيا في الاستهلاك هــذا الـعـام، يرجح أن تحافظ الأسر الصينية على مستوى أعلى من الادخـار التحوطي على المدى الطويل. لا شك أن الزيادة في مدخرات الأسر الصينية العام الماضي كانت غير عادية، وتعكس عـدم قـدرة المستهلكين على الإنفاق نتيجة عمليات الإغلاق الصارمة في الصين التي استهدفت الوصول بحالات الإصابة بفيروس كورونا إلى الصفر، ما أجـ الملايين على البقاء في منازلهم فترات امتدت إلى شهور أحيانا في المرة الواحدة. والآن وبعد أن تخلت الصين عن هذه السياسة، فتحت الأبـواب على مصاريعها، وبــات منطقيا أن تتدفق تلك المدخرات المكبوتة لترفع وتيرة الاستهلاك. لكن ليس كل فائض مدخرات يعكس كبتا في إنفاق المستهلك، إذ تعكس نسبة كبيرة للغاية من الزيادة في الودائع الطبيعة الاحترازية اختيار الأسر الادخار. فقد اعتادت الأسر الصينية الادخـار في صور استثمارات سكنية ومالية في المقام الأول، غير أن تلك الأسر أرجـأت العام الماضي عمليات شراء المساكن وانسحبت من سوق الأسهم والسندات والأصـول المالية الأخرى ضعيفة الأداء، وفضلت الاحتفاظ بأموالها في ودائـع مصرفية. وبحسب تقديرات عـديـدة، تراجعت عمليات شراء المساكن بمقدار يراوح بين ثلاثة وأربعة تريليونات يوان تقريبا في ، مدفوعة في الغالب بتوقعات 2022 المستثمرين باستمرار التراجع الاقتصادي. حتى لو عاد الإنفاق الاستهلاكي إلى معدله الطبيعي هذا العام، فمن المرجح أن تمتنع الأسر الصينية عن وضع مدخراتها المكتسبة بشق الأنفس في استثمارات سكنية أو أسهم، نظرا إلى تزايد حالة عدم اليقين، ومن ثم ستبقى الودائع المصرفية أعلى. يظهر استقصاء لتوجهات الأسر أجراه بنك الشعب الصيني خلال الربع الثالث من العام الماضي استمرار ميل الأسر الصينية في المائة فقط 22 إلى الادخار، حيث أعرب من المشاركين في الاستقصاء عن رغبتهم 58.1 في شراء مزيد من الأشياء، مقابل في المائة قالوا إنهم يتطلعون إلى زيادة في المائة ذكروا أنهم 19.1 مدخراتهم، و يودون التوسع في الاستثمار. ويعكس هذا الاستقصاء جزئيا نزعة راسخة بين سكان الصين، إذ لم يكن لعقدين من النمو القوي في الدخل تأثير كبير في معدل ادخـار الأسر. لكن هذا يعكس أيضا حذرا مستمرا من الاقتصاد، مع نـزوع الأسر الصينية فيما يبدو إلى البعد عن المخاطرة والتأهب للأيام الصعبة، ولا سيما أنها تناضل بالفعل للتأقلم مع التكاليف المرتفعة للسكن والتعليم والرعاية الصحية... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت «أرامكو» التايوانية المتابع للحالة الاقتصادية عالميا اليوم يسمع كثيرا عن "أرامكو" السعودية بحكم مركزية الطاقة في الجدل حول سوق الطاقة، ودورهـا المركزي في استقرار العرض والاستثمارات الرأسمالية المتواصلة في القطاع والاهتمام بتحولات الطاقة، وبالتالي أهمية "أرامكو" للاقتصاد الوطني باعتبارها شركة ذات مـؤشرات عالمية ثابتة وناجحة، وتعد أكثر أهمية للاقتصاد العالمي. وفي بعد اقتصادي آخر لا يخلو من الجدل أيضا، تذكر شركة . الجدل حول الشركة TSMC تايوان لصناعة أشباه الموصلات بسبب الصراع الاقتصادي الذي أخذ شكلا حمائيا في ردات فعل متشابهة بين الصين وأمريكا. الشركة أصبحت ربما الأكثر أهمية في المائة من الموصلات الأكثر 90 عالميا بسبب حيازتها نحو تقدما في صناعة محورية، ويقول عنها بعض المهتمين إنها نفط مليار دولار حتى بعد 465 القرن الحالي. تبلغ قيمتها السوقية التصحيح المؤثر في سوق الأسهم. المقارنة بين الشركتين بسبب الأهمية فقط، ولذلك بغرض تسليط الضوء على الأهمية عالميا ووطنيا، لأن الشركة التايوانية قد لا تكون معروفة للبعض. الشركة دخلت الجدل الاقتصادي بسبب خطتها لاستثماراتها مليار دولار لتأسيس مجمع 40 في أمريكا بمبالغ تصل إلى موصلات متقدم في ولاية أريزونا. الاستثمار تعبير عن خطة مليار 52 أمريكية حكومية من خلال برنامج دعم يصل إلى نحو دولار للشركة وشركات أمريكية وكورية أخرى بهدف إعادة توطين هذه الصناعة في أمريكا بعد أن هجرتها إلى آسيا، فبعد أن نشأت في المائة من 13 الصناعة في أمريكا لم تعد أمريكا تصنع إلا نحو احتياجاتها والبقية في تايوان وكوريا واليابان. الأخطر من منظار أمريكي أن الصين شرعت في توطين الصناعة، وبالتالي منافسة أمريكا في كل صناعة توظف الحاسبات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والموصلات والأدوية وغيرها. كلاهما يرى أن الصناعة استراتيجية. هذه الصناعة أصبحت أكثر دقة وأعلى تكلفة لتأسيس مصنع، إذ يذكر بعض المختصين أن المصنع الواحد للمتقدم منها لا تقل تكلفته عن عشرة مليارات دولار. في أمريكا، إذ أسست مصنعا TSMC هذه ليست أول تجربة لـ عاما ولم تكن تجربة مغرية لأسباب منها اختلاف التكلفة 25 قبل والثقافة، وبالتالي واضح أن اقتصادات الصناعة أفضل في تايوان والدول الآسيوية منها في أمريكا أو أوروبا. ربما بسبب تقدم الصناعة وخصائص اقتصاداتها أصبح التصميمفي أمريكا وفي أوروبا إلى حد أقل بينما التصنيع أصبح تخصصدولشرق آسيا. الناحية التخصصية ، الذي يعرف الصناعة TSMC والتكلفة جعلت مورس شانق مؤسس في أمريكا تماما، لأنه عمل لعقود مع تكساس إنسترومنت ورئيسها السابق، يصرح بنقد لتوجه الشركة، وليس الوحيد في تايوان، خوفا على نقل التقنية والمصالح إلى دول منافسة. يقول مـورس وآخـرون إن اختلاف الظروف يجعل استثمار الشركة غير مناسب. فمثلا يقول إن لدى الشركة في تايوان منظومة متكاملة لا يمكن نقلها إلى بلد مختلف بتكليف أعلى بكثير. فالعلاقة بين الشركة وسلاسل الإمداد موثوقة والتواصل سهل من خلال قطار واحد، خاصة أن هناك بعض الصناعات الكيميائية. كذلك تكاليف الإنشاءات في أمريكا أربعة أضعاف مثيلاتها في تايوان بسبب التكاليف المباشرة والأجور والتراخيص، ففي تايوان جهة واحدة بينما في أمريكا هناك منافسة بين الحكومه الفيدرالية والولاية والإقليم في الشروط ومحاولة الاستفادة الضريبية. لكن ربما الأهم النواحي البشرية والمعرفية. فالأجور في أمريكا أعلى والمعرفة التصنيعية أقل، خاصة أن هناك منافسة كبيرة على الفنيين والمهندسين. لذلك تحذير مورس مهم جدا، إذ يقول ربما تغيرت أمريكا للأسوأ. في الأخير لا بد من قراءة الاستثمار من زاوية جيوسياسية في ظل المنافسة مع أمريكا وأخطار حرب بين الصين وتايوان/أمريكا. يقول المدير المالي للشركة إنها ستحافظ في المائة رغم ارتفاع التكاليف 53 على هامش الربح الإجمالي عند ، حينه 2024 وذلك بتمريرها إلى عملائها. المصنع يستهدف نهاية سنعرف أكثر عن طبيعة السوق وحالة الشركة. قراءة في خطة السلام الصينية حول الحرب الأوكرانية يتساءل المراقبون لمـاذا انتظرت بكين عاما كاملا قبل أن تطرح أخيرا خطتها لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟ هل مثلا كانت تنتظر أن يحسم حلفاؤها الـروس الأمـر سريعا؟ أم أنها انتظرت حتى باتت الحرب تؤثر فيها اقتصاديا وتجاريا؟ أم أنها انتظرت إلى حين تأزم الوضع تماما لكي تضطر الأطراف المتورطة في الحرب إلى قبول مساعيها فلا تفشل، وبالتالي يدين لها العالم بإنقاذ البشرية من حرب عالمية ثالثة؟ لا أحد يعلم الإجابة إلا القيادة الصينية نفسها. فعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسيماكرون وزعماء أوروبيين آخرين شجعوا الصين العام الماضيعلى التوسطفي النزاع، باعتبارها دولة كبرى تحظى بعلاقات وثيقة مع طرفي الحرب، إلا أن ذلك لم يقابل وقتها بحماس من قبل العملاق الصيني الذي انتظر حتى الأسبوع قبل الماضي، ليطرح وزير خارجيته وانج يي، خلال نقطة. 12 زيارته لأوروبا، خطة سلام من لكن يبدو أن هذه الخطة الصينية، التي حاولت أن تمنح طرفي النزاع بعض المكاسب لكيلا يتم رفضها، في طريقها إلى الفشل لأسباب كثيرة. أولها، إصرار أوكرانيا على مواصلة الحرب حتى استرداد آخر بوصة من أراضيها المحتلة، فضلا عن أنها ترى في الصين دولة غير محايدة، ولعل ما زاد الأمر سوءا أن وزير الخارجية الصيني حمل خطة السلام إلى موسكو، ولم يكلف نفسه بزيارة كييف لعرضها على قادتها. وثانيها، مواصلة واشنطن تقديم دعمها العسكري إلى أوكرانيا دون تردد، واستحالة أن تسمح الإدارة الأمريكية للصين بتحقيق نصر دبلوماسي يبرزها كقوة سلام عالمية، خصوصا مع اتهام أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، الصين بالقيام بدور مزدوج يتمثل في طرح مبادرة سلام من جهة والاستعداد لتزويد الروس بالسلاح من جهة أخرى. وثالثها، تأكيدات موسكو بأنها لا تقاتل الأوكرانيين وإنما تقاتل الغرب بأكمله حماية لحدودها ووجودها. والحقيقة أن الصين نفسها لم تكن واثقة بنجاح خطتها بدليل ما قالته صحيفتها الناطقة بالإنجليزية والمملوكة للحزب الحاكم "جلوبال تايمز" من أن إنهاء الحرب يعتمد أولا وأخيرا على مدى استعداد طرفيها الأوكراني والروسي للجنوح إلى السلم، وأن أجـواء الاستعداد لتفاوضهما على حل سلمي غير ناضجة ولا تزال بعيدة، ملقية السبب على تدخلات واشنطن ودول حلف الناتو. والحقيقة الأخرى هي أن الخطة الصينية من وجهة نظر عديد من المراقبين تنقصها الوضوح ويكتنفها التناقض، الأمر الذي سمح لكل طرف من أطراف النزاع أن يأخذ منها ما يناسبه فقط. فقد طابت للأوكرانيين مثلا الفقرة التي تتحدث عن وجوب حماية سيادة واستقلال وسلامة أراضي جميع الدول، وفقا للقوانين الدولية ومبادئ الأمم المتحدة. لكن المفارقة هنا أن بكين وهـي تقر هـذا المبدأ قامت في وقت متزامن مع طرح خطتها السلمية، بالعودة إلى استخدام الأسماء الصينية لمدن ومناطق خسرتها لمصلحة روسيا خلال القرن ، وكأنها تشكك في 20 وأوائل القرن الـ 19 الـ سيادة روسيا على كامل ترابها. وحول هذا شباط (فبراير) ما 20 كتب أحد معلقيها في مفاده أن الشعب الصيني فقد نحو مليوني كيلومتر مربع من الأراضي تقع الآن في الشرق الروسي وبعض دول آسيا الوسطى لمصلحة الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي بموجب معاهدات غير متكافئة. أما الروس فقد سعدوا بعدم تطرق الخطة الصينية صراحة إلى ضرورة انسحابهم من شبه جزيرة القرم أو من منطقة دونباس وغيرهما من تلك التي يطالب الرئيس الأوكراني زيلينسكي روسيا بالجلاء عنها، كشرط لدخوله في مفاوضات سلام معها، وسعدوا بتشديدها على أخذ المخاوف الأمنية لكل الـدول على محمل الجد ووقف العقوبات الأحادية. ولعل ما أسعد الــروس أكـ أن الخطة الصينية ألقت، في فقرات عديدة، باللائمة لكل ما جرى ويجري في أوكرانيا على الولايات المتحدة وحلف الناتو، مع انتقاد لاذع لتسببهما في الصراعات وتصعيد الموقف وفرض العقوبات الاقتصادية وتوسعة الكتل العسكرية بحجة ضمان الأمـن الإقليمي. والمعروف أن شيئا من هذا القبيل ورد أيضا في كلمة السفير فبراير، 23 الصيني لدى الأمم المتحدة في التي قال فيها إن على الدول المعنية "يقصد الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي" أن تتوقف عن إسـاءة استخدام العقوبات الأحادية و"الولاية القضائية طويلة المدى"، وأن تفعل شيئا مفيدا لتخفيف التوترات بدلا من تصعيدها. الجدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت أخيرا قرارا غير ملزم يدعو روسيا إلى سحب قواتها من أوكرانيا، وحصل دولة، بينما صوتت 143 القرار على موافقة ضده روسيا وبيلاروسيا ونيكاراجوا وسورية وكوريا الشمالية وأريتريا ومالي. أما الصين، ومعها الهند وفنزويلا وإيران فقد امتنعت عن التصويت. وفسر البعض هذا الموقف الصيني آنذاك بأنه موقف محايد تتطلبه خطة صينية متوقعة لإنهاء الحرب، وأنه أيضا بمنزلة تفنيد لمزاعم الأمريكيين بأنها تؤجج الصراع من خلال إرسال الأسلحة إلى روسيا. هذه المزاعم التي سخر منها البعض بقوله إن بكين أذكى من أن تورط نفسها في حرب مجهولة النتائج لا علاقة لها بها، فيقوم الغرب بفرض عقوبات مشددة عليها تحرمها من تجارتها مع أوروبا والولايات المتحدة التي تبلغ قيمتها تريليون دولار. يبدو أن هذه الخطة الصينية، التي حاولت أن تمنح طرفي النزاع بعض المكاسب لكيلا يتم رفضها، في طريقها إلى الفشل لأسباب كثيرة. أولها إصرار أوكرانيا على مواصلة الحرب حتى استرداد آخر بوصة من أراضيها المحتلة، ناهيك عن أنها ترى في الصين دولة غير محايدة، ولعل ما زاد الأمر سوءا أن وزير الخارجية الصيني حمل خطة السلام إلى موسكو، ولم يكلف نفسه بزيارة كييف لعرضها على قادتها. NO.10739 ، العدد 2023 مارس 7 هـ، الموافق 1444 شعبان 15 الثلاثاء 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com تشانج جون * عميد كلية الاقتصاد في جامعة فودان ومدير مركز الصين للدراسات الاقتصادية ـ شنغهاي د. عبد الله المدني * أستاذ في العلاقات الدولية Elmadani@batelco.com.bh @AlfawazHamd فواز بن حمد الفواز

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=