aleqt: 07-03-2023 (10739)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية لقد أعطانا إيلون ماسك شخصا ما نلومه على حقيقة أن "تويتر" يبدو فظيعا للغاية هذه الأيـام، لكنه بعيد كل البعد عن كونه منصة الإنترنت الوحيدة التي تبدو فظيعة. "فيسبوك" في حالة من الفوضى. يخبرني الشباب أن "إنستجرام" قد دمر نفسه بسعيه ليكون مثل "تيك تـوك"، وأن "تيك تـوك" لم يعد كسابق عهده. لن أعرف عن أي مما سبق. ما أعرفه هو أن "أمازون"، التي اشتهرت سابقا بتوفير تجربة تسوق مذهلة عبر الإنترنت، تتباهى حاليا بموقع إلكتروني يئن من إعلانات غير مرغوب فيها. يحب ماسك أن يكون محور كل دراما، لكن هناك شيئا له تأثير أكبر وأوسع من مكابدته. صـاغ الكاتب والناشط كـوري دكتورو مصطلحا لا ينسى لاتجاه انهيار المنصات إلى هذا التردي. كتب في كـانـون الـثـاني (يناير)، "هكذا تنتهي المنصات. أولا، تكون مفيدة لمستخدميها. ثم تستغل مستخدميها لـي تحسن الأمـور لعملائها من الشركات، أخيرا، تسيء معاملة عملائها من الشركات هؤلاء لاستعادة كل القيمة لنفسها". لعله مجرد حنين إلى الماضي، ومثل هذه الشكاوى مجرد تذمر ساخط من مجموعة انقطعت عن المنصات من المستخدمين الأوائل. أو يمكن أن يكون تأثير "الرياح المعاكسة"، المألوف لأي راكب دراجة، وهو أنك تلاحظ دائما الرياح المعاكسة لكنك تعد الرياح الخلفية أمرا مسلما به. بالمثل، كلما تغيرت منصة ما، ننشغل بما هو أسوأ، وسرعان ما ننسى ما هو أفضل. هذه السلبية منطقية من منظور تطوري، ربما يكمن سر السعادة في التركيز على ما يسير على ما يرام، لكن سر البقاء يكمن في الانتباه إلى ما يجري على نحو سيئ. مع ذلك، أنا متأكد تماما من أن مفهوم التردي حقيقي. تم وصف الفكرة الأسـاسـيـة في الأدبـيـات الاقتصادية بإيجاز في الثمانينيات، قبل ظهور الشبكة العنكبوتية الـعـالمـيـة. يفتقر المـنـظـرون الاقتصاديون إلى موهبة دكتورو الفذة في إطـ ق مصطلح عليه، لكنهم بالتأكيد يعرفون كيفية إعداد نموذج رسمي لمنتج يلحقه الخراب. هـنـاك مـسـألـتـان مترابطتان في الحسبان. الأولى أن منصات الإنترنت تظهر تأثيرات الشبكة، يستخدم الناس "فيسبوك" لأن أصدقاءهم يستخدمون فيسبوك، يستخدم البائعون "أمازون" لأنها مكان وجـود المشترين، في حين يستخدم المـشـ ون "أمـــازون" لأنها مكان وجود البائعين. الثانية، يتكبد الأشخاص الذين يستخدمون هذه المنصات تكاليف تبديل إذا رغبوا في الانتقال من منصة إلى أخــرى. في حالة "تـويـ "، تكلفة التبديل هي متاعب إعادة بناء هيكل علاقاتك الاجتماعية باستخدام بديل مثل منصة ماستودون، حتى لو استخدمه جميع الأشخاص الذين تعرفهم في "تويتر" نفسهم. في حالة "أمــــازون"، تتضمن تكلفة التبديل توديع الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية المقفلة رقميا إذا انتقلت إلى مـــزود مختلف. دكتورو مفتون بالطريقة التي يمكن بها تحويل تكاليف التبديل هذه إلى سـ ح. تصف قصته القصيرة محمصة خبز تقبل خبزا من خبازين مرخصين فقط. كل من تكاليف التبديل وتأثيرات الشبكة توصل المنصات عادة إلى التردي، لأن مزودي المنصات يرون في المستخدمين الأوائل استثمارا في الأربـــاح المستقبلية. تعمل المنصات بخسارة لأعوام، وتدعم المستهلكين - وأحيانا الموردين - في محاولة للنمو في أقـرب وقت ممكن. حين تؤخذ تكاليف التبديل في الحسبان، يتمثل المنطق في أن تجذب الشركات عملاء بوسعها استغلالهم لاحـقـا. حـ تطبق تأثيرات الشبكة، تحاول الشركات جذب عملاء لأنهم سيجذبون آخرين سيتم استغلالهم. فيكلتا الحالتين، الاستغلال هو الهدف، وسيوصي دليل تعظيم الربح بإبرام صفقات تليها عمليات نهب. الآن نتطرق إلى السؤال الذي لا يمكن أن يطرحه ســوى خبير اقتصادي، هل هذا سيئ؟ ربما لا. "الصفقة، ثم النهب" هو منحنى سردي مزعج لأي عميل، لكن إذا كانت تلك الصفقات المبكرة جيدة بمـا يكفي، ربمــا يمـي العميل قدما في الصفقة في النهاية. يمكن للمنافسة من أجل دخـول السوق أن تكون قوية ونشطة وتركز على العملاء مثل المنافسة في السوق. سيبدو كل شيء هو نفسه للعملاء. حتى لو تم إغداق الأشياء المجانية على أحد المستخدمين الأوائل، أو توفير منتجات ورسوم شحن أقل بكثير من التكلفة، فإن ما سيدركونه حـ تـفـرض قـوانـ الجاذبية الاقتصادية نفسها من جديد هو - حسنا، بلغنا مرحلة التردي. في حين أنه من الممكن نظريا أن تسير المنافسة على نحو جيد حتى عند وجود تأثيرات الشبكة وتكاليف التبديل، فمن الأفضل افتراض أنها تعيق التقدم. جادل بول كليمبيرر، أحد رواد نماذج تكلفة التبديل، بأن سلطات مكافحة الاحتكار يجب أن تحاول ضمان التوافق بين المنصات المنافسة، وخفض تكاليف التبديل، والضغط ضد قدرة أي شركة على احتكار الشبكة. هذا يعني زيادة قابلية التشغيل البيني، القدرة على إرسال منشورات إلى أصدقائك على "فيسبوك"، وقراءة منشوراتهم، حتى لو قررت مـغـادرة "فيسبوك" واستخدام شبكة اجتماعية مختلفة، إمكانية إخــراج كتبك الإلكترونية وكتبك الصوتية من نظام "أمازون" (فقد دفعت ثمنها في النهاية)؛ إمكانية وضع أي نوع من الحبرفيطابعتك، وأي نوع من الشفرات في ماكينة الحلاقة، وأي نـوع من الخبز في محمصة الخبز. لا يمكن ضمان قابلية التشغيل البيني بموجب القانون. هناك حالات صعبة كثيرة، ومناطق رمادية كثيرة، وعقبات فنية قانونية كثيرة. لكن يمكن للجهات المنظمة العمل على افتراض لمصلحة قابلية التشغيل البيني، كما يفعلون عند تبديل مـزودي خدمات الهاتف أو إجراء التحويلات بين البنوك. لا تستطيع قـوى الـسـوق حل كل مشكلة، لكن يمكنها الإسهام بالكثير. وتعمل على نحو أفضل إذا كان المستخدمون أحرارا في المجيء والـذهـاب. كل شيء في اقتصاد السوق أمامه احتمال بلوغ التردي، يمكن أن تتأخر شركة سيارات الأجرة في كل مرة، ويمكن لمطعم صغير محلي تـرتـاده أن يقدم وجبات جاهزة مسخنة، ويمكن للمقهى مضاعفة أسعاره. لكنهم لا يفعلون ما سبق، لأنهم يعلمون أنك ستغادر ولن تعود أبدا. يوجد درسفي ذلك للمنصات - وأولئك الذين ينظمونها. تويتر فظيع هذه الأيام، فيسبوك في فوضى، وإنستجرام دمر نفسه بسعيه ليكون مثل تيك توك، وتيك توك لم يعد كسابق عهده. هكذا تنتهي منصات التواصل الاجتماعي تنتهي دورة حياة التطبيقات حين تركز على الاستغلال. من لندن تيم هارفورد لقد كـان العقد المـاضي سيئا لمن يعتقد بأن قوة التصويت في الشركات والملكية الاقتصادية يجب أن يرتبطا. بعد أن قــررت كـل مـن شركتي وفيسبوك في 2004 جوجل في أنه ليس بالإمكان تقييد وادي 2012 السيليكون بالمساهمين العامين، أدى ازدهـــار قطاع التكنولوجيا الـذي يغذيه رأس المـال الخاص إلى انتشار الشركات ذات هياكل أسهم الفئة المزدوجة. لذا، أعطى عـدد قياسي من عمليات الإدراج 2021 في الـولايـات المتحدة في مزيدا من الأصـوات للمؤسسين أو بعض المساهمين، ومعظمها دون بند الانقضاء المحدود زمنيا الذي تفضله المؤسسات الاستثمارية. ابتعدت الأسواق في دول أخرى عن القاعدة الافتراضية التي تمنح صوتا واحدا للسهم الواحد. سمحت سنغافورة وهونج كونج بـإدراج أسهم الفئة المـزدوجـة بـدءا من . حتى المملكة المتحدة - التي 2018 تعد داعية لديمقراطية المساهمين نـوعـا مـا - قـد خففت مـن تلك القاعدة، الأمر الذي سمح بأسهم الفئة المزدوجة المقيدة بحد زمني مدته خمسة أعوام. يبدو من هذا أن المستثمرين قد خسروا المعركة ضد الهياكل التي ترسخ مصالح من هم في الداخل. لكن ليس بهذه السرعة، فقد بدأت للتو معركة أخرى. مـا يميز ذل ـك هـو أن الـزيـادة في الـ كـات التي يسيطر عليها حامل أسهم تصويت رئيس قد واجـهـت معارضة مؤسسية على ما يبدو أنها عنيدة. أدى كل من الأداء السريع والقوي للتكنولوجيا الأمريكية وجرعة كبيرة من الخوف مــن إهــــدار الــفــرص، إلى شراء المستثمرين على أي حال على الرغم من مخاوفهم. لكن عندما أجرت مجموعة إنستيتيوشينال شيرهولدر سيرفيسيز " آي إس إس" لاستشارات التصويت استطلاعا حــول رأي ،2021 المستثمرين الأمريكيين في في المائة منهم اتخاذ موقف 94 أيد أكثر صرامـة بشأن هياكل الإدارة الضعيفة مثل حقوق التصويت غير المتكافئة. فيما حصل مسح مشابه في أوروبا القارية في العام الذي في المائة. 75 يليه على تأييد بـ عــ خلفية ذلــــك، أدخـلـت الشركة الاستشارية سياسة توصي بالتصويت ضـد أعـضـاء مجالس الإدارة في الشركات الأمريكية ذات الهياكل المزدوجة، ماحية تسامحها السابق مع الشركات المدرجة قبل . لكن هناك استثناءات قليلة، 2015 ولا سيما للشركات المدرجة حديثا ببند انقضاء لا يزيد على سبعة أعوام. هل سيحدث ذلك أي فرق؟ من الجوهري لهذا النقاش الدؤوب أن هذه الشركات يمكنها ببساطة تجاهل تصويت العامة. لكن، كما يقول كريشنا فيراراجافان، الشريك في بول فايس، هي "نقطة ضغط أخرى"، بالنظر إلى حساسية أعضاء مجلس الإدارة تجاه التصويت ضد عملهم. لكن ما هو غريب أن الخلاف الأكثر أهمية قد يأتي إلى أوروبا القارية. بـدءا من العام المقبل، ستوصي السياسة الجديدة بالتصويت ضد أعضاء مجلس الإدارة في الشركات ذاتحقوق التصويت غير المتكافئة. من خلال إنهاء الهدنة على هياكل التصويت المـتـعـددة، ستكون مجموعة آي إس إس في صراع مع ثقافة حوكمة الشركات الراسخة في كثير من أسواق أوروبا القارية، كما يقول ماركو بيشت، أستاذ المالية في جامعة ليبر دو براسيلز. كما تعتقد بعض دول أوروبـا - صوابا كان ذلك أم خطأ - أن لديها قانون تصويت غير متكافئ جيد يهدف إلى اتخاذ الـقـرارات على المدى الطويل والإدارة المسؤولة، بدلا من نزعة السيطرة الأمريكية البغيضة. هذه الاستثنائية الأوروبية تسوغها بـعـض المـــــ رات، في السويد، كانت الأسهم ذات الفئة المزدوجة سمة من سمات السوق عام تقريبا. يقول اتحاد 100 منذ الشركات السويدية، الـذي وصف الشهر الماضي خطوة "آي إس إس" بأنها "مثيرة للقلق"، إن أكثر من في المائة من رسملة السوق 70 في الـسـوق الرئيسة تستخدم هذا الهيكل. فيما كان آخرون أقل دبلوماسية، إذ نقلت وسائل الإعلام السويدية انتقادات بأن الطريقة التي تنوي بها "آي إس إس" سن السياسة تعد مثل "أساليب المافيا". تستشهد "آي إس إس" بدعم عملائها لها. أطلقت مجموعة من مالك الأصول بقيادة شركة رايلبين لخطط المعاشات التقاعدية العام الماضي "تحالف المستثمرين من أجـل الأصـــوات المتساوية" لشن حملة ضد أسهم الفئة المزدوجة. أمـا في أوروبـــا، فلن يضغطوا ضد المؤسسين غير المتعاونين أو المجالس الخاملة فحسب، بل ضد الذي 2014 صناع السياسة أيضا. منذ طرح فيه قانون فلورانج الفرنسي، تم تقديم برامج الولاء التي تقدم أصواتا إضافية إلى المستثمرين على المدى الطويل في أسواق مثل إيطاليا وبلجيكا وإسبانيا، والتي ستتأثر أيضا بتغيرات "آي إس إس". تشير الأدلة، وفقا للمعهد الأوروبي لحوكمة الشركات، إلى أنها لن تزيد من فــ ات الاحتفاظ "وإنــه يتم استخدامها بشكل حصري تقريبا من قبل المساهمين المسيطرين". لكن جاذبية أصوات الولاء في أوروبا هي بسبب تشجيع الإدراج في الأسواق حيث سيطرة العائلة هي العرف. دفع القلق بشأن حيوية البورصات الوطنية إلى مزيد من التحركات لمنح الشركات مزيدا من الحرية. اقترح حزب الرابطة اليميني الإيطالي الشهر الماضي تمديد حقوق التصويت المتباينة، بعد أن غادرت سلسلة من الشركات الإيطالية بما في ذلك "كامباري" و"إكسور" القابضة التابعة لعائلة أجنيلي إلى حيث المرونة الأكبر في هـولـنـدا. في كـانـون الأول (ديسمبر)، اقترحت المفوضية الأوروبية قوانين تسمح بهياكل تصويت متعددة لتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة سريعة النمو على الإدراج. تعرضت مجموعة "آي إس إس"، إضـافـة إلى نظرائها من مستشاري التصويت، إلى انتقادات شديدة في الولايات المتحدة من الجمهوريين الذين يشنون حربا ثقافية ضد الاستدامة والضغوط الاجتماعية على الـ كـات. وقد تواجه المجموعة انتقادات في أوروبا مشابهة لما واجهته الولايات المتحدة. ابتعدت الأسواق عن القاعدة الافتراضية التي تمنح صوتا واحدا للسهم الواحد، الاستطلاعات تشير إلى أن المستثمرين يريدون التراجع. سيطرة المستثمرين .. جبهة صراع جديدة مزيدا من الأصوات للمؤسسين أو بعض المساهمين. 2021 أعطى عدد قياسي من عمليات الإدراج في الولايات المتحدة في من لندن هيلين توماس في حزيران (يونيو) الماضي، عندما أسقطت المحكمة العليا في الولايات المتحدة قضية رو ضد ويد "التي كان حكمها يعطي المرأة الحق في اختيار الإجهاض"، بدأت النساء حذف تطبيقات تتبع الدورة الشهرية من هواتفهن. مع توقع أن يصبح الإجهاضغير قانونيفي بعض الولايات، خفن من استخدام البيانات لمقاضاة اللاتي تسعين إلى الإجهاض. هل كان هذا رد فعل مبالغا فيه، أم مجرد إدراك أننا دخلنا عصر الإلكترونيات الأورويلية؟ "نسبة إلى جورج ."1984 أورويل مؤلف رواية لدى كثير منا شعور مخيف وغامض بأن أجهزتنا قد تكون ، اتهم رجل بإحراق منزله في ولاية أوهايو 2016 ضدنا. في بعد أن ألقى جهازه لتنظيم ضربات القلب الشكوك حول مطالبته التأمينية بحريق عرضي. بعد ذلك بعامين، وجد أن أفرادا عسكريين أمريكيين يكشفون عن غير قصد مواقع قواعد الجيش السرية عبر تطبيق سترافا للياقة البدنية. لكن لم تمنعنا هذه القصص من الكشف عن بياناتنا. نحن نسمح بكل سرور للتطبيقات بالوصول إلى موقعنا وسجلات المكالمات والمعلومات الأخرى لأننا لا نتحلى بالصبر للوصول إلى أي خاصية جديدة سريعة نرغب فيها. لكننا بحاجة إلى الحكمة، لأن تحديا جديدا مقبل، كيف نحمي بيانات أدمغتنا. يتدفق الاستثمار على "التكنولوجيا العصبية" التي يمكنها تسجيل النبضات الكهربائية الصادرة عن الجهاز العصبي وتحليلها. توفر واجهات الدماغ-الحاسوب فوائد هائلة، كالمساعدة على تعافي مرضى السكتة الدماغية وتقليل نوبات الـ ع. يستخدم لاعبو الفيديو أجهزة التخطيط الكهربائي للدماغ التي توضع على الـرأس، وتتعقب الموجات الدماغية، للتحكم في الشخصيات التي تظهر على الشاشة. ويمكنها أيضا التعرف على اللحظة التي يفقد فيها سائقو الشاحنات التركيز. تستخدم أكثر من خمسة آلاف شركة في مجالات التعدين والبناء والصناعات الأخرى من أستراليا إلى جنوب إفريقيا هذه التكنولوجيا للتأكد من أن موظفيها يقظون ومستيقظون. هنا أشعر بالصدمة. في جعل السائقين يرتدون هذه الأجهزة، قد تنقذ الشركات الأرواح. لكنها تبدو أيضا وكأنها أداة محتملة للقمع- أداة يمكن تطبيقها بسهولة على أي موظف آخر يرغب رئيسه في معرفة متى يشرد ذهنه. تتفق مع ذلك عالمة الأعصاب نيتا فراهاني، أستاذة القانون والفلسفة في جامعة ديوك. في كتاب جديد لها بعنوان "معركة حماية دماغك، الدفاع عن حق التفكير بحرية في عصر التكنولوجيا العصبية"، تتنبأ بعالم يتحد فيه الذكاء الاصطناعي وعلم الأعصاب لغزو خصوصيتنا العقلية. هناك مخاوف من أن الحزب الشيوعي الصيني قد يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل تعابير الوجه وإشارات الدماغ للحكم على ولاء أعضاء الحزب. إن القدرة الجديدة على تتبع ما يجري في الدماغ البشري وفك شفرته تتطلب حديثا جادا حول كيفية استخدامها. تعتقد فراهاني أن التكنولوجيا العصبية مهيأة لأن تصبح "وحدة تحكم عالمية" لجميع تفاعلاتنا مع التكنولوجيا. طورت شركة ناشئة في نيويورك تدعى سيتي آر إل-لابس، اشترتها شركة ميتا، سوارا عصبيا يسمح لمرتديه بتشغيل الحاسوب أولا عن طريق حركات صغيرة للأصابع، ثم عن طريق الكشف عن نية الحركة. كما تصنع شركة نكست سينس، التي أنشأتها شركة ألفابت، سماعات أذن يمكنها اكتشاف البيانات العصبية. إن هـذه ليست قــراءة للأفكار حتى الآن. النبضات الكهربائية في الدماغ ليست هي الأفكار، ولا يمكن أن تعمل واجهات الدماغ-الحاسوب كأجهزة كشف الكذب. رغم ذلك، تحذر فراهاني من أن "الخوارزميات تتحسن في ترجمة نشاط الدماغ إلى ما نشعر به أو نراه أو نتخيله أو نفكر فيه". يتردد صدى ذلك في ورقة بحثية جديدة من مؤسسة تشاتهام الفكرية. يجادل البحث بأنه بينما يقدم الذكاء الاصطناعي فوائد هائلة، فإن مخاطره تشمل "اضمحلال الحريات الفردية عبر المراقبة واسعة الانتشار، واستبدال الفكر والحكم المستقلين بالسيطرة الآلية". يذكر التقرير أيضا أن القليل من استراتيجيات الذكاء الاصطناعي الكثيرة ومبادئ الحوكمة العديدة التي يتم تطويرها تذكر حقوق الإنسان. مع ذلك، فإن الحق في حرية الفكر يشمل الحق في الحفاظ على خصوصية أفكارنا، وعدم معاقبتنا عليها. لا يزال الجدل حول كيفية تنظيم التكنولوجيا العصبية في مهده. لكن عـددا من العلماء يضغطون من أجل "الحقوق العصبية". يدافع عالم الأعصاب رافائيل يوستي عن الحق في الخصوصية العقلية، "حتى لا يتم فك شفرة محتوى نشاطنا العقلي دون موافقتنا". لقد أصبحت تشيلي أخيرا أول دولة في العالم تدخل الحقوق العصبية في دستورها، وستصدر قريبا تشريعات لتنظيم التكنولوجيات التي تسجل نشاط الدماغ أو تغيره. بالنظر إلى ماضيها القريب الشمولي، قد تكون مدينة سانتياجو أكثر وعيا بالمخاطر من واشنطن أو لندن. تميل الديمقراطيات القديمة إلى إجراء الحديث نفسه حول كل تكنولوجيا جديدة. الخبراء يمجدون الفوائد، والمستثمرون يتراكمون، والاعتبارات الأخلاقية متروكة للجان المملة والحكومات التي لا تستطيع المواكبة. لقد تركت عواقب سلبيتنا لفترة طويلة تجاه وسائل التواصل الاجتماعي مجتمعاتنا تتصارع مع سلوكيات مزعجة للغاية، من الهوس بصورة الجسد إلى الراديكالية والانتحار. يجب ألا نرتكب الخطأ نفسه مع بيانات الدماغ. قد تكون التكنولوجيات محايدة، لكن الجنس البشري ليس كذلك بالتأكيد. هذا ليس شيئا أقوله كثيرا، لكن في حالة التكنولوجيا العصبية، اجلبوا المحامين. الحق في حرية الفكر يشمل الحق في الحفاظ على خصوصية أفكارنا وعدم معاقبتنا عليها. البشرية تسير غافلة نحو كارثة تكنولوجيةعصبية من لندن كاميلا كافنديش NO.10739 ، العدد 2023 مارس 7 هـ، الموافق 1444 شعبان 15 الثلاثاء 10

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=