aleqt: 06-03-2023 (10738)
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية يرسم مزيد من الـركـات البريطانية خططا لتحويل الإدراج في سوق الأسهم إلى الولايات المتحدة، كما يقول مصرفيون، وذلك في نزوح جماعي متزايد يهدد بتقويض جهود لندن لتنصيب نفسها مركزا حيويا للأسهم العالمية. أصبحت "سي آر إتش"، أكبر شركة لمواد البناء في الـعـالم، يـوم الخميس أحدث شركة تسعى للخروج من لندن، متبعة خطى مجموعة المقامرة فلتر التي من المقرر أن يصوت مساهموها على إدراج ثانوي في الولايات المتحدة في نيسان (أبريل). تناقش مجالس إدارات شركـات أخرى خطوات مشابهة، إذ تجذبها سـوق أكبر وأعمق، وتقييمات أعـ ، واحتمال وجود حكومة مستعدة لإنفاق مئات المليارات من الـدولارات على البنية التحتية، وفقا لكبار المصرفيين الاستثماريين. تـؤكـد سلسلة مـن عمليات المـغـادرة والانــتــقــالات المـرتـقـبـة مــن لـنـدن على صعوبة جذب المملكة المتحدة للشكات والاحتفاظ بها، على الرغم من محاولات الحكومة البريطانية إنعاش حي المال وجذب الشكات بعيدا عن البورصات المنافسة. يرى التنفيذيون الولايات المتحدة بيئة تحتضن نمـوا أعـ ، في حين يتحسرون على عدم اهتمام المستثمرين في المملكة المتحدة بسوقهم المحلية، ولا سيما صناديق المعاشات التقاعدية، التي تجنبت الأسهم البريطانية بشكل متزايد على مدى العقدين الماضيين. قال مايكل تـوري، مؤسس شركة أوندرا برتنارز الاستشارية: "لا يوجد مستثمرو أسهم محليون هنا –كل شيء آخر مجرد أمر عـرضي. لا يتعلق الأمـر بقواعد الإدراج أو الحوكمة أو متطلبات الأسهم الحرة. يتطلع المستثمرون العالميون إلى المستثمرين المحليين للحصول على إشـارة للتحقق من الاستثمار، وقد تلاشت هذه الإشارة المحلية ببساطة". تلقت لندن ضربة أخـرى بعد أن رفض سوفت بنك الأسبوع المـاضي إدراجــا في المملكة المتحدة لشكة تصميم الرقائق آرم، مقرها كامبريدج، على الرغم من جهود الضغط التي بذلتها الحكومة، والجهات التنظيمية، والمسؤولون التنفيذيون في البورصة. كما درست شركة النفط العملاقة شل التحول من إدراج لندن إلى نيويورك، في حين كانت مجموعة السباكة فيرجسون وشركة أبكام للتكنولوجيا الحيوية من بين الشكات، التي تخلت عن الإدراج في المملكة المتحدة العام الماضيلمصلحة الولايات المتحدة. تجاهل ديفيد شويمر، الرئيس التنفيذي لبورصة لندن، عمليات المغادرة الأخيرة، قائلا: "إننا أكبر مركز مالي دولي في العالم دون منازع، ونستمر في جذب كل من رأس المال والشكات التي لديها هذا النوع من المنظور الدولي". لكن شويمر أشار أيضا إلى تقلص استثمار صناديق المعاشات التقاعدية البريطانية في الأسهم المحلية، الأمر الذي عانته أسواق المال في لندن لأعوام. "انخفض المبلغ الــذي تم تخصيصه لأسهم المملكة المتحدة بشكل كبير على عاما الماضية لمصلحة الدخل 20 مدار الــ الثابت، وهـذا يثير بعض الأسئلة المهمة حقا". تراجعت الحيازات من أسهم الشكات المدرجة في بريطانيا في صناديق المعاشات والتأمين البريطانية من نحو تشكيلها نصف في المائة خلال العقدين 4 محافظها إلى الماضيين، وفقا لبيانات من "أوندرا". كـان هـذا التحول في تـوزيـع الأصـول مدفوعا جزئيا بتغيير محاسبي كبير عام ، الـذي أجبر الشكات على الاعـ اف 2000 بعجز صناديق المعاشات التقاعدية في ميزانياتها العمومية. اتجهت خطط المعاشات التقاعدية ذات الاستحقاقات المحددة، التي تعد بدفع معاشات تقاعدية للموظفين عند مستوى ثابت، أحيانا على أساس أجرهم النهائي، إلى السندات طويلة الأجل لتعويض التقلبات الكبيرة في التزاماتها، في استراتيجيات الاستثمار المدفوعة بالالتزامات، التي تجنبت الأسهم إلى حد كبير. أظهرت بيانات "أوندرا" أن حيازات صناديق المعاشات التقاعدية من الدخل الثابت في المملكة المتحدة ارتفعت في المائة 72 إلى 2000 في المائة عام 17 من .2022 عام قـال ريتشارد مـــاروود، رئيس الأسهم البريطانية في شركـة رويــال لندن أسيت مانجمينت، إن إصلاح المعاشات التقاعدية وحوافز الاستثمار في الأسهم المحلية ينبغي أن يكونا التركيز الأساسي للمملكة المتحدة. وأضاف أن سوق لندن عانت "تسرب" عمليات البيع التي ساهمت في فجوة التقييم مع الولايات المتحدة، ويفضل المستثمرون تجنب هذا "الدلو المثقوب" لمصلحة بديل نيويورك "الفائض". اندفعت استراتيجيات الاستثمار المدفوع بالالتزامات في أعقاب الميزانية "المصغرة" للمملكة المتحدة الخريف المــاضي. في مراجعة جرت الشهر المـاضي، أقرت لجنة الصناعة والمنظمين في مجلس اللوردات بأن متطلبات المحاسبة هي أحد الأسباب الجذرية لاعتماد الاستراتيجيات وقالت إن التغيير فشل في إدراك "الجانب الصعودي المحتمل من الاستثمار في محفظة واسعة من الأصول بما في ذلك الأسهم" بالنسبة إلى صناديق المعاشات. من جانبه، قال سيمون أولسن، شريك أســـواق المــال في شركـة ديلويت: "تمثل الأســــواق الأمـريـكـيـة تجمعا أقـــوى من المستثمرين، ومجموعة مقارنة أقوى وستمنح تقييما أفضل". كما أضاف أن بعض الشكات كانت تستعد للطروحات العامة في المملكة المتحدة بعد فشلها في الإدراج في الولايات المتحدة من خلال عمليات الاستحواذ ذات الأغــراض الخاصة أو الإدراج العادي على مدى العامين الماضيين. "بعد أن أدركت هذه الشكات أنها لن تحصل على ما توقعته في الولايات المتحدة، بدأت بالعودة إلى لندن الآن". يعد المستثمرون البريطانيون أكثر عزوفا عن المخاطرة وأكـ ارتياحا في التعامل مع القطاعات التقليدية، التي تهيمن على مؤشرات لندن، مثل التعدين والطاقة، ما يعوق بالتالي قدرة المملكة المتحدة على الاحتفاظ بشكات جديدة في قطاعات مثل التكنولوجيا ومساعدتها على النمو. كما أنهم يميلون إلى الإفراطفي الاعتماد على توزيعات الأرباح من أجل تحقيق العوائد، ما يؤدي إلى نقص الاستثمار. قال أحد كبار المصرفيين: "لم يتطور المستثمرون المحليون في المملكة المتحدة مع مرور الوقت"، مضيفا أن "لندن كانت يوما ما مركزا لشكات التعدين علىمستوى العالم، لكنها فقدت فرصة للتطور عندما سقط قطاع التعدين وصعد قطاع التكنولوجيا". كـ تشعر مجالس إدارات الشكات بالإحباط بشكل متزايد بسبب التدقيق في أجور المسؤولين التنفيذيين وما يرونه على أنه "كشف شكلي" على حوكمة الشكات في لندن. وتعرضت المدفوعات الكبيرة للإداريين في "سي آر إتـش" لانتقادات من النشطاء المناهضين للأجور المرتفعة، بينما صوت بعض المستثمرين ضدها. جذبت البورصات الأمريكية بقوة الشكات البريطانية وسط حالة من عدم الرضا عن السوق المحلية. قالت كاساندرا سيير، رئيسة أسواق المال الدولية في بورصة نيويورك، إن البورصة تواصلت كثيرا، وتحدثت إلى المصرفيين والشكات، وإن "في لندن خاصة، ينصب كثير من التركيز على جلب الشكات إلى الولايات المتحدة". تعد جاذبية لندن للشكات والمستثمرين جـزءا أساسيا من المـحـاولات الأخــ ة من الحكومة لتنشيط الحي المالي في لندن، من خلال "إصلاحات إدنــ ة"، التي تهدف إلى تمزيق قواعد الاتحاد الأوروبي لجعلها قادرة على المنافسة ضد المراكز المالية المنافسة. لتعزيز أسـواق الأسهم في لندن، ستعمل الحكومة على تجديد نشات طرح الشكات، وإعادة النظر في قواعد البيع على المكشوف، ومراجعة أبحاث الاستثمار. تعد هـذه المقترحات أهـم تحول في الخدمات المالية البريطانية منذ جيل، لكن المصرفيين قالوا إنها قد لا تكون كافية بالنظر إلى عوامل الجذب التي تتمتع بها البورصات الأخـرى، بما في ذلك التهديد الـذي تمثله سويسرا وأمستردام. في الوقت نفسه، رحيل "سي آر إتش" هو تذكير واضح بأن لندن متأخرة بالفعل في السباق للاحتفاظ بشكاتها الأكثر قيمة. "إذا كان لدى أي شخص أي شكفي أننا في حالة سيئة، فينبغي أن يدرك ذلك الآن على الأقل"، حسبما قال أحد مستشاري الحكومة. على الرغم من أن الاقتصاد العالمي يشهد ضعفا والتضخم يفاقم من أزمة تكلفة المعيشة، فــإن شركـــات الــطــ ان تتحدى الجاذبية. يبدو أن هناك طلبا قويا على الطيران في جميع أنحاء العالم. تـتـبـاهـى شركــــات الــطــ ان منخفضة التكلفة في أوروبا بفورة قياسية في الحجوزات، حيث لا تستطيع شركات الطيران الأمريكية إيجاد طائرات كافية لتلبية الطلب، كما قررت شركة أير إنديا أن الوقت قد حان للتقدم بواحدة من أكبر طلبات شراء الطائرات في التاريخ، حتى متاجر برايمارك اشتركت في هذا الحدث، إذ أعلنت الأسبوع المـاضي مبيعات قوية للأمتعة وملابس البحر. إضافة إلىذلك، الركاب يدفعون أسعارا مرتفعة مقابل التذاكر، وهـو ما يساعد شركـات الطيران الكبرى على العودة إلى تحقيق الـربـح، كـ أن مايكل أولــ ي، رئيس شركة رايان أير، الذي يجسد مفهوم التذاكر المخفضة، قد أعلن انتهاء حقبة الرحلات الجوية الرخيصة جدا. هذه المرونة المذهلة أربكت المستثمرين، الذين باعوا أسهمهم في شركـات الطيران في النصف الثاني من العام الماضي، عندما كانت التوقعات الاقتصادية قاتمة، مع علمهم أن شركــات الطيران لم تكن أبدا محصنة بالكامل ضد التقلبات الاقتصادية الشاملة. عادة ما ترتبط ثروات الصناعة ارتباطا وثيقا بنمو الناتج المحلي الإجـ لي والــدورات الاقتصادية. ولأشهر، كان هناك شعور أن بعض المديرين التنفيذيين والمحللين كانوا فيحالة قلق شديدفي انتظار التصدعات الأولى في الطلب. مع ذلك، هناك علامات تشير إلى أن الرحلات الجوية قد يكون أمامها مجال أكبر للنمو. مـن الـواضـح أن هـذه البيئة ليست طبيعية. لم تؤثر الجائحة على الطلب على رحلات العطلات الخارجية، مهما كانت العطلات المحلية ممتعة، بل على العكس زادتها. أو كما قال أوليري في ذروة الأزمـة: "كل من كان محبوسا في مكان إقامته ثم ذهب في عطلة إلى بوجنور ريجيس سيرغب في الذهاب إلى البرتغال وإيطاليا واليونان". عـــ وة عـ ذلـــك، كـ أشـار محللون في مــ ف باركليز، فـإن أغلبية من يسافر جـوا هم المسافرون الأكـ ثـراء على أية حال، وهم الأشخاص الذين عادة ما يذهبون في رحـ ت متعددة سنويا، ما يعني أن المستهلكين الرئيسينفي الصناعة منعزلون عن أسوأ ما في أزمة تكلفة المعيشة. بصراحة، جزء كبير من السكان، الذي سيتضرر كثير منهم بشدة جراء التضخم، نادرا ما يسافرون على أي حال. أكثر من ثلث سكان المملكة المتحدة لم يذهبوا في عطلة خارجية على الإطــ ق في ، وفقا لاتحاد "أيـه بي تي 2019 أيه" للسفر. لكنفي المقابل، لا يزال أصحاب الـدخـل المرتفع المحظوظون لا يستهلكون مدخراتهم، التي تراكمت خلال فترة الجائحة. قدر محللون في مورجان ستانلي في كـانـون الـثـاني (يناير) أن الأسر ما 2022 الأمريكية أنفقت في في المائة من "المدخرات 30 يقارب الفائضة" التي بلغت في مجموعها تريليون دولار، ما يترك لهم 2.7 حصانة كبيرة من التضخم. في الــوقــت الـــحـــالي، تبدو هذه العوامل التي تعزز الطلب المـكـبـوت عـ السفر لغايات الترفيه قوية. لكن، حتى لو تلاشت هــذه الـعـوامـل، فـ يــزال لدى شركات الطيران نوعان اثنان من المسافرين لتستعين بهم. أولا، هناك انتعاش يشهده السفر لأغـراض العمل، حتى لو لم يكن في الإمكان استرداد بعض منه بالتأكيد بسبب العمل عن بعد ومخاوف الشكات المتزايدة بشأن البيئة. قالت شركة أيه آي جي المالكة للخطوط الجوية البريطانية الشهر الماضي إن رحلات العمل في المــائــة من 70 عـــادت إلى مستويات ما قبل الجائحة، وهي في المائة 85 تستهدف العودة إلى منها. ثــانــيــا، مــن بـعـض الــركــاب الأكــ أهمية على الإطــ ق هم الذين يسافرون لزيارة الأصدقاء والأقــــارب، وعـــادة مـا يكونون مغتربين عادوا إلى الوطن. يمكن أن تبلغ هــذه الآثـــار الجانبية في 30 للعولمة إلى ما يصل إلى المائة من جميع الركاب، وقد أثبتت قدرتها على الصمود. إلى جانب نظرة اقتصادية أكثر إشراقا إلى حد ما، يمكن أن يكون التحدي الأكـ صعوبة في هذه الصناعة هو تحديد عدد الطائرات الإضافية التي ستطير. تجاوز كثير من شركات الطيران منخفضة التكلفة بالفعل مستويات الـطـ ان، التي كانت عليها قبل الأزمة، لكنشركات الطيران الكبرى كانت أكثر حذرا. وتقترب السعة الصيفية في أوروبا من مستويات في 8 ، ولكنها تنمو ببطء 2019 المائة سنويا للرحلات الإقليمية، وفقا لبنك باركليز. أدت بعض العوامل إلى تقييد السعة عـ مستوى الـعـالم، خاصة نقص الموظفين والطائرات وقطع الغيار، لم تكن الموجات المتكررة من اضطرابات السفر عاملا مساعدا. أوجـــدت قيود الـعـرض هذه ظـروفـا مواتية لأربـــاح شركـات الـطـ ان، حيث سمحت الزيادة في الطلب لشكات الطيران برفع أسعار التذاكر، وفقا لبريان بيرس، كبير الاقتصاديين السابق في اتحاد النقل الجوي "إياتا". لكن مـع عــودة بيئة العرض إلى طبيعتها وتـوافـر مزيد من الطائرات، من المتوقع أن يتراجع النمو المـطـرد في الأسـعـار، ما يضغط على الهوامش. شهدت أسهم شركات الطيران انتعاشا قويا أخـ ا، حيث ارتفع مؤشر شركات الطيران العالمي إم في المائة منذ أيلول 27 إسسي آي (سبتمبر)، لكنه لا يزال أقل بمقدار الثلثمن مستوياتما قبل الجائحة. أضرت الصناعة المستثمرين من قبل، وزادت الجائحة من ضعفها أمام الصدمات غير المتوقعة. لكن في الوقت الحالي، ربما تحلق شركات الطيران، التي عانت طويلا، وأسعار أسهمها. مرونة قطاع الطيران المذهلة أربكت المستثمرين الذين باعوا أسهمهم في شركات الطيران عندما كانت التوقعات الاقتصادية قاتمة. رغم الوضع الاقتصادي القاتم .. شركات الطيران تتحدى الجاذبية طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية البريطانية تستعد للهبوط في مطار هيثرو في لندن، ولم تؤثر الجائحة في الطلب على رحلات العطلات «رويترز» تصوير: لوك ماكجريجور - الخارجية، بل زادتها. فيليب جورجياديس من لندن أثارت جاذبية التقييمات الأعلى ووجود مجموعة أقوى من المستثمرين في الولايات المتحدة نزوحا جماعيا متزايدا يهدد لندن. لماذا تهرب الشركات من لندن؟ «رويترز» تصوير: سوزان بلونكيت - رجل يحتمي بمظلة أثناء مروره أمام بورصة لندن. نيكو أصغري ودانيل توماس وهارييت من لندن أغنيو وكيتي مارتن هذا الشتاء، واجه السماسرة العقاريون الأمريكيون مشكلات كثيرة يتعين عليهم التفكير فيها. أوجـدت أسعار الفائدة المرتفعة سوقا سكنية مجمدة، وسيؤدي تغيير ممارسات في المائة فوق 55 العمل إلى رفع عدد المكاتب الشاغرة إلى ، وفقا لبحث جديد أجرته 2030 ذروة ما قبل الجائحة بحلول شركة كوشمان آند ويكفيلد، يلوحفي الأفق احتمال وجود أصول عالقة. لكن إذا استمعت إلى الأحاديث الدائرة بين السماسرة الآن، فهناك موضوع آخر يثير مزيدا من الجدل حتى: شات جي بي تي، روبوت الدردشة المزود بذكاء اصطناعي توليدي أطلقته في تشين الثاني (نوفمبر) الماضيشركة أوبن أيه آي بدعم من شركة مايكروسوفت. أثار الانتشار الهائل لهذه الأداة بالفعل نقاشا صاخبا حول تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاعات مثل التعليم والعلوم والإعلام، مع ذلك، فقد اجتذب عالم العقارات تركيزا أقل من جانب المستثمرين. وهذا خطأ، موجة من تجارب الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع تجري الآن بالفعل: يستخدم السماسرة برنامج شات جي بيتي لكتابة قوائم ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحساب مدفوعات الرهن العقاري، والبحث في قواعد بيانات العقارات، وتجميع الخبرات في مجالات جديدة مثل الزراعة. مع تسارع هذه التجارب، فإنها تطرح سؤالا أكبر: هل ستحتاج السمسرة المجهزة بالذكاء الاصطناعي إلى العدد نفسه من السماسرة البش -ورسوم السمسرة نفسها- في المستقبل؟ أو بعبارة أخرى، هل السعي وراء الربح في مجال العقارات مهدد من الروبوتات؟ ليس بالمعنى الحرفي للمشاركة في عقود الإيجار، لكن كما وصفه اقتصاديون: عندما تتلاعبشركات قائمة بسوق ما، بجعلها مبهمة أو معقدة، لاستخراج رسوم مرتفعة. السماسرة أنفسهم لا يعتقدون أنهم سيفقدون وظائفهم. يصر تقرير "كوشمان آند ويكفيلد" على أن "الشعور العام في قطاع العقارات هو أنها ستساعد ولن تحل محل المتخصصين في العقارات. ستتم أتمتة بعض المهام لكن الأمر يتعلق أكثر بالمساعدة في جعل الأشخاص جيدين حقا فيما يفعلونه". ربما. في النهاية، لا يمكن للروبوتات الشعور بالصفات غير الملموسة للمبنى، بالطريقة التي يمكن فيها للبش الشعور بذلك. كما لا يمكنها قراءة لغة جسد المشترين والبائعين، وتقديم ما يلزم من التشجيع أو الطمأنينة، نظرا للقلق الشديد الذي يصاحب كثيرا من الصفقات العقارية، فإن هذا يعد عيبا كبيرا. علاوة على ذلك، أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل برنامج شات جي بي تي، التي تثير مثل هذا الحماس لا تعمل دائما بشكل جيد دون إشراف بشي. لفهم المخاطر، فكر في تجربة أجرتها أخيرا سارة بيل، المتخصصةفي الذكاء الاصطناعي التي تركز على العقارات. عندما طلبت من برنامج شات جي بي تي تقييم مدى الرغبة لدى مستأجرين مختلفين بناء على الجنسية، اكتشفت أن رمز الحوسبة بلغة بايثون داخل الروبوت كان متحيزا بشدة ضد الأستراليين. الأكثر إثارة للقلق أنه كان من المستحيل تحديد سبب كره الأستراليين بالضبط، لأن النظام كان صندوقا أسود. يشير بيل إلى أن الشخص الذي استخدم دون علمه رمز بايثون المتحيز لأستراليا سيكون "مسؤولا" عن انتهاك تشيعات مناهضة التمييز. ما تحتاجه الصناعة حقا ليس الذكاء الاصطناعي، بل الذكاء المعزز، طرق لمساعدة البش على التفكير بشكل أكثر ذكاء. الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي إضافة نوع ثالث من الذكاء، ذكاء الأنثروبولوجيا، والذي من شأنه أن يضفي على العملية سياقا ثقافيا حيويا. في النهاية، خلال العقد الماضي، أدخل الإنترنت بالفعل مستويات جديدة من الشفافية في الـركـات: يمكن لغير المتخصصين الآن استخدام مواقع العقارات الإلكترونية لتقييم العقارات، والنظر إلى القوائم، وترتيب الرهون العقارية، وربط البائعين والمشترين. على الرغم من ذلـك، لم ينخفض عدد سـ سرة ووكلاء ألفا في آخر إحصاء"، 562 العقارات السكنية في أمريكا "نحو بل يبدو أنه في ارتفاع: من المتوقع أن يتوسع الرقم بنسبة أخرى في المائة خلال العقد المقبل. يبلغ عدد العاملين في 5 قدرها قطاع العقارات التجارية أربعة ملايين تقريبا، والرقم آخذ في الارتفاع. لم يؤثر العصر الجديد للشفافية الرقمية على رسوم ، بلغ متوسط العمولات على 2020 السمسرة الباهظة. في في المائة. كان ذلك أقل من 5.66 مبيعات العقارات السكنية ، لكنه أعلى من 1992 في المائة الذي شوهد في 6.02 مستوى . هذا أمر عكسي تماما. 2018 و 2011 المستويات المسجلة بين أو، كما قد يقول خبير اقتصادي، علامة قوية على السعي وراء الربح بالتلاعب. هل يمكن أن يتغير هذا الآن؟ من الواضح أن السماسرة لا يأملون أن يحدث ذلك. لكن رواد الأعمال يشعرون بوجود فرصة لإحداث ثورة، ولا سيما بالنظر إلى ضغوط الاقتصاد الكلي الأخرى، التي تؤثر الآن على السوق. يقول كونال لوناوات، أحد هؤلاء المنافسين الطموحين: "يتمتع رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا بميزة فريدة لبدءشركة عقارية تكنولوجية في الذكاء الاصطناعي اليوم، لأن معظم الشكات الحالية واجهت تحديات خلال العامين الماضيين". من الأفضل أن يراقب المستثمرون -والاقتصاديون- ما سيحدث بعد ذلك، على الأقل كاختبار لمعرفة ما إذا كان الابتكار التكنولوجي قادرا على تحدي السعي وراء الربح بالتلاعب. في النهاية، إذا تمكنت الروبوتات من جعل الصناعة أكثر كفاءة وخفض العمولات، فسيكون كثير من مالكي العقارات مبتهجين. لكن بوجود الذكاء الاصطناعي أو دونه، فات أوان الإصلاح في هذا القطاع. لا يمكن للروبوتات الشعور بالصفات غير الملموسة للمباني ولا يمكنها قراءة لغة جسد المشترين والبائعين. الذكاء الاصطناعي لن يعالج جميع المشكلاتالعقارية من نيويورك جيليان تيت NO.10738 ، العدد 2023 مارس 6 هـ، الموافق 1444 شعبان 14 الإثنين 8
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=