aleqt: 25-02-2023 (10729)
NO.10729 ، العدد 2023 فبراير 25 هـ، الموافق 1444 شعبان 5 السبت الحرب والتضخم والديون تسيطر على نقاشات «العشرين» .. وتحذير من «تآكل الثقة» حـث نـاريـنـدرا مـــودي رئيس الــوزراء الهندي كبار المسؤولين الماليين في العالم، عبر اجتماع مجموعة العشرين، على التركيز على المواطنين الأشد ضعفا، داعيا إلى إصلاح المؤسسات الدولية بما في ذلك البنك الدولي. وقال مودي في اجتماع مجموعة العشرين تحت الرئاسة الهندية في بنجالور الهندية أمس، الذي يتزامن مع الذكرى الأولى للحرب في أوكرانيا "إن جائحة كوفيد - والـتـوتـرات الجيوسياسية 19 المتصاعدة في أجزاء مختلفة من العالم، أدتـا إلى مستويات من الديون لا يمكن تحملها في عدة دول، وتعطل سلاسل الإمــداد العالمية وتهديدات لأمن الغذاء والطاقة". وأضـــاف "أنـاشـدكـم أن تركز مناقشاتكم عــ المـواطـنـ الأشـد ضعفا في الـعـالم.. تجب إعــادة الاستقرار والثقة والنمو إلى الاقتصاد العالمي"، مؤكدا أن الثقة تآكلت في المؤسسات المالية الدولية وذلك سببه جزئيا أنها "كانت بطيئة في الإصلاح". ووفقا لـ"رويترز"، أضاف "حتى مع تجاوز عدد سكان العالمثمانية مليارات نسمة، يتباطأ التقدم في أهــداف التنمية المستدامة، والحاجة إلى عمل جماعي لتعزيز قوة بنوك التنمية متعددة الأطراف لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ ومستويات الديون المرتفعة". من جانبه، قال برونو لو مير وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي "إنـه يتعين على القادة الماليين لمجموعة العشرين إدانـة الحرب الروسية"، مضيفا أن "أوروبا تعمل على فـرض عقوبات جديدة على موسكو". ودعت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية ووزراء مجموعة السبع الخميس إلى مزيد مـن الدعم المالي لأوكرانيا وتعهدوا بمواصلة العقوبات الصارمة على روسيا. وأبــلــغ شونيتشي ســـوزوكي وزير المالية الياباني، الذي يرأس مجموعة السبع، الصحافيين بأن المجموعة ستراقب من كثب تأثير العقوبات و"ستتخذ إجراءات أخرى حسب الحاجة". وأوضح كريستيان ليندنر وزير المالية الألمـاني أن الضغط على موسكو يجب أن يستمر لعزل الاقتصاد الروسيتماما". وأفـاد مسؤولون في مجموعة العشرين بأن الهند، التي تتولى الرئاسة الحالية للمجموعة، لا تريد من التكتل مناقشة عقوبات إضافية على روسيا، وتضغط أيضا لتجنب استخدام كلمة حـرب في بيان المجموعة لوصف الصراع. وحافظت نيودلهي على موقف محايد حيال الصراع، وزادت بشكل كبير مشترياتها من النفط الروسي الأرخصثمنا. يأتي الاجتماع وسط مؤشرات على تحسن التوقعات العالمية منذ قمة مجموعة العشرين السابقة في أكتوبر، عندما كانت عدة اقتصادات تتأرجح على شفا الركود وسط ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بسبب الحرب. وسـلـطـت يـلـ الــضــوء على التحسن قائلة "إن الاقتصاد العالمي في وضع أفضل اليوم مما توقعه كثيرون قبل بضعة أشهر فقط". وتوقع صندوق النقد الدولي نمــو الـنـاتـج المـحـي الإجـــ لي في 2.9 إلى 2023 العالمي لعام المائة، ارتفاعا من توقعات في في المائة، لكنه لا 2.7 أكتوبر عند في المائة 3.4 يزال أقل بكثير من .2022 المسجلة في وعزت يلين التحسن في جزء منه إلى التعاون بين البنوك المركزية لمجموعة العشرين والحكومات خـ ل العام المــاضيفي اتخاذ إجراءات قوية لكبح التضخم، حتى إن جاء ذلك على حساب النمو. وانحسر التضخم في الولايات المتحدة ودول أخرى مع انخفاض أسعار الطاقة، لكن يلين أشارت إلى أن مثل هذه الجهود يجب أن تستمر وأن هناك حاجة إلى مزيد من العمل للتخفيف من الآثار غير المباشرة للحرب، مثل تخفيف نقص الغذاء وخفض أسعار الطاقة. وجعلت الهند الدولة المنظمة لمـجـمـوعـة الــعــ يــن، إصــ ح المؤسسات المالية الدولية، بما في ذلك البنك الدولي، من أولويات رئاستها. وأطلق البنك الدولي في تشرين الأول (أكتوبر) أول خريطة طريق للإصلاح، يفترض أن تلبي بشكل أفضل احتياجات الدول النامية. ويفترض أن يسمح هذا الإصلاح بجمع التمويلات للدول الفقيرة بشكل أكـر فاعلية في مواجهة التحديات التي يفرضها التضخم أو المديونية وحتى تغير المناخ. وأعـلـن ديفيد مالباس رئيس المؤسسة المالية الدولية في بداية الشهر الجاري أنه سيترك منصبه في نهاية حزيران (يونيو) أي قبل عام من انتهاء ولايته. وواجه مالباس أخيرا انتقادات، إذ اتهمه آل جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق بالتشكيك في المناخ والفشل في تعزيز التمويل لمشاريع المناخ في الدول النامية. واخـتـارت واشنطن الخميس أجـــاي بانجا الـرئـيـس السابق لمجلس إدارة مجموعة ماستركارد الهندي الأصل ليتولى رئاسة البنك الدولي خلفا لمالباس. عاما" مولود في 63" وبانجا بيون بالقرب من مومبا. وقد بدأ عمله في شركة نستله في الهند، حيث تــولى مـهـام المبيعات والتسويق قبل أن ينتقل إلى شركة "بيبسيكو" ثم يلتحق بالمجموعة .1996 المصرفية "سيتيجروب"في ومنها شق طريقه حتى وصل إلى منصب رئيس إدارة منطقة آسيا والمحيط الهادئ في المجموعة، قبل أن ينضم إلى "ماستركارد" في كرئيس تنفيذي للعمليات. 2009 وبعد عام أصبح رئيس مجلس إدارة المجموعة. بدأ العمل فيشركة 2021 وفي الوساطات المالية الخاصة "جنرال أتلانتيك". وعادة، يتولى أمريكي رئاسة البنك الــدولي وأوروبي صندوق النقد الدولي، المؤسسة الدولية المالية الأخرى. لكن في الأعــــوام الأخـــ ة، تحدت دول الأســـواق الناشئة هذا الأمـر المتعارف عليه وغير المكتوب. وتعقد مناقشات وزراء المالية في مجموعة العشرين حتى مساء اليومفي فندق فاخر في بنجالور، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتخفيض ديون الدول الأكث فقرا. وكـانـت مجموعة العشرين عـ "إطــار 2020 اتفقت في مشترك" لإعادة هيكلة ديون أفقر الدول لكن تنفيذه بطيء. وتتهم الولايات المتحدة الصين الدائن الرئيس لعديد من الدول الإفريقية بإبطاء العملية. ودعـا ليو كـون وزيـر المالية الـصـيـنـي إلى "تـحـلـيـل عــادل ومـوضـوعـي وشــامــل لأسـبـاب مشكلات الـديـون"، حسب بيان صادر عن وزارته. وكان المسؤول يتحدث في الاجتماع عبر رابط فيديو من الصين. ومن النقاط الشائكة الرئيسة غياب المعلومات الدقيقة بشأن مستويات الاقــــ اض، خاصة القروض القادمة من الصين. كـ يشمل جـــدول الأعــ ل مناقشة إصلاح لنظام الضرائب الــدولي الــذي يتناول خصوصا مــســألــة فــــرضضرائــــب على المجموعات الرقمية الكبرى. ويعقد الاجـتـ ع بعد عام تماما من بـدء الحرب الروسية في أوكرانيا ووسط خلافات بين المشاركين في مجموعة العشرين حول هذا الموضوع. فعلى غرار الصين، لم تندد الهند بالتدخل العسكري لموسكو. وخــ ل الاجـتـ عـات الثلاثة السابقة لمجموعة العشرين المالية العام المـاضي تعذرت صياغة أي بيان بسبب اختلاف الآراء بين دول مجموعة العشرين، ال ـتـي كـان ـت تـت ـولى رئاستها إندونيسيا حينذاك. الهند تؤكد الحاجة إلى العمل الجماعي في مواجهة التحديات العالمية التوترات المتصاعدة فاقمت مستويات الديون وعطلت سلاسل الإمداد وهددت أمن الغذاء من الرياض «الاقتصادية» «رويترز» جانب من اجتماع دول مجموعة العشرين في بنجالور أمس. الضعف ينال من ديناميكية الاقتصاد الألماني .. مخاوف «الركود الشتوي» تتزايد سجل إجـ لي الناتج المحل في المائة في 0.4 لألمانيا انخفاضا ، نظرا لتأثير 2022 الربع الأخير من أزمة الطاقة والتضخم في الإنتاج الصناعي. وفيما تؤكد الأرقــام المعلنة أن ديناميكية الاقتصاد الألماني ضعفت، قـال المعهد الوطني للإحصاء "ديستاتيس" في بيان أمس، "إن ارتفاع الأسعار وأزمة الطاقة أثرا في الاقتصاد الألماني في نهاية العام". ويأتي ذلك بعد توقعات البنك المركزي أن يكون الناتج الاقتصادي أقل 2023 في الربع الأول من مجددا مما كـان عليه في الربع السابق عليه". وهذا من شأنه أن يدفع ألمانيا إلى الركود الشتوي. وإذا انخفض الناتج المحل الإجـ لي لربعين متتاليين، فإن ذلك معناه من الناحية التقنية حدوث ركود اقتصادي. وكان معهد الإحصاء قدر في 0.2 نهاية كانون الثاني (يناير) بـ في المائة نسبة انخفاض إجمالي الناتج المحل لأكبر اقتصاد في أوروبا، وفقا لـ"الفرنسية". وعــ أســاس سـنـوي، ارتفع إجـ لي الناتج المحل الألمـاني في المائة في البيانات المعدلة 0.9 حسب متغيرات السعر والتقويم. وقال "ديستاتيس" "إن الاستهلاك الخاص والاستثمارات خصوصا هما اللذان كبحا النشاط". وأدت أزمة الطاقة التي سببتها الحرب في أوكرانيا، إلى زعزعة النموذج الاقتصادي الألماني الذي يعتمد خصوصا على الاستيراد الهائل للغاز الرخيص من روسيا. وأدت الحرب إلى توقف عمليات التسليم الروسية، ما أفضى إلى ارتفاع الأسعار في أوروبا. وارتـفـع معدل التضخم ما أثر في الاستهلاك وتكلفة الإنتاج الصناعي محرك النمو الألمـاني. 3.1 وتراجع الإنتاج الصناعي بنسبة في المائة في ديسمبر. وأكــر الصناعات تــ را هي تلك التي تستهلك أكبر كمية من الطاقة مثل الصناعات الكيميائية والمعادن والورق والزجاج. وشــهــدت هـــذه الـقـطـاعـات في 6.1 انخفاضا في إنتاجها المـائـة، حتى إن الـخـسـارة في 11.2 الصناعة الكيميائية تراجعت في المائة على أساس سنوي، وفي 19.6 بعض القطاعات بلغ التراجع في المائة، والنتيجة هي أن بعض الشركات بدأت تقليص حجمها. وأعـلـنـتشركـــة الـصـنـاعـات الكيميائية العملاقة "بأسف" عن وظيفة فيجميع أنحاء 3300 إلغاء العالم مع إغلاق عديد من وحدات الإنتاج في موقعها التاريخي في لودفيجسهافن في إجـراء يشمل وظيفة. 700 وتـــزداد المـخـاوف حاليا من حـدوث ركـود تقني مع انخفاض جديد لإجــ لي الناتج المحل ،2023 الإجماليفي الربع الأول من مع ذلك، يبدو الاقتصاد الألماني صامدا بشكل أفضل مما كان يتوقع نظرا لتأثير الحرب الروسية في أوكرانيا. وتتوقع الحكومة الألمانية في المائة خلال 0.2 حاليا نموا ، بينما كانت تتوقع انخفاضا 2023 الخريف الماضي. ونجم ذلك خصوصا عن جهود برلين للحصول على إمدادات الغاز المسال والمساعدات العامة التي قررتها الحكومة والتحسن النسبي في سلاسل التوريد. رغـــم ذلـــك، مــا زالـــت ثقة المستهلك في ألمانيا في مسار التعافي، حيث ينظر المستهلكون إلى الاقتصاد وتوقعات الدخل الخاصة بهم بشكل إيجابي أكث مما كان عليه أخيرا، وفقا لدراسة أجرتها شركة أبحاث المستهلكين في نورنبيرج "جي إف كيه" حول مناخ المستهلك. وأظهرت الـدراسـة، أن الميل إلى الـ اء -أي الرغبة في شراء سلع اقتصادية أكبر- تذبذب خلال الفترة الماضية صعودا وهبوطا، ولم يرتفع على نحو طفيف إلا أخيرا. وقــــال رولــــف بــوركــل خبير شـؤون المستهلكين في الشركة "تشاؤم المستهلك، الـذي بلغ ذروته المطلقة في خريف العام الماضي، يخفت بشكل ملحوظ"، مضيفا أنه "على الرغم من الأزمات المستمرة مثل الحرب، وضعف الاقـتـصـاد الـعـالمـي ومـعـدلات التضخم المرتفعة، استمر مناخ المستهلكفي التحسن". وقـــال "هــو الآن عـ مسار الانـتـعـاش، حتى إن ظـل عند مستوى منخفض". وأرجع بوركل تحسن معنويات المستهلكين في المقام الأول إلى عـدم ارتفاع الأسعار على النحو المتوقع. وأضــــاف "انـخـفـاض أسـعـار الطاقة أخيرا، وكذلك التقارير التي تفيد بأن الخبراء يعتقدون الآن أنه يمكن تجنب الركود في ألمانيا هذا العام يعني أن التفاؤل يعود ببطء". وعـ الـرغـم مـن التوقعات المرتفعة، لا يزال مناخ المستهلك في ألمانيا عند مستوى منخفض نسبيا، حيث قيم خـ اء الشركة ثقة المستهلك لشهر مارس المقبل بزيادة قدرها 30.5 عند سالب نقطة مقارنة بشباط (فبراير) 3.3 الجاري. وفي فترة ما قبل الأزمة كان مؤشر مناخ المستهلك ثابتا نسبيا عند نحو عشر نقاط. ووفـقـا لـخـ اء الـ ك ـة، من المحتمل ألا يتمكن الاستهلاك الـخـاص مـن تقديم مساهمة إيجابية في التنمية الاقتصادية في ألمانيا هذا العام، على الرغم من أن التوقعات الخاصة بالاقتصاد ارتفعت بشكل ملحوظ بمقدار نقطة وتجاوزت متوسط خط 6.6 الصفر الذي استمر لأعوام طويلة للمرة الأولى. من ناحية أخــرى، ذكـر مكتب الإحـصـاء الاتـحـادي أن الدولة الألمانية أنفقت أمـوالا أكث مما جنته العام المـاضي، حيث بلغ إجمالي الدين الحكومي، بما في ذلك العجز في الميزانية الاتحادية وميزانيات الـولايـات والبلديات فيالمائة 2.6 ، والضمان الاجتماعي من إجمالي الناتج الاقتصادي. وأكد المكتب بذلك تقديراته الأولية في هذا الشأن. وعزا المكتب العجزفيالميزانية الاتحادية إلى إنفاق مساعدات بمليارات اليوروهات بسبب أزمة الطاقة. وسجلت الولايات الألمانية والسلطات المحلية وصناديق الــضــ ن الاجــتــ عــي فـوائـض تمويلية. وبوجه عام بلغ إجمالي مليار يورو، 101.3 قيمة العجز مليار يورو 32.9 بتراجع قـدره مقارنة بالعام السابق. تشاؤم المستهلكين الذي بلغ ذروته المطلقة في الخريف يخفت بشكل ملحوظ. 2022 % في الربع الأخير من 0.4 الناتج المحلي تراجع من الرياض «الاقتصادية» أزمة الطاقة بعد الحرب زعزعت النموذج الاقتصادي الذي يعتمد على الغاز الروسي الرخيص مودي خلال كلمته أمس. تقرير أمريكي للبنك الدولي: لا تجعل تغير المناخ أولوية .. محاربته ترف في الدول الفقيرة يرى الدكتور تايلر كاوين خبير الاقتصاد الأمريكي أن أجايا بانجا الرئيس التنفيذي السابق لشركة أنظمة الدفع الإلـكـ وني ماستر كـــارد، الــذي رشحه الرئيس جو بايدن لتولي رئاسة البنك الدولي، سيحصل على قدر كبير من المشورة خلال الأشهر المقبلة، مع تطور عملية الترشيح، وكما قال الرئيس نفسه "يعد البنكفي لحظة حرجة". وفي تـقـريـر نــ تــه وكـالـة "بلومبيرج" للأنباء أمـس، عرض كاوين الأستاذ في جامعة جورج ماسون، الحاصل على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد، رأيه بالنسبة إلى إعــادة هيكلة البنك الدولي للأفضل. فهو يرى أولا، أنه على خلاف الحكمة السائدة، فإنه يتعين على البنك الدولي ألا يجعل تغير المناخ أولوية بالنسبة إليه. فقضايا تغير المناخ مرتبطة بالدول الغنية ومتوسطة الدخل، أكث من ارتباطها بالدول الأكث فقرا. فالدول الأكـر فقرا، نظرا إلى حجم اقتصاداتها الضئيل، لا تبعث كربونا كثيرا بشكل عـام وتلوث الهواء الداخل، مثل حرق الخشب أو الـوقـود للتدفئة أو الطهي، هو المشكلة عـادة. ومن الممكن أن تكون هذه الانبعاثات سامة، ويتعين على البنك الدولي محاولة المساعدة على الحد منها، لكن ذلك لن يفعل الكثير لخفض انبعاثات الكربون. وبالنسبة إلى الدول الأكث فقرا، ينبغي أن يكون تخفيف حدة هذه المشكلة أولوية أكبر من مواجهة تغير المناخ. وفي حقيقة الأمر إذا استطاع البنك الدولي المساعدة على رفع مستوى بعض الدول الفقيرة للغاية إلى دول متوسطة الدخل، فستصبح مشكلات تغير المناخ أسوأ بشكل ما، على الأقلفي المدى القصير إلى المتوسط. ومقولة "نحن نجعل مشكلات تغير المناخ أسوأ" ليست شعارا قابلا للتسويق. لكن من الأنانية محاولة جعل البنك الـــدولى يحقق مـزيـدا من الخير للدول الأكـر ثـراء والأقـل للدول الأكـر فقرا، وهـو أساسا ما سيفعله إعطاء الأولوية لتغير المناخ. وبطبيعة الحال، تتوافق دول العالم الأكـر ثـراء مع كبار المساهمينفي البنك الدولي. ويوضح كاوين أن العالم عموما يحتاج إلى عمل كثير للتعامل مع تغير المناخ، لكن يتعين أن يكون عبء ذلك على الدول الغنية، ولا سيما نفقاتها الخاصة بالبحث والـتـطـويـر وهيكل اختياراتها الاستهلاكية، وبالنسبة إلى الدول الأكــر فـقـرا، وفي ظـل هوامش الكفاف الحالية، تعد محاربة تغير المناخ ترفا كبيرا للغاية. وأكد كاوين أنه إذا كان هناك أي مجال ينبغي للبنك الدولي مضاعفة جهوده فيه، فهو التدخلات في مجال الصحة العامة. وكانت النتائج في العقود العديدة الماضية رائعة. ففي إفريقيا على سبيل المثال، انخفضت معدلات وفيات الأطفال، وتحسن كثير من مؤشرات الصحة العامة بدرجة كبيرة، خاصة خارج مناطق الصراعات الكبرى. فلماذا لا يتم الاستثمار فيما هو ناجح؟ وبالمقارنة، حققت المؤسسات العالمية نجاحا أقل بكثير في دفع إفريقيا نحو الطاقة الشمسية أو المحطات النووية صغيرة الحجم. وسـيـكـون الـنـهـج الأكـــر فـائـدة واستدامة في تلك المجالات هو الاستثمار في البحث والتطوير في الـدول الغنية، وبذلك تكون تلك التكنولوجيات رخيصة بشكل يناسب دول العالممنخفضة الدخل لتبني أسلوب أكث استدامة ماليا. ولـن يكون التمويل الإضــافي من جانب البنك الدولي لبعض محطات الطاقة الشمسية الجديدة كافيا لتحسين الأمور بشكل ملموس. وتـتـعـ أيــضــا مـ حـظـة أن التدخلات في مجال الصحة العامة، بخلاف مشاريع البنية الأساسية الكبيرة، تتم عادة على نطاق أصغر وغالبا ما تنطوي على فـرص أقل للفساد والكسب غير المشروع على نطاق واسـع. وأخــ ا، يتعين على البنك الدولي مراعاة احتمال تحمل مزيد من المخاطر. ومـنـذ نـشـأتـه، يحظى البنك بتصنيف ائـتـ ني مرتفع، ومن المهم الحفاظ عليه. لكن هل البنك فعلا على وشـك فقدان تصنيفه المتميز؟ من الصعب أن يبدو الأمر كذلك. وإذا ما وجد نفسه بشكل ما يواجه صعوبة مالية، فإن بوسع الـدول الأكـر ثـراء إعـادة رسملته. وسيكون ذلك إحراجا سياسيا، لكنها مخاطرة تستحق القيام بها، في ظل الهوامش الحالية. ويرى كاوين أن الإبقاء على البنك الدولي على أساس حجمه الحالي لا يبدو منطقيا كثيرا، ويتعين اختيار إما إلغاء البنك أو توسيع نطاقه. وخلص تقرير أعده خبراء مستقلون بتكليف من مجموعة العشرين إلى أن التوسع في نشاط الإقــراض سيكون استغلالا أفضل لموارد البنك ووضعه المميز. التوسع في نشاط الإقراضسيكون استغلالا أفضل لموارد البنك. طالبه بمضاعفة جهوده في مجال الصحة العامة من الرياض «الاقتصادية» أسواق وأرقام 8
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=