aleqt: 25-02-2023 (10729)

7 NO.10729 ، العدد 2023 فبراير 25 هـ، الموافق 1444 شعبان 5 السبت وخـال لقاء 1972 في عام تاريخي بـن هــري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي وتشو إنلي رئيس وزراء الصي، سأل كيسنجر رئيس الوزراء الصيني عن تقييمه للثورة الفرنسية التي ، ابتسم إنلي 1789 وقعت في وأجاب بأنه لا يزال من السابق لأوانــه استخلص استنتاجات نهائية لحدث وقـع قبل نحو قرني من الزمان. ربمـا ينطبق المنهج نفسه وإلى حــد كـبـر عــى الـحـرب الروسية في أوكرانيا التي تدخل عامها الأول الآن، وسط غياب أي توقعات بأنها ستنتهي في القريب العاجل. فالحروب ولا شـك تشكل ال ـع ـالم، وتغي مصي المجتمعات والـــدول، والحرب الروسية - الأوكرانية ليست باستثناء من هـذا، فما رشح من عواقبها الاقتصادية عل العالم لا يعدو إلا أن يكون قمة جبل الجليد المغمور تحت الماء. تـــرز الـكـارثـة الحقيقية للحرب الروسية - الأوكرانية عل الاقتصاد الدولي من أن البلدين رغم كونهما لا يشكلن معا سوى جزء صغي من الاقتصاد العالمي إلا أن حجم الــخــراب الـذي أحدثته الحرب بينهما للقتصاد العالمي هائل، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قدرت تكلفة الحرب الروسية - الأوكرانية عل 2.8 الاقـتـصـاد الـــدولي بنحو تريليون دولار من حيث الخسائر في الإنـتـاج، وعـى الرغم من ضخامة هـذا المبلغ يظل من السابق لأونـه تقييم الندوب طويلة الأمد التي ستسببها تلك الحرب للقتصاد العالمي. ينبع تأثي روسيا وأوكرانيا في الاقتصاد الدولي من إمدادهما لجزء كبي من الطاقة والغذاء والأســمــدة في الـعـالم، ففي بلغت حصة روسيا من 2019 واردات الغاز والنفط والفحم في 45 - 25 – 40 الأوروب ـي ـة المائة عل التوالي، واستحوذت في 25 روسيا وأوكـرانـيـا عل المائة من واردات القمح الدولية. كـان الارتـفـاع المفاجئ في أسعار الطاقة والغذاء نتيجة الــحــرب آخـــر شيء يحتاجه الاقـتـصـاد العالمي في وقت كانت معدلات التضخم ترتفع فيه بسرعة نتيجة لاضطرابات سلسل الإمداد وسياسة التيسي الكمي والدعم المالي الذي تم تقديمه خلل جائحة كورونا. ونتيجة للحرب، ارتفعت نسب التضخم إلى مستويات غي في المائة في 9 مسبوقة ففاقت في المائة 10 الولايات المتحدة و في أوروبـا والمملكة المتحدة، لذلك اتجه كل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والمصرف المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا لرفع معدلات الفائدة، وباتت كل من الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة علشفا ركود اقتصادي قد يصيبها هذا العام. وإذا لم تكن الاقتصادات المتقدمة في وضع اقتصادي يسمح لها بامتصاص صدمة ارتفاع الأسعار نتيجة الحرب، فإن اقتصادات الأسواق الناشئة كانتفي وضع أسوأ. وهنا قالت لـ"الاقتصادية" الدكتورة كريستي بيتر أستاذة الاقتصادات الناشئة في جامعة ليدز، إنه "بسبب الحرب باتت بعض الأسواق الناشئة عل شفا الإفلس، فالدين العام وأقساط سداد الديون بلغت مستويات غي مسبوقة، أضف لذلك أن قدرات الأسواق الصاعدة عل الاقــــ اض تـراجـعـت بشدة، ويمكن أن يشهد الربع الأخي مـن هــذا الـعـام إذا مــا استمرت الــحــرب مـوجـة إفـــاس في الأســـواق الناشئة لعدم القدرة عل سداد ما عليها من أقساط الديون". وأضـافـت "بالطبع أضــــعــــفــــت الحرب من استعداد رؤوس الأموال الدولية من الاستثمار عامة وفي الأسواق الصاعدة خـاصـة، إذ فضلت رؤوس الأمـوال الاستفادة من ارتفاع أسعار الفائدة الدولية عن المجازفة الاستثمارية في الوقت الــراهــن، ونتيجة لذلك فإن تقديرات البنك الدولي تتحدث 100 عن أن الحرب دفعت نحو مليون شخص نحو براثن الفقر". مـــع هـــذا يـعـتـقـد ألـــرت كارتر الباحث في معهد الأمن الغذائي العالمي، أن الحرب الروسية في أوكرانيا كشفت عن هشاشة منظومة الأمن الغذائي العالمي بشكل خطي، وأنـه رغم استئناف تصدير الـــحـــبـــوب من الموانئ الأوكرانية، والتراجع الـحـاد في أسـعـار الأسـمـدة، وتـقـديـم المجتمع الـــدولي مليارات الـــدولارات لمساعدة الــدول الفقية لتفادي نقص الغذاء عل نطاق واسـع، فإن العالم لا يزال في قبضة أزمة غذائية هي الأسوأ في التاريخ المعاصر. وقــــال لـــ"الاقــتــصــاديــة" "الأوضـــاع في أســواق الغذاء العالمية تحسنت بشكل طفيف فيالأشهر الأخية، لكن المشكلة لم تحل تماما بعد، خاصة في المجتمعات الضعيفة، إذ إن خطر المجاعة لا يزال قائما في 2023 دول إفريقية، والمؤكد أن سيكون عاما صعبا عل جبهة الغذاء العالمي". و با لفعل فــــإن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تلقى العام 14 المـاضي مساعدات بقيمة مليار دولار، وهـو رقـم غي مسبوق في تاريخه، ما ساعد مليون 160 عل توفي الطعام لـ شخص، مع هذا فإن تلك المبالغ المالية لا تكفي، فقبل اندلاع الـحـرب كانت أسـعـار الغذاء مرتفعة بسبب سلسل التوريد المتعثرة والظواهر الجوية التي أثرت سلبا في المحاصيل، ثم جاءت الحرب فزادت الطي بلة. وأشــار الـرت كارتر إلى أن 45 "أوكرانيا تزود العالم بنحو مليون طن متري من الحبوب، وأكــــر مــصــدر لــزيــت دوار الشمس، وروسيا تمد العالم بربع احتياجاته من القمح، وقد أدت الحرب إلى تأثي سلبي في التدفق العالمي للحبوب، وإلى ارتفاع الأسعار إلى أعــــــى ، والعام 2005 مستوى لها منذ المــاضي قفز عـدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن مليون شخص 135 الغذائي من مليون 345 إلى نحو 2019 في شخص". مـع هــذا يتخوف البعض من إمكانية انفجار أزمة غذاء عالمية هـذا العام بل سابق إنذار، فارتفاع أسعار الأسمدة، دفــع بـالمـزارعـن إلى خفض الكميات المستخدمة منها، ما قد يؤدي إلى تراجع إنتاجية غلة المحاصيل في الموسم المقبل، وترافق ذلك مع زيـادة الطلب الصيني عل المحاصيل بعد رفع القيود مع تراجع معدلات الإصــابــة بــفــروس كــورونــا، لذلك يمكن أن ترتفع أسعار الغذاء مجددا، وفي ظل ارتفاع أسعار الفائدة الدولية فإن قدرة الدول منخفضة الدخل أو متوسطة الدخل عل الاقتراض من الأســـواق الدولية لتوفي احتياجاتها الغذائية ستكون محل شك. من جانبه، يرى الدكتور ديفيد ميلو أستاذ التجارة الدولية في سيذكر 2022 جامعة لندن، أن في التاريخ باعتباره العام الذي سرع من أزمة الطاقة العالمية نتيجة الحرب الروسية لأوكرانيا، ومـن وجهة نظره فـإن الحرب والعقوبات الغربية أدتـا إلى تـراكـم ضـغـوط جـديـدة عل إمدادات النفط والغاز المتوترة بـالـفـعـل نتيجة الانـتـعـاش الاقتصادي السريع الـذي تل جائحة كورونا. مـــع هـــــذا، ذكــــر ميلو لـ"الاقتصادية" أن أزمة الطاقة العالمية كان يمكن لها أن تكون أسوأ من ذلك بكثي خاصة في القارة الأوروبية لولا المرونة والمـسـؤولـيـة الـتـي أظهرتها الدول المنتجة للنفط والغاز، إذ أظــهــرت الأزمــــة الأخـــرة طبيعة الـدور المحوري لدول منطقة الخليج العربي الذين يمدون الأسواق العالمية بنحو مليون برميل نفط يوميا، 18 ولعبت سياسة الحياد الإيجابي دورا رئيسا في استقرار الأسعار وضــ ن استمرار الإمـــدادات الدولية من النفط والغاز وعدم اضطراب الأسواق. ومــن المـؤكـد أن للحروب تأثيها في الأســـواق المالية العالمية، وعل الرغم من أن روسيا وأوكرانيا لا يعدان لاعبي كبيين في النظام المـالي أو المصرفي الـدولي، فإن الحرب التي تدخل الآن عامها الأول، ومـــا تضمنته مــن عقوبات اقتصادية ضخمة وغي مسبوقة عل الاقتصاد الروسي قد تركت بصماتها عل النظام المالي العالمي. مــــن نـــاحـــيـــتـــه، أوضــــح ل ــ"الاقـتـصـاديـة" جونسون جبيال الاستشاري في المصرف المركزي الأوروبي، أن الحرب الدائرة في أوكرانيا أحدثت تأثيا غي مباشر في النظام المالي العالمي، وأن تداعيات هذا التأثي ستتضح لنا بشكل أوضح إذا ما توقفت الحرب. وأوضـــح لــ"الاقـتـصـاديـة" أن "القتال في أوكرانيا، دفع بالولايات المتحدة إلى ضرورة إظهار قيادتها للعالم الغربي في مواجهة الهجمة الروسية، تلك القيادة ترجمت عل أرض الـواقـع بمساعدات بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا، وكذلك بمواقفسياسية قيادية، كل هذا انعكس عل الـدولار الأمريكي وزاد مـن قـوتـه في مواجهة العملت الدولية الأخــرى، إذ في المائة 14 تراجع اليورو بنحو العام الماضي نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة في أوروبا، والمشكلت الناجمة عن أزمة الطاقة، والاسترليني أيضا تراجع في مواجهة الــدولار الأمريكي خاصة في ظل أجــواء الركود الاقتصادي الحالي في بريطانيا، من ثم الحرب أوجدت اختللات ملحوظة في العلقة بي الدولار الأمريكي وغـره من العملت الرئيسة". وأضاف "هذا الخلل قد يلزم الاقتصادات الكبى والمنافسة للولايات المتحدة الصمت تجاهه مع استمرار الـحـرب، لكن عندما تصمت أصـــوات المـداف ـع فــإن قـادة تلك الاقتصادات سيكون من الصعب عليهم القبول باستمرار تفوق الدولار عل منافسيه من العملت الأخرى". مليون إلى براثن الفقر 100 اليورو يتراجع والدولار يتفوق و أصوات المدافع تعيد تشكيل الاقتصادات .. أسواق ناشئة علىشفا الإفلاسوركود يخيم على «المتقدمة» من لندن هشام محمود العالم لا يزال في قبضة أسوأ أزمة .. هشاشة في منظومة الأمن الغذائي بشكل خطير خطر المجاعة لا يزال قائما في دول عام صعب على 2023 .. إفريقية جبهة الغذاء ارتفاع أسعار الأسمدة دفع المزارعين إلى خفضها ما تراجع بإنتاجية المحاصيل العقوبات غير المسبوقة على الاقتصاد الروسي تركت بصماتها على النظام المالي مستويات غير مسبوقة لديون الأسواق الصاعدة والقدرة على الاقتراض تراجعت قدرة الدول منخفضة الدخل على الاقتراض لتوفير احتياجاتها الغذائية محل شك تريليون دولار. 2 . 8 تقدر تكلفة الحرب الروسية - الأوكرانية على الاقتصاد الدولي بنحو أعلن البيت الأبيض أمس، تشديد العقوبات عل روسيا بهدف الحد من إمكانية وصولها إلى التكنولوجيات الحساسة، مثل أشباه الموصلت، وقطاع المعادن والمناجم الروسي. ووفـــقـــا لــ"الـفـرنـسـيـة"، العقوبات التي تستهدف قطاعات مـثـل المــصــارف والـصـنـاعـات الدفاعية ستطول "أكثر من مائتي شخص وكــيــان، بمـا في ذلك فاعلون روس ودول ثالثة عب أوروبا وآسيا والشرق الأوسط". والعقوبات الجديدة التي تضاف إلى التدابي العديدة المتخذة منذ بـدء الحرب قبل 12 عـــام، تـفـرض عــى نـحـو مؤسسة مالية روسية، بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، فضل عن مسؤولي روسوسلطات مفوضة تعمل بصورة غي قانونية في أوكرانيا. وذكـــر الـبـيـت الأبــيــض أنـه يـسـتـهـدف قـطـاعـي الــدفــاع والتكنولوجيا المتطورة ويتخذ تدابي لإحباط المحاولات الرامية إلى الالتفاف عـى العقوبات المفروضة. كما ستفرض وزارة التجارة الأمريكية رقابة عل الصادرات شركـة من روسيا 90 عل نحو ودول ثالثة بما فيها الصي بسبب "انخراطها في أنشطة لللتفاف عل العقوبات والتعويض عنها". وقـــال البيت الأبـيـض "إن الـتـحـرك سـيـؤدي إلى ارتـفـاع الـرسـوم الجمركية عـى أكثر من مائة معدن ومنتج كيميائي مليار 2.8 روسي بقيمة تقارب دولار لروسيا". وهذا سيتسبب كذلكفي زيادة هائلة في تكاليف الألمنيوم المصهور أو المصبوب في روســيــا لـيـدخـل الـسـوق الأمريكية. وأضـــاف أن "هـــذا الإجـــراء سـيـعـوض عــن الأضرار التي كبدها التدخل الروسي للمنتجي الأمـريـكـيـن"، مـشـرا إلى أن العقوبات الأخـرة بحق روسيا تقررت "بالتنسيق مع الشركاء والحلفاء في مجموعة السبع". وتعتزم دول مجموعة السبع إنشاء هيئة جديدة هي "آلية تنسيق التطبيق" مهمتها وقف محاولات الالتفاف عل العقوبات المـفـروضـة. وستكون الهيئة برئاسة الولايات المتحدة خلل العام الأول من إنشائها، وفق البيت الأبيض، فيما ستستهدف سلسلة عقوبات قـدرة موسكو عل الالتفاف عل العقوبات السابقة. وكانت "بلومبيج" قد ذكرت في وقــت سـابـق أن الـولايـات المتحدة تستعد لفرض رسوم في المــائــة عل 200 بنسبة الألمنيوم الروسي. وفي السياق، أعلنت بريطانيا مزيدا من العقوبات عل روسيا، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى للحرب بما يشمل حظر تصدير كل عنصر تستخدمه في ساحة المعركة وحظر استياد البضائع المصنعة من الحديد والصلب. وجـمـدت بريطانيا أصـول مجموعة من المسؤولي الروس والشركات الروسية واستهدفتهم في العام المـاضيفي مسعى لشل اقتصاد موسكو والحد من قدرتها علشن حرب علجارتها. وقالت في بيان أمس، "إنها فـــردا وكيانا 92 ستستهدف آخرين، ومن بينهم حلفاء الرئيس الـــروسي فـاديمـر بوتي مثل ماتياس وارنج رئيس خط أنابيب ."2 نورد ستريم وأكــــدت وزارة الخارجية الـريـطـانـيـة أن الـعـقـوبـات والإجـــراءات التجارية المنسقة دولـيـا ستستهدف قطع غيار الـطـائـرات وأجـهـزة اللسلكي والمكونات الإلكترونية. وأوضــــح جيمس كليفرلي وزيـر الخارجية البيطاني في بـيـان "سـنـوقـع عـقـوبـات عل الكيانات التي تدير الصناعات الرئيسة لبوتي وسنتعهد بحظر تصدير كل شيء تبي أن روسيا تستخدمه في ساحة المعركة". وستستهدف العقوبات أيضا مزيدا من المديرين التنفيذيي الروس بمن فيهم من شركة روس آتوم للطاقة النووية وغيهم ممن يعملون في قطاع الدفاع وبنوك روسية. شخص وكيان بمن في ذلك فاعلون روس 200 تطول واشنطن تشدد العقوبات على موسكو من الرياض «الاقتصادية» أسواق وأرقام