aleqt: 03-12-2022 (10645)
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية طغى حـضـور ســام بانكمان فـرايـد وبـورصـتـه، إف تي إكس للعملات المشفرة، على التجمعين الرئيسيين هـذا الـعـام لرابطة صناعة العقود الآجلة "إف آي أيه" في الولايات المتحدة. ففي آذار (مارس)، سرق بانكمان فـرايـد الأضـــواء في مدينة بوكا راتــون في فلوريدا المشمسة، أثناء تبادله أطـراف الحديث مع نجوم البيسبول، واعدا إياهم بأنه سيحدث ثورة لن تغير العملات المشفرة فحسب، ولكن أيضا الأسس التي بنيت عليها الأسواق المالية العالمية. ومع أول تساقط للثلج في فصل الشتاء، خلال معرض إف آي أيه إكسبو في شيكاغو الشهر الماضي، تم على عجل تغطية اسم بورصة إف تي إكـس الــذي كـان مكتوبا على لوحات تضم أسماء الجهات الراعية للمعرض ـ كانت مطبوعة قبل أن تنهار المجموعة وتعلن إفلاسها. انهيار البورصة السريع أحرج كثيرا من المديرين التنفيذيين الذين كانوا بحسب وصـف أحد وسطاء العقود الآجلة، "مفتونين" بهذه الشركة الناشئة. لكن من الناحية العملية قد يكون فشل البورصة مفيدا للعديد من الأعضاء فيصناعة العقود الآجلة. هــذا الـخـر هـو الأحـــدثفي سلسلة من الأخبار التي وصفت بالإيجابية لمصلحة مـزيـد من البورصات التقليدية والوسطاء ومجموعات التكنولوجيا التي تعمل معها، حتى أن بعضهم قال إن الصناعة الآن في أفضل حال منذ عقود. خطط بانكمان فـرايـد كانت تهدد بالتخلص من الوسطاء - المعروفين باسم "تجار العمولات الآجــلــة" - الـذيـن يضمنون أن المستثمرين يملكون ما يكفي من الضمانات لدعم مراكزهم، كما أن دورهم أساسي لنماذج الأعمال في البورصات مثل "سي إم إي" وبورصة مجلس شيكاغو للخيارات "سيبي أوه إي". ومع تداعيات انهيار بورصة إف تي إكس، سيكون من الصعب على أي شخص آخر أن يحدث تغييرا في هذه التركيبة. قال جيري كوركوران، الرئيس التنفيذي لشركة آر جيه أوه برايان: "ما جرى دليل على أن المقترحاتلم تكن مدروسة جيدا. النموذج الحالي قوي للغاية (...) بحيث يمنع العدوى من الانتشار". وبصفته رئيسا لأكــر شركة مستقلة لتجارة العمولات الآجلة، لـكـوركـوران مصلحة في انتقاد خطط بورصة إف تي إكـس، غير أن التعليقات الصادرة عن كبار المنظمين المشاركين في المؤتمر تـشـ إلى أنـهـم يمـيـلـون إلى الموافقة على انتقاداته. كريستي جولدسميث روميرو، من لجنة تجارة السلع الآجلة، قالت إن "كثيرا من المخاوف الكبيرة" كانت تساورها حتى قبل انهيار البورصة، وحــذرت من أنـه "في حال ظهور (شركات أخرى تحاول التغيير) في المستقبل، فأنا لا أؤيد هذا التنظيم المصمم حسب الطلب". ويعتقد مسؤولون تنفيذيون في البورصات القائمة أن الدعوات إلى تنظيم أكثر وضوحا للعملات المشفرة سيجلب النفع للشركات التي تتمتع بخبة أكــر ـ مثل شركاتهم ـ في التعامل مع الهيئات الرقابية أكثر من الشركات الناشئة في مجال العملات المشفرة. كانت البورصات القائمة مزدهرة حيث أدى تقلب السوق إلى زيادة الأحجام. وتفوقت كل من "سي بي أوه" و"إي وسي إم إي" وإنترناشونال إكستشينج وناسداك على توقعات المحللين في الربع الثالث. وتسعى لجنة الأوراق المالية والبورصات إلى إجراء إصلاحات شاملة في أسواق الأسهم لتسهيل تنافس البورصات مع مجموعات الـتـداول خــارج البورصة، مثل سيتاديل سيكيوريتيز وفيرتشيو فاينانشال. وستكون التفاصيل النهائية عرضة للتغيير، لكن "الفكرة الرئيسة تناسب البورصات كـــثـــ ا"، كــ قـــال أحـــد كبار التنفيذيين. هذه الإيجابية ستنعكس على شركـات تجارة العمولات الآجلة والموردين، مثل مجموعة ترايدنج تكنولوجيز للتكنولوجيا المالية، التي قال رئيسها التنفيذي، كيث عاما 20 تــود: "خــ ل أكــ مـن أمضيتها في الصناعة، لا أعتقد أننا كنا في وضع أفضل من هذا – من حيث تقلب السوق، وارتفاع أسعار الفائدة، وكل تلك الديناميكيات تعني أن جميع عملائنا يجنون كثيرا من المال (...) الأرباح الوفيرة تعني زيادة الاستثمار". لكن ينبغي للتنفيذيين ألا يجرفهم الحماس. فالصناعة لا تزال تواجه تحديات، وكان أداء أسعار الأسهم هـذا العام في أحسن الأحوال متفاوتا. ففي حين انخفض مـؤشر نـاسـداك و"سي بي أوه إي" دون مستوى عموم السوق، تراجعت كل من "سي إم إي" وإنترناشونال إكستشينج نحو في المائة. 20 حقيقة أن هيئة الأوراق المالية والبورصات تحاول جعل الفرص متكافئة للجميع، تؤكد المعاناة التي مرت بها البورصات للاحتفاظ بحصتها في السوق في الأعـوام الأخـــ ة. فعديد منها اتجه إلى التنويع في شركـات جديدة أكثر عـرضـة للانكماش الاقـتـصـادي، مثل تحول شركة آي سي إي نحو تكنولوجيا الرهن العقاري. وعلى الرغم من أن ذلك كان مفيدا لها إلى حد كبير حتى الآن، إلا أن التقلبات الكبيرة مفيدة للتداول إلى أن يحدث العكس. مثلا، تسبب التدخل العسكري الــروسي في أوكرانيا في صدمة درامـاتـيـكـيـة لأســــواق السلع الأساسية، ما جعل البورصات تزيد متطلبات الهامش بشكل متكرر. ولا يتوقع المحللون في سيتي بنك أن يتعافى النشاط بسرعة. كـذلـك أثـــارت أزمـــة الطاقة تساؤلات حول التوازن بين إدارة المخاطر وخسارة تحول الشركات إلى منافذ تداول أخرى. قال أحد تجار العمولات الآجلة 17 في بنك كبير: "زيادة الهوامش مرة تجعلك تتساءل عما إذا كانت المستويات صحيحة في المقام الأول. إذا لم تأخذ (البورصات) الصفقات، فسيتم إنجازها بشكل أقـل شفافية في مكان آخـر (...) مـا يقلقني هـو المـوقـف الـذي يتنافس فيه الناس من خلال تحمل المخاطر، بدلا من التنافس على التسعير أو المنتج". بـعـد هيمنتها عــ أجـــواء المؤتمرات القليلة التي انعقدت في الآونـة الأخـ ة، قد يكون في انهيار بورصة إف تي إكس فائدة مضافة لبقية القطاع. قـال تاجر العمولات الآجلة: "العملات المشفرة في الواقع صغيرة جدا ضمن المشتقات. أنا سعيد لأننا نستطيع البدء بالحديث عن الصناعة مرة أخرى (...) ربما في المؤتمر المقبل على الأقل". البورصات التقليدية والوسطاء ومجموعات التكنولوجيا التي تعمل معها تشعر بالارتياح، حتى أن بعضهم قال إن الصناعة الآن في أفضل حال منذ عقود. الحرس القديم يتنفس الصعداء .. سعيد بانهيار «إف تي إكس» سام بانكمان فرايد من شيكاغو نيكولاس ميغاو هددت طفرة في أسعار النيكل بإطاحة كيان في بـورصـة لندن للمعادن، مصمم لمنع المشكلات في سوق واحدة من إصابة النظام المــالي بالعدوى، وفقا لعملية محاسبية هي الأكـ شمولا حتى الآن بشأن أزمة هزت ثقة البورصة عاما. 145 التي تبلغ من العمر واجهت دار المقاصة في بورصة 2.6 لندن للمعادن خسارة بلغت مليار دولار في أوائل آذار (مارس) عندما قفز سعر النيكل أكثر من في المائة في يـوم واحـد، 200 وكان صندوق استقرار يوفر طبقة إضافية من الحماية سيمحى تقريبا، وفقا لإيــداعــات قانونية نشرت الأســبــوع المـــاضي. يسلط هذا الكشف الضوء على سبب اتخاذ كبار المسؤولين التنفيذيين قرارا استثنائيا للغاية بإيقاف التداول وإلغاء صفقات بمليارات الدولارات في فترة مشحونة في الثامن من آذار (مارس). جاءت إيداعات المجموعة في الوقت الــذي تكافح فيه تحديا مليون دولار 470 قانونيا بقيمة أطلقه صندوقا التحوط الأمريكيان، إليوت مانيجمنت وجين ستريت. تم اتهام البورصة المملوكة لشركة هونج كونج إيكستشينج آند كليرنج، بالفشل في أداء واجبها التنظيمي عندما ألغت التداولات. ارتفعت أسعار النيكل، الذي يستخدم في صـنـاعـة الصلب وبطاريات السيارات الكهربائية، في المائة في يوم واحد، ما 230 حمل أعضاء بورصة لندن للمعادن مليار دولار في 20 إلى تفعيل مدفوعات الهامش، أموال مطلوبة للتداول. كان ذلك أعلى عشر مرات من رقم قياسي سابق في الرابع من آذار (مـارس)، وهو مستوى هدد بدفع البورصة وأعضائها إلى "دوامة هلاك". في قلب الفوضىكان هناك رهان ضخم على الأسعار الهابطة مـن قبل شركــة تصنيع الصلب الصينية، تسينجشان، انقلب بسبب الارتفاع الكبيرفي الأسعار. قالت بورصة لندن للمعادن "إنها اضطرت إلى اتخاذ تلك الإجراءات الطارئة لأن ما يصل إلى سبعة من أعضائها كان من الممكن أن يتخلفوا عن سداد مدفوعات مستحقة لدار المقاصة الخاصة بها لو تركتثماني ساعات من التداولات قائمة. لكن الإيداع القانوني أكد أيضا أن دار المقاصة الخاصة ببورصة المعادن، التي تم إنشاؤها لحماية الـسـوق مـن حــالات التخلف عن السداد، كانت أيضا فيخطر شديد، لأن من المحتمل أن تكون البورصة غير قادرة على تداول معادن أخرى، وبالتالي تشكل "خطرا منهجيا كبيرا على النظام المالي الأوسع". رفضت بورصة لندن للمعادن الإدلاء بمزيد من التعليقات. تقف دور المقاصة بين طرفين في الــتــداول وتساعد عـ منع حدوث حالة تخلف عن السداد عب السوق. كان لدى بورصة لندن للمعادن مخاوف بشأن السوق في اليوم السابق للحادثة الرئيسة في الثامن من آذار (مارس). في ذلك اليوم اضطرها ارتفاع الأسعار إلى إجراء تسعة طلبات غير مسبوقة خلال اليوم للحصول على هامش أكب، بلغ مجموعها سبعة مليارات دولار. صرح أدريان فارنهام، الرئيس التنفيذي آنـذاك لدار المقاصة، بأن هذا الإجراء "لم يكن أكثر من توقف مؤقت ولم يكن ليستمر بعد نهاية اليوم: ذكر الإيداع أن دار مقاصة بورصة لندن للمعادن لا يمكنها الاستمرار في ظل عدم كفاية تأمينها ضد تخلف الأعضاء عن السداد". تنص قواعد المملكة المتحدة ع ـ أن غــرف المـقـاصـة يجب أن تقيس سيولتها وانكشافها الائتماني لأعضائها على "أساس قريب من الوقت الحقيقي". بحسب ماثيو تشامبلين، الرئيس التنفيذي لبورصة لندن للمعادن، في نهاية اليوم كانت السوق منظمة وحاول المتداولون إعادة تسعير الأصول في أعقاب اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية وفرض العقوبات على موسكو. ارتفعت الأسـعـار مـرة أخرى في الثامن من آذار (مــارس)، ما أدى إلى ارتفاع طلبات الهامش، حيث قدرت بورصة لندن للمعادن لاحقا إمكانية تخلف سبعة أعضاء عن السداد. لو حدث ذلك، لكان من الممكن أن تضطر البورصة إلى استخدام المراكز المكشوفة للأعضاء المتخلفين عن السداد. وإذا تـم بيع هــذه الصفقات بأسعار السوق السائدة، فإن ذلك سيؤدي إلى تكبد البورصة خسارة مليار دولار. 2.6 حجمها لكن بورصة لندن للمعادن قالت إن حجم الخسائر كان سيقضي على كل من صندوق غرفة المقاصة للتخلف عن السداد، الذي يحمي السوق ككل من أي انهيار مفاجئ لأحـد أعضائها، وأمـــوال غرفة المقاصة الخاصة التي تستخدم كشبكة أمان، ولا تزال تخلف عجزا مليون دولار. 220 حجمه كـان عـ غرفة المقاصة أن تطلب من أعضائها ما لا يقل عن مليار دولار في أسرع وقت 1.2 ممكن، وأن تجد أمـوالا جديدة خاصة بها. وإذا تخلف عدد أكب من الأعضاء عن سداد مدفوعات تداول النيكل، لكلف ذلك بورصة مليون دولار إضافية. 170 المعادن أصرت بورصة لندن للمعادن في وثائق المحكمة علىأن قرارها بإلغاء التداولات كان مبنيا على الحاجة إلى الحفاظ على سوق منظمة والحفاظ على أهدافها التنظيمية، نافية أنها تأثرت بانكشاف غرفة مقاصة بورصة لندن للمعادن. تجري هيئة السلوك المالي وبنك إنجلترا، وهما الجهتان المسؤولتان عـن تنظيم عمل بـورصـة لندن للمعادن، مراجعة لكيفية تعامل البورصة مع الحادثة. كما تقود شركة أوليفر وايمان الاستشارية، مراجعة مستقلة للظروف التي أدت إلى ضغوط سـوق النيكل. ومن المقرر أن يصدر التقرير في نهاية العام. كـولـ هاميلتون، العضو المنتدب لأبحاث السلع في شركة بي إم أوه، أشار إلى أن الدفاع قدم مزيدا من التفاصيل حـول مدى الحدة التي كان يمكن أن تصل إليها الأزمـة، التي أثارتها سوق النيكل المتخصصة التي تبلغ نحو ثلاثة ملايين طن سنويا. قـال "حقيقة إن سوقا بهذا الصغر يمكن أن تسبب ضغوطا مالية شديدة ستلفت انتباه الجهات التنظيمية بلا شك". في آذار (مارس) قفز في 230 سعر النيكل المائة في يوم واحد وهدد بأزمة كان من الممكن أن تمتد آثارها إلى النظام المالي كاملا. بورصة لندن للمعادن لا تزال تعاني تداعياتطفرة النيكل «بلومبيرج» .2022 ( شباط )فبراير 28 متداولون ووسطاء في قاعة التداولات المفتوحة في بورصة لندن للمعادن في هاري ديمبسي وفيليب من لندن ستافورد NO.10645 ، العدد 2022 ديسمبر 3 هـ، الموافق 1444 جمادى الأولى 9 السبت 8 باراك أوباما لديه مقولة مشهورة "لا تفعل أشياء غبية". "في الواقع، قال شيئا أقوى حتى". هذه دائما نصيحة جيدة. إنها نصيحة جيدة بشكل خاص للمملكة المتحدة اليوم. سيكون من الرائع أن تبدأ في فعل أشياء معقولة. لكن يجب على المرء أن يبقي آماله تحت السيطرة. مع ذلك، ينبغي أن يكون من الممكن بالتأكيد التوقف عن فعل أشياء غبية للغاية. "بريكست" في حد ذاته أمر غبي. قلة من الناس الذين لديهم معرفة جادة بالأمر يشككون فيه. لقد شيد الحواجز أمام أقرب جيران البلاد وأهم الشركاء التجاريين. وكما أشار مكتب مسؤولية الميزانية هذا الشهر، فإن "أحدث الأدلة تشير إلى أن بريكست كان له تأثير سلبي كبير في تجارة المملكة المتحدة". فقد قلل من حجم التجارة الإجمالي ومن العلاقات التجارية بين شركات المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. يفترض مكتب مسؤولية الميزانية، بشكل منطقي تماما، أن "بريكست سيؤدي في المدى الطويل إلى انخفاض في المائة مما لو 15 كثافة التجارة في المملكة المتحدة بقيت المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي". وفي غضون ذلك، تبخرت "بريطانيا العالمية" مع تلاشيالآمالفي توثيق العلاقات التجارية مع الصين والولايات المتحدة. بينما كان "بريكست" شيئا غبيا، فإن فكرة أن هناك طريقة بسيطة للعودة إلى علاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي هي كذلك. تجديد العضوية لا يمكن تصوره. هذا ليس فقط لأنه سيؤدي إلى تفاقم الحرب الأهلية السياسية في المملكة المتحدة، بل يرجع أيضا إلى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي أعقل من أن يثقوا بالمملكة المتحدة لتكون عضوا متحمسا في الاتحاد الأوروبي. فمن وجهة نظرهم، مشهد تخبط المملكة المتحدة في الخارج يعد درسا مفيدا حول مخاطر الخروج. وعلى القدر نفسه من الأهمية، سمح "بريكست" بالتقدم بشكل أسرع مما كان سيحدث في ظل عراقيل المملكة المتحدة المعتادة. معظم بدائل العضوية الكاملة - كالانضمام إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي أو كليهما - ستؤدي إلى إعادة بـدء الحرب الأهلية بشأن "بريكست" في كلا الحزبين الرئيسين. هذه الخيارات تثبت أيضا أنها أسـوأ من الـعـضـويـة، لأنها ستمنح التزامات دون رأي في الـقـواعـد. علاوة على ذلك، مرة أخـرى، لدى الاتحاد الأوروبي سبب وجيه لعدم الثقة بالمملكة المـتـحـدة: سلوكها بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية يثبت ذلك بالتأكيد. محاولة تغيير السمات الرئيسة للعلاقة التعيسة الحالية لا طائل من ورائها. لكن هذا لا يمكن أن يبر جعل الأمور أسوأ. مثلا، من المبادئ المحافظة الأساسية أن المرء لا يحدث التغيير إلا إذا لم يكن هناك بديل جيد لذلك. فالتغيير في حد ذاته مكلف. لذا، ما المعنى المحتمل "لمشروع قانون الاتحاد الأوروبي المحتفظ به"، وهو خطة "لمراجعة أو إلغاء" ما يصل إلى أربعة آلاف جزء من القانون المستمد من الاتحاد الأوروبي تشكل الأساس لمعظم الحياة الوطنية اليوم؟ سيؤدي هذا ببساطة إلى زيادة عدم اليقين وتكاليف القيام بالعمل. لا تريد الشركات المتعقلة العمل في ظل تعدد اللوائح التنظيمية المختلفة. كان هذا هو منطق مشروع السوق الموحدة لمارجريت تاتشر، ويبدو أنه شيء لا يزال مؤيدو "بريكست" من الاتحاد الأوروبي غير قادرين على فهمه. هذا النوع من الخطط يجب أن يجعل المملكة المتحدة أقل "قابلية للاستثمار" من أي وقت مضى. الإحصاءات الكئيبة عن الاستثمار في المملكة المتحدة لا تكذب هذا الخوف. ما النهج الذي كان من الممكن أن يكون منطقيا بشكل إيجابي ليتبعه صانعو السياسة البيطانيون؟ من المؤكد أنه كان سيبدأ من منظور واقعي لنقاط الضعف والأولويات. ضع في حسبانك صعوبة البناء على الأراضي غير المطورة، والفشل في جعل المباني أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وعدم المساواة الإقليمية المستمرة، والمركزية المفرطة للحكومة، وانخفاض معدلات الادخار والاستثمار الوطنية بشكل مزمن، وفشل صناديق التقاعد في الاستثمار في رأس المال المنتج، والفشلفي بناءشركات عالمية، والفشل طويل الأمد في رفع المهارات إلى مستوى عال بما فيه الكفاية. لا علاقة لأي من هذا بالاتحاد الأوروبي. لكن كل ذلك كان منذ فترة طويلة "صعبا للغاية" لدرجة أنه لم يكن بالإمكان فعل أي شيء حياله. لذا، بدلا من ذلك، لدينا "بريكست" كتمرين تضليل، بلغ ذروته في عرض ليز تراس وكواسي كوارتنج، الذي كان توقيته سيئا وغير مسؤول بقدر ما كان فارغا من الناحية الفكرية. كان ذلك "بريكست" باعتباره فن أداء في أنقى صوره. لدي أمل ضئيل في أن تفعل هذه الحكومة أي شيء إيجابي قبل الانتخابات العامة المقبلة، خصوصا في خضم أزمة الطاقة والتضخم. لكن ليس من المبالغة مطالبتها بأن تتوقف عن فعل أشياء غبية. لذلك، عليها ألا تفكر في التغييرات التنظيمية ما لم يكن من الواضح أنها ستكون للأفضل. ولا تعد بالسيطرة على الهجرة التي لا يمكن تحقيقها. ولا تلتزم بخيار الاختلاف بشأن معايير الغذاء، ما يجعل حل مشكلة أيرلندا الشمالية أمرا مستعصيا. لكن فلتحاول جاهدة الحفاظ على قدرة علمائنا على التعاون بشكل وثيق مع أقرانهم الأوروبيين. وليس أخيرا، التوقف عن النباح الذي يشبه نباح كلب البلدوج البيطاني الذي لا نهاية له. قد يكون من المستحيل الآن معالجة المشكلات الكبيرة. لكن على الرغم من أن الحكومة الآنفيحفرة عميقة، إلا أنها تستطيع التوقف عن حفرها بشكل أعمق على الأقل. «بريكست» كان شيئا غبيا، وفكرة أن هناك طريقة بسيطة للعودة إلى علاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي هي كذلك. «بريكست» .. بدائل العضوية أسوأ من العضوية من لندن مارتن وولف محاولة تغيير السمات الرئيسة لعلاقة بروكسل ولندن التعيسة لا طائل من ورائها
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=