aleqt: 03-12-2022 (10645)
الرأي NO.10645 ، العدد 2022 ديسمبر 3 هـ، الموافق 1444 جمادى الأولى 9 السبت 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com الصراع بين تويتر وأبل .. اقتصاد جديد تماما نحن نعيش عالما رقميا، وهذه الكلمة البسيطة لها أبعاد كبيرة، فهذا العالم الجديد له قوانين خاصة لم يستكمل جميع تجلياتها بعد، ولن أطيل في المقدمة بل سأذهب مباشرة إلى ما نشرته وكالة "سي إن إن" نقلا عن إيلون ماسك بشأن مشكلة احتمال إزالة تويتر من متجر أبل، ولفهم هذه المشكلة التي اندلعت بعدما استحوذ إيلون ماسك على موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر، وقام باتخاذ إجراءات عديدة بشأن توثيق الحسابات وتعديلات بشأن الحسابات الوهمية التي تؤثر بشكل واضح في أعداد المتابعين، ونشر استطلاعات للرأي من بينها سؤال عما إذا كان يجب على تويتر الإبلاغ عن جميع حـالات الرقابة ضد عملائها، وهذه الاستطلاعات والإجراءات تسببت في قلق واسع، فبدأ عديد من المعلنين التخلي عن شركة تويتر والتوجه إلى جهات أخرى لنشر إعلاناتهم، مثل تيك تـوك وجوجل، وتعد شركـة أبـل من أكبر المعلنين على منصات تويتر، وتشير تقارير إلى مليون دولار على الإعلانات 39 أنها أنفقت نحو في وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك كان قلق إيلون ماسك من توقف إعلانات أبل أمرا له ما يبرره فعلا، لكن الأسوأ هو احتمال إزالة تويتر من متجر التطبيقات في أبل، وهذا معناه عدم تمكن كل مستخدمي هواتف أبل ومنتجاتها من استخدام تويتر. هنا تبدو الصورة مختلفة، فإذا كانت تويتر تعاني مشكلة تضخم الحسابات الوهمية وفقا لتصريحات سابقة لإيلون ماسك، وهذه الحسابات الوهمية تتسبب بتضليل المستخدمين من حيث تقييم قوة الحساب وتأثيره، فنحن نتوقع أن حسابا ما مؤثر بسبب حجم متابعيه بينما هو في الحقيقة غير ذلك، وإذا كان تصحيح هذا الخطأ في بنية تويتر يقود إلى غضب الشركات العالمية، لأن معنى ذلك أن حجم المستخدمين لتويتر هو أقل من حقيقته، وبالتالي فإن عليها إعادة احتساب حجم تأثير تويتر العالمي مقارنة بغيرها من المنصات، وإعادة تخصيص حجم المصروف من الإعلان على هذه المنصة، وبهذا تظهر حقيقة الوضع الراهن بأن بقاء الحسابات الوهمية يعني زيادة الدخل الإعلاني وسعادة الجميع ومن بينهم إيلون ماسك والشركات العالمية والمتابعين، وإذا تم سحب الحسابات الوهمية غضب الجميع، فأي عالم نعيش فيه؟ إنه عالم رقمي، تماما، فمعنى الوهمي فيه يختلف عن معناه في عالم الواقع، فالأرقام عن أعداد المتابعين تعد أرقاما "حقيقية" هناك طالما هي حسابات بغض النظر عمن يديرها، هل هو إنسان آلي أو بشري، وفي عالم أصبحت فيه أعداد المتابعين هي مقياس القيمة، فإن بنية القيمة قد أصبحت هي الأخرى "رقمية"، قيمة نشعر بها فقط في عالم الإنترنت، قيمة تزيد وتنقص هناك فقط. في العالم الرقمي تتراكم القيمة مع تراكم أعداد المتابعين، لهذا فإن هذا العدد هو تعبير عن رأس المال الرقمي، وإذا كان بالإمكان في عالم الواقع إنتاج القيمة بناء على التعاون المثمر بين قوة العمل ورأس المال، فإنه يمكن إنتاج القيمة في العالم الرقمي من خلال التعاون بين رقم أعداد المتابعين "كرأس مال" وبين قوة العمل "جهد المؤثرين"، لهذا السبب تدفقت الثروة "عند بيع قيمة التأثير" نحو أولئك القادرين على الفوز بعدد كبير من المتابعين مع بعض الجهد في إنتاج مادة جاذبة لهم، وظهر على الساحة أغنياء جدد لم يكن في الحسبان يوما أن يصحبوا من الأثرياء حتى في خططهم السابقة قبل هذه الحقبة الاقتصادية الجديدة. عدد المتابعين إذا هو رأس المال الجديد في العالم الرقمي. هذا يتطلب منا كثيرا من التأمل بشأن العلاقات الاقتصادية بين المنصات مثل أبل وتويتر وبين المؤثرين في هذه المنصات، فمن يملك رأس المال "عدد المتابعين" فعليا. هل المالك لرأس المال هو المؤثر أو تويتر أم أنها أبل التي منحت تويتر ومنحت المؤثر قدرة الوصول، إنها عملية معقدة جدا، فإذا كان عدد الحسابات ملكا لتويتر، بحيث تستطيع في أي وقت تعليق الحساب أو إلغاء متابعين بأي حجة، فإن كل المؤثرين بتنوعهم ليسوا سوى عمال عند شركة تويتر، فالحقيقة أن تويتر لا تعطي المؤثرين تعويضا عن قوة عملهم، إلا بقدر ما تحصل عليه من إعلانات تقوم بها شركات كبرى مثل أبل، وهذا ما أغضب شركات كبرى فهي ترى أن ملكية هذه الأعداد من المتابعين تعود إليها، فهي التي منحت تويتر قاعدة العمل ومنحت المؤثرين والمتابعين قدرة الوصول، وبهذا فليس لتويتر حق حذف أو تغيير هذه الأعداد. فتويتر مجرد دفتر يومي لتسجيل الوقائع التاريخية التي تحدث في الحسابات وفيما بينها، وليس لها أن تغلق أو تعلق شيئا منها. الحقيقة أن تويتر لا تعطي المؤثرين تعويضا عن قوة عملهم، إلا بقدر ما تحصل عليه من إعلانات تقوم بها شركات كبرى مثل أبل، وهذا ما أغضب شركات كبرى فهي ترى أن ملكية هذه الأعداد من المتابعين تعود إليها، فهي التي منحت تويتر قاعدة العمل ومنحت المؤثرين والمتابعين قدرة الوصول، وبهذا فليس لتويتر حق حذف أو تغيير هذه الأعداد. فتويتر مجرد دفتر يومي لتسجيل الوقائع التاريخية التي تحدث في الحسابات وفيما بينها، وليس لها أن تغلق أو تعلق شيئا منها. إن الحاجة إلى المعلم الشامل الذي يتمتع بمهارات فيما يتعلق بالمعرفة والتعامل وبناء القيم والمهارات الحياتية، وتحفيز الطالب للإبداع، مهم للوصول إلى الإنجازات، ووجود التقدير المجتمعي لهذه المهنة المرموقة، ورغبة كثيرين للالتحاق بها، يمكن أن يكونا أحد أهم عناصر بناء مسار متقدم لتطوير هذه المهنة في المجتمع. نقص المعلمين .. أحد أهم تحديات الاقتصاد لا شك أن التعليم أحد أهم المهن، إن لم يكن أهمها في العالم، حيث إن جميع المهن الأخرى تعتمد عليه بصورة كاملة بخلاف اعتماد الإنسان على المهن الأخرى، فالطبيب والمهندس والمـهـن العسكرية ومختلف المهن في الأنشطة الاقتصادية الأخرى، قد يتصور قيام حياة الإنسان دون الحاجة إلى التواصل مع هذه المهن بصورة مستمرة، لكن لا يمكن أن يتصور وجود مهن أخرى دون وجود المعلم. ومن هنا يأتي الاهتمام في العالم بهذه المهنة باعتبار أنها ركيزة لكل نجاح اقتصادي واجتماعي والأهم جانب القيم والمبادئ، ومن خلال الممارسة نجد أن تأثير المعلمفيحياتنا يأتي بعد الوالدين، وقد يفوق دور الوالدين في حال فقد الابن أباه أو أمه، إلا أن الأكيد أن المعلم شخصية محفورة في حياة كل إنسان، خصوصا من حقق نجاحات لاحقا في حياته. في تحد جديد للاقتصاد العالمي بعد الحديث عن التضخم والركود والفائدة يأتي المعلم، حيث تشير التقديرات إلى نقص في 2030 مليون معلم إلى 70 العالم لما يقارب - بناء على تقرير نشرته صحيفة "الاقتصادية" - وأصبحت هذه الوظائف لا تجد من يقبل عليها في بعض دول العالم، رغم مكانة هذه المهنة وعلاقتها الإيجابية بالأفراد والأسر في المجتمع، ولذلك أصبح من الأهمية بمكان الاهتمام بهذه المهنة لتحقيق أعلى مستويات المنافع الاجتماعية والاقتصادية وغرس القيم الدينية والاجتماعية والإنسانية بصورة عامة، فالمعلم هو الشخصية التي تلتقي بصورة أكبر بالفرد، ويقضي معها الطالب ما يقارب ثلث يومه في المدرسة، ومن خلال ما يلاحظه الآباء على أبنائهم يكتشفون أن هناك تأثيرا كبيرا للمعلمين في أبنائهم، فيما يتعلق بشخصية تمثل لهم قـدوة ومصدرا موثوقا للمعرفة ومرجعا للقيم والأخلاق، ومحفزا إلى التميز والتفوق والنجاح، ولا يعني هذا أن جميع المعلمين يتصفون بهذه الصفات، إلا أن هذا المقال يهدف إلى إبراز أهمية العناية بالمعلم، ويكون ضمن برنامج يعزز من الإقبال على هذه المهنة ويجعلها مهنة مرموقة يهتم الجميع بالانضمام إليها. الحقيقة أن مهنة المعلم في المجتمع في المملكة ما زالت من المهن المرموقة حتى لو صور البعض عدم الاهتمام بها خلال الفترة الحالية للزيادة الكبيرة في حجم الوظائف وتنوعها، والنمو الاقتصادي الذي ولد كثيرا من الفرص للشبابفي المملكة، وما يدل على حب كثيرين لهذه المهنة الشغف الملحوظ لدى مجموعة من المعلمين وشعورهم بالمتعة في التعامل مع الطلاب، رغم مشقة ذلك في ظل تنوع مشارب الطلاب والاختلاف في مستوى التربية والعادات بين الأسر، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الشعور بالمتعة في التعامل مع الطالب، وتكتمل متعتهم عندما يرون حجم الإنجازات التي يحققها طلابهم. هذا الشغف والحب لهذه المهنة لا بد أن يستفاد منه في جعل هذه المهنة أكثر استدامة بحيث تتمتع باهتمام من جهة الامتيازات والاهتمام المجتمعي، ويكون هناك اهتمام بتعزيز الاستقرار في الكادر التعليمي خصوصا التعليم العام، واستدامة مسار التطوير وبناء المهارات، كي تتواكب هذه المهنة مع الاحتياجات المجتمعية سواء في بناء مهارات الطالب أو في تعزيز القيم والأخـــ ق في المجتمع، وذلك من خلال بناء مسار وظيفي وشكل جديد للترقيات يعتمد بصورة كبيرة على الأداء، كما أنه من المهم الاهتمام بجانب جودة الحياة والاستقرار للمعلم بما في ذلك وجود تأمين صحي جيد وخيارات لتعزيز فرص السكن والاستقرار للمعلم، إذ إن واحدا من أهم أسباب الاستقرار الوظيفي هو جانب الاهتمام باحتياجات الموظف الأساسية، خصوصا المعلم الذي يكون من الصعوبة الاستغناء عن وجوده اليومي خلاف الوظائف الأخرى التي يمكن لجهة العمل أن تكلف آخر بمهام الموظف، حيث إن مهنة التعليم تتطلب الوجود اليومي في الموعد نفسه للمعلم، أو أن ذلك سيؤثر بشكل أو بآخر في مسار العملية التعليمية، ولذلك فإن توافر العلاج له ولأسرته في غير أوقــات العمل، سيعزز من كفاءة العملية التعليمية، والاستقرار فيما يتعلق بالسكن خصوصا مع الدعم الحكومي الكبير سيكون له الأثر الكبير في المعلم، ولو تم تخصيص أحياء سكنية للمعلمين فيها أولوية سيكون لذلك أثر إيجابي فيهم للشعور بقيمة مهنتهمفي المجتمع. الخلاصة، إن الحاجة إلى المعلم الشامل الذي يتمتع بمهارات فيما يتعلق بالمعرفة والتعامل وبناء القيم والمهارات الحياتية، وتحفيز الطالب للإبداع، مهم للوصول إلى الإنجازات، ووجود التقدير المجتمعي لهذه المهنة المرموقة، ورغبة كثيرين للالتحاق بها، يمكن أن يكونا أحد أهم عناصر بناء مسار متقدم لتطوير هذه المهنة في المجتمع. وكز القطاع الخاص .. ولكن إذا ما عرفنا كيف يفكر القطاع الخاص فمن السهولة إعادة هندسة خياراته وجعله يشارك بفاعلية في التنمية الاقتصادية التي تعيشها البلاد، ولا سيما أن الأداء الاقتصادي للحكومة متطور، وأداء شركات الحكومة أفضل من أداءشركات القطاع الخاص، وليسهناك أفضل ، أي التأثير nudge theory " من استخدام نظرية "الوكز في الجانب السلوكي للقطاع الخاص بطريقة غير مباشرة ويمكننا تطبيقها على القطاع الخاص عبر دراسة سلوكه وإعادة تصميم الاختيارات له دون أن نجبره، بمعنى آخر، هو أسلوب تحفيزي غير مباشر لاتخاذ قرارات جيدة وعقلانية عبر إعادة هندسة خياراته، وألفت نظركم إلى أن هذه النظرية تستخدمها الشركاتفي التسويق بالوكز، أي دفع المستهلكين للشراء بمنهجيات وطرق غير مباشرة بعد فهم دوافعهم وحاجاتهم ورغباتهم، وهذا ما يفسر أنك قد تشتري ما لا تحتاج إليه وأنت مقتنع. التحفيز غير المباشر من أهـم أدوات الاقتصاد والقطاع الخاص behavioral economics السلوكي بحاجة إلى تطوير مؤسساته وطريقة تفكيره حتى يمكننا زيـادة الفرص في المستقبل عن طريق الاستثمارات، ولم يعد كافيا أن يلتزم القطاع الخاص بالسياسات الاقتصادية التي يقررها صناع السياسات الاقتصادية، بل إن مشاركته، أي القطاع الخاص، في صياغة السياسات الاقتصادية على المستوى التنفيذي تعد جزءا من صناعة خياراته للمشاركة الاقتصادية الفاعلة مع المحافظة على حرية الاختيار له دائما، إضافة إلى الشفافية معه أي مع القطاع الخاص، وفي الوقت نفسه يتعين أن نضمن حماية كافية للمستهلكين وللاقتصاد الكلي، ومن الأمور المميزة في تحسين خيارات القطاع الخاص بنظرية الوكز، مشاركة رجال الأعمال والمستثمرين في الجراحة الاختيارية في معالجة مشكلات القطاع الخاص عبر الموازنة بين مخاطر الواقع ومنافع القرارات الاقتصادية والسياسات الاقتصادية العليا، أو حتى ترك الخيار له، أي للقطاع الخاص، بقبول الوضع الافـ اضي الذي يصممه الاقتصاديون في صـورة قياسية، لأن هناك خيارات عقلانية أفضل إذا ما رغب القطاع الخاص في التكامل والانسجام مع السياسات الاقتصادية الرسمية التي تطرحها وزارتا الاقتصاد والمالية، علاوة على ذلك وزارة التجارة والمنظم الضريبي لما لهم من تأثير في القطاع الخاص. ونخلص مما تقدم إلى أننا سنجد أنفسنا مع نظرية الوكز نعيش في بيئة تفاعلية ومتكاملة تعزز السلوك الإيجابي دائما بين القطاعين العام والخاص والقطاع العائلي، ومع ذلك فإننا عندما نتحدث هذا النوع من التحفيز الإيجابي علينا أن ندرك أن الغرف التجارية واتحاد الغرف السعودية مؤسسات أساسية في القطاع الخاص، ويقع على عاتقهما مسؤولية القيام بالواجب نحو المنتسبين للغرف التجارية وتقديم خدمات ومعلومات نوعية ومتطورة ومبتكرة تنافس أفضل الغرف التجارية حول العالم، لأنه مهما كانت السياسات التحفيزية السلوكية وغير السلوكية مصممة بطريقة جيدة لن يكون لها تأثير فاعل مع وجود هشاشة بشرية ومؤسسية في الكيانات الاقتصادية التابعة للقطاع الخاص، لذا سننتظر بشغف رئيسا جديدا لاتحاد الغرف السعودية ليقود معنا المرحلة المقبلة. أحمد الشهري * مختصفي الاستثمار والسياسات الاقتصادية @AhmedAllshehri أ. د. محمد آل عباس * متخصصفي المراجعة الداخلية maalabbas@kku.edu.sa صلاح بن فهد الشلهوب . د * كاتب وأكاديمي متخصصفي التمويل الإسلامي salah.shalhoob@gmail.com
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=