aleqt (10574) 2022/09/23
فـأجـابـوه متفقين بــأن الله قد هداهم للدين الصحيح وجعلهم إخـوانـا بعد أن كانوا أعــداء يقتل بعضهم بـعـضـا، بسبب الملك وجهوده، وأنهم بذلوا أنفسهم في طاعة الله والرسول ثم طاعة الملك ما دام ملتزما بالشرع، وأنهم ما تغيرت خواطرهم إلا مخافة عليه من الركون لأمور الدنيا وترك أمر الله، لأنه إن هلك هلكوا، وأن تقويم كلمة التوحيد سبب النصر، وأن لهم في رسول الله أسوة حسنة. وأنهم ما اجتمعوا إلا على كلمة الإخلاص وتوحيد الله والنصح لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، وأن رضا الله في تقويم أوامره ولا يريدون غير ذلك. فأجابهم: "نعم كل ما تقولون هو الحق، وهذا الذي حببني فيكم وجعلني أجعلكم حاشيتي وخاصتي، فكونوا آمنين مطمئنين وأعطيكم عهدا أني أقوم بأوامر الله وما شرعه، وأنا لم أتغير، لكن ما معصوم إلا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأعدكم بثلاث: الأولى لا تأخذني في الله لومة لائم، والثانية: لا أغدركم إن شاء الله لا في أمر دينكم ولا دنياكم، والثالثة: أنصح لكم، كبيركم وصغيركم، كبيركم مثل والـدي ومتوسطكم مثل أخي وصغيركم مثل ولدي، ولا أدين الله إلا بالنصح لكمفي السر والعلانية في أمر دينكم ودنياكم". فتأثروا جميعا وقاموا يعاهدونه عهدا جديدا قائلين: "نعاهدك على كتاب الله وسنة رسوله وما فرضه الله لك علينا ورسوله، وأن نقوم به على الكره والرضا وعلى الجد والعجز، وأننا نسمع ونطيع لك ولمن ولاه الله أمرنا بعدك". فأجابهم الملك: "شكر الله سعيكم، وهذا أملي بالله ثم بكم"، وانفض المجلس على ذلك. وكان لهذه النتيجة أحسن الأثر في سائر أنحاء نجد. - الجمعية العمومية في 5 :1927 مكة المكرمة لاحـــظ المـلـك عـبـدالـعـزيـز بعد استقرار الأمور أن أوضاع وتشكيلات المحاكم الشرعية والأوقاف والمعارف في الحجاز عموما، وفي مكة المكرمة خصوصا، تحتاج إلى إصلاح شامل، نظرا إلى ارتباطها الوثيق بمصالح العباد والبلاد، ولأنها سبب من أسباب إقامة العدل وترقي المجتمع، ثم رأى بثاقب نظره وسعة أفقه أن معالجة أوضـاع هذه الدوائر وحل مشكلاتها يحتاج إلى دراسة عميقة وبحث دقيق يشارك فيه أهـل الفضل والمعرفة ممن لهم خبرة أو ممارسة في هذه المسائل لتكون معالجتها على أساس متين. وعلى عادته، لم يشأ أن يبت في هذا الأمر قبل الوقوف على آراء ذوي المكانة والـرأي من أهل البلاد، لأنها من المسائل التي لها صلة مباشرة بمصالحهم، فأصدر أمره بدعوة فريق من العلماء وأهـل الخبرة والفضل لعقد جمعية عمومية يشترك فيها أيضا أعضاء مجلس الشورى ولجنة التفتيش والإصلاح للبحث والمذاكرة في هذه الأمور. وقد انعقدت الجمعية هـ في 1346 صفر 1 في صباح السبت الديوان الملكي في جياد، وحضرها شخصا من العلماء والمفكرين 40 عـدا رجــال مجلس الـشـورى ولجنة التفتيش والإصـــ ح، فافتتح الملك الاجـتـ ع بكلمات مـؤثـرة دلـت على شدة تمسكه بحكم الشورى وقال: "إنني ما زلت أتحين الفرص في كل وقت وحين لأشرك الشعب في الأمور التي له علاقة بها، ولاستشارة ذوي الرأي والاختصاص في كل قضية من القضايا العامة، ليأتي الحكم فيها بالمطلوب، وتجني البلاد من ورائه الفائدة المتوخاة"، ثم شرح لهم سبب الجمعية، وحدد لهم العناصر المطلوب مناقشتها والتقرير حولها، وهــي: "النظر في شــؤون المحكمة الشرعية وترتيبها على الوجه المطابق للشرع، على أن يكون القضاء غير مقيد بمذهب مخصوص - النظر في حالة الحرم الشريف والعناية بأمره - النظر في تكوين هيئة للنظارة على الأوقاف - توحيد نظام التدريس - وضع نظام عام للتعليم - جمع الكتب الموقوفة في مكتبة واحدة وإصلاحها - النظر في تشكيلات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وضع الملك هذه الأمـور للبحث وطلب من الحاضرين مناقشتها وتبيان آرائهم حولها ثم غادر مكان الاجتماع ليترك مجالا للحاضرين للبحث بكل حرية ووضوح، فطالت بين الحاضرين المذاكرة ثم قرروا تشكيل ثلاث لجان فرعية تتولى كل منها درس مسألة مـحـددة مـن هـذه المسائل المهمة لإنجاز العمل بـأسرع ما يمكن، ثم تعرض اللجان ما توصلت إليه على الجمعية لمناقشته والبت فيه ثم رفعه إلى الملك، لينفض الاجتماع على أن تعود الجمعية للاجتماع بعد أن تنتهي اللجان من أعمالها. ثم إن الجمعية بعد نحو عشرة أيام عادت لعقد اجتماعاتها للنظر في التقارير التي وضعتها لجانها الفرعية، وقد جرت مناقشات طويلة في هـذا الـصـدد، ثـم وضعت نص التقارير المتعلقة بالمحاكم الشرعية والأوقـــاف والحرم وتوحيد برنامج التعليم، وغيرها من المسائل ورفعتها إلى الملك ليصدر أمرا ملكيا بنظام 14 تشكيلات المحاكم الشرعية في هـــ، كتب في ديباجته ما 1346 صفر نصه: "نحن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود .. بناء على ما عرضته علينا الجمعية العمومية المكلفة بالنظر في أوضـاع المحاكم الشرعية والأوقاف والحرم الشريف والمعارف وهيئات الأمر بالمعروف، أصدرنا أمرنا بما هو آت: ..."، كما صدر في التاريخ نفسه وبناء على قــرارات الجمعية، صدرت أوامر ملكية أخرى بشأن تشكيل هيئة مراقبة القضاء وتشكيل مجلس إدارة الحرم وتعليمات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشكيلها ونظام توحيد مناهج التعليم ونظام الأوقاف والحرم. - الجمعية العمومية في 6 :1928 الرياض كان الملك عبدالعزيز قبل سفره 1928 من نجد إلى الحجاز آخر أبريل قد عمل على تهدئة ثائرة أهل نجد بسبب نقض العراق بروتوكول العقير ببناء الحصون على أطـراف الحدود العراقية - النجدية وتعدي الطائرات البريطانية داخل حدود نجد وقصفها الأبرياء من النساء والأطفال، مؤكدا لرعاياه أولـئـك سعيه الحثيث إلى معالجة جميع المشكلات عن طريق المفاوضات السياسية، مؤملا حلها من هذا الطريق، وبالفعل فما إن وصل إلى الحجاز حتى بادر إلى الالتقاء بالبعثة البريطانية التي يرأسها جلبرت كلايتون في جدة، وبالفعل بدأت المفاوضات لأجل تسوية تلك المسائل العالقة وجرت المباحثات الجادة بين الطرفين، لكن بسبب حلول موسم الحج توقفت المفاوضات ثم تم استئنافها بعد نهاية الحج، لكنها لم تسفر عن نتيجة إيجابية، بل إنه بينما كانت المفاوضات جارية قامت الطائرات البريطانية باجتياز الحدود وإلقاء القنابل على القبائل النجدية، وكأن المقصود بهذا الفعل تعكير المفاوضات وعرقلتها! وقد نشرت حكومة نجد والحجاز بلاغا من دائرة المطبوعات يوضح ذلك، مؤكدة أنها ما زالـت تسير في معاملتها مع جيرانها حسبما تمليه عليها روح الوفاق طبقا لنصوص المعاهدات المعقودة. ولا شك أن انقطاع المفاوضات دون نتيجة وضع الملك في موقف صعب، وكـان القبض على أزمـة الأمــور على الحدود من المهمات الشاقة جدا. ومع ذلك، توجه الملك عبدالعزيز إلى نجد في هذه الرحلة عازما كل العزم على السعي على منع أي حوادث على الحدود ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وملخصا لحكومة العراق موقفه بأنه إما أن تعد العهود المعقودة نافذة على وجهها فتهدم القصور المشؤومة ويعمل بالعهود كما وردت فيكون في هذه الحال متعهدا ومسؤولا عن كل حادث يقع على العراق ويمنع كلشيء بالقوة، وإما أن يظل من في العراق على استرسالهم في إصرارهــم على نقضهم ونكثهم، وفي ذلك يكون في حل من كل عهد ولا يرى نفسه مسؤولا عن أي حادث يقع على العراق بسبب ما ينتج من ذلك النقض والنكث. بالخبرة والممارسة .. توطد الحكم وترسخت الشورى لاحظ الملك عبدالعزيز بعد استقرار الأمور أن أوضاع المحاكم الشرعية والأوقاف والمعارف تحتاج إلى إصلاح شامل 1346 صفر 1 انعقدت الجمعية في 40 في الديوان الملكي وحضرها عالما ومفكرا رأى بثاقب نظره وسعة أفقه أن معالجة أوضاع هذه الدوائر وحل مشكلاتها يحتاج إلى دراسة عميقة وبحث دقيق افتتح الملك عبدالعزيز الاجتماع بكلمات مؤثرة دلت على شدة تمسكه بحكم الشورى لم يشأ أن يبت في الأمر قبل الوقوف على آراء ذوي المكانة والرأي من أهل البلاد لما له من صلة مباشرة بمصالحهم شرح لهم سبب انعقاد الجمعية وحدد لهم العناصر المطلوب مناقشتها والتقرير حولها صدرت أوامر ملكية بتشكيل هيئة مراقبة القضاء ومجلس إدارة الحرم وهيئة الأمر بالمعروف عمل الملك قبل سفره آخر أبريل على تهدئة أهل نجد بسبب 1928 نقض العراق بروتوكول العقير أمر بدعوة فريق من العلماء إلى عقد جمعية عمومية يشترك فيها أيضا أعضاء مجلس الشورى ولجنة التفتيش والإصلاح 5 .10574 ، العدد 2022 سبتمبر 23 هـ، الموافق 1444 صفر 27 الجمعة إصدارات
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=