aleqt: 06-08-2022 (10526)
الرأي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أحد أهم التجارب العالمية في العمل الإنساني، وتنظيمه للمؤتمرات في هذا الشأن يجعله منصة لتبادل التجارب في العمل الخيري والإنساني، ووجود أكاديمية في هذا الشأن يجعل من التجربة أكثر انتشارا وتأثيرا باعتبار أن العمل الإنساني أصبح اليوم منظومة عمل، والالتزام فيها والكفاءة والاحترافية متطلبة لضمان وصول الدعم إلى المحتاج بما يحقق احتياجه ويضمد جراحه. السعودية والريادة في العمل الإنساني في مبادرة تعزز من دور المملكة الريادي في العمل الإنساني، ينظم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعــ ل الإنسانية بالشراكة مع الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، منتدى الرياض الدولي الإنسانيفي دورته الثالثة. لا شك أن تجربة المملكة في العمل الإنساني كبيرة وانتشرت لتشمل كثيرا من دول العالم بمختلف احتياجاتهم سواء الدعم العاجل بسبب الجوائح والكوارث أو الدعم المستمر، نظرا إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض الدول لأسباب انتشار الفقر والحاجة في تلك الدول حتى أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أحد أهم المراكز في العالم ومن الأكثر انتشارا ودعما بين دول العالم، ما يرسخ ويعزز دور المملكة الإنساني برعاية من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والمجتمع السعودي في الأعمال الإنسانية داخل المملكة وخارجها. لا شك أن العمل الإنساني مسؤولية على كل من لديه قدرة على مساعدة الناس وتضميد جراحهم والإحساس بمعاناتهم عاجلا من خلال تقديم الدعم الفوري والعاجل دون توان وبأفضل الطرق. تجربة المملكة رائــدة في العمل الإنساني خصوصا للأشقاء في الدول العربية والإسلامية، وقد كشفت الأزمـة التي مرت على العالم خلال حجم الاهتمام والحرص الذي تقدمه 19 - كوفيد المملكة في ظل هـذه الأزمــة، التي كشفت عن صعوبات تواجهها الدول حول العالم في تقديم الاحتياجات الأساسية للحد من الأزمــة، إلا أن المملكة لم تتوان عن مساعدة أشقائها في مختلف دول العالم. تجربة المملكة تعتمد على تراكم الخبرة فيما يتعلق بالعمل الإنساني الـذي بدأ مع المؤسس -رحمه الله- بالدعم بالممكن للأشقاء عند الاحتياج وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وقد كان اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالعمل الإنساني قديما ومستمرا وأكثر استدامة من خلال إنشاء مؤسسات خيرية واجتماعية متخصصة تستهدف شرائح أكثر احتياجا في المجتمع. ومع تطور العمل ونجاح التجربة أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني مركزا متكاملا لمختلف أشكال الدعم والتنسيق في العمل الإنساني خارج المملكة، كما أن مبادرة إنسان أصبحت منصة وشبكة إلكترونية لتعزيز التواصل بين الجهات الخيرية والاجتماعية والمجتمع بحيث يتم التبرع وفق أهداف وغايات المتبرعين بما يسهل عليهم الوصول إلى المحتاج دون وصول الأموال لغير مستحقيها، وبهذا يمكن أن يكون هناك كفاءة عالية في دعم المحتاجين إضافة إلى تشجيع الناس على دعم العمل الخيري والإنـسـاني نتيجة رؤيتهم لأثـر تبرعاتهم في المحتاجين لها. هذا المؤتمر في نسخته الثالثة يعزز من اكتمال منظومة العمل الإنساني في المملكة حيث تحول من ممارسة إلى تجربة يمكن أن تكون ملهمة لكثير من المؤسسات الخيرية حول العالم، حيث إن منظومة العمل الإنساني في مركز الملك سلمان لا تقتصر على التبرعات المالية والعينية بل تشمل العلاج لأكثر حالات المرضصعوبة في مراكز متنقلة مكتملة الخدمات، كما أنها تطورت لتشمل مواجهة الأعـ ل الإرهابية والإجرامية من خلال مشروع مسام لنزع الألغام التي كانت ولا تزال أحد أسباب القتل البشع وفقدان الأطراف والتشوهات للبشر خصوصا في بلد الجوار الشقيقة اليمن. من الأمور التي بالتأكيد أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعـ ل الإنسانية يمكن أن يكون رائدا فيها هو بناء منظومة أكاديمية أو التعاون مع المؤسسات التعليمية في المملكة لبناء منظومة تعليمية أو إنشاء أكاديمية متخصصة، خصوصا أن المملكة تستهدف الوصول إلى مساهمة القطاع غير في المائة من الناتج المحلي، ويتطلع 5 الربحي بـ أيضا إلى الوصول إلى مليون متطوع ضمن رؤية ، فالخبرة والتجربة في العمل الخيري 2030 المملكة في المملكة خاصة مركز الملك سلمان تجعله يعزز من مساهمته بالمعرفة في الأعمال الخيرية والإنسانية. الخلاصة، إن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أحد أهم التجارب العالمية في العمل الإنساني، وتنظيمه للمؤتمرات في هذا الشأن يجعله منصة لتبادل التجارب في العمل الخيري والإنساني، ووجود أكاديمية في هذا الشأن يجعل من التجربة أكثر انتشارا وتأثيرا باعتبار أن العمل الإنساني أصبح اليوم منظومة عمل، والالتزام فيها والكفاءة والاحترافية متطلبة لضمان وصول الدعم إلى المحتاج بما يحقق احتياجه ويضمد جراحه. بورصة العقار .. شفافية وتوازن نطرح سؤالين. أولا، لماذا ارتفعت أسعار المساكن فوق قدرة المواطن، كما وصفها وزير الإسكان؟ ثانيا، كيفيمكن للبورصة العقارية معالجة اختلالات السوق؟ إجابة السؤال الأول تكمن في فهم ميكانيكية نظامنا الاقتصادي المعتمد على إنفاق الحكومة والوظائف العامة، احتفظ موظفو الحكومة والقطاع الخاص بمدخراتهمفي العقار وتحول العقار إلى بنك مدخرات مجتمعي، سواء للاكتناز أو للمضاربة بدلا من السوق المالية المصممة لامتصاص الفوائض المالية من المجتمع، كما دفعت شركات عائلية وشركات مساهمة بفوائضها المالية إلى سوق الأراضي والعقارات، ولا سيما أن معظم أرباحها مشتريات حكومية أو عقود مشاريع بنية تحتية، وفي الوقت نفسه تسرب جزء من مكاسب مضاربات الأسهم إلى العقار المحلي بدلا من بقائها في سوق المال. وعلاوة على ما سبق، أسهمت مــزادات العقار المقصورة على العقاريين دون الأفراد في تعطيش معروض الأراضي الجاهزة للاستهلاك النهائي وذهبت إلى ملاك الفوائض المالية للمضاربة، ومع نقص عدد المطورين المحترفين وشح الأراضي المطورة، تحولت برامج الإسكان المدعومة إلى محفزات إضافية في حمى مضاربات الأراضي على حساب التكلفة النهائية لمسكن الأسرة، كما أدت أسعار العقارات المرتفعة إلى ضعف الاستثمار في القطاعات الأخرى وسرعان ما تأثرت الصناعة بذلك، التي يفترض أن تحقق تنوعا اقتصاديا وترفع صادراتنا من الناتج المحلي غير النفطي، وقد أشـار وزيـر الصناعة إلى هذا الخلل، وحمى أسعار العقارات المرتفعة قلصت استفادة الاقتصاد من الصناعة والخدمات وتحقيق التنوع الاقتصادي والتوظيف إذا ما تمت مقارنة ذلك بحجم الديون العقارية والكفاية الحدية للاستثمار وأسعار الفائدة. marginal efficiency of investment أعتقد أن الإجابة عن السؤال الثاني أصبحت واضحة، ربما نجد في البورصة العقارية فرصا واعدة وآفاقا جديدة لإعـادة تـوازن وشفافية الأســواق العقارية عبر الحد من المضاربات وفرط تملك الصكوك من المضاربين، سواء كانوا أفرادا أو عوائل تجارية، وتقييد ملكية عـدد صكوك الأراضي والمساحات وتحديد الاستخدامات ومنع مزاحمة الشركات للمواطنين على الأراضي السكنية الجاهزة للبناء، وفي الوقت نفسه البورصة العقارية ستحمي السوق من المزادات التي تستحوذ على الأراضي قبل وصولها إلى المستهلك النهائي ومنع تجفيف المعروض بالجملة، كما أن للبورصة العقارية خصائص تجعلها سوقا ثانوية لتداول الرهون العقارية، وإذا ما نقلنا عبء تقييم المساكن والأراضي إلى البنوك والممولين، عبر إلغاء ضمانات رواتب المواطنين ومستحقات نهاية خدماتهم وسندات لأمر والاكتفاء بالعقار مقابل تمويله، فبطبيعة الحال ستحد هذه المنهجية من المبالغة في تسعير الأصول العقارية واستغلال الدعم السكني وتعطي مساحة أكبر لتمويل القطاعات الأخرى وتوفر أسعارا تنافسية للمستثمرين الحقيقيين، كما أن الأموال الزائدة للأسر وفوائض أربـاح الشركات ستنتقل إلى مكانها الصحيح في الأسواق المالية، وفي نهاية المطاف، كل ما سبق لن يغني عن زيادة معروض الأراضي المطورة وعـدد المتنافسين ودعـوة كبار المطورين الأجانب في المائة، 33 وخفض نسبة الاستقطاع من الرواتب إلى أي حدود آمنة تضمن جودة الحياة للأسرة. » 1 مؤشرات اقتصاد منطقة عسير « هذه السلسلة مـن المـقـالات تهدف إلى بناء تصور شامل عن اقتصاد منطقة عسير بما يخدم مفاهيم التنمية .2030 المتوازنة ومستهدفات رؤية المملكة ويأتي اختيار منطقة عسير لأسباب أولها أنني من أبناء المنطقة وقد عشت فيها أيام الصبا الأولى وترعرعت في ضواحي سوق الثلاثاء، وعملت في تلك السوق لأكثر من عقد كامل من الزمان وكنت شاهد عيان لكثير من التحولات التي مرت على المنطقة حتى اليوم، وأما الثاني فلم أقرأ أي تصور اقتصادي للمنطقة يربط ماضيها بحاضرها ويرسم ملامح للمستقبل من خلال منظور اقتصادي بحت لدرجة أنه يستبعد أي أبعاد أو علاقات ما لم تكن اقتصاديةصرفة، وقد تختلف النظرة الاقتصادية عن النظرة التاريخية، لذلك تجب قراءة المقال ابتداء من هذا المنطلق. ألف متر 80 منطقة عسير تأخذ حيزا يعادل مربع في الجزء الجنوبي الغربي من مساحة المملكة، ويعيش فيها حسب آخر الإحصائيات مليون نسمة، وتاريخيا 1.9 المتاحة أكثر من وقبل العهد السعودي لم يكن في منطقة عسير ما يمكن وصفه بالحراك الاقتصادي، ذلـك أن المنطقة عاشت بعيدة عن المدن الحضارية الكبرى في العالم وانعزلت عن كل المحكات والمحركات الاقتصادية، نظرا إلى طبيعتها الجغرافية الجبلية القاسية والوعرة، لكن المشكلة كانت أكبر من وعورة طريق، بل كانت في صلبها مشكلة إدارية كبيرة، فالمنطقة لم تشهد نهضة إداريـة حقيقية قبل العهد السعودي، فلم تتمكن من بناء حكومة فاعلة ولم تستطع القبائل بناء عقد اجتماعي ينتج حكومة تستطيع بناء نظام مالي قـادر على جمع الأمـوال من أجل تحقيق تنمية شاملة. كانت القبائل تقوم على نظام المشيخة لقرون طويلة، على غرار عـادات العرب منذ الأزل، وكان الحلف بين القبائل هو الشكل الوحيد تقريبا من أشكال العقد الاجتماعي الذي شهدته المنطقة، والحلف مبني لأهداف الدفاع والأمن وإقامة وتنفيذ الأعراف القبلية ولم يكن يتجاوز ذلك. لم تكن القبائل قادرة على القيام بمشاريع حضارية كبرى حتى لو كانت مدارس أو مستشفيات، وكل ما استطاعت تلك الفترة إنتاجه هو الأسـواق الأسبوعية التي انتشرت على طول طريق الحجاج، من اليمن حتى مكة المكرمة. وكما أشرت، فكل ما استطاعت المنطقة إنجازه هو الأسواق التي نشأتفي القرى الكبيرة مثل أبها، أو على جنبات الطرق التي تربط القرى الرئيسة مثل سوق خميس مشيط، ولو قمت بعد الأسواق التي نشأت لما اتسع هذا المقال لها، لكن جميعا بلا فائدة كبيرة، فلم تكن قادرة على إحداثحراك اقتصادي أو ثقافييمكن حتى الإشارة إليه. هذه الأسواق كانت ملتقى القبائل، وفيها يتم البيع والشراء بنظام المقايضة، وهو النظام الذي عطل بشكل كبير قدرة المنطقة على إنتاج الثروة لقرون طويلة، فلم يكن هناك مجال لتحقيق إنتاج تجاري في أي منتج، بل لم تكن هناك فائدة كبرى من الحصول على فائض إنتاج كبير، فأغلب الإنتاج الزراعي والحيواني كان للاستهلاك الخاص والأسواق بالكاد قادرة على استيعاب فائض إنتاج الأسر، فلم تتوافر طرق معبدة أو وسائل مطورة تساعد على نقل الإنتاج للبيع في المناطق الأخـرى والأسـواق الرئيسة في الجزيرة مثل مكة وجدة، أضف إلى ذلك أن معظم الأسر كانت لديها المنتجات الزراعية نفسها تقريبا، فالشراء من السوق كان فيه نوع من الحرج على كل حال، وبسبب هذه العوامل فقدت المنطقة طوال عقود قدرتها على الابتكار والمـبـادرة، وهما أهم عناصر إنتاج الثروة وبناء اقتصاد صناعي، فقد كانت الأدوات الزراعية قديمة جدا ذات طابع حجري، فمكوناتها تأتي فقط مما تمنحه الطبيعة من مواد، فلم يكن هناك تصنيع كالذي ظهر في أوروبـا أو حتى في مدن قريبة مثل القاهرة، وفقدت المنطقة حتى تلك الرغبة في الابتكار، فكان من الصعب الحصول على سلع مهمة مثل الأقمشة، والأثاث، والأدوات المنزلية حتى مواد البناء، وأنه من المدهش أن المنطقة لم تستطع حتى تطوير العجلة لتستخدم بشكل أوسع من الاستخدام الزراعي المحدود للغاية. وفي ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب جدا كانت المنطقة تعيش على الكفاف بكل معنى الكلمة، ورغـم أن المنطقة كانت تتعرض للأمطار بشكل مستمر، بل الثلوج في أوقات متفاوتة مثلما تشهده مدن كثيرة في أوروبا، إلا أن أشكال البناء العمارة لم تتطور لمواجهة هذه الحقيقة كما تطورت هناك. لقد كان تأثير الفراغ الإداري واضحا والأثر السلبي للأسواق جليا في الفكر الاقتصادي للمنطقة، بل امتد حتى اليوم، ولو تم تصوير مشهد السوق فكل ما ستجده هو عدد قليل جدا من المحال الثابتة التي على أصحابها الانتظار حتى يوم السوق "الثلاثاء - مثلا" للفوز ببعض الانتعاش، مع حضور أهالي القرى المزارعين في مشهد غير منظم، ومن الصعب بناء تصور اقتصادي عن حركة الأسعار، فالمقايضة تمنع ذلك، وبالتأكيد لم يكن هناك أي فرصة لظهور الشركات، أو الكيانات الاقتصادية. فلم تنشأ حركة تجارية في المنطقة نظرا إلى عدم انتشار ثقافة الفكر الإداري فيها، وهذا وجد امتداد له في الثقافة التجارية في المنطقة كما سأوضح لاحقا. من المهم وضع هذا التصور أمام القارئ بكل ما فيه من نقد، لأنه سيكون المرتكز لما سيتبع من مقالات. ألف متر مربع في 80 منطقة عسير تأخذ حيزا يعادل الجزء الجنوبي الغربي من مساحة المملكة، ويعيش 1.9 فيها حسب آخر الإحصائيات المتاحة أكثر من مليون نسمة، وتاريخيا وقبل العهد السعودي لم يكن في منطقة عسير ما يمكن وصفه بالحراك الاقتصادي، ذلك أن المنطقة عاشت بعيدة عن المدن الحضارية الكبرى في العالم وانعزلت عن كل المحكات والمحركات الاقتصادية، نظرا إلى طبيعتها الجغرافية الجبلية القاسية والوعرة. NO.10526 ، العدد 2022 أغسطس 6 هـ، الموافق 1444 المحرم 8 السبت 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مدير التحرير علي المقبلي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com @AhmedAllshehri *مختصفي الاستثمار والسياسات الاقتصادية أحمد الشهري أ. د. محمد آل عباس *متخصصفي المراجعة الداخلية maalabbas@kku.edu.sa د. صلاح بن فهد الشلهوب * كاتب وأكاديمي متخصصفي التمويل الإسلامي salah.shalhoob@gmail.com
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=