aleqt: 04-08-2022 (10524)

رفعة الجادرجي هذا الكتاب عن رفعة الجادرجي كـــمـــعـــاري، ومــنــظــر وكــاتــب وفوتوغرافي، عن رفعة الـذي كان في سباق مع الزمن. كان رفعة يؤمن بعبثية التواجد، ولا يؤمن بالطقوس لكنه يحترمها، فالحياة قصيرة مهم طالت، وعلينا أن نقبل الواقع، فلكل شيء نهاية، كم قال الكاتب والخطيب الروماني، ماركوس تريليون شيشرون "علينا أن نقبل أن الحياة قرض أعطي لنا، من دون تاريخ محدد، وأن دفع هذا القرض ربما يطلب منا في أي وقـــت"، لــذا نشعر بسبب تقدم العمر، بالخسارة و لا نلتفت إلى ما كسبناه أبدا. والمهم هو ما الذي تركه الإنسان من إرث ليكون درسا تتعلم منه الأجـيـال. اكتشفت بعد إنجاز كتابي هذا، جوانب أخرى لم أتناولها من شخصية وسيرة رفعة. من بينها محاسبة نفسه حد القسوة، والاعتراف بفشله في السيطرة التكوينية في بعض مشاريعه التصميمية ذاكـرا ذلك: "لحداثة خبرتي في السيطرة على مشاريع كبيرة تخرج من عالم التكوين الـورقـي إلى حيز التنفيذ الحقيقي لأول مـرة في ممرستي" ويعترف "في كل سطر كتبته، بل في كل خط رسمته، كانت ثمة مؤثرات.. أنـا مـعـاري فحسب، أسمع كلام الناس وأنصت إليهم، أدرس تراثهم وأحزن وأفرح معهم، بمعزل عنهم ومعهم، أتعرف على التكنولوجيا المعاصرة، أنا فرد متشخص ومتفرد، وأنا واع في التشخيص الذي أتمتع به وأقصده، وبانفراد أقوم بصهر هذه المعطيات". تميز رفعة بالقدرة على التركيز والدقة في التعبير وحرية البحث والتقصي، ما أعانه على تنظيم حياته ومساره الفكري. .NO 10524 ، العدد 2022 أغسطس 4 هـ، الموافق 1444 المحرم 6 الخميس قراءات ُنص مضيت عبر الطرقات الموشاة بالنّدى ُالتي تزقزقُ فيها الشمس. مضيت بعيداً عن الأيام العَفِنة والأغلال، التي تتقيأ قباحات ُبملء أفواهها. مضيت إلى أسفارٍ غريبة، خفيفاً وعارياً، من دون عصا ولا جراب، ُومن دون هدف. ًمضيت نهائيا من غير رجعة. بيعوا قطعاني كلّها، ُولكن من دون رعيانها. مضيت صوب بلدانٍ زرقاء، صوب بلدانٍ فسيحة، صوب بلدان الرّغبات التي تعذّبها الأعاصير، صوب بلدان دسمة وغزيرة. مضيتُ نهائياً، من دون رجعة، بيعوا مُجوهراتي كلّها. رحيل سيدار سنغور شعر: شكل الخرائب جميع صـحـف الــيــوم الـتـالي الصباحية أشــــارت إلى الـرقـة الفاشلة، الجميع فوجئ، مفاجأة النفاق، بأن أسطورة غايتان لا تزال تلهب العواطف بعد ست وستين عاما من الأحـداث، وقارن بعضهم للمرة الألف بين مقتل غايتان ومقتل كيندي، الذي أتم في العام الماضي نصف الـقـرن، دون أن يكون قد تقلص الذهول أدنى تقلص. الجميع تذكروا، عندما دعت الحاجة، ظروف القتل غير المتوقعة: المدينة التي أحرقتها الاحتجاجات الشعبية، القناصة الذين اتخذوا مواقعهم على السطوح، الذين كانوا يطلقون النار دون أوامر ولا تمييز، البلد في حرب الأعــوام اللاحقة. المعلومة ذاتها كانت تتكرر في كل مكان، بتنويعات أكثر أو أقل بكثير أو قليل من الميلودراما، مرفقة بكثير أو قليل من الصور بما فيها تلك التي انتقمت فيها الشرذمة الغاضبة توا من القاتل، وراحت تجر جسده شبه العاري وسط الطريق السابع باتجاه القصر الرئاسي. لكنني لم أستطع أن أعثر في أي من وسائل الإعلام على تفكير، مهم كان بائسا، حول الأسباب الحقيقية التي تجعل رجلا، ليس مجنونا، يقرر أن يقتحم بيتا محميا ويأخذ بالقوة الثياب المثقبة لرجل مشهور ميت. ما من أحد طرح هذا السؤال وذاكرتنا الإعلامية راحت تنسى شيئا فشيئا كارلوس كاربايو. والكولومبيون المخنوقون بأعمل العنف اليومية، التي لا يفسح لهم الـوقـت كي يشعروا بالإحباط، تركوا ذلك الرجل المسالم يتلاشى تدريجيا مثل ظل في المساء. ما من أحد عاد ليفكر فيه. سينما الثقافية 15 لأن السينم مـــرآة تعكس واقــــع المـجـتـمـعـات عـمـومـا، وتجسد الـحـالات الاجتمعية بمختلف أشكالها وألـوانـهـا، تـدقـق في التفاصيل وتطرح القضايا، لم يغب عن الأعـال السينمئية العربية والأجنبية موضوع الصداقة، بل تنولت في عديد من الأفــ م التي سلطت الضوء على الصداقة كمفهوم اجتمعي يعزز أواصر التواصل بين أفراد المجتمع بطرق عديدة، كم يسهم في إيجاد حالة من التناغم المجتمعي يساعد على إضفاء معان أعمق للحياة ودورنا فيها. وبمناسبة اليوم العالمي من 30 للصداقة الذي يصادف الـ تموز (يوليو) من كل عام، نستذكر بـاقـة مـن الأعـــال السينمئية التي تناولت موضوع الصداقة بوجوهها المختلفة. هاتشي: حكاية كلب كـ ت أفــ م هوليوود التي تتحدث عن الصداقة، وتشعبت الأفكار ما بين صداقة الإنسان وصداقة الحيوان، خاصة الكلب الـذي يشتهر بالوفاء لصاحبه، وأبـرز الأفـ م التي تحدثت عن الصداقة فيلم «هاتشي: حكاية من 2009 كـلـب»، الــذي صـدر بطولة ريتشارد جير، جوان ألين، وساره رويمير، وهو مقتبس عن قصة حقيقية جـرت في اليابان وجمعت بين الدراما والإنسانية. وتـدور أحـداث الفيلم عن رجل يعثر على كلب بالمصادفة، يحاول أن يتخلص مـنـه، لكن الكلب يلازمه، ما يدفعه إلى الاحتفاظ بــه، والـغـريـب في القصة أن الصداقة يمكن أن تنشأ بين جميع المخلوقات وليس بـ البشر فقط، فهذا الكلب ينتظر صاحبه عند محطة القطار، كم اعتاد دائمـا ولمـدة تسعة أعـوام بعد وفاته حتى يمـوت هو بــدوره، وهي قصة شغلت بال الرأي العام حينها لما فيها من معان مثالية تجسد الصداقة، وتـم تشييد تمثال باسم الكلب في المكان الذي شهد وفاته. الخلاص من شاوشانك فيلم آخــر يضع بصمة في عالم الصداقة السينمئية، وهو فيلم «الخلاص من شاوشانك» ، من بطولة 1994 الــذي صـدر تيم روبــر ومـورجـن فريمان، وإخــراج فرانك دارابـونـت، يعد تحفة التسعينيات وأفضل أعمل السينم على مر التاريخ، ويتحدث عن تلك الصداقة التي جمعت بين "آندي" و"أليس" وكيف كانت قوية حقيقية وساعدتهم على التغلب على الظلم والظروف الصعبة التي أحاطتهم، ومنحتهم الرغبة في حب الحياة. أخوات سروال السفر هـــو فـيـلـم نمـــوذجـــي عن الصداقة، حيث يتحدث عن أربع صديقات، وهـن: آمبر تامبلين، ألكسيس بليدال، أمريكا فيريرا، وبليك ليفلي، تحتم الظروف عليهن الافـ اق وتنتقل كل فتاة إلى مـكـان مختلف، ويحاولن التواصل مـع بعضهن بعضا، كي يحافظن على علاقة الصداقة بينهن. ويؤكد الفيلم نظرية أن الصداقة الحقيقية لا تمحوها المسافات، ويمكن المحافظة عليها عن بعد. ماما ميا مـامـا مـيـا فيلم موسيقي رومـانـي بريطاني من إصـدار مـأخـوذ عـن المسحية 2008 الموسيقية، التي تحمل الاسم نفسه، من بطولة ميريل ستريب، وصـدر عنه جزء ثان بعد مرور عشرة أعـوام على الجزء الأول. وتدور أحداثه حول الصداقة بين ستريب وصديقاتها اللواتي كون معا في شبابهن فرقة موسيقية، كانت حجر الأسـاس الذي ساعد الأم على تجاوز عقبات الحياة والــوقــوف في وجــه الهزائم، الفيلم كوميدي موسيقي راقص ويجسد معاني الصداقة بطريقة مختلفة. أفلام الصداقة من الأمريكية إلى الإيطالية لم تكن السينم الأمريكية الوحيدة التي تتناول الصداقة في موضوعاتها، بل تناولت السينم الإيطالية هذا الموضوع من خلال فيلم درامي تشويقي إيطالي حقق نجاحا كبيرا عند دولة 16 عرضه، وأعادت إنتاجه أجنبية وعربية، وتدور أحداثه حول سبعة أصدقاء يجتمعون على العشاء لمشاهدة الخسوف معا، وأثـنـاء تمضية الوقت يقررون ممرسة لعبة خطرة، إذ يتشاركون علانية كل المكالمات الهاتفية أو الرسائل التي تأتي على هواتفهم أثناء وجودهم مــعــا، مـــا يــهــدد اسـتـمـرار العلاقات، إثر انكشاف أسرار مخزية يخفيها كل منهم عن أقرب الناس إليه. حصة الصداقة في الأفلام العربية من أشهر الأفلام العربية التي تناولت الصداقة، فيلم: «سلام يـا صاحبي» مـن بطولة عـادل إمام وسعيد صالح وإخراج نادر جلال، ولقد شكل علامة فارقة في تــاريــخ السينم المصرية، لما يقدمه مـن تجسيد حقيقي لمعنى الصداقة في أبهى صورها، يتجمع الــعــمــ قــان إمـــام وصالح بالمصادفة وتــتــحــول بعدها علاقتهم إلى صداقة حقيقية، تخطت الحدود الطبيعية عندما قبل عـادل إمام الاستغناء عن حب حياته بعد أن علم أن صديقه سعيد صالح يريد الارتـــبـــاط بها، يكتم مشاعره وتتحول تلك المشاعر إلى أخوة فقط، حتى إنه لا يتردد في أخذ الثأر لصديقه عندما يقتل في نهاية الفيلم. يا دنيا يا غرامي يا دنيا يا غرامي، هو فيلم مصري حاز جوائز عالمية من إنتاج شركة » من تأليف وسيناريو 13 «استوديو محمد حلمي هلال، إخراج مجدي أحمد علي، وبطولة إلهام شاهين، هالة صدقي، وليلى علوي، ويروي تفاصيل مختلفة مـن حياة كل فتاة، وتجمع بينهن صداقة قوية ويتساعدن على تخطي العقبات وإيجاد الحلول. أما فيلم «أصحاب ولا بــزنــس»، فـهـو مــن بطولة مصطفى قمر، وهــاني سلامة، وإخراج علي إدريس، ويتحدث عن الصداقة بين المشاهير، وكيف يمكن أن يساعد الصديق الحقيقي صديقه في أصعب الظروف، وكيف تظهر المواقف الصديق الحقيقي من المزيف. صاحب صاحبه بالتحليق في تستمر مـ موضوع الصداقة، حيث أطلقت أيضا فيلم «صاحب صاحبه»، وهـو من بطولة محمد هنيدي وأشرف عبد الـبـاقـي، وإخـــراج سعيد حامد، وتدور أحداثه حول "جـاد" و"أسامة" الصديقين من أيام الطفولة، وتأتي إليهم إعارة للخارج، لكن لا يمكنهم السفر معا، لأنه يجب أن يبقى أحد لرعاية الأهل، وتدور الأحـداث في إطار من الكوميديا التي تظهر محاولة كل شخص ادعـاء المـرض بهدف إبقاء صديقه إلى جانبه، أما فيلم «سهر الليالي»، فيضم نخبة من نجوم مصر الذين تشاركوا في بطولة جمعية، وهم حنان الــ ك، جيهان فاضل، منى زكي، علا غـانـم، شريــف منير، خالد أبو النجا، فتحي عبد الــوهــاب وأحمد حلمي، ومن إخراج هاني خليفة، وقـدمـوا عملا سينمئيا يعالج المشكلات الـــزوجـــيـــة بـأشـكـالـهـا المختلفة، ويطرح أهمية وجود الصديق في الحياة لتقديم الدعم والمشورة في وقـت الحاجة. أظهر الـفـيـلـم أن الـصـداقـة لا تنتهي متى عرفنا كيف نحولها إلى رابط متين يحمل معنا الصعاب ويساعدنا على تخطي العقبات. إن هــذه الأفـــ م مـا هـي الا نماذج قليلة عم عرضفي السينم من أفـ م تهتم بالصداقة، مع الإشارة إلى أن عديدا من الأعمل التلفزيونية والمسلسلات تناولت في قصتها مفهوم الصداقة أيضا، ولعل أبـرز هـذه الأعـال على المستوى العالمي مسلسل «فريندس»، الذي استمر عرضه لأكثر من تسعة مواسم، وبقي أبطاله يطالبون بأجزاء جديدة، كم قدم نجوما باتوا علامة فارقة في سمء هوليوود وعلى رأسهم جنيفر أنيستون، وتناول المسلسل بطريقة كوميدية فيها تفاعل مـبـاشر مـع الجمهور مشكلات مختلفة قد تحدث بين الأصدقاء، وقدم نموذجا مختلفا من الأعمل التلفزيونية، وحقق نجاحا منقطع النظير. ما بين الأمريكي والإيطالي والعربي الصداقة تتألق علىشاشات الفن السابع بمناسبة اليوم العالمي للصداقة الذي يوليو من كل عام نستذكر 30 يصادف باقة من الأعمال السينمائية التي تناولت موضوع الصداقة بوجوهها المختلفة الصداقة الحقيقية لا تمحوها المسافات. «ماما ميا» فيلم موسيقي رومانسي بريطاني من .2008 إصدار الصداقة لا تنتهي متى عرفنا كيف نحولها إلى رابط متين. من بيروت أميرة حمادة

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=