aleqt: 04-08-2022 (10524)
الرأي الصين كقوة عظمى مبرر، وطبيعي، لكن الغرب لا يمكنه الاعتماد عليها، وأضاف أن علينا أن نزيد من الإنفاق الدفاعي. والمحافظة على التفوق العسكري، وعلى الغرب أن تكون لهم الغلبة العسكرية لمواجهة أي صراع، مهما كان في مناطق العالم. كيف يحقق العالم السلام؟ حديثان أدلى بـهـا شخصان غربيان، أحدهم سياسي بارز في وطنه، حيث ترأس مجلس الوزراء البريطاني لمدة عشرة أعوام خلال الفترة من ، التي حدثت فيها الحرب 2007 حتى 1997 الأمريكية البريطانية على العراق، وما نتج عنها من مآسي الحرب آنذاك إنه توني بلير. الحديث تم خلال محاضرة بعنوان ''بعد أوكرانيا، ما الدروس الحالية للقيادة الغربية'' في ديتشلي بارك في غرب لندن، وأشار بلير إلى أن العالم في مرحلة تحول في التاريخ يمكن مقارنتها بنهاية الحرب العالمية الثانية، أو انهيار الاتحاد السوفياتي، لكن هذه المرة وبوضوح الغرب ليس في الكفة الراجحة. وذكر أن العالم سيصبح ثنائي القطب، أو أكثر، والتغيير الأكبر في هذا القرن سيأتي من الصين. وذكر بلير أن الصين كقوة عظمى مبرر، وطبيعي، لكن الغرب لا يمكنه الاعتمد عليها، وأضاف أن علينا أن نزيد من الإنفاق الدفاعي. والمحافظة على التفوق العسكري، وعلى الغرب أن تكون لهم الغلبة العسكرية لمواجهة أي صراع، مهم كان في مناطق العالم. استوقفني هذا الحديثفيعدة نقاط أولها ما حدث من هيمنة أمريكية سوفياتية بعد الحرب العالمية الثانية أدت بهم إلى احتلال دول، وشن حروب على دول أخرى، والتدخل في شؤون أخرى، وتكفي الإشارة إلى حرب فيتنام، والكوريتين، والحرب على العراق، والتدخل في إفريقيا، ودول أمريكا اللاتينية ما جعل العالم في حالة عـدم استقرار يسجل في سجل أسود لكلا القطبين. النقطة الثانية التي استوقفتني هي الإصرار على مواصلة الغرب في تفوقه العسكري لمنع أي قوة أخرى قد تبرز، وإن كان قد ذكر تحديدا الصين، وما من شك أن امتلاك السلاح، واستخدامه من قبل الغرب في شن الحروب، على الدول، ومشاركة ثرواتها هو الأداة الفتاكة مع ما عانته الشعوب خارج الغرب، ومثل هذا الطرح لا يتفرد به بلير، بل قد تكون سياسة معتمدة، ومتفق عليها لدى الغرب. الحديث الثاني للصحافي الغربي الشهير جون بيلجر، الذي يتحدث فيه عن الإرهاب على المستوى العالمي، والغربي تحديدا، ويعطي مقارنات إحصائية. يذكر أن الإرهاب الممرس من أفراد يختلف عن إرهاب الدول، حيث قتل الملايين، ودمر مدن بإرهاب الدول الغربية، بما فيها أمريكا، واستشهد بما حدث في العراق، حين حاربته أمريكا، وبريطانيا، إذ يفوق القتلى نتيجة الحرب، والحصار القتلى في الحرب الأهلية الرواندية. وهذه الحقيقة هي ما انتهت إليه دراسة أجرتها كلية الصحة في جامعة هوبكنز، كم أن دراسة جامعة شيكاغو توصلت إلى أن إرهاب الأفراد، ومنظمته لا يتعدى ضحاياه ألف ضحية. 20 عاما الماضية 30 خلال الـ أود أن أختم بحقيقة يجب أن يعيها الغرب هي أن سلام، وطمأنينة العالم يتحقق بنبذ الأنانية، والاعتراف بالآخر والتخلي عن شعور الفوقية. الأزمة الغذائية ومديونيات الدول » 2 من 2 الفقيرة « ، بلغت الديون العامة والمضمونة من 2020 بنهاية الحكومة لدائنين أجانب في هذه الاقتصادات مستوى في المائة 75 مليار دولار، مرتفعة نحو 123.8 قياسيا قدره . وتشكل مدفوعات خدمة أعباء 2010 عم كانت عليه في في المائة من 10 الديون في هذه الاقتصادات الآن نحو في المائة قبل 4 عائدات صادراتها ارتفاعا من أقل من عشرة أعوام. كانت هذه الدول تفتقر بالفعل إلى القدرة على مجابهة صدمة جائحة كورونا، وهو ما أوقع كثيرا منها في حالة مديونية حرجة. وبالنظر إلى المليارات التي سيتعين على هذه الدول هذا العام دفعها من أعباء خدمة ديونها العامة والخارجية المضمونة من الحكومة، فإن قدرتها على معالجة أزمة غذائية وشيكة تكاد تكون منعدمة. وستحتاج إلى المساعدة من الخارج. ويجب أن تكون الخطوة الأولى على طريق الخلاصهي تعزيز المساعدات الطارئة إلى الدول المعرضة للخطر. شهرا المقبلة، ستقوم مجموعة البنك الدولي 15 وخلال الـ مليار دولار من أجل تحسين 30 بإتاحة ما يصل إلى الأمن الغذائي في الاقتصادات النامية. وقد تعهد زعمء مليار دولار لتحقيق الهدف 4.5 مجموعة السبع بتقديم نفسه. ويجب أن تذهب المساعدات الدولية إلى السكان المعرضين لخطر مباشر، وذلك بمساعدة الحكومات على تقديم تحويلات نقدية مجدية وموجهة إلى الأسر الأكثر احتياجا. وينبغي أيضا أن تساعد هذه الأمـوال الدول المعرضة للخطر على القيام بالاستثمرات اللازمة لتحسين قدرة المزارعين على الحصول على الأسمدة، وإحداث تحول في أنظمتها الغذائية المحلية حتى تصبح أكثر إنتاجية وكفاءة وقدرة على الصمود في وجه الصدمات. إضافة إلى تقديم مساعدات طارئة، تتشارك جميع الدول التزاما بالحيلولة دون تدهور الأوضاع في الدول المعرضة لأشد مخاطر حدوث أزمة غذائية. لكن كثيرا منها . فمن أجل 2008 كرر بالفعل أخطاء الأزمة الغذائية في تخفيض الأسعار المحلية يفرض كثير من الدول قيودا على صادرات الأغذية والأسمدة. حتى أوائل حزيران (يونيو)، بلدا قد فعلت هذا، ما يقرب من عدد الدول 34 كان 2008 التي اتخذت هذه الإجراءات خلال الأزمة الغذائية . وأفضت هذه الجهود إلى نتائج عكسية حتم، 2012 ـ متسببة فيصعود الأسعار لا في انحسارها. أخيرا، بالنسبة إلى الدول التي ترزح تحت أعباء ديون يتعذر الاستمرار في تحملها، يجب أن تكون الأولوية الملحة هي إعادة هيكلة الديون وتخفيف أعبائها. وسيلقى عدد متزايد من الدول منخفضة الدخل صعوبة في خدمة أعباء ديونها هذا العام. وإذا كانت تقترب من هذا الوضع، فإنه ينبغي لها أن تطلب تخفيفا من أعباء الديون من خلال إطار مجموعة العشرين المشترك لمعالجات الديون. حتى الآن، لم تفعل هذا سوى ثلاث دول، وقد يثني بطء خطا التقدم في سعيها الدول الأخرى عن اتخاذ هذه الخطوة. وقد اقترح البنك الـدولي وصندوق النقد الـدولي عدة خيارات لتسريع العملية والتشجيع على المشاركة الكاملة للدائنين من القطاع الخاص. تواجه الدول الأشد فقرا مخاطر لم تتعرض لها منذ عقود. لكن هناك بعض النواتج أكثر تدميرا للفقراء من أزمة غذائية ومديونية متزامنة. ولهذا يجب على واضعي السياسات في أنحاء العالم الالتزام بالتحرك على وجه السرعة وبخطا حاسمة للحيلولة دون وقوع تلك الأزمة. الابتكار والثقافة ودور التعليم احتل التعليم عبر الزمن مكانة كبرى في حياة الإنسان وحـضـارات الأمـم، فهو ينقل المعرفة بين الأجيال، ويعزز تجددها، ويفعل الاستفادة منها. وهو يسهم بذلك ليس فقطفي استدامة معطيات الحياة، بلفيتطويرها المستمر نحو الأفضل أيضا. وقد شهد العالمقبيل الألفية الثالثة وفي مطلعها، وفي الأعوام اللاحقة بعد ذلك، اهتمما بالتخطيط لتطوير التعليم، وإعـداد الإنسان القادر على التفاعل مع البيئة . فالواضح في هذه البيئة 21 المعرفية للقرن الـ هو أنها تشهد تزايدا كبيرا في التنافس المعرفي، حيث يحتاج هذا التنافس إلى تعليم متطور يؤهل الأجيال المتجددة لدور فاعل في المستقبل. وهناك أمثلة عديدة حول التخطيط المستقبلي . فقبيل بداية القرن، 21 للتعليم في القرن الــ " ما أسمته بالإعلان UNESCO أصدرت "اليونسكو ، شمل 21 العالمي للتعليم العالي في القرن الـ ، أصدر 2005 طموحات مختلفة للمستقبل. وفي "AAC&U "اتحاد الكليات والجامعات الأمريكية وثيقة حول مستقبل التعليم العالي، حملت عنوانا يقول "التعليم المنفتح والوعد الأمريكي ". ولم يقتصر الاهتمم على التعليم LEAP العالي فقط، بل كان هناك اهتمم بالتعليم العام أيضا. ومن أمثلة ذلك الوثيقة البريطانية التي تحمل عنوانا يقول 1999 الـصـادرة في "الإبداع والثقافة والتعليم". ومن الأمثلة أيضا مشروع "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ،2015 دولة، والصادرفي 36 "، التي تضم OECD حاملا عنوانا يقول "مستقبل التعليم والمهارات ."2030 لعام سنتوقف، في هـذا المـقـال، عند الوثيقة البريطانية الخاصة "بالإبداع والثقافة والتعليم". تهتم هذه الوثيقة بتحفيز الإبـداع الكامن في الإنسان وتعزيزه، وبناء الثقافة فيه وتفعيلها، وذلك من خلال نظام تعليم متطور، من أجل تأهيل أفضل للناشئة، يؤدي إلى الارتقاء بتأثير الأجـيـال المقبلة في حياة الأمــة الاقتصادية والاجتمعية والإنسانية. تم إعداد الوثيقة البريطانية من قبل "اللجنة الوطنية الاستشارية للإبداع والثقافة والتعليم "، بدعم من كل من وزارة الدولة NACCCE لشؤون التعليم والتوظيف، ووزارة الدولة لشؤون الثقافة، ووسائل الإعـ م، والرياضة. وقد حظيت اللجنة بخبير يدعى كين روبنسون كرئيس لها، حيث كان لأفكاره أثر Ken Robinson كبيرفي الوثيقة. وقد منح الرجل لقب الفروسية، تقديرا لعمله، ورحل منذ 2003 "، في Sir "سير عامين عن هذا العالم. حملت الوثيقة فكرة رئيسة كان روبنسون يؤكدها، إلى أن أفاض الشرح بشأنها في كتابه .2009 "، الصادر في The Element "العنصر وملخص هذه الفكرة هي أن كل إنسان يحمل طابعا خاصا، أو عنصرا ذاتيا في مجال معين، يجعله متميزا، بل متفوقا على الآخرين في هذا المجال. وعلى التعليم أن يهتم بهذا الأمر، بحيث يساعد على اكتشاف هذا العنصر في كل طالب، ويسعى إلى إيجاد الوسائل التي تساعد على رعايته وتنميته. والنتيجة على أساس ما سبق هي أنه إذا أتيح لكل طالب تنمية عنصره الذاتي، الذي يتميز فيه، فسيكون أكثر قدرة على الإبـداع والابتكار في مجاله، بل أكثر تحفزا وإقداما على ذلك. ولا يكون مثل هذا التميز بالضرورة في إطار المقررات الدراسية التقليدية، بل ربما يكون في القدرات الإنسانية المختلفة الأخرى، كالقدرة على قيادة الآخرين، أو ربما القدرة الحركية الرياضية، أو قدرات الفن التشكيلي، أو غير ذلك. ولا شك أن الإبداع، والابتكار الذي يحمل قيمة يتمتع بأبعاد تشمل مختلف نواحي الحياة دون استثناء. ترى الوثيقة أن التعليم كان يركز تقليديا على نواحي القراءة والكتابة والتأهيل اللغوي ، وعـ نواحي التأهيل الحسابي Literacy أيضا. والمنطلق هنا هو أن ذلك يفتح Numeracy المجال أمام الاستزادة من المعرفة في مختلف المجالات الأخرى. وتبين الوثيقة أن ذلك لم يعد كافيا، وأن المستقبل يحتاج إلى تعليم تحفيزي منفتح على شــؤون الحياة، يكتشف قـدرات التميز لمختلف الطلاب ويسعى إلى الارتقاء بها، فضلا عن تأهيلهم للتفاعل مع متطلبات الحياة المتطورة. وتهتم الوثيقة، من أجل ذلك، بما يقوله عنوانها، أي بجانبي الإبداع والثقافة. يحتاج التعليم، طبقا للوثيقة، إلى تحقيق توازن بين تأهيل الطالب بالمعرفة والمهارات الـ زمـة من جهة، وبـ إتاحة فـرص الإبـداع والابتكار للجميع، بل تحفيز ذلـك، من جهة أخرى. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأمرين ليسا منفصلين، بل هم متكاملان. فتدريس المعرفة والمهارات، يمكن أن يكون منفتحا، لا يقتصر على التلقين، بل يفسح المجال أمام المبدعين والمبتكرين، في هذا المجال أو ذاك، للمشاركة وتقديم ما لديهم، مع الحرص على استيعاب ما يمكن أن ينتج عن ذلك من إخفاقات، إلى جانب دعم ما يبرز من نجاحات. ويتطلب ذلك تحفيزا ليس فقط للطالب في تقديم معطياته، بل للمدرس أيضا في اجتهاده وإبراز إمكاناته. تؤكد الوثيقة، في مسألة الثقافة، حقيقة أن الثقافة المنشودة ليست فنونا فقط، بل هي أكثر من ذلك. إنها التعامل مع متطلبات الحياة، خصوصا مع تنامي دور التقنية في حياة الإنسان، وانتشار العولمة على نطاق واسع، خاصة في القضايا المعرفية والتجارية، ويضاف إلى ذلك التأكيد على أن التعامل مع الآخر يجب أن ينطلق من مبدأ التعارف، بعيدا عن العداء. وعلى هذا الأساس يحتاج التعليم إلى الاهتمم بدور ثقافي له، يؤهل الإنسان للتفاعل مع متطلبات الحياة، والتعامل مع أصحاب الثقافات الأخرى، بما يحقق مصالح الجميع في إطار من الحقوق والواجبات المتوازنة. لن يستطيع مقال واحد الإحاطة بمضامين الوثيقة المطروحة والتعليق عليها، لأنها واسعة وتفصيلية. لكن ما تم طرحه يمثل ما يمكن أن يعبر عنه "بلؤلؤتي الوثيقة" اللتين تمثلان هديتها للتعليم. تتمثل اللؤلؤة الأولى بفكرة تميز كل إنسان بعنصر ذاتي خــاص، يطلب تنميته وتحفيزه، لأنـه منبع مرشح للإبداع والابتكار. وتتجلى اللؤلؤة الثانية بالتأهيل الثقافي والاهتمم بحسن التفاعل مع شـؤون الحياة والتعامل مع الآخرين. واللؤلؤتان متكاملتان، ففي الثقافة رؤية واسعة تعزز فهم متطلبات الحياة، وفي الإبداع والابتكار استجابة استباقية لهذه المتطلبات. والأمل أن يكون هذا المقال قد ألقى بعض الضوء على توجهات مهمة ومفيدة في شؤون التعليم. تتمثل اللؤلؤة الأولى بفكرة تميز كل إنسان بعنصر ذاتي خاص، يطلب تنميته وتحفيزه، لأنه منبع مرشح للإبداع والابتكار. وتتجلى اللؤلؤة الثانية بالتأهيل الثقافي والاهتمام بحسن التفاعل مع شؤون الحياة والتعامل مع الآخرين. واللؤلؤتان متكاملتان، ففي الثقافة رؤية واسعة تعزز فهم متطلبات الحياة، وفي الإبداع والابتكار استجابة استباقية لهذه المتطلبات. والأمل أن يكون هذا المقال قد ألقى بعض الضوء على توجهات مهمة ومفيدة في شؤون التعليم. .NO 10524 ، العدد 2022 أغسطس 4 هـ، الموافق 1444 المحرم 6 الخميس 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مدير التحرير علي المقبلي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com مارسيلو استيفاو * مدير عام، الاقتصاد الكلي والتجارة والاستثمار د. عبد الرحمن الطريري * أكاديمي وتربوي @D_abdulrahman1 shb@ksu.edu.sa أ. د. سعد علي الحاج بكري * أستاذ في كلية علوم الحاسب والمعلومات - جامعة الملك سعود
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=