aleqt: 04-08-2022 (10524)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عاد التضخم. أدى ارتفاع الأسعار إلى وضع "أزمـة تكلفة المعيشة" على جــداول الأعــال الاقتصادية والسياسية والاجتمعية. بشكل حتمي، أدى ذلك إلى تسليط الضوء على البنوك المركزية والسياسة النقدية. لكن الخلافات حول كليهم ليست جديدة. على العكس من ذلك، في حـن تتغير المشكلات، يظل الجدل حول أفضل السبل لاستدامة الاسـتـقـرار النقدي والمـــالي. على الرغم من الانتهاء منهم قبل عودة التضخم، إلا أن كتابي أوردا وجهات نظر متضاربة بشدة حول القضايا الأساسية. في الـــزاويـــة الأرثــوذكــســيــة المتشددة يقف بن برنانكي، محافظ 2002 الاحتياطي الـفـيـدرالي مـن 2006 ورئيسا لمجلس إدارتـه منذ ، وهي الفترة التي حدثت 2014 حتى فيها الأزمــة المالية العالمية بي . يمكن الـقـول إن 2009 و 2007 برنانكي هو المفكر والممرس الأكثر تأثيرا في مجال البنوك المركزية في عصرنا. يقدم كتابه، السياسة النقدية ، وصفا واضحا لتطور 21 في القرن الـ البنوك المركزية والبنك المركزي الأمريكي من "التضخم العظيم" في أواخر الستينيات والسبعينيات وأوائل الثمنينيات من القرن الماضي إلى اليوم وفي المستقبل. في الزاوية المقابلة يقف إدوارد تشانسلور، مـؤرخ، ومدير أصول، وصحافي ومؤلف. يقدم كتابه، ذا برايس أوف تايم "ثمن الوقت"، تاريخ أسعار الفائدة الذي يعود إلى عهد البابليي إضافة إلى الجدل حول شرعية المطالبة بها على الإطلاق. مع ذلك، فهو في الأسـاس جدال ضد كل ما يمثله برنانكي. بالنسبة إلى تشانسلور، فإن سعر الفائدة هو "ثمن الوقت" - السعر الذي به ينبغي تعديل الأموال التي يتوقع المرء أن يتسلمها أو يدفعها في المستقبل إلى سعر اليوم. يؤكد أنه تحت تأثير أشخاص مثل برنانكي، كانت أسعار الفائدة منخفضة للغاية لفترة طويلة جدا، وكانت النتائج مدمرة. يـقـف وراء كــل منهم معلم مختلف. بالنسبة إلى برنانكي، فذلك المعلم هو جـون ماينارد كينيز، الاقتصادي البريطاني الرائد. كم يلاحظ، "يظل الاقتصاد الكينيزي، في شكل مـحـدث، هـو النموذج المركزي في الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخـرى". الهدف الرئيس للسياسة النقدية، إذن، هو تحقيق التوظيف الكامل والمحافظة عليه. إذا كــان التضخم يميل إلى الارتـفـاع، فيجب أن يكون الطلب قويا للغاية، وإذا كـان منخفضا جدا، فيجب أن يكون الطلب ضعيفا للغاية. بالتالي، هذا يجعل التضخم هو أفضل هدف وسيط للسياسة. لكن لا يجب أيضا أن يكون هذا الهدف قريبا جدا من الصفر، سيكون لدى البنوك المركزية مساحة صغيرة جدا لخفض أسعار الفائدة استجابة للركود. هذا هو "الفخ" الذي وقعت فيه اليابان في تسعينيات القرن الماضي التي واجهت صعوبة بالغة في تجنبه. يستكشف كتاب برنانكي ثلاث حقائق أساسية للعقود الماضية. الحقيقةالأولىهياستجابةالتضخم بشكل مدهش للتغيرات التي طرأت على البطالة في الأعوام الأخيرة. في المـاضي، كانت مستويات البطالة المنخفضة تميل إلى رفع الأسعار بشكل أسرع. الثانية هي "الانخفاض طويل الأجل في المستوى العادي لأسعار الفائدة"، ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض التضخم لكن أيضا بسبب الانخفاض طويل الأجل في أسعار الفائدة الحقيقية. الحقيقة الثالثة هي "الخطر المتزايد لانعدام الاستقرار المالي النظامي" في عالمنا المالي المعولم والمتحرر. فيم يتعلق بالسياسة، يوضح برنانكي، أن أسعار الفائدة قصيرة الأجل كانت قريبة جدا من الصفر، أو وصلت إليه، أو حتى، في بعض الـحـالات، انخفضت إلى مـا دون الصفر في أعقاب الأزمــة المالية العالمية وأزمـــة منطقة الـيـورو اللاحقة. دفع هذا بنك الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية نحو مجموعة من السياسات "غير التقليدية"، بما في ذلك عمليات شراء الأصـــول عـ نـطـاق واسـع "المعروفة عموما باسم التيسير الكمي" و"التوجيه المسبق" بشأن السياسة النقدية المستقبلية. بشكل عـام، يصر برنانكي على أن الاحتياطي الفيدرالي نجح في منع حدوث كساد كبير آخر وإعادة الاقتصاد الأمريكي إلى النمو. أتفق معه في ذلك. أمـا تشانسلور فلا يتفق معه قطعا. معلمه هو فريدريك حايك، أحد معاصري كينيز، وشخصية بارزة في مدرسة الاقتصاد النمساوية "للسوق الحرة" ومعارض للبنوك المركزية. كان حايك أيضا أحد أنصار تفسير حالات الكساد بأنها ناجمة عن "سوء الاستثمر" فيحالات الكساد، الـذي وفقا لـه، فـإن الركود يمثل التطهير الضروري للأخطاء السابقة. خسرحايك الجدل حول الاقتصاد الكلي في ثلاثينيات القرن الماضي وانتقل إلى الاقتصاد السياسي، ولا سيم مـع كـتـاب ذا رود تو ، الذي 1944 سيرفدوم، الذي نشر وجـد دعـا من مارجريت تاتشر. لكن تشانسلور يؤمن بمبدأ حايك في الثلاثينيات. حيث يشجب أسعار الفائدة المنخفضة التي تعتمدها البنوك المركزية على أنها أصل جميع الكوارث الاقتصادية تقريبا. تعد أسـعـار الـفـائـدة شديدة الانخفاض بالنسبة إليه النتيجة الضارة لعقيدة استهداف التضخم الـزائـفـة. يشتكي قـائـ ، "لا يهم أن أسعار الفائدة الصفرية تثبط المـدخـرات والاستثمر وتضعف نمو الإنتاجية. ولا يهم أن أسعار الفائدة المنخفضة للغاية، من خلال إبقاء شركـات الزومبي على أجهزة الإنعاش، أدت إلى بقاء أقل الشركات جدارة. فضلا عن أن سياسات البنوك المركزية أسهمت في زيـادة عدم المــســاواة، وقـوضـت الاستقرار المالي، وشجعت تدفقات رأسمل "الأمـوال الساخنة"، وعززت كثيرا من فقاعات أسعار الأصـول بداية من الشقق الفاخرة إلى العملات المشفرة". هل لائحة الاتهام هذه منطقية؟ ليس كثيرا. أسعار الفائدة المنخفضة لها تأثيرالإحلال وتأثير الدخل، الأول يقلل جاذبية الادخار، بسبب العوائد المنخفضة، لكن الثاني يجعل من الـــ وري ادخــار مزيد لتعويض انخفاض العوائد. يقتبس تشانسلور نفسه عن راجورام راجان، المحافظ السابق لبنك الاحتياطي الهندي، قائلا إن "المدخرين يضعون مزيدا من الأمــوال جانبا عندما تنخفض أسعار الفائدة من أجـل تحقيق المـدخـرات التي يعتقدون أنهم سيحتاجون إليها عند التقاعد". نتيجة أسعار الفائدة المنخفضة بالنسبة إلى مـعـدلات الادخـــار الإجملية غامضة ببساطة. مرة أخرى، يصر تشانسلور على أن أسعار الفائدة المنخفضة تثبط الاستثمر، رغم أنه يؤكد أنها تحفز الإقدام على المخاطرة. إذن، لماذا لا تشجع على مزيد من الاستثمر المــجــازف؟ بيئة أسـعـار الفائدة المنخفضة، في النهاية، بيئة يكون فيها التمويل، بما في ذلك تمويل الأسهم، رخيصا. إذا وجدت فرص استثمرية جيدة بالفعل، كم يصر تشانسلور، فلمذا تكون أسعار الفائدة المنخفضة عقبة مانعة لتمويلها؟ قد تكون نجاة "شركات الزومبي" تفسيرا جزئيا. لكن ينبغي أن تكون الشركات الفاعلة قادرة على التغلب على شركـات الزومبي فيم يتعلق بالموظفي والمـورديـن والعملاء. عـ وة على ذلـك، ينبغي أن تتمكن الشركات القادرة على تغطية تكاليفها المتغيرة من النجاة. من الصحيح، أنه إذا أغلق المرء معظم الشركات ذات الإنتاج المنخفض، فسترتفع إنتاجية الموظفي الذين يحتفظون بوظائفهم. لكن إنتاجية القوى العاملة الإجملية ستنخفض، وهذه صفقة سيئة. مرة أخـرى، الحجة القائلة بأن أسعار الفائدة المنخفضة تزيد من عـدم المـسـاواة هي حجة مضللة للغاية. حتى مضاعفة ثروة أصحاب المليارديرات ليس له أي أهمية حقيقية بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يملكون شيئا. بالتالي، وفقا لتعداد ،2020 سكان الولايات المتحدة في 20 كان متوسط صافي ثـروة أفقر في المائة من الأسر الأمريكية سالب دولارا، ومتوسط صافي ثروة 6.029 7.263 في المائة التالية كان 20 الـ دولارا فقط. ما يهم هؤلاء الناس ليس مدى ثراء إيلون ماسك، لكن ما إذا كانوا يملكون وظيفة بالفعل. الاسـتـجـابـات الفاعلة مـن جانب البنوك المركزية للركود تساعدهم على تحقيق ذلك. إذا كان تشانسلور مهتم حقا بعدم المساواة، فمذا عن الحملات التي تطالب بفرض ضرائب على الثروة؟ كم أن لدى تشانسلور شكاوى كثيرة حـول تأثير أسعار الفائدة المنخفضة في عــدم الاستقرار والهشاشة المالية. مع ذلك، من غير المرجح أن أسعار الفائدة المرتفعة بشكل متواضع التي يـوصي بها كانت ستنقذ العالم من الأزمـات ،19 المالية. عالم أمريكا في القرن الـ دون بنوك مركزية، شهد كثير منها. لهذا السبب تم إنشاء الاحتياطي .20 الفيدراليفي أوائل القرن الـ قبل كـل شيء، مـا هـو بديل المؤلف لأسعار الفائدة المنخفضة التي يمقتها؟ الكساد. بالفعل، يصر على أن "الاقتصاد العام يستفيد من جرعة الاضطرابات هذه". يبالغ إلى حد الاستشهاد بأندرو ميلون، وزير الخزانة في فترة حكم هربرت هوفر، الـذي نصح رئيسه بشكل مقيت "بتصفية العملة، وتصفية الأســهــم، وتصفية المــزارعــن، وتصفية العقارات". ربمـا أضاف ميلون عبارة "تصفية الديمقراطية". في ألمانيا، نجح المستشار هاينريش برونينج في تحقيق ذلك تماما عندما مهد الأمور لهتلر. يشدد تشانسلور على أن الفقاعات رهيبة. أما البطالة الجمعية؟ جيدة. باختصار، أثار تشانسلور جدالا محموما وغـ مـتـوازن. مع ذلك، هذا لا يثبت تماما صحة وجهة نظر برنانكي الإداريـــة. أعطانا ويليام وايـت، كبير الخبراء الاقتصاديي السابق في بنك التسويات الدولية، وكلاوديو بوريو، الذي لا يزال يعمل هناك "تم الاستشهاد بهم من قبل تشانسلور" بالفعل تحذيرات واقعية وأحيانا متبصرة بشأن المخاطر المالية التي بدأت التراكم. المشكلة الأساسية هي أن لدينا هدفي للسياسة، استقرار الاقتصاد الحقيقي عــ المـــدى القصير إلى المتوسط واحـتـواء المخاطر المالية. لا يمكن إحراز هدفي بأداة واحـــدة. تتمثل الخيارات إمـا في تقسيم تركيز السياسة النقدية بي الهدفي بطريقة ما وإما استخدام أدوات أخرى، مثل التنظيم "لإدارة التمويل" أو السياسة المالية "لإدارة الطلب". فاعلية الأداة الأولى، التي يطلق عليها أحيانا "الاتكاء على الريح"، غير واضحة. قد تكون الزيادات المعتدلة في أسعار الفائدة قد أعطتنا أسوأ ما في العالمي - الانكمش والرغوة المالية المستمرة. مع ذلـك، فإن التنظيم الأكثر صرامة، على الرغم مـن أنــه ضروري، سينشئ فرصا للمراجحة، حيث يجد اللاعبون المتحمسون طرقا للتغلب عليها. في الـوقـت نفسه، لم تستخدم الحكومات السياسة المالية النشطة بشكل جيد، ما يشير إلى أن السياسة النقدية ستظل ضروريــة لتوجيه الاقتصاد. بشكل مـبـاشر، فــإن الـسـؤال المطروح هو ما إذا كان التضخم المرتفع اليوم ينذر بتحول جوهري في بيئة السياسة النقدية من بيئة تضخم منخفض إلى شيء أشبه بالسبعينيات. بالفعل، فإن أحدث مـراجـعـة لـسـيـاسـة الاحـتـيـاطـي الـفـيـدرالي، مـع تركيزها في ظل الأحــــداث الحالية عـ متوسط معدلات التضخم السابقة، عفا عليها الزمن تماما. مع ذلك، من غير الواضح إلى أي مدى أدت الصدمات التي حدثت خلال العامي ونصف العام الماضيي إلى تغيير بيئة السياسة بشكل دائم. برنانكي محق، التيسير الكمي استجابة للـ"الركود العظيم" لم يسبب التضخم المفرط الذي حذر منه كثيرون على نحو خاطئ. كان الخطأ المتعلق بالتضخم أقرب حداثة وقابلية للتفهموأكثر تواضعا. كان يتألف من عدم الاعــ اف في وقت مبكر بما يكفي بحجم الزيادة في المعروض من الأموال على نطاق استجابة لأزمة كوفيد 2020 واسعفي وانتشار اضطرابات الإمدادات 19 - وقوة الانتعاش. الحل الأمثل للسياسة النقدية هــو الــكــأس المـقـدسـة للبنوك المركزية. لكن، مثل الكأس، من غير المحتمل أن يتم العثور على الحل على الإطـ ق. في الوقت نفسه، لن يقبل الجمهور العودة إلى رأسملية في الولايات المتحدة، 19 القرن الـ حتى دون البنوك المركزية. سنستمر في إدارة الأمــوال والتمويل، ولن نعود إلى معيار الذهب أو نعتمد البيتكوين والعملات المنافسة لها كحلول. اليوم، يبدو استهداف التضخم المدعوم من قبل برنانكي النهج الأقل سوءا. لكن السؤال يظل أيضا يتعلق بأفضل السبل لاحـتـواء المخاطر المالية التي أكدها تشانسلور. إن الشاغل الأكـــ ، كـا نعلم، هو الاتجاه نحو التوسع غير المكبوح للائتمن وكذلك الديون. التنظيم جـزء من الحل. لكن أهـم مصدر هيكلي للرافعة المالية المفرطة هو الخصم الضريبي على الفائدة. ينبغي أن نتخلص من ذلك الآن. يقدم بن برنانكي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق، والمؤرخ إدوارد تشانسلور وجهات نظر متضاربة حول أزمة البنوك المركزية. معركة السياسة النقدية .. مسألة أسعار الفائدة «رويترز» تصوير: بريندان ماكديرميد - مارة يعبرون أمام مقر بورصة الأسهم في نيويورك. من لندن مارتن ولف السفر الـجـوي هـو الشكل الـوحـيـد مـن وسـائـل النقل، عاما 20 الـذي تراجع خـ ل الـــ الماضية. القطارات الآن تسير بشكل أسرع، تلوث الحافلات أقل، والسيارات أصبحت ذكية وكهربائية، وكذلك الدراجات والعبارات والشاحنات. مــن نـاحـيـة أخــــرى، أصبح الطيران أكـ فظاعة مم كان عليه في السابق. بعد أعـوام من فشل إرهــابي بريطاني في تفجير قنبلة في حذائه على متن من باريس 2001 رحلة جوية في إلى ميامي، ولا يزال المسافرون يواجهون قواعد جنونية متعلقة بالسوائل، حيث يتم ضغطهم في مـقـاعـد صـغـ ة وتـفـرض عليهم رسوم مقابل الحصول على السندويشات، التي كانوا يحصلون عليها مجانا من قبل. قـد يكون الـطـ ان أرخـص وأكثر أمانا، لكنه أيضا أبطأ مم ، عندما قامت 2003 كان عليه في كونكورد "وهي طائرة أسرع من الصوت" برحلتها الأخـ ة عبر المحيط الأطلسي - في نصف الوقت الـذي تستغرقه اليوم تقريبا. ووعدت شركات الطيران بعودة رحلات الطائرات الأسرع من الصوت لكنها لم تفعل. ، كتبت مقالة 2010 في مشابهة لهذه الكلمت تحديدا، عندما كنت مراسلة قطاع الطيران لـدى "فاينانشيال تايمز"، لم أفكر مطلقا في حدوث جائحة عالمية ستزيد الأمـور سوءا في يوم من الأيام. خــطــرت لي هـــذه الـفـكـرة الأسبوع الماضيعندما كنت أقف في طابور طويل في مطار صغير في إسبانيا، حينم رأيـت شيئا عاما من 30 لم أره منذ أكثر من السفر بالطائرات. كان الطابور مليئا بالأشخاص، الـذيـن سـيـسـافـرون عـ متن رحلتي متوجهتي إلى لندن، إحــداهــا ستصل إلى مطار جاتويك، التي كنت على متنها، والأخــــرى ستصل إلى مطار ستانستيد. من المقرر أن تغادر كلتا الرحلتي في نحو الساعة صباحا. 11 كنا نقف في طـابـور لختم جــوازات سفرنا، كم يفعل أي شخص بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على بعد أمتار قليلة من أبـواب المخارج التي خلفها يمكننا رؤية الطائرات التي تنتظرنا بشكل واضح. 11 مع اقــ اب الساعة من وتــزايــد المــخــاوف مـن إغـ ق البوابات، اندلعت مشاجرة في مقدمة الطابور. الركاب المتجهون إلى مطار ستانستيد، بما في ذلك الآباء الذين كانوا يقفون في الطابور لـفـ ة طـويـلـة مــع أطفالهم الصغار، بدأوا بالصراخ في وجه مضيفة الطيران لعدم مناداتهم إلى مقدمة الصففي وقت مبكر. اقتحم كثير منهم محطة الجوازات واستراحة الخروج في الوقت نفسه. خرج شرطي قوي البنية من المحطة وأمر الجميع بالبقاء في أماكنهم. عـاد الأشخاص الذين كانوا سيفرون وهـم بائسون، بعد إبلاغهم عن إغلاق البوابة ولم يبق أمامهم خيار آخر سوى حجز رحلات جديدة دون مساعدة من شركة الطيران. كـانـت هــذه مـجـرد مشكلة صغيرة واحـــدة مـن بـن آلاف المشكلات التي حولت الطيران إلى مشهد فوضوي من الرحلات الـجـويـة المـلـغـاة، والأمتعة المفقودة، وطوابير الانتظار التي يعجز اللسان عن وصفها في جميع أنحاء العالم هذا العام. نقص عدد العاملي وحالات تعطل سلاسل الإمــداد بسبب الجائحة، التي أدت إلى هذا الاضطراب ليست واضحة للعيان بقدر رمـاد البركان الآيسلندي سبتمبر الإرهابية، 11 وهجمت التي سببت مشكلات في السفر الجوي سابقا، لكنها مثيرة للقلق بالقدر نفسه. الأســـبـــوع المــــاضي، حـذر الـــرؤســـاء في مــطــار هيثرو والخطوط الجوية القطرية من أن تعطل الصناعة قد يستمر لفترة أطول بكثير مم كان متوقعا. قال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي في الخطوط الجوية القطرية، لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "أعتقد أنه سيستمر لمدة عامي". كــا هــو مـتـوقـع، ظهرت صناعة صغيرة تنصح المسافرين بما يجب عليهم فعله. بعض النصائح بديهية: كن مستعدا لطوابير الانتظار، احجز رحلة طيران مباشرة، خذ حقائب يدوية فقط وإذا كنت مضطرا لأخذ مزيد من الأمتعة، ينبغي فحص الحقائب، احضر معك الأدوية وغيرها من الـ وريـات داخل المقصورة. بعض الأفكار تبدو سخيفة: يمكنك فحص أمتعتك مع بعض شركات الطيران في المساء قبل رحلة الصباح الباكر، وهي فكرة يـوصي بها كثير مـن الـخـ اء، على أسـاس أنه يمكنك العبور بهدوء في اليوم التالي. لكن هذا يتطلب رحلة إضافية إلى كابوس المطارات اليوم. كانت هناك نصائح أخـرى جديدة بالنسبة لي. كتبت مضيفة طـ ان في صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي أنه من الأفضل أن تسافر في وقت مبكر من اليوم قدر الإمكان لأنه نادرا ما يتم إلغاء الرحلات الأولى. تكون الرحلات اللاحقة أكثر عرضة للعواصف الرعدية التي تتزايد مع زيادة درجة الحرارة خلال النهار، إضافة إلى زيادة حركة السير داخـل المطارات المزدحمة ونهاية عمل أطقم الطائرات. إذا كان لهذا قيمة، علمتني حكايتي مع السفر في الصيف أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تسافر خلال أيام الأسبوع إذا استطعت. إذا كنت تقف في طابور طويل، فلا تخف من أن تطلب من الموظفي اصطحابك إلى مقدمة الصف إذا اقترب موعد الصعود إلى الطائرة. أخـ ا، كن لطيفا مع هؤلاء المـوظـفـن. يـبـذل معظمهم قصارى جهدهم في الصفوف الأمامية خـ ل وضـع قاتم لا يمكنهم تجنبه. يمكنك العبور فقط إذا كنت محظوظا. قد يكون الطيران أرخص وأكثر أمانا، لكنه أكثر فظاعة مما كان عليه من قبل. فوضى المطارات اليوم .. كابوس سيستمر لأعوام يتعين على شركات الطيران في كثير من الحالات رد الأموال أو تعويض الركاب المتضررين عن عمليات إلغاء الرحلات، لكن هذه ليست «جيتي» تصوير: نيكولاس ماك كومبر الحال دائما. من لندن بيليتا كلارك 11 .NO 10524 ، العدد 2022 أغسطس 4 هـ، الموافق 1444 المحرم 6 الخميس

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=