aleqt: 23-06-2022 (10482)
الرأي احتواء للأزمات وتنويع للإيرادات يجري صندوق النقد الدولي بين فترة وأخرى زيارة عملية بإرسال بعثات رسمية من أجـل طـرح خطط وموضوعات وتصورات ومناقشات لبحث كيفية تطوير آليات ومؤشرات كل اقتصاد على حدة وتقييم أدائه، في محاولة منه لتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي والتعاون في المجال النقدي على مستوى دول العالم. وجاءت زيارة خبراء صندوق النقد للسعودية، التي انتهت أمس، ضمن إطار المشاورات السنوية التي تتطلبها المادة الرابعة من نظام الصندوق. وتنص المادة الرابعة من اتفاقية تأسيس الصندوق على أن تعقد مناقشات ثنائية مع الدول الأعضاء عادة سنويا، لجمع المعلومات الاقتصادية والمالية، ومناقشة المسؤولين عن التطورات والسياسات الاقتصادية للدولة. وعند العودة إلى مقر الصندوق، يعد الموظفون تقريرا يشكل أساسا للمناقشة من قبل المجلس التنفيذي. ولا يمكن بناء صورة واضحة عن مضامين البيان التمهيدي ما لم تتم مقارنته بتقارير سابقة للصندوق عن الاقتصاد مقلقا لعديد من 2016 السعودي، فقد جاء تقرير زيـارة المهتمين بالاقتصاد السعودي في ذلك الحين، نظرا إلى تزامنه مع تراجع حاد في أسعار النفط، وبدء انطلاق رؤية المملكة بما تضمنته في تلك المرحلة من تنفيذ عدد من الإجراءات 2030 الشجاعة لتحقيق تحول وطني، وإعادة هيكلة الوزارات، وإنشاء هيئات مختلفة. وفي تلك المرحلة عكس تقرير مشاورات الصندوق تلك الحقائق وتأثير انخفاض الإيرادات النفطية بما أدى إلى حدوث عجز في الحساب الجاري والمالية العامة. وتوقع خبراء حينها انخفاض نمو إجمالي الناتج المحلي في المائة. وشهدت تلك المرحلة المهمة 1.2 الحقيقي إلى إشادة الصندوق بخطط وسياسات المالية العامة في المملكة والجهود التي يتم بذلها للتكيف مع هبوط أسعار النفط، وضبط الإنفاق الحكومي، وآليات تعزيز المساءلة ووضع مؤشرات أداء رئيسة، وإخضاع المشاريع الرأسمالية الجديدة لدرجة أكبر من التدقيق. وبالمقارنة، نجد أن البيان التمهيدي لخبراء الصندوق هذا العام، جاء مختلفا تماما ومشجعا رغم أن العالم أجمع في ظروف صحية وسياسية ذات أبعاد اقتصادية كثيرة وتأثير عميق، سواء في الإمدادات أو الأسعار. ومن المؤكد أن أي دولة واجهت الظروف، التي واجهها ، ثم ما 2017 و 2015 اقتصاد السعودية خلال الفترة بين عامي تبع ذلك من جائحة وما لحق بها من انهيار أسعار النفط بداية ، وتوقف سلاسل الإمـداد بعدها، كل ذلك كان كفيلا 2020 ليتسبب في تباطؤ حاد لتلك الدولة في أحسن الأحوال، وما يواجهه عديد من دول مجموعة العشرين اليوم، لكن نتائج التقارير الدولية لهذا العام أكدت قوة اقتصاد السعودية ووضعها المالي، وأن الآفاق الاقتصادية إيجابية على المديين القريب والمتوسط، مع استمرار انتعاش معدلات النمو الاقتصادي، واحتواء التضخم، إضافة إلى تزايد قوة مركزها الاقتصادي الخارجي. ووفقا للبيان التمهيدي، توقع الصندوق في المائة 7.6 نمو إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في 4.2 ، وارتفاع النمو غير النفطي إلى 2022 العام الحالي في المائة من 17.4 المائة، وزيادة فائض الحساب الجاري إلى الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك احتواء التضخم الكلي عند في المائة في المتوسط. وبمجرد مقارنة هذه الإحصائيات، 2.8 ، تعد مقارنة واضحة 2016 التي وردت في بيان الصندوق الدلالة بما حققته من إنجازات وتطورات، فهذا الإنجاز ضخم بكل المقاييس عند النظر للظروف والتحديات التي مرت خلال الأعوام الماضية. وأكد البيان التمهيدي أن المملكة نجحت في التعامل مع الجائحة، موضحا أنها في وضع موات يمكنها من تجاوز المخاطر التي تشكلها الحرب في أوكرانيا ودورة تشديد السياسة النقدية في الاقتصادات المتقدمة، وهـذا يقدم دليلا إضافيا على نجاح الخطط الاقتصادية والتحولات التي ، وتمثل نتائج مشجعة 2030 تم تطبيقها وفقا لرؤية المملكة للمرحلة الأولى من مراحل تنفيذ الرؤية، بينما تنطلق السعودية بكل مؤسساتها للمرحلة الثانية، وهي مرحلة تسريع التنفيذ مع وعود بتحقيق التطلعات حتى قبل موعد استحقاقها الفعلي. 2016 لقد كان أحد أهم تعليقات خبراء الصندوق عام يتعلق بحجم الودائع المصرفية، حيث أبدى الخبراء قلقا حينها من تراجع الودائع رغم أن ذلكلم يكن جوهريا، واليوم أكدت البعثة أن مستويات الربحية والسيولة والرسملة جيدة على مستوى النظام المصرفي، وفي وضع كهذا، فإن تأثير تشديد السياسة النقدية العالمية سيكون محدودا على نمو الائتمان وإجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وإيجابيا في ربحية القطاع لكان 2016 المصرفي، ولو أن هذا التشديد كان في ظروف له أثر واضح، فالنشاط الاقتصادي اليوم في المملكة- ووفقا لرأي الخبراء- يشهد تحسنا قويا مدعوما بارتفاع أسعار النفط وتحقيق مستهدفات الرؤية. وللتأثير المحدود لتشديد الأوضاع العالمية بفضل مستويات الرسملة القوية التي يتمتع بها القطاع المصرفي، ومع جهود تطوير بيئة الأعمال وتبسيط القواعد التنظيمية ورقمنة العمليات الحكومية، وتحسين البنية التحتية والخدمات اللوجستية والترفيه والسياحة والتعدين، وأن هذه العوامل معا أسهمت في تحقيق النمو الإجمالي دفعة قوية- ،2021 في المائة 3.2 كما وصفها البيان التمهيدي- حيث بلغ 1.6 في المائة، أي بتراجع قدره 11 وانخفاضمعدل البطالة إلى . ولم يغفل البيان جهود المملكة، فيما 2020 نقطة مئوية عن يتعلق بالسياسات المناخية، ومن ذلك الاستثمارات في إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر، والاقتصاد الدائري للكربون. وتقييما لهذه الإنجازات والحقائق ومقارنتها بالتحديات التي واجهت السعودية قبل انطلاق الرؤية، فإن ما حدثيمثل تجربة فريدة تستحق الوقوف عندها من كل المؤسسات الدولية، وما زالت الرؤية تعد المجتمع السعودي بكثير من الإنجازات وهي تمر الآن بمرحلة تسريع التنفيذ وبإشراف مباشر من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مهندس الرؤية وقائد التحول. كلمة الاقتصادية تتمثل الطريقة الأخرى لتقويض الاستقلالية في تغيير مهام وصلاحيات البنك المركزي. ويكون ذلك في أبسط صوره من خلال التصويت ضد فعالية قانون البنك المركزي أو إلغائه، ولن يكون ذلك بالأمر اليسير، نظرا لأنه سيتم تحت مرأى ومسمع من الجميع. وتقوم هذه الاستراتيجية الماكرة، التي تكاد تكون متناقضة، على منح البنك المركزي مسؤوليات أكبر، حيث يشعر أي مسؤول مخلص لواجبه بضرورة التشاور مع القادة السياسيين حول كيفية استخدام سلطاته الواسعة. » 3 من 3 استقلالية البنوك المركزية والسياسة النقدية « وضعت الجائحة التي بدأت نهاية وبداية عام 2019 عام البنوك المركزية في وضع يختلف تمام 2020 الاختلاف عن تلك المبادئ. ففي الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، اضطلعت البنوك المركزية مجددا في بعض الأحيان بدور بعض الأطــراف الأخـرى بحكم الواقع، نظرا لأن البيئة الدستورية العامة تحرم المسؤولين المنتخبين من سلطة اتخاذ أي قرارات حاسمة. وعند تقييم الجانب السياسي الدستوري للإجراءات الاستثنائية التي تتخذها البنوك المركزية للحفاظ على اقتصاداتنا، بما في ذلـك ضـ ن وصــول النقد إلى الأسر والـ كـات، فمن الـــ وري أن نميز بين التسهيلات التي يقدمها البنك المركزي كجهة مستقلة، وتلك التي يقدمها كجهة تابعة، فمن ناحية، يمارس البنك المركزي مهامه المكلف بها بحرية، لكنه مضمون من وزارة المالية، نظرا لأن الخطر النهائي يقع على كاهل دافعي الضرائب. وعلى الجانب الآخر، يعمل البنك المركزي نيابة عن الحكومة، ويقتصر دوره في هذا السياق على تنفيذ القرارات الاستنسابية لوزير المالية دون أن يتحمل أي مخاطر، ولا يقدم أي تمويل نقدي مباشر أو غير مباشر إلا إذا قرر ذلك بصورة مستقلة. ولا يتعارض أي من ذلك مع دور البنك المركزي كمؤسسة مستقلة. لكن بخلاف ما سبق، يتم تقديم تسهيلات من الميزانية العمومية للبنك المركزي بناء على تعليمات من الحكومة، كما يتم إجراء عمليات تقيد في الميزانية العمومية للحكومة وتمول بالقوة من خلال طباعة النقود. وعند تقييم أي من هذه التدخلات لا يمكن فيظل استقلالية البنك المركزي تحديد الجهة التي اتخذت قرار التدخل بالفعل. لكن عند تعليق الاستقلالية تصبح الأمور واضحة، بما في ذلك مسار الخروج. وأمام هذه الاحتمالات، يجب أن نتذكر أنه دائما ما كان هناك أعداء للاستقلالية، ففي حال وجود سجال كبير لهدم الدستور النقدي للاقتصاد، يمكن لهؤلاء استخدام إحدى استراتيجيتين شاملتين يختلف كل منهما اختلافا واضحا عن الآخر. وتتمثل إحدى طرق إصلاح البنوك المركزية في إجراء تعيينات جديدة، وكما شهدنا أخيرا في الولايات المتحدة، لا يكون من السهل تعيين المرشحين المرغوب فيهم في حالة عدم استيفائهم المؤهلات المعتادة. لكن المشكلة الأكبر تكمن في تعيين أشخاص يبدو كأنهم خيار معقول بل ممتاز، ليتضح فيما بعد أنهم حلفاء أوفياء سريون لكبار الساسة. والحالة الأشهر على الإطلاق وحدثت خلال فترة سادتها الاضطرابات أيضا، هي تعيين رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأسبق أرثر بيرنز، الاقتصادي البارز الذي دعم إعادة انتخاب ، بالمخالفة للدور 1972 ريتشارد نيكسون عام القانوني المنوط ببنك الاحتياطي الفيدرالي. وينبغي عدم الاعتقاد أن هذا آخر مثال لعميل سياسي استطاع الوصول إلى دهاليز السلطة النقدية. وتتمثل الـطـريـقـة الأخــــرى لتقويض الاستقلالية في تغيير مهام وصلاحيات البنك المركزي. ويكون ذلكفي أبسطصوره من خلال التصويت ضد فعالية قانون البنك المركزي أو إلغائه، ولن يكون ذلك بالأمر اليسير، نظرا لأنه سيتم تحت مرأى ومسمع من الجميع. وتقوم هذه الاستراتيجية الماكرة، التي تكاد تكون متناقضة، على منح البنك المركزي مسؤوليات أكبر، حيث يشعر أي مسؤول مخلص لواجبه بضرورة التشاور مع القادة السياسيين حول كيفية استخدام سلطاته الواسعة، وكلما انصاعت البنوك المركزية لفكرة كونها كيانات فريدة لا بديل لها، بل ربما شعرت بالفخر بهذه التسمية، سيكون من الأسهل على السياسيين تكليفها بمزيد، ومن ثم تقويضها. إذا رغبت المجتمعات في الحفاظ على قاعدة استقلالية البنك المركزي كوسيلة لدعم استقرار النظام النقدي والفصل بين السلطات في شـؤون المالية العامة، وإذا أردنــا أن نكون قادرين على استعادة الاستقلالية عقب انتهاء الأزمة التي نشأت عن الجائحة، فلا بد من توخي الحرص. وها هي خمس خطوات لتحقيق ذلك: * تحديد مسار لخروج البنك المركزي من دور الذراع التنفيذية لوزارة المالية، واستعادة استقلاليته بمجرد انتهاء الجائحة، ومنحه السلطة اللازمة لاتخاذ قرارات منطقية يمكن تفسيرها. * تعديل النظم النقدية للسماح بتنفيذ سياسات تحقيق الاستقرار عندما يتكرر الوصول إلى الحد الأدنى الصفري "في حال عدم تحسن مستويات نمو الإنتاجية". * مراجعة المهام والصلاحيات اللازمة لتحقيق الاستقرار، بما في ذلك إعداد سياسة عامة لصيرفة الظل، ووضـع معیار قانوني لقياس صمود النظام المالي، وتحديد حد أقصى إلزامي لإقراض الشركات التي تعرضت للإفلاس، وزيادة الاستقلالية عن القطاع، وقد تكون مجموعة الإجــراءات تلك قد أسهمت بالفعل في إبطاء مفعول تدابير رفع القيود التي اتخذت بشكل متسرع وطائش على مدار الأعوام الماضية، وأدت إلى فرط الرفع المالي في أسواق التداول عندما اندلعت أزمة الجائحة. * التقييد الذاتي لمحافظي البنك المركزي، حيث يقتصر دورهــم عند الحصول على استقلاليتهم على مهمة الحفاظ على استقرار النظام النقدي بدلا من إبداء استعدادهم لحل جميع المشكلات التي تواجه المجتمع. * التحلي بدرجة كبيرة من اليقظة والوعي في التعامل مع المحاولات الماكرة المتكررة لإعــادة الـزج بالبنك المركزي في المعترك السياسي لخدمة مصالح قطاعات بعينها، فما نسعد به اليوم قد نشقى به غدا، وتعد السياسة تجارة انتهازية، كما لا توجد متابعة دقيقة لتلك المحاولات الماكرة التي تحيق بالمؤسسات النقدية. وأيـا كانت المـ رات الملحة الحالية، وهي مبررات واقعية وطارئة بالفعل، مـن المهم الحفاظ عـ نزاهة مؤسساتنا على المدى الأطول. عند تقييم الجانب السياسي الدستوري للإجراءات الاستثنائية التي تتخذها البنوك المركزية للحفاظ على اقتصاداتنا، بما في ذلك ضمان وصول النقد إلى الأسر والشركات، فمن الضروري أن نميز بين التسهيلات التي يقدمها البنك المركزي كجهة مستقلة، وتلك التي يقدمها كجهة تابعة، فمن ناحية يمارس البنك المركزي مهامه المكلف بها بحرية، لكنه مضمون من وزارة المالية، نظرا لأن الخطر النهائي يقع على كاهل دافعي الضرائب. بول تاكر * رئيس مجلس المخاطر النظامية، وباحثفي كلية جون كينيدي للعلوم الحكومية ـ جامعة هارفارد NO. 10482 ، العدد 2022 يونيو 23 هـ، الموافق 1443 ذو القعدة 24 الخميس 14 » 2 من 1 تكهنات محمومة لمستقبل التكنولوجيا الصينية « أثارت حملة الحكومة الصينية على شركـة علي بابا العام الماضي، وشركة نقل الركاب ديدي أخيرا، تكهنات محمومة بشأن مستقبل صناعة التكنولوجيا في هذا البلد. وينظر البعض إلى التدخلات التنظيمية الصينية الأخــ ة على أنها جـزء من اتجاه مبرر يـوازي التدقيق المكثف الـذي تقوم به السلطات الأمريكية فيما يتعلق بشركات التكنولوجيا الكبرى. ويـرى البعض الآخر أنها مسرحية للتحكم في البيانات التي قد تستغلها ال ـدول الغربية. ومع ذلـك، يرى البعض الآخر أن تلك التدخلات بمنزلة طلقة تحذير لتذكير الشركات الصينية الكبرى بأن الحزب الشيوعي الصيني ما زال في القيادة، وهو تفكير أكثرمنطقية. لكن الأهــم مـن ذلــك هـو أن تصرفات الحكومة الصينية هي جزء من جهود ذات نطاق أوسـع، تسعى من خلالها إلى فصل الصينعن الولايات المتحدة، وهو تطور يمكن أن تكون له تداعيات عالمية خطيرة. ورغم التدهور المستمر في العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين الصين وأمريكا، إلا أن هناك قلة تعتقد أن التنافس سيتحول إلى مواجهة جيوسياسية تشبه الحرب الباردة. ولبعض الوقت، كانت الـولايـات المتحدة تعتمد بصورة مفرطة على الصين، وكان الاقتصادان متشابكين بصورة وثيقة للغاية. والآن ربما نتجه نحو توازن مختلف تماما. لقد حـددت ثـ ث ديناميكيات مترابطة الحرب الباردة. الأولى، وربما الأهم، كانت التنافس الأيديولوجي. إذ كان لدى الغرب بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي رؤى مختلفة بشأن كيفية تنظيم العالم، وحاول كل منهما نشر رؤيته بأساليب شنيعة أحيانا. وكان هناك أيضا بعد عسكري تجلى بصورة واضحة في سباق التسليح النووي. وكانت كلتا الكتلتين حريصتين على ضمان الريادة في التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي، لأنهما أدركتا أن هذا أمر حاسم للفوز أيديولوجيا وعسكريا. ورغم أن السوفيات أثبتوا في النهاية أنهم أقل نجاحا من الولايات المتحدة في تعزيز النمو الاقتصادي، إلا أنهم حققوا انتصارات تكنولوجية عسكرية مبكرة. وكـان الإطلاق الناجح للقمر الاصطناعي "سبوتنيك" بمنزلة جرس إنذار للولايات المتحدة. وكانت المنافسات القوية في الحرب الباردة ممكنة إلى حد كبير، لأن الولايات المتحدة والاتـحـاد السوفياتي كانا منفصلين. ولم تتدفق الاستثمارات الأمريكية والطفرات التكنولوجية تلقائيا إلى السوفيات (إلا من خلال التجسسفي بعض الأحيان)، كما حدث مع الصينفي العقود الأخيرة. لكن الأساليب العدائية الصينية - الأمريكية، التي تفاقمت بسبب دبلوماسية دونالد ترمب غير المتماسكة، أدت الآن إلى إيجاد نظائر حديثة بشأن المنافسات التي تخللت الحرب الباردة. إن الصدع الأيديولوجي الذي لم يكن عاما، أصبح الآن محددا 20 يلوح في الأفق قبل بصورة جيدة، حيث يمجد الغرب فضائل الديمقراطية وعيوبها، بينما تدفع الصين بثقة نموذجها الاستبدادي باتجاه العالم بأسره، خاصة آسيا وإفريقيا. وفي غضون ذلـك، فتحت الصين جبهات عسكرية جـديـدة، خاصة في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان. وبالطبع تصاعد التنافس الاقتصادي والتكنولوجي خلال العقد الماضي، حيث خلص كلا الجانبين إلى أنه في سباق وجودي لتحقيق الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي. ورغم أن هذا التركيز على الذكاء الاصطناعي قد يكون مضللا، إلا أنه لا شك أن إتقان استخدام التقنيات الرقمية، والعلوم الحيوية، والإلكترونيات المتقدمة، وأشباه الموصلات، له أهمية قصوى... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» .2022 ، بروجيكت سنديكيت فتحت الصين جبهات عسكرية جديدة، خاصة في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان. وبالطبع، تصاعد التنافس الاقتصادي والتكنولوجي خلال العقد الماضي، حيث خلص كلا الجانبين إلى أنه في سباق وجودي لتحقيق الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي. ورغم أن هذا التركيز على الذكاء الاصطناعي قد يكون مضللا، إلا أنه لا شك أن إتقان استخدام التقنيات الرقمية، والعلوم الحيوية، والإلكترونيات المتقدمة، وأشباه الموصلات، له أهمية قصوى. دارون عاصم * أستاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - Saudi Media Company نرحب باتصالكم داخل المملكة: +966 920033777 هاتف: +97145684155 دبي: : موقع إلكتروني /https://saudimedia.sa : بريد إلكتروني sales@saudimedia.sa الوكيلالإعلاني الركود والتداعيات الاقتصادية تأثرت الأسواق العالمية، بشدة، من خلال كثرة التصريحات التي تصدر سواء من بيوت الخبرة العالمية أو رجال الأعمال الذين يحظون بمتابعة كبيرة واهتمام من قبل المستثمرين في الأسواق من خلال ما يصرحون به من آراء حيال الركود الاقتصادي الذي أصبح يدور في الساحة الاقتصادية ويتكرر بشدة، لذلك دعونا نتطرقفي البداية إلى معنى الركود حتى يتسنى لنا فهم مدى خشية كبار المستثمرين منه. الركود الاقتصادي هو تراجع في النمو، حيث يكون هناك العرض أكثر من الطلب، ويتسبب ذلك في كساد وتراجع الأسعار وتسريح للعمالة وزيادة في نسب البطالة. وهناك ما يسمى الركود التضخمي، حيث يكون هناك ارتفاع في الطلب يصاحبه ارتفاع في الأسعار، ما ينتج عنه تضخم، وهذا التضخم يقود مستقبلا أيضا إلى ركود، حيث مكافحة التضخم تؤدي إلى رفع أسعار الفائدة، وبالتالي ترتفع الفائدة على القروض، ما يقلل نسب أرباح الشركات، والاقتراض الذي يقوم عليه أغلب المشاريع. كما أن ارتفاع الأسعار مع ارتفاع الطلب يسبب أزمات اقتصادية كثيرة، فعلى سبيل المثال، ارتفاع أسعار الطاقة يرفع تكلفة الشحن، وبالتالي ترتفع أسعار نقل البضائع ويرفع أسعارها، ما ينتج عنه تراجع القوة الشرائية التي تؤدي في النهاية إلى ركود وضعف في الإنتاج وموجة إغلاقات للمصانع يصحبها تسريح للعمالة. إذن الركود هو أزمة في حد ذاتها يخشاها جميع الاقتصادات ويحاربها كل دول العالم بغض النظر عن مسبباتها، بل إن التهاون أو التأخر في علاج داء الركود يؤدي إلى الكساد الذي هو أشد فتكا وأقوى تأثيرا في الاقتصاد مما قبله، وأكبر مثال على حالة الكساد تلك التي مرت بها الولايات المتحدة فترة الثلاثينيات من القرن الماضي. وبينما يكون الركود هو تباطؤ في النمو الاقتصادي، وتراجع في نسبته، وقد يستمر إلى عدة أشهر، بينما الكساد هو تراجع في الناتج في المائة، وغالبا ما يستمر إلى عدة أعوام، 10 المحلي بما لا يقل عن وللحكم على دخول اقتصاد ما في حالة ركود، فيكون ذلك بتراجع في النمو (انكماش) لأكثر من ربعين متتاليين. 32 ومنذ خمسينيات القرن الماضي دخلت الولايات المتحدة في حالة ركود، كان متوسط فتراتها عند عشرة أشهر، بينما كانت أطول شهرا، ومن هنا تتبين خطورة ومرارة الركود، لكن 16 فترة ركود عند في النهاية يمكن السيطرة عليه وتجاوزه من خلال عدة حلول تقوم بها الدول. عودا على الحديث عن الأسواق، فمن الطبيعي أن تكون لها ردة فعل سلبية مع ارتفاع نسبة الخوف من الركود، لأن الأسواق في نهاية المطاف عبارة عن شركات ستتأثر أرباحها ومبيعاتها من أي ركود، وهو ما يمكن أن نسميه بمصطلح الأسواق نفسها تصحيحا بين متوسط وطويل الأمد، وهو ما يعني تصحيحا لدورة اقتصادية وتمهيدا لدورة جديدة. وكما يقال، إن الأزمـات تصنع الـ وات، لذلك نجد كثيرا من الثروات التي صنعها أثرياء العالم وقادة "وول ستريت" - على سبيل المثال لا الحصر - بدأت بانتهاز الفرص وقت الأزمات والصبر عليها لحين انكشاف سحب التصحيح، لذلك ركز جهدك على دراسة القطاعات والبحث عن الأسهم التي منتجاتها يحتاج إليها الناس في كل الظروف، بمعنى أنها تمرض لكن لن تموت، وتأثرها برفع الفائدة محدود، فبدلا من خشية الركود اجعله موسما لصيد الفرص وقطف ثمارها مستقبلا. بسام سليمان العبيد * محلل اقتصادي
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=