aleqt: 17-04-2022 (10415)

5 NO. 10415 ، العدد 2022 أبريل 17 هـ، الموافق 1443 رمضان 16 الأحد تقريبا، وبشكل شبه يومي، ستجد خبرا في وسائل الإعلام عن مصادرة الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية أو التي تشارك في فرض عقوبات على روسيا، يختا ضخما فاخرا يمتلكه أحد الأث ـري ـاء الـــروس الـذيـن تقدر ثرواتهم بمليارات. أغلب تلك اليخوت تبلغ قيمتها عـــرات ومـئـات المـ يـن من الدولارات، وقد تمت مصادرتها في إطار العقوبات التي تفرضها الـــولايـــات المـتـحـدة والـــدول الأوروبية على روسيا، تحديدا على الأثرياء الروس الذين ينظر إليهم خصوم موسكو على أنهم من أصدقاء أو أنصار أو داعمي النظام الروسي. بالطبع حاول الأثرياء الروس أن تبحر يخوتهم الفاخرة بعيدا عن الموانئ البحرية الأوروبية أو الأمريكية التي ترسو فيها عادة، لتفادي قرارات المصادرة، لكن المؤكد أن كثيرين منهم خسروا يخوتهم إلى حي على الأقـل، وستتطلب عملية اسـرداداهـا معارك قانونية قد تمتد لأعوام، وبتكلفة مالية ضخمة تناسب قيمة تلك اليخوت الفاخرة، هذا إن لم تتعرض تلك اليخوت خلال أعوام التقاضي إلى الضرر نتيجة عدم صيانتها. لكن تبعات مصادرة يخوت الأثـريـاء الــروس لم تقف عند كونها مجرد إجراء عقابي يهدف إلى النيل منهموإضعافهم ماليا، إنما الأكثر خطورة أن هذا الإجراء مثل طعنة حقيقية لصناعة اليخوت الفاخرة التي تقدر بمليارات الـدولارات الأمريكية، حيث وصلت العام الماضي إلى أرقام قياسية، إذ أدت عمليات المصادرة إلى تأثيرات سلبية في المبيعات، ولا يعرف بشكل دقيق بعد إذا ما كانت ستنال من الإنتاج والمبيعات في الأجلي القصير والمتوسط، أمفي الأجل القصير فحسب، إذ أن الصناعة تبحر وسط أمواج عاتية. يرى المهندس مورجان ميلو من شركة "هانس لليخوت" التي تنتج عديدا من أنواع اليخوت من بينها اليخوت الفاخرة، الضربة الأولى التي تلقتها الصناعة تعود إلى إحجام الأثرياء الروس الذين يعدون من أبرز العملاء والقوى الشائية في هـذا المجال عن التقدم بأي طلبات جديدة. ويقول لـ"الاقتصادية"، "إن الأثرياء الروسيمثلون قوة رئيسة في مجال الطلب على اليخوت الفاخرة خاصة اليخوت الضخمة الفاخرة، وبعض التقديرات تشير في 10 و 9 إلى أن ما يـراوح بي المائة من الأسـطـول العالمي لليخوت الكبيرة الفاخرة يمتلكه الأثرياء الروس، حيث تعد ملكية اليخوت الضخمة دليلا على الثراء الفاحش والقدرة المالية التي يتمتعون بها، وتمنحهم الشهرة سواء لضخامتها أو فخامتها، إذ يجب الأخذ في الحسبان أن مالك في المائة 10 اليخت ينفق سنويا تقريبا من قيمة اليخت لصيانته وتشغيله". ويــضــيــف "مـــنـــذ تـعـرض ممتلكاتهم للمصادرة توقفوا تماما عـن شراء اليخوت بكل أنواعها، وقاموا بإلغاء أو تجميد الصفقات التي كان متفقا عليها أو محل نقاش أو التي كانت بالفعل قد دخلت حيز التنفيذ، ولا توجد أي توقعات بعودتهم خلال الأعــوام الثلاثة المقبلة 10 إلى السوق". بالطبع نسبة في المائة من ملكية الأثرياء الروس لليخوت الكبيرة الفاخرة نسبة لا يستهان بها، لكن الخطر الأكبر على صناعة اليخوت يعود من وجهة نظر البعض إلى أن مصادرة يخوت الأثرياء الروس أوجـد شعورا لدى الأثرياء في العالم عامة بعدم جدوى شراء اليخوت الفاخرة في الوقت الحالي على الأقل، ومنح أنفسهم فرصة لمعرفة ما الذي سيؤول إليه المشهد قبل أن يكون عليهم التزام مالي ضخم بهذا الشأن، كما أن البعض ربما يعيد التفكير في مغبة الإقـدام على استثمار عشات الملايي من الـدولارات في شراء يخت فاخر كبير يمكن مصادرته بهذه السهولة. تشير تقديرات العاملي في الصناعة إلى أن المبيعات قد بـــدأت بالفعل في الــراجــع بعد عـامـن من الازدهار نتيجة وباء كورونا. ولـــ"الاقــتــصــاديــة" تعلق كـالـوريـن جــوف الـتـي تعمل سمسارا في بيع اليخوت الفاخرة بالقول "خلال عامي وباء كورونا شهدت مبيعات اليخوت الفاخرة انتعاشا، إذ كانت تمثل للأثرياء فقاعة آمنة وممتعة ومنعزلة، فبينما يستمتعون فيها بالرفاهية مـع عائلاتهم وأصدقائهم، فـإنـهـم يــشــعــرون فيها بالأمان أيضا بهربهم من التجمعات الحاشدة، حيث إمكانية الإصـابـة بوباء كورونا أكبر". وتضيف "عــ الـرغـم من المصاعب التي واجهتها الصناعة خلال فتة الجائحة نتيجة إغلاق أحــواض بناء السفن، وارتفاع تكاليف عديد من المواد الخام، وعدم القدرة على تمرير الارتفاع في الأسعار إلى المشتين نظرا إلى أن السلعة المبيعة مرتفعة السعر أساسا، إلا أن الصناعة كانت تعيش أوقاتا سعيدة". ارتـفـاع أسعار الطاقة ربما يكون أيضا من ضمن العوامل التي ربما تحد من زيادة الطلب على اليخوت بأنواعها كافة في الوقت الحالي، فربما لا تكون تكلفة ملء يخت فاخر ضخم بالوقود أمرا مكلفا لصاحبه، لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى مالكي اليخوت الصغيرة ومتوسطة الحجم، فتكلفة الوقود عنصر مهمفي قرار الشاء. تـكـشـف الأرقـــــام طبيعة الأوقـات السعيدة التي عاشتها صناعة اليخوت الفاخرة في حتى 2020 الفتة الممتدة من الحرب الروسية في أوكرانيا، وما تلاها من هجمة أوروبية أمريكية لمصادرة يخوت الأثرياء الـروس، فقبل انــــدلاع الــحــرب قـدر الطلب العالمي على يختا قيد 1024 اليخوت بــ الإنشاء أو تحت الطلب في 25 بـزيـادة قدرها المـائـة تقريبا عن حـيـث بلغ 2021 يختا فاخرا، 821 الطلب وكـان من المقدر أن يتم بناء كـيـلـومـرا من 40 أكـــ مــن اليخوت العملاقة وإطلاقها إلى 2021 وتسليمها من .2026 لـكـن بالنسبة إلى لـــويـــس دانـــــدوا الـــصـــحـــافيفي دورية "سوبر يخت تايمز" المتخصصة في أخبار اليخوت، فـإن تلك الأرقـــام باتت الآن جــزءا من المـاضي، ولا يتوقع أن تتحقق هذا العام، وربما في الأعوام الثلاثة المقبلة في أفضل تقدير. ويقول لـ"الاقتصادية"، "نحن في مواجهة أوقاتصعبة لصناعة تبلغ قيمتها السنوية أكثر من مليار دولار، والقضية لا 30 تتعلق فقط بتاجع الطلب، بل أيضا باحتمال انخفاض القدرة الإنتاجية للصناعة ذاتـهـا، فــالاتــحــاد الأوروبي حظر استيراد منتجات الصلب من روسيا، ومـن المحتمل أن يؤثر ذلك في صناعة اليخوت، فروسيا ثالث أكبر مصدر للصلب في العالم، وتصدر الفولاذ إلى دولة على مستوى 130 أكثر من العالم، وعديد من بناة اليخوت الفاخرة يعتمدون على الفولاذفي بناء اليخوت كبيرة الحجم، ليس فقط للبنية الفوقية، لكن أيضا للعناصر الميكانيكية والتقنية للسفينة، وسيكون لذلك تأثير كبير في صناعة اليخوت الفاخرة الكبيرة". مع هذا يأمل بعض الخبراء ألا تطول أزمة صناعة اليخوت الفاخرة كثيرا، وسط توقعات بأن تنتعش سوق بيع اليخوت الفاخرة المستعملة، إذ يتوقع أن ينخفض الإنتاج، وألا تستطيع أحـــواض بناء السفن مواكبة المشكلات الراهنة الناجمة عن الارتـبـاك في سلاسل التوريد العالمية. كما أن الأنباء الـــواردة من الـصـن بـشـأن إغـــ ق مدينة شنغهاي وتأثير ذلك في عديد من المستلزمات التي تستخدم في صناعة اليخوت يؤثر في الصناعة، مـا يـرجـح إمكانية انخفاض العرض بصورة أكبر من الطلب، وبقاء الأسعار مرتفعة في ســوق الـيـخـوت الفاخرة المستعملة. تلقت ضربة موجعة بعد إحجام الأثرياء الروس عن الشراء وعمليات المصادرة مليار دولار 30 صناعة اليخوت الفاخرة تبحر وسط أمواج عاتية فيسوق حجمها من لندن هشام محمود خلال عامي وباء كورونا شهدت الصناعة انتعاشا في المبيعات .. فقاعة آمنة وممتعة ومنعزلة للأثرياء مصادرة يخوت الروس الفاخرة أوجدت شعورا لدى الأثرياء في العالم بعدم جدوى الشراء في الوقت الحالي كيلومترا من 40 تقديرات ببناء أكثر من اليخوت العملاقة وإطلاقها وتسليمها 2026 إلى 2021 من ملكية اليخوت الضخمة دليل على % سنويا 10 الثراء الفاحش رغم إنفاق من قيمة اليخت للصيانة والتشغيل ارتفاع أسعار الطاقة ربما يكون من ضمن العوامل التي تحد من زيادة الطلب على اليخوت بجميع أنواعها قبل اندلاع الحرب قدر الطلب يختا قيد الإنشاء أو 1024 العالمي بـ 2021 % عن 25 تحت الطلب بزيادة تشير التقديرات إلى أن مبيعات اليخوت قد بدأت بالفعل في التراجع بعد عامين من الازدهار نتيجة وباء كورونا. أسواق وأرقام

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=