aleqt: 17-04-2022 (10415)

الرأي باتت تبني استراتيجياتها 21 دول العالم في القرن الـ على موضوع الأمن السيبراني، وعلى نمو المال والأعمال، ثم على دائرة عميقة من الصحة العامة والطب المتقدم. والحقيقة أن الأمن السيبراني هو الشبكة الرقمية التي تعنى ببناء حائط الأمن الوطني وتوفر الظروف المناسبة لتحقيق النهضة والتنمية في جميع مجالات الحياة. إن الدوائر الثلاث هي المحرك للتنمية الشاملة، وحماية المكتسبات المتحققة. التخصصات الجامعية المطلوبة فيسوق العمل يسيطر على طلاب الثانويات العامة في هذه الأيام التفكير في التخصص العلمي الذي يجدر بهم أن يلتحقوا به، شريطة أن يحقق لهم المجد الوظيفي والمـالي، ومن حسن الحظ أن أحد مراكز الأبحاث وزع فيديو في الأيام القليلة الماضية، يتحدث عن التخصصات العلمية المطلوبة في سوق العمل: الأمن السيبراني، والمال والأعمال، والطب، وإن أسواق العمل في كثير من دول العالم المتقدم سجلت أعلى طلب على هذه التخصصات. وإذا كانت أسواق العالم تسجل أعلى طلب على هذه التخصصات، فأعتقد أن السوق السعودية لا تختلف عن السوق العالمية، وهذه التخصصات تسجل بالفعل أعلى طلبفي السوق السعودية. أخذت الجامعات 21 وأعتقد أنه منذ بداية القرن الـ في العالم الغربي تعمل على إعادة هيكلة كليات الأعمال وكليات الحاسب الآلي، وكليات الطب، بل إن بعض الجامعات الكبرى التي درجت على إعادة هندسة مناهجها، مثل: هـارفـارد، وستانفورد، وبنسلفانيا، وديـوك، طورت مناهج كليات المال والأعمال والحاسب الآلي، وأعطت استقلالية كاملة لكليات المال والأعمال وكليات الحاسب الآلي لكي تخرج العقول المبدعة والقادرة على صناعة المدن الذكية، وتحقيق الحلول غير التقليدية. وإذا كان الطلب على حاملي هذه التخصصات يتزايد، فإن الطلب على هذه الكليات بدأ يتزايد من قبل الطلاب الذين يستهدفون التأهل الأكاديمي للعمل في المؤسسات الأمنية والبنوك والشركات الكبرى. ونتيجة لذلك بدأت هذه الكليات تحتل الصدارة بين كليات القمة في الولايات المتحدة، وفي بعض دول الاتحاد الأوروبي، ومن المؤكد أنها سجلت في السعودية بعض الأرقام اللافتة. وتـراهـن كليات الحاسب الآلي وكليات المال والأعـ ل بأن الأزمـة المالية العالمية التي ضربت سببها 19 - الاقتصاد الـدولي عقب فيروس كوفيد الفشل الإداري في مؤسسات الأمن والبنوك، وغيرها من المؤسسات الصحية، ذلك لأن الكفاءة الإدارية في مواجهة الأزمة لم تكن في المستويات المطلوبة، ونأخذ الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال نلاحظ أن (الإدارة) في هذه الدول وراء تفشي الوباء في جميع أوصال بلدانها، ولذلك كانت الإصابات بوباء كورونا في هذه الدول من أعلى الإصابات التي تعرضت لها دول العالم. ونتيجة لكفاءة الـكـوادر المتخرجة في كليات الأعمال والمال والأمن السيبراني والطب، فقد بدأ الطلب على هذه التخصصات يرتفع في الدول الغربية التي عانت ويلات كورونا، كذلك بدأ الطلب على هذه الكوادر يتزايد لشغور وظائف المديرين التنفيذيين التي بدأت تتزايد في سوق العمل وتطلب حاملي هذه الكفاءات. العالم بدأ يدرك أن السبيل إلى تحقيق النمو الحقيقي هو الاهـتـ م بقطاعات الأمــن والمـال والصحة، ومن بوابة إدارة الأمن السيبراني والمال والأعمال تحقق الصين، وسنغافورة حاليا، معدلات عالية في نمو الناتج القومي الإجـ لي، وفي كلية فـودان لإدارة الأعـ ل في شنغهاي تشهد الكلية طلبا متزايدا على حملة الماجستير في إدارة المال والأعـ ل. ويقول جين هوانج رئيس مكتب تطوير السير العملية في كلية فودان: "ألاحظ أن الشركات متعددة الجنسيات لديها موظفون أمريكيون وأوروبيون، وتريد الآن توظيف مزيد من الآسيويين الحاملين لشهادة الماجستير في إدارة المال والأعمال والمتخصصينفي الأمن السيبراني. وفي هذه الأيـام تتدفق من الولايات المتحدة وأوروبا إلى آسيا، وبالذات إلى الصين وسنغافورة، مجموعة كبيرة من علماء الإدارة في الولايات المتحدة وبريطانيا. والسعودية لم تكن بعيدة عن كل ما يجري في الأوسـاط العلمية في الدول المتقدمة، بل باشرت الجامعات السعودية في اتخاذ قرار بإنشاء كلية مستقلة للمال والأعـ ل على غرار كلية الأعمال في جامعة هـارفـارد، ويعمل في الكلية مجموعة من الكوادر التي تم تأهيلها تأهيلا عاليا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ومع أن الكلية حديثة عهد إلا أنها حققت نجاحات عالية المستوى، وخرجت مديرين تنفيذيين سعوديين على درجة رفيعة من التأهيل والتميز، ولذلك فإن كلية الأعمال في جامعة الملك عبدالعزيز تحتل مكانة مميزة في سوق العمل السعودية. كذلك لا يخفى على الجميع اهتمام الإدارة السعودية بالأمن السيبراني، وتوظيف كثير من الشباب المؤهل في مجالات الأمن السيبراني الذي أصبح جهة من الجهات الحكومية التي تحظى باهتمام خاص من الحكومة الرشيدة. وبالنسبة إلى الطب، فإن كثيرا من الجامعات السعودية لديها كليات للطب، وتحظى باهتمام عال جدا للوصول إلى المنافسة العالمية، لذلك نستطيع القول إن كليات الطب في المملكة تخرج الكوادر الأكفاء الذين يستطيعون أن يدخلوا حلبة المنافسة مع كبار الأطباء في العالم. باتت 21 والملاحظ أن دول العالم في القرن الـ تبني استراتيجياتها على موضوع الأمن السيبراني، وعلى نمو المال والأعمال، ثم على دائرة عميقة من الصحة العامة والطب المتقدم. والحقيقة أن الأمن السيبراني هو الشبكة الرقمية التي تعنى ببناء حائط الأمـن الوطني وتوفر الظروف المناسبة لتحقيق النهضة والتنمية في جميع مجالات الحياة. إن الدوائر الثلاث هي المحرك للتنمية الشاملة، وحماية المكتسبات المتحققة. البنية التحتية » 2 من 1 للتعافي « للبنية التحتية المادية دور حيوي في مساندة التعافي فيما بعد زوال جائحة كورونا، وفي إرساء الأسس الأطول أجلا لتحقيق تنمية خضراء قادرة على الصمود وشاملة للجميع. وتبرز مجموعة متزايدة من الشواهد مساهمتها في طائفة واسعة من مؤشرات التنمية، ومنها: التوظيف، والإنتاجية، والدخل، وعدم المساواة، والتجارة، وتكوين رأس المال. لكن في كثير من بلدان العالم النامية، لا تزال البنية التحتية غير كافية على نحو يثير القلق. فهناك نحو مليار شخص يعيشون على بعد أكثر من ميل عن طريق صالح مليون شخص 760 للاستخدام في جميع المواسم، و محرومون من الحصول على الكهرباء في المنازل، مليون شخص خارج نطاق إشارة نظام 450 ويعيش اتصالات النطاق العريض. حتى في الأماكن التي تكون فيها هذه الخدمات متاحة، فإنها في الأغلب ما تكون متقلبة وغير ميسورة التكلفة. وتؤدي التعطيلات التي تسببها البنية التحتية التي لا يمكن التعويل عليها، إلى خسائر بمئات المليارات من الدولارات للأفراد والشركات سنويا، ويشهد أفقر بلدان العالموأكثرها هشاشة أعلى تكلفة لخدمات اتصالات النطاق العريض، والكهرباء، والنقل. حتى قبل مجيء جائحة كورونا، كان الاستثمار في البنية التحتية أقل كثيرا من المستويات اللازمة لتحقيق الأهـداف الإنمائية العالمية. ومنذ تفشي الجائحة، تعرض الإنفاق الاستثماري لمزيد من الضغوط. ومع أن كثيرا من الاقتصادات المتقدمة نفذ برامج تحفيز لدعم التعافي الاقتصادي، تضمنتفي الأغلب مكونات للبنية التحتية، فإن أشد بلدان العالم فقرا تفتقر إلى حيز المالية العامة الذي يتيح لها الإنفاق على تدابير من هذا القبيل. وسلط اجتماع قمة مجموعة السبع الأخير الضوء على هذه المسألة، إذ دعا الزعماء إلى تعزيز الجهود لتمويل تنمية البنية التحتية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. لتعظيم مساهمة البنية التحتية في التعافي الاقتصادي العالمي، ودعم نمو أخضر شامل للجميع وقادر على الصمود في وجه الصدمات، يجب توجيه استثمارات إضافية إلى برامج فعالة. وفي هذا الصدد، تبرز أربعضرورات أساسية. كبداية، يتطلب الوفاء بالأهداف المناخية العالمية موجة غير مسبوقة من الاستثمار في البنية التحتية الخضراء. وتعد الاستثمارات في الطاقة المتجددة، وكفاءة استخدام الطاقة، والبنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية، وأنظمة النقل الحضري المراعية لتقلبات المناخ، وسلاسل توريد الهيدروجين الأخضر الناشئة، خيارات عالية المردود تساعد بشكل متزامن على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتوفير الوظائف وفرصالعمل. وبالتوازي مع هذه الاستثمارات الجديدة في البنية التحتية الخضراء، سيلزم تدبير رؤوس أمـوال إضافية لدعم تسريع إخـراج محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم من الخدمة. ثانيا، يجب تصميم المشاريع الجديدة بحيث تعزز القدرة على الصمود الاقتصادي والاجتماعي في وجه الصدمات المناخية الشديدة وغيرها من الصدمات الخارجية... يتبع. » 2 من 2 التجارة العالمية بحاجة إلى تنويع الإمدادات « وفقا لتقديراتنا، تتراجع تقلبات النمو الاقتصادي في متوسط البلدان في المائة. غير أن التأثير الوقائي للتنويع 5 بنحو لن يكون كافيا إذا تعرضت جميع الاقتصادات لموجة حادة من الانقطاعات في الوقت نفسه، على غرار ما حدث في الأشهر الأربعة الأولى من الجائحة. ويمكن للبلدان تنويع إمداداتها من خلال تعهيد مزيد من عمليات توريد المدخلات الوسيطة إلى جهات في الخارج. غير أنه يوجد في الوقت الحالي تحيز كبير لتعهيد هذه الإمـدادات إلى موردين محليين. فالشركات في في المائة 82 نصف الكرة الغربي، تحصل على من مدخلاتها الوسيطة من موردين محليين. لذلك سيؤدي نقل جزء من الإنتاج من الخارج للداخل، إلى تراجع التنويع بدرجة أكبر. ويمكن أن تتحقق قابلية الإحلال بطريقين: إما من خلال زيـادة مرونة الإنتاج، كما حدث عندما قامت شركة تسلا للسيارات الكهربائية بإدخال تعديلات برمجية على سياراتها لتمكينها من استخدام أشباه موصلات بديلة في ظل أزمة نقص هذه الموصلات، أو من خلال توحيد مواصفات المدخلات على المستوى الـدولي. فمثلا، صرحت شركة جنرال موتورز أخيرا بأنها تعمل مع عدد من مـوردي أشباه الموصلات لخفض عدد الشرائح ذات المواصفات الخاصة في المـائـة، إلى ثلاث 95 التي تستخدمها مجموعات فقط من هذه الموصلات. وستؤدي هذه الخطوة إلى الاستغناء عن مجموعة كبيرة من الشرائح وتجنب التكلفة الناتجة عن الإحلال فيما بينها. وبالنظر مجددا في سيناريو انكماش في المائة في أحد كبار موردي 25 عرض العمالة المدخلات الوسيطة، توصلنا إلى أن زيادة قابلية الإحلال تؤدي إلى تراجع خسائر إجمالي الناتج المحلي في جميع البلدان بخلاف بلد المصدر بنحو أربعة أخماس. لا يزال ضمان عدالة الحصول على التطعيمات والعلاجات هو الأولوية الأهـم على مستوى السياسات. وتعد تدابير الإغــ ق الموجهة التي اتخذتها الصين أخيرا بمنزلة تذكرة بأن القيود المرتبطة بالجائحة لا تزال آثارها تتجاوز حدود البلد المتضرر. لذلك فمن مصلحة جميع البلدان، بما في ذلك البلدان ذات معدلات التطعيم المرتفعة، إنهاء المرحلة الحرجة من الجائحة في كل مكان. وفيظل تزايد المخاوف بشأن تجزؤ الاقتصاد العالمي وتشجيع التوريد من البلدان الصديقة في أعقاب الحرب في أوكرانيا، هناك إمكانية زيـادة الصلابة من خلال تعزيز قابلية إحلال المدخلات وزيــادة تنويعها. وبينما سيكون لقرارات الشركات الدور الأهم في تحديد مدى صلابة سلاسل القيمة العالمية مستقبلا، يمكن أن تساعد السياسات الحكومية في هذا الصدد من خلال إتاحة البيئة الداعمة وخفض التكاليف. ويمثل تطوير البنية التحتية أحد المجالات المهمة في هذا الصدد بالطبع. فقد اتضح من الجائحة مدى أهمية استثمارات البنية التحتية ببعض المجالات في التخفيف من انقطاعات الإمــداد المرتبطة بالخدمات اللوجستية في القطاع التجاري. يساعد تطوير وتحديث البنية التحتية للموانئ الواقعة على مسارات السفن العالمية الرئيسة في الحد من نقاط الاختناق البحرية حول العالم. كذلك يمكن تطوير البنية التحتية الرقمية لتسهيل العمل من بعد، ما يساعد أيضا في الحد من انتقال التداعيات إلى البلدان الأخرى. ويمكن أن تساعد الحكومات أيضا في إتاحة المعلومات على نطاق أوســع، بحيث يمكن للشركات اتخاذ قرارات استراتيجية أكثر كفاءة. فمثلا تعمل مصانع السيارات بصورة مباشرة موردا رئيسا في المتوسط، ويرتفع 250 مع نحو ألف مورد في سلسلة القيمة 18 هذا العدد إلى ككل. لذلك يمكن تحسين إمكانية الحصول على المعلومات الخاصة بالمعاملات بين الشركات وشبكات سلاسل الإمداد، بما في ذلك من خلال رقمنة سجلات الشركات، كالإقرارات الضريبية، وهو أمر مفيد ولا سيما بالنسبة إلى الشركات الأصغر حجما ذات الموارد المحدودة. وأخيرا، يساعد خفضتكلفة التجارةفيتنويع المدخلات. وهناك فرصة للحد من الحواجز غير الجمركية، ما سيسهم في إعطاء دفعة قوية للاقتصاد على المدى المتوسط، ولا سيما في الأسـواق الصاعدة والبلدان النامية منخفضة الدخل. ومما سيساعد أيضا في زيادة التنويع الحد من عدم اليقين بشأن السياسات التجارية، وإرساء نظام سياسات تجارية منفتح ومستقر وقائم على القواعد. لا يزال ضمان عدالة الحصول على التطعيمات والعلاجات هو الأولوية الأهم على مستوى السياسات. وتعد تدابير الإغلاق الموجهة التي اتخذتها الصين أخيرا بمنزلة تذكرة بأن القيود المرتبطة بالجائحة لا تزال آثارها تتجاوز حدود البلد المتضرر. لذلك فمن مصلحة جميع البلدان، بما في ذلك البلدان ذات معدلات التطعيم المرتفعة، إنهاء المرحلة الحرجة من الجائحة في كل مكان. NO. 10415 ، العدد 2022 أبريل 17 هـ، الموافق 1443 رمضان 16 الأحد 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مدير التحرير علي المقبلي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com dr.amin.saaty@gmail.com د. أمين ساعاتي * كاتب اقتصادي وعضو هيئة تدريس دافيد مالاكرينو / عادل محمد / أندريا بريسبيتيرو * خبراء اقتصاديون فيصندوق النقد ريكاردو بوليتي * نائب رئيس البنك الدولي لشؤون البنية التحتية

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=