aleqt (10275) 2021/11/28

5 NO. 10275 ، العدد 2021 نوفمبر 28 هـ، الموافق 1443 ربيع الآخر 23 الأحد حقوق السحب الخاصة .. طوق نجاة لخروج الاقتصادات النامية أم منحة للدول الغنية؟ مـــع تــفــاقــم الــتــداعــيــات الاقـــتـــصـــاديـــة لـتـفـيوبـــاء كورونا عالميا، وأزمتي المالية والسيولة التي اجتاحت عديدا من الاقتصادات النامية والناشئة على حد ســواء، شكلت "حقوق السحب الخاصة" لصندوق النقد الدولي طوق نجاة لكثير من تلك الاقتصادات. ومــع اتـسـاع نطاق الاعتماد عليها باتت جزءا مهما من النقاش العالمي الراهن حول قدرتها على إنعاش الاقتصاد الدولي وإعادته إلى سابق عهده. تواكبت الأزمـــة الاقتصادية الناجمة عن الوباء مع التزامات وتعهدات دولية لعديد من الدول منخفضة الدخل بتقليص الإنفاق العام لضبط الميزانية، وتوجيه جـزء كبير من مـواردهـا المالية لسداد أموال الدائنين، وكان لذلك تأثير سلبي - في أحيان كثيرة - في قدرتها في تخصيص جزء أكبر من مواردها للقطاع الصحي لمواجهة الجائحة. وخــال عـام ونصف العام تقريبا، لم تتسم الجهود متعددة الأطـــراف بقدر كـاف من العمل المشترك لمواجهة الأبعاد الصحية والاقتصادية لأزمة كورونا، خاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية، وترافق هذا الإخفاق في العمل الــدولي الجماعي مع نقص في المساعدات المالية وقصور في توفير التمويل المــالي محليا، نتيجة نقص السيولة المالية المطلوبة للتعامل مع العواقب السلبية لفيروس كورونا. وزاد الوضع تعقيدا، التوزيع غير المتكافئ للقاحات، وظهور متغيرات جـديـدة مـن فـ وس كورونا، ما يهدد بإطالة أمد الأزمة. ومـع استمرار وتزايد الضغوط الواقعة على الاقتصاد العالمي خـاصـة الاقــتــصــادات النامية والناشئة، فإن التقدم نحو أهداف 2030 التنمية المستدامة بحلول انحرف عن مساره، وتراجعت قدرة عديد من الدول في تحقيق تلك الأهداف. في هذا السياق، يجري نقاش مستفيض حاليا حول دور حقوق السحب الخاصة وقدرتها على المساعدة على إخـراج الاقتصاد الـعـالمـي خـاصـة الاقـتـصـادات الصاعدة والنامية من أزمتها. وازداد النقاشسخونة منذ موافقة مجلس محافظي صندوق النقد الدولي في مطلع آب (أغسطس) الماضي مليار 650 على توزيع ما يعادل دولار من وحدات حقوق السحب الخاصة على الدول الأعضاء لدعم السيولة العالمية، وسد النقص في احتياطات الدول الأعضاء من النقد الأجنبي، وخفض اعتمادها على الديون المحلية أو الخارجية الأكثر تكلفة. ولكن قبل المضي قدما لمعرفة القدرات الحقيقية لحقوق السحب الخاصة في تحقيق تلك الأهداف، فإن السؤال الذي سيطرح نفسه يتعلق أسـاسـا بماهية حقوق السحب الخاصة وطبيعتها؟ روبــ كريس، رئيس وحدة التحليل المـالي في بنك لويدز، يقول لـ"الاقتصادية": إن حقوق الـسـحـب الـخـاصـة تـعـد أصـا احتياطيا دوليا صادرا عن صندوق النقد الـدولي، مشيرا إلى أنها لا تعد أموالا بالمعنى الكلسيكي، حيث إنه لا يمكن استخدامها في شراء الأشياء مباشرة، وإنما هي وحدة محاسبة لمعاملت صندوق النقد مع الدول الأعضاء، وتتغير قيمة عملة حقوق السحب الخاصة يوميا، ويمكن للدول الاستبدال الطوعي لحقوق السحب الخاصة بها مقابل عملت قابلة للستخدام بحرية، وذلك وفقا لسعر الصرف الثابت مع أعضاء صندوق النقد من الدول الأخرى، وتستند قيمة وحدة السحب الخاصة إلى سلة من العملت الخمس الرائدة في العالم، وهي: الـدولار، اليورو، الجنيه الاسترليني، الين، واليوان. وأوضــــح أن "الاحـتـيـاطـات الدولية تشبه حسابات التوفير الـوطـنـيـة الـكـبـ ة بالعملت الأجنبية، التي تضمن أن البلد لديه العملت الأجنبية التي يحتاجها في التداول مع العالم الخارجي لدفع الواردات على سبيل المثال، وإضافة حقوق السحب الخاصة إلى الاحتياطات الدولية لبلد، ما يجعلها أكثر مرونة من الناحية المالية خاصة في أوقات الأزمات". تلك المرونة تحديدا هي ما تساعد في الأوقات العصيبة التي يمر بها الاقتصاد الـدولي حاليا، دولــة حـول العالم 150 فنحو سيكون دخل الفرد فيها في هذا ، ما 2019 العام أقل ما كان عليه يجعل لحقوق السحب الخاصة أهمية فريدة الآن. وقام صندوق النقد الـدولي ومنذ تأسيس آلية حقوق السحب الخاصة في تشرين بتوزيع 1969 ) الأول (أكـتـوبـر مليار وحدة سحب خاصة 660.7 مليار دولار. 935.7 أي ما يوازي يرى بعض الخبراء، أن حقوق السحب الخاصة تلعب دورا مهما في استقرار الاقتصاد الكلي في أوقات الأزمات، وتلبي الاحتياجات العاجلة لمـيـزان المدفوعات، بتحويل تلك الحقوق إلى عملة دولـيـة، في الوقت ذاتــه تكون الـدول التي حصلت على حقوق سحب خاصة، مطالبة بدفع سعر فائدة إلى صندوق النقد الدولي. وبالنظر إلى أن سعر الفائدة الأســـاسي لا يــزال عند مستوى قياسي منخفض، فإن استخدام حقوق السحب الخاصة يمثل ذراعا إضافية لتعزيز قدرات الدولة على الاقتراض مقابل أسعار فائدة تقل عن الأسعار السائدة في الأسواق الدولية. مع هذا، يعتقد خبراء آخرون أن حقوق السحب الخاصة لم تلعب تاريخيا الـــدور المنوط بها في الاقتصاد الـدولي، وذلك بسبب عيوب في تصميم آليات التخصيص وارتباطها بحصص المساهمة المالية بدلا من توزيعها حسب الـحـاجـة، ونتيجة هذا في المائة تقريبا 60 النظام، فإن من حقوق السحب الخاصة يذهب في واقع الأمر إلى الدول الغنية، بينما تتلقى الدول الفقيرة النسبة الأقل. بـدوره، يقول لـ"الاقتصادية" الدكتور ليامكونور أستاذ الاقتصاد الدولي، "الوضع الحالي لحقوق السحب الخاصة أقرب إلى القيام بمنح الأغنياء الأولوية في الإقراض مقارنة بالفقراء، وهذا برز بشكل واضح في القرار الأخير لصندوق مليار 650 النقد الـدولي بتوزيع دولار من حقوق السحب الخاصة، مليار دولار من 275 إذ ستذهب المخصصات إلى الاقتصادات الناشئة والــدول النامية، بينما ستحصل الدول منخفضة الدخل مليار دولار، ولأن حقوق 21 على السحب الخاصة مرتبطة بنسب المساهمة وليس بالحاجة، فإن الجزء الأكبر من المبلغ الذي رصده صندوق النقد الـدولي سيذهب للقتصادات المتقدمة، التي تعد في حاجة أقل حدة لتلك الأموال مقارنة بالدول الفقيرة". ومــع إدراك المـسـؤولـ في صندوق النقد لهذا الخلل، وإعاقته عمليا القدرة على تعظيم المنفعة الاقتصادية من حقوق السحب الخاصة، خصوصا فيظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الدول النامية وأغلب الاقتصادات الناشئة، فلم يكن أمامها سوى الالتماس من الدول الغنية التي تواجه أوضاعا اقتصادية أفضل نسبيا من الاقتصادات الأخـرى، القيام بعملية تحويل طوعية لبعض حقوق السحب الخاصة بها إلى الدول الأكثر احتياجا. من هذا المنطلق ينادي بعض الخبراء، بوجوب إقـراض حقوق السحب الخاصة للدول منخفضة ومتوسطة الدخل دون شروط، مع إيلء الاهتمام لكيفية إنفاقها لما تحصل عليه من حقوق السحب الخاصة. وتبدو الدعوة إلى إعادة تدوير حقوق السحب الخاصة، والتركيز أكثر على الدول متوسطة الدخل منطقية في ضوء أن تلك الدول في المائة من 75 موطن لأكثر من سكان العالم، وأغلب فقراء الكرة في المائة 96 الأرضـيـة، كما أن من الدين الخارجي لجميع الدول النامية باستثناء الصين والهند يقع على كاهل تلك الدول. مع هـذا، فإن الأمـر لا يخلو من اعتراضات لها منطقها أيضا، حيث جزء منها ينصب على فكرة حقوق السحب الخاصة ذاتها، ويرى بعض الاقتصاديين أن حقوق السحب لم تعد في كثير من الأحيان دواء شاف، وأنه يجب ألا تمنح للدولة لمجرد وجـود أزمة اقتصادية فيها أو أنها تعاني نقصا في السيولة، وإنما يجب أن تكون مكافأة للدول التي تمضيقدما في برنامج الإصلح الاقتصادي لدعمها على المضيفي نهجها الإصلحي، أما الدول التي ترجئ الإصلحات المالية فل يجب أن تحصل على مـسـاعـدات غــ مــ وطــة من الصندوق بدعوى المساعدة على تجاوز العاصفة. ويرى خبير مختص في شؤون صندوق النقد الــدولي - فضل عدم ذكر اسمه - في تلك الرؤية شكل من أشكال الوصاية الدولية على الـدول منخفضة ومتوسطة الـدخـل، مشيرا إلى أنــه يوجد شعورا وطنيا غير محبذ لبرامج الإصــاح الاقتصادي بحسبانها شكل من أشكال الهيمنة والتدخل الخارجي مـن قبل المؤسسات المالية الدولية. انحرف عن مساره. 2030 التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة بحلول عام رهانات حول قدرتها على إنعاش الاقتصاد العالمي وإعادته إلى سابق عهده من لندن هشام محمود محللون: حقوق السحب الخاصة تدعم استقرار الاقتصاد الكلي وتلبي الاحتياجات في أوقات الأزمات تمثل ذراعا إضافية لتعزيز قدرات الدولة على الاقتراض مقابل فائدة تقل عن الأسعار السائدة % من السحب يذهب في واقع 60 الأمر إلى الدول الغنية بينما تتلقى «الفقيرة» النسبة الأقل «أوميكرون» يوجه ضربة قاضية إلى القطاع السياحي في جنوب إفريقيا .. تنفس الصعداء لم يكتمل هرع زوار يبدو عليهم القلق إلى مطار جوهانسبرج الـدولي واصطفوا في طوابير طويلة أمام مكاتب السفر، أمل في الحصول عـ مقعد عـ مـن الـرحـات الأخيرة المغادرة إلى دول أغلقت أبوابها أمام القادمين من جنوب إفريقيا. ووجهت المتحورة الجديدة ضربة قاضية إلى القطاع السياحي في جنوب إفريقيا، التي يعاني اقتصادها تداعيات الجائحة، ولم يكتمل تنفس الصعداء الذي بدأته البلد خلل الأشهر القليلة الماضية. وقــطــع عــديــد مــن الـسـيـاح عطلتهم وسارعوا إلى العودة من رحلت السفاري وزيارات الكروم، عندما أعلنت بريطانيا ليل الخميس تعليق جميع الرحلت القادمة من جنوب إفريقيا والدول المجاورة، في اليوم التالي. وحـــذت دول عــدة مـن بينها الـولايـات المتحدة وكندا ودول أوروبـيـة أخــرى حـذو بريطانيا، بسبب القلق من رصـد متحورة جـــديـــدة مـــن كـــورونـــا سميت "أوميكرون" متعددة الطفرات، ما تسبب في تفش العدوى في جنوب إفريقيا. وعند إعـان الحظر كان توبي عاما 24 ريـد البريطاني البالغ الذي يعمل في لندن يقوم برحلة سياحية مع صديقته في جبل تيبل المسطح القمة، في كيب تاون. وقــال لـ"الفرنسية"، "قـرب صباحا نهضنا لنشاهد 5.30 الــــ شروق الشمس، وعند السادسة علمنا أنـه لا تــزال لدينا فرصة للعودة". وبعد ساعات قليلة كان الشاب يقف في طابور لإتمام إجراءات التسجيل للسفر في مطار جوهانسبرج. وتمكن الاثنان من الحصول على آخر مقعدين على مت رحلة إلى فرانكفورت مساء. لكن آخرين لم يحالفهم الحظ كانوا يناقشون الخيارات الأخرى أمام مكاتب بيع التذاكر، وعلى وجوههم علمات الدهشة إزاء الأسـعـار المعروضة ومسارات الرحلت المعقدة. عاما"، 50" وقال كريستيان جود "كان الأجـدى منح مهلة أطول". وكان الرجل عائدا إلى ديفون عن طريق فرانكفورت مع شريكه بعد تمضية عطلة على الشاطئ. وبمحض الصدفة كان الرجلن قد خططا للعودة على مت تلك الرحلة، أي أنهما سيصلن إلى ديارهما قبل بدء فرضحجر إلزامي في فـنـادق ال ـي ـوم، وهــو شرط لدخول مواطنين عائدين من دول مصنفة على "اللئحة الحمراء". وقـال صديقه ديفيد: "حامل جـــوازي الـسـفـر، المـسـألـة غير منطقية، ستكون هناك دائمـا متحورات جديدة"، وأضـاف أن "جنوب إفريقيا رصدت المتحورة، لكنها ربمـــا تنتشر في أنـحـاء العالم". وسجلت إصـابـات بالمتحورة من الفيروس حتى الآن في بلجيكا وبوتسوانا وهونج كونج. وفي المطار كانت الإشــارات الـحـمـراء عـ قـائمـة الـرحـات المـغـادرة، تعلن إلغاء الطيران المتجه إلى لندن، ولم يكن مصير المحطات الأخرى محسوما بعد. وتم إرجاء رحلة لشركة "كي إل إم" إلى أمستردام لعدة ساعات، بعد أن طلب من الركاب بشكل مفاجئ إبراز فحص نتيجته سلبية، لكوفيد. وقــدمــت فــحــوص "تـفـاعـل البوليمراز المتسلسل"، "بي سي آر" تخرج نتيجتها في ساعتين، 52 دولارا بدلا من 86 لكن بتكلفة دولارا، التسعيرة المبدئية لفحص ساعة. 12 تتطلب نتيجته نحو وأبلغ بعض المسافرين ممن يحملون جوازات سفر دولة جنوب إفريقيا، بأنه لن يسمح لهم بالسفر إلى أوروبا. في وقت سابق، كان عدد من المسافرين يحومون قرب مكتب مقفل لشركة "إير فرانس"، لمعرفة إذا ما كانت رحلة مقررة مساء إلى باريس ستقلع وفقا للجدول، بعد ساعات على إعلن فرنسا من جانبها تعليق السفر. من بين هؤلاء البريطانية روث عاما" المقيمةفيجنوب 25" براون إفريقيا، وكانت تعتزم العودة الأسبوع المقبل إلى ديارها للمرة .2019 الأولى منذ وأبقت بريطانيا جنوب إفريقيا على قائمتها الحمراء حتى مطلع تشرين الأول (أكـتـوبـر)، أي أن عديدا من مواطنيها لم يتمكنوا من العودة منذ تفشالوباء بسبب تكلفة الحجر الباهظة في الفنادق. وفتحت أمامهم نافذة صغيرة للسفر قبل إعادة فرض الإجراءات. وقـالـت بـــراون: "سئمنا هذا الـوضـع"، وكـانـت هـذه الشابة قد أمضت الصباح على الهاتف، محاولة تغيير رحلتها، وأضافت "يبدو أن هذه الرحلة ممتلئة، لكننا ما زلنا نحاول معرفة إمكانية توافر مقاعد". وفي نهاية الطابور كانت إيلكه هان تنتظر حاملة طفل، وسافرت إلى جنوب إفريقيا لتبني طفل، ومتشوقة للعودة إلى ديارها في أستراليا. وأوراق الطفل كانت صالحة فقط لرحلة معينة قبل أن يتغير مسارها، وقالت: "سنضطر إلى التوجه على مت رحلة أخرى، لكن لا أعلم كيف سينجح الأمر". «الفرنسية» مسافرون عند مكتب تسجيل الوصول في مطار أو آر تامبو الدولي خلال محاولات لمغادرة البلاد. السياح يسارعون إلى مطار جوهانسبرج مع تعليق الرحلات من الرياض «الاقتصادية» أسواق وأرقام

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=