aleqt (10217) 2021/09/28

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية قبل عقد مـن الــزمــان، وقف تافيت هينريكوس وكريستو كارمان أمــام مستثمرين محتملين في "سيدكامب"، وهي شركة ناشئة في لندن، وأضرمـا النار في ورقة من جنيها استرلينيا. 50 فئة كـان رائــدا الأعــال يأملان في لفت الأنظار إلى الأموال المهدورة في رسوم التحويلات الخارجية، وميزة التكلفة لخدمتهم الجديدة، ترانسفير وايز، التي يتم الترويج لها على أنها "منصة سكايب لتبادل العملات". لكن صورة حرق الأموال بشكل عشوائي كانت استعارة مناسبة لما كان يعتقده معظم المستثمرين البريطانيين، في ذلك الوقت، حول آفاق الشركات الناشئة في المملكة المتحدة. يقول هينريكوس، الـذي أعاد تسمية شركته إلى "وايـز": "كانت الشركات الناشئة لا تزال شيئا غريبا للغاية. عندما بدأنا شركة وايز كان علينا جمع (معظم) أموالنا من الـولايـات المتحدة لأنـه لم يكن هناك أحد سيستثمر في أوروبا". قبل أسابيع، تجاوزت شركة أبل شركة إكسون موبيل لتصبح الشركة الأكثر قيمة في أمريكا. في غضون ذلـك، كانت بريطانيا قد أنشأت مجموعة 12 أقل من 2010 بحلول تكنولوجية تقدر قيمتها بأكثر من مليار جنيه استرليني. تشير تعليقات من أحـد أبرز مستثمري التكنولوجيا في بريطانيا إلى أنه لم يحدث تغيير يذكر. هذا الصيف، أعـرب الرئيس المنتهية رئاسته لـ"بيلي جيفورد" – شركة إدارة الأمــوال الاسكتلندية التي وضعت رهانات مبكرة على أمازون، وفيسبوك، وتسلا – عن أسفه لأن المملكة المتحدة لم تحقق نجاحا عالميا كبيرا على مستوى شركات وادي السيليكون التي تبلغ قيمتها تريليون دولار، أو تنافس أمثال شركة تينسنت وشركة علي بابا في الصين. جيمس أنـــدرســـون، المدير المشترك للصندوق الاسكتلندي للاستثمر في الـرهـن العقاري التابع لشركة بيلي جيفورد، سأل "فاينانشيال تايمز" في حزيران (يونيو): "لماذا لم ننشئ أيشركات عملاقة؟ يبدو لي أن لدينا مشكلة حقيقة هنا". مـــع ذلــــك، خـــ ل الأعــــوام العشرة بين إضرام النار في أموال شركـة ترانسفير وايـز وتعليقات أنــدرســون، كانت هناك زيــادة بمقدار عـ ة أضعاف في عدد "الشركات الضخمة" في المملكة المتحدة – وهي شركات ناشئة تبلغ قيمتها أكثر من مليار جنيه استرليني – بينم قفز رأس المال المستثمر في شركات التكنولوجيا البريطانية مليار يورو 13 من مليار يورو إلى سنويا خلال الفترة نفسها، وفقا لأرقام جمعتها شركة لوكال جلوب للاستثمر. يقول هينريكوس، الـذي قاد شركة وايز إلى إدراج مباشر بقيمة تسعة مليارات جنيه استرليني في بورصة لندن هذا الصيف: "لقد انقلب الوضع رأسا على عقب بشكل جـذري. لقد تجاوزنا الــذروة في وادي السيليكون الآن". تشير مقابلات مع عشرات من مؤسسي الشركات الأكثر نجاحا في المملكة المتحدة إلى أن مشاعر إحباط أندرسون منتشرة على نطاق واسع، لكن كذلك الأمر بالنسبة إلى تفاؤل هينريكوس. يــقــول جـيـمـس دايـــســـون، المخترع المؤسس لشركة الأجهزة والتكنولوجيا التي تحمل اسمه: "الثقافة البريطانية لا تحتفي برواد الأعمل". يعارض توم بلومفيلد، الشريك المؤسس لبنك مونزو الرقمي، ذلك قائلا إن بيئة المؤسسين "يتعذر تمييزها تقريبا" اليوم، مقارنة بالفترة التي بـدأ فيها تأسيس الـ كـات منذ أكـ من عقد من الزمان. يقول: "الأمـر آخذ في التحول إلى حلقة إيجابية مثمرة. كلم زادت نجاحاتك استطعت تحقيق النجاح التالي"، مضيفا "نفذت استثمرا هـذا العام. هناك 18 شبكة قوية حقا من المستثمرين الملاك الذين يستثمرون أموالهم في شركات جديدة لمساعدتها على الانطلاق (...) بينم لم يكن ذلك موجودا قبل عشرة أعوام". نجح العامان الماضيان، على وجه الخصوص، في التخلص من العقبات التي واجهت الشركات التي تعمل من خلال الإنترنت. وفقا لشركة بيتش بوك للبيانات، شهدت الــ كــات المـدعـومـة بـرأسـال مـغـامـر في المملكة المتحدة "عمليات انـسـحـاب" – تتضمن عمليات الاستحواذ والإدراج في 20.7 أسـواق الأسهم – بإجملي مليار يورو في النصف الأول من ، متجاوزة بذلك كل المجاميع 2021 السنوية السابقة. قالتشركة بيتش بوك للبيانات، إن الاستثمر في المشاريع في المملكة المتحدة وإيرلندا تجاوز عشرة مليارات يورو ، ووصـل إلى 2018 لأول مرة في مليار يـورو حتى الآن هذا 14.6 العام – وهو ما يضاهي بالفعل بأكمله. 2020 إجملي الـصـعـود الـريـع للشركات البريطانية الخاصة مثل شركة ريـفـولـوت، وهــي مــرف رقمي أُسس قبل ستة أعوام بلغت قيمته مليار دولار في تموز (يوليو)، 33 وشركة هوبين، وهي شركة ناشئة في مجال الفعاليات الافتراضية أُسست قبل عامين وبلغت قيمتها مليار دولار في آب 7.8 السوقية (أغسطس)، يدل على أنه يتم بناء شركات قيمة ذات مستوى عالمي بسعة أكبر من أي وقت مضىفي المملكة المتحدة. عام تحويلي بالنسبة إلىكثيرمن رواد الأعمل المقيمين في المملكة المتحدة، هو الوقت الذي بدأت 2014 كان به الأمور تتغير بالفعل. في بداية العام استحوذت "جوجل" على شركة ديب مايند للذكاء الاصطناعي مليون دولار، وهي 500 مقابل الأحـدث في سلسلة من الشركات البريطانية الواعدة التي تم فقدانها في وقت مبكر من تطورها لمصلحة شركة تكنولوجيا أمريكية عملاقة. لكن مع نهاية الـعـام، كانت المملكة المتحدة قد بـدأت برد الضربات. حصل كارمان، من شركة وايز، على استثمر كبير من شركة أندريسن هورويتز – وبشكل غير معتاد حينها، لم ينتقل إلى وادي السيليكون نتيجة لذلك. بل طلب من المستثمر بن هورويتز القدوم إلى لندن لحضور اجتمعات مجلس الإدارة. قال هينريكوس من شركة وايز: "حاولنا جمع الأمــوال من شركة أندريسن في وقت سابق، وكانوا على استعداد لتمويلنا، لكن بشرط واحـــد: كـان علينا الانتقال إلى كاليفورنيا. أخبرناهم أن هذا أمر غير منطقي – لدينا شركة تعمل في أوروبا، لماذا عسانا نتخلى عن هذا؟ وقد عدنا بعد عامين، كانت صفقة سريعة للغاية للحصول على موافقتهم – لقد كانوا وكأنهم متأسفون إلى حد ما". في مـانـشـسـ ، تمـكـن مـات مولدينج، هـو مؤسس ذا هت للتجزئة The Hut Group جروب عبر الإنترنت، من جمع أول تمويل مؤسسيخاص به من خلال استثمر منشركة بلاك روك بعد ستة أعوام من المحاولة. في لندن بدأ نيكولاي ستورونسكي، مصفي سابق في "ليمن"، ببناء ما سيصبح شركة ريـفـولـوت، وأسـسـت آن بـودن مصف ستيرلينج الرقمي، وأجرى تطبيق ديليفيرو لتوصيل الأطعمة جولته التمويلية الأولى. بعد سبعة أعـــوام، أصبحت ريفولوت الشركة التكنولوجية الخاصة الأكثر قيمة على الإطلاق 33 في المملكة المتحدة بقيمة مليار دولار، بينم حصل كل من "ذا هوت جـروب"، وشركة وايز، وتطبيق ديليفيرو على مليارات الجنيهات الاسترلينية من عمليات إدراجها في أسواق الأسهم. ويأمل مصف ستيرلينج أن يحذو حذوها في الـعـام المقبل، إلى جانب عمليات اكتتاب عام أولي محتملة أخرى تتضمنشركة جوستو الناشئة لتقديم الوجبات الغذائية ومصف أتـــوم، وقــد انطلق كلاهم في الوقت نفسه تقريبا. يقول مولدينج، الــذي تبلغ مليار جنيه 7.6 قيمة شركته الآن عاما حاسم". 2014 استرليني: "كان كـــان عــ رواد الأعــــال في المملكة المتحدة لأعـوام عديدة جمع الأموال معا لبدء عمل تجاري. يتذكر مولدينج أنـه اضطر إلى استخدام جزء كبير من مكافأته وعديد من عمليات إعـادة الرهن العقاري لاستمرار عمل "ذا هت . كان هذا بعد 2004 جروب" في عدة أعوام من بدء جون روبرتس لبيع الإلكترونيات AO لشركة أيه أو بالتجزئة عبر الإنترنت في بولتون المجاورة، على أساس رهان بقيمة جنيه استرليني واحد. أنشأ مايك لينششركة أوتونومي للبرمجيات بقرض حجمه ألفا جنيه استرليني من رجل "غريب الأطوار" في حانة. واستخدم الملياردير 50 ، مايكل سبنس، مؤسس إيكاب ألف جنيه استرليني نقدا من ماله ومن مكافآت لثلاثة من أصدقائه .1986 في يقول تشارلي جرين، المؤسس المشارك لشركة ذا أوفيس جروب لـتـزويـد المـكـاتـب المـرنـة التي بمكتب صغير 2004 بــدأت في في إيسلينجتون لكنها تشغل الآن مبنى، مدعومة من مجموعة 53 بلاكستون: "شعرنا كثيرا أننا وحدنا تماما. لقد ركزنا فقط على ما كنا نقوم به. لكن يستطيع المؤسسون الآن رؤيـة نقطة نهاية يتوجهون نحوها، سواء كانت جولة التمويل التالية أو اكتتاب عام أولي". عندما كانت ميشيل يوه تجمع لشركتها الناشئة 2008 الأموال في سونج كيك، استغرق الأمـر عدة أشهر لتجمع أقل من مليون دولار، على الرغم من الضجة حول موقع تتبع الحفلات الموسيقية الذي يوجد مقره في دوار السيليكون والذي حصل على تمويل من شركة واي كومبيناتور الأمريكية المرموقة التي تسع نمو الشركات الناشئة وتوسعها. هذا العام، وعلى الرغم من 2.7 ذلـك، تمكنت يـوه من جمع مليون دولار في جولة "المرحلة الأولـــيـــة، مــا قـبـل التأسيس" لمشروعها الجديد، منصة سوبر كريتيكال لتتبع الكربون وإزالته، خلال شهر واحد فقط. تقول يوه كان من الممكن أن يتم الأمر بسعة أكبر، لكنها أرادت التأكد من أن نصف مستثمريها كانوا من النساء، اللواتي ما زال تمثيلهن منخفضا بين رواد الأعمل في مجال التكنولوجيا وداعميهم. يقول مؤسسون إن التكنولوجيا أصبحت ذات أهمية قصوى في الوقت الذي تضاءلت فيه أهمية الموقع الجغرافي. هناك كثير من الأموال المتاحة أكثر من ذي قبل للسمح للشركات بالبقاء والنمو في المملكة المتحدة. "كان السبب في بيع الشركات سابقا هو أنه لم يكن من السهل أو الممكن جمع المبالغ الكبيرة من رأس المال التي كانت مطلوبة حقا لبناء هذه الـ كـات"، كم يقول نايجل تـون، المؤسس المشارك ورئيس شركة جراف كور لتطوير الرقائق في بريستول، التي جمعت مليون دولار خلال الأعوام 700 الخمسة الماضية، ما منحها القوة النارية لمواجهة منافساتها في وادي السيليكون، مثلشركة نفيديا. التدفق المفاجئ لـرأس المال الخاص يمكن المزيد من الشركات من البقاء كيانات خاصة لفترة أطـول وتوسيع نطاق عملياتها، وفقا لتيمو بولدت، مؤسس شركة جوستو لتقديم الوجبات الغذائية. "لطالما أردنــا أن نكون شركة كبيرة للغاية على مدار فترة زمنية طويلة جدا. لا أستطيع التفكير في سبب واحد لعدم قدرتنا على بناء شركة ممثلة لجوجل أو أمـازون هنا – بالتأكيد لدينا طموحات. لقد تغيرت الرغبة في المخاطرة بشكل إيـجـابي خــ ل الأعـــوام العشرة الماضية". أسئلة عن الثقافة ريــكــاردو زكـــوني، المؤسس المشارك لشركة كينج، مبتكرة لعبة الفيديو كاندي كراش، جادل بأن الحجم الهائل للسوق المحلية الأمريكية مستمر في توفير قوة دفع كبيرة للشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها. "إذا كنت تـرغـب في إنشاء مثيل لجوجل، لديك خيار البدء في المملكة المتحدة لكن ذلك لن يساعدك أبـدا على بناء شركة عالمية"، هـذا مـا قاله زكـوني، الـذي نقل شركة كينج من مقرها في المملكة المتحدة إلى أوروبـا قـبـل أن ينتقل إلى مـواجـهـة المنافسات الأمريكيات على أرضها وبين جمهورها وبيعها أخيرا إلى .2016 "أكتيفيجين بليزارد" في لا تـزال الشركات الناشئة في المملكة المتحدة تباع لشركات أمريكية أكبر بصورة منتظمة نوعا ما. من الأمثلة على ذلك هذا العام شراء شركـة سناب لشركة وايـف أوبتيكس لصناعة النظارات الذكية، وشراء" إتـــ " لـسـوق ديبوب للملابس المستعملة. وفقا لسبنس، مؤسس شركة إيكاب، تتمتع المملكة المتحدة بتاريخ طويل جنى فيه المبتكرون ورجــــال الأعــــال الأمـــــوال من التمويل، والـعـقـارات، والسلع والبيع بالتجزئة. لكنهم غالبا ما واجهوا شكوكا، بدلا من معاملة المــشــاهــ الــتــي يـحـظـى بها المؤسسون في الولايات المتحدة مثل إيلون ماسك. سبنس، الذي يستثمر الآن أكثر من مليار جنيه استرليني من أمواله الخاصة بصورة شخصية فيشركات مثل سوبرديليكتريكس، وأيه جي بيل، وسيإم إي، يقول إن الظروف تحسنت بشكل كبير في العقدين الماضيين لكن لا يزال أمام المملكة المتحدة "طريق طويل لتقطعه" ومن المرجح أنها ستبدي اهتممها بـ"شركة موسيقية متوسطة" أكثر من رائد أعمل محلي. إن الذين يخترقون الوعي العام يميلون إلى أن يكونوا مروجين لأنفسهم متحمسين أكــ من كونهم ثوريين في مجال الأعمل. كم يقول جون كوليسون، الشريك المؤسس لشركة سترايب، وهي شركة مدفوعات لها مقران في كل من وادي السيليكون ودبلن: "أعتقد حقا أنه قد يكون هناك شيء ما يتعلق بالثقافة عندما يكون لدى الولايات المتحدة ستيف جوبز، المملكة المتحدة لديها ريتشارد برانسون". يخشى آخـرون من أن المملكة المتحدة لا يــزال لديها شكوك راسخة حول مسألة النجاح. يشير رواد أعمل مثل روبرتس ومارتن سوريل من "أيه أوه"، اللذين تركا "دبيلو بي بي"، وهي المجموعة الإعـ نـيـة الـتـي أنـشـأهـا، بعد فضيحة، إلى "متلازمة الخشخاش الطويل" - حيث يتم صنع رجال الأعــال الناجحين ليتم بعدها طرحهم أرضا. لكنهم يتفقان أيضا على أن نظرة المملكة المتحدة إلى ريادة الأعمل قد تغيرت بشكل كبير، مع إبداء قدر أكبر من الاحترام لكثير من الشركات التي بـرزت من بين صفوف الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، على وجه الخصوص. يقول تون، من جرافكور: "خلال الأعـوام العشرة الماضية، قامت المملكة المتحدة بعمل رائع في تشجيع الناس، وتغير الموقف السائد تماما تجاه رواد الأعمل. أصبحت مقبولة الآن باعتبارها مهنة، وهذا تغيير رائع". مع ذلك، لا يزال رواد الأعمل البريطانيون الـذيـن نجحوا في أمريكا يرون مزايا أكثر في الولايات المتحدة. ويـل مـارشـال، رئيس شركة بلانيت لابز للتصوير بالأقمر الاصطناعية التي يوجد مقرها في سان فرانسيسكو، وهو في الأصل من تونبريدج ويلز، يقول: "إنني حقا أقدر السلوك الإيجابي هنا". أضاف: "بسبب ذلك السلوك، تنهمر الأفكار"، مشيرا إلى ميل كثير من أصحاب المليارات في وادي السيليكون إلى أخذ زمام المبادرة في دعم الجيل القادم من تاركي الدراسة في جامعة ستانفورد. قال: "الأمر ليس بكثرة رأس المال، بل باستعداد الناس لتقديمه". لكن مارشال يعتقد أيضا أن يعمل على "تكافؤ 19 - كوفيد الفرص". يوافق بلومفيلد، من مونزو، على ذلك قائلا: "أعتقد أن وادي السيليكون بدأ يفقد جاذبيته نوعا ما، خاصة مع كوفيد وعمل كثير من الأشخاص عن بعد". ومع أن قليلا من المدن العالمية يمكن أن تضاهي سان فرانسيسكو من حيث المواهب في مجال التكنولوجيا، إلا أنـه بـات مـن المكلف بشكل متزايد بالنسبة إلى الشركات الناشئة أن توظف أفضل المهندسين - وبالنسبة إلى بعضهم أصبحت المدينة مكانا أقل جاذبية للعيش فيه. يشير بعض المستثمرين ورجال الأعــال الأكــ تفاؤلا بالمملكة المتحدة إلى "هجرة عكسية لذوي الكفاءة" مع عودة مديرين تنفيذيين بريطانيين من وادي السيليكون. هــذا الأمـــر صحيح، خـاصـة في مجال التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية. بحسب كوليسون، من شركة سترايب: "النظام البيئي للتكنولوجيا المالية في بريطانيا هو الأكثر إثارة للاهتمم في العالم"، مضيفا: "هــذا مثال على فضاء يشهد تحولا مطلقا". يشعر كثير مـن المؤسسين بالقلق من أن بريكست سيفسد هـذا التحول. يقول زكــوني من شركة كينج: "الخطر المحدق بنا الآن هو أن تقوم منصات كبيرة مثل ’جوجل‘ و’أبـل‘ و’فيسبوك‘ بنقل مقارها (التشغيلية) الحقيقية من المملكة المتحدة إلى أوروبا القارية لخدمة تلك السوق بشكل أفضل، ثم تصبح هذه الأسواق أكثر أهمية تدريجيا". في حين تعد شركات التكنولوجيا الكبرى مصدرا للمنافسة، فهي أيضا مصدر حيوي للشركات المحلية الناشئة من أجل التدريب واكتشاف المواهب. إحـــــدى عـــ مـــات الـتـقـدم في المملكة المتحدة هي رغبة مستثمري رأس المــال المغامر والمستثمرين المــ ك في دعم الشركات الناشئة في مجال العلوم والرعاية الصحية المتمركزة حول جامعتي أكسفورد وكامبريدج، مدعومة بالبرامج الحكومية التي جعلت الاستثمر في الشركات الناشئة أكـ كفاءة من الناحية الضريبية. لكن دايسون يثير قلقا شائعا عندما يشير إلى أن الإنـجـازات البحثية لم تـ جـم دائمـــا إلى شركـــات نـاجـحـة. قـــال: "تمتلك بريطانيا جامعات عظيمة تمنحنا ميزة كبيرة في توليد المعرفة مقارنة بالاقتصادات المنافسة، لكننا بحاجة إلى أن نكون أفضل بكثير في تسويق هـذه الأفكار بشكل سريــع وفـهـم المنافسة الدولية الشرسة التي تواجهنا". لا يـزال الإنفاق البريطاني على البحثوالتطوير مصدر قلق أيضا. في ، بلغ إجملي الاستثمرات 2019 عام الـخـاصـة والـعـامـة في المملكة مليار جنيه استرليني، 38.5 المتحدة وفقا لأحدث الأرقـام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية. بينم كان إنفاق ألمانيا أكثر مرتين ونصف، وفي الولايات المتحدة، استثمرت "أبل" و"ألفابيت" وحدهم ما يعادل إجــالي إنفاق المملكة المتحدة تقريبا، حيث بلغ مجموع إنفاقهم مليار دولار في العام 50 معا الماضي. تهدف حكومة المملكة المتحدة إلى معالجة هـذه الفجوة: في الشهر الماضي، صدق وزراء على خطط لـزيـادة الاستثمر العام السنوي في البحث والتطوير إلى مليار جنيه استرليني وإجراء 22 مراجعة مستقلة لتقييم البحث والتطوير والابتكار في جميع أنحاء المملكة المتحدة باعتبارها جزءا من استراتيجية الابتكار التي تقيمها من عشر نقاط. غالبا مـا تتم مقارنة المناخ التنظيمي الــ يــطــاني بشكل مجحف مع الـولايـات المتحدة. يقول سايمون بيكهام، الرئيس التنفيذي لشركة ميلروز إنداستريز، وأحد مؤسسي مجموعة الاستثمر الصناعي: "بشكل عـام، اللوائح الضريبية والتنظيمت الأخـرى باتت أكـ تعقيدا وتفترض أن الأشخاص يرتكبون الأخطاء بدلا من افتراضها أنهم يحاولون فعل الـيء الصحيح. هـذه الحواجز تثبط رواد الأعمل وتقيدهم". يعتقد مولدينج، من "ذا هَوت جــــروب"، أن أفـضـل مــا يمكن للسياسيين فعله هو عدم التدخل. قـال: "أكـ دور يمكن أن تلعبه الحكومة هو أن تكف يديها قدر الإمكان. ليسهناك عوائق - وفرصة هذه الشركات للصعود إلى الساحة العالمية هائلة". فوتسي مقابل ناسداك أحــد المــجــالات الـتـي يرحب معظم رواد الأعـــال ترحيبا حارا بالتدخل الحكومي فيها هو المساعدة في إصلاح نظام الإدراج في بورصة في لندن. "إذا أردنا أن تكون لدينا شركات على شاكلة جوجل في المملكة المتحدة، علينا أن ندرجها في بورصة لندن"، كم يقول لينش، الذي أعرب عن أسفه لبيعه شركة أوتـونـومـي لـ كـة إتــش بي في ، لكنه أضاف أن المستثمرين 2011 البريطانيين لم يكونوا ليرفضوا في المائة التي قدمتها 79 أبدا علاوة مجموعة التكنولوجيا الأمريكية. "إذا تمكنا مـن إصــ ح ذلـك، فسيتم إدراج هـذه الـ كـات، وسـيـكـون بعضها جـيـدا جـدا، وستصبح كبيرة جـدا"، كم يقول لينش، الــذي تـم إدراج أحـدث شركـاتـه، مجموعة دارك تريس للدفاع السيبراني القائمة على الـذكـاء الاصطناعي، في نيسان (أبريل) وتبلغ قيمتها الآن خمسة مليارات جنيه استرليني. "يمكنك بالتأكيد بناء شركة كبيرة جدا في المملكة المتحدة. وهذا لم يكن واضحا في الماضي". يتهم عديد من رواد الأعمل المستثمرين البريطانيين بأنهم يـفـكـرون عـ المـــدى القصير، ويرفضون تحمل الخسائر قصيرة الأجـل مقابل نمو طويل الأجـل. يقول أليكس تشيسترمان، الرئيس التنفيذي لشركة كازو، التي اختارت طرح أسهمها للاكتتاب العام عن طريق شركة شيك على بياض في الولايات المتحدة بدلا من الاكتتاب العام الأولي في بورصة لندن: "كـــان لــدى بعض المستثمرين تاريخيا رد فعل تحسسي تجاه الخسارة في هذا البلد". يوافق مولدينج على أنه حسب الوضع الراهن "فروق التقييم هائلة في السوق (...) الكثير من المال موجود في الولايات المتحدة". التفاؤل بتأسيس شركات بريطانية منافسة لمجموعات التكنولوجيا الكبرى في وادي السيليكون أعلى من أي وقت مضى، لكن الشكوك حول الثقافة وأسواق رأس المال لا تزال قائمة. سؤال يشغل البريطانيين .. لماذا ليست لدينا شركات تكنولوجيا عملاقة؟ جامعة أكسفورد مركز جذب لأصحاب رأس المال المغامر والمستثمرين الراغبين في دعم الشركات الناشئة في مجال العلوم والرعاية الصحية. دانيل توماس وتيم برادشو من لندن ونيكولاس ميغاو مخاوف من نقل عمالقة التكنولوجيا مقارهم التشغيلية من المملكة المتحدة إلى أوروبا القارية لخدمة تلك السوق بشكل أفضل كثير من أصحاب المليارات في وادي السيليكون يأخذون زمام المبادرة لدعم الجيل التالي من تاركي الدراسة في ستانفورد السير جيمس دايسون 13 NO. 10214 ، العدد 2021 سبتمبر 28 هـ، الموافق 1443 صفر 21 الثلاثاء

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=