aleqt: 23-9-2021 (10209)
NO. 10209 ، العدد 2021 سبتمبر 23 هـ، الموافق 1443 صفر 16 الخميس وفي كل الأحوال، لا يمكن ورود جميع الـنـاس عليها في وقـت واحــد، بل يكون الورود فرقة فرقة، وهذا أمر يستغرق وقتا، بل إن أحوال الطقس كالحر الشديد والبرد الشديد، لها تأثيرها في سير الرحلة، فمثلا الحطب الذي ك ـان يستخدم في الطهي والتدفئة آنـــذاك لم يكن يتوافر في كل مكان، ولذا فـإن تحديد مكان المبيت يعتمد على توافره، خاصة في فصل الشتاء. ومن الصعوبات، أنه ربما انتاب الطريق أمطار غزيرة وسيول متدفقة تعترض أكثر أجزاء الطريق وتجبر القافلة على التوقف عدة أيـام. وأما حين تعبر السيارات بطون الأودية أو كثبان الرمال، فإن المعاناة تكون مضاعفة، إذ إن معظم السيارات تنغرز في الرمال فلا تستطيع السير ولا الانـفـكـاك إلا بالسحب بالحبال أو الـدفـع بالأيدي ووضــــع "الــــصــــاج" تحت إطاراتها فينزل جميع الركاب وينشغلوا بمحاولات متكررة لإخـراجـهـا، وذلــك ديدنهم حتى يتجاوزوها، وكان الملك بإنسانيته العظيمة وأخلاقه الكريمة كلما رأى سيارة من سيارات الموكب عالقة في رمل أو راسبة في واد أو متعطلة لسبب فني، أوقف سيارته حتى يتم إخراجها أو إصلاحها. مدة الرحلات نــ حــظ أن أقــــل مــدة استغرقتها رحــ ت الملك عبدالعزيز المباشرة بين نجد والحجاز هي يومان، وذلك ، والتي كانت 1943 في عام مـن نجد إلى الحجاز، أما يوما 14 أطـول مدة فكانت ، والتي 1937 في الرحلة عام كانت من الحجاز إلى نجد، ومـا بينهما نلاحظ أن أربع رحلات استغرق كل منها ثلاثة أيام، وأربع رحلات استغرق كل منها أربعة أيام، وست رحـــ ت استغرق كـل منها خمسة أيـام، وثلاث رحلات استغرق كل منها ستة أيام، ورحلتين استغرق كل منهما سبعة أي ـام، وثـ ث رحلات تمـت كـل منها في ثمانية أيام، وثلاث رحلات تمت كل منها في عشرة أيام، وثلاث يوما لكل منها، 12 رحلاتفي يوما، 13 ورحلة واحدة في مع استثناء رحلتين لم تكن بطريق مباشر، مثل رحلة عام التي استغرقت نحو 1928 1929 يوما، ورحلة عام 30 بحكم أن الملك في الرحلتين خرج من الرياض لتأدية بعض المهام السياسية والعسكرية أولا ثم توجه إلى الحجاز بعد إنهائها. ويمكننا القول بعد هذا الاسـت ـع ـراض إن متوسط الزمن الـذي يقضيه الملك عبدالعزيز في رحلاته على السيارات بين نجد والحجاز عموما نحو سبعة أيام، على أنه غالبا ما يقطعها فيخمسة أيام أو أقل. تقاليد الوداع والاستقبال مــن التقاليد العربية الأصـيـلـة المرتبطة بهذه الــرحــ ت مـراسـم الـــوداع والاستقبال للملك عبدالعزيز في نجد والـحـجـاز، والتي تـــشـــ ك في المــظــاهــر المعنوية، لكنها تختلف وتتمايز المظاهر المادية، إذ تتسم مـراسـم توديع الملك عبدالعزيز في الرياض عند المـغـادرة إلى الحجاز أو غـ ه بالبساطة وعـدم وجـود أي إجــراءات رسمية أو ب ـروت ـوك ـولات عصرية، لكن كان وداع الملك لوالده الإمــام عبدالرحمن - قبل وفاته - ابتغاء لدعائه وطلبا لرضائه وتقبلا لوصاياه، من الأولويات التي يحرص عليها الملك عبدالعزيز، بل كان يؤجل سفره إذا لاحظ طارئا عـ صحة والـــده وينتظر أياما يراقب فيها صحته حتى يأذن الله بالشفاء، ثم يسافر .1928 كما حـدث في عـام والغريب أنه كان يخالج الملك عبدالعزيز شعور بالخوففي تلك الأثناء أن يكون هذا الــوداع الأخـ ، فكان يقبل يـدي والــده ويسأله: "هل أنـت راض عني؟"، فيجيبه الإمام: "لا شك"، ثم يقبل على يديه ويقبلهما مرة أخرى ويسأله: "والــدي هل أنت عني راض؟"، فيجيبه: "لا شـك في ذلـــك"، ومــا زال يكرر السؤال ووالده يجيبه حتى شفى نفسه، وكان ذلك الاجتماع آخر اجتماع له بأبيه، إذ وصله خبر وفاته وهو في مكة المكرمة. وبشكل عــام، كـان علية القومفي الرياض يقبلون على قصر الملك قبيل سفره بقليل فيقابلهم في بهو القصر بكل تلقائية ليسمعوا من الملك بعض الأحاديث المصحوبة بـــروح المـــودة والـعـطـف - والتي تزيد الأفئدة تعلقا به وحبا له - ثم يودعه الناس ويركب سيارته فيسير موكبه في طريقه، بينما تسير في ركابه سيارات المودعين من الأمـــراء وكبار المقيمين في الرياض ويكون على رأسهم عادة الأمير سعود، أكبر أنجال الملك، فيواصلون السير في ركاب الملك مشيعين له تقديرا وتبجيلا إلى إحـدى محطات الطريق الأقـــرب فيودعونه هناك، ولكن ربما سـاروا مع الملك إلى محطة أبعد لغاية معينة. ولكننا في مرحلة لاحقة نلاحظ أن مراسم التوديع في الـريـاض بــدأت في عام تتخذ بعض الإجراءات 1936 والــ وتــوكــولات الـتـي كان يقتصر العمل بها سابقا في الحجاز، إذ تشير المصادر إلى أن مـغـادرة ركـب الملك عبدالعزيز الرياض تمت في حفل مهيب وودع وداعا حافلا واصـطـفـت ثلة مـن الجند لتأدية التحية للملك، ومع ذلك ظلت البساطة هي السمة الغالبة على برنامج وداع الملك عبدالعزيز في الرياض. الالتقاء بالملك في الطريق نــجــد أن تـلـقـي المـلـك عبدالعزيز واستقباله في الطريق قبل وصوله بمسافة قد كيلو مترا أو 150 تصل إلى نحو أكثر، من التقاليد العريقة التي يحرص عليها الجميع، فيقوم بذلك أهل الحجاز عندما يتوجه إليهم كما يقوم به أهل نجد عندما يتوجه إليهم. إذ إننا نجد أن الأمير فيصل بن عبدالعزيز نائب الملك في الحجاز وبمعيته بعض موظفي الحكومة والأهـلـ يكونون دائما في انتظار ركاب الملك في عشيرة التي تبعد عن مكة كيلو مـ ا، إذ كان 150 نحو النائب الـعـام يأمر بإعداد مخيم كـبـ هـنـاك لتأمين راحــة الملك، ومـن معه من الأمراء والأسرة المالكة، ويتم استقباله هناك على الرحب والـسـعـة وتـقـديـم واجــب الضيافة الذي يليق بمقامه، وربمـا ألقيت بعض القصائد والـكـلـ ت، والاستقبال في عشيرة من الترتيبات الراسخة التي لا يتم التخلي عنها حتى لو كان النائب العام في مهمة خـارج الـبـ د، باستثناء عام ، إذ نلاحظ أن النائب 1937 في الشتاء والصيف .. في السلم والحرب .. لا تنقطع المسيرة يوما. 14 أطول رحلة من نجد إلى الحجاز استغرقت كان أهل الحجاز ونجد يستقبلونه كيلو 150 عند قدومه في أماكن تبعد مترا عن بلادهم فرضت ظروف الحرب انقطاع المواصلات وانحسار استيراد السيارات وقطع غيارها كان تحديد مكان المبيت يعتمد على توافره، خاصة في فصل الشتاء. 7
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=