aleqt: 23-9-2021 (10209)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية 33 NO. 10209 ، العدد 2021 سبتمبر 23 هـ، الموافق 1443 صفر 16 الخميس لا يعرف بـول دابــروا إذا كان من غير القانوني تعديل الجعة وراثيا في المنزل بطريقة تجعلها متوهجة. تتضمن العملية أخذ معلومات الحمض الـنـووي من قنديل البحر وتطبيقها على خلايا الخميرة، ثـم باستخدام طرق التخمير التقليدية لتحويلها إلى كحول. لكنه يشعر بالقلق من أن تكون هذه العملية مخالفة للقانون لأنها تنطوي على تلاعب بالجينات. يقول دابــروا: "قد تكون هذه الأشياء خطرة إذا كانت في اليد الخطأ، لهذا قمت بذلك في أحد المختبرات المعتمدة"، مضيفا أنه هو نفسه لم يصل إلى أبعد من جعل خلايا الخميرة تتوهج في طبق بِـري (طبق زجاجي له غطاء تستخدمه المختبراتفي زرع البكتيريا). بالنسبة لمــارســات دابـــروا 41 الأستالي الذي يبلغ من العمر عاما والمقيم في ملبورن ويصنف نفسه على أنـه خبير في معظم الأشياء، فهو يفضل إجراء تجارب الاخـراق البيولوجي في مطبخه. وفي أغلب الأحيان يكون مدفوعا في ذلك بإيجاد علاجات لمشكلاته الصحية. وفي أوقات أخرى لمجرد المتعة فقط. في الأعوام الأخيرة، دب النشاط في مجتمع الهواة وغير المحتفين الذين يعدهم دابروا أقاربه بسبب انخفاض التكلفة وإمكانية الوصول المتزايدة إلى أدوات تحرير الجينات مثل كريسبر. وأدى ذلك إلى ازدياد هائل في التجارب التي لا تخضع للرقابة في المختبرات ذاتية البناء أو في المرافق المجتمعية التي تركز على التحسين البيولوجي الذاتي. وعلى الرغم من افتقار دابروا إلى التدريب الرسمي في علم المـيـكـروبـات، إلا أنــه نجح في استخدام عمليات زراعة الفسحة والتعلم الآلي معا لتعديل البكتيريا الموجودة في أمعائه وراثيا من أجل فقدان الـوزن دون الحاجة إلى تغيير نظامه اليومي. وشجعته النتائج الإيجابية التي رآهـا على نفسه على محاولة تسويق العملية بمساعدة مستثمر. ويأمل دابروا في يوم من الأيام أن يجمع ثلاثة آلاف عينة فسحة من متبرعين حتى تتسنى له مشاركة النتائج علنا. استقى دابروا كثيرا من معرفته - بما في ذلك المعلومات المعقدة التي تتعلق بتحرير الجينات- مباشرة من الإنتنت أو من خلال إصراره المطلق على الضغط المباشر على الذين يملكون الإجابات التي يبحث عنها. يشرح قائلا: "كلم شعرت بالملل، كنت أتصفح موقع يوتيوب وأشــاهــد مــحــاضرات الفيزياء والأحياء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا". يضيف: "أجريت التجاربفي المنزل، ثم أدركت أنني بحاجة إلى المساعدة وتواصلت مع الأساتذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد. وكانوا أكـر من سعداء لتقديم المساعدة". يقبع في الزاوية الأكث راديكالية من هذا المجتمع تجريبيون، مثل جوشيا زينار؛ عالم الأحياء السابق في وكالة ناسا، الذي ذاع صيته عبر الإنتنت بعد أن قام بإجراء علاج جيني على نفسه أمام الجمهور في بث مباشر. أما شركة زينار الناشئة "ذا أوديـــن" - التي يتولى فيها جورج تشيرش؛ منصب مستشار وهـو أحـد الرياديين في كريسبر وأسـتـاذ علم الــوراثــة في كلية الطب في جامعة هارفارد - فقد قاومت بعناد محاولات إخضاعها للوائح فيم يتعلق بإمكانية بيعها أدوات متكاملة لتحرير الجينات عبر الإنتنت انطلاقا من اعتقاد مثالي بأن الجميع يجب أن يكونوا قادرين على إدارة الحمض النووي الخاص بهم. قد يبدو علمء المـرآب هؤلاء وكـأنـهـم ثقافة فرعية جديدة ملتوية، لكن عقليتهم المارقة بدأت بإثارة الذعر بين الجهات الحكومية والهيئات الدولية المتخصصة في إدارة التهديدات البيولوجية. ، حددت الدول 2018 في عام الموقعة على اتفاقية الأسلحة أن تحرير 1972 البيولوجية لعام الجينات، وتخليقها، ومحركات الجينات، وهندسة المـسـارات الأيضية أبحاث مؤهلة "للاستخدام المزدوج"، ما يعني سهولة نشرها لأغراض ضارة كم يمكن نشرها من أجل الخير. ويـشـعـر عـديـد مــن الجهات الآن بالقلق من أن زيادة إمكانية الـوصـول إلى هـذه التكنولوجيا يمكن أن تزيد من سوء الاستخدام العرضي أو المتعمد لها، بما في ذلك تطوير أسلحة بيولوجية من قبل جهات فاعلة مارقة بغرض شن هجمت جمعية أو محددة ضد أشخاص معينين. الرقابة التنظيمية هي التي تدعو دابـروا للقلق. فقد أمضى أعواما عـدة محاولا تحذير المسؤولين والصحافيين من القدرات المتزايدة للهواة مثله. فهو يقول: "سأذهب لألتقي الـــوزراء وبحوزتي قنينة تحتوي على جدري البقر ثم أشرح لهم التهديد الآتي منها"، مشيرا إلى العامل الممرض لكن الحميد نسبيا الذي تم استخدامه منذ أيام إدوارد جينر؛ للمساعدة على تلقيح الناسضد الجدري. مــن بــ هـــذه الـتـهـديـدات تقنيات تسلسل الحمض النووي التي يمكن للهواة الحصول عليها والتي يمكن استخدامها بسهولة لتخمير مسببات الأمراض الفتاكة مثل الجدري، المشتق من جدري البقر الذي يحدث بشكل طبيعي، أو غيرها من المشتقات القائمة على اللقاح. يــقــول دابــــــروا: "إذا أراد الإرهابيون البيولوجيون أن يفعلوا ذلـك دون أن يتم اكتشافهم، فبإمكانهم شراء توليفة حمض نووي مستعملة مقابل ألفي دولار. وستكلف العملية برمتها عشرة آلاف دولار ويمكن إجراؤها في المطبخ". ولـطـالمـا ردد مـؤسـس شركة مايكروسوفت وفاعل الخير في مجال اللقاحات، بيل جيتس؛ المخاوف نفسها. ومع ذلك، معظم المسؤولين لم يأخذوا دابـروا أو تحذيراته على محمل الجد. ربما بسبب افـتـقـاره إلى المـؤهـ ت الميكروبيولوجية. يقول إن الاضـطـراب العالمي الناجم عـن جائحة كوفيد غير الأمور. فقد سلط الضوء على مدى سهولة قيام جهات غير حكومية بإحداث سلسلة من ردود الفعل البيولوجية القاتلة لتتسبب بإحداث دمار عالمي بشكل متعمد. ومن بين أولئك الذين أشـاروا إلى الخطر هاميش دي بريتون جــوردون؛ القائد السابق لكتيبة السلاح الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي في المملكة المتحدة، ووزير الدفاع البريطاني بن والاس. ومن الأشخاص الآخرين الذين تعاملوا حديثا مع المخاطر، رئيس الــوزراء البريطاني الأسبق توني بلير؛ الذي حذر في خطاب ألقاه هــذا الشهر مـن أن "احـتـالات الإرهاب البيولوجي قد تبدو مثل عالم من الخيال العلمي. لكن من الحكمة الآن الاستعداد لمواجهة استخدامه المحتمل من قبل جهات فاعلة غير حكومية". القراصنة البيولوجيون بمــوجــب شروط مـعـاهـدة الأسلحة البيولوجية، تلتزم الدول رسميا باتخاذ جميع التدابير الممكنة للحظر والوقاية من تطوير الأسلحة البيولوجية بمثل هذه القدرات ذات الاستخدام المزدوج. وهـذا يعني من الناحية النظرية أن الدول تتحمل مسؤولية مراقبة الأنشطة كالتي يقوم بها دابـروا وضبطها. لكن من الناحية العملية، لم يتم تصميم معاهدة الأسلحة البيولوجية قط لمواجهة التحديات التي يفرضها الإرهـاب البيولوجي أو المشاركون المـارقـون الذين تمكنوا من الحصول على أدوات تحرير الجينات من خلال الوصول الديمقراطي المتزايد لها. وتظل العديد من قواعد السلوك السائدة غامضة بشأن المسموح به وغير المسموح به عبر الولايات القضائية المختلفة، ولا سيم في معتك الهواة. إن افتقار دابـــروا إلى فهم الجوانب القانونية المتخصصة بعيد كل البعد عن غير المعتاد. وفـقـا لـبـ س ميليت؛ نائب الرئيس لشؤون السلامة والأمن في مؤسسة آي جيم، التي تدير مسابقة في البيولوجيا التكيبية لتشجيع أفضل الممرسات، هناك نقص منهجي في فهم قضايا الأمن الأحـيـائي عبر مراكز التعلم في جميع أنحاء العالم. أخبر ميليت اجتمعا في جنيف ضم هذا الشهر خـ اء معاهدة الأسـلـحـة البيولوجية والـــدول في 71 الأطــراف، أن ما يصل إلى المائة من الممرسين لا يعرفون مصطلح "البحث ذي الاستخدام 61 المــزدوج المثير للقلق" وأن في المـائـة لا يعرفون مصطلح "استخدام مزدوج". جيمس ريفيل؛ خبير حوكمة الأمـن الأحيائي المنتسب لمعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح وزميل مشارك في المؤتمر، قال لـ"فاينانشيال تايمز": "أعتقد أنه يسلط الـضـوء حقا عـ أهمية مشاركة المجتمع الـدولي بشكل أفضل مع مجتمع ’العمل الذاتي في البيولوجيا‘ أو طلاب قرصنة البيولوجيا". تابع قائلا: "التحدي ليس في خنق الابتكار المحلي للأغراض السلمية أو الأشخاص الذين يرغبون في التعرف على علم الأحياء". كانت حملة دابروا الخاصة لتنوير المسؤولين مدفوعة برغبته في منع تصرفات بعض الفاعلين السيئين، سواء كان ذلك عن طريق الصدفة أو عـن ســوء نـيـة، من إعطاء مجتمع الهواة بأسره مسمّى سيئا يؤدي في النهاية إلى إيقاف أنشطتهم جميعا. ويشعر بأهمية ذلك لأن أعظم الاختاقات العلمية كانت في الأغلب تنبع من التفكير خارج الصندوق في المجالات غير الخاضعة للإشراف. قـــال دابــــــروا: "الـقـراصـنـة البيولوجيون هم من اعتدنا أن نطلق عليهم اســم العلمء"، مشيرا إلى أن لويس باستور ربما كان يُعد اليوم مشعوذا خطيرا بالقدر نفسه. أضاف: "لا يوجد علم حقيقي أو إنجازات مثل تلك التي حققها دافنشي تحدثفي الأوساط الأكاديمية هذه الأيــام. العلمء الحقيقيون يعبثون في مرآبهم". هـذا الــرأي يــردده بعض كبار العلمء الآخـريـن الذين شعروا بالإحباط من البيروقراطية التي يـنـطـوي عليها تــأمــ تمويل المشاريع العزيزة عليهم. قال ريتشارد مولر، وهو فيزيائي أمريكي وأستاذ فخري للفيزياء في جامعة كاليفورنيا، بيركيلي: "إذا كنت تريد حقا القيام باكتشافات مهمة، فعليك أن تعرف كيفية تشغيل النظام"، كاشفا أنه أعاد توجيه التمويل سرا من المشاريع المعتمدة لتمويل المشاريع المرفوضة ذات المخاطر العالية في رسالة في مجلة "ساينس" عام . أبلغ مولر "فاينانشيال تايمز" 1980 أنه فيحين أن هذا الاعتاف أوقعه في المشكلات، فقد شعر بالالتزام بالتخلي عن الممرسات الفظيعة التي استخدمها لتأمين التمويل بعد فوز اكتشافاته بجوائز. أضاف: "لذا نعم، أعتقد أن هناك تاريخا طويلا من هذا. أنا نفسيعالم مرآب". في رأي دابـــروا، جعلت مثل هـذه الضغوط مشهد القرصنة البيولوجية أكـــر تشابها مع المـشـهـد الــــذي أحــــدث ثـــورة الحوسبة الشخصية من مرائب الطلاب المنسحبين من الجامعة في وادي السيليكون في سبعينيات وثمـانـيـنـيـات الــقــرن المـــاضي. الاختلاف هذه المرة هو أنه بدلا من قرصنة الحواسيب المركزية العملاقة، المعادِلات البيولوجية اليوم تعبث بعلم الوراثة. هناك ضغط ممثل لتجاوز الهيمنة المركزية للشركات الكبرى والمؤسسات الأكاديمية على الرغم من أن ذلك يهيمن على الثقافة. يقول دابـروا: "بدلا من الإنتنت، ستعالج اكتشافاتهم الأمــراض وتزيد من عمر المرء". لقد تبنى بعض مستثمري وادي السيليكون النهج الخارج عن نطاق مراقبة الحكومة للابتكار الميكروبيولوجي، حيث يرونه جـــزءا مهم في إضـفـاء الطابع الديمقراطي عـ الـوصـول إلى العلاجات القائمة على الجينات حسب الطلب. ويتفقون على أن الخلاف البيروقراطي حول التمويل والمنح قد يعيق الابتكار أو يوجهه إلى أنواع خاطئة من المخاطر. يقول الرأسملي المغامر أجاي رويان، من ميثيل كابيتال: "سواء أكان علم الأحياء أو الانصهار، فإن العمل الأكث إثارة للاهتمم يحدث خـارج نطاق الرقابة الحكومية. لقد كان هكذا منذ قديم الزمان (...) ليس من قبيل المصادفة أن إيدا لوفليس، وفريمان دايسون، وهـيـدي لامـــار، وسرينيفاسان رامانوجان، وليوناردو دافنشي جسدوا جميعا عبقرية مستقلة تماما، غالبا ما تكون مدمرة". اكتساب الوظيفة لم يكن تحقيق التوازن الصحيح بين التجارب التي تشجع الابتكار، ولكن في الوقت نفسه لا تؤدي إلى زيادة المخاطر، أمرا سهلا في مجال علم الأحياء المجهرية. مع ذلك، يقول آر بي إيــدي، الـذي تقدم مجموعته الاستشارية "إرغــو" معلومات استخبارية متعلقة بالجائحة إلى إدارة بايدن ووكالات حكومية أخرى، على الرغم من أن الأدوات الجينية ربمـا تكون قد قلبت ميزان المخاطر، من المهم عدم الإفــراط في استهلاك حقل القرصنة البيولوجية. ويشير إيدي بدلا من ذلك إلى بعض الأبحاث الأكث خطورة التي تنطوي على إمكانية الاستخدام المــــــزدوج والـــتـــي تــحــدثفي المؤسسات الأكاديمية الرسمية منذ أعوام. فالكثير من هذا لا يعتمد على التطورات الجينية الحديثة ويحدث في بيئات أقل ضبطا بكثير مم يعتقده كثيرون. يقول إن هذه تتطلب أحيانا أكث من باب ذاتي الإغــ ق وقـفـازات وآلـة التعقيم الذاتي أو مضخة الهواء. يضيف: "في الوقت الحالي ليس هناك حقا مجموعة معايير متفق عليها ومتبعة للكيفية التي ينبغي فيها لمختبرات (مستوى السلامة الحيوية) من الدرجتين الثالثة والرابعة أن تؤمن نفسها". من بين أكث العمليات خطورة شمول طريقة البحث المعروفة باسم اكتساب الوظيفة. يتضمن هذا التلاعبَ بالفيروسات عن قصد لجعلها أكث عـدوى بحيث يمكن البحث والتطوير في اللقاحات والعلاجات بشكل استباقي. لقد اجتذبت العملية في البداية تمحيصا دوليا عندما استخدم رون فوشيه؛ عـالم الفيروسات في جامعة إيراسموس الطبية في هولندا، الطريقة بنجاح في تشرين لجعل 2011 ) الـثـاني (نـوفـمـ أكث عدوى وقابلة H5N1 إنفلونزا للانتقال للبشر. ولإنشاء العامل القاتل شديد الـخـطـورة، أخـذ فوشيه عينات من الإنفلونزا واستخدمها لإصابة القوارض عدة مـرات، حيث كان يستعمل مغالطة الدليل غير المكتمل من أكث القوارض مرضا لإصابة الأنواع التالية في الطابور. لقد كانت بساطة العملية ورخص ثمنها هم ما أثارا قلق الكثيرين. بالنسبة إلى سـايمـون وايـن -هـوبـسـون؛ عــالم الفيروسات المتقاعد المـعـروف بعمله في تحديد تسلسل فـــ وس نقص المناعة البشرية في معهد باستور، تبدو المكاسب التي ينطوي عليها الأمــر لا تستحق المخاطرة على الإطــ ق. لهذا السبب، نجح هو وحفنة مـن أقــرانــه، مـن بينهم ريتشارد إبـرايـت؛ عـالم الأحياء الجزيئية وخبير الدفاع البيولوجي في جامعة روتجرز في نيوجيرسي، في الــدعــوة بـنـجـاح عــ أعـ المستويات السياسية إلى وقف التمويل الـعـام، الــذي بـدأ في .2014 ) تشرين الأول (أكتوبر حلول مبتكرة في الأشهر الأخــ ة، خضعت أنشطة اكتساب الوظيفة التي حدثت بعد وقــف التمويل في معهد ووهان لعلم الفيروسات - وارتباطاتها المزعومة بأصول تفشي - لتدقيق 2 - فيروس سارس - كوف متزايد. وفشل تحقيق استخباري أمريكي أمر به الرئيس جو بايدن؛ حول ما إذا كان الفيروس قد ظهر بشكل طبيعي أو من الممكن أن يكون قد تسرب من المختبر، في التوصل إلى نتيجة نهائية في آب (أغسطس) ورفضت بكين أي إشارة إلى تسربه من المختبر. ومع ذلك، أدى الفحص إلى إحياء الجدالات الـقـديمـة حــول سـ مـة وفـائـدة أساليب اكتساب الوظيفة وكذلك ما إذا كان ينبغي تمويلها من القطاع العام. لـقـد قـــاد الـغـمـوض وايـــن- هوبسون إلى استنتاج أن القوى نفسها التي تجبر الهواة على العبث بمسببات الأمراض التي يحتمل أن تكون مميتة في مرائبهم موجودة في كل مكان في ميدان العلم، وغالبا ما يجد الناس طرقا أو أعذارا مبتكرة للالتفاف على القيود. يقول بأسى: "سيجد الناس دائما ’حلولا قذرة‘ حتى لأكث الضوابط صرامة". وهــو يشبه الإكــــراه العلمي بالعبث بملاحظة الروائي الخيالي تيري براتشيت أنك: "إذا أدخلت مفتاحا كبيرا في كهف ما، في مكان ما، مع لافتة تقول: ’مفتاح نهاية العالم. من فضلك لا تلمس‘ لن يكون لدى الطلاء وقت ليجف". لـكـن المـدافـعـ عــن كسب الوظيفة غالبا ما يقدمون حججا مشابهة. من الأفضل في رأيهم تمويل البحث بصورة رسمية حيث يمكن الإشراف والتأثير فيه بدلا من حظره وجعله يتسرب إلى المراعي غـ الخاضعة للرقابة أو تلك المفتوحة لمزيد من الممرسات الخاصة. وقــد مــال أولـئـك المكلفون بمراقبة التهديدات البيولوجية وإنفاذ اتفاقية الأسلحة البيولوجية إلى دعـم الحلول المركبة، مثل تطوير قواعد السلوك والتوعية، لهذا السبب. لكن المشكلة في مثل هذا النهج هو أنه طوعي، كم تقول فيليبا لينتزوس؛ عالمة الاجتمع في جامعة كينجز جوليدج لندن التي تبحث في تهديدات العوامل البيولوجية. وتــقــول: "إن الأمـــر مــروك حقا للمؤسسات الفردية والدول والمناطق والجمعيات المهنية للنظر في هذه الإرشادات ومحاولة تطبيق ما هو خاص بها"، مشيرة إلى أن اتفاقية الأسلحة البيولوجية ما زالت تفتقر إلى سلطة الإنفاذ الرسمية أو سلطة التحقق. بالنسبة إلى دابـــــروا، فـإن الإجـراءات غير كافية. فهو يفضل لو أن المجتمع الـدولي للأسلحة البيولوجية قلد مجال الردع النووي وحدد نقاط الاختناق في سلسلة التوريد التي يمكن مراقبتها بشكل أكث قوة. ويــقــول: "نـحـن بـحـاجـة إلى جــزء مكلف وصـعـب وضروري مـــن الـعـمـلـيـة "، داعـــيـــا إلى التحكم في مـادة إدخــال رئيسة لمعالجة الحمض النووي تسمى فوسفوراميديت النيوكليوزيد. "إن هذا يعادل السؤال عن سبب قيام شخص ما في أفغانستان بتقديم طلب عبر الإنتنت للحصول على يورانيوم يمكن استخدامه فيصنع الأسلحة". إرهاب بيولوجي .. مخاطر جسيمة في تلاعب علماء المرآب بالحمض النووي علماء المرآب عقليات مارقة تثير الذعر بين الجهات الحكومية والهيئات الدولية المتخصصة في إدارة التهديدات البيولوجية بول دابروا عالم مرآب يجري تجارب بيولوجية في مطبخه وفي أغلب الأحيان يكون مدفوعا بالبحث عن علاجات لمشكلاته الصحية استقى دابروا كثيرا من المعلومات المعقدة التي تتعلق بتحرير الجينات مباشرة من الإنترنت أو من خلال الضغط على من يملكونها «بلومبيرج» جوشيا زينار؛ عالم الأحياء السابق في وكالة ناسا، الذي ذاع صيته عبر الإنترنت بعد أن طبق علاجا جينيا على نفسه أمام الجمهور في بث مباشر. «جيتي» مسؤولون يابانيون خلال عملية لمكافحة الإرهاب استخدموا أثناءها سترات مضادة للمواد البيولوجية. بول دابروا تقنيات تسلسل الحمض النووي التي يمكن للهواة الحصول عليها يمكن استخدامها بسهولة لتخمير مسببات الأمراض الفتاكة مثل الجدري، المشتق من جدري البقر. من لندن إيزابيلا كامينسكا

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=