aleqt: 23-9-2021 (10209)

الصورة أعلاه صورة نادرة نشرتها دارة الملك عبدالعزيز على غـ ف كتاب من تأليف خــادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحت 2010 صـدر في عـام عنوان "ملامح إنسانية من سيرة الملك عبدالعزيز"، في حين أوضحت بيانات الصورة من الكتاب 15 في الصفحة الـ /12 /10 أنها التقطت في /1 /30 هـ، الموافق 1357 ، وأن الذي بجوار الملك 1939 عبدالعزيز هو نجله الملك سلمان بن عبدالعزيز وعمره آنذاك نحو ثلاثة أعوام، فيما نشرت الدارة في أعوام لاحقة الصورة موضحة أنها التقطت أثناء إلقاء الملك عبدالعزيز كلمتهفيحفل استقبال رؤساء وفود الحج في مكة المكرمة، وبثت فيلما يوثق هذه الكلمة بالصوت والصورة وهو من مـحـفـوظـات مـركـز أرشـيـف الصور والأفـــ م التاريخية في الـــدارة. وفي المحاضرة التي ألقاها الملك سلمان بن عبدالعزيز في رحاب جامعة 19 أم القرى مساء السبت وتضمنها 2008 ) آذار (مارس كتاب "ملامح إنسانية من سيرة الملكعبدالعزيز"، أكد أنه كان لمكة المكرمة في نفوس أبناء الملك عبدالعزيز مكانة خاصة وأنهم كانوا يتباشرون بخبر سفرهم مع والدهم آنذاك، وأنهم عندما كانوا صغارا في غاية السرور عندما يأتون إلى مكة المكرمة، ويستمتعون بالإقامة فيها، والدراسة في قصر السقاف الــذي تنتقل إليه مدرستهم عند القدوم إلى الحجاز. من هنا يتأكد لنا مرافقة المـلـك سلمان لوالده في أسفاره وتعلقه بمكة المكرمة والحجاز منذ نعومة أظفاره وأنه كان في وقت مبكر من حياته يشهد المجالس ويحضر المناسبات، بل إن التتبع التاريخي يؤكد أن الملك سلمان رافق والده في رحــ تــه إلى الحجاز قبل ذلك التاريخ، إذ نجده في معيته عند قدومه إلى هـ/ 1355 مكة المكرمة عام وعمره عام واحد، فيما 1937 تكررت مرافقته لوالده في عدد من رحلاته السنوية بين 18 نجد والحجاز على مدى الـ عاما التالية، ونظرا إلى أهمية رحلات الملك عبدالعزيز بين نجد والحجاز التي لم تتوقف عاما الأخيرة من 30 طيلة الـ حياته بما حملته من أبعاد سياسية وما وثقته من آثار اجتماعية واقتصادية وما تتضمنه من معلومات تاريخية وجغرافية، كان جديرا بأن نسلط الضوء بمناسبة اليوم الوطني للمملكة على هذه الرحلات النوعية التي تستحق الـدراسـة والتوثيق بحكم أنها جزء مضيئ من التاريخ السعودي الحديث وجانبا لافـتـا في ســـ ة المـؤسـس العظيم، وسيتركز البحث بشكل خـاص على الرحلات التي قام بها الملك عبدالعزيز بين نجد والحجاز بواسطة 1926" السيارات خلال الفترة " على أن هناك بعض 1945 - الـجـهـود المستنسخة من بعضها لعدد مـن الجهات لنشر عـدد محدود جـدا من تلك الرحلات. ونحن إذا نظرنا إلى تواريخ الأمــم الماضية، وأحوالها وأخبارها لوجدناها عامرة بكفاح قادتها وجهاد رجالها فيسبيل دينهم وأمتهم، فإذا نحن قدرنا تلك الشخصيات وأشدنا بذكرهم فإنما نفعل 3 NO. 10209 ، العدد 2021 سبتمبر 23 هـ، الموافق 1443 صفر 16 الخميس عاما بالجمال والسيارات والطائرات 30 رحلات امتدت على مدار على خطى الملك عبد العزيز من نجد إلى الحجاز خطوات تمزج التاريخ بالجغرافيا في مسيرة المؤسس وبجاوره نجله الملك سلمان. 1939 صورة نادرة للملك عبدالعزيز في يناير ضوئية من كتاب الرحلات الملكية. ضوئية من كتاب الرحلة الملكية. عاما قام بها الملك 30 رحلة على مدى 38 عبدالعزيز، بين نجد والحجاز، صانعا من خلالها جزءا مهما من تاريخ المملكة ومسيرة التوحيد. تفقد أحوال الرعية، والاطلاع على أحوال البلاد والنظر في شؤونها، وتحري مصالح الشعب وأوضاعه، وكشف احتياجات أطراف البلاد ونواحي البادية البعيدة عن الحواضر ومتابعة المشاريع العمرانية والإصلاحية، تلك هي الأهداف التي وضعها الملك المؤسس نصب عينيه خلال رحلاته الدائمة. عبر رحلاته، كان الملك يشرف بنفسه على سير الأمور وتنظيم الأعمال في مختلف النواحي والجهات، وإدخال التعديلات والتحسينات اللازمة حسبما تقتضيه الضرورة وتتيحه الإمكانات المتوافرة، يتفقد سير العمال والموظفين لكشف جوانب الخلل والقصور ومعالجتها. ومن خلال تلك الرحلات، وثق الملك العلاقة بين الراعي والرعية عبر سياسة الاتصال المباشر والباب المفتوح بين الحاكم والمحكوم لتحقيق المطالب وحل المشكلات. بين نجد والحجاز، اجتماعات ومؤتمرات عقدها المؤسس مع أهل العقد والحل، ولقاءات مع العلماء والكبراء والأعيان للتشاور والمناقشة في مختلف القضايا الوطنية، تحقيقا لمبدأ الشفافية وإشراكهم في الرأي في معالجة الأزمات الطارئة أو اتخاذ القرارات اللازمة في شؤون البلاد وإصلاحها وعمرانها. في كل مكان يمر به أو يقيم فيه يشرع في مقابلة كل من يريد مقابلته لعرضشكوى أو للنظر في مظلمة، إضافة إلى نظره في عرائض أصحاب الحاجات وأمره بما يجب. على طول الطريق، في رحلاته المتوالية، من نجد إلى الحجاز، ومن الحجاز إلى نجد، لا يمر الملك عبدالعزيز بفرد أو جماعة من شعبه المخلص إلا وكلمات الترحيب السعيدة والدعوات الصادقة تستقبله في حله، وتودعه في ترحاله، ولاء له، وامتنانا للأمن السائد في ربوع البلاد، على يديه. وإن اختلفت مراسم استقبال ووداع الملك عبدالعزيز، في رحلاته بين نجد والحجاز، شكليا، فقد توحدت في الفرح الغامر بقدومه، والحزن على فراقه. تقاليد عربية أصيلة ترتبط بهذه الرحلات تشترك في المظاهر المعنوية رغم تمايز مظاهرها المادية، بين بساطة مراسم التوديع في الرياض عند المغادرة إلى الحجاز وعدم وجود أي إجراءات رسمية أو بروتوكولات عصرية، ومعالم الزينة ونصب الأقواس ورفع الأعلام العربية الخضراء في أحياء وشوارع مدن الحجاز. ضوئية من كتاب للملك سلمان. قاسم الرويس إعداد: باحث ومؤرخ

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=