aleqt: 23-9-2021 (10209)

NO. 10209 ، العدد 2021 سبتمبر 23 هـ، الموافق 1443 صفر 16 الخميس موازاة مع البناء والتجديد تعزز المملكة حضورها دوليا في يوم الوطن .. لغة الإنجاز يفهمها الآخر ويفخر بها المواطن تعد لغة الإنـجـاز أفضل أسلوب تسوق به الدول نفسها، على الصعيدين الداخلي والخارجي، فبدل الاستغراق في الإنـشـاء والـبـاغـة للحديث عن صنائع البلد، تتولى المنجزات على أرض الواقع. خاصة عندما تتعلق هذه الأخــرة بالأغيار خـارج البلد، حيث يتحول هــؤلاء إلى شهود عيان على أفضال هذا البلد أو ذاك عليهم. يبقى هـذا درســا إنسانيا، ينبغي استحضارهفيكل ذكرى مجيدة ومناسبة وطنية، لتذكي المـواطـنـن، شبابا وكهولا، ببصمة بلدهمفيحياة شعوب وأمم أخرى. عكس معركة البناء الداخلي التي تناقلها الألسن جيل بعد جيل، يظل حصاد الجبهة الخارجية مجهولا لدى أغلبية الناشئة، لذا وجب استحضاره في مثل هذه المحطات، حتى تدرك الأجيال الصاعدة كم التضحيات المبذولة من أجل بناء صرح الدولة/ الأمة. صنعت المملكة موقعا رياديا على الصعيد العالمي، بوقائع وأحـداث ستبقى خالدة، في الـذاكـرة العربية والإسلمية والعالمية. فمنذ نشأتها، اختارت المملكة الدفاع عن العدل والسلم في العالم، ونـرة القيم الإنسانية النبيلة في مختلف بقاع الأرض. وترافعت عن قضايا الإسلم والمسلمي، لمـا تمثله مـن مركزية دينية وروحـيـة، يتعلق بها أكـر من مليار ونصف مسلم في الأركان الأربعة للعالم. ، تأسيس 1970 أعلنت المملكة، عام منظمة التعاون الإسلمي، في مدينة جدة. واستطاعت أن تضمفي عضويتها دولة. تقدم الهيئة نفسها، بالصوت 57 الجماعي للعالم الإسـامـي. وتحقق الدفاع عن المسلمي عمليا، بعد ثلثة أعــوام فقط، بقرار السعودية عام ، قيادة عملية 1973 قطع النفط عن الدول الغربية المساندة لإسرائــيــل، في حــرب تـريـن الأول (أكتوبر)، ضد كل من مص وسورية. ما ضاعف أسعار النفط، في السوق الدولية، أربع مرات. تمكنت السعودية من وأد احتراب، عاما، في الداخل اللبناني، 15 استمر ، وثيقة 1989 برعايتها أواخــر عـام الوفاق الوطني اللبناني، التي أجلست الأطراف المتنازعة، في بلد الأرز، على طاولة التفاوض عدة أسابيع، توجت بتوقيع "اتفاق الطائف" الـذي أعاد توجيه لبنان نحو العالم العربي، بعدما أصلح ذات البي، بي اللبنانيي أولا، وبي لبنان وسورية ثانيا. ، بجانب 1990 ووقفت الرياض، عام الكويت ضد العراق، في أعقاب غزوه لها، وسمحت للكويتيي بالبقاء على الأراضي السعودية. وطالبت المنتظم الـــدولي بالتدخل نـرة للمظلوم، وإحقاقا للحق فيما بي الإخوة. ظلت بوصلة العدل ضابطا موجها لتحركات المملكة، ما أدى إلى انقلب الآية في ، حي رفضت 2002 نيسان (أبريل) عام المملكة، على لسان وزير الخارجية، استخدام الولايات المتحدة منشآتها قصد مهاجمة العراق، وإن كان الأمر في إطار الشعية الدولية، أي بموافقة وتفريض من الأمم المتحدة. دخلت المملكة أتـون حرب اليمن، في مــارس (آذار) ، وهـي مدركة 2015 لــقــســاوة قـــرار الحرب، لكنها مــضــطــرة لاتــــخــــاذ مـــثـــل هـــذا القرار، لتطهي بلد عربي مجاور من طفيلي المــرشــد، ووقـــف تصدير المـــروع الإيـــراني الطامح إلى تدمي المنطقة العربية برمتها، وبث الفوضىوالخرابفي عدة أقطار عربية، حتى يتمكن، بعد ذلك، من ترديدسردية فاعلية مشوع تصدير الثورة. ونجحت المملكة في تشكيل وقـيـادة ائتلف دولي، لإدارة خطط وعمليات المواجهة. دفاعا عن أحواز العالم الإسلمي من مخاطر التطرف العابر للحدود، بادرت ، إلى تأسيس 2015 المملكة، أواخر عام حلف عسكري، على غرار الناتو وحلف وارسـو التاريخيي، باسم "التحالف الإسلمي العسكري لمحاربة الإرهـــاب". تشارك في دولـة، 41 الحلف ويمتلك غرفة علميا ت مشتركة، في العاصمة الرياض، تنسق من خللها الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية، على الأصعدة كافة، الفكرية والإعلمية والمالية والعسكرية. موازاة مع البناء والتجديد الداخلي، تعزز المملكة حضورها على الساحة الدولية، بمبادرات وإنجازها تمنحها، عن جـدارة واستحقاق، أهلية قيادة العالم العربي والإسلمي. بالنظر إلى ما اجتمع فيها من خصائص ومؤهلت، قلما تكون في دولة غيها، فهي أكبر منتج بترولي، واقتصاد ناشئ ضمن العشين، وصاحبة أكبر سوق في الشق الأوسط. ما سبق تضافر للإسهام في فـــرض المملكة نفسها عالميا، لا خليجيا أو إقليميا، رغم تــكــرار المـسـاعـي نحو تنحيتها من القيادة، بتوليد مؤسسات أو رعاية مـبـادرات أو دعم برامج... توهم أصحابها بقدرتهم على الريادة والقيادة. منجز تلو الآخـر ضمن خطة محكمة، ترعاها قيادة حكيمة، تضع الدولة السعودية بصمتها في سجل شفاف أمــام الأج ـان ـب، عـ أهل الدار أن يعتزوا بكونه يحمل لمسة آبائهم وأجدادهم، وعليهم قبل ذلك أن يشمروا عـن سـواعـدهـم، لرفع التحدي واستنهاض الهمم، لمواجهة الرهان بمواصلة المشوار، فالجبهة الخارجية قـوة ناعمة، بوقع إيـجـابي، لا يقل مفعولها عن متغيات الداخل. لأجل ذلك على جيل المستقبل أن يستوعب المنجز أولا، بتذكرهم في مثل هذه المناسبات الوطنية، حتى يتسنى لهم التفكي في طرق مبدعة تكون أساسا لإسهاماتهم. من الرباط محمد طيفوري دخلت المملكة أتون حرب اليمن وهي مدركة لقساوة قرار الحرب لكنها مضطرة لتطهير بلد عربي مجاور من طفيلي المرشد على جيل المستقبل أن يستوعب منجز الذكرى حتى يتسنى لهم التفكير في طرق مبدعة تكون أساسا لمساهمتهم المستقبلية يـتـعـدى الـقـصـد مــن وراء فكرة تخليد الأعياد والمناسبات الوطنية، لدى مختلف الشعوب والأمـم، طقس الاحتفال لذاته، إلى تعزيز قيم الوطنية في الأجيال الصاعدة، بتذكي أبناء وبنات الوطن بتضحيات القادة والآبــــاء والأجــــداد، في معركة تبويئ الـوطـن المكانة المثلى على الصعيد العالمي، فالحضور في مؤسسات وهيئات المنتظم الــــدولي، ونـيـل الـــصـــدارة في التقارير والمؤشرات والتصنيفات، ورفرفة الراية الوطنية عاليا في التظاهرات الإقليمية والمنتديات الدولية، لا يكون إلا بمجهودات جبارة وتضحيات جسام. فبناء الوطن مسار متجدد، ومسية حبلى بإنجازات الماضي ورهانات الحاضر وتحديات المستقبل. ينتاب المـواطـن شعور مميز حي يكتشف أن وطنه، يزاحم الـدول الكبرى في احتلل مراتب متقدمة، فقوة الدول رهينة بمدى حضورها، المتعدد الأبعاد، في المشهد الـــدولي، وقدرتها على مجاراة الإيقاع، بالمحافظة على هــذه المــراتــب، والسعي نحو تحسينها، عاما بعد آخر. على هذا الأسـاس، يمكن القول، ولا سيما في هذه الحقبة، إن لغة الأرقام والنسب والمعدلات تصنع قوة الــدول أكـر من العتاد والسلح والذخية. تعد المملكة مـثـالا للدولة الـتـي تصنع مكانتها بالقوة الناعمة، فقد استطاعت أن تحجز مقعدا في مجموعة العشين، عام تأسيس النادي، 1999 منذ بجانب القوى الكبرى في العالم. وبصمت، العام المــاضي، على قمة استثنائية للمجموعة، متحدية إكـراهـات جائحة كـورونـا، حيث كان لمخرجات قمة الرياض دور مـحـوري في تحفيز وانتعاشة الاقتصاد العالمي. وانضمت المملكة أخيا، يوم ، إلى مجموعة 2019 يونيو 21 العمل المالي، المعروفة اختصارا . وهي منظمة حكومية FATF باسم في 1989 دولـيـة، أسست عـام 39 باريس، تضم في عضويتها دولـة، تهدف إلى محاربة تزوير العملت وتمويل الإرهاب. لتصبح بـهـذا أول دولـــة عربية تلتحق بالمجموعة، منذ إنشائها قبل ثلثة عقود. وذلك نظي مجهودات البلد الجبارة في محاربة غسل الأموال، وانتشار تمويل الإرهاب دوليا. تبقى مسألة العضوية في الهيئات الدولية محدودة الوقع والأثــر في إظهار مكانة وريـادة الـدولـة، فهي لا تقع سـوى مرة واحدة فقطفيمسية هذا البلد أو ذاك. فيما تظل التنافسيةفيتصدر قوائم المؤشرات والتقارير عنصا أساسيا، يظهر منزلة وقوة الدولة، لكونها، عكس الأولى، خاضعة للتقييم باستمرار، ما يجعلها دائمة التغيي، إما بالتقدم، أي الارتفاع، وإما بالتراجع، أي الانخفاض. كـــان أداء المـمـلـكـة، بهذا الخصوص، لافتا جدا. فقد تمكنت من اقتناص الدرجات، بحثا عن صدارة التقارير الدولية. فنجحت على الرغم من ظروف الجائحة في احتلل المرتبة الأولى في مؤشري "استجابة رواد الأعمال للجائحة" و"اسـتـجـابـة حكومة المملكة دولـة 45 للجائحة"، مـن بـن غطاها الاستبيان. وارتباطا بسياق الجائحة دائما، حققت المملكة، بحسب تصنيف "بلومبيج" لأفضل الــدول عـودة للحياة الطبيعية، نقطة، من أصل 66.9 مجموع ، متقدمة بذلك على كل الدول 100 العربية، وبفارق عش نقاط فقط عن الـولايـات المتحدة، صاحبة نقطة. 76 المركز الأول بـ وجاء المملكة في المركز الثاني عالميا والأول عربيا، في محور التحسن المستمر في مؤشر الأمن السيبراني، الصادر عن الاتحاد الدولي للتصالات، بحصولها على ، مناصفة 100 من أصـل 99.54 مـع المملكة المـتـحـدة، وذلـك دولة الأكث 63 ضمن قائمة تضم تنافسية في الـعـالم. واستند التقرير إلى أربعة محاور رئيسة، هي: الأداء الاقتصادي والكفاءة الحكومية وكفاءة الأعمال والبنية التحتية. تجدر الإشـــارة إلى أن درجة، 40 المملكة قفزت بأكث من في هذا المؤشر منذ إطلق رؤية .2030 مرتبة، في 14 وتقدمت المملكة مؤشر الازدهار الصادر عن معهد ليجاتوم البريطاني. فاحتلت في من 71 ، المركز الـ 2020 تقرير عام دولة، محققة بذلك قفزة 167 أصل ،2009 عن أول تقرير للمعهد عام .83 حيث جــاءت في المـركـز الـــ تعتمد هذه المؤسسة في تصنيف الدول على ثمانية مؤشرات، هي: الاقتصاد وريـادة الأعـ ل وفرص الاسـتـثـ ر والأداء الحكومي والتعليم والصحة والأمن والحرية الفردية والتواصل الاجتماعي. حتى في مــؤشرات القوة والتسليح، تمكنت المملكة من فرض نفسها وسط القوى الكبرى، فجاءت في المرتبة التاسعة في تصنيف أقوى الدول، وفق دراسة نشتها مجلة "بيزنس إنـسـايـدر"، تستند في تصنيفها إلى خمسة أسباب، تتمثل في التعامل مع الأزمات والتفوق العسكري والتأثي السياسي الكبي والسرعة في تشكيل التحالفات، فضل عن الـقـدرات الاقتصادية الضخمة التي تتمتع بها المملكة. علقة بموضوع الجيش، نذكر أن المملكة تتمتع بسادس أكبر إنفاق على مؤسسة الجيش في الـعـالم، والأولى في المنطقة الخليجية. ووفق الأرقام الصادرة عـن معهد ستوكهولم الـدولي لــدراســات الـسـام برسم عام ، فقد حدد مبلغ الإنفاق في 2020 مليار دولار، متفوقة 57.7 حدود بأشواط علىدول طالما زعمت بأنها قوة نووية كبرى، فإيران سجلت 3 ، تراجعا في الإنفاق العسكري 18 في المائة، مكتفية بالمركز الـ في قائمة الدول. وحافظت المملكة على ريادة قـوائـم المـسـاعـدات الإنسانية في العالم، بالبقاء في المرتبة الثالثة عـالمـيـا، والأولى على الصعيد العربي من بي الدول الكبرى المانحة، برقم معونات مليون دولار. 841 تــجــاوزت وتصدرت المملكة لائحة الدول 799 الداعمة لليمن، بأكث من مليون دولار، وفق منصة التتبع المـالي التابعة للأمم المتحدة. يحدث هـذا في وقـت تمطر فيه دول إقليمية هذا البلد العربي، بالأسلحة والعتاد لمزيد من الفتنة والفوضىوالإرهاب. غيض من فيضلمنجزات تحقق وأخــرى تلوح في الأفــق، بفضل التي تعد بمملكة عربية 2030 رؤية سعودية جديدة، حق للسعوديي والسعوديات، صغارا وكبارا، أن يفخروا بها، فالبلد في دينامية مستمرة لا تتوقف إلا لتنطلق بقوة أكبر، فلحظات التجديد، كما جاء على لسان قيادة البلد، "أشبه بلحظات تأسيس الدول، لأنها لا تقل أثرا ولا خطورة". من الرباط محمد طيفوري اقتصاديا وتقنيا وإنسانيا .. السعودية حديث الأرقام المركز الثاني عالميا والأول عربيا في محور التحسن المستمر في مؤشر الأمن السيبراني الصادر عن الاتحاد الدولي للتصالات مرتبة في مؤشر 14 تقدمت المملكة الازدهار الصادر عن معهد ليجاتوم من أصل 71 البريطاني فاحتلت المركز دولة 167 17

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=