aleqt: 23-9-2021 (10209)

NO. 10209 ، العدد 2021 سبتمبر 23 هـ، الموافق 1443 صفر 16 الخميس رسـولا من الرياض إلى شرق الــبــاد لإرســــال بـرقـيـة عن طريق البحرين إلى الحجاز، والعكس بالعكس، فيما كانت إدارة الــرق في البحرين لا تنقل البقيات بغير الحروف اللتينية، وهـو ما يعني أن تكتب الألفاظ العربية كتابة صوتية بالحروف اللتينية فربما وقـع بعض الخلل في فهم المـقـصـود، ولــذا فإن الملك عبدالعزيز أدرك بحكمته وبعد نظره في وقت مبكر أن وسائل الاتصال الحديثة هي الحل الأمثل لقهر المسافات المتباعدة ويمكن من خللها اطــاعــه عــى أحــــوال بــاده والوقوف عل الأحداث وتدبير الشؤون في وقت قصير جدا، ما يساعد عل معالجة الأمور واتخاذ القرارات بشكل سريع دون الانتقال من مكان إلى آخر، فسعى حثيثا إلى تأسيس شبكة للتصالات اللسلكية عب بلده في أول ثلثينيات القرن الماضي تتكون من مجموعة من المحطات وربطت جميعا بالوحدة اللسلكية المتحركة التي تحملها سيارتان من نوع "فــورد" تصحبان الملك في جميع رحلته، وكانت تسمى "الشنطة الملكية"، بحيث يبقى الملك عـى اتـصـال لاسلكي مباشرة مع جميع المحطات أينما حل أو ارتحل داخل بلده. وأول إشـارة وقعنا عليها إلى مرافقة سيارة اللسلكي للملك في رحلته كانت في رحلته من .1931 نجد إلى الحجاز عام أما الطائرات فالمقصود منها هنا ليسسفر الملك عبدالعزيز بواسطتها، الــذي تأخر إلى ، إنما مشاركتها في 1945 عام استقباله عند قدومه من نجد إلى الحجاز، فقد حـدث في حدثا يمكن اعتباره 1936 عام استقبالا احتفاليا نوعيا لم يسبق حدوثه قبل تلك المرة، إذ إن ـه بعد مـغـادرة الركب الملكي للمويه حلق سرب من الطائرات العربية السعودية فوق الموكب في موضع بين ركبة وعشيرة احتفالا بتشريفه وتعبيرا عن السرور بقدومه، وتكرر هذا المشهد الاحتفالي .1940 مرة أخرى في عام الوفود والاجتماعات أما استقبال الوفود، فإن الملك لا ينفك عن مقابلتها في كـل محطة مـن محطات الطريق، سواء كان مغربا أو مشرقا، ولا يمكن أن يتجاوز أثناء مسيره فردا أو جماعة، وهذا من الأمور المعتادة لديه بحكم علقته الوثيقة برعيته، فإذا جاء إلى مكان إقامة الملك في محطات الطريق وفد من الوفود أو الضيوف أو الزوار، كــان في استقباله مسؤول الضيوف أو رئيس التشريفات إبراهيم بن جميعة، فيسأل الــقــادم عــن اسـمـه وبـلـده وعمن في معيته وغرضه من القدوم، ويكتب ذلكفي ورقة ويقدمها للملك فيؤذن لهم ويجلسون عل منزلتهم، وبعد تناول القهوة يخرجون ويؤمر لهم بأعطياتهم وضيافتهم كل بحسب مقامه، وإذا كان لأحد شكاية أو أمر، كتبه في ورقـة وأعطاها لابـن جميعة ليرفعها إلى الملك فينظر في أمره ويوجه بما يلزم. أما أبرز الاجتماعات التي تمت في أثناء رحلت الملك عبدالعزيز بين نجد والحجاز، فهو مؤتمر الـدوادمـي الـذي عقده أثناء رحلته من الحجاز إلى نجد الذي 1929 / هـ 1348 في عام تـم مـن خلله اتـخـاذ بعض القرارات بشأن الخارجين عل الطاعة قبل معركة السبلة. وكذلكفيرحلته من الحجاز 1936 / هـ 1355 إلى نجد عام أقــام الملك عبدالعزيز في عشيرة مدة شهر كامل للإشراف عل أعمال الحكومة، وعقدت تـحـت إشرافــــه هـنـاك عـدة اجتماعات برئاسة النائب العام في الحجاز الأمـ فيصل بن عبدالعزيز، وبحضور مندوبي مجلس الــشــورى وغيرهم من رجال الدولة، وبحث في هــذه الاجـتـ عـات الأنظمة والترتيبات الواجب اتخاذها لـسـ الأمــــور في المملكة وتنظيم الأعمال فيها وتوزيع المسؤوليات بصورة تكفل راحــة الجميع، وقـد رفعت نتائج تلك الاجتماعات بعد انتهائها إلى الملك عبدالعزيز لتصديقها ووضعها موضع التنفيذ. الصيد والنزهة نجد الملك عبدالعزيز عندما تسنح الفرصة ويلئم الوقت يقضي بعضا من وقته أثناء رحـاتـه بـ نجد والحجاز في ممارسة هوايته العربية الأصيلة، ألا وهي القنص، كيف لا وهو الخبير بأماكن تواجد الصيد بمختلف أنـواعـه في طريقه الطويل، إذ نجده في إحدى رحلته بعد وصوله إلى ركبةفيطريقه إلى المويه ينفرد عن الموكب مع سيارتين ورائه من خدمه ابتغاء القنص، وظل يتبع الآرام في ذلك الميدان الفسيح السهل المنبسط من الضحى إلى وقــت العصر، ثم اتجه إلى المويه ليلتقي بالموكب هـنـاك. وفي رحلة ثانية، نجد الملك ينفرد عن الركب بعد تحركه من ذريع بعد الظهر وظل يصطاد في الطريق إلى المساء، حيث وصل إلى عشيرة بعد غـروب الشمس. وفي رحلة ثالثة، غادر الملك عشيرة إلى الصيد والقنص، بينما انتقل المخيم الملكي إلى المويه ليعود الملك من رحلة الصيد إلى المويه ويبات فيها. وفي رحلة رابعة، نلحظ أن ركب الملك يغادر عشيرة إلى المحدثة بهدف الصيد والقنص فيقيم فيها ثلثة أيام ثم يغادرها إلى المويه. وفي رحلة أخرى، نجد الملك يقيم في ضواحي سجا أربعة أيام قضاها بالصيد والقنص. كما نجده قبل ابتداء بعض رحلته من نجد إلى الحجاز مقيما في روضة الخفس للنزهة والترويح عن النفس والصيد والقنص. الولائم والدعوات من صفات الملك عبدالعزيز النبيلة صفة التواضع، فما كان هناك كلفة ولا حواجز بينه وبين أفراد شعبه، فكان يتعامل معهم بشكل مباشر تعامل الأب الشفيق والأخ الشقيق والابــن الرفيق دون أن يضع فـــوارق طبقية بـ الحاكم والمــحــكــوم، وكـــان يعطف عليهم ويـبـادلـهـم المحبة الصادقة دون تصنع، كيف لا وهم يخاطبونه باسمه وكنيته دون ألقاب الملك والسلطان أو ألفاظ التفخيم والتعظيم، ويأكلون معه الطعام عل مائدة واحدة ويبثونه شكواهم ونجواهم، ولذا فقوة ارتباط الشعب بالقائد في المملكة تستند قبل كل شيء إلى قاعدة من مكارم الأخــاق العربية التي فرضت المكانة العالية لآل سعود في نفوس الناس. من هذا المنطلق، نلحظ أن الملك عبدالعزيز يحرص أثناء رحلته عل توثيق العلقة مع بعض أفــراد شعبه، وخاصة الشيوخ والأعيان، تقديرا لهم ورفعا لمكانتهم، ولذا فهو يلبي دعوات بعضهم عل الولائم أو غيرها، كما يبيت أو يستريح أو يقيم في بيوت بعضهم الآخر، ثم يكرمهم بالعطايا والمزايا. ومن هؤلاء عل سبيل المثال وليس الحصر: شيخ القضيمة محمد بن عبدالرحيم، وشيخ رابغ إسماعيل بن مبيريك، وابن مسعود أمير الشعراء، وابن دايل أمير مرات، وأمير الزيمة أحمد القناوي، ومحمد نصيف في جدة، وعبدالعزيز ومحمد الخريجي في المدينة المنورة، وحمزة غوثفيالمدينة، ووكيل أمير المدينة، وأمير الطائف، ووزير المالية، وغيرهم. رجال المعية فيما عدا رحلة الملك الأولى إلى الحجاز التي رافقه فيها إضافة إلى الأمراء والحاشية نحو لواء عسكريا من قواته، لأنها 15 كانترحلة استثنائية ذاتمهمات سياسية وعسكرية، فإن الرحلت التالية كان لا يزيد فيها عدد معية الملك وحاشيته وحرسه نسمة، لكن 150 وموظفيه عل العدد ارتفع مع ارتفاع أعداد الـسـيـارات، فـوصـل في عام إلى نحو 1929 وعــام 1928 1930 نسمة، أما في عام 500 فيرجح أنه تجاوز هذا العدد إلى الضعف. وبشكل عام، فإن عدد المشاركين في هـذه الرحلت يزيد وينقص بحسب أعـداد السيارات المتوافرة، وبحسب المواسم والـظـروف، ولكن لا يتصور أن ركاب ملك مثل الملك عبدالعزيز سيكون عدده قليل في كل الأحوال. والمــــرافــــقــــون للملك عــبــدالــعــزيــز في رحــاتــه باستمرار، هم ثلثة أقسام: الأول الأمــراء، والثاني رجال المعية أو الحاشية، والثالث الـحـرس والــخــدم وغيرهم مـــن الــســائــقــ والــعــ ل والموظفين، ويمكن أن نلحق أيضا قسما رابعا يختص بنساء العائلة الملكية بحكم ارتباط هذه الرحلت بتأدية فريضة الحج. فكان أصحاب السمو الأمراء من إخوته الأمراء فهد ومحمد وسـعـود وعبدالله وأحمد ومساعد وسعد الثاني، من مرافقيه الـدائمـ ، وإن كان الأميران عبدالله ومساعد هما الأكثر مرافقة في رحلته، وكذلك يرافق الملك بشكل دائــم أبـنـاءه وأبـنـاء إخوته وكـذلـك أحـفـاده في مراحل لاحقة، وكذلك عدد غير قليل من أمـراء آل سعود الآخرين من أبناء عمومة الملك، في حين كان يطلق وصف رجال المعية عل بقية المرافقين من العلماء والأعيان والمستشارين والأطـبـاء وموظفي الديوان الملكي والشعبة السياسية ورجال الخاصة الملكية، وكل من هو في حاشية الملك، ومن أبـرز هـؤلاء الذين لا يكادون يفارقون الملك في أسفاره: يوسف ياسين، مدحت شيخ الأرض، عبدالله بن عثمان، ومحمد بن دغيثر، وإبراهيم بـــن عــــيــــدان، وعــبــدالــلــه الـشـبـيـي، وعـبـدالـرحـمـن الـطـبـيـي، وإبــراهــيــم بن جميعة، وإبراهيم بن معمر، وحمد بـن مضيان، ومحمد الــقــاضي، ومحمد المـانـع، وعبدالعزيز المانع، ومحمد أبوعبيد، وعثمان التويجري، وعــبــدالــرحــمــن بـــن زيـــد، وعبدالرحمن الشعيبي، ومحمد الـ امـي، وأحمد بن مزيد، وغيرهم، ومن أسرة آل الرشيد كثيرا ما يرافقه محمد بن طلل، وعبدالله المتعب، ومشعل بن سعود، ورشيد المحيسن، وسلطان الجب، وفهد الجب، وغيرهم. تواضع النبلاء .. أبشفيق وأخ شقيق وابن رفيق استقبال مهيب للملك عبدالعزيز عقب إحدى رحلاته الجوية. لم تكن هناك حواجز بينه وبين شعبه فكان يتعامل معهم دون فوارق بن الحاكم والمحكوم كان الناس يخاطبونه باسمه وكنيته دون ألقاب ألفاظ التفخيم ويأكلون معه على مائدة واحدة إحدى السيارات المرافقة للملك المؤسس. 13

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=