aleqt: 21-9-2021 (10207)

الرأي تشكل بيتكوين الجزء الأكبر من مشكلة استهلاك الطاقة المرتبطة بالعملات المشفرة، ولا يرجح تحولها إلى آلية إثبات الرهن. لكن عرض بيتكوين محدود، فالحد الأقصى لعدد عملات بيتكوين التي مليون عملة فقط. ما يعني أن 21 يمكن تداولها هو عمليات التنقيب ستتوقف في وقت ما. وقد يصبح المستقبل حينها أكثر خضرة قليلا. » 2 من 2 العملات المشفرة واستهلاك الطاقة « يعرف نظام حل الألغاز المعقدة للتحقق من سلامة معاملات ،proof of work بيتكوين باسم إثبات العمل وهناك نهج بديل يعرف باسم إثبات الرهن وهو عبارة عن مجموعة من proof of stake المدققين، وليس المنقبون الذي يقومون برهن المنقبين عملاتهم المشفرة للحصول في المقابل على الحق في تنفيذ معاملات جديدة أو التحقق من سلامتها وإضافتها إلى سلسلة الكتل. ويحصل المدققون على مكافأة في صورة عملات مشفرة بقيمة تتناسب مع الرهن الذي قدموه. وفي حالة التصديق على صحة كتلة ما ثبت أنها تتضمن معاملات أو بيانات تاريخية غير صحيحة، يفقد المدقق الرهن المقدم. ويتم اختيار المدققين بصورة عشوائية، لذلك لا توجد بينهم أي منافسات ولا يحتاجون بالتالي إلى استخدام القدر الضخم من الطاقة نفسها، وأن الأمـر لا يحتاج سوى جهاز متصل بالإنترنت، لذلك يقول البعض بإمكانية الحد من استهلاك في المائة، وتستخدم 99,95 الطاقة بنحو آلية إثبات الرهن في عدد من سلاسل الكتل "بلوكتشين" المعروفة مثل ،Tezos و Cardano و EOS و Polkadot و لكن الحصة السوقية لهذه السلاسل محدودة نسبيا، مقارنة ببيتكوين وإيثريوم. لذلك فإن تحول إيثريوم إلى استخدام آلية إثبات الرهن يعد خطوة مهمة قد تشجع الآخرين حـال نجاحها عـ حـذو الاتـجـاه نفسه، ما سيحد من البصمة الكربونية للعملات المشفرة. لكن التحول لن يكون سهلا. فتصميم سلسلة كتل قابلة للزيادة تعتمد على آلية إثبات الرهن وتحافظ على أمن العملة ولا مركزيتها، وهما من أهم المبادئ التي تقوم عليها فكرة العملات المشفرة، يكاد يكون أمرا مستحيلا. وهذا ما يطلق عليه فيتاليك بوتيرين، المؤسس المشارك لإيثريوم، اسم "المعضلة الثلاثية أمام التوسع في سلاسل الكتل". ويقول خان من بنك التنمية الآسيوي: "لا توجد عملة" واحدة مثالية تتحقق فيها الخصائص الثلاث. فمن الممكن توافر اثنتين من هذه الخصائص على أقصى تقدير، لكن وجود عملة مشفرة خالية من المشكلات أمر غير وارد لا هل ستشهد عملة بيتكوين التحول نفسه؟ ويضيف خان: أعتقد أنه سيتم التخلي عن آلية إثبات العمل. قد تنشأ عن معاملة بيتكوين الواحدة انبعاثات كربونية تعادل مليون عملية 1,8 تلك الناتجة عن أكثرمن شراء باستخدام بطاقة فيزا. ويذكر جون كليف، الخبير السابق في شــؤون القطاع المــالي بصندوق النقد الـــدولي، يختلف الهدف من استخدام بيتكوين اختلافا كبيرا عـن إيـ يـوم، فبيتكوين تطمح في التحول إلى وحدة حساب أو نقود من نوع ما، لكن إيثريوم تهدف في ذلــك، ليس هو الغرض من إيثريوم نهاية المطاف، إلى أن تحل محل الطرف الثالث على شبكة الإنترنت، مثل "فيسبوك" و"جوجل"، من خلال تطبيقات وعقود لا مركزية تستخدم عملة إيثريوم. وتشكل بيتكوين الجزء الأكبر من مشكلة استهلاك الطاقة المرتبطة بالعملات المشفرة، ولا يرجح تحولها إلى آلية إثبات الرهن. لكن عرض بيتكوين محدود، فالحد الأقصى لعدد عملات بيتكوين التي يمكن مليون عملة فقط. ما يعني 21 تداولها هو أن عمليات التنقيب ستتوقف في وقت ما. وقد يصبح المستقبل حينها أكثر خضرة قليلا. يوم وطني جديد يوافق الخميس المقبل مناسبة الاحتفال باليوم الوطني يوم فريد في حياة الجميع لأنه يجمع بين الذكرى 91- الـ والعبر ورد الجميل من ناحية والمستقبل والأمل والثقة من ناحية أخرى- محطة قصيرة لانطلاقة جديدة. الثقافة العامة في الأغلب تلجأ للتاريخ على حساب المستقبل لأسباب تحتاج إلى عالم اجتماع لمعرفة وتحليل خباياها. لذلك جاء العهد الجديد بتوجيهات ولي العهد في ظل قيادة خادم الحرمين، ممثلا في الرؤية وبرامج التحول لتغيير النظرة المجتمعية من خلال تحديث المملكة في جميع المجالات. اليوم الوطني فرصة للمراجعة وعدم التوقف كثيرا، فالمستقبل دائما أفضل. أثبتت النظرة الواقعية والأمينة أن المملكة في وضع متميز قياسا ليس على دول المنطقة فقط، لكن للدور على المسرح العالمي. التاريخ مهم بقدر معرفتنا لما للحاضر المستقبل. لذلك أرى اليوم الوطني فرصة للوقوف على نقطة مفصلية بين الماضيومواجهة التحديات، التوقف وجدانيا كثيرا متعب ويأخذ كثيرا من طاقة نحن في أشد الحاجة لها لمواجهة المستقبل. سيستمر السعودي قادرا على التكيف والتقدم مهما كانت الظروف. على كل منا مسؤولية مباشرة لصناعة تاريخ مستقبلي لمن يأتي بعده. المحتوى الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية يحتمان علينا جميعا تسليم الوطن بحالة أفضل لمن يأتي بعدنا. يشهد هذا الجيل تحولا مهما، حيث أظهر حماسا وانطلاقة جديدة ليأخذ بالوطن إلى مدار جديد وأعلى على جميع الأصعدة الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية. الدور الوطني له شق عام يروق لكثير الحديث عنه، لكن نــادرا ما نتحدث عن الــدور الشخصي، الـذي يبدأ الاهتمام بالنظافة في الأماكن العامة والاهتمام بمن يحتاج إلى مساعدة معنوية أو مادية والاهتمام بالتعليم والمعرفة التخصصية والقراءة والمسؤولية المالية المباشرة، فالمجتمع الناجح عادة يلجأ إلى الاعتزاز بالنفس من خلال التعمق في المهنة والهواية والاستقلال المالي. نجاح الأفراد حتما يقود لنجاح المجموعة وبالتالي الوطن، السياسات العامة تحتاج إلى دعم من الأفراد لرفع مستوى التعاون والثقة. الثقة والتعاون لا تقاسان بإحصائيات وأرقـام الاقتصاد، لكنهما ربما أهم من أي رقم وماكينة دفع مستمرة العطاء وتزيد فرص الإبداع. الرغبة في التطوير والكفاءة هي التعبير العملي عن التعامل مع المستقبل. أخذت المملكة خطوات إطارية وعملية فيجميع المجالات الإدارية، التنظيمية، الاقتصادية، الاجتماعية، السياحية، البنية التحتية، والتكامل مع الدول الأهم اقتصاديا والرقابية. كل هذا يتم في رحلة تحديثية يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خلال هذه التطورات المعتبرة. هذه التطورات مهمة ولا بد أن تستمر. هناك تحديات ناعمة بدأت تأخذ حقها من الاهتمام مثل مبادرة التطوير البشري من خلال إعادة التفكير في العلاقة المعقدة بين التعليم وسوق العمل والهجرة الاقتصادية وترتيب أدوار الناس لتعظيم المصلحة الوطنية بما في ذلك تسلل البعض خلسة لمراتب النخبة. الثاني التركيز على دور الصناعة وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات. متابعة دور الهيئة من خلال فحص الروابط الأفقية الرأسية كفيل بمتابعة سلاسل القيمة المضافة في المجتمع والعلاقة بين القطاعين العام والخاص ومتابعة المقصر وكفاءة الناجح. اليوم الوطني مناسبة نبدأ فيها بشكر المولى- عز وجل- ومن ثم تقدير القيادة الحكيمة لكل ما تقوم به تجاه الوطن، وتقديم تحية للشعب السعودي النبيل، خاصة لأبطالنا على الحد الجنوبي، وكل ثغر على الحدود. يحتفل ويفتخر الجميع ويتعاهد على مستقبل أفضل في الأعوام والعقود المقبلة لنسلم الأمانة إلى الجيل الصاعد، كما تسلمناها من الآباء والأجداد. حين بدأ الملك المؤسس هذه التجربة الوطنية الفريدة المباركة كانت المقومات أقل والظروف أصعب، لذلك مسؤوليتنا أسهل ومعرفتنا بالتاريخ أطول وإنجازاتنا أكثر- علينا مواصلة الإنجاز والانسجام والاحتفال. كيفستتمكن طالبان من إدارة أفغانستان؟ السؤال ليس كيف تستولي على السلطةفي بلد ما، لكنه كيف ستدير هذا البلد بعد استيلائك على السلطة فيه؟ والشواهد التاريخية كلها تقول: إن الجماعات التي نجحت في الوصول إلى السلطة دون أن تملك برنامجا أو رؤية، دعك من امتلاكها خبرة متراكمة في أمور السياسة والاقتصاد والإدارة، انتهت إلى فشل ذريع. وبعبارة أخرى ليس مهما أن تستولي على القصر الرئاسي ودار الإذاعة ومحطة التلفزيون ومرافق البلاد الحساسة كي تعد نفسك منتصرا، وإنما انتصارك الحقيقي يكمن في نجاحك ومقدرتك على إدارة البلاد وتحقيق قدر من الأمـن والاستقرار والرخاء المعيشيلمواطنيك. فإذا كانت جماعة مثل "الإخوان المسلمين" فشلت في إدارة كل الـدول التي وصلت فيها إلى الحكم بدءا من السودان ومصر وانتهاء بتونس والمغرب، وهي الجماعة صاحبة التاريخ الطويل في العمل السياسي والمراوغة والتحايل والخبث، فما بالك بحركة طالبان التي لم تظهر وعاش زعماؤها من 1996 على الساحة إلا عام أنصاف المتعلمين وعديمي الخبرة في الكهوف ملتحفين بأغطية تحريمات ما أنزل الله بها من سلطان؟. نقول هذا على ضوء العقبات التي تواجه طالبان في أعقاب عودتها إلى السلطة في كابل أخيرا بعيد الانسحاب الأمريكي الفوضوي من الأرض الأفغانية. وهذه العقبات كبيرة ومتنوعة ومتداخلة، ما يشكل تحديا للحكومة الطالبانية التي تشكلت بعد مخاض عسير وتأجيل أكثر من مرة من وزراء لا يمتلكون من المؤهلات العصرية شروى نقير. ولسنا بحاجة في هذا السياق إلى التذكير أن حكومة طالبان القديمة التي تولت 2001 ــ 1996 السلطة في كابل في الفترة ما بين فشلت فشلا ذريعا ليس في سياساتها الداخلية فحسب، بل في سياساتها الخارجية أيضا، حيث لم تجد من يترحم عليها وقت سقوطها. لقد ظهرت التحديات التي يواجهها النظام الطالباني الجديد مبكرا عندما فشل الحكم في كسب ولاء عديد من الأعـراق والأطياف الأفغانية التي شعرت على الأقل بشيء من الأمان في ظل الحكم السابق، وهو ما جعلها تخرج في مظاهرات ضد طالبان وأجنداتها المعروفة انتهت بالقمع. ثم رأينا كيف أن الحكومة الطالبانية الجديدة عجزت عن إدارة مطار كابل فراحت تطلب مساعدة بعض الدول الأجنبية في هذا المجال لنقص خبرة كوادرها الفنية والإدارية. وفي الأيام القليلة الماضية ظهرت تقارير حول عجزها، للأسباب ذاتها عن إدارة البنك المركزي الأفغاني وتأمين ضرورات الحياة للمواطنين، خصوصا في ظل تجميد أصولها المالية في الخارج وعدم حصولها على اعتراف دولي من أي جهة، الأمر الذي دفع الجهات الأممية إلى قرع أجراس الإنذار والقول: إن "انكماشا اقتصاديا حادا ينتظر أفغانستان قد يلقي بملايين الأفغان في براثن الجوع والفقر مجددا ويولد موجة جديدة من اللاجئين وبالتالي يعيد الأمور إلى الـوراء لأجيال" طبقا لما صرحت به ديبورا ليونز ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان خلال اجتماع لمجلس الأمن أخيرا. ومما قالته الممثلة الأممية أيضا: "إن سلطات طالبان لا تستطيع توفير سيولة كافية لدفع الرواتب ولا تستطيع وقف انخفاض العملة ومنع الارتـفـاع الحاد في أسعار الغذاء". والمعروف أن هذا الوضع كان غائبا في ظل الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت تتمتع باعتراف دولي واسع، وتحصل على أكثر من في المائة من إنفاقها العام من الولايات 75 المتحدة. وفي ظل التنافس الأمريكي - الصيني وقفت بكين موقفا مؤيدا لطالبان بدعوتها عبر جينج شوانج نائب مندوبها في مجلس الأمـن إلى ضرورة إفراج واشنطن سريعا عن أموال البنك المركزي الأفغاني المجمدة والبالغ مقدارها نحو تسعة مليارات دولار لمساعدة حركة طالبان على إدارة أفغانستان اقتصاديا، بينما شدد السفير الكندي السابق في كابل على ضرورة مراقبة الحركة أمميا لجهة طريقة إنفاقها أموال المساعدات التي تحصل عليها الآن ومستقبلا. كي لا يتم استخدامها في أمـور لا تدخل في مصلحة المواطن الأفغاني. ومن نافلة القول: إن التحديات التي أشرنا إليها تبدو في طريقها إلى الاستفحال على ضوء تفشي وبـاء كورونا بين المواطنين الأفغان، ودليلنا هو ما ذكرته كاني ويناراجا مديرة المكتب الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مؤتمر صحافي من في المائة من الأفغان يعيش على دولار 72 أن 80 واحد في اليوم، وهذا الرقم سيرتفع إلى في المائة بحلول منتصف العام المقبل، وذلك بسبب نضوب الدعم المالي الأجنبي وتفشيوباء .19 كوفيد ـ وتتعدد السيناريوهات المعروضة أمام النظام الجديد في كابل للتغلب على مصاعبها المالية. أحد هذه السيناريوهات هو أن تلجأ حركة طالبان إلى تفاهمات وتنازلات مع دول الجوار كي تحصل منها على الأمـوال، غير أن مثل هذا السيناريو يصطدم بحقيقة أن كل جيران أفغانستان باستثناء الصين تعاني أزمات اقتصادية ونقصا في الأموال. أما السيناريو الآخر الذي تحدث عنه عديد من الخبراء والمراقبين، فهو لجوء الطالبانيين إلى زراعـة الخشخاش وتصديره من أجل الحصول على موارد مالية، كما فعلوا على مدى أعوام طويلة لتمويل حركتهم ومدها بالسلاح وتجنيد المقاتلين والأنصار، وهذا السيناريو سيعمق مشكلاتها مع المجتمع الدولي بطبيعة الحال. تتعدد السيناريوهات المعروضة أمام النظام الجديد في كابل للتغلب على مصاعبها المالية. أحد هذه السيناريوهات هو أن تلجأ حركة طالبان إلى تفاهمات وتنازلات مع دول الجوار، كي تحصل منها على الأموال، غير أن مثل هذا السيناريو يصطدم بحقيقة أن كل جيران أفغانستان باستثناء الصين تعاني أزمات اقتصادية ونقصا في الأموال. NO. 10207 ، العدد 2021 سبتمبر 21 هـ، الموافق 1443 صفر 14 الثلاثاء 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدا رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني مديرا التحرير علي المقبلي حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com أناليسا بالا * خبير اقتصادي - صندوق النقد الدولي د. عبدالله المدني * أستاذ في العلاقات الدولية Elmadani@batelco.com.bh @AlfawazHamd فواز بن حمد الفواز

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=