aleqt: 21-9-2021 (10207)

الرأي بريطانيا .. الأزمة مزدوجة يواصل الاقتصاد البريطاني تسجيل تراجع يعد الأكبر على الإطلاق خلال الفترة الأخيرة، بعد إجراءات الإغلاق الخاصة بفيروس كورونا، التي أدخلت البلاد رسميا في في المائة مقارنة 20.4 حالة ركود، وانكمش الاقتصاد بالأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام. كما انخفض إنفاق الأسرة في بريطانيا بعد إصدار الحكومة أوامر بإغلاق المتاجر، ما أدى إلى انخفاض إنتاج المصانع وحركة البناء، وأدخل هذا الوضع الصعب المملكة المتحدة في أول ركود لها، بعد تراجع اقتصادها ربعين متتاليين، ، فيما عانى قطاع الخدمات، الذي يغذي أربعة 2009 منذ أخماس الاقتصاد أكبر انخفاض له على الإطلاق خلال ثلاثة أشهر. وبينما تتوقع آخر التقارير حدوث انتعاشة اقتصادية قوية، يشير بنك إنجلترا إلى أنه لا يرجح عودة مؤشرات الاقتصاد إلى حجمها الذي كان عليه قبل انتشار الوباء حتى نهاية العام المقبل، بينما يتوقع مكتب الميزانية التابع للحكومة، أن يستغرق التعافيوقتا أطول. وفي هذه الأجــواء والظروف الاقتصادية الحرجة سجلت بريطانيا نقصا حادا في العمالة، نتيجة انسحابها أول العام الجاري من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وكانت هذه المعاناة متوقعة، لأن نسبة كبيرة جدا من الأوروبيين الذين يعملون في عدد من القطاعات المحورية، ولا سيما الخدمية منها، عادوا إلى بلادهم، نتيجة القيود المشددة على التوظيف التي تفرضها قواعد "بريكست"، وذلـك بعدما صوتت المملكة المتحدة على الخروج من الكتلة الأوروبـيـة نهائيا، 2016 في وكانت المؤشرات تدل على مشكلات جمة على الصعيد الاقتصادي في البلاد مع فك الارتباط الكامل في بداية العام الجاري. ومع أزمات كورونا و"بريكست" المجتمعة والمتزامنة في وقت واحد، دخل الاقتصاد البريطاني في ممرات ضيقة وصعبة، باعتراف كبار المسؤولين في البلاد، وذلك بعد أن فوجئ البريطانيون باستمرار النقص الحاد جدا في الأيدي العاملة، ومغادرة عشرات الآلاف من المواطنين الأوروبيين المملكة المتحدة. ألف أوروبي 200 ففي العام الماضيانسحب أكثر من من الأراضي البريطانية، وما حدث بالفعل أن المحال التجارية، وخصوصا تلك العاملة في قطاع المواد الغذائية، عانت ولا تزال نقصا في السلع والإمدادات، فالنقص في الأيــدي العاملة شمل خدمة العملاء والسائقين، ناهيك عن النقص الشديد في القطاع الطبي عموما، وفي مجال خدمات مثل الإطفاء، والحراس، إلى جانب خدمات الضيافة والمطاعم، والأنشطة المختلفة الأخرى المرتبطة بها. هذا التراجع في العمالة والتوتر الحاضر بسبب تداعيات كـورونـا يؤثر مباشرة في مسيرة التعافي الاقتصادي عموما، فالتوقعات تشير إلى ارتفاع نسبة معدلات التضخم، وارتفاع أسعار المستهلكين فوق المستهدف لخمسة أعوام مقبلة، وهذه النقطة بحد ذاتها تمثل ضربة للحكومة الحالية، التي تسعى للبقاء في الحكم في الانتخابات المقبلة، عبر تقديم أفضل مستوى من الخدمات والرعاية للناخبين. التداعيات الاقتصادية التي تسبب فيها وباء كورونا رفعت من حدة التحديات والضغوط على الاقتصاد البريطاني، الذي وصفه ريشي سوناك وزير المالية بأكبر ركود منذ ثلاثة قرون. وسط هذه الضغوط، تتراجع بقوة مبيعات التجزئة، وهذا القطاع يمثل محورا رئيسا للاقتصاد في المملكة المتحدة، وهذا التراجع بدأ قبل أربعة أشهر، ولا يزال مستمرا، ومن المتوقع أن يواصل حتى نهاية العام الجاري، والمشكلة هنا أن هذا الانخفاض جاء على عكس كل التوقعات من الجهات المختصة، فيما تبرز بقوة قضية التضخم هنا، خصوصا بعد الإجـراءات الواسعة التي اعتمدتها حكومة بوريس جونسون على صعيد التيسير الكمي لدعم الأعمال والحراك الاقتصادي خلال أزمة كورونا. لكن بنك إنجلترا المركزي، يعتقد أنه آن الأوان لتشديد هذه السياسة من أجل السيطرة على التضخمفي المستقبل القريب. وأكثر ما يقلق المشرعين البريطانيين منه حاليا هو ذاك النقص الحاد في الأيدي العاملة في قطاع الضيافة، فمدينة مثل لندن على سبيل المثال تتصدر قائمة المدن الأكثر استقطابا للسياح، متجاوزة باريس وروما وغيرهما، والمسألة الكبرى هنا، أن نسبة كبيرة من العاملينفي هذا القطاع تأتي من دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي دفع أصحاب الأعمال في قطاع الضيافة إلى الطلب من الحكومة، أن تدخل تعديلات علىهذا الجانب ضمن اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي. بريطانيا تعد الوحيدة على الساحة الأوروبية التي واجهت أزمتين في آن معا، إلى حد أن السلطات المختصة تتجه إلى تطبيق نظام العمل المرن لأجل غير مسمى، ليس بسبب محاذير كورونا، بل لتوفير مغريات للعاملين من أجـل مزيد من العمل لسد الثغرات التشغيلية الحالية في معظم القطاعات التي شملت نسبة مرتفعة من العمالة الأوروبية. وفي كل الأحــوال، سيستمر فترة ليست بالقصيرة تأثر التعافي الاقتصادي البريطاني سلبا بمؤثرات الجائحة و"بريكست" في آن معا. التحالف الغربي سيبقى متماسكا بالطبع، لكن العلاقات الأوروبية - الأسترالية، ستكون متوترة في الفترة المقبلة، خصوصا أن الحكومة الفرنسية أعلنت صراحة عدم قدرتها على الوثوق بأستراليا في المحادثات الجارية بشأن إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي. وهذا الموقف قد يؤثر بالفعل في إبرام هذا الاتفاق قريبا، في الوقت الذي تتحرك فيه بريطانيا منذ بداية العام الجاري لعقد اتفاق تجاري مفتوح مع أستراليا، بعد خروجها من الكتلة الأوروبية. » 2 من 1 تخصيصحقوق السحب الخاصة وحصص الدول « خلال آب (أغـــســـطـــس)، أعـلـن صندوق النقد الدولي وسط ضجة إعلامية كبيرة أن أعضاءه توصلوا 650 إلى اتفاق تاريخي يقضي بإصدار مليار دولار من حقوق السحب الخاصة "وحدة الحسابفيصندوق النقد الدولي" لمواجهة حالة الـطـوارئ التي تفرضها .19 - جائحة مرض فيروس كورونا كوفيد حقوق السحب الخاصة عبارة عن مطالبات محاسبية تستطيع الحكومات، بفضل المساعي الحميدة التي يبذلها صندوق النقد الدولي تحويلها إلى دولارات وعملات صعبة أخــرى لـسـداد تكاليف واردات 650 أساسية مثل اللقاحات. الحق أن مبلغ مليار دولار ليس بسيطا، فهو يقرب من في المائة من الناتج المحلي الإجمالي 1 العالمي. ومن الممكن أن يحدث هذا فارقا كبيرا في الدول الفقيرة المتأثرة بالفيروس. تكمن المشكلة في أن حقوق السحب الخاصة، تخصصوفقا لحصص الدول، أو حقوق الاقتراض التلقائي، داخل صندوق النقد الـدولي، وتعتمد صيغة الحصص بشكل كبير على مجموع الناتج المحلي الإجمالي للدول. نتيجة لهذا، ذهب نحو مليار 650 في المائة فقط من أصـل 3 في 30 دولار إلى دول منخفضة الدخل، و المائة فقط إلى الأسواق الناشئة متوسطة 60 الدخل. وجرى تخصيص ما يقرب من في المائة لدول مرتفعة الدخل لا تواجه نقصا في الاحتياطيات من العملات الأجنبية أو أي صعوبة في الاقتراض لتمويل عجز في المائة 17 الموازنة. وذهب أكثر من إلى الولايات المتحدة، التي يمكنها طباعة الدولارات متى شاءت. كان الأمل أن تتمكن الحكوماتوصندوق النقد الدولي من التوصل إلىطريقة تتمكن الدول مرتفعة الدخل من خلالها من تحويل جـزء مـن حصصها في حقوق السحب الخاصة إلى الدول النامية التي تحتاج إليها. حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه. ومع اقتراب موعد انعقاد اجتماعات صندوق النقد الدولي السنوية في تشرين الأول (أكتوبر)، فإن الوقت حان لتضاعف المؤسسة وأعضاؤها الجهود لتحقيق هذه الغاية. الواقع أن السوابق ليست مشجعة. ففي ، عندما بدأت المناقشات الجادة 1965 عام لإنشاء حقوق السحب الخاصة، زعم فريق من الخبراء يعملون نيابة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن حقوق السحب الخاصة يجب أن تخصص بهدف تلبية احتياجات التنميةفي الدول المستقلة حديثا. لكن عندما أصدرت حقوق السحب ، تم تخصيصها بدلا 1970 الخاصة عام من ذلك بالتناسب مع حصص الأعضاء في صندوق النقد الدولي. ، اقترح 1973 - 1972 ثم في الفترة متحدثون باسم الدول النامية ما عرف بعد ذلك على أنه حلقة الوصل. فقد تصوروا صفقة تحصل بموجبها الاقـتـصـادات المتقدمة على نظام نقدي دولي معدل، حيث تــؤدي حقوق السحب الخاصة الوظيفة التي ينفذها ال ـدولار في إطار نظام بريتون وودز الذي انتهى وجوده الآن، وتحصل الـدول النامية في مقابل دعمها على القسم الأعظم من تخصيص حقوق السحب الخاصة التالي. في النهاية، جرى استرضاء الدول النامية بوعد بإمكانية النظر في حلقة الوصل في المستقبل، ومضى تخصيص حقوق السحب الخاصة الثاني قدما. أما عن حلقة الوصل، فلم يحدث أيشيء... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» .2021 ، بروجيكت سنديكيت تعتمد صيغة الحصص بشكل كبير على مجموع الناتج في المائة 3 المحلي الإجمالي للدول. نتيجة لهذا، ذهب نحو مليار دولار إلى دول منخفضة الدخل، 650 فقط من أصل في المائة فقط إلى الأسواق الناشئة متوسطة الدخل. 30 و في المائة لدول مرتفعة 60 وجرى تخصيص ما يقرب من الدخل لا تواجه نقصا في الاحتياطيات من العملات الأجنبية أو أي صعوبة في الاقتراض لتمويل عجز الموازنة. باري آيكنجرين * أستاذ الاقتصاد ـ جامعة كاليفورنيا في بيركلي مستقبل القدرات البشرية السعودية كثير من دول العالم تعاني إدارة حاضرها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، ونحن - بفضل الله - نخطط للمستقبل وندفع بميزانيات ضخمة من أجل مستقبل البلاد. وثيقة برنامج تنمية القدرات البشرية الصادرة أخيرا، الحقيقة: إنها وثيقة ثمينة وتكاد تكون بمنزلة الحمض النووي لأي بلد يريد النهوض، ولو عملنا بها وبشكل منفرد، لظهرت لدينا قدرات بشرية تبني البلاد بشكل مبهر فيضوء اقتصاد سعودي عالي الموارد أصلا. برنامج تنمية قـدرات البشرية الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - يأتي في نطاق شمولي يستهدف الوفاء بالمهارات الأساسية للمواطنين وبناء مهارات المستقبل إضافة إلى تنمية المعارف على المستويين العمري والتعليمي عبر مجموعة مبادرات موضوعية تؤهل المواطنين لسوق العمل الحالية والمستقبلية وبنظرة عالمية. توقيت المبادرة دليل على أن هناك مراجعة موضوعية دائمة ، وأعتقد أن المبادرة نشأت من أسئلة جوهرية 2030 لبرامج رؤية وعميقة في جوانب الرؤية بهدف الجمع بين المعرفة والتطبيق والاقتران بالعمل. ركائز البرنامج الثلاث: أولا، تعليم متين ومرن للجميع. ثانيا، إعداد لسوق عمل محلية وعالمية. ثالثا، فرص تعلم مدى الحياة. كلها مرتكزات جوهرية وكافية لإحداث نقلة نوعيةفي ثقافة ودافعية المجتمع وتحسين موارد أي بلد، فما بالك إذا ارتبطت برؤية طموحة ومدعومة بإرادة سياسية قوية وصلبة دون النظر إلى أي دورات اقتصادية هابطة أو غير مستقرة؟ وهذا ما نشهده فعليا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - من دعم متواصل لبناء الاقتصاد والإنسان السعوديين. عند تحليل وثيقة البرنامج نرى مدى قوة العلاقة المتبادلة بين الاقتصاد والقوى البشرية والتعليم والتدريب، أعتقد بمقدور مبادرات برنامج تنمية القدرات البشرية بنسختها الحالية الارتباط ، لأن مبادرات البرنامج مصممة 2030 بشكل رأسي وأفقي برؤية لاغتنام فرص حالية وفي الوقت نفسه تحضير مستقبل تنافسية قدراتنا البشرية المحلية وتحويلها إلى العالمية. عند قياس أثر البرنامج ماليا، فإنه يستهدف تحسين ميزان 2025 مليون ريال بنهاية 736 المدفوعات في الاقتصاد الكلي بـ ألف 43 ألف وظيفة في القطاع الخاص، وتوظيف 223 وتوفير خريج فيشركات عالمية أو منظمات غير حكومية، أي: بزيادة تقدر في المائة، إضافة إلى وجود ست جامعات سعودية ضمن 15 بـ جامعة 100 جامعة عالميا، وجامعة واحدة ضمن أفضل 200 أفضل ، ونسب توطينفي وظائف عالية المهارات بمعدل 2025 عالمية قبل في المائة من إجمالي العاملين غير السعوديين لفترة القياس 40 المستهدفة نفسها. أخيرا: لتلك الاتجاهات أبعاد واسعة في تطوير قدرة مواردنا البشرية وتوليد عوائد مستدامة لاقتصادنا، وفي الحين ذاته فإن مخرجات البرنامج سترفع من جـدارة شبابنا للعمل محليا ومع الاستثمارات الأجنبية المقبلة وبمهارات عالية، وسيجعل من السعودية مكانا مثاليا للاستثمار في مشاريع ذات تقنيات متقدمة. «غواصات» تربك التحالف الغربي "نتعاون بشكل وثيق مع فرنسا بشأن أولوياتنا المشتركة في المحيطين الهندي والهادئ" جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة لم تخف الحكومة الفرنسية فرحتها من خسارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب؛ الانتخابات الأخيرة، إلى درجة أن غردت آن هيدالجو؛ عمدة مدينة باريس، فـور تسلم الرئيس جو بـايـدن؛ مقاليد السلطة خلفا لترمب؛ بتعبير انتشر في كل أو "أهلا welcome back America الأرجاء بعودتك أمريكا". فالمشكلات الاقتصادية حتى السياسية بين باريس وواشنطن شابت العلاقات طوال فترة وجود ترمب في البيت الأبيض، وهي نفسها طبعت علاقات الولايات المتحدة آنذاك مع بقية دول أوروبا وعدد من الدول الأخرى، ولا سيما علىصعيد المعارك والحروب التجارية المتعددة مع هذا البلد أو ذاك. عرف كل الدول الحليفة للولايات المتحدة أن بايدن ينتهج أساسا استراتيجية الشراكة للوصول إلى الغايات، وسياسة التفاهمات لتحقيق الأهداف، خصوصا تلك التي تتصل بالعلاقات الدولية والثنائية أيضا. عــدت فرنسا صفقة الـغـواصـات بين الـولايـات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، بمنزلة طعنة في ظهر باريس من جانب الأطراف الثلاثة، حتى إن جان إيف لودريان؛ وزير الخارجية، قالصراحة: "إن بايدن اتخذ قرارا مفاجئا على طريقة ترمب". فالمسألة ببساطة تنحصرفي أن استراليا ألغت صفقة موقعة أصلا مع فرنسا منذ عدة أعوام لبناء غواصات لها، مقابل صفقة جديدة مشتركة بين لندن وواشنطن. هذه الصفقة رغم أنها تختص بجانب عسكري واضح، إلا أنها تشكل في الواقع نواة تحالف أمريكي - بريطاني - أسـ الي، رغم أنها لا تضرب الأسس التي يقوم عليها حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يجمع كل هذه الدول، وهو المكلف بصناعة تـوازن القوى مع الـدول الكبرى خارجه، ولا سيما الصين وروسيا. إلـغـاء الحكومة الأسـ الـيـة صفقة الغواصات، أثّر بالفعل في فرنسا من الناحية الاقتصادية. فباريس وضعتها ضمن نطاق الحراك الاقتصادي ما بعد وبـاء كورونا، مليار دولار. 40 وتصل قيمتها إلى أكثر من وهذه الصفقة كانت ستوفر فرص عمل هائلة على الساحة الفرنسية، وتعزز الشراكات الموجودة بين باريس وكانبرا. ومثل هذه الصفقة كانت ستدعم علاقات أستراليا ببقية دول الاتحاد الأوروبي التي ستتسلم فرنسا رئاسة دورتــه المقبلة. والحكومة الفرنسية كانت ترغب أساسا في رفع مستوى المبادلات التجارية المتواضعة مع هذا البلد. فالاستثمارات الفرنسية في أستراليا مليار يـورو، فيما سجلت 6.3 لا تزيد على 1.5 الاسـتـثـ رات الأسترالية في فرنسا مليار يورو فقط. فصفقة الغواصات كانت ستوفر قوة دفع قوية على صعيد العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. فضلا عن أنها ستقلل من زخـم العلاقات بين أستراليا وبريطانيا، حيث تسعى هذه الأخيرة لاتفاق تجاري كامل في أعقاب خروجها من الاتحاد الأوروبي. لا أحد يأخذ كلام المسؤولين الأستراليين على محمل الجد بخصوص المـ رات التي أطلقوها لإلغاء الصفقة مع فرنسا. فهم يقولون: إن الإلغاء بسبب تصميم الغواصات الفرنسية للعمل بالوقود التقليدي، بينما عرض البريطانيون والأمريكيون غواصات تعمل بـالـوقـود الــنــووي. فالفرنسيون يستطيعون حقا تعديل مخططات البناء هذه، وهم معرفون بخبرتهم في المجال النووي، حتى إن شركات فرنسية تدير فعليا المفاعلات النووية البريطانية منذ أعوام عديدة، فضلا عن امتلاكها شركات الكهرباء البريطانية، التي تولد التيار الكهربائي عبر هـذه المفاعلات أصـ . لكن الـواضـح، أن المسؤولين الأستراليين فضلوا الشراكة مع لندن وواشنطن، رغم أن التكاليف المتوقعة للصفقة مع هاتين العاصمتين ستكون أكبر من الصفقة المبدئية مع فرنسا. وهذا ما طرح أسئلة خطيرة بالفعل تتعلق بالأمن العالمي ككل. الولايات المتحدة تتحرك لرص صفوف التحالف الغربي للوقوف في وجـه المد الصيني في المحيط الـهـادئ، مع تنامي نفوذ الصين في هذه المنطقة الحيوية. وحـدوث فجوة في التحالف بسبب إلغاء صفقة الغواصات، يعطي الصينيين إشارات مريحة ولو كانت آنية. الغضب الفرنسي وصل إلى حد اعتبار وزير الخارجية الفرنسي إلغاء الصفقة بأنه سيؤثر في مــاذا؟ في تعريف المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف (الناتو). هذا الكلام، لا يعني بالطبع أن فرنسا مستعدة للانسحاب من النظام الغربي الجديد - إن صح التعبير - الذي أعاد بايدن تكريسه فور وصوله إلى الحكم، إلا أنه قد يؤدي إلىشرخ ما، في وقت يتفق فيه الغرب على ضرورة التحضير للمواجهة المستمرة مع الصين. فالاتحاد الأوروبي، أصدر بالفعل استراتيجيته لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، متعهدا بالسعي لإبـرام اتفاق تجاري مع تايوان، ونشر مزيد من السفن لإبقاء الطرق البحرية مفتوحة. وأيـا كان الأمـر، فإن التحالف الغربي سيبقى متماسكا بالطبع، لكن العلاقات الأوروبـيـة - الأسترالية، ستكون متوترة في الفترة المقبلة، خصوصا أن الحكومة الفرنسية أعلنت صراحة، عدم قدرتها على الوثوق بأستراليا في المحادثات الجارية بشأن إبـــرام اتـفـاق تـجـاري مـع الاتحاد الأوروبي. وهذا الموقف قد يؤثر بالفعل في إبرام هذا الاتفاق قريبا، في الوقت الذي تتحرك فيه بريطانيا منذ بداية العام الجاري لعقد اتفاق تجاري مفتوح مع أستراليا، بعد خروجها من الكتلة الأوروبية. ولباريس القوة الحقيقية على تعطيل أي مشروع أوروبي مع أي طرف في هذا العالم إذا ما رغبت في ذلك. عدت فرنسا صفقة الغواصات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، بمنزلة طعنة في ظهر باريس من جانب الأطراف الثلاثة، حتى إن جان إيف لودريان؛ وزير الخارجية، قال صراحة: "إن بايدن اتخذ قرارا مفاجئا على طريقة ترمب". فالمسألة ببساطة تنحصر في أن أستراليا ألغت صفقة موقعة أصلا مع فرنسا منذ عدة أعوام لبناء غواصات لها، مقابل صفقة جديدة مشتركة بين لندن وواشنطن. كلمة الاقتصادية Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - الشركة الخليجية للإعلان والعلاقات العامة نرحب باتصالكم داخل المملكة: 920000417 هاتف: +442074046950 لندن: +97143914440 دبي: +33153776400 باريس: للتواصل من مختلف الدول: + 966114411444 الإدارة العامة: : موقع إلكتروني www.alkhaleejiah.com : بريد إلكتروني hq@alkhaleejiah.com الوكيلالإعلاني NO. 10207 ، العدد 2021 سبتمبر 21 هـ، الموافق 1443 صفر 14 الثلاثاء 12 @AhmedAllshehri * مختصفي الاستثمار والسياسات الاقتصادية أحمد الشهري محمد كركوتي * كاتب اقتصادي karkouti@hotmail.com

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=