aleqt (10206) 2021/09/20

12 NO. 10206 ، العدد 2021 سبتمبر 20 هـ، الموافق 1443 صفر 13 الإثنين تـغـرت مـامـح التحالفات الدولية في العقد الأخـر، الذي يشهد انـقـابـا عـى المفاهيم السائدة سابقا، فلم يعد الحلفاء كما كانوا عليه، وكل طرف منهم يغني عل ليله، إذ تعمل الإدارة الأمريكية عل تأكيد محوريتها المطلقة، متوقعة من حلفائها أن ينصاعوا، دون أن تعتمد نهجا تشاوريا، خصوصا بعد تحالف أوكــوس الجديد، الـذي يجمعها مع بريطانيا وأستراليا، لتكون أول نتائج هذا التحالف خسارة لفرنسا، لكن بـاريـس استبقت الأحــداث بنظرة أخـرى، حيث سبق أن زار وزيـر الخارجية الفرنسي بكين، وقـال "الـراكـة أمـر ضروري مع الصين، لكي يكون الغرب عل مستوى تحديات العصر الكبية". نقطة الـبـدايـة للتحالفات الــجــديــدة، الـنـهـج الـسـيـاسي الأمريكي في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي بسط نفوذه عـى حساب حلفاء بــاده دون أي مـراعـاة لاعـتـبـارات الشاكة بمستوياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، وكـان الأوروبـيـون تحديدا، وبوتية أقل الكنديون، يتنفسون الصعداء حتى لا يتم التمديد للرئيس الجمهوري لفترة رئاسية ثانية، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن الأوروبية، ليكون الرئيس الديمقراطي جو بايدن أكثر ضررا للحلفاء، سائرا عل نهج سلفه، لكن بخطاب ناعم. الصدمة الفرنسية كبية، إذ عدت باريس خطوة إلغاء صفقة الغواصات الأسترالية مع شركة "نافال جـروب" الفرنسية، التي مليار دولار 56 بلغت قيمتها نحو طعنة في الظهر، فالصفقة البديلة سينتج عنها أن تبني أستراليا ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أمريكية وبريطانية، حيث سبق أن خــرت فرنسا، تحديدا شركـة صناعة الطيان الأوروبية "إيرباص" من العقوبات الأمريكية عل إيـران، عقودا مع ناقلين إيرانيين هما "إيران إيرتور" و"طـــران زاجـــروس" لبيع مائة طـائـرة في المجمل، في صفقة تقدر قيمتها بنحو عشة مليارات دولار، كذلكشركة النفط الفرنسية العملقة "توتال"، التي واجهت خطر خسارة عقد بقيمة خمسة مليارات دولار للمساعدة عل تطوير حقل غاز بارس الجنوبي، أما عل صعيد سوق السيارات فكانت خسائر الشكات الأوروبية العملقة في مـجـال تصنيع الـسـيـارات، كالعملق الألمـاني فولكسفاجن استئنافه بيع 2017 الذي أعلن في السيارات في إيـران للمرة الأولى عاما، فيما أثرت العقوبات 17 منذ بشكل كبي في عقود شركة بي إي إس، خاصة بعد النجاح الكبي الذي حققته في السوق الإيرانية ألف سيارة خلل فترة 160 ببيعها الاتفاق النووي. هذه الخسائر وما سيتبعها من ضياع لفرصة "صفقة العمر"، كما وصفتها الصحافة الفرنسية"، لن يعوضها أن تدفع الحكومة مليون دولار 295 الأسترالية نحو كشط جزائي قانوني، إضافة إلى ما يمكن أن تطلبه فرنسا في المحاكم كتعويضات إضـافـيـة، فإلغاء الصفقة أثـار الغضب الفرنسي والأوروبي تجاه أستراليا والولايات المتحدة، لتتخذ باريس موقفا سريعا بإلغاء احتفالية مشتركة مـع الـولايـات المتحدة كـان من المفترض أن تعقد في سفارتها في واشـنـطـن أخــــرا، الـحـدث الرئيس يعني - بحسب مراقبين - أن الإدارة الأمريكية تستنزف ما تبقى لواشنطن من سمعة وثقة لدى حلفائها في القارة العجوز، وأن التفاؤل الأوروبي بإصلح الرئيس الأمريكي ما أفسده سلفه دونالد ترمب بات يصطدم بحقيقة مختلفة، إذ تعد فرنسا أكبر حليف لواشنطن، ما أثـار شكوكا لدى بولندا وأوكرانيا بمدى التزامها بأمنهما، كما أزعج الاتحاد الأوروبي بقرارات أحادية الجانب، خصوصا بعد فوضوية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. الصحافة الأسترالية قالت "إن حكومتها سبق أن درسـت إلغاء برنامج غواصاتها مـع الشكة الفرنسية منذ فبراير المـاضي"، حيث أهدرت الحكومة حتى تلك مليار دولار من 1.7 الفترة نحو أموال الخزينة الأسترالية، ونحو خمسة أعوام من التطوير والبناء في أحـواض فرنسية وأسترالية، وعـى الـرغـم مـن أن الــرر لن يتوقف عـى المستوى المــادي للحكومة، وسيصل بلله بشكل كبي إلى العمالة الأسترالية نفسها بعد وقـف العمل في بناء هذه الغواصاتفي أستراليا. الخارجية الفرنسية قالت "إن باريس تحتاج إلى توضيح وتفسي من أستراليا بشأن قرارها التراجع عن الصفقة"، منتقدة هذا القرار الأحـادي والوحشي الذي لا يمكن التنبؤ به، فهو يشبه إلى حد كبي ما كان يفعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، مشددة علی أن "فرنسا أقامت علقة ثقة مع أستراليا، وهذه الثقة تتعرض الآن للخيانة"، موضحة أن "المفاوضات بين وانتهت 2014 الدولتين بدأت في بعقد تم توقيعه بعد 2016 في تحليل جيوستراتيجي للوضع في أستراليا، الذي أخذ في الحسبان بالتالي القرب الجغرافي للصين". وبالبراجماتية المعهودة، قال أنتوني بلينكن وزيـر الخارجية الأمريكي أخيا، "إن فرنسا شريك حيوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإن واشنطن ستواصل التعاون مع باريس"، ويــبــدو أن تـ يـحـات وزيــر الخارجية الأمريكي هذه تهدف إلى تهدئة الغضب، مضيفا "نتعاون بشكل وثيق للغاية مع فرنسا في عديد من الأولويات المشتركة في المحيطين الهندي والهادي، وأيضا في جميع أنحاء العالم، سنواصل القيام بذلك، نحن نـولي أهمية كبية لتلك العلقة وتلك الـراكـة"، كما حاولت المتحدثة باسم البيت الأبيضصرف النظر عن تعلق المـوضـوع بالصين قائلة "إن الاتفاق الذي أعلن أخيا، ليس موجها نحو الصين، عل الرغم مـن شعور الـولايـات المتحدة بالقلق المتزايد إزاء تأثي الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي"، مضيفة "نحن لا نسعى إلىصراع مع الصين". بل شك ستنعكس حالة الجفاء بين باريس وواشنطن عل ملفات عدة، أبرزها القضية الفلسطينية وإعادة إحياء مفاوضات السلم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك الملف النووي الإيراني، فإن كل الملفينلا يزالان متعثرين بعد تسعة أشـهـر مـن تسلم الإدارة الأمريكية، إذ قد تتعامل باريس من منطلق الانتقام مع الحليف الأمريكي فيما يتعلق بهذا الملف، خصوصا مع وجود نقاط خـاف جوهرية أهمها: إصرار طهران عل الحصول عل ضمانات بأن الرئيس الأمريكي القادم لن يتخل عن الاتفاق، كما فعل الرئيس السابق ترمب ، وكذلك الخلفات حول 2018 نطاق تخفيف العقوبات، حيث أصرت طــهــران عــى ضرورة رفع العقوبات كافة، بما فيها العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب خلل العامين الماضيين، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، مقابل التزام طهران في مجال تخصيب اليورانيوم. إلى ذلـك، تظهر التطورات المتعلقة بالتحالفات عـودة بريطانية إلى الواجهة، بعد ركود في سياستها الخارجية، إذ يعد مراقبون دخـول بريطانيا عل الخط خطوة انتقامية من فرنسا، التي سبق أن تعاملت بقسوة مع لندن عقب انسحابها من الاتحاد الأوروبي، وتطبيق قرارات صعبة بحقها، التي كان آخرها التهديد بمنع اللوائح التي من شأنها أن تسمح للشكات المالية البريطانية بممارسة الأعـ ل التجارية في أوروبـا، إذا لم تحترم بريطانيا التزامات خروجها من الاتحاد الأوروبي بشأن الصيد، حيث أرس ـل ـت ب ـاري ـس زورقـــ إلى المياه المحيطة بجزيرة جيسي، التابعة للتاج الـ يـطـاني في القناة الإنجليزية، ردا عل إجراء بريطاني مماثل. من المتوقع أن تنعكس حالة الجفاء بين باريس وواشنطن على ملفات عدة خسائر فرنسية بالجملة .. أزمة الغواصات تعيد رسم التحالفات من الرياض محمود عبدالعزيز مراقبون: الإدارة الأمريكية تستنزف ما تبقى لواشنطن من سمعة وثقة لدى حلفائها في القارة العجوز الصدمة الفرنسية كبيرة. انتعشت العلقات عبر ضفتي الأطلسي بقوة بعد وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المكتب البيضاوي، لكن استيلء حركة طالبان السيع عل أفغانستان وإجلء الرعايا الأجانب والأفغان المـعـرضـ للخطر عــى هـذا النحو الفوضوي أدى إلى إفساد المـزاج. هذا الانزعاج الأوروبي إزاء تعامل بايدن مع الانسحاب مــن أفـغـانـسـتـان، إلى جانب الانتخابات الفيدرالية المقبلة في من أيلول (سبتمبر)، 26 ألمانيا في يجعلن هـذه اللحظة مناسبة تماما لمراجعة وتقييم التحالف الأطلسي. تــعــمــل أربـــعـــة تــغــرات جيوسياسية جوهرية عل إعادة تشكيل العلقات عبر الأطلسي، أولا، عل الرغم من نجاة الارتباط عبر الأطلسي من تأثي دونالد ترمب، فـإن رئاسته "واقـ ابـه الشديد من إعادة انتخابه"، التي اقترنت بصعود الشعبوية غي الليبرالية التي انتقلت عدواها إلى أوروبا أيضا، كشفت عن هشاشة الديمقراطية الليبراليةفي معاقلها التاريخية. هذا الخطر الداخلي، وليس الـصـ ، أو روسـيـا، أو التطرف العنيف، هو الذي ربما يشكل التهديد الأعـظـم الـذي يواجه المجتمع عبر الأطلسي اليوم. وفقا لتقرير جونتر هيلمان أسـتـاذ العلوم السياسية في جامعة جوته في فرانكفورت. وتشارلز أ. كوبشان، زميل أول في مجلس العلقات الخارجية، وأسـتـاذ الـشـؤون الـدولـيـة في جامعة جورجتاون ومؤلف كتاب "العزلة: تاريخ الجهود الأمريكية لحماية نفسها من العالم". ثانيا، عل الرغم من أن انتخاب بايدن أعاد تنشيط روح التعاون الأطـلـ ، فقد تمكن الضعف من الأسس المحلية التي تقوم عليها العالمية الأمريكية إلى حد بعيد. ينظر الحلفاء في منظمة حلف شـ ل الأطلسي "الناتو" إلى انسحاب الولايات المتحدة المتسع من أفغانستان عل أنه علمة مثية للقلق، حيث يشي إلى أن "سياسة بايدن الخارجية الداعمة للطبقة المتوسطة" تعني التركيز عل الجبهة الداخلية واستمرار تراجع النفوذ الأمريكي في الــــرق الأوســـــط. عــاوة عـى ذلـــك، قـد يعني انشغال أمريكا بالصين عل المستوى الاستراتيجي تضاؤل القدر الذي تخصصه الــولايــات المتحدة لأوروبـا من الاهتمام والمـوارد، وربمـــا يعني ضمنا تعاظم التوقعات بتضاعف الجهود التي يبذلها الأوروبيون لتوفي الأمن لأنفسهم بأنفسهم. ثالثا، خضع الاتحاد الأوروبي ذاته لتغيات كبرى في الأعوام الأخـرة، فقد تمكن الضعف من تماسكه الـداخـ في مواجهة أزمة الهجرة، وخروج بريطانيا، وجائحة مـرض فـروس كورونا ، وسيطرة الحكومات غي 2019 الليبرالية العنيدة عل السلطة في أوروبـا الوسطى. الواقع أن الضغوط الداخلية المفروضة عل التضامن في الاتحاد الأوروبي تعمل عل تعزيز الحاجة إلى قيادة ألمانية، لكنها تزيد أيضا من تحفظ الآخرين إزاء النفوذ الهائل الذي تتمتع به ألمانيا. يتمثل التغي الرابع في طموح الـصـ الاسـ اتـيـجـي، وتنامي نفوذها العالمي بفضل مبادرة الحزام والطريق العابرة للحدود الـوطـنـيـة. لا يتمتع التحالف الأطلسي الآن بالهيمنة المادية والأيديولوجية التي كانت من سماته ذات يوم، ويجب أن يعكف عل تكييف أولوياته الاستراتيجية وفقا لذلك. للحفاظ عل مركزيته وتماسكه وســـط هـــذا المـشـهـد العالمي المتغي، ينبغي للمجتمع الأطلسي أن يسعى وراء عــدة أهـــداف. عل رأس أولوياته، يتعين عليه أن يهزم العدو في الداخل من خلل معالجة المصادر الأساسية للشعبوية غي الليبرالية. صحيح أن الظروف ليست متطابقة في الولايات المتحدة وأوروبــا، لكن الحوار عبر الأطلسي حول الحد من انعدام الأمـان الاقتصادي، ورسـم خريطة لمستقبل العمل في العصر الرقمي، والتعافي من شروط أساسية. 19 - جائحة كوفيد تتمثل أولــويــة عليا أخـــرى في تطوير سياسات الهجرة التي تفي بالالتزامات الأخلقية والاحتياجات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية لكنها كفيلة أيضا بتأمين حدودهما. خلفا لذلك، ستستمر العناصر الجاذبة في السياسات المعادية للمهاجرين والأجانب في اكتساب مزيد من الثقل. أمـا عن حلف شـ ل الأطلسي والارتـــبـــاط الأمـنـي بـ أمريكا الشمالية وأوروبــــــا، فـإن الحديث عن إعـادة التوازن إلى العلقة عبر الأطلسي يجب أن يصبح حقيقة واقعة. يتعين عل الأعضاء الأوروبيينفيحلف شمال الأطلسي، وألمانيا بشكل خاص، تحمل نصيب أكبر كثيا من أعباء الدفاع ورفـع مستوى قدراتهم العسكرية واسـتـعـدادهـم. في الـواقـع، يجب أن تصبح ألمانيا الدولة صاحبة القوة العسكرية التقليدية الـكـ ى في الركيزة الأوروبية التي يستند إليها حلف شمال الأطلسي. ويجب أن تظل الولايات المتحدة العمود الفقري العسكري الوجودي للحلف، لكن لا ينبغي لها أن تدير العرض بعد الآن. في الــوقــت ذاتـه، ستتنامى الأهمية السياسية لوجود القوات الأمريكية في أوروبـــا، وهــذا من شأنه أن يطمئن الحلفاء الأوروبيين إلى أن مزيدا من القوة الألمانية يعني مزيدا من الأمن. يسي الــدور الأمني الأوروبي الأكـــ نشاطا كتفا بكتف مع زيـــادة الـــقـــدرات. مـع استمرار الولايات المتحدة في الانسحاب من الشق الأوسط الكبي، يتعين عل الأوروبيين ــ سواء من خلل الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي ــ أن يعملوا عل شغل بعض الفراغ للمساعدة عل تعزيز الاستقرار في مناطق الاضطرابات مثل ليبيا، وسورية، وأفغانستان، ونـاجـورنـو كــارابــاخ. الـواقـع أن أوروبـــا الأكــ اقــتــدارا ونشاطا يمكنها اكتساب مزيد من الدعم الشعبي والتحول إلى شريك أكثر فاعلية للولايات المتحدة، ما يعزز العلقة عبر الأطلسي. في المقابل، كلما زادت أوروبـا من نزوعها إلى الــركــوب بـالمـجـان ع ـى حساب الولايات المتحدة، تزايدت سرعة فقدان الأوروبيين الثقة بالاتحاد الأوروبي، وكلما تعاظمت سرعة نفاد صبر الولايات المتحدة، زاد ضعف العلقات عبر الأطلسي. أخـــرا، يتعين عـى الـولايـات المتحدة وحلفائها الأوروبيين أن يعكفوا عل تشكيل جبهة أكثر اتحادا في التعامل مع الصين. هذا لا يعني أن الأوروبيين ينبغي لهم أن يحتشدوا وراء رؤية بايدن لصدام بين الديمقراطية والاستبداد يحدد هيئة الـعـالم. عـى العكس من ذلك، ينبغي لهم أن يشجعوه عل التخفيف من حدة خطابه والتعامل مع الصين عل أنها منافس مقتدر، وليس باعتبارها عدوا لدودا لا يلين. ولأن أوروبـــا تظل تشكل حليفا مهما، فإنها قــادرة عل مساعدة الولايات المتحدة المفرطة الحماسة في التوصل إلى المزيج الصحيح من الاحتواء والمشاركة. لكن أوروبـــا يجب أن تقابل الـولايـات المتحدة في منتصف الطريق من خلل تشديد موقفها تـجـاه الـصـ . م ـن المـؤكـد أن الانفصال الاقتصادي ليس بالخيار الــوارد، ذلك أن الصين مندمجة إلى حد بعيدفي الاقتصاد العالمي. مع ذلك، يجب أن يقاوم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معا الممارسات التجارية غي العادلة مــن جـانـب الـصـ وأن يعمل عـى مـواءمـة السياسات بشأن ضوابط التصدير، وإعادة سلسل توريد التكنولوجيات الحساسة إلى الداخل، وتنظيم الاستثمار الصيني في الـــخـــارج. ينبغي للديمقراطيات الأطلسية أن تستمر أيضا في التحدث بصوت واحد فيما يتعلق بحقوق الإنسان في الصين. عـــاوة عــى ذلـــك، تستلزم الاستراتيجية الأطلسية الفاعلة في التعامل مع الصين بذل جهود أمريكية أوروبية مشتركة لتحسين العلقات مع روسيا. الواقع أن العلقة الصينية الروسية الحالية تعمل عــى تعظيم التحدي الجماعي الـذي تفرضه الدولتان عل أمريكا وأوروبا بدرجة عظيمة. والسعي إلى تحقيق انفراجة محسوبة مع روسيا ــ كما اقترح القادة الأوروبـيـون، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الألمــاني فرانك فالتر شتاينماير ــ من شأنه أن يساعد في الحفاظ عل مسافة بين الصين وروسيا. لا يزال الرئيس فلديمي بوتين مـحـاورا صعب المــراس، لكنه قد يرحب بالتواصل الغربي، نظرا إلى تاريخ روسيا الطويل من التوترات مع الصين، وانزعاج الكرملين الحتمي إزاء كونه شريك الصين الأصغر حجما. يتمتع الحلف الأطلسي بفترة من الترميم والشفاء بعد الضر الـذي ألحقه به ترمب، لكن كما يوضح خروج الغرب الفوضوي من أفغانستان، يتعين عل الحلف أن يتعهد ببذل جهود حازمة لإعداد نفسه للتحديات الهائلة المقبلة. من خلال معالجة المصادر الأساسية للشعبوية غير الليبرالية حلف الأطلسي عليه أن يهزم عدو الداخل أولا من الرياض «الاقتصادية» كلما تزايدت سرعة فقدان الأوروبيين الثقة بالاتحاد الأوروبي، تعاظمت سرعة نفاد صبر الولايات المتحدة. عوضا عن الركوب بالمجان .. أوروبا يجب أن تقابل الولايات المتحدة في منتصف الطريق من خلل تشديد موقفها تجاه الصين يتعين على الحلف أن يتعهد ببذل جهود حازمة لإعداد نفسه للتحديات الهائلة المقبلة. السياسية

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=