aleqt (10206) 2021/09/20
الرأي تستهلك عمليات التنقيب عن بيتكوين، أي: استحداث عملات بيتكوين جديدة وتحديث دفاتر الحسابات الرقمية المستخدمة في رصد المعاملات، كميات ضخمة من طاقة الحاسبات الآلية والكهرباء. وللفوز ببيتكوين يتعين على المنقبين حل ألغاز متزايدة الصعوبة. وكلما توصلوا إلى الحل بسرعة وكفاءة أكبر، زاد عدد عملات بيتكوين التي يحصلون عليها وازداد أيضا صعوبة التنقيب عن عملات جديدة مستقبلا. » 2 من 1 العملات المشفرة واستهلاك الطاقة « البصمة في تداولات بيتكوين أصــبــحــت حـديـث وسائل الإعلام مجددا، لكن هناك وسيلة لتنقية العملات المشفرة. وهنا أعاد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إلى الواجهة جدالا لم يغب في حقيقة الأمـر حول استهلاك الطاقة المرتبط بعملة بيتكوين. وقـال في تغريدة له في حزيران (يونيو): "إن تسلا ستقبل بيع سياراتها مقابل عملات مشفرة، في حالة التأكد من استخدام قدر معقول في المائة في 50 من الطاقة النظيفة عمليات التنقيب عن بيتكوين واستمرار هذا الاتجاه الموجب مستقبلا". وتستهلك عمليات التنقيب عن بيتكوين، أي: استحداث عملات بيتكوين جـديـدة وتحديث دفـاتـر الحسابات الرقمية المستخدمةفيرصد المعاملات، كميات ضخمة من طاقة الحاسبات الآلية والكهرباء. وللفوز ببيتكوين يتعين على المنقبين حل ألغاز متزايدة الصعوبة. وكلما توصلوا إلى الحل بسرعة وكفاءة أكـر، زاد عـدد عملات بيتكوين التي يحصلون عليها وزاد أيضا صعوبة التنقيب عن عملات جديدة مستقبلا. ويقول فهد خان الاقتصادي في بنك التنمية الآسيوي: "إن السبب وراء اعتبار بيتكوين أحد مستودعات القيمة يكمن فيصعوبة التنقيب عنها". وهــو م ـا يجعل أيـضـا لعمليات التنقيب عن بيتكوين دورا كبيرا في سوق العملات. فوفقا لحسابات مؤشر استهلاك الكهرباء لشبكة بيتكوين الصادر عن جامعة كامبيدج، يستهلك تـ اوات/ ساعة من 73 المنقبون نحو الكهرباء سنويا، أي: ضعف استخدام الدنمارك. وينتج عن الاستخدام المحموم للحاسبات الآلية من جانب مئات الآلاف 64 من منقبي عملة بيتكوين ما يزيد على مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سنويا، وهو ما يعادل البصمة الكربونية للجبل الأسود حسب تقديرات أليكس دي فري الاقتصادي في البنك المركزي الهولندي. وقد تنشأ عن معاملة بيتكوين الواحدة انبعاثات كربونية تعادل تلك الناتجة عن أكثر مليون عملية شراء باستخدام 1,8 من بطاقة فيزا. ويقول دي فري، وهو أيضا مؤسس الإلكترونية التي Digiconomist منصة تركز على العواقب غير المقصودة للاتجاهات الرقمية، إن من الممكن الحد بدرجة كبيرة من البصمة الكربونية الناجمة عن العملات المشفرة. ويشير إلى إمكانية إجـراء تعديل جـذري في كيفية إنشاء الكتل لوقف استنزاف الطاقة الناجم عن العملات المشفرة. ورغـم أن هـذا التغيير قد لا يحظى بقبول عالمي، تظل الفكرة واعدة. ومـن المقرر أن يتبنى مستخدمو عملة الإيثريوم المنافسة لبيتكوين هذا الاتجاه، وهي ثاني أكب عملة مشفرة من حيث قيمتها السوقية. ويؤكد مجلس التنقيب عن بيتكوين، وهـو عـبـارة عـن شبكة مـن المنقبين المستقلين، أن ثلثي الطاقة تقريبا التي يستخدمها المنقبون مستمدة من مصادر مستدامة، وذلـك وفق مسح في المائة فقط من أعضاء 32 شارك فيه الشبكة. ويقول دي فري "إن البيانات المدرجة فيهذا المسح غيرواضحة على الإطلاق. فالدول ليست لديها القدرة على توفير طاقة متجددة لعمليات التنقيب، كما أن المنقبين لا يوجد لديهم أي حافز للاكتراث بالطاقة النظيفة"، ونجدهم يتدافعون إلى أي مكان يوفر تيارا كهربائيا ثابتا بأقل الأسعار. ففي تشرين الأول (أكتوبر) تركز أكثر في المائة من منقبي بيتكوين في 65 من الصين، حيث كان بإمكانهم استخدام الكهرباء المائية في الصيف، لكنهم اعـتـمـدوا في معظم الأحــيــان على استخدام محطات الكهرباء الوطنية التي تعمل بالفحم أو على تشغيل المولدات الخاصة بهم بوقود الديزل أو زيت الوقود الثقيل. لكن في ظل حصار الحكومات لهم، نقل عديد من المنقبين محل نشاطهم الآن إلى دول مثل كازاخستان، حيث يتم توليد الكهرباء بالكامل تقريبا من الوقود الأحفوري... يتبع. مستقبل النفط من زوايا مختلفة استشراف مستقبل النفط ليس بالأمر المستجد، بل هو موضوع خصب وجاذب دائما وسيبقى كذلك كونه يلامس الجميع بصورة مباشرة أو غير مباشرة. هناك من يرى أن نجم النفط آفل لا محالة في المديين القصير أو المتوسط في أعلى تقدير، وهناك من يراهن أنه سيبقى متربعا على عرش مصادر الطاقة إلى أمد بعيد. القول بأفول النفط ليس قولا جديدا، حيث إنه في الخمسينيات من القرن الماضي استشرف ماريون كينج هوبرت الدكتور الأمريكي وعالم الجيولوجيا مستقبل النفط من منظوره ومن خلال نظرية ذروة الإنتاج التي 1956 تسمى نظرية قمة هوبرت. استنتج هوبرت عام أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيبلغ ذروته عام ، لكن هذا لم يحدث 1970 ، وكحد أقصى عام 1965 على أرض الواقع حيث كان العقد الأخير استثنائيا في 144 صناعة النفط الأمريكية، ارتفع إنتاجه بما يقارب في المائة. توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في تقريرها السنوي بلوغ الطلب العالمي على النفط ذروته أواخر العقد المقبل، وكون هذا التقرير صادرا من جهة بحجم وثقل "أوبـك" فمن الطبيعي أن يكون لهكذا تقرير ردود أفعال قوية تتفاوت بين المؤيد والرافض لمخرجاته سواء بصورة جزئية أو كلية. الفرق بين نظرية هوبرت واستشراف "أوبك" لمستقبل النفط، أن الأول تناول ذروة الإنتاج بينما تناول الأخير ذروة الطلب، فهناك اختلاف بلا شك بينهما من حيث المدخلات التي تم الاعتماد عليها وتحليلها للوصول إلى هذه النظرية أو التوقع المستقبلي. مخرجات الدراسات الاستشرافية ليست مسلمات ذات طبيعة جـامـدة، بل يجب أن تتصف المراكز المختصة بهذا النوع من الـدراسـات بالديناميكية ومتابعة المتغيرات التي تطرأ على مدخلات المواضيع محل الـدراسـة دوريــا، فقد تتغير المدخلات التي بنيت عليها هذه الدراسات جزئيا أو كليا ما سينعكس بالضرورة على مخرجاتها ودقتها. في رأيي أن هوبرت أغفل عامل التطور التقني في الستينيات من العقد الماضي الذي لعب دورا رئيسا في رفع كفاءة الإنتاج وهذا ما حدث فعلا وأدى إلى بزوغ نجم النفط الصخري الذي جعل الولايات المتحدة من أكب منتجي النفط في الفترة الحالية. تقرير "أوبــك" يجري عليه ما يجري على جميع الدراسات الاستشرافية، فالمدخلات متغيرة وبتسارع مطرد، ولن أكون متفاجئا إذا تأخر توقعها حول ذروة الطلب، فيما يخص مستقبل أسعار النفط، قد يعتقد البعض أنها ستنخفض وستصل إلى أسعار متدنية جدا عازين ذلك إلى ما يثار إعلاميا حول محاربة العالم له كسبب رئيس للتغير المناخي، وهذا في اعتقادي طرح إعلامي سطحي بعيد كل البعد عن الموضوعية والواقع. تقويض صناعة المنبع خطأ استراتيجي بل خطر على مستقبل الطاقة العالمية، فالعالم ينمو على جميع الأصعدة بتسارع لافت، هذا النمو يتوازى مع نمو قوي في الاستهلاك العالمي للطاقة. أستحضر هنا تصريح رئيسشركة شيفرون الذي قال: "ستبقى أسعار النفط والغاز مرتفعة لوقت طويل، ما دامت شركات النفط تمانع رفع إنتاجها بسبب المناخ" زيادة الطلب المستقبلي بسبب النمو بالتزامن مع تقويض صناعة المنبع سيحلق بأسعار النفط إلى مستويات تاريخية لن يتحملها ولا يريدها حاملو لواء محاربة النفط. » 2 من 2 أمريكا ومقاومة السياسة الصناعية الصينية « يعد دعـم الحكومات المحلية حاسما خصوصا للشركات الصينية الخاصة. على سبيل المثال، East Hope Group أصبحت مجموعة أكب منتج خاص للألمنيوم في الصين بدعم من مدينة سانمنشيا في مقاطعة خنان، رغـم المعارضة الشرسة من الشركة العملاقة المملوكة للدولة شينالكو. تتنافس الحكومات المحلية الصينية بشراسة أيضا بينبعضها بعضا لاجتذاب الأعمال - وهو عامل حاسم في السماح للشركات الخاصة بالنمو. يعكس هذا التنافس بين الأمناء المحليين الأقوياء التابعين للحزب الشيوعي الصيني الذين أصبح عديد منهم في نهاية المطاف أعضاء في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني. في المقابل يكاد وزراء الحكومة المركزية الذين يديرون السياسة الصناعية والشركات المملوكة للدولة لا يصلون أبدا إلى مستويات الحزب العليا. إذا أرغمت الولايات المتحدة الصين على تفكيك دعمها للشركات المملوكة للدولة والتراجع عن سياستها الصناعية، فلن تنجح إلا في إزالة القيود والأصفاد عن القطاع الخاص، ما يزيد احتمالية ظهور شركـات خاصة مبدعة أخـرى، يدعمها أمناء الحزب على المستوى المحلي، لتحدي الشركات الأمريكية. ورغــم أن المستهلكين الأمريكيين سيستفيدون فإن هذه الشركات الصينية - بصرف النظر عن نواياها - ليس لديها اختيار سوى الامتثال عندما يطلب منها تعزيز أهداف الحزب الشيوعي الصيني السياسية. لكن يبدو أن استراتيجية الولايات المتحدة تركز بدلا من ذلك على محاكاة أســـوأ جـوانـب السياسة الصناعية الصينية. من الأمثلة على ذلك قانون تسهيل صناعة أشـبـاه المـوصـ ت أمريكية الصنع، الـذي جرى تقديمه في الكونجرس أخيرا، ويقضي بتوفير ائتمانات ضريبية لـ كـات تصنيع الـرقـائـق الإلـكـ ونـيـة في الـولايـات المتحدة. يأتي هذا في أعقاب موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي في حزيران مليار 52 (يونيو) على استثمار بقيمة دولارفي القطاع كجزء من قانون الإبداع والمنافسة الأمريكي. من السهل أن نفهم السبب وراء ترحيب صناعة أشـبـاه المـواصـ ت مليار دولار. لكن 52 الأمريكية بمبلغ إلى جانب الشك في مدى عدالة دعم شركات أمريكية ثرية تستخدم الرقائق الإلكترونية، فإن هذا الإجراء من شأنه أن يفضي إلى النتائج ذاتها التي انتهت إليها المليارات التي استثمرتها الصين في أشباه الموصلات. إذ سيؤدي هذا إلى ظهور شركات مختصة في الحصول على أموال مجانية بدلا من الاستثمار في تكنولوجيات ومنتجات جديدة، وسيتسبب في مزيد من تخلف صناعة أشباه الموصلات الأمريكية عن نظيراتها العالمية الرائدة. مـاذا يتعين على أمريكا أن تفعل بدلا من ذلك إذن؟ في أواخر حياته، قال جورج كينان الدبلوماسي الأمريكي : "إن أفضل شيء 20 من القرن الــ يمكننا القيام به إذا كنا راغبين في أن يتركنا الروس نمارس حياتنا كأمريكيين هو أن نترك الروس يعيشون حياتهم كروسيين". الواقع أن نصيحته تنطبق أيضا عـ السياسة الأمريكية في التعامل مع الصين اليوم، مع التعقيد الإضافي المتمثل في أن القوة العظمى الاستبدادية الحالية تتبنى أيضا اقتصاد السوق. التحدي الحقيقي المرتبط بالأعمال الــذي يواجه الـولايـات المتحدة في مواجهة الصين يتمثل في المقايضة بين الأمن الوطني والفوائد المترتبة على التبادل الاقتصادي، وليس دعم الصين للشركات المملوكة للدولة أو إعانات الدعم الصناعية. وأسوأ ما قد تفعله أمريكا في هذا الصدد هو أن تسن سياسات صناعية من ابتكارها. خاص بـ "الاقتصادية" .2021 ، بروجيكت سنديكيت التحدي الحقيقي المرتبط بالأعمال الذي يواجه الولايات المتحدة في مواجهة الصين يتمثل في المقايضة بين الأمن الوطني والفوائد المترتبة على التبادل الاقتصادي، وليس دعم الصين للشركات المملوكة للدولة أو إعانات الدعم الصناعية. وأسوأ ما قد تفعله أمريكا في هذا الصدد هو أن تستن سياسات صناعية من ابتكارها. NO. 10206 ، العدد 2021 سبتمبر 20 هـ، الموافق 1443 صفر 13 الإثنين 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدا رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني مديرا التحرير علي المقبلي حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com تشانج تاي هسيه * أستاذ الاقتصاد - كلية بوث لإدارة الأعمال - جامعة شيكاغو م. عبدالرحمن بن محسن النمري * مختصفي شؤون النفط أناليسا بالا * خبير اقتصادي - صندوق النقد الدولي
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=