aleqt (10197) 2021/09/11

7 NO. 10197 ، العدد 2021 سبتمبر 11 هـ، الموافق 1443 صفر 4 السبت الذكاء الاصطناعي .. قدرة تنبؤية باتجاهات التجارة الدولية وإدارة أعلى للمخاطر بات الذكاء الاصطناعي حقيقة مـن حقائق الحياة المـعـاصرة، وأصبح تأثيره الاقتصادي ملحوظا لا جــــدال فـيـه في عــديــد من الصناعات المتطورة مثل صناعة السيارات والإلكترونيات وغيرها. وما كان من قناعات في الأمس تحول اليوم إلى إيمان راسخ بأنه في عالم المستقبل واقتصاد الغد سيكون للذكاء الاصطناعي الدور الريادي على الأصعدة كافة. في عالم اليوم يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير سلاسل التوريد العالمية وأنماط التجارة الدولية، في الوقت ذاتــه، فإن قـواعـد التجارة الـدولـيـة، التي تحددها منظمة التجارة العالمية أو اتفاقيات التجارة الحرة سيكون لها دور حاسم في زيادة تشكيل كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق استخدامه عالميا. يمكن القول إن هناك اتفاقا في وجهات النظر السائدة بين الخبراء بـأن الذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية، ويدعم النمو الاقتصادي بمعدلات أكبر وأسرع. وعلى الرغم من وجود خلاف حول تأثيره في سوق العمالة ومعدلات التوظيف، فإنه يوفر فرصا إيجابية وواسعة للتجارة الدولية. بالطبع الأمـر سيستغرق وقتا حتى تفلح الاقتصادات، خاصة الناشئة منها في دمـج تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة في مكينزمات العمل السائدة حاليا بشكل كامل، واستخدام التقنيات الحديثة الـقـائمـة عـ الـذكـاء الاصطناعي بشكل فعال، خاصة أن تلك العملية تتطلب استثمارات مالية ضخمة، وعملية تدريب متطورة وواسعة النطاق لسوق العمل، والأهـم إحـداث تغيرات جذرية في ثقافة العمل ذاتها. في مجال التجارة الدولية، فإن الذكاء الاصطناعي سيتبوأ مكانة مركزية في المستقبل عبر التأثير في تطوير وإدارة سلاسل القيمة العالمية، مـع تحسين القدرة التنبؤية بالاتجاهات المستقبلية المـتـعـلـقـة بـــتـــغـــ ات طلب المستهلكين، مع إدارة المخاطر التجارية بشكل أفضل، إضافة إلى خفض التكاليف من خلال إدارة المـخـازن والمستودعات بشكل أكثر كفاءة، لما لذلك من تأثير إيجابي في كل من عملية التصنيع والتسليم. في هذا السياق يفرق مهندس البرمجة الإلكترونية أيــه. سي ديــن بـ مستويين مـن الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الاقتصاد العالمي لا يزال يقف عند الخطوات الأولى من المستوى الأول. وقـال لـ"الاقتصادية" لا نزال بشكل رئيس في مرحلة الذكاء الاصطناعي الضيق، الذي يقدم خـدمـات الترجمة والمحادثات والمركبات ذاتية القيادة، وهناك ذكاء صناعي أكثر عمقا، وسيكون تأثيره أكبر في المسار العالمي، وهـو المرتبط بأنظمة التعليم الــــذاتي، حـيـث يمـكـن للذكاء الاصطناعي التعلم مـن البشر والتفوق على الأداء الإنساني. وتعتمد المرحلة الراهنة من الذكاء الاصطناعي على ضرورة توافر كميات كبيرة من البيانات والـخـوارزمـيـات القوية لتحليل البيانات المتاحة وتطوير القدرة على التنبؤ تجاه المستقبل. هـذا المستوى والمــي فيه قدما يدفع الدكتورة هولي كريس، أستاذة النظم الاقتصادية الحديثة في جامعة أكسفورد إلى الربط بين الـذكـاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي والتجارة الدولية. وحول آليات الربط بين تلك العناصر الثلاثة، ذكر لـ"الاقتصادية" أن "إدمـاج مزيد من قدرات الذكاء الاصطناعي في المنظومة الإنتاجية سيرفع من جودة المنتج، بما يترب على ذلك من آثـار على التجارة الدولية، ويرجح أن يعزز الذكاء الاصطناعي تـحـول الاقـتـصـاد العالمي إلى اقتصاد خدمي عبر توسيع الأتمتة وعدم الحاجة إلى عمالة يدوية كثيفة". وتضيف "لكن التأثير الأبـرز للذكاء الاصطناعي سيكون في مـجـال تطوير وإدارة سلاسل القيمة العالمية، بل يمكن أن يحدث أيضا تغيرات في سلاسل التوريد الممتدة، وربمـا يصيب الاقـتـصـادات، التي تعتمد على المجموعات الكبيرة من العمالة المنخفضة التكلفة بالضرر". وتوضح الدكتورة هولي كريس أن الآلية، التي تدعم التجارة الدولية وتقصد عملية التمويل التجاري لا تزال صناعة قائمة إلى حد كبير على الأساليب التقليدية وتعتمد على العمليات اليدوية، هذه الصناعة تبلغ قيمتها السنوية تريليون دولار، والآن باتت 18 تتأثر بشكل متزايد بالابتكارات التكنولوجية الخاصة بالذكاء الاصطناعي. وربما تتضح أهمية تلك النقطة تحديدا من أن صناعة التمويل التجاري، التي لا تزال تعتمد على عمليات الإدخـال اليدوي للقيم المحاسبية، قد أحدث فيها الذكاء الاصطناعي تغييرات لمصلحة الـ كـات الصغيرة، التي باتت بفضل التقنيات الحديثة قادرة على الوصول بشكل أكثر فاعلية لمصادر التمويل الملائمة، والأهم ت ـع ـززت قـدرتـهـا في الـوصـول للأسواق العالمية عبر الربط بين الـ كـات الصغيرة والمنصات الرقمية من خـ ل آليات الذكاء الاصطناعي. مع هـذا يـرى بعض الخبراء أن الأمـــر ليس بـهـذه الـدرجـة من السهولة، وأن هناك بعض المعوقات الكامنة في طبيعة الـنـظـام الـعـالمـي تـحـول دون تحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات الذكاء الاصطناعي، في تعزيز بعض جـوانـب التجارة الدولية في قطاعات محددة، فعلى سبيل المثال يتطلب تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية أن تتجاوز البيانات الصحية الحدود الوطنية، وهو أمر لا يزال محل نقاش في أفـضـل تقدير، بسبب القيود المفروضة على تدفق البيانات عبر الحدود في كثير من الأحيان. تــلــك المـــ حـــظـــة، الـتـي تضع حــدودا على قـدرة الذكاء الاصطناعيفي دعم النمو لأسباب تتعلق بطبيعة النظام الدولي، ترتبط بقضية أكثر جوهرية تبحث في عواقب الذكاء الاصطناعي، مــقــارنــة بــعــواقــب الـعـولمـة الاقتصادية. البروفيسور ك. أستون، أستاذ النظرية الاقتصادية في جامعة بولتون، يوضح لـ"الاقتصادية" الـتـأثـ ات المختلفة للذكاء الاصطناعي في الاقتصاد، مقارنة بالعولمة بالقول "العولمة تعني زيـــادة تنقل السلع والأمـــوال والابـــتـــكـــارات وبـــدرجـــة أقـل الأشخاص عبر الحدود الوطنية، هذا الوضع أدى إلى إيجاد شركات إنتاج عابرة لـ وطـان، والذكاء الاصطناعي لا يتطور بهذا الوضع، نظرا للزيادة الحادة في القومية الاقتصادية، باختصار المؤمنين بالعولمة يـــرون أن الانفتاح الاقتصادي على الآخرين، يجعل البلدان الأكثر انفتاحا أكثر ربحا. الأمر في الذكاء الاصطناعي ليس كذلك، فالبلدان الأكثر ربحا هي الأكثر حرصا على عدم مشاركة المعرفة العلمية والتجارية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي هذا يجعلها متفردة عن الآخرين وأكثر تميزا". ويضيف "هـذا يعود إلى أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات عسكرية وأمنية، كما يحتاج ليكون فعالا كمية ضخمة من البيانات، وبالطبع كل بلد أو شركة تخشى أن تقع تلك البيانات في أيدي خصومها". في الواقع يصنع هذا الطرح جدلا حادا حول إمكانية الصدام بين عواقب العولمة وعواقب الـذكـاء الاصطناعي، فالعولمة تتطلب مزيدا من تعزيز حرية التجارة وحركة البشر (إلى حد ما)، بينما الذكاء الاصطناعي قد يتطلب تقييد حركة البشر أو على الأقل المجموعات المؤثرة مثل المهندسين والفنيين والعلماء، وربمـــا يتطلب أيـضـا تقليص بعض قطاعات التبادل التجاري تحت ذريعة حساسيتها الأمنية والعسكرية. العولمة تتطلب تخفيف قيود الدولة على الشركات، أما الذكاء الاصطناعي وبسبب تعلقه بقضايا حساسة في مجال الأمن القومي قد يدفع بعض الدول إلى تقييد حركة الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا التطور قد يصنع أوضاعا تـدفـع الـبـلـدان، الـتـي تحتكر تكنولوجيا الـذكـاء الاصطناعي إلى حرمان الآخرين منها، والذين سـيـكـون مــن الـصـعـب عليهم الحصول عليها. ويعتقد عدد من الخبراء أن الحكمة أن تبدأ الاقتصادات الـنـاشـئـة خـاصـة الــ يــة منها بالاستثمار وبكثافة في مجال الذكاء الاصطناعي، فعلى الرغم مما تحقق في هذا المجال خلال الأعـــوام الأخـــ ة، فـإن المسار لا يــزال في أولـــه، وكلما تأخر استثمار الاقـتـصـادات الناشئة فيه أو لم ترصد أمــوال كافية لدعم الذكاء الاصطناعي، كانت فرصها المستقبلية أضعف وأقل قوة في ظل ما يرجح بأن الدول المتقدمة ستفرض قيودا على عمليات تصدير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للآخرين. الذكاء الاصطناعي بات تأثيره الاقتصادي ملحوظا في عديد من الصناعات المتطورة. يعزز الإنتاجية ويدعم النمو الاقتصادي بمعدلات أكبر وأسرع من لندن هشام محمود القرصنة خطر يهدد شركات الطيران مع اعتماد القطاع تقنياتجديدة أدت التدابير الأمنية المتخذة في المطارات والطائرات إلى الحد بشكل كبير من مخاطر الإرهاب، غير أن مخاوف شركات الطيران تتركز الآن على هجمات قد يشنها قراصنة معلوماتيون. وبحسب "الفرنسية"، فبين تحصين أبـواب قمرات القيادة واستخدام أجهزة فائقة التطور لــرصــد المـتـفـجـرات وإدراج أسماء بعض الركاب على قوائم أمنية وحظر الأغـــراض الحادة والدقيقة الرأس ومراقبة الأجهزة الإلكترونية والأحـذيـة والمـواد السائلة داخـل الطائرة، ويؤكد ويلي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، "أننا أكثر أمانا" داخل الطائرات اليوم، وفقا لما أورده في مذكرة الأربعاء. من جهته، أوضح دان كاترير الطيار السابق الذي أصبح خبيرا في الأمـــن الـجـوي في جامعة "إمــ ي ريــدل" الأمريكية، أن المخاطر الجديدة باتت خفية، ذاكرا من أبرزها فيروس كورونا الذي ينعكس على مجمل حركة النقل الجوي منذ نحو عامين، والهجمات المعلوماتية. وأكد ويلي والش، أن الهجمات الإلكترونية هي من "المخاطر الناشئة" عـ الأمــن الواجب مراقبتها بشكل نشط إلى جانب الطائرات دون طيار والتهديدات الداخلية. ومـع اعـتـ د قطاع الطيران تقنيات جديدة وتطويره خدمات عبر الإنترنت وعرضه خدمة الواي فـاي على الـركـاب، تفتح أبـواب جديدة أمام القراصنة. ورأى عــدة خـــ اء، مـن غير المرجح أن تتمكن جهة ما من التحكم في طـائـرة عـن بعد، فالنظام المستخدم لقيادة الطائرة منفصل بشكل تام عن نظام التحكم بشاشات الركاب. وحتى لو عـانى هـذا النظام خللا، ترى كاتلين بايلي من شركة "فاير آي" للأمن الإلكتروني، أنه "لا يشكل هدفا جذابا لمعظم الأطـــــراف بـسـبـب المـسـتـوى المطلوب من الخبرة وإمكانية الدخول إلى النظام، فضلا عن مخاطر سقوط قتلى". وأوضــــح بـابـلـو إرن ـان ـدي ـز، الباحث في معهد "إيناكسيس" المتخصص في بيانات الطيران، أن الخطر الأكبر قد يأتي من نظام التواصل بين الطيارين والمراقبين الجويين، وهو نظام غير مشفر، مـا قـد يجعل مـن السهل على القراصنة الـدخـول على الخط في حال توافر الجهاز اللاسلكي المناسب. لكنه أكد أنه يتم ضمان أمن الأجهزة الحساسة، إذ يبقى أمن الــرحــ ت الأولــويــة في مجال الطيران. في المقابل، باتت الهجمات على الأنظمة "على الأرض" مثل أنظمة إدارة الحجوزات والأمتعة، ، حين 2020 أمرا شائعا كما في تمكن قراصنة من اختراق البيانات الشخصية لنحو تسعة ملايين راكب من زبائنشركة "إيزي جيت" البريطانية. وأحصت هيئة "يورو كونترول" لمراقبة الملاحة الجوية هجوما 1260 العام المــاضي استهدفت بشكل أساسيشركات الطيران، وكذلك شركات البناء والمطارات والسلطات وغيرها. ويقع العاملونفيهذا القطاع في العالم الآن ضحية برامج فدية "رانسوموير" بمعدل عملية قرصنة في الأسبوع، فيستهدفون ببرنامج خبيث يشفر ملفاتهم فيمنعهم من الوصول إليها إلى أن يدفعوا فدية للقراصنة لإلغاء القفل عن النظام، تحت طائلة نشر البيانات المسروقة، على ما أوضحت الهيئة في مذكرة في مطلع تموز (يوليو). وأوضـحـت دانــ ديفيوري رئيسة الأمــن المعلوماتي في شركة "يونايتد أيرلاينز" للطيران، أن المـخـاوف تـ كـز خصوصا عـ هجوم إلـكـ وني "يبلبل العمليات". وأشـــــارت إلى أنـــه "لـيـس هناك في الطيران وقت ميت"، فالطائرات تقلع وتهبط دون توقف في العالم وأي عطل قد تترتب عليه سلسلة من العواقب المتتالية. وتـــزداد هــذه المخاطر في ظل التخلي تدريجا عن تذاكر السفر الورقية والتقاسم المتزايد للبيانات مع مقدمي الخدمات، واستخدام مزيد من البرمجيات لإدارة الــجــداول الزمنية أو استهلاك الوقود بشكل أفضل. ويـــبـــدو أن الــقــراصــنــة المعلوماتيين يتحركون في أغلبيتهم الكبرى بدافع كسب المــال ســواء مـن خـ ل قرصنة البيانات المصرفية أو إعادة بيع بيانات خاصة أو طلب فدية. لكن مـع كمية المعلومات المتوافرة حـول الـركـاب، بدءا بأسمائهم وصولا إلى سجلهمفي السفر، لفتت كاتلين بايلي إلى أن بعض الدول قد تعمد إلى القيام بعمليات قرصنة. وأوضحت دينين ديفيوري، أن مركز تقاسم المعلومات والتحليل الخاص بالأمن المعلوماتي في ،2014 الطيران الذي أنشأ منذ يقدم مساعدة كبرى للشركات. ورأت أن الهجمات الإلكترونية تشكل واقعا جديدا يتحتم على جميع الأطـــراف، من مسؤولي الأمن الجوي إلى فرق الصيانة، أخذه في الحسبان. تمكن قراصنة من اختراق البيانات الشخصية لتسعة ملايين راكب من «إيزي جيت». الهجمات على الأنظمة الأرضية باتت أمرا شائعا من الرياض «الاقتصادية» الرقمنة تحول الاقتصاد العالمي إلى خدمي عبر توسيع الأتمتة وعدم الحاجة إلى عمالة يدوية إحداث تغيرات في التوريد يصيب الاقتصادات المعتمدة على العمالة منخفضة التكلفة بالضرر إدماج الذكاء الاصطناعي في المنظومة الإنتاجية يرفع جودتها ويزيد من حجم التجارة الدولية التأثير الأبرز للذكاء الاصطناعي سيكون في مجال تطوير وإدارة سلاسل القيمة العالمية أسواق وأرقام

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=