aleqt: 7-9-2021 (10193)
الرأي منصة الرياض المبتكرة .. التزام ومسؤولية تتحرك المملكة العربية السعودية دائما بفاعلية مع جميع دول العالم، التي تعمل على مصلحة البشرية والإنسانية، وذلك في جميع المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، وتدعم في كل الاتجاهات الاتفاقيات الدولية التي تهيئ حالة الاستقرار والأمان لشعوب العالم. ومن الجهود البارزة والمميزة التي دعت إليها السعودية مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، التي كانتضمن مبادرات قمة العشرين، وعلى الرغم من أنها تعد من أقل دول العالم في انبعاثات الكربون إلا أنها عملت على تأسيس "منتدى الحياد الصفري في 40 للمنتجين"، مع الولايات المتحدة ودول أخرى يمثلون مجتمعين المائة من الإنتاج العالمي للبترول والغاز، بهدف دعم تطبيق اتفاقية باريس للتغير المناخي. السعودية تؤكد أنها ملتزمة بتطبيق بنود الاتفاقية، لكنها ترى أن لذلك طرقا مختلفة، ولكل دولة ظروفها، وأن الابتكار والتقنية معا يشكلان قاعدة أساسية للعمل على الوصول إلى تحقيق أهداف الحياد الصفري. واستمرارا لمبادرات السعودية في هذا المجال، فقد أعلن صندوق الاستثمارات العامة بالتعاون مع مجموعة تداول السعودية نيته تأسيس منصة الرياض الطوعية لتداول وتبادل تأمينات وتعويضات الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي هذا الصدد، أشاد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، بجهود المملكة ودورها الرائد في المنطقة لمواجهة تحديات تغيرات المناخ، وتحفيز المؤسسات على تقليل انبعاثاتها الكربونية. السعودية بذلت جهدا كبيرا في الحد من الانبعاثات الكربونية، وأسهم ذلكفي تعزيز دور الرياض العالمي. الطريق نحو هدف مشروع تقليل الانبعاثات متعدد الاتجاهات، ودور الحكومات هو إتاحة كل السبل، وتسهيل كل الوسائل أمام الشركات نحو تحقيق هذه الأهداف، وليس مجرد فرض اتجاه واحد ينتهي بالدول الأقل دخلا نحو خيار البقاء في الأسواق بالانبعاثات أو الخروج منها، كما أنه وفقا لبعض الظروف الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، فإنه في الغالب سينتهي هذا المشروع نحو عدم تحقيق مستهدفات اتفاقية المناخ، وفق اتجاهاتها الصحيحة. وتبنى فكرة منصة الرياض الطوعية لتداول وتبادل تأمينات وتعويضات الكربون على مبدأ تسعير الكربون، وذلك بجمع تكاليف الأضرار الناتجة عن الانبعاثات مثل تلف المحاصيل، وفرق تكلفة الرعاية الصحية، والأضرار، التي تصيب الممتلكات من الفيضانات، وارتفاع مستوى سطح البحر، ومن ثم إعادة تحميل عبء ذلك على المسؤولين عنه، والذين يجب عليهم الحد منه، وبذلك يصبح أمام هؤلاء المسؤولين عن الانبعاثات اتخاذ قرار بشأن الحد منها، أو التوقف عن نشاطهم، أو الاستمرار في إطلاق هذه الغازات الدفيئة مع دفع الثمن. التدفقات النقدية الناتجة عن تسعير الكربون تسهم في تطوير تكنولوجيا جديدة منخفضة الانبعاثات الكربونية، ويحافظ على النمو الاقتصادي والاستدامة، لكن هذا التسعير يحتاج إلى سوق ابتكارية ومنصات تداول مبتكرة. وسوق تسعير الكربون تعتمد على مبدأ تحديد سقف لإجمالي الانبعاثات، ويسمح للشركات بإطلاقها إلى حد معين، ولا يسمح لها بتجاوز هذه الحصص من جانبها، بل يجب عليها شراء تصاريح قد تكون فائضة عن حاجةشركات أخرى سمح لها بإصدار الانبعاثات، والشركة التي تتجاوز السقف المخصص لها دون الحصول على ترخيص قد تدفع غرامات وضرائب كربون باهظة. ويعد نظام تداول الانبعاثات في أوروبـا، الذي تم إطلاقه في ، أول نظام عالمي من نوعه في تلك الأسواق، ومن المنصات 2005 الابتكارية، التي تتيح تداول تصريحات الانبعاثات الكربونية، وهو في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في 40 يغطي نحو الاتحاد الأوروبي من الكهرباء، والتصنيع، والطيران، في جميع الدول دولة، إضافة إلى 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها أيسلندا، وليختنشتاين، والنرويج. وستعد المنصة، التي أعلنها صندوق الاستثمارات العامة عند تنفيذها، بإذن الله، واحـدة من أهم المنصات العالمية لتسعير الانبعاثات الكربونية، وستكون الرئيسة في المنطقة، والواجهة الأساسية للشركات والقطاعات المختلفة، التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون، أو المساهمة في ذلك من خلال شراء أو بيع أرصدة تعويض الكربون المكافئ عالية الجودة، التي تم التحقق، والموافقة عليها. وبغض النظر عن الإسهام الكبير لهذه المنصة في تحقيق تطلعات السعودية نحو الشرق الأوسـط، ودعم اقتصاد دوله بما يحقق للشعوب الرفاهية والشبكات الاجتماعية الآمنة، ويعيد الأمة العربية إلى مسار التنمية والتقدم، فإن هذه المنصة تعد بذاتها استثمارا كبيرا وواعدا جدا لصندوق الاستثمارات العامة، وستكون لها الريادة في مستقبل سوق الكربون العالمية، التي من المتوقع أن تصل دولارا، بينما هي الآن عند مستويات 70 قيمة الحصة فيها إلى أكثر من دولاريـن، وسترتفع التداولات في هذه السوق على الرغم من أنها طوعية حتى الآن، كما يتوقع أن تسهم التشريعات الحكومية، التي تسعى إلى تنفيذ قوي لاتفاقية باريس للمناخ في الوصول إلى هدف الحياة الصفري حتى قبل موعده. ونظرا إلى ارتفاع الوعي الإنسانيبمسائل البيئة والتغيرات المناخية ولما يشهده المناخ العالمي من تقلبات مشهودة، فقد أكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة أن الصندوق يحرص على توظيف خبراته في المجالات المالية لإيجاد بيئة مناسبة لهذه المنصة، استنادا إلى علاقاته وشراكاته وقوة محفظته الاستثمارية، وذلك تماشيا مع الجهود الدولية الهادفة إلى المساهمة في تحسين أثر الاستثمارات في المناخ والبيئة، خاصة أن للصندوق حضورا ودعما لمبادرات عالمية مثل مبادرة مجموعة العمل الدولية لصناديق الثروة السيادية "الكوكب الواحد"، وذلك لتعزيز الاهتمام بالعوامل المؤثرة في التغير المناخي في إدارة محافظ أصول صناديق الثروة السيادية المنوعة، والضخمة على المدى البعيد. تعدد مبادرات السعودية في شأن الحد من الانبعاثات الكربونية ينم عن حرصها على الأرض والطبيعة، والمساهمة بشكل فاعل في حماية الكوكب من التأثيرات السلبية لتلك الانبعاثات، والقيام بالدور المسؤول الذي يؤكد جدارة الرياض في قيادة هذه المشاريع حتى يتضح أثرها البالغ عالميا. سيؤثر توجه العمل من المنزل أو نمط العمل الهجيني بين البيت والمكتب سلبا، في الحراك الآخر المتصل بالموظفين، فحركة السوق ستتراجع، والإنفاق سينخفض، ما يشكل أزمة أخرى. وفي كل الأحوال لا تشجع الحكومات العمل من المنازل، لأسباب تتعلق بأهمية العودة إلى المكتب، وتعزيز القطاعات المرتبطة بالمجال. » 2 من 1 تباطؤ النمو وارتفاع التضخم والعودة إلى السبعينيات « مع خروج الولايات المتحدة الكارثي من أفغانستان، تستمر أوجه التشابه بين عشرينيات القرن الحالي وسبعينيات القرن المـاضيفي التنامي. فهل أصبحت فـ ة ممتدة من التضخم المرتفع أكثر ترجيحا؟ حتى وقت قريب، كنت أقول: إن الاحتمالات ضد هذا بوضوح. أما الآن فلم أعد متأكدا، خاصة عندما أنظر إلى المستقبل بعد بضعة أعوام. يبدو أن عديدا من أهل الاقتصاد ينظرون إلى التضخم على أنه مشكلة تكنوقراطية، ويود أغلب محافظي البنوك المركزية لو يكون ذلك صادقا. الواقع أن جذور التضخم الممتدة تنبع في الأساس من مشكلات ترتبط بالاقتصاد السياسي، وهنا تبدو القائمة الطويلة من أوجه التشابه بين واليوم مثيرة للقلق. 20 سبعينيات القرن الـ في الــداخــل، بعد فــ ة تـحـدى فيها رئيس الولايات المتحدة القواعد والمبادئ المؤسسية "كان ريتشارد نيكسون نسخة السبعينيات"، يأتي شخص لائق حقا ليتولى المنصب "في ذلك الوقت، جيمي كارتر". وفي الخارج، تعاني الولايات المتحدة هزيمة مذلة على يد خصم أضعف كثيرا لكنه أشد عزما "فيتنام الشمالية في السبعينيات، طالبان اليوم". على الجبهة الاقتصادية، عانى الاقتصاد العالمي تباطؤا مستمرا في الإنتاجية. وفقا لتقرير أعده روبرت جوردون مـن جامعة نــورث ويـسـ ن، عـن الإبــداع والنمو، بعنوان "صعود وسقوط النمو 20 الأمريكي"، تمثل سبعينيات القرن الـ نقطة تحولا في تاريخ الولايات المتحدة الاقتصادي، وذلك بفضل التباطؤ الحاد في الإبداع الاقتصادي الهادف. اليوم، حتى لو استخف المتشائمون فيما يتصل بالإنتاجية بشكل جسيم بالمكاسب الهائلة التي سيجلبها الجيل المقبل من التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، فقد وجد قدر كبير من العمل البحثي أن نمو الإنتاجية كانفي تباطؤ ، والآن يبدو أن الجائحة 21 في القرن الـ توجه ضربة أخرى قوية. عانى الاقتصاد العالمي صدمة عرض ضخمة في السبعينيات، بعد أن رفعت دول الشرق الأوسط بشكل كبير أسعار النفط التي تتقاضاها من بقية العالم. واليوم تشكل سياسات الحماية والانسحاب من سلاسل التوريد العالمية صدمة عرض سلبية ضخمة العواقب بالقدر ذاته. في الـنـهـايـة، في أواخــــر ستينيات ، لم تقابل 20 وسبعينيات الـقـرن ال ــ الـزيـادات الهائلة في الإنفاق الحكومي بزيادة الضرائب المفروضة على الأثرياء. كانت زيادات الإنفاق ناشئة جزئيا من برامج "المجتمع العظيم" التي أقرها الرئيس الأمريكي ليندون جونسون في الستينيات، ثم تضخمت في وقت لاحق بفعل تكاليف حرب فيتنام التي ارتفعت إلى عنان السماء. كان جونسون أولا، ثم نيكسون لاحقا، عازفين عن زيادة الضرائب لتغطية هذه التكاليف، خوفا من خسارة الدعم السياسي. في الأعــوام الأخــ ة، خلفت تخفيضات ترمب الضريبية، ثم تدابير الإغاثة من الكارثة المرتبطة بالجائحة، والآن الخطط التصاعدية لتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي، تأثيرا شديدا في الميزانية الفيدرالية. ومن المرجح أن تكون خطط تمويل هذه التكاليف بزيادة الضرائب على الأثرياء فقط قاصرة كثيرا عن تحقيق الغرض منها. صحيح أن البنوك المركزية المستقلة اليوم رغم كل أوجه التشابه هذه، تعمل عمل الحصن ضـد التضخم، وهـي على استعداد لرفع أسعار الفائدة إذا بدتضغوط التضخم كأنها تخرج عن السيطرة... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» .2021 ، بروجيكت سنديكيت يبدو أن عديدا من أهل الاقتصاد ينظرون إلى التضخم على أنه مشكلة تكنوقراطية، ويود أغلب محافظي البنوك المركزية لو يكون ذلك صادقا. الواقع أن جذور التضخم الممتدة تنبع في الأساس من مشكلات ترتبط بالاقتصاد السياسي، وهنا تبدو القائمة الطويلة من أوجه التشابه واليوم مثيرة للقلق. 20 بين سبعينيات القرن الـ كينيث روجوف * كبير خبراء الاقتصاد فيصندوق النقد سابقا، وأستاذ الاقتصاد والسياسة العامة ـ جامعة هارفارد استدامة المدن والنمو الاقتصادي في المائة 70 في المائة من الموارد وتنتج 60 تستهلك المدن من الانبعاثات الكربونية، لذا تشكل قضايا استدامة المدن أهم التحديات التي يوجهها المسؤولون في الحكومات، كما أن الوافدين من القرى إلى المدن يتزايدون سنويا في العالم من أجل البحث عن سبل للتخلص من الفقر، ولا سيما في الدول الناشئة 500 سريعة النمو، ومن المفارقات الإحصائية أنه ينتج أغنى مليون شخص في العالم نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كيلوجراما يوميا من الطعام والماء 88 ويستهلك الفرد الأمريكي والبلاستيك والمعادن وغيرها من السلع. تشير توقعات الأمم المتحدة إلى أن خمسة مليارات شخص في 59 : أي 2030 سينتقلون للعيش والعمل في المدن بنهاية ، حيث تظهر تقديرات 2030 المائة من إجمالي سكان الكوكب عام مليار نسمة قبل 8.5 الأمم المتحدة أن التعداد العالمي سيتخطى 2050 نهاية العقد الحالي ومن المتوقع أن يصل سكان المدن في في المائة من سكان العالم، وتبعا لتلك التغيرات فإن 70 إلى المدن ستعاني ضغوطا بيئية واقتصادية واسعة. المدن ستعاني التدهور البيئي وشح إمدادات المياه والصرف الصحي وضعف البنية التحتية الحضرية ومشكلات في إدارة منظومة النفايات وتحديات تتعلق بحركتي المرور والنقل وتقادم البنية التحتية القائمة وصعوبات في معالجة المناطق العشوائية وجميعها تشكل عبئا كبيرا على الدول. في ظل تلك التحديات سنرى حكومات العالم تسعى إلى تشجيع الاستثمارات الجديدة في المدن والترحيب بتوسع المدن لكسب مزيد من النمو الاقتصادي، فالمدن تشكل أساس النمو في المائة من الناتج 80 الاقتصادي على سبيل المثال: تولد المدن المحلي الإجمالي في آسيا والمحيط الهادئ. أما نسبة مشاركة في المائة، 60 المدن في الناتج المحلي على المستوى العالمي فـ ورغم مكاسب المدن الكبيرة اقتصاديا، إلا أنه في الوقت ذاته يتعين على الحكومات بناء أنظمة متكاملة لضمان استدامة المدن إلى أقصىحد تسمح به الميزانيات العامة والاستثمارات الممكنة في مجالات الغذاء والمياه والطاقة والنقل وإدارة النفايات وتقليص الهدر. أخـ ا: تبني أسس ومفاهيم الاقتصاد الدائري يعد حجر الزاوية في إدارة اقتصادات المدن بطرق مستدامة، لأنه يجمع بين الجوانب الاقتصادية والبيئة والاستدامة ولا سيما أن الاقتصاد الخطي مكلف ومرهق للموارد، أما الدائري فجميع مشتقاته مربحة ويجدد الفرص ويولد الوظائف ويزيد أرباح المجتمع والشركات، ليس ذلك فحسب، بل يزيد القيمة المشتقة التي تعود على النمو الاقتصادي والبيئة ودخل الأسرة والحكومات، فدولة مثل هولندا 45 مليار يورو و 7.3 سيشكل الاقتصاد الدائري قيمة سوقية 700 ، أما على مستوى أوروبا فسيولد 2023 ألف وظيفة بحول . وفي نهاية مقالة اليوم ولتوضيح القيم 2030 ألف وظيفة عام المشتقة من الاقتصاد الدائري، كم سيوفر الاقتصاد الدائري على في المائة من 40 الشركات الفردية الأوروبية إذا علمت أنها تنفق التكاليف على المواد الخام؟ وهل سيحميها من تقلبات أسعار المواد الخام؟ أنماط العمل بفعل كورونا "العودة إلى المكاتب، تساعد الشباب على مسيرتهم المهنية" ريشيسوناك، وزير الخزانة البريطانية يعتقد رؤساءشركات ومؤسسات في قـطـاعـات مختلفة حول العالم أن دراسـة ما أصبح يعرف بالعمل من المنزل ضروريـة جدا، حتى بعد إعادة فتح الاقتصادات في العالم، وعــودة الحياة إلى طبيعتها في أغلب الدول. والعمل من المنزل المفروض قسرا على الموظفين هنا وهناك بسبب تفشي على مدى أكثر من 19 - فيروس كوفيد عام ونصف العام، طرحفي الواقع أسئلة حـول جـدوى العمل من المكاتب، ولا سيما لأولئك الذين يستطيعون أن ينجزوا أعمالهم عبر شبكة الإنترنت والخدمات المساعدة التي توفرها البرامج الداعمة في هذا المجال. وهذه الأسئلة صارت مشروعة يوما بعد يوم، والشواهد على جدوى العمل من المنزل كثيرة، بما في ذلك النتائج المرضية لهذا الأداء العملي الطارئ. فحتى التعليم عن بعد نجح بصورة أو أخــرى، وأخـذ شكلا طبيعيا بعد حملات من التشكيك في نجاحه أو واقعيته. والحق: إن العمل عن بعد أو وراء الأبـــواب المغلقة، ليس جـديـدا. فمع الابتكارات الإلكترونية التي لا تنتهي، أغلقت مؤسسات وشركات ومصارف فروعا لها حتى قبل تفشيكورونا. بل حتى المراكز الحكومية الخدمية انخفض عددها إلى مستويات كبيرة. في العقدين الماضيين، فضلا عـن مكاتب السفر والسياحة والحجوزات، ومراكز التسوق بكل أنواعه بما فيها تلك المختصة بالمواد الغذائية والتموينية. أي: إن العمل عن بعد، وتوفير الخدمات المطلوبة عبر الإنترنت ليس جديدا على الساحة. وفي الأعوام الماضية، شهدت دول أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة، موجة من العاطلين عن العمل، بسبب الاعتماد المتصاعد على الإنترنت وقنوات الاتصال الإلكترونية للحصول على الخدمات. حتى إن جهات مختصة في التشغيل في المملكة المتحدة أطلقت برامج تدريب تستهدف أولئك الذين فقدوا وظائفهم بسبب سيطرة الخدمات الإلكترونية المختلفة. الآن بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، بعودة الحراك الاقتصادي إلى الساحة، وجـــدتشريـحـة مـن رؤســـاء الـ كـات والمؤسساتفي الغرب، أنه يمكن مواصلة العمل عن بعد إلى أجل غير مسمى، بل بالإمكان اعتماد هذه الأداة الإنتاجية، كوسيلة أصيلة لمزاولة الأعمال. واللافت أن حي المال في لندن المعروف باسم "حي السيتي، أو سكوير مايل"، صار ينظر إلى هذه المسألة بجدية. فكورونا التي أجبرت الحكومات على اتخاذ تدابير الإغــ ق، حولت هذا الحي إلى منطقة أشباح بكل معنى الكلمة، في حين أن شركة واحدة متوسطة الحجم تعمل في ألف 70 هذه المنطقة توظف ما لا يقل عن شخص. أوليفر بيته، رئيس شركة التأمين العملاقة أليانتس، كان واضحا بقوله: إن العمل من البيت سيستمر حتى بعد نهاية 140 وباء كورونا، علما أن شركته توظف ألف شخص حول العالم. ويستند دعاة أهمية العمل من المنزل أو عن بعد، إلى أن مستوى الإنتاج لم يتراجع. بل إن شركات كبرى، تتحدث عن ارتفاع مستوى الإنتاج، لأسباب عديدة، في مقدمتها إمكانية مواصلة العمل لما بعد الدوام الرسمي إذا ما اضطر الأمر لذلك، فضلا عن البيئة المريحة للموظف في منزله، إلى جانب عدم شعوره بالضغوط المـبـاشرة. ولا شك أن هــؤلاء يضعون في اعتباراتهم أيضا، انخفاض التكاليف التشغيلية، وهذه نقطة مهمة تسعى أي شركة في العالم لتحقيقها بأي صورة من الصور. وعلى المدى البعيد، لن تكون الشركات التي تسمح لموظفيها أو نسبة منهم بالعمل من المنازل مضطرة لدفع أمــوال طائلة على إيـجـارات المكاتب، خصوصا تلك التي تقبع في مناطق كحي لندن المالي أو "وول ستريت" في نيويورك، أو أحياء مشابهة في برلين وباريس وأمستردام وغيرها. ربما لن يتم في المستقبل اتباع نمط العمل من المنزل بشكل كلي. إلا أن ما يمكن وصفه بتجربة كورونا أوجدت أنماط العمل الهجينة. فمجموعات مصرفية عملاقة معروفة، مثل باركليز وإتش إي بي سي، ترى أن النمط الهجين سيكون مناسبا في المرحلة المقبلة. فحتىفيهذه الأيام هناك من يخشى الإصابة بكوفيد - عبر الاتصال المكتبي المباشر أو في 19 المواصلات العامة، أو الأماكن المشتركة. وهناك شرائـح من البشر، بـدأت تنظر للأمور بشكل مختلف تماما، حتى بعد أن تعود عجلة الاقتصاد والمجتمع للدوران إلى ما كانت عليه قبل الجائحة العالمية المرعبة. بالطبع، سيؤثر توجه العمل من المنزل أو نمط العمل الهجيني بين البيت والمكتب سلبا في الحراك الآخر المتصل بالموظفين، فحركة السوق ستتراجع، والإنفاق سينخفض، ما يشكل أزمة أخرى. وفي كل الأحوال، لا تشجع الحكومات على العمل من المنازل، لأسباب تتعلق بأهمية العودة إلى المكتب، وتعزيز القطاعات المرتبطة في المجال. بل هناك من ذهب أبعد من ذلك بالقول: إن العمل من المكتب يمثل إضافة ضرورية لشريحة الشباب التي تخوض غمار العمل في كل القطاعات. لكن الشركات تنظر للأمور من زاوية مختلفة جدا، تستند إلى تخفيف تكاليف التشغيل في الدرجة الأولى، خصوصا إذا ما كان الإنتاج من البيت مماثلا من حيث الزخم والجودة للإنتاج من المكتب. العمل عن بعد أو وراء الأبواب المغلقة، ليس جديدا. فمع الابتكارات الإلكترونية التي لا تنتهي، أغلقت مؤسسات وشركات ومصارف فروعا لها حتى قبل تفشي كورونا. بل حتى المراكز الحكومية الخدمية انخفضعددها إلى مستويات كبيرة. في العقدين الماضيين، فضلا عن مكاتب السفر والسياحة والحجوزات، ومراكز التسوق بكل أنواعه بما فيها تلك المختصة بالمواد الغذائية والتموينية. كلمة الاقتصادية Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - الشركة الخليجية للإعلان والعلاقات العامة نرحب باتصالكم داخل المملكة: 920000417 هاتف: +442074046950 لندن: +97143914440 دبي: +33153776400 باريس: للتواصل من مختلف الدول: + 966114411444 الإدارة العامة: : موقع إلكتروني www.alkhaleejiah.com : بريد إلكتروني hq@alkhaleejiah.com الوكيلالإعلاني NO. 10193 ، العدد 2021 سبتمبر 7 هـ، الموافق 1443 المحرم 29 الثلاثاء 12 @AhmedAllshehri * مختصفي الاستثمار والسياسات الاقتصادية أحمد الشهري محمد كركوتي * كاتب اقتصادي karkouti@hotmail.com
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=