aleqt: 7-9-2021 (10193)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية ساعة بقليل 24 بعد أكثر من من خروج آخر القوات الأمريكية من كابول، منهية انسحاب أمريكا الشاق والمميت من أفغانستان، أعلن جو بايدن؛ بداية فصل جديد في السياسة الخارجية الأمريكية. قـال الرئيس الأمريكي البالغ عاما في تصريحات 78 من العمر متلفزة من غرفة الطعام في البيت الأبيض الثلاثاء "إن هذا القرار بشأن أفغانستان لا يتعلق فقط بأفغانستان. الأمر يتعلق بإنهاء حقبة من العمليات العسكرية الكبرى التي تسعى إلى إعادة بناء الدول الأخرى". لم تـكـن تعليقات بـايـدن جديدة على نحو خــاص، تعود شكوكه بشأن الحرب الأمريكية في أفغانستان إلى عهد إدارة أوباما. وتجلت رغبته في إنهائها من خلال وعد أطلقه أثناء الحملة الانتخابية ، ومـن خـ ل كونها 2020 عـام شكلت أولوية منذ دخوله البيت الأبيضفي كانون الثاني (يناير). لـكـن الطبيعة الفوضوية للانسحاب، وتأكيد بايدن على اتساع نطاق أهميته، جعلا صداه يتردد عبر واشنطن والعالم، كونه جسد تحول أمريكا في الأعـوام القليلة الماضية نحو ممارسة أكثر تحفظا وحذرا لقوتها العسكرية. بالنسبة إلى مؤيدي نهج بايدن، هذه الخطوة تعكس ما يرون أنه إعادة تقويم متأخرة لسياسة الأمن القومي الأمريكية، بعد صراعات مكلفة وغـــر مـثـمـرة تكشفت عـ مـدى العقدين الماضيين. ويعتقدون أن هذا التحول سيعطي المسؤولين الأمريكيين والجيش مساحة أكبر للتركيز على مواجهة المنافسين الاستراتيجيين الكبار مثل الصين وروسـيـا، ومواجهة التحديات العالمية مثل أزمـة المناخ، دون الوقوع في مستنقع الصراعات المفتوحة، ولا سيما في الشرق الأوسط. ويشعر بعض آخر بالقلق من أن بايدن يدخلفيحقبة انكفاء أمريكا على الذات، الأكثر خطورة، الأمر الـذي قد يشجع خصومها ويثي حفيظة حلفائها الأكـ ضعفا، ويقوض مساعيها من أجل حقوق الإنسان، ويبدد بعض الآمال في العودة إلى قيادة عالمية أمريكية قوية بعد أربعة أعوام من حكم دونالد ترمب. يـقـول أحـــد الدبلوماسيين الأوروبيين، "يجب إيجاد طريقة لإظــهــار الــقــوة الأمـريـكـيـة في المستقبل المنظور - وإلا فإن الصينيين والـــروس سيعتقدون تلقائيا أن هذا هو القرن الذي تصعد فيه الصين إلى الصدارة وتنجح الأنظمة الشمولية. سيكون ذلك خطيا للغاية". يتساءل ويليام كوهين؛ وزير الـدفـاع الأمـريـ في عهد بيل كلينتون؛ قائلا، "ما يشغلني الآن هو كيف يرانا بقية الـعـالم؟". ويسأل أيضا، "ما الحسابات فيما يخص (الصين وروسـيـا)؟ وعلى الـقـدر نفسه مـن الأهـمـيـة، ما الحسابات المتعلقة بحلفائنا؟". الأولويات في مكان آخر كان بندول السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة يميل إلى تجربة المـــرور بالتحولات الجيلية بين الحزم والتراجع خلال القرن المــاضي. تسببت الحرب في فيتنام في ردة الفعل العنيفة الأخـرة ضد الانتشار العسكري الـكـبـر وكــذلــك الاحـتـجـاجـات الحاشدة المناهضة للحرب في جميع أنـحـاء الـبـ د. وفي عام دعا الرئيس آنذاك، ريتشارد 1969 نيكسون؛ الولايات المتحدة إلى "عدم تحمل كامل عبء الدفاع عن الدول الحرة في العالم". لكن بعد أكثر من عقد بقليل، وبعد دخول رونالد ريغان المكتب البيضاوي، تلاشى تردد أمريكا في استخدام القوة العسكرية بطريقة كبية، استخدم الرئيسان جورج بوش الأب وبيل كلينتون التدخلات العسكرية واسـعـة النطاق في العراق خلال حرب الخليج الأولى والـ اع في كوسوفو للدفاع عن القانون الدولي ومعاقبة منتهكي حقوق الإنسان. كان الغزو الأمريكي الذي شنه جورج دبليو بوش على أفغانستان / 11 والـــعـــراق بـعـد هـجـ ت الإرهابية أكثر جـرأة وتعقيدا 9 ودموية، ما أدى إلى فقدان بطيء ومستمر للتأييد بـ جمهور الأمريكيين في الداخل، وازديـاد التوتر في التحالفات الأمريكية العالمية. قــال بـايـدن الـثـ ثـاء، "لقد رأيـنـا مهمة لمكافحة الإرهــاب في أفـغـانـسـتـان - وهـــي حمل الإرهابيين على إيقاف الهجمات - تتحول إلى مكافحة التمرد، وبناء دولة، ومحاولة إيجاد أفغانستان ديمقراطية ومتماسكة وموحدة". أضاف، "الانتقال من تلك العقلية وهذا النوع من نشر القوات على نطاق واسع سيجعلنا أقوى وأكثر فاعلية وأكثر أمانا في الوطن". بـحـسـب خــــ اء الـسـيـاسـة الخارجية في واشنطن، تصريحات بايدن لا تــزال تمنحه كثيا من المـرونـة لاستخدام الـقـوة إذا لزم الأمـر. يقول توم دونيلون، مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد باراك أوباما، "أنا لا أرى أن القرار في أفغانستان هو أن الـولايـات المتحدة سـتـ دد في استخدام القوة إذا كان ذلك في مصلحتها. لقد كان قرار بايدن هو أنه لم يعد من مصلحة الولايات المتحدة مواصلة الجهود التي استمرت لعقود في أفغانستان التي كانت تكلف الأرواح والأموال. وإن أولوياتنا تكمن في مكان آخر". جيم دوبينز، الزميل الكبي في مؤسسة رانـد الفكرية ومسؤول كبي سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، يحذر مـن أن نيات الرؤساء الأمريكيين المتمثلة في الابتعاد عن العمليات العسكرية الخارجية المهمة في الأغلب ما تكون قصية الأجـل وتتجاوزها الأحداث. يقول دوبينز، "إنــه أمـر غي تاريخي، وأعتقد من غي المحتمل أيضا المـي قدما في الاعتقاد بأننا سنقتصر عـ مثل هذا التعريف الضيق للمصالح الحيوية الأمريكية، أو مثل هذا النطاق الضيق للتدخلات الأمريكية". التهديد الآتي من الصين يقول جيك سوليفان؛ مستشار الأمن القومي لبايدن، إن "جوهر الــرؤيــة" السياسية الخارجية للرئيس يظل كما هو منذ أيامه في مجلس الشيوخ. ثم يشي إلى مكونات رؤية بايدن الرئيسة، "أمريكا قوية تعمل مع الشركاء والحلفاء للدفاع عـن قيمنا المـشـ كـة، وتعزيز مصالحنا المـشـ كـة، وإثـبـات - حتى في مواجهة التحديات العالمية الجديدة والمتسارعة - أن الديمقراطية يمكن أن تتحقق للشعب الأمريكيوللناسفيجميع أنحاء العالم". بحسب مسؤولين ودبلوماسيين أمريكيين سابقين، لو كان انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أكثر سلاسة، لكان الأمر مطمئنا وأكثر انسجاما مع كلمات سوليفان. لكن الطريقة التي تكشفت بها الأحـــــداث، مــع صـدمـة حلفاء الولايات المتحدة منسرعة استيلاء طالبان على السلطة والمطالبة عبثا بمـزيـد مـن الـوقـت لإجـ ء مواطنيهم، كل هذا قوض الثقة بالولايات المتحدة. يقول دبلوماسي أوروبي، "كنا نعلم أن ذلك سيحدث، علمنا أنه سيحدث في وقت وشيك، وأعددنا لفكرة الرحيل معا، لكننا لم نتوقع هذا التسارع المصطنع إلى حد ما. ما فاجأنا هو الطريقة التي حدث بها الأمر بينما كنا نتوقع مزيدا من التعاون". لقد كان المسؤولون الأمريكيون - بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكين، ووزيـــر الـدفـاع لويد أوســـن، ونائبة الرئيس كامالا هـاريـس - يسارعون في الأيـام الأخية إلى شكر الحلفاء في جميع أنحاء العالم، على مساعدتهم على الإخلاء، لإعادة تأكيد التزام أمريكا بأمنهم، ولتنسيق الجهود للتعامل مع حكومة طالبان الجديدة. تـقـول مـــارا رودمــــان؛ نائبة الرئيس للسياسة في مركز التقدم الأمـــريـــ ، "سـيـكـون الحفاظ على صدقية الـولايـات المتحدة وبناؤها مع الحلفاء والمنافسين في آن معا تحديا رئيسا أمام هذه الإدارة، انطلاقا من الانسحاب من أفغانستان". لكن ليس مـن الـواضـح على الإطــــ ق أن كــل ذلـــك التوتر والاحتكاك سيتم تصحيحه سريعا. يقول الدبلوماسي الأوروبي، "بالنسبة إلى الحلفاء الغربيين، يثي ذلك نقاشا جـادا في الناتو وغـــره حــول مـا يعنيه القيام بعمليات كبية في المستقبل". يـضـيـف، "وإلا فـإنـنـا نخاطر بأن الرواية الروسية عن ’نهاية الغرب‘ستكتسب صدقية خارج التحالف عبر الأطلسي". قد تظهر مخاوف أكبر بكثي في تايوان أو أوكرانيا أو دول أخرى تعتمد بشكل كبي على ضمانات أمريكية لأمنها. لا يزال لدى الولايات المتحدة ألف جندي منتشرين خارج 200 أراضيها، في أماكن مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية وغيها من الدول، 700 وميزانية دفاع سنوية حجمها مليار دولار - وهي قوة عسكرية هائلة لا يستهان بها. ويقول مايكل ماكينلي؛ السفي الأمريكي السابق في أفغانستان والدبلوماسي السابق المخضرم، إن أمريكا "لا تتراجع" بشكل عام - ولا ينبغي أن يكون للرحيل من أفغانستان "تداعيات بالنسبة إلى بقية الـعـالم". الفشل في أفغانستان زاد من أهمية نجاح إدارة بايدن في بقية سياستها الخارجية وأهدافها الداخلية، على حد قوله. يضيف ماكينلي؛ "الـسـؤال الحقيقي هـــو، هــل ستستمر وتنجح هذه الأجندة الأوسع؟ هل أمريكا، تعيد دمج نفسها بنجاح في القضايا الانتقالية مثل تغي المناخ، والتكنولوجيا، والاستجابة للجائحة، وتطوير استراتيجية متماسكة للتعامل مـع الصين وروسيا؟". لا يرى الدبلوماسي الأوروبي أن الولايات المتحدة "دولة ستتخلى عن أشياء معينة"، مثل مكافحة الإرهـاب، أو السعي وراء حقوق الإنسان، لكنه يقول، "أرى دولة تركز بشدة على نفسها". في الداخل ركز بايدن بشدة على خططه لبرنامج بنية تحتية تريليون دولار، وحزمة 1.2 بقيمة تريليون 3.5 إنفاق اجتماعي بقيمة دولار، وزيــادات ضريبية شاملة على الشركات والأثرياء، ينظر إليها على أنها جوهرية لجهود أمريكا لتحدي منافسيها الدوليين على الصعيد الاقتصادي. مع ذلك، التصورات الخاصة بقوة أمريكا وضعفها حول العالم قد تمليها بشكل أكـ حالة الديمقراطية الأمريكية، نظرا للتأثي المستمر للرئيس السابق دونالد ترمب؛ وتحديه للمؤسسات التقليدية والانتخابات المفتوحة. تقول ناتالي توتشي؛ مديرة معهد العلاقات الدولية، وهو مؤسسة فكرية للسياسة الخارجية في روما، وأستاذة زائرة في كلية كينيدي في جامعة هـارفـارد، إن استراتيجية بايدن "منطقية بالنسبة لقوة عظمى في حالة تدهور نسبي". لـكـن مــع تــحــرك الــولايــات المتحدة بحذر أكبر في استعراض قوتها العسكرية، قـد تواجه واشنطن معضلات مشابهة لتلك التي تواجهها الـدول الأوروبية. تقول توتشي، "نحن (في أوروبا) لا نعرف ماذا نفعل تجاه تركيا، ولا نعرف ماذا نفعل بشأن بيلاروسيا. الأمر لا يتعلق فقط بأفغانستان. لفترة طويلة لم نعرف ما يجب فعله حيال بعض هذه الأماكن. ليس لدينا الجواب أيضا، لكننا نحتاج إلى العثور عليه". ألف جندي منتشرين 200 لدى الولايات المتحدة خارج أراضيها، مع ميزانية دفاع سنوية حجمها مليار دولار - وهي قوة عسكرية هائلة لا 700 يستهان بها. عقيدة بايدن .. البحث عن مكان جديد لأمريكا في العالم جو بايدن يلقي خطابا عقب انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. جيمس بوليتي من واشنطن 11 NO. 10193 ، العدد 2021 سبتمبر 7 هـ، الموافق 1443 المحرم 29 الثلاثاء أدت موجة الاستدامة إلى نقل تريليونات الدولارات إلى الصناديق ذات المعايي البيئية والاجتماعية والحوكمة وجلب أجندة جديدة بقيادة أصـحـاب المصالح إلى مجالس إدارات الشركات. تنضم الآن شركات المحاسبة الأربع الكبرى إلى الموجة الرائجة التي توفر فرصتين مغريتين: توسعة مـا يجب عـ الشركات تفسيه، وفرصة لتغيي العلامة التجارية للمهنة التي ابتليت بالفضائح مــن خـــ ل تقديم المشورة بشأن تغي المناخ والتنوع ـ وكسب ثقة المستهلكين. وضـــعـــتشركـــــة بـــرايـــس الطلب PwC ووتـرهـاوس كوبرز المتزايد للمشورة بشأن المعايي البيئية والاجتماعية والحوكمة في 12 صميم خطة استثمارية بقيمة مليار دولار أعلنتها في حزيران ألف 100 (يونيو) تشمل إضافة موظف وإطـــ ق "معاهد ثقة" لتدريب العملاء على الأخلاقيات. قــال بــوب مـوريـتـز؛ الرئيس العالمي للشركة، إن هذا الاستثمار سيعيد تعريف وتغيي العلامة التجارية للشركة "للتأكد من أننا قيمون لما يحتاج إليه عملاؤنا وما يحتاج إليه العالم". بدورها، أعلنت شركة ديلويت "برنامج تعلم عن المناخ" هذا الشهر لموظفيها البالغ عددهم ألـفـا. وتضمن عمل شركة 330 كيه بي إم جي لمعايي الحوكمة والمعايي البيئية والاجتماعية مساعدة شركة إيكيا على تحليل المخاطر الاجتماعية والبيئية المرتبطة بالمواد الخام لمتجر التجزئة السويدي للأثاث، وتقديم المشورة بشأن أول سند أخضر صدر في الهند. كانت شركات المحاسبة الأربع الكبرى، بما فيها شركـة إي واي ، في خضم نقاش تحاول فيه EY مجموعات العمل صياغة معايي دولية جديدة لقياس الاستدامة. لكن نظرا لتركيزها الجديد على الحوكمة والمعايي البيئية والاجتماعية الذي يلوح في الأفق بشكل أكبر في تسويقها لأنفسها، يتساءل بعض الشركاء عن المدى الـــذي ستتحول فيه شركاتهم ويــحــذرون مـن أنــه قـد يعرض الشركات إلى انتقاد لاذع إذا فشلت في تطبيق المعايي التي تروج لها. تستجيب شركــات المحاسبة الأربـــع الـكـ ى جزئيا لارتـفـاع ميزانيات العملاء لتطوير خطط انبعاثات صافية صفرية ومبادرات الاستدامة الأخرى. تتبع المقاييس غي المالية مثل بصمات الكربون للشركات، وليس فقط نتائجها المالية، يمنحها فرصة لتوليد المزيد من دخل الرسوم وتحسين هوامش الربح. ومنشأن إدخالمقاييسموحدة لإعداد تقارير الحوكمة والمعايي البيئية والاجتماعية والمؤسسية المـوحـدة للشركات أن يضيف مزيدا من العمل للمحاسبين. من المحتمل أن يتم تسهيل ذلك من خلال مجلس معايي الاستدامة الدولية المقترح، وهو هيئة قد يتم إنشاؤها في تشرين الثاني (نوفمبر) لتعكس الدور الذي يلعبه مجلس معايي المحاسبة الدولية في وضع معايي التقارير المالية. قــال شريــك سـابـق في شركة برايس ووترهاوس كوبرز: "أحد التحديات التي واجهتها المهنة (...) هي أن بعضهم يعد التدقيق أو البيانات المالية وظيفة امتثال". أضاف: "إذا نظرت (الشركات) إلى شيء ما على أنه عمليةشراء لامتثال أو لسلعة فإنها تخفض السعر. إذا نظرت إليه على أنه شيء يضيف قيمة، فإنها مستعدة لدفع السعر المناسب للقيمة التي يوفرها مزود الخدمة". يقدم توجه المعايي البيئية والاجتماعية والحوكمة لشركات المحاسبة الأربــع الكبرى فرصا أخرى أيضا تتعدى المحاسبة. بحسب شريك في واحـدة من شركات المحاسبة الأربع الكبرى، ستكون هناك قدرة متزايدة على بيع الخبرات مثل إضافة معايي متعلقة بالمناخ لتصميم حزم الـــرواتـــب الـتـي يحصل عليها المـسـؤولـون التنفيذيون. وقد تضاعف بالفعل عـدد الشركات العالمية التي تدخل مقاييس بيئية أو اجتماعية عند تقرير رواتـب المـسـؤولـ التنفيذيين منذ ، وفقا لآخـر تقرير صدر 2018 عن مجلس الاستدامة الدولية لمعايي الحوكمة والمعاييالبيئية والاجتماعية. كـــان هـــدفشركـــة ب ـراي ـس ووترهاوس كوبرز من "المعادلة الجديدة" التي تتضمن تغيي العلامة التجارية عـ أسـاس "الثقة"، الاستفادة من "نقطة انعطاف" حيث تفكر الشركات في كيفية شرح تأثيها في المجتمع عقب الجائحة، حسبما قال شخص مطلع على الخطط. أضـاف الشريك قائلا بدلا من "الإجابة عن الأسئلة المطروحة علينا" ببساطة، تريد الشركة "صياغة" أسئلة العملاء والاستعانة بفرق شركـة برايس ووتـرهـاوس كوبرز الخبية في الأمــور ذات الـصـلـة وبــأصــحــاب المصالح الآخـريـن مثل الموظفين. وذكر أن الاستشاريين الذين يقدمون المشورة للشركات التي تشتري تكنولوجيا جديدة، مثلا، يمكن أن يقدموا المساعدة على دعم العاملين الذين يخاطرون بفقدان وظائفهم نتيجة لذلك. من الواضح أن المستشارين والمـحـاسـبـ يـــرون المعايي البيئية والاجتماعية والحوكمة فرصة تجارية. الأمر الأقل وضوحا هو ما إذا كان حجم التغييات في مؤسساتهم سيتوافق مع ضجيجهم التسويقي. في بعض الأحــيــان، تعاني الــ كــات لتوضيح مــا تعنيه بتركيزها عـ مفاهيم واسعة مثل "الثقة" و"الاسـتـدامـة" في الممارسة العملية. بونت رينجين، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة ديلويت، نشر أخيا تغريدة حول مقال كتبه بعض كبار المفكرين في الشركة حول "الرابط بين الثقة والازدهار الاقتصادي". جــاء في المـقـال: "أن الثقة شاملة"، فهي "مادية، عاطفية، رقمية، مالية، أخلاقية. ما كان من الجيد وجوده أصبح الآن من الواجب وجوده. أصبح المبدأ الآن محفزا. القيمة الآن لا تقدر بثمن". "برنامج التعلم عن المناخ" هو أحدث مبادرة من قبل شركة ديلويت متعلقة بالمناخ. مقارنة بجميع العروض الترويجية، فإنها مجرد عرض تقديمي عبر الإنترنت دقيقة، مع حفنة 45 إلى 35 مدته من العناصر التفاعلية ودعـوة للموظفين للتقليل من تأثيهم الشخصيفي المناخ. بينما تؤكد شركـات المحاسبة الأربــــع الــكــ ى تـغـر المـنـاخ والمساواة في موادها التسويقية والـتـوظـيـفـيـة، فـــإن كـثـرا من استثماراتها يقع في مجالات ليست ذات صلة. ركز إعلان استراتيجية شركة برايس ووتـرهـاوس كوبرز بشدة على "الثقة" و"الاستدامة" مليار 12 لكن مبلغا كبيا مـن دولار تخطط لاستثمارها سيتوجه نحو اثنين من آفاق النمو الرئيسة الأخرى: التكنولوجيا وآسيا. من المتوقع أن يكون الجزء الأكبر من صافي وظائفها الجديدة ألــف وظيفة في 100 البالغة مجال التكنولوجيا، مستفيدة من طلب الـ كـات التي تسعى للحصول على مساعدة في مجال الأمـــن الـسـيـ اني، والمنصات السحابية، وعلوم البيانات. القليل فقط سيتعلق بالمعايي البيئية والاجتماعية والحوكمة. لم تعط شركة برايس ووترهاوس كوبرز أي رقم محدد. سيخصص ربـــع الاسـتـثـ ر الجديد لمضاعفة أعــ ل شركة برايس ووترهاوس كوبرز في آسيا، حيث نمـت ســوق الاسـتـشـارات 2015 وحدها بمقدار الثلث منذ مليار دولار، وفقا 32.9 إلى لصورس جلوبال ريسيتش، لكنه في المائة من 15 يمثل أقـل من إيرادات الشركة. لكن عـ الـرغـم مـن الضجة حول المناخ والتأثي الاجتماعي، فإن اهتمام الشركات الاستشارية المستمر بفرص النمو الأخـرى يشي إلى أنها تـدرك أن تقديم المشورة في مجال المعايي البيئية والاجتماعية والحوكمة لن يحل محل جميع عملياتها الحالية، أو حتى يعيد تشكيلها. وهي تتعمق أيضا في تقديم الاستشارات المتعلقة بالاستدامة على الرغم من ادعــاء النقاد أن الأداء المتفوق للاستراتيجيات التي تتحدث عن مواضيع الحوكمة والمعايي البيئية والاجتماعية والمؤسسية هو مجرد وهم، أو سيكون قصي الأجل. خلص اثنان من أساتذة جامعة هارفارد هذا الشهر إلى أن بيان الـطـاولـة المستديرة للشركات الـذي يبشر 2019 الأمريكية في بعصر جديد من رأسمالية أصحاب المصالح كـان "للاستعراض في الغالب". ويضم أعضاء المائدة المستديرة رؤساءشركات المحاسبة الأربع الكبرى، إضافة إلى الشركات الاستشارية المنافسة، أكسنتشر، وباين آنـد كومباني، ومجموعة بوسطن الاستشارية، وماكينزي. حـتـى لــو كــانــوا يتحوطون لرهاناتهم من خلال الاستثمار في التكنولوجيا أو التحولات الإقليمية، فإن القفز علنا إلى موجة المعايي البيئية والاجتماعية والحوكمة الرائجة والظهور كمنارات للثقة يحمل أيضا مخاطر للمستشارين. قال شريك إداري بريطاني في شركـة محاسبة أخـرى عن خطط شركة برايس ووترهاوس كوبرز: "أعتقد أنهم سيصبحون هدفا للناشطين". مجادلا أنه من خلال الترويج لمؤهلات المعايي البيئية والاجتماعية والحوكمة الخاصة بها، فإن الشركة ستجذب التدقيق في سجلها الخاص. أضاف: "لا يتطلب الأمر الكثي (...) ليجد شخص ما أن شركة بـرايـس ووتــرهــاوس كـوبـرز في الدولة ’س‘ لا تمتثل تماما لمعايي انبعاثات الكربون الخاصة بها، أو أنها تخدم العملاء ذوي السجلات المروعة أو الذين يملكون تاريخا من العبودية الحديثة". ردا على السؤال عما إذا كان تركيز شركـة برايس ووترهاوس كوبرز على الثقة وعـدا يصعب تحقيقه بالنظر إلى الفضائح التي ابتليت بها صناعتها، قـال تيم رايــان؛ الرئيس والشريك الأول لشركة برايس ووترهاوس كوبرز في الـولايـات المتحدة: "هنالك دائما مخاطرة في القيادة. لسنا مثاليين لكننا نستثمر بشكل كبي للتأكد من أن كل ما نفعله يتعلق بالتحسين". تتبع بصمات الشركات الكربونية، وليس فقط نتائجها المالية، يمنح شركات التدقيق فرصة لتوليد مزيد من الدخل وتحسين هوامش الربح. شركات المحاسبة الأربع الكبرى تقفز على قطار الاستدامة كانت شركات المحاسبة الأربع الكبرى في خضم نقاش تحاول فيه مجموعات العمل صياغة معايير دولية جديدة لقياس الاستدامة. من لندن مايكل أودواير وأندرو إيدجكليف جونسون من نيويورك

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=