aleqt: 30-8-2021 (10185)
NO. 10185 ، العدد 2021 أغسطس 30 هـ، الموافق 1443 المحرم 21 الإثنين السياسية الماضية، 60 على مدى الأعوام الـ تقلص نطاق بعض فجوات التنمية عـر الـــدول بـصـورة مبهرة، لكن الـفـجـوات الأخـــرى اسـتـمـرت، بل واتسع نطاق إحداها، مما له عواقب وخيمة على المستقبل. فعلى الجانب الإيجابي، ارتفع متوسط العمر المتوقع في الدول في 55 ذات الدخل المنخفض من المائة من معدل مستوى أمريكيا "عندما كان متوسط العمر 1960 في في المائة 80 عاما" إلى أكثر من 70 عام"، بينما 78.5 الآن "حيث أصبح يعيش الناس في عديد من الدول ذات الدخل المتوسط - بما في ذلك تشيلي، وكوستاريكا، ولبنان - حياة أطول مقارنة بالأمريكيين. ويمكن قول الشيء نفسه بالنسبة إلى التعليم. بحسب ريـكـاردو هاوسمان، وزير التخطيط الفنزويلي السابق وكبير الاقتصاديين السابق في بنك التنمية للدول الأمريكية، وهو أستاذ في كلية جون إف كينيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد ومدير مختب هـارفـارد للنمو. إذ حتى مع ارتفاع معدلات الالتحاق بـالمـدارس الثانوية في الولايات 1970 في المائة في 47 المتحدة من ، قلص 2018 في المائة في 88 إلى عديد من الدول فجوة التعليم إلى حد كبير. فأمريكا اللاتينية، على سبيل المثال، انتقلت من أقل من في المائة من معدل الولايات 15 في المائة 60 إلى 1970 المتحدة في من المعدل الحالي الأعلى للالتحاق بالمدارس في الولايات المتحدة، حيث أبلغت بعض الــدول "مثل الأرجنتين وتشيلي" عن معدلات تسجيل أعلى من الولايات المتحدة. وفي الفترة نفسها، انتقلت الدول في المائة من 13 العربية من أقل من 36 المستويات الأمريكية إلى أكثر من في المائة اليوم. لكن الفجوات الأخــرى لا تزال كبيرة بصورة متصلبة. إذ بينما زاد دخل الفرد في الولايات المتحدة أكثر 2019 و 1960 ثلاث مرات بين عامي "وفقا لتعادل القوة الشرائية"، لم تتقلص فجوة الدخل بينها وبين أمريكا اللاتينية، وجنوب إفريقيا، والعالم العربي. فمعدل الدخل في هذه المناطق بلغ أقل من ربع المستويات الأمريكية "بعد تعديل الاختلافات في القوة الشرائية". فقد ظلت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء في المائة من مستويات 6 عند نحو الولايات المتحدة، وبقيت الهند عند مستوى العشر. وتقلصت فجوات الدخل في بعض دول شرق آسيا، وأوروبا الشرقية إلى حد كبير مقارنة بالولايات المتحدة. ويقودنا هـذا إلى مشكلة ذات عواقب وخيمة. إن تضييق فجوة التعليم دون تضييق فجوة الدخل يدل على اتساع الفجوة التكنولوجية. فالعالم آخذ في تطوير التكنولوجيا بـوتـ ة أسرع مـ يمكن لعديد من الــدول اعتمادها، أو تكييفها مع احتياجاتها. وغالبا ما يتجاهل الاقتصاديون هذه المشكلة، لأنهم يفكرون في التكنولوجيا على أنها شيء مضمن في الآلات، ومن ثم، فهي قـــادرة عـ التدفق بصورة طبيعية إلى الـــدول مـا لم تقم الحكومات مثلا بتقييد التجارة، أو المنافسة، أو حقوق الملكية. إلا أنــــه مـــن الأفـــضـــل فهم التكنولوجيا على أنها مجموعة من الإجـابـات عن أسئلة حـول "كيفية القيام بشيء ما". ولأن الأشخاص الذين يختلفون عن بعضهم بعضا يقومون بأشياء بصورة مختلفة، فإن اعتماد التكنولوجيا يتطلب بعض التكيف مع الظروف المحلية، ما يتطلب بدوره قدرات محلية. إن أحد مقاييسهذه القدرات هو معدل تقديم الدول براءات الاختراع. وكما هي الحال مع جميع المقاييس، فإن هذا المقياس يفتقر إلى الكمال، لعدة أسباب "لا تسجل براءة اختراع كـل حـلـول الأسـئـلـة حــول كيفية القيام بشيء ما، وليست كل براءات الاخـ اع مفيدة بالمثل، وليس من المرجح أن تسجل جميع الصناعات بــراءات اخـ اع لابتكاراتها". ومع ذلك، فإن معدلات براءات الاختراع صارخة لدرجة أنه لا يمكن اعتبارها مجرد مراوغاتفي القياس. عاما الماضية، ارتفع 40 فخلال الـ معدل بــراءات الاخــ اع الأمريكية بدوره إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، براءة اختراع 270 من معدل يناهز 1980 لكل مليون شخص سنويا في في الأعـوام الأخيرة. 900 إلى نحو وهي ليست حتى الرائدة في العالم. فقد زاد معدل براءات الاختراع في في 100 كوريا الجنوبية بمعامل نحو إلى 33 الماضية، من 40 الأعوام الـ لكل مليون، وهي الآن تسجل 3150 براءات اختراع بمعدل يزيد على ثلاثة أضعاف نظيره في الولايات المتحدة. أما معدل بــراءات الاخــ اع في اليابان فهو ضعف معدل الولايات المتحدة، وبالنسبة إلى الصين يزيد معدل براءات الاختراع الخاصة بها من أقل من 250- بمعامل يزيد على إلى 1980 أربعة لكل مليون في للعدد نفسه اليوم. 1000 أكثر من ويبلغ معدل براءة الاختراع في دول، مثل: النمسا، ألمانيا، الدنمارك، فرنسا، بريطانيا العظمى، النرويج، نيوزيلندا، وسنغافورة ربع نظيره في الولايات المتحدة. ويبلغ معدل براءة الاختراع في دول أخرى، مثل: أستراليا، كندا، سويسرا، إيـران، إسرائيل، إيطاليا، هولندا، بولندا، وسلوفينيا نسبة أعلى بقليل من سبع معدل الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، تبدو معدلات بـــراءات الاخـــ اع في بعض دول العالم متوسطة الدخل منخفضة بصورة لافتة للنظر. ففي أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا، على سبيل المثال، بلغ معدل تسجيل براءات مـرة من 70 الاخــ اع مستوى أقـل مستوى الولايات المتحدة، بينما هو مرة أقل في العالم العربي. 100 إن هـذه المعدلات المنخفضة بصورة لا تصدق جديرة بالذكر، لثلاثة أسباب، السبب الأول، هو أنها تتجاوز بكثير الفجوات المتعلقة بالالتحاق الجامعي، والثاني، هو أن فجوة براءات الاختراع ضخمة مقارنة بالفجوات المتعلقة بالمنشورات العلمية. فقد يتوقع المرء معدلات منخفضة للغاية من المنشورات العلمية إذا كانت المشكلة هي نقص العلماء. لكن فجوة براءات الاختراع في أمريكا اللاتينية والعالم العربي وجنوب إفريقيا أكـر تسع وعشر مرة على التوالي من فجوة 13 مرات و المنشورات العلمية مقارنة بالولايات المتحدة. والسبب الثالث، هو أن هذه الفجوات كبيرة مقارنة بالدول الأخرى التي كانت حتى وقـت قريب أقل تطورا من حيث الدخل أو الالتحاق الجامعي أو التطور العلمي. وتتفوق الصين وماليزيا وتايلاند وحتى فيتنام الآن على أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا والعالم العربي فيما يتعلق بمؤشر الابتكار العالمي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية. ومن الصواب دائما إلقاء اللوم على الحكومات، عندما يتعلق الأمر بالنتائج السيئة. لكن، في هذه الحالة، يبدو أن ندرة براءات الاختراع في الـدول المتوسطة الدخل ذات الأنظمة الجامعية الكبيرة هي خطأ الشركات والجامعات نفسها. إنها أحد أعراض التآزر غير المستغل بين هذين المجالين. وتفضل الجامعات في الـدول المتوسطة الـدخـل، أن تركز على التدريس، لأن ما يهمها هو إبقاء تكلفة التعليم منخفضة. ويوجه أفضل باحثيهم جهودهم نحو المنشورات العلمية، لأنهم يفضلون ذلك على تلطيخ عقولهم بالمشكلات العملية الدنيوية نيابة عن الشركات الربحية. وفي الـوقـت نفسه، تـكـاد لا تستثمر الـ كـات، خاصة الكبى منها، أي شيء يذكر في البحث والتطوير، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها لم تقم بمثل هذه الاستثمارات من قبل، وأيضا لأنها تفترض أنه لن يكون لديها شركـاء من الجامعات يمكنها بالشراكة معهم تحويل الأموال إلى ابتكارات. وقد لا تكون مخطئة في هذا الاعتقاد، فمعظم الجامعات ليست مهيأة لاستيعاب هذا النوع من العمل، لكن في نظام إيكولوجي للابتكار يعمل بصورة صحيحة، يمكن للاستثمار التجاري في البحث والتطوير أن يترجم إلى تدفقات نقدية كبيرة يمكن للجامعات استخدامها لتمويل قدرة كبيرة وفعالة على البحث والتطوير، دون زيادة الرسوم الدراسية. ولــــي يـــخـــرج هــــذا الـنـظـام الإيكولوجي إلى الـوجـود، تحتاج الجامعات في الـــدول المتوسطة الدخل إلى تغيير طريقة تفكيرها، وهيكلها، وحوكمتها، وممارسات التوظيف، وينبغي للشركات أن تتعلم قيمة الاستثماراتفي البحث والتطوير من زملائها الأكـ نجاحا في الدول الأخرى. وما لم يتمكن قادة الأعمال والجامعات من تعزيز تفكير جديد بشأن اعتماد التكنولوجيا والتكيف والابتكار، فإن فجوة الدخل بين الدول والعالم الغني ستستمر. 15 بينما العالم آخذ في تطوير التكنولوجيا بوتيرة أسرع ما الأجدر بالمعالجة .. فجوة الدخل أم فجوة الفكر؟ في أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا بلغ معدل تسجيل براءات الاختراع مستوى مرة من مستوى الولايات المتحدة 70 أقل مرة في العالم العربي 100 بينما هو أقل تضييق فجوة التعليم دون تضييق فجوة الدخل يدل على اتساع الفجوة التكنولوجية. من الرياض «الاقتصادية» يناقش ثلاثة من خباء معهد واشنطن، تداعيات الانسحاب الأمريك من كابول، حيث يركزون بشكل خاص على عواقب هــذا الــقــرار عـ الإرهــــاب العالمي والسياسة الإيرانية ورد الفعل الإقليمي. آب (أغسطس)، عقد معهد 19 "في واشنطن منتدى سياسيا افتراضيا مع كاثرين ويلبارجر وهارون زيلين وباتريك كلاوسون. ويلبارجر، هي زميلة زائرة في "زمالة روزنبلات" في المعهد ونائبة مساعدة سابقة لوزير الدفاع الأمريك لشؤون الأمن الدولي. وزيلين، هو خبير في الحركات الجهادية العالمية، وزميل "ريتشارد بورو". وكلاوسون، هو "زميل مورنينجستار" الأقدم ومدير الأبحاثفي المعهد ومتخصصفي الشؤون الإيرانية. فيما يلي ملخص المقررة لملاحظاتهم". كاثرين ويلبارجر ما يحدث اليوم في أفغانستان هو حصيلة عقود من التاريخ والديناميات المحلية والإقليمية والدولية المعقدة. التي أمضتها 20 وحيث إن الأعـوام الــ الولايات المتحدة في المنطقة تنطوي على دروس كثيرة، يتطلب تحديد كيفية تطبيق تلك الـدروس ومكان تطبيقها دراسة متأنية. لا يخفى أن الأوضــــاع الـراهـنـة تحفل بالتحديات، فانسحاب أمريكا قد يقوض مصداقيتها في شراكاتها الأمنية العالمية، بما فيها شراكاتها في الشرق الأوسط. كما أن طبيعة الانسحاب المشوبة بالاضطرابات تسلط الضوء على التكاليف المترتبة عن إنهاء الالتزامات الجارية. ولعل هذه اللحظة تتيح التفكير في العيوب التي تلفت إليها الانتقادات الشائعة لما يسمى "الحروب الأزلية". في الوقت نفسه، للعلاقات الإقليمية القوية فوائدها، وإحداها هي أن أوقات الأزمـة تشكل فرصة لتعزيز المصالح المتبادلة. من هنا، عند التطلع إلى المستقبل، يجب على إدارة بايدن التركيز على الخطط القابلة للتنفيذ والداعمة للشركاء في الشرق الأوسـط، على غرار إطــ ق الـرامـج المشتركة أو تعزيز التعاون في المجال السيباني. وفي العراق بشكل خاص، أكدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبـيـون على مصلحة مشتركة في تحقيق الأمـن والاستقرار عب مهام التدريب والتجهيز وتكثيف وجود "الناتو". عساها تفكر فيما يمكن فعله لدعم الشركاء الأمنيين في سورية. أحد أسباب الانسحاب من أفغانستان، هو تسهيل نقل الموارد لتلبية الأولويات الأمريكية الأكــ إلحاحا عـ صعيد المنطقة والعالم. لكن يبدو أن ما حدث حتى الآن أقرب إلى العكس: فمع استيلاء "طالبان" بالقوة على السلطة ومحنة اللاجئين التي تتصدر العناوين، يتعذر عـ المـسـؤولـ الأمريكيين إشاحة نظرهم، وعن وجه حق. لكن لا يمكن تجاهل القيود المرتبطة بالموارد إلى ما لا نهاية. وبعد عقود من انخراط الولايات المتحدة على الأرض في أفغانستان، بات من الواجب عليها تقسيم وقتها وطاقتها بطرق تعكس الأهــداف الاستراتيجية الراهنة بشكل أفضل. ومن شأن الاستثمار في العلاقات مع الـ كـاء الإقليميين الآخرين أن يقوي مقاربة الولايات المتحدة للقضايا العالمية مع الاستمرار في دعم الاستقرار العامفي الشرق الأوسط. هارون زيلين ستلعب أربعة عناصر رئيسة دورها في رســم معالم النشاط الجهادي المتعلق بالانسحاب من أفغانستان، وهي تعبئة المقاتلين الأجانب، وطريقة تفاعل الجماعات المتطرفة الأخـرى مع سيطرة "طالبان"، وهوية السجناء المـحـرريـن، وإلى أي درجــة ستعود الشخصيات الرئيسة في تنظيم القاعدة إلى الساحة الأفغانية؟. بالنسبة إلى العنصر الأول، تغيرت الخصائص السكانية الجهادية في أفغانستان بشكل كبير منذ أن بدأ تنظيم القاعدة للمرة الأولى في جذب اهتمام الرأي العام في ثمانينيات وتسعينيات . وبخلاف تركيبتها الأولى 20 القرن الــ المؤلفة مـن أكـ يـة عربية، يتألف أعضاؤها اليوم في أغلبهم من الأفغان المحليين وأفراد من شبه القارة الهندية والدول المجاورة وجنوبشرق آسيا. أما بالنسبة إلى تنظيم داعش، فهو يبقي مجموعة من المقاتلين الأجانب "وإن كان 2015 في أفغانستان منذ أصغر بكثير من تنظيم القاعدة. وقد يحاول "داعش"، وهو العدو التاريخي لحركة طالبان، أن يستفيد الآن من مكاسب خصمه، فيسعى إلى تكثيف حملة التجنيد عب تقديم نفسه بصورة الدولة الإسلامية الأفغانية الشرعية صاحبة الحق. بعبارة أخرى، لا مفر من حملة تعبئة جهادية أخـرى، والسؤال الذي يطرح ليس إذا ما كانت هذه الحملة ستحدث، بل إلى أي مدى ستكون كبيرة؟ ويبدو منذ الآن أن قوات "داعش" تكثف هجماتها على وحدات "طالبان" كما رأينا في ولايـة ننجرهار قبل سقوط كابول بوقت قليل. فيما يتعلق بـــردود فعل الحركة المسلحة عموما، سبق لعدة جماعات وعناصر أن أشــادوا بنجاح "طالبان". وفي حين جاء محتوى تلك التصريحات المهنئة متفاوتا "على سبيل المثال، أعربت الجماعة السورية "هيئة تحرير الـشـام" عن رغبتها في تكرار عملية الاستيلاء على كابول في دمشق"، رددت في معظمها الفكرة الرئيسة نفسها، ألا وهي أن انسحاب القوات الأمريكية المتزامن مع انهيار مؤسسات الدولة يدل على قيمة "التقوى" الجهادية والمثابرة. لكن الاستثناء الملحوظ لسيل الدعم هذا هو شبكة "القاعدة"، التي بقيت حتى الآن صامتة بشأن كابول، أقله على قنواتها الرسمية. ومن الممكن أن يكشف التنظيم عن معلومات أدق عن مواقفه وعن مكان وجود الزعيم أيمن الظواهري خلال الأسابيع المقبلة، خصوصا مع أيلول 11 لهجمات 20 اقتراب الذكرى الـ (سبتمب). من ناحية تحرير السجناء، تعمل "طالبان" على تحرير أعـداد كبيرة من المتطرفين الموجودين داخل السجون. وحتى الآن،لمتحدد الحكومة الأمريكية هوية الأفراد الذين تم إطلاق سراحهم وأولئك الذين لا يزالون في السجن، لذلك من المعقد تقدير كيف ستستفيد الجماعات الجهادية من تحرير السجناء. يبدو في المرحلة المقبلة، أن تنظيم القاعدة هو التنظيم الذي تنبغي مراقبته بعد صعود "طالبان". بفضل الأحداث الأخيرة، أصبح التنظيم في وضع يخوله إعــادة تكوين نفسه، مع أنـه يصعب تقدير عدد العناصر الذين بقوا داخل أفغانستان وهويتهم، على الرغم من توافر بعض المعلومات عن شخصيات بــارزة. فـإلى أي مـدى ستحاول شبكة "القاعدة" الدولية المنتشرة معاودة دخول البلاد، بعد أن وصلت "طالبان" إلى السلطة؟ ربمــا تـعـود العناصر المنتمية إلى تنظيم القاعدة في سورية - على الأقل أولئك الذين نجوا من حملة القمع التي شنتها "هيئة تحرير الشام" والضربات التي نفذتها الولايات المتحدة بـوسـاطـة الـطـائـرات المـسـ ة - إلى أفغانستان. وربما يعود سيف العدل، المرشح خلفا للظواهري، إلى هناك من إيران. مهما حدث، فمن المرجح أن تكون قدرة واشنطن على اعتراض المؤامرات الإرهابية في وقت باكر محدودة إلى حد ما، بسبب افتقارها إلى المعلومات الاستخباراتية على الأرض، على الرغم من التطور الكبير في الآليات الأمريكية الراهنة لمكافحة الإرهاب. باتريك كلاوسون هناك أسباب كثيرة تدفع إيران إلى معاداة "طالبان". ويعود التوتر بين الطرفين إلى ما قبل قيام الجمهورية الإسلامية حـ بــدأت إيـــران تنافس على حقوق المياه في أطـول نهر في أفغانستان. فخلال تسعينيات القرن المـــاضي، قـدمـت إيـــران دعــ قويا لعدو "طالبان" المعروف بـ"التحالف ، قتلت "طالبان" 1998 الشمالي". وفي دبلوماسيين إيرانيين أثناء اجتياحها شمال أفغانستان، ما دفع طهران إلى ألف جندي استعدادا 200 حشد أكثر من للغزو. وذبحت أيضا "طالبان" أفرادا من جماعة الهزارة العرقية، وهم من الطائفة الشيعية نفسها التي تهيمن على إيـران. فضلا عن ذلك، يسيطر أعضاء "طالبان" إلىحد كبير على تجارة الأفيون في أفغانستان، وهو ما كان له تأثير مدمر في سكان إيران. مع ذلك، يبدو أن طهران غيرت وجهة نظرها إلى حد ما خلال العقد المنصرم تقريبا. فالمرشد الأعلى علي خامنئي، الذي لطالما انتقد "طالبان" بحدة، لم . ويقول 2015 يتحدث ضد الحركة منذ أيضا بارنت روبـ ، الباحث البارز في شـؤون أفغانستان، "إن إيــران كانت تمدها بقدر من المساعدة العسكرية على الأقل. فخلال زيارة علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، ، أخب الحكومة بأن 2018 إلى كابول في طهران كانت تزود "طالبان" بالأسلحة والذخيرة. هذا وتبقى إيران واحدة من أكب شركاء أفغانستان التجاريين، ولا تزال نقاط عبورها الحدودية مستمرة في العمل. وكذلك لا تزال سفارة إيران في كابول مفتوحة. بالنسبة إلى رد طهران على الانسحاب الأمـريـي، يشير الإعــ م المحلي إلى أن النظام يركز بالدرجة الكبى على موضوع الهزيمة الأمريكية بـدلا من سيطرة "طالبان" على البلاد. وقد تبين أن العداوة المشتركة تجاه واشنطن شكلت حافزا قويا دفع طهران إلى التعاون مع الجماعات السنية المتطرفة، حتى تلك التي ارتكبت المذابح بحق الشيعة "على سبيل المثال، تنظيم القاعدة في العراق". ولم ينته هذا التعاون إلا بعد أن أصبح القادة الإيرانيون يعتقدون أن تلك الجماعات تشكل تهديدا للنظام نفسه. لذلك، من الممكن أن تتغير مواقفهم من "طالبان" بشكل حاد، إذا بدا أن "التنظيم" يفرض قبضته على السلطة في الداخل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. مع ذلك، ستبذل إيران في النهاية قصارى جهدها لوضع يدها في يد خصوم الـولايـات المتحدة، ويجب على واشنطن أن تحدد المقاربة التي ستنتهجها بناء على هذه الحقيقة. فمن المستبعد جدا أن تتخلى طهران عن هدفها في زعزعة استقرار المنطقة ونشر الصواريخ التي تهدد الأهداف الأمريكية والحليفة، لذلك لا يجدر بواشنطن أن تهدر طاقة لا داعي لها لمحاولة الحد من هذه الأعمال "بدلا من الدفاع ضدها / الرد عليها". والأولوية الأهـم هي فـرض قيود نووية أقوى وأطـول مـدة، لأنه ليس من الصواب التوقع من الجمهورية الإيرانية أن تتخلى عن طموحاتها النووية يوما. مختصون: يقوض مصداقيتها في شراكاتها الأمنية العالمية تداعيات الانسحاب الأمريكي وتمكين «طالبان» من المستبعد جدا أن تتخلى طهران عن هدفها في زعزعة استقرار المنطقة ونشر الصواريخ التي تهدد الأهداف الأمريكية والحليفة التي أمضتها الولايات المتحدة في المنطقة تنطوي على دروس كثيرة. 20 الأعوام الـ من الرياض «الاقتصادية»
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=