aleqt: 13-7-2021 (10137)
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية 11 NO. 10137 ، العدد 2021 يوليو 13 هـ، الموافق 1442 ذو الحجة 3 الثلاثاء "قبل خمسة أعــوام كـان ابني يحصل عــى مقعد في جامعة أكـسـفـورد. لكن المعايير تغيرت الآن وهو لم يتغير. أعتقد أنه تم خداعه". قال صديقي، وهو مسؤول تنفيذي في مدينة لندن أسهم بوضع عديد من الأطفال في نخبة مدارس بريطانيا الخاصة. وأصبحت أسمع هذا أكثر فأكثر من زملائي الآباء الذين لديهم أطفال في المدارس العليا النهارية والداخلية في الأعــوام الأخــ ة. ويبدو بعض من هذا كالتذمر: حيث يحب معظمنا الاعتقاد بأن ذريته هي الأفضل. لكن لدى صديقي وجهة نظر. فبعد أعوام من القلق بشأن عدم المساواة في الوصول إلى التعليم العالي المميز، بدأت المعاييرفي التحول أخيرا. قبل عقد من الآن، كـان الآبـاء الـذيـن دفـعـوا عــرات الآلاف من الجنيهات سنويا لأمثال كلية إيتون أو مدرسة سانت بول أو مدرسة كينجز كوليج في ويمبلدون يفترضون، وهم مرتاحون، أن لدى أطفالهم فرصا عالية للالتحاق بأكسفورد أو كامبريدج، وهما من أفضل الجامعات في العالم. وأظهرت دراسة أجريت من قبل سوتون ترست، 2008 عام أن ثماني مؤسسات فقط، ست منها خاصة، استحوذت عل مقاعد في جامعتي أكسفورد وكامبريدج، أكثر مدرسة ثانوية أخرى في 2900 من المملكة المتحدة مجتمعة. وعندما تباهى مدير مـدرسـة وستمنستر في أمسية مفتوحة أن نصف طلاب المـراحـل النهائية قـد ذهــب إلى جامعتي أكسفورد وكامبريدج، مُلئت القاعة المكسوة بـألـواح الخشب بالهمهمات الموافقة: لقد كنت هناك. لكن الغضب المتزايد بشأن عدم المساواة، وتزايد الطلبات من قطاع حكومي محسن، وتدفق الطلاب الدوليين، دفعت جامعتي أكسفورد وكامبريدج إلى إعادة التفكير. حيث بــدأت الجامعتان بمنح مزيد من الاعتبار للطلاب الذين تغلبوا عل العوائق في طريقهم للحصول عل أعل الدرجات. وهذا يعني أن عددا أقـل من طـ ب المـــدارس الخاصة متوسطي المـسـتـوى الـذيـن تم إعدادهم للتميز في المقابلات سيتم قبولهم. وتـقـول سامينا خـــان، مديرة القبول الجامعي في أكسفورد: "نريد أن نختار الأكثر قدرة أكاديميا، المرشحين الأقوياء حقا مقابل أولئك متوسطي المستوى، لكنهم استعدوا جيدا للمقابلة". وهذا بالتأكيد أمر عادل. لكن هذا يعني أن المدارس المستقلة المشيدة من الزجاج تفقد ميزتها. وسمعت أن أبا عابسا في سانت بول كان يضغط عل المدير ليشح كيف سيحمي الأولاد هناك من الهندسة الاجتماعية. ما الذي ينبغي عل الآبـاء فعله عندما تبدو سياسة جيدة للمجتمع سيئة لأطفالهم؟ أشعر بتعاطف حقيقي تجاه أي شخص قلق بشأن مستقبل أطفاله، لكن الشكوى من فقدان الامتياز تبدو قلة ذوق. 20 في إيتون، التي درس فيها رئيس وزراء بريطانيا بمن في ذلك الرئيس الحالي، انخفض عدد عروض 99 جامعتي أكسفورد وكامبريدج من هذا العام. 48 إلى 2014 في عام وذكــرت صحيفة «صـنـداي تايمز» في شباط (فبراير) أن العروض في كينجز كولدج في ويمبلدون كانت قد تراجعت للنصف تقريبا خلال عامين . ولا تزال المدرستان 27 لتصل إلى بالقرب مـن قمة جــدول الــدوري البريطاني لإجـ لي العروض. لكن طلابهما يجدون صعوبة أكـ في الالتحاق بالجامعتين، ما يثر غضب 28 الآبـاء الذين يدفعون ما يقارب ألف جنيه إسترليني سنويا للمدرسة ألف جنيه إسترليني 44 النهارية، أو للمدارس الداخلية. غضب الآباء الأثرياء، ومعظمهم من البيض، بشأن فقدانهم المزايا التي كانوا يتوقعون الـقـدرة عل شرائها لأطفالهم، جـزء من نمط أوســـع مـن القلق بـشـأن المكانة بين بعض شرائـح الطبقات العليا البريطانية والأمريكية. أمر غير موافق للواقع: فالأطفال من هذه الخلفيات يتمتعون عادة بفرص أكبر وأمن مالي طوال حياتهم. ومـع ذلـك، فقد ظهرت فاعلية القلق في الـولايـات المتحدة عام خلال فضيحة قبول "فارسيتي 2019 بلوز"، عندما سجن ممثلو وعمالقة الأسهم الخاصة لمحاولتهم شراء مقاعد لأطفالهم في جامعتي ييل وستانفورد، من بين جامعات أخرى، بنتائج اختبار دخول مزيفة وتزوير مهاراتهم الرياضية. ويقول دانيال ماركوفيتس، أستاذ القانون في جامعة ييل ومؤلف كتاب "فخ الجدارة": "عندما يكون لديك شيء ذو قيمة كبيرة للناس، يتم تشويه النظام، إن الالتحاق بهذه الجامعات يحدث فرقا في دخل الأفــراد ووضعهم، يرى الآبـاء كم يكلفهم العيش في الأحـيـاء التي يسكنون فيها وإرسـال الأطفال إلى المــدارس الخاصة، وهم يدركون أن أطفالهم سيكونون في المأزق نفسه". طـــوال عـقـود مـن الـزمـن كانت بعض المدارس الخاصة في المملكة المتحدة تتاجر بمعدلات القبول المرتفعة في جامعتي أكسفورد وكامبريدج لتبرير رسومها الضخمة والمتصاعدة باستمرار. إذا لم تعد هذه الصفقة القائمة، فماذا يبيعون الآباء بدلا من ذلك؟ قال لـ «فاينانشيال تايمز» المدير التنفيذي للمدينة: "لو كنت أعرف ما أعرفه الآن، كنت سأعيد النظر في قــراري اختيار مــدارس النخبة الداخلية. الرسوم لا تتناسب أبدا مع الواقع". حتى إنه يشعر بالقلق من أنه قد أضر بذريته. في مكان عمله العالمي، كما يقول، يتم التعامل مع المتقدمين للعمل الذين التحقوا بمدارس عليا مستقلة "بقدر معين من الازدراء". "أوه، هؤلاء الأشخاص حصلوا عل تعليم جيد، بالطبع قاموا بعمل جيد. نحن بحاجة إلى شخص أكثر جوعا". والـــد آخـــر، الـتـحـق بجامعة أكسفورد لكنه رأى رفضا لابن تلقى تعليمه في مدرسة إيـتـون، يقلق من أن الالتحاق بمدرسة مستقلة رفيعة المستوى "أصبح علامة تبقى معك مـدى الحياة وليست علامة جيدة. وهـذا يعني بوضوح أنهم عندما يتقدمون للالتحاق بالجامعة أو الوظائف، فإنهمفي وضع غير موات ما لم يكونوا أذكياء حقا". سام لوسي، عالمة آثار مختصة في الـشـأن الـ يـطـاني في العهد الـرومـاني والأنجلو ساكسوني في بريطانيا، عملت كمدرسة قبول في .2009 جامعة كامبريدج منذ عام لديها شاحنة صغيرة ممتلئة بالآباء الذين يزعمون أن أطفالهم يحصلون عل الطرف القصير من العصا. تقول: "لا يحق لأحد الدخول إلى كامبريدج. عليك أن تحصل عل مقعدك بأن تكون جادا بشأن تخصصك وتجاوزك مناهجها الدراسية ونجاحك فيها. لا ينبغي لأحد أن يتوقع الدخول، لكن إذا فعلوا ذلك، فسيكونون جديرين بذلك". كمديرة القبول حاليا، سئلت لوسي مرات عديدة عن سبب رفض الطلاب الأذكياء لدرجة أنها تحمل معها مخططا موضحا ما تغير من ، ارتفع عدد 1981 أمر. فمنذ عام الطلبات السنوية لدخول كامبريدج 20426 من أقل من خمسة آلاف إلى العام الماضي. وظهرت المراحل النهائية للكليات الحكومية شديدة الانتقائية، مثل هاريس ويستمنستر وبرامبتون مانور في لندن، جزئيا لتجهيز الطلاب من الخلفيات الأقل حظا لجامعتي أوكسفورد وكامبريدج وغيرهما من الجامعات الكبرى. إنها لا تنتج فقط الطلاب الحاصلين عل درجات عالية في الامتحانات والمقالات المثيرة للإعجاب، بل تقوم بتدريبهم عل المقابلات، وهو مجال تميزت فيه المدارس الفاخرة منذ وقت طويل. 55 ، حـصـل 2021 في عـــام طالبا من مدرسة برامبتون مانور عل عروض مشوطة من جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، متجاوزا بذلك ، معظمهم 48 عدد طلاب إيتون الـ لهم خلفيات من أقليات عرقية، ويحصلون عل وجبات مدرسية مجانية أو كـانـوا أول مـن تقدم للجامعات في أسرهم. كما شهدت كامبريدج وأكسفورد زيادة كبيرة في الطلبات الخارجية. وفي الـــوقـــت نــفــســه، فــإن الجامعتين اللتين تعدان بالتدريس بـأسـلـوب المجموعات الصغيرة من قبل السادة والغرف الحجرية القديمة، لم تتوسعا بشكل ملحوظ. وهذا يعني أنه أصبح من الأصعب بأربع مـرات تقريبا الحصول عل مقعد عما كان 6800 واحد من الـ عليه الأمر عندما كان الآباء يتقدمون للالتحاق بالجامعتين. ويقول الآباء إن "هذا هو عدم توافق التوقعات". وتقول لوسي: "لقد تم قبولي وأنت بمستوى ذكـائي نفسه. فلماذا لم تقدم الجامعتان أي عرض لك؟". خـــارج القطاعات الأكـــ ثـراء في المـجـتـمـع الــ يــطــاني، فـإن النقد الرئيس للقبول بالجامعتين المذكورتين يـدور حـول التضمين الضئيل للغاية، وليس كثيرا. فشل بعض كليات كامبريدج في قبول 2012 طالب أسود واحد بين عامي ، وكان معظم طلاب قطاع 2016 و الولاية تاريخيا ينتمون إلى مدارس ثانوية محددة أو مناطق ثرية. وصرح الـنـائـب الـعـ لي عام أثناء قيادته حملة التغيير 2018 التي ساعدت في إلهام مغني الراب ستورمزي لتمويل منحتين دراسيتين بـشـكـل كــامــل لــطــ ب ســـود في كامبريدج: "تتمتع الطبقات العليا بقبضة محكمة عل عملية القبول في أكسفورد لدرجة أنها لن تتخل عنها عن طيب خاطر". وجـرى إنشاء عديد من مدارس النخبة الخاصة في المملكة المتحدة في أواخر العصور الوسطى لتوفير التعليم المجاني للأولاد الموهوبين من خلفيات فقيرة. وعل مر القرون، ازداد عدد الطلاب الذين يدفعون رسوما، وانطلقت كمرتكزات تدريبية لتأسيس وإدارة الإمـ اطـوريـة البريطانية. اليوم، تقوم المدارس الخاصة في المائة من أطفال 6.5 بتعليم المملكة المتحدة، لكن حتى قبل في 42 خمسة أعــوام كانت تمثل المــائــة مــن الاسـتـيـعـاب المحلي في المـائـة في 37 في أكسفورد و كــامــ يــدج. ومـنـذ ذلـــك الـحـ ، انخفضت حصة المـدارس الخاصة بشكل حاد، لكن لاتزال بدرجة ثلاثة من عشة. وأثار ذلك استياء بين الآباء الذين يدفعون الرسوم دون تهدئة نشطاء التنوع العرقي. يقول مارك بيلي، المدير السابق لمدرسة سانت بـول الـذي يحاضر الآن في جامعة إيست أنجليا: "إنه لأمـر يوقع الآبــاء في معضلة، قد يكونون ملتزمين بمفاهيم واسعة للعدالة الاجتماعية في مكان العمل والمجتمع، لكن هنا يوجد وضع يتعارض فيه هذا الطموح معهم". ويـشـ أولــيــاء أمـــور الـطـ ب في المـــدارس المستقلة، إلى أن النسب الحكومية والخاصة التي تقارن عـروض جامعتي أوكسفورد وكـامـ يـدج بـالمـخـزون الإجــ لي لطلاب المملكة المتحدة مضللة. فلن تنظر الجامعتان عموما إلى الطلاب ما لم يكن لديهم ما لا يقل عن ثلاث درجات امتياز أو جيد جدا في المستوى (أ)، وكانت المدارس الخاصة قد خرجت بواحد من كل أربعة منهم قبل الجائحة. وهذه النتائج تعد السبب الرئيس في دفع الآبـاء للرسوم المدرسية. وقــد سـألـت إحـــدى الأمـهـات عل "مومزنت" منتدى الأبـوة والأمومة عبر الإنترنت: "لمـاذا قد يدفع أي شخص مبلغا كبيرا يبلغ نصف مليون جنيه لكل طفل من عمر الرابعة إلى عاما قبل الضرائب لإرسالهم 18 الـ إلى مدرسة خاصة إذا لم تمنحهم المـــدارس درجـــات أفضل مـن أي شخص آخر يتمتع بالذكاء نفسه درس في المدارس الحكومية؟". ومن ضمن مجموعة المتقدمين المتفوقين، بـدأت كليات جامعتي أوكسفورد وكامبريدج الآن الاعتماد عل "القبول ضمن السياق" الذي ينظر في كيفية وصـــول الطلاب إلى أعل درجاتهم. يقول خان من أكسفورد: "إذا كان أداء شخص جيدا جدا رغم كونه تحت الرعاية، فهذا يخبرك بشيء عن قدراته، المدارس الحكومية تقدم أداء أفضل بكثير، ولا سيما في لندن. إننا نحصل عل مرشحين أقوى بكثير مما اعتدنا عليه. لقد ازدادت المنافسة للجميع". قـلـة مــن أولـــيـــاء الأمــــور في المـدارس الخاصة يجادلون علانية عن الحاجة إلى نهج كهذا. إنهم يكرهون فقط تأثير هذا النهج في أطفالهم. "أوافـق عل أننا بحاجة إلى العدالة الاجتماعية، لكن كان يجب حل المشكلة في وقت مبكر أكثر" بحسب ما تقول والدة طالب في مدرسة سانت بول، التي تبرعت بسخاء لصناديق المنح التي تجلب الأولاد الأقـل حظا إلى المدرسة. "هــؤلاء أطفال المــدارس الخاصة جميعهم بارعون حقا وليس من العدل معاقبتهمفي هذه المرحلة". بالطبع، ليس كل الآبـاء الذين يختارون المدارس الخاصة يفعلون ذلك ويتوقعون أن يفوز أطفالهم بمـقـعـد في إحــــدى الـجـامـعـات الكبرى. ينجذب كثيرون إلى مرافقها الاستثنائية وانخفاض معدل الطلاب إلى الموظفين فيها. تقول كاثرين ماي، التي أرسلت اثنين من أولادها إلى مدرسة سيتي أوف لندن: "لم نضع في أذهاننا مطلقا أن أطفالنا سيذهبون إلى جامعتي أوكسفورد وكامبريدج أو ما في مستواهما، لقد أحببت أن يكون لدينا أطفال ذوو مهارات جيدة وكنا ممتنين للغاية للقيادة الرعوية الممتازة". لقد التحقت بإحدى المـدارس الخاصة للنخبةفي الولايات المتحدة عاما. ثم التحقت ونصف 35 قبل زملائي من الصف بجامعة هارفارد، والبقية التحقوا برابطة جامعات النخبة. ومازالت المدرسة، حتى اليوم، أكبر مزودي جامعات النخبة بالطلاب، لكن هـذه الحصة قد في المائة. 30 انخفضت إلى أقل من فمعظم طلبة البكالوريوس في جامعة هارفارد، هم من غير البيض (مـا يعكس عـدد طـ ب المــدارس الثانوية في الـولايـات المتحدة)، في المائة من هؤلاء 55 ويتلقى الـطـ ب الجامعيين المساعدات المالية. إن نسبة الاستيعاب المحلي لجامعتي أوكسفورد وكامبريدج من المــدارس المستقلة ثلاثة من كل عشة، حيث توفر التعليم لما في المائة من الأطفال في 6.5 نسبته المملكة المتحدة. لكن أود الإفـصـاح عـن سرين صغيرين لــدي، لكنهما يشحان سبب وجود عديد من المنشورات في فصل الربيع عل صفحتي في "فيسبوك"، حيث تظهر الآباء عل الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وهم يتفاخرون بالوجهات الجامعية التي يرتحل إليها أبناؤهم. حيث لا تزال أفضل الجامعات الأمريكية، تقدم "مـيـزات تفضيلية لبعض الخريجين"، وقد لا يستطيع أبناء الخريجين الالتحاق دائما بها، لكنهم يتمتعون بنسبة قبول أعل بكثير، وبالطبع توجد مقاعد دائمة لأبناء المتبرعين الكبار. فهناك مدخل في المائة ممن 1 دائم من الخلف لـ يتمتعون بعلاقات جيدة، إن لم نقل الأثرياء فقط. بينما يرفض كل من جامعتي أوكسفورد وكامبريدج ذلـك بحزم تماما. ولهذا يعتقد المشككون، أن هـذا السبب في تردي حالة منشآتهم، وقلة أعداد المتبرعين لها. كل هـذا يضع رؤســاء مـدارس النخبة المستقلة في المملكة المتحدة في مأزق. فهم من ناحية، يتعرضون لضغوط لتبرير وضعهم المعفى من الـ ائـب، من خلال تحسين شروط القبول للطلاب الفقراء وأبناء الأقليات، وذلك إما عن طريق تقديم مزيد من المنح، أو التعاون مع المدارس الحكومية في أحيائهم. ومـن ناحية أخـرى، يجب عليهم إرضاء عملائهم الذين يدفعون المال مقابل التعليم. وهذا يعني محافظتهم عل فاعليتهم موضوع القبول الجامعي. يقول بـارنـابي لينون، الرئيس السابق لمدرسة هارو، الذي يرأس حاليا مجلس المـدارس المستقلة: "نـشـعـر بالغضب الـشـديـد من السياسيين الذين يدققون كثيرا في نسب الـقـبـول في المـــدارس المستقلة في الدولة. إن ثلث طلاب المنح الأكثر احتياجا في جامعتي أوكـسـفـورد وكـامـ يـدج، يأتون من مـدارس مستقلة، بينما تمتلئ المدارس الثانوية الحكومية العليا بالأهل الأثرياء". أما المتفائلون، فيأملون أن يؤدي تغيير شروط القبول إلى التخفيف مـن قبضة جامعتي أوكـسـفـورد وكامبريدج المستحكمة عل عقلية المملكة المتحدة وسياستها. ويقول الأب من إيتون "إذا تم حقا الدفع بمزيد من الطلاب الموهوبين إلى الجامعات الأخــرى، فإن سمعتها ستتحسن. هــذا أمــر مهم حقا للمجتمع". وبالفعل، فإن عديدا من المدارس المستقلة العليا، تتدافع الآن لتثبت قدرتها عل تمهيد الطريق أمام طلابها لاختيار جامعات متميزة أخــرى داخــل المملكة المتحدة، وبشكل أكـ في الـخـارج. وتعمد هــــذه المــــــدارس إلى تـوظـيـف مسؤولين من الخبراء، ليس فقط في متطلبات الجامعات الأمريكية، ولـيـس فقط مـن لديهم معرفة بمتطلبات الجامعات الأمريكية، مثل اختبارات "السات"، بل ممن لهم دراية بالوجهات المرغوبة جدا، مثل جامعة ترينيتي في دبلن، وجامعة ماكجيل في مـونـ يـال، وجامعة بوتشوني في ميلان. ويقوم كل من مدرستي سانت بول، وسانت بول للبنات بتوظيف خريجين جدد من أفضل الجامعات الأمريكية مثل "كوليت فيلوز" لتدريب الطلاب عل كتابة المقالات الشخصية التي تفضلها رابطة جامعات النخبة. وتقول سارة فليتش، مديرة مدرسة سانت بـول للفتيات "إن الهوس بجامعتي أوكسفورد وكامبريدج يخطئ الهدف". وتضيف: "مهمتنا، توجيه الطلاب بكل شفافية للالتحاق بالجامعات المناسبة". ففي هذا العام وحده، ارتفع إجمالي الطلبات المقدمة من المملكة المتحدة إلى في 23 الجامعات الأمريكية بنسبة المائة. هــذا مـا قـد يبدو أنــه الاختيار الصحيح للطلاب الذين ينجذبون إلى النهج الأمـريـي الليبرالي في المؤسسات التعليمية الأمريكية، الذي يسمح لهم بأخذ مجموعة واسعة من المواد، كما يوضح لينون. لكنه يضيف: "لن يكون هذا الأمـر جيدا للمملكة المتحدة إذا ما أرسلنا عددا أكبر من اللازم من أفضل طلابنا إلى الخارج لأن نسبة منهم لن تعود أبدا". التركيز المـتـزايـد عـى القبول الدولي بالنسبة للمدارس المستقلة جزء من الخبرة التي تروج لها. خذ بعين الاعتبار، إتقان هذه المدارس عملية القبول في جامعتي أوكسفورد وكامبريدج التي تلزم الطلبة بالتقدم إلى كلية معينة لـدراسـة موضوع محدد. حيث تعمل مدارس النخبة المستقلة، عـى تعظيم أعــداد المقبولين في الجامعات من طلابها، عبر توزيع طلباتهم بعيدا عن المواد والكليات الأكثر ازدحاما. وساعدت هـذه الاستراتيجية عل منح أكفأ المـــدارس، معدلات عالية للنجاح في اختبارات جامعتي أوكسفورد في 33 وكامبريدج، بنسبة لا تقل عن المائة العام المنصرم. ،19 - وبعدئذ بدأت جائحة كوفيد وتم إلغاء امتحانات الثانوية العامة. وفيما كانت جامعتا أوكسفورد وكامبريدج قد تقدمتا بعروضهما، إلا أنهما وقعتا في حالة الفوضى التي سادت آنذاك. فبعد أن انتهت المــدارس من تقييم طلابها، قام مراقبو الامتحانات بتقييم النتائج بالاستعانة بخوارزميات أدت إلى في 40 تخفيض الـدرجـات بنسبة المائة. ما أدى بالجامعات إلى إلغاء الآلاف من العروض المشوطة، وكان الطلبة الأقل حظا أكثر المتضررين. وحين تراجعت الحكومة عن هذا الـقـرار، في مصلحة إعطاء الحق للمعلمين بتقييم النتائج، وجدت جامعتا أوكـسـفـورد وكـامـ يـدج أنفسهما أمـام المئات من الطلبة الإضـافـيـ . لترتفع بذلك أعـداد في المائة إلى 12 المقبولين بنسبة طالبا إضافيا. وتقول لوسي: 7692 "ما زلت لا أدري كيف تمكنت الكليات من إيجاد غرف تكفي لتحويلها إلى غرف نـوم، لكن لحسن الحظ أنها وجدتها، لذلك لم نكن بحاجة لأن نصر عل تأجيل أي شخص". لقد أدى كل من التضخم في العلامات وإلغاء امتحانات الثانوية العامة عاما آخر، إلى وضع مسؤولي التسجيل تحت الضغط فسيؤدي وضـــع الأســـاتـــذة لـلـعـ مـات إلى تضخمها، لكن المرافق لا تستوعب صفوفا حجمها أكبر من اللازم. لهذا السبب تقدم هذه الجامعات عـروضـا أقــل مـ سبق، فجامعة عرضا 3541 أوكسفورد تقدم فقط مقعد، وهو بانخفاض 3300 فقط لـ عن العام المـاضي. ويقول 3932 ديفيد جودهيو، مدير مدرسة لاتيمر العليا في غرب لندن: "لقد أصبح المشهد العام أكثر تنافسية مما كان عليه في أي وقت مضى". ويضيف: "لا يزال الطلبة المتميزون يحصلون عل عروض الالتحاق بالجامعات، لكن الجامعات تفضل الحيطة والحذر، حتى لا تواجه المأزق نفسه الذي حصل في العام الماضي". يشعر بعض أولياء الأمــور في المــدارس الخاصة بالقلق من أن يركز معلمو القبول عل تحسين نسبة التنوع الطلابي لديهم، خاصة مـع توقعهم أن عــددا كبيرا من المرشحين ذوي الدرجات العالية المتوقعة، سيتقدمون بطلبات الالتحاق عندهم. وفي هذا إشارة إلى انخفاض أعـداد العروض في مدارس النخبة. وتعلق والدة الطالب في مدرسة سانت بول: "لدى هؤلاء الأطفال العظماء سجلات لا تشوبها شائبة، لكن يتم إبعادهم ليس فقط من قبل جامعتي أوكسفورد وكـامـ يـدج، بل من قبل جامعة دورهام أيضا؟". وتضيف متسائلة "كيف يمكن لهذا أن يحدث؟". وتقول جو ترامب، مديرة كلية هيلز رود، كلية حكومية انتقائية للمراحل النهائية في كامبريدج، وتحصل عل نسبة مماثلة للعروض التي تتلقاها مدرسة ويستمينستر، إنها ترى زيادة بسيطة في العروض الممنوحة من جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، للطلاب الذين يأتون مـن خلفيات أقـل حظا. أمـا الآن وهي تمضي عامها الرابع كمديرة، فقد حاولت السيدة ترمب لعدة أعـوام، جاهدة إقناع بعض الآباء الطموحين، ومنهم محاضرون في جامعة كامبريدج، أنها لن تكون نهاية العالم إن لم يتمكن أبناؤهم من الالتحاق بالجامعتين المذكورتين. وتضيف السيدة ترمب "لقد تغيرت الأوضـــاع بشكل كبير في غضون ثلاثة أعـــوام". وبالنسبة للآباء، تضيف معلقة "إن كل ما في الأمــر، أن يتعلموا عـدم التشبث ببعض الأشياء قليلا، وأن نتعلم أن نولي مهمة توجيه المركبة إلى الطلبة أنفسهم ... مهمتنا أن نكون إلى جانبهم في الطريق، وليس مـن المـفـ ض أن نسير أمامهم ونجرهم". طالبا من مدرسة برامبتون مانور 55 حصل على عروض مشروطة من جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، متجاوزا بذلك عدد طلاب إيتون الـ ، معظمهم لهم خلفيات من أقليات عرقية، 48 ويحصلون على وجبات مدرسية مجانية أو كانوا أول من تقدم للجامعات في أسرهم. لماذا فقدت المدارس البريطانية الخاصة قبضتها على «أوكسفورد» و«كامبريدج»؟ طوال عقود من الزمن كانت بعض المدارس الخاصة في المملكة المتحدة تتاجر بمعدلات القبول المرتفعة في جامعتي أكسفورد وكامبريدج لتبرير رسومها الضخمة. من لندن بروك ماسترز في إيتون انخفضت عروض جامعتي في عام 99 أكسفورد وكامبريدج من العام الحالي 48 إلى 2014 هذا العام ارتفع إجمالي الطلبات المقدمة من المملكة المتحدة إلى % 23 الجامعات الأمريكية أنشئ عديد من مدارس النخبة الخاصة في المملكة المتحدة أواخر العصور الوسطى لتوفير التعليم المجاني للأولاد الموهوبين من خلفيات فقيرة. ارتفع عدد الطلبات 1981 منذ عام السنوية لدخول «كامبريدج» من أقل العام الماضي 20426 إلى 5000 من % من 6.5 تدرّس المدارس الخاصة أطفال المملكة المتحدة بعدما كانت أعوام 5 % قبل 42 تتولى تعليم
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=