aleqt: 12-7-2021 (10136)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية مـن المتوقع للاقتصاد الأمــريــي، أن ينمو خلال العام الجاري بسرعة تصل إلى في المـائـة، وذلــك نتيجة النجاح الذي 7 حققه طرح اللقاح الأمريك، مضافا إليه التحفيزات الحكومية الهائلة، وهـذا يضع الولايات المتحدة في مقدمة الدول المتعافية. وتتحدث وسائل الإعلام بإيجابية ملحوظة، عما تصفه "بالنهضة الأمريكية"، في الوقت الذي احتفلت فيه البلاد الأحد الماضيبالذكرى للاستقلال. 245 الـ لكن يوجد هنا إشكال معين: فقد مرت الولايات المتحدة للتو بنهضة اقتصادية. ومن غير المرجح أنها ستولد ثانية من جديد. فقبل عقد من الزمن، قامتشركة "ستاندرد آند بـورز" بتخفيض الدين الأمريك، عقب ، في سابقة هي 2008 الأزمة الاقتصادية عام الأولى من نوعها، ما أدى إلى انطلاق التوقعات المؤلمة بـردي الاقتصاد الأمـريـي. وعلى العكس من ذلك، فقد شهدت الأعوام العشرة الماضية، توسعا للاقتصاد الأمريك مدفوعا ببراعتها التكنولوجية، وقدرتها على التدبير السريع نسبيا لأزمة الديون. لقد ارتفعت حصة الولايات المتحدة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، لتصل من في المائة العام الماضي. 25 في المائة إلى 21 وقد استهل متوسط الدخل للفرد الأمريك في المائة عن 26 العقد المنصرم، بزيادة نظيره للفرد الأوروبي، باعتبار القيمة الفعلية في المائة 60 للدولار، ووصلت إلى ما يربو على بنهاية العقد. وقد تقدم متوسط الدخل في الولايات المتحدة على مثيله في اليابان بفارق ، وعلى الرغم 2020 كبير. ومع أوائـل عام من المزاعم أن "الـيـأس" سيصيب الطبقة المتوسطة غير العاملة، إلا أن ثقة المستهلك والشركات الصغيرة، قد ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة منذ ستينيات القرن الماضي. وعلى اعتبار أن الولايات المتحدة قوة مالية عظمى، تبوأت مكانة عالمية أرفـع من ذي قبل. فقد ارتفعت حصتها في أسواق الأسهم من 21 العالمية في العقد الثاني من القرن الـ في المائة. وزادت هيمنة 58 في المائة إلى 42 الدولار الأمريك أكثر من أي وقت مضى، ما عزز مكانتها القيادية على الدول المتقدمة الأخرى. ، ارتفع مجموع 2019 وبحلول أواخر عام القروض الخارجية للأفراد والشركات، مقومة في المـائـة، 75 بــالــدولار الأمــريــي، إلى في المائة قبل الأزمة 60 حيث كانت قيمتها . وتعتمد كل ست 2008 الاقتصادية في عام دول من أصل عشر على الـدولار الأمريك، كعملة "ارتكازية" لقياس عملتها المحلية وتحقيق ثبات لقيمتها - وهي نسبة قياسية تقريبا. فيما آلت جهود الصين لتحدي الدولار كأفضل عملة للاحتياطي في العالم إلى الفشل .21 بدورها كلية في العقد الثاني من القرن الـ إن من غير المرجح أن تعلو الولايات المتحدة مـرة أخــرى في هـذا العقد، على الرغم من أنها استعادت قوتها على مدار العقد المنصرم. فكما طرحت هذه المسألة ، أعود 19 - للنقاش في مستهل جائحة كوفيد وأقول مجددا، إنه كلما كانت مرحلة الازدهار مشرئبة، فلا بد أن تتلوها فتة طويلة صعبة. لقد كان العالم مدفوعا بعجلة الاقتصاد الأمريك في ستينيات القرن الماضي، ثم ما لبث أن شعر بالتهديد من الاتحاد السوفياتي في سبعينيات القرن الماضي، لما يملكه من مخزون هائل من النفط. وبعدها استحوذ القلق على الولايات المتحدة، إزاء الصعود القوي لليابان. ثم عادت لتزأر في وجه الجميع إبان الازدهار التكنولوجي في التسعينيات، لكن الأسواق الناشئة بقيادة الصين تصدرت المشهد في بداية الألفية الجديدة. تستند التوقعات بحدوث طفرة أمريكية أخـرى في جزء منها، إلى الاعتقاد بقدرتها على مواصلة تقدمها في قطاع التكنولوجيا. لكن عمالقة الإنتنت في الولايات المتحدة يواجهون بالفعل تحدياتفي الأسواق الناشئة في كل من آسيا وإفريقيا، حيث يقوم رواد الأعمال المحليون بتأهيل قادة في الأسواق المحلية والإقليمية في كل من قطاعات التجارة الإلكتونية والخدمات المصرفية الإلكتونية والأبحاث. بينما تعمل أوروبا على سد الفجوة في الابتكار فيمجالات منها الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وتعمل الـ كـات الأوروبـيـة المبتدئة على جذب مزيد من أموال الأسهم الخاصة، أكثر من أي وقت مضى. غالبا ما يتسبب الرضا عن الــذات بوأد الطفرات الاقتصادية، وهو ما يسود الفكر الآنفي الولايات المتحدة. فقد طالبت أصوات مهمة في كل من الحزبين السياسيين في الولايات المتحدة بالاستمرار في اقتاض الأمـوال والإنفاق بكل حرية، معتمدين في جدالهم على مكانة الدولار، باعتباره العملة الأكثر طلبا في العالم. لكن تدفق الأمــوال بسهولة من خزانة الاحتياطي الفيدرالي، يهدد بإضعاف الدولار ويغذي ظاهرة شركات الزومبي - الشركات التي تدر ربحا قليلا، حتى تتمكن من سداد ديونها بأقساط متساوية من الفائدة. فلم يكن لهذا النوع من الشركات أي وجود يذكر في الولايات المتحدة قبل عقدين من الزمن، ثم أصبحت في المائة بحلول عام 6 تشكل ما نسبته ، وارتفعت نسبتها في العام الماضي، 2010 في المائة. 20 لتصل إلى إن الحكومة الفيدرالية والشركات غارقة في ديون يصعب معها أن نتصور الطريقة التي يمكن أن تدفع بالاقتصاد نحو الازدهار. ، كانت الولايات المتحدة 2010 ففي عام تريليون دولار، 2.5 مدينة لبقية العالم بــ في المائة من إجمالي الناتج 17 ما يساوي المحلي للولايات المتحدة. وبحلول أوائل العام الفائت، ارتفعت هذه الديون لتصل إلى عشرة تريليونات دولار، وهو ما يزيد على نصف إجـ لي الناتج المحلي - وهو منزلق غالبا ما أدى في الماضي إلى إيجاد أزمات في 14 العملة. أما اليوم، فتبلغ قيمة الديون في المائة من إجمالي 67 تريليون دولار، أي الناتج المحلي. كل ما ذكرته سابقا، لا يعني أن الذين كانوا معتقدين، خطأ، بانهيار الولايات المتحدة في العقد المنصرم، ستثبت صحة اعتقاداتهم الآن. فالحصة المتزايدة للصين في الاقتصاد العالمي، جـاءت إلى حد كبير على حساب نصيب كل من أوروبا واليابان. حيث لا يزال هـؤلاء المعتقدون بالانهيار، مقتنعين بأن الصين ستتجاوز الولايات المتحدة، متغاضين بذلك عن حقيقة أن الصين، نفسها، تعاني مشكلات ديون ضخمة. من المرجح أكـ أن تستمتع الولايات المتحدة بفتة متوسطة من الازدهـار لعقد من الزمان، لأن كاهلها مثقل بالتجاوزات التي حصلت في فتة الازدهـار هذه أخيرا. ونسبة إلى الأسواق الأخرى، بلغت الأسهم عام. ومن ناحية 100 الأمريكية ذروتها منذ أخرى، تعكس بعض التقييمات نوعا جديدا من التفاؤل: أنه وبعد عقد من النجاح الأمريك غـ المـتـوقـع، فــإن عـديـدا مـن المحللين الآن يستشعرون حلول مزيد من الازدهـار الاقتصادي. فمع الأسف، إن هذا أفضل ما ستكون عليه الولايات المتحدة. * كبير الاستراتيجيين العالميينفي بنك مورجان ستانلي لإدارة الاستثمارات ومؤلف كتاب "القواعد العشر للأمم الناجحة". اليوم، تبلغ قيمة ديون الولايات المتحدة للعالم 67 تريليون دولار، أي 14 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. هذا أفضل ما سيكون عليه الاقتصاد الأمريكي تدفق الأموال بسهولة من خزانة الاحتياطي الفيدرالي يهدد بإضعاف الدولار. روشير شارما * في كانون الثاني (يناير) المـاضي، أثارت إحدى الدراسات الخوف في نفوس الملاك وأصحاب الأعـ ل في لندن. قدرت الأبحاث التي نشرها مركز التميز للإحصاءات الاقتصادية ألف 700 ) أن ESCoE( الممول من الحكومة شخص غـــادروا العاصمة نتيجة لفيروس كورونا. لا يزال هذا الرقم أبرز تخمين حتى الآن لتأثير الوباء على سكان لندن الذي قدره مكتب مليون 8.9 بنحو 2018 الإحصاء الوطني في نسمة. حتى العام المـاضي، شكلت الزيادة 1990- مليون في 6.7 المستمرة -ارتفاعا من المدينة كما نعرفها. لكن الانعكاس السكاني، إذا استمر، يمكن أن يتسبب في انخفاض أسعار المنازل في لندن، ويغير تكوين القوى العاملة في المدينة بشكل ملحوظ ودائم لإعادة تشكيل العاصمة. من المرجح أن تستمر مثل هذه المخاوف حتى يتم الرد على سؤال محوري يتعلق بالوباء: هل سيتم عكس اتجاه الهجرة بمجرد رفع القيود؟ لا تتوافر بيانات قاطعة حول ما حدث لسكان لندن منذ كانون الثاني (يناير). مع ذلك، هناك تلميحات في الاقتصاد وسوق الإسكان حول ما قد يحدث بعد ذلك. "ما نراه في سوق العمل يؤكد إلى حد كبير فكرة أن كثيرا من الناس قد غادروا ولم يعودوا بعد، وكثيرا من الأشخاص الذين كانوا في إجازة لم يوجدوا في البلاد خلال هذه الفتة" بحسب جوناثان بورتس، أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة في كلية كينجز في لندن، وأحد مؤلفي ورقة مركز التميز للإحصاءات الاقتصادية. مع بدء إعادة فتح القطاعات التي أغلقتها قيود فيروس كورونا، ظهر نقص في العمال المهرة في المطاعم ومواقع البناء. بالفعل، نقص الموظفين له تأثير خطير في أصحاب العمل، ويغير تكلفة ممارسة الأعمال التجارية. يقول صاحب مطعم بارز، يمتلك سلسلة مطاعم في لندن، إن تكاليف التوظيف زادت في المائة بسبب خروج بريطانيا 15 بنسبة من الاتحاد الأوروبي والوباء. لقد أثار الأول حواجز أمام المهاجرين من الاتحاد الأوروبي، في حين أن الأخير دفع كثيرين إلى العودة إلى دولهم الأصلية. ويتوقع أن التكلفة الإضافية، مع انخفاض في المائة بسبب فيروس 50 الإيـرادات بنحو كورونا، من المرجح أن تؤدي إلى توقف بعض المطاعم عن العمل. في قطاع البناء، كان النقص في الموظفين أحد الأسباب وراء ارتفاع التكاليف، إلى جانب اضطراب سلسلة التوريد الناجم عن الوباء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانسداد قناة السويس لمدة ستة أيام في آذار (مارس). وفقا لأحـد المطورين، زادت تكلفة وضع الطوب بأكثر من الضعففي العام الماضي. ، ويظهر 19 - مع تخفيف قيود كوفيد الاقتصاد علامات الانتعاش، يقول بورتيس إن الـسـؤال الكبير هو ما إذا كـان العمال سيعودون. مع تأخر إحصاءات العمل عن الواقع على الأرض، فإن المؤشرات حول ما إذا كان هناك انتعاش سكاني جار سيأتي أولا من مصادر أخرى. واحدة من أولى الدلائل على أن لندن كانت تستنزف العمال في العام الماضي جاءت من سوق الإيجارات، حيث أدى انخفاض الأسعار إلى ظهور إشـارات تحذيرية بشأن انخفاض عدد السكان. إذا استعادت لندن جاذبيتها، فمن المفتض أن تبدأ الإيجارات السكنية في الارتفاع مرة أخرى. وفقا لريتشارد دونيل، مدير الأبحاث في بوابة العقارات "زوبلا"، فإن هذا يحدث -على الأقل في هامش ربح سوق لندن. ويقول دونيل: "وصلت سوق الإيجارات في لندن إلى الحضيض وبدأ في الانتعاش بسرعة كبيرة". تظهر البيانات الواردة من "زوبلا" ارتفاعا طفيفا في متوسط الإيجارات في جميع أنحاء العاصمة بين كانون الثاني (يناير) ونيسان (أبريل)، رغم أن الأسعار ظلت منخفضة بنسبة في المائة تقريبا عن الفتة نفسها من العام 10 السابق. يعزي دونيل الانتعاش المتواضع إلى عودة بعض المهنيين الشباب إلى مراكز المدن، لكن في حين أن قيود فيروس كورونا لا تزال قائمة، فإن أي تعافي سيكون جزئيا. ويقول: "لن يتم تعويض الانخفاض في الإيجارات إلا بمجرد أن يكون لدينا سفر دولي وهجرة للعمل -وما زال توقيتها غير واضح ."2022 ويبدو أنه سيكون في وقت ما عام لكن في حين أن غياب مئات الآلاف من العمال المولودين في الخارج قد غير مظهر ســوق الإيـجـار الـداخـ في لندن وقلص مجموعة التوظيف للحانات والمطاعم، فإن مزيدا من العمل عن بعد للعمال المنزليين ذوي الياقات البيضاء -وهو ما أشار الوزراء إلى أنهم مستعدون له- يمكن أن تؤثر في كلشيء من رغبة العيش في الأحياء إلى وضع وسائل النقل العام. لاحظت يولاند بارنز، الأستاذة في معهد "بارتليت" للعقارات في كلية لندن الجامعية: "لقد اعتادت المـدن على استيعاب ملايين الركابفي الصباح وإنزالهمفي المساء". "عندما يتغير هذا النمط، قد تجد البنية التحتية في المكان الخطأ. حتى نعرف كيف يتم حل هذا السؤال، يكون من الصعب جدا معرفة إلى أين ستذهب العقارات"، كما قالت بارنز. أصبحت هـذه الارتباطات المتوترة في المكتب واضحة في سـوق الإسـكـان. تظهر بيانات "زوبــ " زيــادة الطلب على المنازل الكبيرة في أحياء لندن الخارجية أو خارج العاصمة في مدن مثل جيلفورد وسويندون وبرايتون، في حين تراجع القبول على الشقق القريبة من وسط المدينة بسرعة. تقول بارنز: "لقد أثبت الناس رغبتهم في الممتلكات وذهبوا إلى أبعد من ذلك -لقد تغير الطلب بسبب كوفيد". وتضيف أن التغييرات الأكثر ديمومة في أنماط العمل ستبلور هذا التحول، وتحرر الموظفين من علاقاتهم بالمكتب". حتى لو عـادت الحياة المكتبية -ومعها الموظفون الذين يقرضون المدينة حيويتهم خلال أسبوع العمل- "هناك تعديل كبير علينا أن نمر به"، بحسب بورتس. يضيف: "سيكون هناك عدد أقل من المتاجر والمطاعم في وسط لندن. لن تصبح مدينة أشباح، لكن سيكون هناك تغير مؤلم لعديد من الشركات". قدرت الأبحاث التي نشرها مركز التميز للإحصاءات الاقتصادية الممول من 700 الحكومة البريطانية أن ألف شخص غادروا العاصمة نتيجة لفيروس كورونا. تغير مؤلم للشركات في لندن بعد الجائحة إذا استعادت لندن جاذبيتها، فمن المفترض أن تبدأ الإيجارات السكنية في الارتفاع مرة أخرى. من لندن جورج هاموند في وقت متأخر بعد ظهر يوم الإثنين الأسبوع الماضي، نشرت "أمازون" على "تويت" بعض الأخبار التي لا تسمعها دائما من عملاق عالمي في مجال البيع بالتجزئة، إذ قالت إن جزءا من مقرها الرئيس وسط مدينة سياتل كان يعمل كموقع رسمي لتبريد المدينة للسكان الذين يحتاجون إلى مكان للبقاء في مأمن من الحر المفرط. وكانت هذه مجرد واحدة من عشرات مراكز التبريد التي خصصتها السلطات على عجل في جميع أنحاء المدينة حيث اجتاحت موجة حارة محيرة للعقل شمال غرب المحيط الهادئ -المنطقة التي تشتهر أكثر بالبرد والرذاذ. وفيكندا، حيثلم تتجاوز درجات الحرارة المسجلة درجة مئوية مطلقا، ارتفع الزئبقفي موازين الحرارة 45 درجة مئوية. وهي درجة حرارة شبيهة بتلك 49.6 إلى الموجودة في الشرق الأوسط، وذلكفي قرية ليتونفي كولومبيا البريطانية، قبل أن يجبر حريق هائل سكانها على الخروج من منازلهم. وكتب خبراء الأرصاد في إدارة البيئة في غرب كندا على "تويت"، حيث تخشى السلطات من إمكانية ربط الحرارة بمئات الوفيات المفاجئة، "لا يمكن للكلمات أن تصف هذا الحدث التاريخي". وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة بشكل كئيب: "لقد تم تحطيم عديد من الأرقام القياسية حيث يصعب تتبعها". وكانت "أمــازون" في وضع جيد للمساعدة. فقد أخبرني متحدث باسم الشركة في وقت لاحق أنه "كان هناك تدفق بطيء لكنه ثابت من الناس" إلى موقع التبريد الخاص بها. لكن الشركة قامت بإرسال عمال المستودعات شديدة الحرارة إلى منازلهم مع دفع الأجر بعد ظهر يوم الإثنين، ولم تكن وحدها في ذلك. فيجميع أنحاء المنطقة، أغلقت الشركات أبوابها في وقت مبكر وترك العمال مهامهم. وفي ولاية أوريجون، توفي عامل مزرعة أثناء عمله في الحر الشديد. قد تتوقع مشاهد مثل هذه في دول مثل الهند، التي يمكن أن تصبح قريبا واحدة من الأماكن الأولى في العالم التي تتعرض لموجات الحر القادرة على قتل شخص سليم يستيح في الظل، كما ذكرت شركة ماكينزي في تقرير نشرته العام الماضي. لكن القصة كانت مختلفة بالنسبة للعمال ورؤسائهم في أماكن مثل أمريكا الشمالية، حتى الآن. ويقول أندرياس فلوريس، خبير عالمي في الإجهاد الحراري في مكان العمل ويدير مختبرا للأبحاث في اليونان: "أعتقد أن موجة الحر هذا الأسبوع كانت بمنزلة إنذار لعديد من الدول الغربية". ونظرا لأن ارتفاع درجة حرارة المناخ يؤدي إلى تفاقم احتمالات معاناة العمال من الإجهاد الحراري، فهو في طليعة الجهود المبذولة لإصدار قوانين ومعايير جديدة لمكافحة المشكلة. وفي الوقت الحالي، نادرا ما يتم تطبيق عديد من الإرشادات التي تحدد متى يكون الجو حارا لدرجة لا يمكن معه العمل أو ضعيفة جدا لضمان حماية العمال. ويرى فلوريس أن هذا قد بدأ يتغير. وقد تبنت قطر سلسلة جديدة من قواعد العمل في الحر في أيار (مايو) بعد تكليف مختبر فلوريس بدراسة أحوال العمال اليدويين. وتعني التدابير الجديدة أن الأوقات التي تم فيها حظر العمل في فصل الصيف في الخارج قد تم تمديدها. ويجب أن ينتهي كل العمل بمجرد أن تتجاوز درجة مئوية. باستخدام ميزان 32.1 درجة الحرارة الحرارة الذي يقيس درجة الحرارة والرطوبة النسبية. ويجب أن يخضع العمال لفحوص طبية سنوية كما يجب على أصحاب العمل إجراء تقييمات مهمة للمخاطر لفهم مشكلات الإجهاد الحراري التي يعتقد فلوريس أن من السهل التغاضي عنها. ويقول: "إن الأمر يختلف من شخص إلى آخر"، موضحا أنه يستخدم أجهزة مراقبة صغيرة بحجم قرص الدواء يأخذه العمال حتى يتمكن من قياس درجات حرارة أجسامهم الداخلية. ففي أحد المطاعم، يمكن أن تكون درجة حرارة أحد الندلاء عادية طوال اليوم بينما يمكن أن يكون لدى الطاهي في المبنى نفسه مستويات شديدة الحرارة. وتقوم اليونان بتجربة إجراءات مشابهة يؤمل أن تدخل حيز التنفيذ العام المقبل، وهناك زخم على هذا الصعيد في أماكن أخـرى. ويوضح فلوريس أن الحيلة تكمن في إيجاد توازن بين حماية العمال وإبقاء الشركات مفتوحة. أعتقد أنه سيتم إيـ ء مزيد من الاهتمام لهذه القواعد. وقد كان الشيء المذهل في مشاهدة تقارير الموجة الحارة في شمال غرب المحيط الهادئ مدى شعور الناس بالألفة إزاءها على نحو تقشعر له الأبدان. وقال أحد الأطباء في سياتل لصحيفة "سياتل تايمز" إن عدد الأشخاص الذين تدفقوا على المستشفى مصابين بضربة شمس وغيرها من المشكلات المرتبطة .19 - بالحر كان مشابه لما رآه في بداية جائحة كوفيد إن تغير المناخ يعني أن كارثة الأسبوع الماضي، لن تكون بأي حال من الأحوال الأخيرة من نوعها. كما يقول فلوريس الذي يؤكد أن ما جرى سيحدث كثيرا في الأعوام المقبلة". عدد الأشخاص الذين تدفقوا على المستشفيات في سياتل الأمريكية مصابين بضربة شمس وغيرها من المشكلات المرتبطة بالحر كان مشابها لما حدث في بداية جائحة .19 - كوفيد هنا مستقبل العمل لكنه شديد السخونة من لندن بيليتا كلارك NO. 10136 ، العدد 2021 يوليو 12 هـ، الموافق 1442 ذو الحجة 2 الإثنين 10

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=