aleqt (10134) 2021/07/10

7 NO. 10134 ، العدد 2021 يوليو 10 هـ، الموافق 1442 ذو القعدة 30 السبت ضيق المساحة ونقص العمالة أزمة تهدد الاقتصاد السنغافوري .. الوباء يترك بصماتسلبية قبل اجتياح وباء كورونا لكوكب الأرض كانت سنغافورة تبدو كثوب مخملي مرصع بناطحات السحاب. الدولة– المدينة، كما توصف في عديد من الكتابات السياسية والاقتصادية يقارب عدد سكانها ستة ملايين نسمة، بينما تبلغ مساحة الأراضي الزراعية فيها فدان فقط لا 500 مجتمعة نحو غير، مع هذا فإنها أثبتت نجاحا اقتصاديا يشار له بالبنان. محدودية المساحة الجغرافية لها مشكلاتها ولا شـك، خاصة عـنـدمـا يتعلق الأمـــر بتوفير الطعام الـ زم للسكان، فنحو في المائة من احتياجات البلاد 90 الغذائية تستورد من الخارج، حيث اللحوم تأتي من نيوزيلندا والبيض من بولندا والخضراوات من الهند وماليزيا. وبالطبع كان هذا التنوع الغذائي أحد مظاهر الافتخار لسنغافورة وللمدافعين عن قدرة العولمة التجارية على تلبية احتياجات المجتمع. لكنفيعام الجائحة وما بعده، تغير المشهد وبشدة. فسنغافورة وعـ الرغم من أنها حافظت على واحــدة من أدنى معدلات الوفيات في العالم من المرض، نتيجة نظام الرعاية الصحية المتطور للغاية، وتبني سلسلة من الإجراءات الاحترازية المتشددة، فإن الوباء ترك بصمات سلبية على قطاع الاستهلاك المحلي، وكذلك على تدفق العمالة المهاجرة، وبالطبع على قطاع التصدير. كـ أن عـديـدا مـن الــدول، التي اعـتـادت أن تستورد منها سنغافورة احتياجاتها الغذائية تضررت أيضا، وأصيبت سلاسل التوريد بالاضطراب. وفي الواقع حتى قبل الوباء، فإن المعارك التجارية ودعوات الحمائية، التي ظهرت خلال فترة وجود الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب في سدة السلطة، دفعت عديدا من الخبراء إلى الدعوة لإعادة النظر في كثير من المسلمات السابقة بشأن الاعتماد التام على العالم الخارجي. لا شك أن تلك التطورات لم تكن في الحسبان عندما وضعت سنغافورة مخططاتها التنموية الطموحة، لكن الدكتور جيمي هيل أستاذ الاقتصادات الناشئة في جامعة أكسفورد يعتقد أن المركز المالي القوي لسنغافورة سيمكنها من تحقيق عديد من النجاحات البارزة من الآن حتى منتصف القرن على الرغم من الـصـعـوبـات الـتـي ظـهـرتفي الطريق. ويقول لـ"الاقتصادية" إنه من المتوقع أن 2050 "بحلول تتفوق الاقتصادات الناشئة في آسيا عـ البلدان الرأسمالية في الـغـرب، إذ يرجح انخفاض حصة الـولايـات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية من الناتج المحلي 41 الإجمالي الحقيقي العالمي من في المائة 18 إلى 2010 في المائة بحلول منتصف القرن". وتوقع أن تكون سنغافورة في طليعة الاتجاه الشرقي في الازدهار الاقتصادي، حيث سيبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي 138 نحو 2050 الإجمالي بحلول ألف دولار سنويا، بينما ستحتل تايوان وكوريا الجنوبية المرتبة الأولى والثانية، حيث إن كثيرا من الأثرياء في العالم لديهم ثقة بالآفاق الاقتصادية طويلة الأجل لسنغافورة، ما يجعلها في وضع جيد لجذب الاستثمارات. تبدو الأرقـــام الـصـادرة عن المؤسسات الرسميةفيسنغافورة لمستوى النمو الاقتصادي بعد التراجع النسبي لوباء كورونا، إيجابية، فبعد انكماش اقتصادي ، عاود 2020 في المائة 5.6 بلغ الاقتصاد السنغافوري النهوض في المائة 1.3 محققا معدل نمو في الربع الأول من العام الجاري. وعــ الـرغـم مـن أن هذا المعدل لا يعد شديد الارتفاع، فإنه أعلى معدل نمو تحققه البلاد ، وتأمل 2019 منذ الربع الأخير من الحكومة أن تحقق هذا العام في المائة. 6 و 4 نموا يتراوح بين لـكـن المــســار الاق ـت ـصـادي لسنغافورة لا يعتمد في حقيقة الأمر على الاقتصاد المحلي، وإنما يعتمد إلى حد كبير على ما يحدث في جميع أنحاء المنطقة، ومدى انتعاش الاقتصاد العالمي في مواجهة وباء كورونا، فسنغافورة لديها سوق محلية صغيرة للغاية، بينما تمثل الصادرات ما يصل إلى ثلاثة أضعاف حجم الاقتصاد. وتكشف بيانات البنك الـدولي أن نسبة صادرات سنغافورة إلى الناتج المحلي الإجـــ لي تزيد في المائة، وهي واحدة 170 على من أعلى المعدلات على مستوى العالم. مـــع هــــذا يـحـمـل الـخـبـ الاسـتـثـ ري جـا آر دال نظرة إيجابية تجاه سنغافورة والأفق الاستثماري لها، إذ يعد أن وباء كورونا أعـاد التذكير بعديد من الجوانب الإيجابية، التي تتمتع بها الدولة– المدينة. ويقول لـ"الاقتصادية": تعد منطقة جنوب شرق آسيا منطقة 2030 سريعة النمو، وبحلول من المتوقع أن تصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم بعد الصين والــولايــات المتحدة والاتـحـاد الأوروبي، إذ ارتـفـعـت قيمة اقتصاد الإنترنت في جنوب شرق إلى 2015 مليار دولار 31 آسيا من .2019 مليار دولار في 100 ويضيف، "من هذا المنطلق تسعى سنغافورة لتعزيز موقعها كقطب مـــالي واســتــثــ ري في المنطقة لجذب الشركات الدولية متعددة الجنسيات، خاصة في ظل المنافسة، التي تشهدها من تايلاند وماليزيا، فبينما استقطبت تايلاند شركة هـواوي الصينية، التي أنشأت مقرها الإقليمي في بانكوك، نجحت سنغافورة في استقطاب مجموعة التكنولوجيا الصينية تن برسينت، التي اختارت سنغافورة أخيرا كموقع لمكتب جديد لدعم توسعها الإقليمي". يـبـدو أن سنغافورة تـدرك طبيعة هذا التحدي الجاد، الذي تواجهه، لذلك تعمل على تعزيز دورهـا الخاص في المنطقة في مـواجـهـة هــذه المنافسة عبر الابتكار اللوجستي المستمر. وقلة عــدد السكان وضيق المساحة يضعان قـيـودا على الدولة- المدينة من حيث القوى العاملة ومـن حيث الأرض وما يفرضه ذلك من عوائق تنموية، وعـ الرغم من اعتمادها على توسيع الرقعة المتاحة من الأرض عبر ردمجزء من البحر، إلا أن ذلك يرفع التكلفة الإجمالية للنشاط الاقـتـصـادي، كـ أن انخفاض معدل المواليد يعني استمرار مشكلة توافر الأيدي العاملة. من هنا تحديدا تـأتي أهمية الابتكار اللوجستي ضمن أطر التجربة الاقتصادية لسنغافورة، إذ نجحت في تطوير مكانة رائدة لها في الشحن البحري والجوي العابر للسلع القابلة للتلف مستفيدة من موقعها الجغرافي. كما أضفت بعدا آخـر لنجاحها الاقتصادي عبر تعزيز اتصالاتها في المنطقة للاستفادة من التحول الـراهـن في جـنـوب شرق آسيا للتحول للخدمات الرقمية. وفي الواقع، فإن هذا التحول أثبت نجاحا كبيرا وفائدة اقتصادية ملحوظة خـ ل فــ ات الإغـ ق نتيجة تفشي وباء كورونا، حيث سمح نقل مزيد من الخدمات عبر الإنترنت لشركات سنغافورية بالاستفادة من الفرص المتاحة في المنطقة حتى عند إغلاق الحدود والمكاتب. مع هذا، فإن الاستشاري في منظمة العمل الدولية سـوران إيستون يعتقد أن العامل البشري سيكون المحدد المهم لضمان نـجـاح التجربة السنغافورية وتواصلها. ويقول لـ"الاقتصادية" إنه "خـــ ل المــراحــل المـبـكـرة من الوباء، انكشف اعتماد سنغافورة على العمال المهاجرين في الأجل القصير، فالتحدي الديموغرافي يجعل مواصلة الاندفاع التنموي في الـــدولـــة- المـديـنـة تحديا حقيقيا". ويضيف "وعلى الرغم من أن سنغافورة تعمل على تعويض نقص الأيــدي العاملة عبر رفع المهارات الفردية وتطوير أساليب عـمـل جـ عـي أكـــر إنتاجية، إضافة إلى تكثيف الاستثمارات الرأسمالية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلا أن إعادة النظر في كثير مـن القوانين المتعلقة بالجنسية، وسوق العمل ستمنح سـوق العمل الداخلية مرونة أعــ ، بما يسمح بدعم النشاط الاقتصادي الخاص، وبما يتيح لرأس المال المحلي توسيع نطاق نشاطه على المدى الطويل، وجذب مزيد من رؤوس الأموال الدولية فيظل ضمان توافر فئات عمالية عالية المـهـارة وبأعداد كافية، ومـن ثم تغيب مخاطر حدوث اختناقات في سوق العمل تؤدي إلى رفع التكلفة الإنتاجية بشكل غير متوقع". .2050 ألف دولار سنويا بحلول 138 يتوقع بلوغ نصيب الفرد من الناتج المحلي العامل البشري سيكون المحدد المهم لضمان نجاح تجربتها وتواصلها من لندن هشام محمود قلة عدد السكان ومحدودية المساحة تضعان قيودا من حيث القوى العاملة وتفرضان عوائق تنموية تسعى لتعزيز موقعها كقطب مالي واستثماري لجذب الشركات الدولية .. ومنافسة من تايلاند وماليزيا العمل على تعويض نقص الأيدي العاملة برفع المهارات الفردية وتكثيف استثمارات التكنولوجيا إذعانا لتداعيات الجائحة .. ثاني أكبر مصارفسويسرا يطلق نموذج عمل لاستشرافالمستقبل إذعانا للحقائق الجديدة، التي 19 - جــاءت بها جائحة كوفيد بشأن الطريقة، التي نعمل بها، أطلق "كريدي سويس"، ثاني أكبر المصارف السويسرية، "نموذج عمل جـديـدا"، قـال إنـه سيوفر للموظفين قدرا أكبر من المرونة والمزيد من الخيارات في ترتيب وقت عملهم الفردي. غير أن المبادرة، التي ما زالت قيد التجربة، أثـــارت تساؤلات ومخاوف تتعلق باحتمالات خسارة العمل أو هبوط في الـدخـول، خاصة أنها تركز على "فوائد العمل عن بعد والتعاون وجها لوجه في المكتب". المبادرة تحمل اسم "الطريقة التي نعمل بها"، الهدف منها، حـسـب المــــرف، المساهمة في تحسين الـتـوازن بين العمل والحياة، ما يؤكد جدية المبادرة أنه سيتم تنفيذها في سويسرا بشكل تدريجي، وفقا لتوصية الحكومة الاتحادية بشأن العمل في المنزل. يقول "كريدي سويس" إنه "منذ ، الذي 19 - تفشي وبــاء كوفيد في 90 و 70 تسبب في عمل بين المائة من موظفيه في سويسرا من المنزل العام المــاضي، اكتسب المصف معرفة مهمة حول أشكال العمل الجديدة. العمل عن بعد وأهمية التعاون وجها لوجه في المكتب". يضيف، "لم تغير جائحة كوفيد طريقة عملنا فحسب، بل أدت 19 - أيضا إلى تغيير تصورنا للعمل والإنتاجية، والعمل الجماعي، والتفاعل الاجتماعي، والمسؤولية. في الوقت نفسه، شكل الوباء تحديا كبيرا للجميع وترك بصماته على التوازن بين العمل والحياة وعـ الرفاه النفسي لعديد من الأفراد والأسر". في الأشهر الأخيرة، أعرب عديد من الموظفين عن رغبتهم المتزايدة في نماذج عمل أكث مرونة، وتوازنا أفضل بين العمل والحياة. حسب دراسـة استقصائية على مستوى المصف في سويسرا تم إجراؤها من موظفيه، 3800 مع أكث من تلقت "الاقتصادية" خلاصة لها. التأثير الإيجابي للعمل المنزلي كجزء من مشروع دراسة "طرق ، اختبر N-WOW " جديدة للعمل موظفو "كريدي سويس" من جميع قطاعات النشاط في سويسرا، من تموز (يوليو) إلى كانون الأول ، أشكالا مختلفة 2020 ) (ديسمبر من العمل مع أو دون حضور مقيد في المكتب. ويـقـول المــرف: كانت نتائج الدراسة إيجابية للغاية وأظهرت أن العمل الفعال لا ينبغي أن يعتمد على الوجود في المكتب. على العكس من ذلك، وجدت الـدراسـة أن الموظفين، الذين يتبنون أكث طرق العمل مرونة كانوا الأكث رضاء والأكث رغبة الآن في قضاء ثلثي وقت عملهم في العمل عن بعد في المنزل أو في أي مكان آخر. كما وجدت أن الإنتاجية هي الأعلى بين الموظفين، الذين يتمتعون بأكبر قدر من المرونة في اختيارهم لأساليب العمل. تظهر الدراسة أيضا أن أشكال العمل الجديدة تنطوي أيضا على تحديات جديدة، من بينها: ستستمر أهمية التعاون الافتراضي في النمو في المستقبل، وبينما يقوم المشرفون وأعضاء الفريق بتطوير مهارات القيادة عند العمل من المنزل، أشارت الدراسة أيضا إلى مخاوف بشأن التأثير السلبي المحتمل للعمل عـن بعد على تقييم الأداء والتطوير الوظيفي. فرص عمل مرنة من خلال مبادرته "الطريقة التي نعمل بها"، ومن أجل توازن أفضل بين العمل والحياة الخاصة، يضع "كريدي سويس" الأساس لأشكال عمل مرنة ورشيقة في جميع أنحاء المؤسسة ويـقـدم نمــوذج عمل يتطلع إلى المستقبل. بالنسبة لمـوظـفـي "سـويـس يونيفيرسال بـانـك"- أحـد فروع المـــــرف-، منحهم المــرف إمكانية اختيار نموذج عمل يوفر لهم أقصى قدر من المرونة، وفقا لمجال نشاطهم، الذي يسمح لهم باتخاذ القرار بأنفسهم، بالتشاور مع فرقهم ورؤسائهم الهرميين، وكيف وأين ينظمون وقت عملهم. يقول الرئيس التنفيذي لـ"كريدي سويس": "بينما نستعد لعالم ما بعد الجائحة، نريد اكتساب المرونة وخفة الحركة والرشاقة في طريقة عملنا. مبادرة "الطريقة التي نعمل بها" هي نمـوذج عملنا التطلعي للمستقبل، الذي يوفر لموظفينا قــدرا أكـ من المـرونـة والمزيد مـن الـخـيـارات في ترتيب وقت عملهم الفردي. في الوقت نفسه، بصفتنا صاحب عمل حديث، نريد المساهمة في تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة لموظفينا". بالتشاور مع فرقهم ومديرهم المباشر، يحدد الموظفون النسبة المئوية للوقت، الــذي يريدون قضاءه بعيدا عن المكتب وأيام العمل، التي يريدون العمل فيها من المكتبفي المستقبل. بالتالييمكن التوفيق بين احتياجات ومشاريع ومـراحـل الحياة الفردية بشكل أفضل مع الحياة المهنية. وسيستمر دور المكتب كمكان عمل في احتلال مكانة مهمة في المستقبل، ولا سيما بسبب العوامل الاجتماعية مثل التعاون وجها لوجه والتفاعل الاجتماعي والتبادلات في مكان العمل. إضافة إلى ذلـك، يقوم المصف بتطوير أدوات وإرشادات تعاون قائمة على التقنية لتوسيع التعاون من سطح المكتب ومن خلال الوصول عن بعد. سيتم تطبيق نمــوذج العمل الجديد "طريقة عملنا" بشكل تدريجيفيسويسرا، وفقا للتوصية الحالية للحكومة، وسيخضع نشر "الطريقة التي نعمل بها" في البلدان الأخرى، التي يمارس فيها "كريدي سويس" أعماله لمبادئ توجيهية وطنية محددة تتعلق .19 - بجائحة كوفيد مبادرة «كريدي سويس» تهدف إلى تحسين التوازن بين العمل والحياة. المبادرة أثارت احتمالات خسارة العمل أو تراجع الدخول من جنيف ماجد الجميل أثرياء العالم لديهم ثقة بالآفاق الاقتصادية طويلة الأجل لسنغافورة .. وضع جيد لجذب الاستثمارات الاعتماد على توسيع الرقعة المتاحة من الأرض بردم جزء من البحر يرفع التكلفة الاقتصادية أسواق وأرقام

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=