aleqt (10134) 2021/07/10

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية 11 NO. 10134 ، العدد 2021 يوليو 10 هـ، الموافق 1442 ذو القعدة 30 السبت على جانب طريق سريع ريفي يؤدي إلى الجنوب من مدينة كايا في وسـط بوركينا فاسو، يخلط بوريما ويـدراوجـو طين الذهب الخام بالماء والصابون في برميل زيت صـدئ، ثم يصبه في فتحة معدنية خامفيحفرة ضحلة. وهو يمشط بكل طاقته منجما صغيرا فــوق هضبة قصيرة قريبة مع عشرات الرجال الآخرين، بعضهم يخلط خاما نظيفا مع الزئبق السام في أحواض بلاستيكية زرقاء. قبل شهرين، اضطر ويدراوجو للفرار من موقع منجم بالقرب من ميل 100 قرية سولهان على بعد إلى الشرق. يقول ويدراوجو - واحد من أكثر من مليون عامل منجم حرفي ينقبون عن نصف الذهب في بوركينا فاسو، الـذي ينتهي بقسم كبير منه للتكرير في دولة أخرى: "كانوا يرتدون عمائم وكانوا منهم 100 يحملون بنادق، وجاء ذات يوم يركبون دراجـات نارية ويطلقون النار. قالوا إن عليكم يا رفاق أن تغادروا وإلا ستموتون، فهربت". تقع سولهان في شـ ل شرق بوركينا فاسو، التي تشكل جزءا من منطقة الدول الثلاث مع مالي والنيجر، وكانت على مدار الأعوام القليلة الماضية في قلب تصاعد في النشاط الإرهـــابي، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين وتسبب في أن تكون مساحات شاسعة من المنطقة غير خاضعة للحكم تماما. موجة العنف، التي تستهدف الآن بشكل متزايد مناطق تعدين الـذهـب، تهدد بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع، بما في ذلك الدول الساحلية، مثل ساحل العاج وغانا. يقول زفيرين ديابريه، الوزير الفيدرالي للمصالحة: "هناك خطر كبير، لأن هدف هؤلاء الإرهابيين التمكن من المـنـاورة من الـدول الساحلية إلى الصحراء"، المنطقة التي تعد أكبر من أوروبا الغربية. توضح عائشة أوسوري، رئيسة مبادرة المجتمع المفتوح لغرب إفريقيا ومقرها داكار، أنه إذا انهار الساحل، فسيكون هناك "تأثير دومينو لانعدام الأمن، والعنف الشامل وانهيار الحدود، في الوقت الذي ينتشر فيه المشردون داخليا عبر منطقة الساحل، أولا في بلدان أكثر أمانا داخل المنطقة ثم عبر أوروبا". في الـرابـع من يونيو، وصل متطرفون على دراجـات نارية إلى مركز سولهان لتعدين الذهب في 130 المنطقة، وقتلوا أكـ من شخصا. قالت الحكومة والأمـم المتحدة الأسـبـوع المــاضي، إن معظم المهاجمين كانوا أطفالا عاما. 14 و 12 تراوح أعمارهم بين وكان هذا الهجوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد، وعلامة عميقة على كيف أن الإرهابيين، التواقين لمــصــادر الـتـمـويـل المـربـحـة، يستهدفون بشكل مباشر الآلاف من المناجم الحرفية في البلاد، التي يقدر إنتاجها معا بما يصل طنا من الذهب سنويا. بعد 30 إلى الهجوم، أعلنت منطقة الساحل في بوركينا فاسو فرض حظر على جميع التعدين الحرفي - اعترافا بالعلاقة المتزايدة بين التطرف والذهب. رجال مثل ويدراوجو في الطرف الأكثر إثـارة للمتاعب من الزيادة الكبيرة في تعدين الذهب عبر منطقة الساحل. بعيدا عن نفوذ الحكومات، التي غالبا لا تتلقى أي ضريبة على استخراج الذهب، تسيطر العصابات الإجرامية، بمن في ذلـك الجماعات الإرهابية، على مواقع التعدين غير الرسمية. يتم تهريب الذهب البوركينابي في الأغــلــب عــ حـــدود البلد المليئة بالثغرات مع توغو ويتم نقله جوا إلى دبي للتكرير. ينتهي الأمر بالمستهلكين الأغنياء بشراء المنتجات النهائية غير مدركين لعملية الإنتاج أو التصدير غير المشروعة. يقول ديـابـريـه، وزيــر سابق للمناجم والصناعة، إن الإرهابيين يحاولون الاستيلاء على مزيد من الأراضيفي مناطق التعدين "لأنها مصدر دخـل" - ارتفعت أسعار في المائة إلى نحو 30 الذهب نحو دولار للأوقية في العامين 1800 الماضيين. بوركينا فاسو رابع أكبر منتج في إفريقيا، وفقا لمجلس الذهب العالمي، الـذي يتضمن تقديرات للإنتاج الحرفي. يقول ديابريه: "مـا حـدث في سولهان، كانت له علاقة برغبة هذه الجماعات الإرهابية في السيطرة على هذه المناجم الحرفية. يريد الإرهابيون الاستيلاء عليها لكي يتمكنوا من استغلالها للحصول على الموارد والمال". إنهم بحاجة إلى الذهب يمكن أن يكون تعدين الذهب عملا غامضا. المعالجة الحرفية من قبل أمثال ويدراوجو وزملائه محفوفة بالمشكلات الصحية والبيئية. غالبا ما يعمل الأطفال في مناجم صغيرة الحجم. لطالما كان الجانب غير الرسمي ملعبا لغاسلي الأموال والمهربين والمجرمين. على عكس الأحجار الكريمة، لا يزال التتبع بعيد المنال - لا يوجد ما يعادل عملية كيمبرلي المعيبة للماس. يرجع ذلك جزئيا إلى أنه ليس من السهل تتبع قطعة معينة من الذهب كيميائيا إلى منجم معين. يـذوب الذهب من جميع أنحاء العالم معا في مراكز التكرير في دبي، حيث يتم شحن معظم ذهب غرب إفريقيا قبل أن يتجه إلى تجار المجوهراتفي الغرب والهند والصين. رواســـــب المـــعـــدن الثمين موجودة بشكل وفير في البلدان في جميع أنحاء إفريقيا، ولا سيما منطقة الساحل. مثل المــوارد الطبيعية الأخرى، يمكن أن يكون نقمة على السكان المحليين. أوضح ،2019 تقرير لـ"رويترز" في عام بالتفصيل، كيف يتم تهريب ذهب بقيمة مليارات الـدولارات مـن إفريقيا إلى دبي كـل عـام، مع الالتفاف على قواعد التجارة وحرمان الحكومات الإفريقية من عائداتالضرائبالتي تشتد الحاجة إليها. أكد التجار في المنطقة أن كثيرا من الذهب المستخرج يدويا في منطقة الساحل يتم تهريبه إلى توغو، حيث يتم فرضضرائب عليه بمعدلات منخفضة في البلاد، قبل نقله في حقائب اليد على الرحلات التجارية. أشارت دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي ، إلى أنه يتم 2018 والتنمية لعام طنا من الذهب إلى 20 تهريب نحو توغو من بوركينا فاسو كل عام. مع ارتفاع أسعار الذهب منذ ، انطلق التعدين 21 أوائل القرن الـ الصناعي في بوركينا فاسو. زيادة الإنتاج دفعت المعدن إلى قمة في المائة 2 قائمة الصادرات - من 2007 من جميع الصادراتفي عام ،2019 في المائة في عام 77.5 إلى وفقا لمرصد التعقيد الاقتصادي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وفي الــوقــت نـفـسـه، حمى الذهب الحرفي اجتاحت منطقة الساحل منذ أن اكتشف عمال المناجم الحرفيون خطا غنيا يمتد من السودان إلى موريتانيا قبل تسعة أعوام. ينتج عمال المناجم طنا من 50 - 20 الصغار الآن طنا 30 - 10 الذهب في مالي، و طنا 15 - 10 في بوركينا فاسو، و في النيجر، وفقا لتقرير مجموعة ،2019 الأزمـــات الدولية لعام ويعمل فيه أكثر من مليوني شخص بشكل مباشر وستة ملايين بشكل غير مباشر. مليون عامل مناجم حرفية في بوركينا فاسو يعيلون نحو خمسة أفراد لكل منهم، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، التي تغطي ربع سكان البلاد. قامت الجماعات المسلحة في جميع البلدان الثلاثة بالاستيلاء على 2016 على المواقع منذ عام الأقــل، وفقا لمجموعة الأزمـات الدولية، التي أشارت إلى أن بعض عمال المناجم الحرفيين الرئيسين هم من تجار المخدرات الرئيسين. في كانون الأول، صادر الإنتربول ألف إصبع من الديناميت خلال 40 عملية عـ الـحـدود الـ يـة في بوركينا فاسو وساحل العاج ومالي والنيجر. كلها مخصصة للتعدين غـ الـقـانـوني لـلـذهـب، الـذي يشكل مصدرا جديدا للتمويل، وحتى ساحة تجنيد لمجموعات الإرهابيين المسلحين في منطقة الساحل. يـجـري تـأمـ بعض مواقع التعدين من قبل قـوات الدفاع الــــــذاتي الــتــطــوعــيــة، مثل في بوركينا فاسو، Koglweogo Dozo والصيادين التقليديين مثل في مـالي، والجماعات المتمردة في النيجر. لكن في منطقة الحدود الثلاثية، حيث يكون العنف في أقوى حالاته ويبلغ وصول الدولة الـحـد الأدنى، ينتشر استيلاء الجماعات المتطرفة على التعدين الحرفي بوتيرة مقلقة، ولا سيمافي بوركينا فاسو. يقول ديودونيه نونابا، رئيس جمعية "ويندكوني" في مقاطعة نامينتينجا، وهــي منظمة غير حكومية تعمل مع عمال المناجم الحرفيين: "في البداية لم يكونوا يستهدفون مواقع التعدين كثيرا، لكنهم الآن يفعلون. وهي تتزايد فقط". يوضح دانييل إيزنجا، زميل باحث في مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية في وزارة الدفاع الأمريكية، أن العنف في بوركينا فاسو خلال العام الماضي "يتركز أكثر فأكثر في المناطق التي نعرف أن هناك فيها تركيزات من الذهب. من الواضح جدا أن هذه الأمور مرتبطة". كانت البلدان الثلاثة في قلب مزيج ديناميكي من العنف الذي انتشر في جميع أنحاء المنطقة منذ أن انضم متمردو الطوارق للجماعات الإرهابية للاستيلاء على ، لكن 2012 شمال مالي في عام المتطرفين طـردوهـم. تدخلت فرنسا لسحق التمرد في عام ، لكنها الآن تعمل على 2013 إصـ ح مهمتها المعروفة باسم "عملية بركان" لمكافحة الإرهاب في محاولة للسيطرة على الأزمة. لكن زواج المصلحة الأصلي بين المتطرفين والمتمردين في مالي، نموذج للمنطقة الرمادية للإجرام في الساحل، حيث قد يكون الرجل مهربا أو متطرفا أو متمردا أو قاطع طريق أو عضوا في ميليشيا عرقية، حسب اليوم أو السياق. الجماعات المتطرفة الرئيسة في منطقة الساحل جماعة "نصر الإســ م والمسلمين" المرتبطة بالقاعدة - ائتلاف من الجماعات الأكـــ انــتــشــارا وشــاركــتفي مفاوضات مع السلطات في مالي وبوركينا فاسو، وتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى - فـرع من فـروع تنظيم الدولة الإسلامية ويعد أكثر وحشية وغير راغب في التفاوض مع الحكومات. استغلت الجماعتان التوترات الطائفية القائمة في المنطقة، وانزلقت داخل وخـارج تحالفات مع الميليشيات العرقية. يكسب كل منهما المال من سرقة الماشية، والاختطاف للحصول على فدية، ونشاط الحماية لطرق التهريب، الـتـي تمـر مـن خلالها السجائر والمخدرات والأسلحة والناس عبر الساحل والصحراء الكبرى. مع إغـ ق الموانئ والحدود، تـراجـعـت كـثـ مــن تـدفـقـات الإيـرادات المذكورة خلال جائحة فـ وس كورونا، ما دفع كل من جماعة "نصر الإسلام والمسلمين" وتنظيم الـدولـة الإسلامية في الصحراء الكبرى، إلى مزيد من الـذهـب، كـ يقول كريستيان - مجموعة Rhipto نيليمان، مدير تحليل أمنية نرويجية غير ربحية مرتبطة بالأمم المتحدة. فيمنطقة جورما في مالي، على سبيل المثال، انخرطت الجماعتان، المتعاونتان حتى وقت قريب، في معركة شرسة خلال العام الماضي، بما في ذلك السيطرة على مواقع التعدين. ويقول: "الشيء المهم أنه إذا أرادت هذه المجموعات أن تصبح كبيرة، فإنها تحتاج إلى التمويل. في الأفــــ م فـقـط يـكـون سعر الكلاشينكوف ثمن دجاجة. هم بحاجة ماسة إلى الذهب". نوع من المافيا يجلس كيبسا ويـدراوجـو في منزله في ضـواحـي كـايـا، وهو محاط بأقنعة وتماثيل من حياته كتاجر تحف. يشغل الآن منصب رئيس منظمة المتطوعين للدفاع ، وهي الأحرف VDP" عن الوطن الفرنسية الأولى من اسمها" في منطقة وسط الشمال، المتاخمة لمناطق الساحل والشرق التي كانت الأكثر تضررا من العنف المتطرف. - المــزارعــون VDP منظمة والصيادون الذين تلقوا تدريبا لمـدة أسبوعين وأعـطـوا رشاش كلاشينكوف - خط المواجهة في مكافحة التطرف والدفاع الرئيس لكثير من قرى التعدين. كما تم اتهامهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. يقول كيبسا إنهم لا يحصلون على دعـم يذكر من الجيش: "نطلب المساعدة ولا يأتي أحد". لم تعترف حكومة بوركينا فاسو رسميا بأي مفاوضات مع الجماعات الإرهابية. لكن كيبسا يقول إنه دعي قبل ثلاثة أشهر إلى ثلاث جولات من المحادثات في كايا، حيث حضر، كما يقول، مسؤولون عسكريون وحكوميون وعــ ل منظمات غـ حكومية دولية وزعماء تقليديون. وعقدت مفاوضات محلية مماثلة بشأن وقف إطلاق النار في أجزاء أخرى من البلاد. استمر هذا الاتفاق لمدة شهر. يقول: "ألقينا أسلحتنا لكن الإرهـابـيـ لم يفعلوا - استمروا في مهاجمتنا. استغلوا ذلك لتوسيع منطقتهم". كيبسا زعيم قرية نواكا، على كيلو مترا، وتحيط بها 29 بعد مواقع التعدين. يقول: "يسمع الإرهابيون أن هذا الموقع أو ذاك يزدهر بالذهب، ثم يستهدفون تلك المـواقـع - يمكنهم قتل الجميع أو يسيطرون ويأخذون الـ ائـب. بالنسبة إلي، الأمر لا يتعلق بالدين - إنـه نـوع من المافيا". يـقـول محمدو سـوادوجـو، محلل أمني في بوركينا فاسو، إن الجماعات المتطرفة أمضت العام الماضيفي توسيع منطقتها في جميع أنحاء البلاد. يقول: "بغض النظر عن المنطقة، فإن هدفهم الأول السيطرة عـ منطقة التعدين. فهو مصدر دخلهم الأعلى، ومكان جيد لهم لتجنيد الشباب". يقول ســوادوجــو إن بعض الجماعات المتطرفة تعمل على بناء الثقة بعد التهديدات الأولية. إذا تم حظر التعدين الحرفي محليا، فإنهم يطلبون من عمال المناجم العمل وأنهم سيضمنون سلامتهم، ما يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجه السلطات التي تحاول فرض الحظر. يقول: "لا مزيد من السرقة، لا مزيد من اللصوصية، ولا مزيد من الخلافات القبائلية". والأهـم من ذلك أنهم يشترون الذهب "ويدفعون سعر السوق العادي". من بعض النواحي، يتدخل المتطرفون مكان حكومة تخلت عن المنطقة منذ فترة طويلة، وغير قـادرة على الإطاحة بهم. يمكنهم استغلال الإحباط المحلي من سياسة الحكومة التي يجادل كثيرون بأنها تفضل مجموعات التعدين الصناعية الأجنبية التي تعرضت لهجمات كبيرة من قبل الإسلاميين. يقول هيني نصيبيا، محلل منطقة الساحل في "مــ وع موقع النزاعات المسلحة وبيانات الأحـــداث" ومقره في الولايات المتحدة: "إنهم ينخرطون في مـزيـد مـن العنف المنخفض المستوى للمحافظة على امتثال الـسـكـان وتـنـظـيـم الـسـلـوك الاجتماعي في المناطق الواقعة تحت نـفـوذهـم، بمـا في ذلك مواقع التعدين الحرفي". إنه فقط ينتشر التعدين الحرفي عمل شاق للغاية. في غرب الساحل، غالبا ما يكون العمل الوحيد المتاح. ينطلق الــرجــال إلى منطقة يسمعون أنها تبشر بالخير، على أمل أن يحالفهم الحظ. يدفعون للمجتمع المحلي مقابل الوصول ويقضون أشهر في الحفر باليد. إذا كانوا محظوظين بما يكفي للحصول عـ الــذهــب، فقد يتعرضون للسرقة من قبل قطاع الطرق. في بعض الأحيان تندلع الـتـوتـرات العرقية بـ عمال المناجم والـسـكـان المحليين وهناك إراقة دماء. وبشكل متزايد، يصل الشبان على دراجات نارية ويطلبون من عمال المناجم تقصير سراويلهم وإطــــ ق لـحـاهـم. ثــم يهرب المحظوظون منهم، ليبدأوا من جديد في مكان جديد. في مقهى على جانب الطريق في العاصمة واجادوجو، يتحدث اثنان من عمال المناجم الذين فروا أخيرا من الشمال عن ثلاثة عقود في هذه الصناعة. يقول عاما)، إنه 52( راسماني إيلبودو واجه المتطرفين لأول مرة منذ ثلاثة أعوام، لكنه خاض معهم مرة. 12 القتال نحو في أواخـر أيـار (مايو)، دخل العشرات من الرجال إلى سوندا، حيث كان يعمل إيلبودو، على الطريق مـن سـولـهـان. يقول: "أقاموا معسكرا، والآن يديرون المنجم". عاما)، 53( يقول سانا سيدو إن الهجوم الأخير الذي شهده كان بالقرب من بوروم، قبل نحو شهر، في منطقة وسط الشمال، حيث ينشط المتطرفون علانية. يضيف: "تــرى الإرهـابـيـ في السوق". عـادة ما يأتون إلى المنجم ويعطون دروسا في الدين. يقول: "يقولون إن عليك إطالة لحيتك، وارتداء سراويل قصيرة، والصلاة كل يوم". عندما سئل كيف يرد على التهديدات، ضحك بأسف. ويقول وهـو يشد الشعر على ذقنه: "انظر إلى لحيتي!". بالنسبة إلى عـ ل المناجم الحرفيين مثل سيدو وإلبودو، فإن تركيز المتطرفين المتزايد على الذهب ينذر بمستقبل أكثر خطورة من أي وقـت مضىفي واحـدة من أكثر الأماكن إهمالا على وجه الأرض، حيث إن ارتفاع أسعار المعادن الثمينة الموجودة أسفل ترابهم يغذي أنشطة التعدين - والمتطرفون يضربون بجذور أعمق في حياتهم. يوضح إيلبودو أنـه ربمـا لن يعود أبدا إلى الشمال. وبدلا من ذلـك، بدأ ورفاقه التعدين في الجنوب الغربي، الذي أقل تأثرا بالعنف. لكن النشاط المتطرف امتد إلى منطقة حدودية أخرى يسهل اختراقها، حيث تلتقي مالي وبوركينا فاسو وساحل العاج. توضح البيانات مـن "مـ وع موقع النزاعات المسلحة وبيانات الأحــــداث" كيف نمـا النشاط الإرهـابي حول مناطق التعدين الــحــرفي عــ طـــول الـحـدود الجنوبية لبوركينا فاسو مع ساحل الـعـاج وغـانـا. يقول إيلبودو: "نعلم أن بإمكانهم القدوم إلى هناك أيضا. إنه لا يتضاءل - إنه ينتشر فقط". يوضح سيدو وإيـلـبـودو أن لكل عامل منجم قصة لقاء مع المتطرفين، بينما مات آخـرون. ويـضـيـف إيـــلـــبـــودو: "يـقـول المـتـطـرفـون: أيـنـ ذهـبـت، سنجدك. ويقولون: في أي مكان تذهب إليه، نحن قادمون". سولهان شمال شرق بوركينا فاسو تشكل جزءا من منطقة الدول الثلاث مع مالي والنيجر، وكانت على مدار الأعوام الماضية في قلب تصاعد النشاط الإرهابي الذي يستهدف بشكل متزايد مناطق تعدين الذهب. اندفاع المتطرفين وراء حمى الذهب يؤجج العنف في إفريقيا يحاول الإرهابيون الاستيلاء على مزيد من الأراضي في مناطق التعدين. من كايا نيل مونشي «بوركينا فاسو» في يونيو قتل متطرفون في مركز سولهان لتعدين الذهب أكثر شخصا 130 من % 30 ارتفعت أسعار الذهب بنحو دولار للأوقية في 1800 إلى العامين الماضيين انطلق التعدين الصناعي في بوركينا فاسو. 21 مع ارتفاع أسعار الذهب منذ أوائل القرن الـ اجتاحت حمى الذهب الحرفي بعد اكتشاف خطا غنيا يمتد من السودان إلى موريتانيا المناجم الحرفية في بوركينا فاسو طنا من 30 يقدر إنتاجها بنحو الذهب سنويا

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=