aleqt (10119) 2021/06/25
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية 11 NO. 10119 ، العدد 2021 يونيو 25 هـ، الموافق 1442 ذو القعدة 15 الجمعة الذهاب إلى مباراة كرة قدم في منتصف الوباء يشبه الخضوع لاختبار تحمل لبرنامج تلفزيون الواقع. رسالة ما قبل المباراة تطلب مني الوصول إلى هامبدن بارك في صباحا 11 جلاسجو في الساعة الـ -قبل ثلاث ساعات من انطلاق مباراة اسكتلندا ضد جمهورية التشيك. يجب أن أرتدي كمامة في جميع الأوقـــات، لا يسمح بأكياس أكبر من قطعة من صفحة فولسكاب، لماذا؟ يجب أن أصب كل الأطعمة الموجودة في حقيبتي الصغيرة في كيس بلاستيكي نـأخـذه من الاستاد، لماذا؟. لكن في الواقع من الأفضل أن أحضر بعض الطعام لأنني سأكون في الملعب لمدة خمس ساعات وسيتم إغلاق جميع منافذ تقديم الطعام. لذلك لا يوجد برجر أو علب بيبسي مسطحة لأواصل المشاهدة في هذا الوضع الصعب. عندما أنفذ التعليمات وأصعد إلى الملعب قبل ثـ ث ساعات، كـانـت الـحـشـود قليلة بشكل متوقع. المقاهي الموجودة خارج الملعب التي تفيض بالمؤيدين الملفوفين بأعلام اسكتلندا، تبدو بديلا مغريا. لكن عندما أقترح على إحـدى المضيفات أن أذهب وأحتسي مشروبا قبل المباراة، ظهرت نظرة من القلق على وجهها اللطيف. وهي تقول: "احـذر من المقاهي التي تذهب إليها. سيرونك قادما". إلى ماذا تشير؟ هل يمكن مقاس Daunt أن تكون حقيبة كتب فولسكاب التي أمسك بها؟ قـدمـت تـذكـرتي الاحتياطية إلى اسكتلندي حقيقي، صديقي ألاسدير. لكنه من أدنبرة، لذا فهو في 100 لن يكون مرتاحا بنسبة المائة في جلاسجو. قررنا اتباع النصيحة وعدم الذهاب للمقهى. داخـل الملعب، واجهنا مشجعا يرتدي أكـ بدلة ترتان مبهرجة رأيتها في حـيـاتي، بمـا في ذلك حقيبة صغيرة من قماش الترتان. أقف بجانبه لألتقطصورة معه وهو يقول لي: "لقد صنعت خصيصا لي، يا بني، إنها تناسبني تماما". ليست لوائح كوفيد فقط التي تجعل هـذه البطولة الأوروبـيـة فريدة من نوعها وذات طابع خاص. -كـ يصر 2020 أصبحت يــورو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على تسميتها- منغمسة في الحروب الثقافية. فرق كرة القدم الوطنية رموز الأمة. لكن هذه ليست مهمة مـبـاشرة في وقــت أصبحت فيه الهوية الوطنية شديدة التنازع. بالنسبة لاسكتلندا، القضية الملحة: الاسـتـقـ ل. بالنسبة لإنجلترا، القضية: العرق. قرر فريق كرة القدم الإنجليزي "الركوع" قبل المباريات، احتجاجا على العنصرية. لكن في كل مرة يفعلون ذلك، يتعرضون لصيحات الاستهجان من قبل قسم كبير من مؤيديهم. حتى الحكومة تبدو غير متأكدة من كيفية الرد. بعد تـــردده لبعض الـوقـت، أدان بـوريـس جونسون، رئيس الوزراء، صيحات الاستهجان وحث الجماهير على الوقوف وراء الفريق. لكن اثنان من أعضاء حكومته، جاكوب ريس موج وبريتي باتيل، دافعوا عن الذين أطلقوا صيحات الاستهجان -حيث أشار ريس موج إلى أنهم لم يكونوا يعبرون عن العنصرية لكنهم يدينون السياسة الماركسية لحركة حياة السود مهمة. واتهمت وزيرة الداخلية البريطاني باتيل اللاعبين بـالانـغـ س في سياسات الإيماءات. يطلب الآن من اللاعبين من فريق إنجلترا، الذين تقتصر مؤتمراتهم الصحافية قبل المباراة عادة على مناقشة التكتيكات والإصـابـات والجو داخل المعسكر -نحن نمرح- ، الرد على تعليقات وزيرة الداخلية. سـيـكـون مــن الـطـبـيـعـي أن نـفـ ض أن الــــوزراء أفـضـل في السياسة من لاعبي كرة القدم. لكن حكومة جونسون غير مرتاحة من الاصطدام مع فريق إنجلترا. في العام المــاضي، تعرضت لهزيمة مخزية عندما واجهت ماركوس راشفورد بشأن تمديد فترة الوجبات المدرسية المجانية للأسر الفقيرة. حشد مهاجم مانشستر يونايتد وإنجلترا مليون توقيع وراء عريضة وأجـ حكومة جونسون عـ تغيير مـسـارهـا. تضمنت استعدادات راشفورد البالغ من 2020 عاما لبطولة يورو 23 العمر مكالمة زوم مع باراك أوباما. في حين أن كثيرا من حزب المحافظين مستعدون في محافلهم الخاصة للتذمر بشأن راشفورد المتحيز ضد العنصرية، لا أحد منهم على استعداد لمواجهته في الأماكن العامة. الحروب الثقافية حول كرة القدم لا تحدث فقط في بريطانيا. عندما ركع الفريق البلجيكي متعدد الأعراق على ركبتيهفي روسيا قبل مباراته الافتتاحية في البطولة، تعرضوا لصيحات استهجان من الجماهير. بلا شك، كان الروس يحتجون أيضا على الماركسية. فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر إحـدى الـدول المستضيفة ، دافع 2020 لبطولة أوروبا عن المشجعين الذين أطلقوا صيحات الاستهجان على الفرق الزائرة التي ركعت على الركبة، قائلا إن المجريين يرون هذه البادرة على أنها استفزاز. أوربان نفسه هو مستفز يميني أصبح بطلا لليمين الترمبي في أمريكا من خلال إصدار تحذيرات متكررة حول المخاطر المزعومة لإغراق أوروبا من قبل المسلمين. لـكـن حـتـى بـعـض المحافظين المعتدلين لا يشعرون بالارتياح حيال ركوع لاعبي كرة القدم. يأسف أحد المفكرين البارزين في حزب المحافظين في بريطانيا لأن كرة القدم كانت مساحة غير سياسية، لكن الآن أصبح المنتخب الوطني مصدرا للانقسام. أستطيع أن أرى ما يعنيه. بطولة هـذا العام تعيد حتما ذكريات -عندما لعبت إنجلترا أيضا 96 يورو مبارياتها في ويمبلي وكـان يبدو فعلا أن البلاد بأكملها تقف وراء الفريق بطريقة غير معقدة. في ذلـك الـوقـت، انضمت الملاعب Three Lions المزدحمة إلى غناء -عودة كرة القدم إلى الوطن. الآن الملاعب خالية إلى حد كبير وبعض الجماهير المحلية في الواقع تطلق صيحات الاستهجان على اللاعبين. لكن، بصفتي شخصا شاهد كثيرا من مباريات إنجلترا على مر الأعـــوام، أعلم أن فكرة أن الفريق لم يختلط قط بالسياسة أو العرق مـجـرد وهـم. لــطــالمــا اجتذبت ألــــعــــاب إنـجـلـ ا عــددا كبيرا من المشاغبين المتنوعين وأنصار اليمين المتطرف الذين يرددون شعارهم "لا استسلام للجيش الجمهوري الأيرلندي". في آخـر بطولة أوروبـيـة لكرة ، عاد 2016 القدم في فرنسا عام التقليد القبيح المتمثل في شغب كرة القدم الإنجليزية إلى الظهور. عندما لاحظت لمشجع آخر أنني لم أستمتع خصوصا بكوني علقت في أعمال شغب قريبة خارج مقهى في مرسيليا، قيللي باقتضاب: "إذا لم تعجبك، يجدر بك البقاء في المنزل ومشاهدة المباراة بالتلفاز". كانت ملاعب كـرة الـقـدم في سبعينيات القرن الماضي المكان الــذي تـرى فيه أكـر العنصرية علانية التي شهدتها في بريطانيا. كان من الروتيني رؤيـة اللاعبين ذوي البشرة السمراء محصورين بـأصـوات الاستهجان وأصــوات القرود. التزمت سلطات كرة القدم والمعلقون الصمت حيال ذلك لأعوام عديدة. لذا، إذا شعر الجانب الوطني الحالي أنه يريد الإدلاء ببيان حول العنصرية، فمن الصعب اتهامه بإدخال السياسة في فـضـاء غــ ســيــاسي. كانت السياسة ولا سيما السياسة العرقية موجودة دائما. تختلف قضايا الهوية إلى حد ما بالنسبة لاسكتلندا. انطلق يورو في الوقت الذي تكثف فيه 2020 الحكومة الاسكتلندية مطالبها بإجراء استفتاء ثان على الاستقلال. هـذه البطولة الدولية الكبرى الأولى التي يتأهل لها الفريق منذ حيث تتناسب بدقة مع 1998 عام رواية الإحياء الوطني. عند وصولي إلى اسكتلندا في المباراة الأولى في البطولة، أجد الصحف المحلية مليئة بالتفاؤل. تـــقـــديـــرا لضخامة هـذه المناسبة سمحت الحكومة الاسكتلندية للمدارس بإيقاف الدروس للسماح للأطفال بمشاهدة المباراة ضد التشيك على الهواء مباشرة. بصفتي مشجعا إنجليزيا زائرا، أتـسـاءل كيف سأشعر حيال كل هذا؟ نشأت وأنا أدعم اسكتلندا في البطولات الدولية الكبرى. لم يكن لدي خيار يذكر، لأن إنجلترا فشلت في التأهل لكأس العالم . لكن 1978 و 1974 لعامي الهوية البريطانية كانت أقــل تعقيدا في ذلك الوقت. النشيد الوطني الـذي تم عزفه للمنتخب الاسكتلندي الذي اصطف كان 1974 للعب مع البرازيل عام ، رغم أن God Save the Queen مقطع الفيديو على "يوتيوب"، كي نكون منصفين، لا يظهر اللاعبين الاسكتلنديين سعداء خصوصا. اليوم، سيشهد الجمهور والفريق -زهرة اسكتلندا- بكلماتها المثيرة التي تقول "لا يزال بإمكاننا النهوض الآن ونكون الأمة مرة أخرى". عندما تأهلت اسكتلندا لكأس ، كان هناك أكث 1973 العالم عام ألف شخص داخل هامبدن. 90 من لكن اليوم بفضل كوفيد تجاوز بقليل. وبــدلا من 9000 العدد العودة السعيدة إلى الوقت الكبير الذي تم الإعلان عنه، يبدو الأمر كئيبا جدا ووحيدا في المدرجات. حتى لـو تـم تقليص جيش الترتان إلى أكث من كتيبتين بقليل، فإنهم يصدمون زهرة اسكتلندا بصوت عال بما يكفي ليطغى على صوت المحادثة. يبدأ الفريق اللعبة بكل الشغف المتوقع ويتدفق إلى الأمــام. يمكن رؤية كابتن الفريق، آندي روبرتسون، وهو يشير إلى لاعبيه ليهدأوا. ثم يسجل التشيك هدفا، ويحل الصمت على الملعب. في استراحة الشوط الأول، الـــذي اخـــ ت أن أقضيه في المراحيض المجاورة لمجفف الأيـدي -البقعة الأكـر دفئا في هامبدن- هناك أحاديث مفعمة بالأمل أن اسكتلندا ربما لا تـزال قـادرة على قلب الأمـــور. لكن في بداية الشوط الثاني، كـان يصنع تاريخ كرة القدم من قبل التشيك. باتريك شيك، مهاجم الفريق، يضع الكرة عــ خــط المنتصف ويــرمــي الــكــرة فـوق الحارس الاسكتلندي في الشباك. إنه أحد أكث الأهداف الرائعة التي سيشهدها أي منا على الإطــ ق. الجمهور الآن صـامـت تمـامـا تقريبا بــ ف النظر عـن مجموعة صغيرة من التشيكيين المبتهجين على الجانب الآخر من الاستاد، ومجموعة من الأطفال بالقرب مني الذين يواصلون الهتاف بسعادة لاسكتلندا، بينما يشاهد الكبار من حولهم وهم متجمدون في رعب. بعد المباراة، يذكرني ألاسدير أن المشجعين الاسكتلنديين مـعـتـادون عـ خيبات الأمـل المـريـرة. حين تجعل المنتخب الوطني لكرة القدم رمـزا للأمة فهذا سيف ذو حدين. نتخيلهم يسجلون أهدافا رائعة ويحتفلون مع الجماهير. لكن ماذا لو انتهى الأمر بحارس مرماك متخبطا على ظهره متشابكا في الشبكة؟ بالفعل 2020 تسبب يــورو في انتكاسات مهينة لزعيمين شعبويين مجنونين بكرة القدم. أعطى أوربان الإذن لجمهور كبير بحضور المباريات الافتتاحية لـلـمـجـر في بـــودابـــســـت ضد البرتغال، فقط لرؤية المنتخب .0-3 الوطني يخسر الفريق الإنجليزي الذي يتجه إليه انتباهي الآن لديه عادة إحباط أكث مشجعيه حماسا. غالبا ما يتم تصوير الجانب على أنه تجسيد لما نحب أن نعتقد أنه خصائص وطنية: الشجاعة والهدوء تحت الضغط. في الـواقـع، كما أشار مقال حديث لجوناثان ليو في صحيفة الجارديان، فإن إنجلترا سيئة بشكل فريد في احتلال الـصـدارة في البطولة. يبدو أن الأرقام تشير إلى أنهم قد يكونون يخسرون بعد أن يكونوا في وضع ممتاز وأن الفرنسيين والإيطاليين أفضل بكثير في الحفاظ على أعصابهم عندما يأخذون زمام المبادرة. إذا تمكن جاريث ساوثجيت مدرب إنجلترا بطريقة ما من كسر هذه الحلقة وتحويل إنجلترا إلى فريق رابح، فسيقدم عن غير قصد دفعة قوية لحكومة جونسون اليائسة لرموز نجاح بريطانيا بعد بريكست. لكن ساوثجيت وضع نفسه بمهارة لكن لا لبس فيها على يسار الحكومة عندما ركع على ركبتيه. يقود فريقا متعدد الأعراق ودافع ببلاغة عن حقهم في الإدلاء بتصريحات حول مواضيع أخرى غير كرة القدم. أصبح من الحكمة المقبولة في بريطانيا أن الحروب الثقافية تنجح دائمــا بشكل أفضل مع اليمين أكث من اليسار. لكن كرة القدم قد تكون استثناء. أظهر استطلاع للرأي تم إجراؤه في جميع أنحاء ،2020 أوروبا قبل بطولة أوروبا في المائة من مشجعي كرة 54 أن القدم الإنجليزية يؤيدون الركوع، في المائة. 39 وعارض إذا استمر فريق إنجلترا في الفوز، فقد يرتفع الرقم المؤيد جنبا إلى جنب مع شعبية الفريق. لمرة واحدة قد يجد اليمين نفسه في الطرف الخاسر للحرب الثقافية. ،2020 طوال فترة بطولة يورو لن أهتم بمن سيفوز في الحروب الثقافية بقدر اهتمامي بمن سيفوز بالبطولة. بالنسبة لاسكتلندا بدأ بهزيمة ساحقة. يخيب 2020 يورو فريق إنجلترا آمـال جماهيرهم تقريبا بشكل مـوثـوق بـه مثل الاسكتلنديين في وقت لاحق قليلا من اليوم. من ناحية أخـرى، هذه بطولة غريبة. فهي تحدث وسط جائحة. الملاعب ربـع ممتلئة وإنجلترا تلعب بصورة نصف لائقة. أسمح لنفسيبالأملفي أغرب نتيجة لهذه المجموعة فوز إنجلترا. ليست لوائح كوفيد فقط التي تجعل هذه البطولة الأوروبية فريدة من نوعها وذات طابع خاص. أصبحت -كما يصر 2020 يورو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على تسميتها- منغمسة في الحروب الثقافية. الحماسة الشديدة.. كرة القدم مقابل حروب الثقافة يتعرض المنتخب الإنجليزي لصيحات الاستهجان من مؤيديهم عند ركوعهم قبل المباريات احتجاجا على العنصرية. من جديون راشمان جلاسجو كانت ملاعب كرة القدم في سبعينيات القرن الماضي المكان الذي ترى فيه أكثر العنصرية علانية في الوقت الذي 2020 تنطلق يورو تكثف فيه الحكومة الاسكتلندية مطالبها بإجراء استفتاء على الاستقلال أصبح من الحكمة المقبولة في بريطانيا أن الحروب الثقافية تنجح دائما بشكل أفضل مع اليمين أكثر من اليسار
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=