aleqt: 24-6-2021 (10118)
16 NO. 10118 ، العدد 2021 يونيو 24 هـ، الموافق 1442 ذو القعدة 14 الخميس ترفع الأعلام عاليا في الاحتفالات الوطنية والاحتجاجات الجماهيرية أو لحظة اشتداد وطيس المباريات الرياضية أو عند التضامن مع هذه الـدولـة أو تـلـك، بمشاركتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا استبدال الصورة الشخصية لصاحب الحساب بوضع علم الدولة المعنية بالحملة، للدلالة عـى مشاركته في التضامن والمساندة. وتحضر قطعة القماش هذه، ذات الألوان والأحـجـام والأشـكـال المختلفة، حسب كل دولة، في مناسبات أخرى حاملة معها رمزية خاصة، تمزج التاريخ بالثقافة لصناعة هوية وطنية أو انتماء مشترك. علم الدولة ليس مجرد ألـوان أو رموز أو شعارات يتم اختيارها اعتباطيا، قصد ضـ ن الانـفـراد والتميز عن بقية الشعوب، إنما واجهة للدلالة عل أمة أو قومية أو عرقية.. استطاعت الصمود، في معركة الـراع من أجل البقاء. فجاءت فكرة العلم لتجسيد قليل من عبق المـاضي وكثير من أماني وأحـــ م المستقبل، عـى قطعة مستطيلة أو مربعة الشكل، تتوارث جيلا بعد جيل. تـاريـخـيـا، يـصـعـب الحسم بـأول ظهور لفكرة العلم، لكثرة استخداماته بعيدا عن الحمولة السياسية الهوياتية التي اكتسبها مع مرور الوقت. فاستعملت الرايات أول الأمر كأداة بداية لإشارة، بغرض التنسيق العسكري بين الفيالق في ميادين القتال، وفي عـالم البحر بغية الـتـواصـل بـ السفن في البحر، وأضحت مع تقدم الملاحة شرطا قانونيا للإبحار. وهناك من يرى أن التأريخ الحقيقي للرايات بدأ مع مرحلة الرموز، حين كانت الفيالق العسكرية تضع رمزا "نسر، تنين..." عل عصا أثناء المعركة، ثم تحولت فكرة الرمز إلى بيارق، أعلام بالمفهوم الحالي، لها ألوان خاصة بكل فصيل. وتنسب رواية أصول الفكرة إلى حضارة الصين القديمة، وسندها في ذلك أن مؤسس مملكة "تشو" في قبل الميلاد، كان 256-1122 الصين أول من وضع راية بيضاء أمامه لتمييز مملكته، ومع توالي الأعوام وضع حكام هذه السلالة قواعد خاصة بالعلم، فرضت عل الجميع التقيد بها، ومن غريب ما جاء فيها أن لمس حامل العلم الملكي يعد جريمة، وسقوط العلم منه يعني "الهزيمة"، لذا تفرض السرية عل اسم الجندي المكلف بحمل الراية. وحــــ ت الأعــــ م بــقــوة في أوروبـــا العص الوسيط لأغـراض هوياتية، فكانت محددا للانتماء الطبقي لـلـنـبـ ء، وتـعـبـ ا عن معتقدات دينية مذهبية، حسب الكنيسة "الكاثوليك، البروتستانت، الأرثوذكس...". إضافة إلى حضورها لــدواع عسكرية، حيث استعملت دليلا للتعرف عل الملوك والفرسان والأعـداء والأحلاف والمحايدين في مناطق الحرب وفترات الهدنة وغير ذلك. تطور الأمر حديثا، حتى أضحى مجالا للبحث، فدراسة الأعلام تعرف Vexillology باسم الفيكسيلولوجيا وهـي اشتقاق من الجذر اللاتيني "فيسيلوم" الـذي يعني الراية أو العلم. ودخل المفهوم حيز التداول العام، منتصف خمسينيات القرن المـــاضي، بفضل ويتني سميث الأكاديمي الأمريكي، أحد الأعضاء المؤسسين للمجلس الدولي لعلم . تحولت 1965 عام FIAV الرايات الرابطة في مؤتمرها الثالث إلى اتحاد يرمي، كما جاء في بنود ميثاقه التأسيسي، إلى "إنشاء وتطوير هيئة للمعرفة بالرايات وأنواعها وأشكالها ووظائفها، إضافة إلى النظريات العلمية والمبادئ المبنية عل تلك المعرفة". يحكي علم كـل دولــة حكايته الخاصة، حيث تنصهر السياسة مع الثقافة والتاريخ لتفرز علم هذه الـدولـة أو تلك القومية. فعربيا مثلا تحضر أربعة ألــوان، الأسود والأحـمـر، في والأبـيـض والأخــ أعلام الدول العربية الحديثة. وعلة استدعاء هذه الألـوان دون غيرها في التاريخ، حيث يدل كل لون عل حقبة عربية/إسلامية، فالأسود كان لون راية الحقبة النبوية والخلفاء الراشدين الـكـرام، وكــذا العص العباسي، واستخدم الأبيض من قبل الدولة الأموية، وكان الأخضر رمز الدولة الفاطمية، وكان الأحمر علم الخوارج، ومن بعدهم الهاشميون الجدد، ثم الإمبراطورية العثمانية. وقيل إن هذه الألـوان اقتبست من بيت شعري لصفي الدين الحلي قال فيه: "بيض صنائعنا سود وقائعنا/ خضر مرابعنا حمر مواضينا". شكلت أعلام دول مصدر إلهام لدول وكيانات أخرى، عل غرار علم مملكة الدنمارك، أحد أقدم الأعلام المستخدمة حاليا، فتاريخه يعود ، فقد استوحت 13 إلى القرن الــــ منه دول النرويج والسويد وفنلندا وآيسلندا وجزر فارو وجزر أولاند وجرز شتلاند. وكان عــلــم هــولــنــدا الثلاثي الألوان، الأحمر والأبيض والأزرق، الذي ظهر لأول مرة ،1572 عـــام مرجعا لأعلام عديد من الدول الـتـي اعتمدت الـتـوزيـع الأفقي للألوان. يسري الأمر ذاته عل ألوان العلم الفرنسي المـأخـذوة من قطعة قـ ش الملك لويس ، حين كان يلقي خطابا أمام 16 الـ التجمعات العامة، مع دول روسيا وكوستاريكا وهايتي والدومينيكان. تعدى الأمر مسألة الإلهام نحو تطابق رايات بعض الدول، باستثناء تفاصيل صغيرة تتعلق بالشعار أو الرمز، كما هي الحال بالنسبة إلى علم الهندوراس والسلفادور أو علم الهند مع علم النيجر أو علم الإكــــوادور مـع كولومبيا أو علم المكسيك مع إيطاليا أو علم إندونيسيا مع إمارة موناكو. ويتحول التشابه إلى تماثل في علمي رومانيا مـع تـشـاد. ويعد ترتيب اللونين والبرتقالي بجانبي اللون الأخـ الأبيض في الوسط الفارق بين علمي أيرلندا وساحل العاج. اختارت دول "تزيين" أعلامها بشعارات أو رموز ثرية ومثيرة إلى جانب الألـــوان، فحضرت الشمس التي تحمل وجها إنسانيا في علم الأرجنتين، وتـعـرف بشمس مايو الذهبية، ارتباطا بأحداث أيار للمطالبة باستقلال 1810 ) (مايو الـــبـــ د، وفي ذلـــك إشــــارة إلى "الشمس" في إمبراطورية الإنكا القديمة. وظهر القمر عل شكل هــ ل، لتمييزه عن الشمس، في عديد من الرايات، للتعبير عن الهوية الدينية لبعض الشعوب، كما نجد في أعلام تونس وتركيا وسنغافورة وموريتانيا وأذربيجان وماليزيا. وحضر الصليب بقوة في عديد من أعـ م الــدول الأوروبـيـة كإنجلترا والسويد والنرويج وسويسرا. تبقى جمهورية نيبال الديمقراطية الاتـحـاديـة، بـ الهند والصين، صاحبة أغرب علم في العالم، فلا هو من حيث الشكل بمستطيل ولا بمربع، بــــــــل يتكون من مثلثين، وذلـك لأن أعــــ م الـديـانـة الهندوسية مثلثية. ويشير اللون الأحمر إلى زهـرة الـرودودنـدرون، وهي زهرة وطنية في نيبال، ومحدد بلون أزرق في إشـارة إلى السلام والوئام. أما المثلثان فهمافي الأصل يرمزان إلى جبال الهيمالايا، لكنهما الآن يدلان عل الهندوسية والبوذية، الديانتين الرئيستين في نيبال، ويحمل المثلث العلوي الأصغر قمرا وهلالا، أما المثلث السفلي فيحمل شمسا. وراء كل علم قصة، عادة ما تبقى خارج المفكر فيه لدى أهل الدولة، حتى إن كان الأصل، أو تكون حكاية صناعة العلم أول دروس المواطنة بالنسبة إلى الأطفال والناشئة، لا أن يظل الأمر لونا أو ألوانا نستدعيها في لحظات معينة ثم تـتـوارى سريعا إلى الخلف، في انتظار عل أمل مناسبة أخرى. دراسة «الفيكسيلولوجيا» .. كيف تختزل الأعلام الذاكرة؟ حكاية صناعة العلم .. أول دروس المواطنة وراء كل علم قصة، عادة ما تبقى خارج المفكر فيه لدى أهل الدولة. من الرباط محمد طيفوري لطالما احتل "الآخر" في كتب الرحالة حيزا مكانيا كبيرا، نالت منه المـرأة حظا وافــرا، فسردوا في نصوصهم وعيها بدورها في المجتمع، قضاياها وأحوالها، وشخصيتها وتكوينها المـادي والمعنوي، فسردوا الحكاية التي تلقفها العالمشرقا وغربا. وظف الرحالة ملكتهم الأدبية في وصف المـرأة العربية، ولم تتفق أوصافهم، فاختلفوا أحيانا واتفقوا حينا، ربما مرد ذلك نابع من تصورات مسبقة لدى الكاتب، أو تعميم حالة فردية صادفها عل المجتمع بأكمله، أو البيئة الثقافية والحضارة التي يعيشها مقارنة بحياة الـبـداوة. و"الاقتصادية" بدورها تسلط الضوء عل المرأة العربية في بعض كتب الرحالة، والسعوديات عل وجه الخصوص. ابن بطوطة يصف نساء اليمن وإيران تستند كتب الـرحـالـة عـادة إلى حديث المؤلف عن الـذات، وحديثه أيضا عـن البلد الـذي سافر إليه وتفاعل معه، ما سمعه ودونــه من مشاهدات وأخبار، عادات وطبائع الناس، ثقافاتهم وتقاليدهم، ولقاءات مع الملوك والعلماء حتى البسطاء، إلا أن المرأة كان لها جانب لا يستهان به من هذه الكتب والإنتاج الغزير. لم يكن وصف المـرأة لمجرد الـوصـف الـجـسـدي، فقد كان الــوصــف يـنـطـوي بـدقـتـه عل وصف الحالة الثقافية وواقعها الاجتماعي، مثل وصف ابن بطوطة في رحلته النساء الشيرازيات بأنهن "يلبسن الخفاف، ويخرجن ملتحفات متبرقعات، فلا يظهر منهن شيء"، في وصف لالتزامهن الديني المنسجم مـع خلفيته الدينية. ومما ورد أيضا في رحلة ابن بطوطة وصفه نساء زبيد في اليمن، اللاتي لا يمانعن الزواج من الغريب أو الوافد إلى بلادهن، بخلاف النساء في بلده المغرب، إذ يـقـول "ولنسائها الحسن الفائت... ولهن مع ما ذكرناه من الجمال الفائت الأخلاق الحسنة والمــكــارم، وللغريب عندهن مزية، ولا يمتنعن من تزوجه، كما يفعله نساء بلادنا، فإذا أراد السفر خرجت معه وودعته، وإن كان بينهما ولد فهي تكفله وتقوم بما يجب له، إلى أن يرجع أبوه، ولا تطالبه في أيام الغيبة بنفقة ولا كسوة ولا سواها، وإذا كان مقيما فهي تقنع منه بقليل النفقة والكسوة، لكنهن لا يخرجن عن بلدهن أبدا". حياة عائلية بالغة الجمال أحد أهم الكتب الباحثة في صورة المرأة لدى الرحالة هو كتاب الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي "صورة المرأة في رحلات الغربيين إلى وسـط الجزيرة العربية"، الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وتناولت عـادات وتقاليد الزواج والطلاق والملابس وغطاء الوجه حتى مشاركتها رجال القبيلة في الحروب والمعارك. وسواء جاء الرحالة الغربي إلى الجزيرة العربية بدافع سياسي أو تجارة أو بروح المغامرة، كان يطرق بشكل أو بآخر باب المرأة، توثق 20 والـ 19 وخلال القرنينالـ الدكتورة دلال الحربي ما كتبه مستكشفا، مثل البريطاني 28 وليام بلجريف، والبريطانية جــ تــرود بـيـل، والـفـرنـ تـشـارلـز هـوبـ ، والألمـــاني إدوارد نولده، والفنلندي جورج فالين، وآخرين، منهم من شعر بالدهشة من الواقع، ومنهم من كتب مسيئا. الرحالة البولندي فاتسواف جفوسكي سجل إعجابه بنمط حياة الأسرة النجدية، حين قارنها بنمط الحياة الغربية، فـدون تعليقه "الحياة العائلية التي هي أكثر جمالا بكثير من أي حياة عائلية أخـرى في الجزيرة العربية هي حياة البدو، فالفقر يفرض عليهم الاكتفاء بزوجة واحدة، والطلاق أقل شيوعا، وكثيرا ما توجد حياة عائلية بالغة الـجـ ل، فهؤلاء الأعضاء المختلفون في مثل هذه العائلة والطريقة التي تتم بها العناية بالمسنين والضعفاء من الجيل السابق، من دون أسئلة أو شكوى"، وفي موضع آخر كتب "لا تخبو البهجة والـرضـا، وإن حلت مصيبة أو إزعاج عرضي عل حياتهم، فالسرور هو الغالب عل حياتهم". بطلات .. وبارعات الإيطالي كارلو جوارماني وصف النسوة اللاتي يستقبلن الجرحى أثناء المعارك بين القبائل بأنهن "بـطـ ت"، فصاخهن الممزوج بالفرح يستنهض همم الجرحى للعودة إلى ساحة المعركة، ولم يخف تشارلز داوتي، الرحالة البريطاني المـعـروف، دهشته من مهارة النجديات في الحياكة والخياطة، أكد أن نساء حائل برعن في استخدام الإبــرة في تطريز العباءات الرجالية التي تستورد من الجوف وبغداد، كما عد ممارسة نساء بريدة التجارة تحضرا، واصفا بأن "دمشق ذاتها ليست عل درجة تحضر بريدة". وتـذكـر الـدراسـة أن الرحالة كتبوا أن رجـال القبائل وشيوخ وحـكـام المناطق كـانـوا يلقون عليهم عــروض الـــزواج، إذا ما اختاروا العيش في وسط الجزيرة العربية واعتنقوا الإسـ م، لكن الباحثة لا تعرف مدى جدية هذه العروض من عدمها، فيما تروي الوقائع التاريخية أن بعضا من الرحالة أسلموا وتـزوجـوا هنا، حتى إن منهم مـن شـــارك في معارك التأسيس تحت راية الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، مثل المستكشف الشاب وليام هنري الملقب بـ"شكسبير العرب"، الذي توفيفي معركة "جراب". لبيبة حسنة التربية المــؤرخ الدكتور علي عفيفي علي غازي نشر كتابا، يضعنا أيضا عل ما كتبه الرحالة عن المرأة، تحت عنوان "رؤية الرحالة للمرأة البدوية في الـعـراق والجزيرة العربية"، ويستقرئ ما كتبه الرحالة 16 عبر أربعة قرون، بين القرن الـ ، ويقسم ما قاله 20 والقرن الـــ الرحالة مـن وصـف للمرأة إلى وصـف لـدورهـا وأعمالها، حتى طقوس الزواج والولادة. ويكاد يجمع الرحالة عل جمال المرأة البدوية، التي تتميز بجمال عينيها، وقــد أحيطتا بالكحل الأســــود، فعل سبيل المثال يـرى كـارلـو كـ وديـو جـوارمـاني المستكشف الإيطالي في كتابه "رحلة من القدس إلى عنيزة في القصيم"، أن المــرأة البدوية سمراء الـبـ ة، عيونها حـوراء لوزية، فكتب "تفيض بالنار التي تقدح من أحداقهن السود، أما أيديهن وأقدامهن ففيها ما يلهب غيرة أكثر حسان باريس أناقة، وقدودهن هيفاء". أما الليدي آن بلنت، المستكشفة الإنجليزية وأول سيدة أوروبية تقوم بهذه الرحلة إلى الجزيرة العربية، فوصفتفي كتابها "رحلة إلى نجد" بنت الجزيرة العربية بأنها "لبيبة حسنة التربية.. وجهها جـذاب"، فيما وصفها لوي جاك روسو الدبلوماسي الفرنسيفي كتابه "رحلة إلى الجزيرة العربية" بأنها "طويلة القامة، مهيبة 1808 القوام، رائعة الشعر، المكون من جدائل تنحدر بلا مبالاة عل كتفيها لتصل إلى وسطها، أما ملامحها العامة فتبدو جميلة رغم أنها نصف مغطاة بنقابها". تسهر على إدامة النار مشتعلة ماكس فون أوبنهايم الرحالة وعـالم الآث ـار الألمـاني ذكر في كتابه "رحلة إلى ديـار شمر وبلاد شمال الجزيرة" أن المرأة تطلع بــدور كبير في البادية، إذ تستشار حتى في القضايا المهمة، ويقع عل عاتقها عدد من الأعمال اليومية، إلى جانب العناية بالأطفال والطبخ، وتسهر عل إدامة النار مشتعلة، وتطحن الحبوب لصنع الخبز، وتعتني بالحيوانات الصغيرة كالغنم والماعز، وهذا ما اتفق عليه أكثر من رحالة. وعــــــودة إلى لــــوي جــاك روســو، فهو يصف البدويات بأنهن نشيطات جدا، وواجبات النساء ومسؤولياتهن هي أكبر، لا بل أثقل مما يقع عل عاتق الرجال، وهو ما تؤكده آن بلنت الإنجليزية، فقالت "إن نساء البدو نشيطات في تأدية كل الأعمال". ورصد الرحالة، وفقا لدراسة الدكتور علي عفيفي حول المرأة الـبـدويـة، سعادتها بحياتها ورضاها عن دورها في مجتمعها، وقناعتها بمعيشتها، وحبها لكل ما يحيط بها، وعدم رغبتها في ترك ديارها ومغادرتها، ولو إلى حياة قد تفوقها راحة، ويكفي أن نذكر مثلا لموقف ذكره أوبنهايم بأن زوجـة أحد شيوخ الجزيرة العربية رفضت أن تتحمل معرة الـنـوم حتى في خيمة بيضاء من الخيام التي يستعملها أهل المدن، وأمرت أميرة مصية في عهد الخديوي عباس الأول بنصب خيمة لها فوق سطح القص الذي تعيش فيه. «تفيض بالنار التي تقدح من أحداقهن السود» المرأة البدوية في روايات الرحالة .. بطلات وبارعات بلنت الإنجليزية: نساء البدو نشيطات في تأدية كل الأعمال. أحد أهم الكتب الباحثة في صورة المرأة لدى الرحالة. من الرياض جهاد أبو هاشم يستقرئ الكاتب ما كتبه الرحالة عبر أربعة قرون. الثقافية
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=