aleqt: 16-6-2021 (10110)
الرأي تم الترحيب بالغاز الطبيعي باعتباره ما أطلق عليه كثيرون "الوقود المجسر"، حيث عد الجسر بين الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة. بعد عامين فقط، مع تزايد الضغوط من قبل نشطاء البيئة وتسارع الاندفاع إلى مصادر الطاقة المتجددة، بدأ التشكيك بشكل متزايد في حالة الوقود المجسر للغاز الطبيعي. حيث عكست وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير توقعاتها السابقة وتخلت عن العصر الذهبي للغاز. وكالة الطاقة والعصر الذهبي للغاز قبل عامين، شهد العالمنمو الطلب على الطاقة بنسبة في المائة. تم تلبية هذا النمو في المقام 2.3 الأول بالغاز الطبيعي يليه مصادر الطاقة المتجددة، النفط، الفحم، الطاقة النووية، وغيرها. كان الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي جنبا إلى جنب مع انتشار الغاز الطبيعي المسال واكتشاف الغاز الصخري في الولايات المتحدة هو السبب وراء توقع وكالة الطاقة الدولية بقدوم العصر الذهبي للغاز كوقود مجسر للانتقال إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون. في الواقع، تم الترحيب بالغاز الطبيعي باعتباره ما أطلق عليه كثيرون "الوقود المجسر"، حيث عد الجسر بين الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة. بعد عامين فقط، مع تزايد الضغوط من قبل نشطاء البيئة وتسارع الاندفاع إلى مصادر الطاقة المتجددة، بدأ التشكيك بشكل متزايد في حالة الوقود المجسر للغاز الطبيعي. حيث عكست وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير توقعاتها السابقة وتخلت عن العصر الذهبي للغاز. ما مقدار المساحة المتاحة لتفسير ذلك؟ وفي أي سياق يجب رؤيته؟ لقد تم هذا التخلي بناء على "خريطة طريق لصافي انبعاثات كربون صفرية بحلول " نشرتها الوكالة أخيرا وواجهت انتقادات على 2050 عام نطاق واسع. في ذلك، خلصت الوكالة إلى أنه إذا قامت الدول التي أعلنت جهودها في إزالة الكربون بحلول عام بتنفيذها وفقا لذلك، فلن تكون هناك حاجة إلى 2050 استثمارات جديدة في النفط أو الغاز الطبيعي. هذا لا يشمل المشاريع الجديدة القائمة أو الموارد المكتشفة بالفعل. لقد تم انتقاد الوكالة من قبل عديد ممن يعتقدون أن المنظمة قد تخطت حدودها من خلال تقديم اقتراح غـ مـــدروس لإزالـــة الـكـربـون بـ عـة. مـن المهم أن استجابة لأزمة 1974 نلاحظ أن الوكالة تم إنشاؤها عام النفط للمساعدة على تنسيق استجابة جماعية لأعضائها للاضطرابات الكبرى في أسواق الطاقة. من الانتقادات التي وجهت إلى خريطة الطريق التي قدمتها الوكالة قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الـروسي: إنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع سعر دولار وأسعار الغاز سترتفع أيضا 200 برميل النفط إلى بشكل صاروخي. وربما أفضل وصف لخريطة طريق الوكالة هو تعليق المملكة، الذي طرح في منتدى سان بطرسبرج، فقد وصف الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، خريطة طريق الوكالة بأنها تمثل سيناريو "أرض الأحلام"، إذ أجاب حينما سئل فيما إذا كان النفط قد انتهى بقوله: "المملكة تزيد من طاقتها الإنتاجية". من السهل وصف بيان وكالة الطاقة الدولية فيما يتعلق بعدم ضرورة وجود استثمارات جديدة في النفط والغاز الطبيعي بأنه ثوري، لكنه يتم في إطار صارم من الإجراءات والفرضيات المترابطة التي من الصعب تحقيقها جميعا. بمعنى أنه إذا تم أخذ إزالة الكربون على محمل الجد، فيجب زيادة الاستثمارات في البدائل. أهم مصدر لتوقعات وكالة الطاقة الدولية هو العدد المتزايد من الحكومات التي أعلنت . ومع ذلك، لا يزال هناك 2050 الحياد الكربوني بحلول عام عديد من المحاذير فيما يتعلق بالقدرة على دفع تكاليف هذه التدابير من قبل الدول الفقيرة خصوصا. في العقد الماضي، تطور قطاع الغاز الطبيعي بسرعة وانتقل من مصدر إقليمي للطاقة إلى عالمي بشكل أساسي من خلال انتشار الغاز الطبيعي المسال. ودفعت الكارثة في محطة فوكوشيما للطاقة النووية ألمانيا واليابان نحو الغاز الطبيعي، ما جعل الأخيرة أكبر مستورد للغاز في العالم، من خلال إعلان إغلاق جميع محطات الطاقة النووية الخاص بهما. علاوة على ذلك، حفزت الطبيعة النظيفة نسبيا للغاز الطبيعي مقارنة بالفحم الحكومات على اختيار البديل الأنظف. اختارت الصين في المقام الأول هذا الخيار الذي تظهره سياستها في الابتعاد عن الفحم والتحول إلى الغاز. حيث سجلت الواردات الصينية من الغاز الطبيعي الشهر في المائة على 26 الماضي رقما قياسيا جديدا بنمو نسبته أساس سنوي. رغم أن العام الماضي كان كارثيا لجميع الأسواق تقريبا بسبب جائحة كورونا، إلا أن أسواق الغاز الطبيعي المسال انتعشت بسرعة. وفقا لبعض المحللين، قد يرتفع الطلب في المائة 50 - 40 العالمي على الغاز الطبيعي المسال بنسبة خلال العشرة أعوام المقبلة. يمكن أن يتضاعف تقريبا بحلول أوائل أربعينيات القرن الحالي. إذن كيف يمكن لوكالة الطاقة الدولية أن تقول ليس هناك حاجة إلى استثمارات جديدة؟. من المهم أن نلاحظ أن الوكالة لا تقول صراحة أن الغاز الطبيعي لم تعد هناك حاجة إليه. لكن، جاءت توقعاتها الأخيرة نتيجة للعدد المتزايد من الدول التي تعهدت بأن . وقد 2050 تصبح مجتمعا خاليا من الانبعاثات بحلول عام دولة تمثل الآن الأغلبية العظمى من 44 نمت القائمة لتشمل الاقتصاد العالمي. رغم أن هناك عديدا من الأسئلة والشكوك حول مدى واقعية خريطة الطريق مثل توافر كميات كافية من المواد الخام "مثل المعادن والفلزات" والربحية عموما، إلا أن إجابات الوكالة هي في الأغلب تقنية. علاوة على ذلك، يمكن أن تتحسن جدوى بدائل الغاز الطبيعي إذا أعادت المؤسسات المالية تقييم ربحية الاستثمارات طويلة الأجل في المصادر القائمة على الكربون. على سبيل المثال إذا ، مثل استثمارات Stranded ارتفعت مخاطر الأصول العالقة الغاز الطبيعي المسال بمليارات الدولارات، يمكن أن تتدفق الأموال نحو المشاريع المستدامة التي ستكون موجودة لعقود، على حد قول الوكالة. ومع ذلك، ليس كل شيء قاتما بالنسبة لصناعة الغاز الطبيعي المسال العالمية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الطلب المتزايد على الهيدروجين إلى تعزيز هذا القطاع في وقت يعمل فيه العالم على إزالة الكربون. حيث مليون 90 تتوقع الوكالة أن يرتفع استخدام الهيدروجين من . ويمكن 2030 مليون طنا عام 200 إلى 2020 طن عام للهيدروجين المنتج من الغاز الطبيعي سد هذه الفجوة. ليس هناك شك أن العالم في حاجة إلى التحرك نحو مصادر الطاقة منخفضة الكربون ما دام هناك طلب عليها، لكن نحن فيحاجة أيضا إلى أن نكون واضحين حول الموارد التي يمكنها القيام بذلك. بالفعل، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان إزالة الكربون بالسرعة التي تقترحها وكالة الطاقة الدولية أمرا ممكنا. حيث لا يزال هناك عديد من الأسئلة المتعلقة بالربحية، وتوافر المواد، ومثابرة الحكومات على متابعة الأهداف المعلنة. لا تستهينوا بمخاطر القوة الناعمة لكل من يعتقد أن الدول محصنة ضد القوة الإعلامية الناعمة، وأنها تمتلك القدرات التحاورية الداعمة لمواقفها السياسية ورؤيتها التنموية، عليه قراءة الصحف العالمية مليون صحيفة ورقية ومئات الملايين من الصحف الإلكترونية، 24 التي فاق عددها ليجد معظمها خالية من المقالات المتزنة التي تحاكي العقول الغربية وتوضح مواقفنا فضائية، 7650 الحقيقية، بل علينا متابعة الفضائيات الإعلامية العالمية، التي فاق عددها فضائية، أو الفضائيات الفارسية التي تبث 1320 أو الفضائيات العربية التي تخطت عتبة فضائية رسمية وسبع فضائيات مرتزقة، لنقتنع بأن أبواق الحقد 22 سمومها الطائفية عبر وفلول الضلال تسعى جاهدة لتصب حممها على السعودية وأهدافها وبرامجها نهارا جهارا دون هوادة. ولشيوع هذه القوة الناعمة نتيجة تنامي ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات ومدونات التواصل الاجتماعي، أصبحت مواقف الحكومات في معظم دول العالم أكثر ضبابية، لتصبح صورة الدول داخليا وخارجيا تتأثر بمدى قدرة وسائل القوة الناعمة على تشويهها أو تحسينها. ونظرا إلى أن العالم العربي أكثر شعوب الأرض تأثرا بالرأي والرأي الآخر، ازدادت وتيرة حيرتهم وأضرمت حدة شقاقهم وتفاقمت شدة مهاتراتهم، فأصبحت منطقتنا العربية مرتعا خصبا للحروب الإعلامية المفبركة والأقلام الصحافية الإنشائية المشوهة، والممزوجة بالأكاذيب والتحايل والتلاعب والتضليل، لتزيد من حدة تشويه مواقفنا المميزة ورؤيتنا الثاقبة وأهدافنا الخلاقة. لذا، أصبح من واجبنا التصدي لهذا الإعلام المغرض للدفاع عن قضايانا وتحصين مبادئنا وتوضيح مواقفنا، خاصة أننا نمتلك صحة مواقفنا وكامل حقوقنا، مستندين بذلك إلى القوانين الدولية والمعاهدات الإقليمية. من هذا المنطلق، تقع علينا مسؤولية عدم الاستهانة بالقوة الناعمة، حتى لا تنفرد ساحات الإعلام بالأعداء والمرتزقة والانتهازيين، وحتى لا تستخدمصورتنا من هواة وغلابة وقليلي الحيلة وضعاف الحجة من الإعلاميين، الذين أساؤوا لمواقفنا. وهذا يتطلب التصدي للحرب الإعلامية بحزم وقوة وبكامل قدراتنا، من خلال تنفيذ الخطوات المقترحة التالية، التي تم تنفيذ بعضها، أو هو قيد التنفيذ: أولا، اختيار فريق إعلامي سعودي مكون من الخبراء في التخصصات الدقيقة للعلوم السياسية والعسكرية والأمنية والقانون الدولي والاقتصاد وحقوق الإنسان وتمكين المرأة واحترام الأديان، على أن يكونوا ممن يتقنون اللغات الأجنبية بطلاقة ويجيدون فن الحوار ولباقة الخطابة. وتصب مهام هذا الفريق في توضيح الحقائق ونجاحات المملكة في القضايا الأساسية الموثقة والمدعومة بالأرقام، وذلك بالتحدث مع العالم باللغات المختلفة والقيام بزيارات ميدانية حول العالم لتقديم المحاضرات والإجابة عن التساؤلات في الجامعات العريقة والمنظمات الدولية والمشاركة في المؤتمرات والندوات العالمية. ثانيا، قيام وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الإعـ م بصياغة أوراق المواقف السعودية المدعمة بالحجج الدامغة والحقائق الموثقة، مع ترجمة هذه الأوراق إلى اللغات الأجنبية، لتوزيعها دوريا من خلال سفارات المملكة على وكالات الأنباء العالمية والفضائيات والصحف الدولية، لتفنيد مزاعم مرتزقة الإعلام وفضح نواياهم وكشف أكاذيبهم. وتشمل هذه الوثائق نجاحات المملكة في مكافحة الفساد وتقنين القضاء، وتنويع القاعدة الإنتاجية الاقتصادية وتحديث البنية التحتية، وتوطين الوظائف وتحقيق التنمية، واجتثاث شأفة الإرهاب داخليا وخارجيا، وزيادة نسبة تملك المواطنين للسكن، وتشجيع القطاع الخاص وفتح الأسواق السعودية للاستثمارت المحلية والأجنبية مع الالتزام بالمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، من خلال إطلاق المشاريع الكبرى الخاصة بالمملكة الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، ورفع مساهمة المملكة في مشاريع التنمية الدولية لتخفيضحدة الفقر والمرض العالمي. ثالثا، الاستمرار في دعوة مقدمي البرامج الإعلامية والمحللين الأجانب في القنوات الفضائية والصحف العالمية العريقة إلى زيارة المملكة واطلاعهم على التقدم الذي أحرزناه في مختلف المجالات، ومحاكاتهم باللغة التي يفهمونها، وإثراء معلوماتهم وتعديل آرائهم وتوجيه أنظارهم للحقائق الدامغة، التي لا تختلف عليها شعوب الأرض. ويتم خلال هذه اللقاءات إجراء الحوارات والمناظرات التلفزيونية مع أقطاب الفضائيات والصحف العالمية لنقل الصورة الواضحة عن المملكة ومشاريعها المستقبلية الهادفة. رابعا، البدء فورا بإنشاء محطات فضائية سعودية تتحدث باللغات الإنجليزية والفرنسية، وغيرها، مع ضرورة الاتفاق مع أقرانها الدولية ذات المصداقية لفتح مقار لها في المملكة. وتقوم هذه الفضائيات بالمشاركة الفاعلة في المحافل الدولية، من خلال دعوة المختصين الأكفاء لتقديم المحاضرات والإجابة عن التساؤلات في الجامعات العريقة والمنظمات الدولية والمؤتمرات والندوات العالمية. ويشكل ذلك التعاون بين وسائل الإعلام العالمية والكتاب الصحافيين المواطنين والأجانب، لنقل الوقائع الصحافية الموثقة وتوضيح الصورة الحقيقية للمملكة، ونشر المقالات التي تعكس مدى التطور الذي وصلت إليه المملكة في المجالات كافة، مع تيسير حصول الفضائيات العالمية المحايدة على مكاتب فرعية لها في المملكة لنقل التقارير وتلاوة الأخبار وإعداد البرامج. لا تستهينوا بقوة الإعلام الناعمة، ولكسب قضايانا والدفاع عن مقوماتنا وتوضيح مواقفنا، علينا مواجهة الحملات الإعلامية المغرضة بحزم العاصفة وعزم الصاعقة. تنظيم الخدمات ومكامن الفشل تحدثنا في مقال سابق عن تنظيم الخدمات وماهيته والمأمول منه، وكيف أن منظم Services Regulatory الخدمات أو هيئة تنظيم الخدمات يقع في متسلسلة القطاع الذي يبدأ بالمشرع Authority ثم المنظم ومقدمي الخدمة وأخيرا العملاء. إن تنظيم الخدمات لهو الشغل الشاغل للصناعات والمستهلكين والمواطنين والحكومات على حد سواء. فالمشرع يطرح أنظمة وقوانين لصناعة ما، ليقوم المنظم بدور الرقابة والتأكد من انضباط مقدم الخدمة من خلال سن لوائح تنظيمية ورخـص ومعايير أداء وغيرها، وكذلك حفظا لحقوق المستهلكين ومقدمي الخدمة الآخرين وبما يخدم المصلحة العامة والصناعة عموما. وللتذكير فإن أهم الصناعات التي تشمل الخدمات التنظيمية على سبيل المثال لا الحصر، هي الكهرباء والماء والصرف الصحي والمخلفات والاتصالات والبريد والبيئة والغاز والغذاء والدواء والنقل والطيران المدني والموانئ والخدمات المصرفية والبنكية وغيرها. يأتي السؤال الذي قد يدور في أذهان البعض حول إمكانية فشل تنظيم الخدمات أو الفشل التنظيمي ومتى يحدث ولماذا. لو نظرنا إلى Regulatory Failure الأزمات المالية وإخفاق الأسواق أو البنوك مثل فشل بنك هاليفاكس الاسكتلندي "وإنقاذه لاحقا من قبل بنك لويدز" الذي كان أكبر حدث في المملكة المتحدة للأزمة المالية، كان يعزى السبب إلى سوء التنظيم من قبل هيئة الخدمات أن الهيئة كانت 2015 المالية. وذكرت التقارير اللاحقة عام تثق كثيرا بإدارة الشركات أو البنوك، حتى إن الرأي العام داخل الهيئة التنظيمية يشير إلى أن "التنفيذ ضد كبار المصرفيين أصبح مستحيلا عمليا". يرتكز فشل تنظيم الخدمات عموما على سوء إدارة المخاطر للصناعة المعنية وقــدرة المنظم على تحمل المسؤولية. إن عدم تدخل المنظم في الوقت المناسب لإنقاذ الصناعة من خطر صريح سواء على مقدم الخدمة أو المستهلكين أو غيرهما يعد فشلا، وفي بعض الأحيان عدم إعطاء المنظم الأداة القانونية والتنظيمية في التشريع من أجل التدخل أو الرقابة الصريحة، ما يؤدي إلى توقف المنظم في إبـداء رأيه التنظيمي وغياب الصلاحيات والمسؤولية للقيام بواجباته على أكمل وجـه. وقد يعزى السبب إلى الحيرة التنظيمية من جراء تداخل أكثر من منظمفي الصناعة وعدم المواءمة بين التشريعات في الصناعة، ما يخلف أثرا سلبيا على المرخص لهم من خلال تداخل معايير أداء لكل منظم أو الأدوات التنظيمية، ما يجعل المرخص لهم في حيرة من أمرهم. وما بين الإخفاق التنظيمي والتنظيم الجيد بون شاسع من جراء المشكلات الناشئة عن سوء التنظيم أو حتى الإفــراط فيه. وربمـا يقع فشل تنظيم الخدمات في تعقيدات البيئة السياسية حول عدم قيام المنظم بدوره الحقيقي والمنصوص عليه في النظام بسبب غياب الاستقلالية المطلوبة أو تعارض المصالح أو غياب الشفافية أو عدم القدرة على المرونة وقابلية التكيف مع متغيرات جديدة. مع الإحاطة أن مفهوم الاستقلالية قد أدتفي بعض الأحيان إلى وجود فجوة في عملية التواصل بين المنظمين والمرخص لهم والدوائر الحكومية. وكل ما ذكر أعلاه يشكل مخاطر على الصناعة قد يكون تأثير بعضها بسيطا وقابلا للمعالجة الفورية بيد أن بعضها قد يوجد مخاطر شديدة على الصناعة والاقتصاد والمستهلك. ولا شك أن وجود المنظم مهم في جذب الاستثمار والتنافسية والخصخصة وثقة المستهلك ووجود لاعبين جدد في الصناعة، ولذلك تعد إدارة المخاطر ضرورة قصوى في النمو الاقتصادي وشيوع الهدوء التنظيمي. ومن المحتمل أن يؤدي التركيز على أحد المخاطر إلى تقليل الاهتمام بالعواقب المحتملة الناجمة عن تحقق خطر آخر، ما قد يؤدي إلى فشل السوق وإخفاق التنظيم، فعلى سبيل المثال، الإفراط بالمخاطرة في القطاع المالي، بسبب الضمانات الحكومية ذات التسعير الخاطئ أو التركيز التنظيمي على مخاطر المؤسسات الفردية بدلا من المخاطر النظامية. ومن مظاهر فشل تنظيم الخدمات هو الاستئثار ويعد هذا الفشل من Regulatory Capture التنظيمي أخطرها، لأن المنظم يعمل لمصلحة فئة معينة من المرخص لهم علىحساب المصلحة العامة حتى من غير قصد، وبالتالي هيمنة البعض، ما يضعف أداء الصناعة. وعندما يحدث الاستئثار التنظيمي فإن أهـداف ومصالح الشركات تأخذ أولوية تتجاوز المصلحة العامة، ما يؤدي إلى خسائر جمة على الصناعة. أشار روبرت بالدوين ومارتن كييف ومارتن لودج في كتابهم "فهم التنظيم" إلى واحد أو أكثر من الاختبارات الخمسة الرئيسة لمعرفة حالة التنظيم على النحو التالي: هل عمل المنظم مدعوم من النظام التشريعي؟ هل يوجد مخطط مناسب للمساءلة؟ هل الإجراءات التنظيمية عادلة ومفتوحة ويمكن الوصول إليها؟ هل يعمل المنظم بالخبرة الكافية؟ هل العمل أم النظام فعال؟ وقد يضاف لها محاور أخرى حسب طبيعة البلد والتكوين التشريعي. إن على هيئات التنظيم معرفة أين الخطأ ولماذا وقع من أساسه مع إنشاء عمليات تنظيمية من أجل مراقبة أدق ومرونة أفضل للتكيف، والدراية أن الهيئة تسير دائما في منحنى تعلم لكن يجب أن يكون بذكاء؟. ومن المهم توثيق المواقف مع كل المرخص لهم والأطراف الأخرى وإنشاء سجل مخاطر وتحديثه تباعا. من أهم الوصفات التي تؤدي إلى التحسين التنظيمي: التنسيق والتواصل، التعلم والإصلاح التنظيمي، والحلول النوعية. ترتبط مشكلات الإفراط في التنظيم أو قلته غالبا مع أوجه القصور في التنسيق والتواصل بين المنظم وغيره، وعليه يرحب عديد من الأطراف بالتواصل الفعال سواء المرخص لهم أم الدوائر الحكومية، ومن أجل حصول المنظم على المعلومات الضرورية. ويستخدم التعلم والإصلاح التنظيمي على نطاق واسع عند الإخفاقات التنظيمية. ولأن طبيعة التغير التنظيمي نـادرا ما تتبع الخطوط المطلوبة وظيفيا، نراها تتبع المنطق المناسب حسب الموقف والخبرة وبالتالي بناء منحنى تعلم للمنظم. وأخـ ا، من أجل إصلاح التنظيم الحالي وتحسين أدواته الرقابية فلا بد من إيجاد الحلول النوعية مع تفادي اللجوء نحو الإفراط التنظيمي على المرخص لهم. يستخدم التعلم والإصلاح التنظيمي على نطاق واسع عند الإخفاقات التنظيمية. ولأن طبيعة التغير التنظيمي نادرا ما تتبع الخطوط المطلوبة وظيفيا، نراها تتبع المنطق المناسب حسب الموقف والخبرة وبالتالي بناء منحنى تعلم للمنظم. NO. 10110 ، العدد 2021 يونيو 16 هـ، الموافق 1442 ذو القعدة 6 الأربعاء 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعد رئيس التحرير عبدالله البصيلي مديرو التحرير علي المقبلي سلطان العوبثاني حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام Saudi Research & Media Group essam@ksu.edu.sa د. عصام بن عبدالعزيز العمار * أستاذ الطاقة الكهربائية المشارك - جامعة الملك سعود د. نعمت أبو الصوف * متخصصفي الطاقة namat.alsoof@gmail.com د. فواز العلمي * كاتب سعودي
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=