aleqt (10107) 2021/06/13

13 الرأي مشاريع الاستثمارات في السياحة الجبلية يجب أن تجد اهتماما خاصا من كل مسؤول ومواطن سعودي، لأنها ستكون من ثرواتنا السياحية الواعدة. ولذلك إذا كنا قد بدأنا نهتم بالسياحة في إطار مواقع الترفيه المختلفة، فإن السياحة الدولية تهتم أكثر بالبعد الثقافي والحضاري، وهذا البعد يحتاج إلى استثمارات هائلة، وبالفعل دخلنا بشيء قوي في عوالم السياحة الدولية بمشاريع ضخمة. الاستثمار في السياحة الجبلية في الخامس من كانون الأول (يناير) عقدت في محافظة العلا 2021 التي رأسـهـا ولي 41 القمة الخليجية الــ العهد الأمــر محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكانت - كما قال ولي العهد - قمة جامعة للكلمة، وموحدة للصف، ومعززة لمسية الخي والازدهار. وتتميز محافظة العلا بإرثها التاريخي العظيم، وطبيعتها الجبلية الساحرة، وتحتوي مدينة العلا التاريخية على موقع الحجر الأثــري أول موقع أثري سعودي يسجلفي منظمة اليونيسكو العالمية ضمن قائمة الــراث العالمي. والـواقـع أن المنطقة ترتبطبمشروع البحر الأحمر السياحي العالمي، الـذي سبق أن أعلنه ولي العهد ضمن مشاريعه العملاقة غي التقليدية لتنويع مصادر الدخل الوطني وترتبط بمشروع نيوم العملاق. لكنفيهذا المقال سأفرد حديثي عن الاستثمار في السياحة الجبلية، وهي الجانب الفرعي من مشروع البحر الأحمر السياحي العالمي الــذي يتضمن تطوير السواحل الشمالية متامية الأطراف. إن الجبال الواقعة بالقرب من خيبر والعلا تعدان منابع سيلان وادي الرمة الشهي الذي تبدأ منابعه من جبلي أبيض والقدر، وتتميز هـذه الجبال بمـسـارات صخرية للأودية والشعاب التي تبدأ من أعالي هذه مت تقريبا متجهة 2000 الجبال على ارتفاع شرقا لتصب في وادي الرمة العظيم الذي يتصل بمنطقة القصيم، ويبحر في قلب أراضي المملكة حتى منطقة الربع الخالي، حيث تتميز التضاريس الجبلية في هذه المنطقة بإمكانية زرع شـ لات صناعية تتقرق إليها مياه الأمطار التي تنهار إليها بغزارة على مدار العام. ولقد سبق أن قام ولي العهد الأمي محمد بن سلمان بـزيـارة ميدانية لهذه المواقع الثرية حتى يقف على إمكانات الاستثمار في المنطقة من خلال سياحة ثلاثية الأبعاد السياحة الساحلية، وسياحة آثـار الحضارات القديمة، ثم ما يعرف باسم السياحة الجبلية، وهـي نـوع من أنــواع السياحة التي بـدأت تلفت أنظار السياح من كل أنحاء العالم. إن البحيات والشلالات في أعالي الجبال ستكون وجهة سياحية فريدة ورائعة لمشاريع السياحة في المملكة، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة صيفا على هذه السلسلة الجبلية التي تتامى في مناظر طبيعية باهرة تنتزع وتجذب إعجاب كل من يزور هذه المنطقة السعودية الخلابة. وإذا كانت الجبال في خيبر والعلا هي منابع سيلان المياه إلى وادي الرمة، فإن مشاريع السياحة الجبلية في المملكة ستمتد مـن خيبر والـعـ حتى منطقة القصيم، أي إن رقعة السياحة الجبلية ستتبط بمـ وع تطوير سواحل البحر الأحمر السياحي إلى قلب المملكة في منطقة القصيم، وتتصل بوادي الرمة الذي يعد من أهم أودية الجزيرة العربية إذ يبلغ كلم، ويبدأ من مشارف 1000 طوله أكثر من المدينة المنورة من السفوح الشرقية لجبال المنطقة وسفوح الحرات المجاورة عند خط دقيقة شمالا، وخط 43 درجة و 25 العرض درجة شرقا، ويتجه نحو الشرق 40 الطول حيث يمتد إلى حدود الكويت مرورا بين جبال أبانات المشهورة في منطقة القصيم، رافد، ويعد 600 ويصبفي الوادي أكثر من حاليا منتزها عاما لأهالي القصيم، وغدا سيكون منتزها عاما لكل السياح والزوار من كل مكان في العالم. إن مشاريع الاستثمارات في السياحة الجبلية يجب أن تجد اهتماما خاصا من كل مسؤول ومواطن سعودي، لأنها ستكون من ثرواتنا السياحية الواعدة. ولذلك إذا كنا قد بدأنا نهتم بالسياحة في إطار مواقع التفيه المختلفة، فإن السياحة الدولية تهتم أكثر بالبعد الثقافي والحضاري، وهذا البعد يحتاج إلى اسـتثمارات هائلة، وبالفعل دخلنا بـيء قـوي في عوالم السياحة الدولية بمشاريع ضخمة. ونطمح بوضع الخطط قصية وطويلة الأمـد، ونعتمد الأمـوال اللازمة بسخاء لتطوير تراثنا الحضاري ونهيئ الفرص لكل أنواع الاستثمارات، ونسعى بكل الهمم لتسجيل مزيد مـن المناطق الأثـريـة في منظمة اليونيسكو العالمية حتى نقول للعالم، إن لدينا كثيا من الصروح الحضارية التي تضارع صروح الآثار والحضارات العالمية في كل مكان من العالم. إن المنافسة بين الدول على جذب السائح لم تعد أمرا سـهلا، بل أصبحت المنافسة على استقطاب السياح في سوق السياحة العالمية شديدة وقوية، فالسياحة هي صناعة وتسويق ومنافسة عالمية ضارية، ونعرف أن مـوارد السياحة لدى كثي من الدول في أوروبا وفي منطقتنا العربية، تعد المورد الرئيس لدخلها القومي، ونحن بدورنا يجب أن نسعى كي تكون إيرادات السياحة موردا من الموارد الرئيسة لدخلنا الوطني. إن قضية تنويع مصادر الدخل لم تعد قضية خيارية، بل أضحت - كما نصت على ذلك - من القضايا الوطنية 2030 رؤية السعودية الملحة والمطروحة بقوة في هذه الأيام في كل اقتصادات العالم. الصناعاتالطبية ومرحلة جديدة دشن بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية والدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة قبل أيام أول جهاز للتنفس الصناعي تمت صناعته في السعودية بمواصفات عالمية، وهذا الخبر المختصر له أهمية كبية، حيث يعلن مرحلة جديدة يتم فيها التكيز على الصناعات النوعية وفي مقدمتها الطبية التي ظهرت الحاجة إليها في ظل أزمة كورونا، وبدأت بصناعة الكمامات وغيها من المستلزمات. وكان اهتمام بلادنا بالصناعة قد بدأ في وقت مبكر، لكن بوصلة الصناعة اتجهت - فيما عدا مصانع الجبيل وينبع للبتوكيماويات - إلى الصناعات الاستهلاكية الخفيفة مثل صناعات البلاستيك والأثاث والشامبو والصابون. وقدم صندوق التنمية الصناعية السعودي الذي كمؤسسة مالية حكومية القروض 1394 أسس عام الميسرة مع المشورة للمستثمرين في القطاع الصناعي، وتعد سبعينيات القرن الماضيالبداية الأولىفي تاريخ الصناعة السعودية، حيث تم إنشاء وزارة الصناعة والكهرباء، ثم ألحقت الصناعة بوزارة التجارة ليصبح وزارة التجارة والصناعة، والآن 2003 المسمى في عام أصبحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وفي ذلك تكامل بين قطاعين مهمين هما الصناعة والتعدين. التي تحدد الأهداف وترسم 2030 وفي عهد رؤية وسائل تنفيذها بدقة مع التكيز على النوعية بدأ الاهتمام بالصناعات ذات التقنية العالية، خاصة ما يتعلق بالصناعات الطبية التي لو منعت الدول المصدرة لها - لأي سبب من الأسباب - تزويدنا بها لأصبحت لدينا ولـدى جميع الـدول المعتمدة على استياد مثل هذه المصنوعات أزمـة لا حل لها إلا العمل بجد على تصنيع هذه المعدات الطبية محليا. ومعروف أن عديدا من دول العالم أصبح لديها نقص في أجهزة التنفس الصناعي. ولم تكن بلادنا من ضمن هذه الـدول، بسبب التخطيط السليم لتوفي هذه الأجهزة قبل جائحة كورونا، وينطبق ذلك أيضا على توفي اللقاح اللازم لتحقيق المناعة المجتمعية التي نسعى حاليا للوصول إليها، ومن هنا فإن الصناعات الطبية وصناعة الأدوية يجب أن تعطى الأولوية وتمنح مصانعها بعض التسهيلات مثل تأجيل المقابل المالي وعدم اشتاط نسبة عالية في توطين الوظائف بشرط اختيار أفضل الكفاءات الفنية مع العمل على تدريب الكوادر الوطنية رجالا ونساء، وربما يتطلب ذلك إنشاء معهد أو أكاديمية لتخريج المختصين في هذه الأعمال تحت إشراف وزارتي الصناعة والصحة، ثم يكمل هؤلاء تدريبهم في المصانع على رأس العمل وفق برنامج يستفيد من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال، ومنها ألمانيا التي تحولت مصانعها إلى معاهد لتدريب الشبابفي مختلف المجالات الصناعية. وأخيا لا عذر بعد اليوم فالإرادة لدعم الصناعات الطبية موجودة ومتوافرة بتوجيه واضح من القيادة وبمتابعة من صاحب "الرؤية" المتابع لتنفيذها، ثم إن المال متوافر حيث رصد صندوق التنمية الصناعية مليار ريـال للقروض المتوقعة في عام 11 مبلغ ، ويقول الدكتور إبراهيم المعجل مدير عام 2021 الصندوق: إن الصندوق يتجاوز دعم الشركات الطبية إلى دعم شركات أخرى مثل إنتاج الكمامات لرفع طاقتها الإنتاجية. » 2 من 1 مجموعة السبع وحتمية الاستثمار « في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع التي تستضيفها مدينة كـورنـوال، تسنح فرصة حاسمة لقادة الاقتصادات الكبرى للاتفاق على خطة تدفع التعافي القوي في دولهم من جائحة ، وتعمل 19 - مرض فيوس كورونا كوفيد أيضا على التعجيل بالانتقال إلى اقتصاد عالمي أكثر استدامة وشمولا وقدرة على الصمود. يتعلق أحد الدروس الرئيسة، التي أثق في أن حكومات مجموعة السبع تعلمتها ، بمدى تعرض كل الدول 19 - من كوفيد للتهديدات العالمية، بما في ذلك الأمراض المعدية، وتغي المناخ، وخسارة التنوع البيولوجي. الواقع أن التحديات التي تهدد الرفاهية والرخاء التي سلطت عليها الجائحة الضوء، متابطة بوضوح، وعلى هذا فنحن في احتياج إلى نهج متكامل في التصدي لها. وهنا تقع على عاتق مجموعة السبع مسؤولية خاصة تتمثل في القيادة. من المفهوم أن يركز قادة الدول الغنية على صحة اقتصاداتهم التي بدأت تظهر بــوادر انتعاش سريـع. لكن ينبغي لهم أن يدركوا الحاجة إلى زيـادة الاستثمار بشكل كبي عـ مــدار الـعـ ة أعـوام المقبلة لتمكين النمو القوي المستدام، والاستجابة لتغي المناخ وخسارة رأس المــال الطبيعي، بمـا في ذلـك التنوع البيولوجي. ومن الأهمية بمكان أن تتجنب الدول تكرار خطأ "العشرينيات الهادرة"، في أعقاب جائحة اندلعت قبل قرن من الزمن، بالتكيز في المقام الأول على الاستهلاك. يظهر تقرير حديث صادر قبل القمة أعد بطلب من بوريس جونسون رئيس وزراء المملكة المتحدة، وتوليت قيادة العمل على إعداده شخصيا، أن استثمارات مجموعة السبع كنسبة من الناتج المحلي الإجـ لي قبل الجائحة كانت عند أدنى مستوياتها لعدة عقود من الزمن. في بعض الدول مثل المملكة المتحدة، يفسر تدني الاستثمار بعد الأزمة المالية العالمية في إلى حد كبي النمو 2009 - 2008 الفتة الاقتصادي المتباطئ طوال العقد التالي. يوصيتقريرنا بضرورة استثمار مجموعة السبع جماعيا ما قيمته تريليون دولار إضافية سنويا، نسبة إلى مستويات ما قبل الجائحة، على مدار العقد المقبل لدفع التعافي المستدام. ورغم أن معظم هذه فيالمائة من مجموع 2 الزيادة، التي تعادل الناتج المحلي الإجــ لي لهذه الـدول، ستأتي من القطاع الخاص، فيتعين على الحكومات أن تعكف على وضع السياسات والتوقعات لتشجيعها، كما يجب أن تكون هي ذاتها مستعدة للاستثمار، خاصة خلال العامين المقبلين. في الأمد الأبعد أيضا، ينبغي لحكومات مجموعة السبع أن تكون على استعداد للاقتاض بهدف الاستثمار لتعزيز النمو وإرساء أسس قوية لثورة صناعية خضراء. وهنا يكون الطموح أقل خطورة من الحذر، لأن الاستثمار الضعيف يعني اقتصادا هزيلا. لكن هذا لا يعني أن وزارات المالية يجوز لها أن تتخلى عن الانضباط المالي. بل ينبغي لها أن تضمن توجيه الأموال العامة نحو استثمارات عالية الجودة قادرة على إيجاد النمو المستدام وبناء الإيـرادات الضريبية. إن الالتزام بالتمويل العام المستدام على مدار هذا العقد من شأنه أن يعزز الاستثمار ما دام بوسعنا منع التقشف السابق لأوانــه من خنق الطلب. يظهر تحليلنا أن فـرص الاستثمار في البنية الأساسية المستدامة والطبيعة تقدم عائدات جذابة بشكل خاص... يتبع. خاص بـ "الاقتصادية" .2021 ، بروجيكت سنديكيت ينبغي لحكومات مجموعة السبع أن تكون على استعداد للاقتراض بهدف الاستثمار لتعزيز النمو وإرساء أسس قوية لثورة صناعية خضراء. وهنا يكون الطموح أقل خطورة من الحذر، لأن الاستثمار الضعيف يعني اقتصادا هزيلا. NO. 10107 ، العدد 2021 يونيو 13 هـ، الموافق 1442 ذو القعدة 3 الأحد 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعد رئيس التحرير عبدالله البصيلي مديرو التحرير علي المقبلي سلطان العوبثاني حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام Saudi Research & Media Group نيكولاس ستين * خبير اقتصادي سابق - البنك الدولي، وأستاذ الاقتصاد والإدارة - كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية د. أمين ساعاتي * كاتب اقتصادي وعضو هيئة تدريس dr.amin.saaty@gmail.com علي الشدي aaalshiddi@gmail.com

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=