aleqt: 31-5-2021 (10094)

12 NO. 10094 ، العدد 2021 مايو 31 هـ، الموافق 1442 شوال 19 الإثنين السياسية احـتـفـى الأفـــارقـــة الـثـاثـاء أيار (مايو) باليوم 25 المنصرم الـدولي للقارة الإفريقية، الذي يصادف ذكـرى تأسيس منظمة ،1963 الوحدة الإفريقية عام دولة إفريقية 30 حيث وقع قادة مستقلة الميثاق التأسيسيفي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ، تـم الإعـــان عن 2002 وفي تأسيس الاتحاد الإفريقي، بهياكل إدارية ومؤسسات تقريرية وأجهزة تنفيذية، بدلا عن منظمة الوحدة الإفريقية، وذلك بهدف تسريع وتسهيل الانــدمــاج السياسي والاجتماعي والاقتصادي داخل القارة، وتعزيز مواقف إفريقيا على الصعيد الدولي بشأن قضايا شعوبها. واختار الأفارقة تخليد احتفالية هذا العام، تحت شعار "الفنون والثقافة والـراث: الروافع لبناء إفريقيا التي نـريـدهـا"، فهذه المناسبة فرصة لتسليط الضوء عـ تسخير الفنون والثقافة والـــراث كـــأدوات لـدعـم بناء إفريقيا، عبر ما جـاء في كلمة أنطونيو جـوتـ يـس، الأمـن العام للأمم المتحدة، بهذه المناسبة، حيث أكد أن "تراث إفريقيا الثقافي والطبيعي الغني والمتنوع، له دور مهمفي تحقيق التنمية المستدامة، والحد من الفقر، وبناء السلم والحفاظ عليه". يذكر أن إفريقيا تعد مهد الإنسانية، وأصل عدد كبير من الـشـعـوب والـلـغـات والأديـــان والتقاليد، لكن هذا لا يجب أن يحجب السجلت المحزنة التي تحتفظ بها الـقـارة السمراء، فنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجـ لي هو الأدنى عالميا، ولا يبدو أن التطور في القارة يسير في منحى تغيير هـذا الوضع، على الرغم من الموارد الطبيعية والإرث الثقافي الكبير الذي تزخر به القارة، الذي يكفي لو أحسن استغلله لتغيير حـال الـدول وأحـــوال شعوب وأمــم القارة السمراء. وتبقى عوائق كثيرة حائلة دون تحقيق ذلك، لعل أحدثها تحول الـقـارة الإفريقية، في الأعـوام الأخـــــ ة، نـحـو قـطـب عالمي لـإرهـاب والتطرف، بعد كسر شوكة التنظيمات المتطرفة، أمثال "داعش" و"القاعدة" وأخواتهما في الشرق الأوسط. ويبقى اللفت للنظر، بحسب باحثي ومراقبي، هو أن بـؤر تمـدد الإرهـــاب في إفريقيا تكون في مناطق الثروات الاقـتـصـاديـة المستحدثة في القارة، ووفق خطوط الاهتمام الاستاتيجي للدول الفاعلة في القارة. يحيي ارتباط التمرد "العنف" بظاهرة الاستغلل الاقتصادي أطـــروحـــة "لـعـنـة المـــــوارد" الـتـي اعتمدت مـن قبل عديد مـن الباحثي لتفسير ظاهرة الإرهــــاب في معظم الـــدول الإفريقية. وحظيت هذه المقاربة بالمصداقية في الـواقـع، عقب تزايد أعداد المواطني المشاركي في التنظيمات الإرهابية، من أجل التضامن الاجتماعي والاقتصادي، بغض النظر عن العائد السياسي، فهدفهم يكون في الأساس تكوين صلت أو مصالح اقتصادية مع العناصر الأخـرى، بعدما فشل، بسبب العجز أو غلبة الأخرين، عن نسجها داخل بنيات دولته، فهدفه أسمى من الجري وراء تحقيق أجندة الجماعة الإرهابية. تصلح هذه الأطروحة لتفسير اح ـت ـدام الـــ اع مـجـددا على الـقـارة، واستعادة دول كبرى أساليب وممارسات من الحقبة الاستعمارية، ففرنسا، على سبيل المثال، ماضية في سياسة تدخلية جديدة في شؤون إفريقيا، منذ مطلع العقد الثاني من القرن الـحـالي، فبعد توجيه ضربات عسكرية مشتكة مع بريطانيا أسهمت في إسقاط نظام معمر القذافيفي ليبيا، وإسهام باريس عسكريا في القبض على الرئيس الإيفواري السابق لوران غباغبو ، جاءت 2011 ) في نيسان (أبريل لحظة التدخل العسكري المباشر ، بنشر باريس قواتها في 2013 مالي ضمن عملية سيرفال "القط الأنمـــر"، التي توسعت في آب ، ليشمل نطاقها، 2014 ) (أغسطس إضافة إلى مالي، كل من بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر وتشاد، تحت اسم عملية برخان "هلل الرمل"، بقوة قوامها أزيـد من خمسة آلاف جندي. وسعت باريس جاهدة، خلل الأعـوام الماضية، إلى التغطية عـ هـذه الـعـودة القوية إلى حديقتها الخلفية، والاستغلل المفضوح لخيرات وثروات القارة السمراء، بحجة محاربة الإرهاب في منطقة الساحل، لأجل ذلك ،2017 أطلقت بمعية ألمانيا في مبادرة "التحالف من أجل منطقة الساحل"، بهدف تعزيز التعاون مــع دول الـسـاحـل الخمس. ،2019 ) أعقبها، في آب (أغسطس "ميثاق الشراكة" من أجل الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، قصد تعزيز الجهود الأمنية في دول المنطقة، وزيادة التنسيق بي المجتمع الـدولي والدول الإفريقية في الساحل. ثم جاءت فكرة تأسيس قوة ،2020 عسكرية خاصة، مستهل باسم "تاكوبا" لمساندة الجيش الفرنسيفي منطقة الساحل، بعد الإعلن، في قمة "باو"، عن عجز قـوة بـرخـان عـن التصدي للتهديدات الإرهابية، في الساحل والــصــحــراء. وعـجـز الخزينة الفرنسية عن تحمل الإنفاق، بعد أن تضاعفت الميزانية خلل سبعة 584 " من 2019 - 2013" أعوام 1.17 مليون يـورو إلى أكثر من مليار يورو. تقاتل فرنسا في إفريقيا لمحاربة الإرهاب، لكن قتالها أشد ضراوة من أجل حماية الاقتصادات الفرنسية في القارة الإفريقية "تـــوتـــال، سوسيتيه جـــرال، شنايدر، إلستوم، بويج، أورنج..." من تربص قوى دولية تبحث لها عن مكانة في القارة السمراء. وفي واقعة إفريقيا الوسطى خير دليل، حيث اغتنمت روسيا فرصة انسحاب باريس، فكسبت موطئ قدم في دولة إفريقية، في مركز القارة الإفريقية، غني بالموارد الطبيعية والمعدنية. روسيا ليست القوة الوحيدة المتبصة بالقارة الإفريقية، فإلى جانبها تحضر الصي التي تحاول مـلء الفراغ الأوروبي بمشروع "طريق الحرير الجديد"، الذي بدأ يعطي الثمار مع بعض الدول مثل أنجولا في مجال النفط، وزامبيا في ميدان الطيران، والكونغو في المجال المـ في، ودول أخرى في الطريق. وهناك تركيا التي تتمركز بقوة في نيجريا، بجوار تجمع دول الساحل، فهي أكبر شركاء تركيا التجاريي في القارة، 2.3 بحجم تجارة ثنائية وصل إلى .2019 مليار دولار، في كان شعار "إسكات البنادق" مـوفـقـا في احتفالية الـعـام المــاضي، عكس ما عليه الحال في يوم إفريقيا هذا العام، فما من شك في أن الفنون والثقافة والــراث روافــع أساسية للبناء الثاني للقارة، أما البناء الأول فيتمثل في بناء الذات الإفريقية، بفرض استقللية القرار السياسي والاقتصادي عن التبعية للآخرين. بعد ذلك فقط، يمكن البحث عن السبل الكفيلة ببناء قارة المستقبل بعقول وسـواعـد إفريقية، ما يعني بالضرورة والاستلزام رفع شعار "حلول إفريقية لمشكلت إفريقيا". في غياب صارخ لشعار «حلول إفريقية لمشكلات إفريقيا» إفريقيا .. لعنة الموارد أم تربص الأجانب؟ تقاتل فرنسا في إفريقيا لمحاربة الإرهاب، لكن قتالها أشد ضراوة من أجل حماية الاقتصادات الفرنسية في القارة الإفريقية «توتال، سوسيتيه جنرال، شنايدر، إلستوم، بويج، أورنج» سعت باريس إلى التغطية على هذه العودة القوية إلى حديقتها الخلفية. من الرباط محمد طيفوري الثورة الإيرانية على موعد مهمفي تاريخها وأبرز محطاتها السياسية، إذ تشكل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، حالة ولادة عسيرة لنموذج سياسي جـديـد، مبني عـ تـراكـ ت العزلة وعدم القبول من قبل المجتمع الـدولي، فيما تعاني هـذه المؤسسة تشوهات في ملمحها وسلطاتها، إذ تخضع لسيطرة مـؤسـسـة المـرشـد الأعـ ، الذي يمسك بمفاصل الحكمفي كل الدولة. ويسعى المـحـافـظـون من رجـالات المرشد لإجهاض كل الجهود المبذولة من قبل فريق الاعتدال السياسيفي البلد، الـذي يلفظ أنفاسه الأخـ ة، بعد منح فيلق القدس الضوء لإدارة ملف السياسة الأخـ الخارجية للبلد، لكن التيار الإصــاحــي في إيـــران مطلب شعبي قبل كـل شيء، وهـذا عائق في وجه سلطة مستبدة، قد تكون مجبورة على ممارسة البطش الأمني في الانتخابات لتمرير رؤيتها السياسية رغما عن أنف الشعب، لكن هذا الخيار يواجه خيارات معقدة وصعبة، فالشعب الإيـــراني يقف على صفيح ساخن، وأي مهاترة من قبل النظام قد تأخذ الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه. الاستحقاق الرئاسيفي إيران يكتسب أهميته مـن منطلق علقة النظام الحاكم في إيران بالمجتمع الدولي، التي تتصف بالتوتر في أغلبها، خصوصا أن النظام هناك يسعى إلى الحصول على السلح النووي، الذي يهدد العالم والمنطقة، إضافة إلى عمله الـدؤوب على تطوير منظومة صاروخية متوسطة وبعيدة المدى تهدد المصالح الغربية في الخليج العربي، كما أن النظام يمارس كل أشكال التدخل غير الشرعي في عـاقـاتـه بـــدول الـجـوار والمنطقة بالتدخل في شؤونها، وإعطاء نفسه الحق في دعم أقليات طائفية وتمكينها من الدولة، ومن ثم الانقلب عليها. كما تجلب الانتخابات أنظار الـعـالم بخصوص عــدد من القضايا، وهـي توقيع اتفاق الـتـعـاون الاسـراتـيـجـي بي الصي وإيران، وانعكاس ذلك على المصالح الأمريكية وصراع النفوذ بي بكي وواشنطن، فيما شهدت الآونة الأخيرة تحركا فيما يتعلق بالملف النووي الإيـراني والمفاوضات لتوقيع اتفاق جديد تكون واشنطن طرفا فيه، عقب الـذي وقعه ،2015 الرئيس بــاراك أوباما وانسحب منه الرئيس الجمهوري ، كما أن 2018 دونالد ترمب في أهمية هذه الانتخابات مرتبطة بحدث داخــ مهم جـدا هو مــرض عـ خامنئي المرشد الإيراني الأعلى، الذي قد يتوفى خلل الفتة المقبلة، وسيورث إرثا كبيرا لخلفه، ما يعني أن الفريق الفائز سيكون له تأثير كبير في رسم المشهد السياسي الإيراني المقبل سواء كان داخليا أم خارجيا. شهدت المرحلة التأسيسية للنتخابات الرئاسية استبعاد عدد من المرشحي، وذلك بعد إجماع التيار الإصلحي المعتدل على ترشيحهم، وهم محمد جـواد ظريف وزيـر الخارجية الحالي، وكذلك حسن الخميني حفيد مؤسس الثورة الإيرانية، كما تشير الأحداث السابقة إلى تورط مؤسسة المرشد الأعلى في تسريب تسجيلت جـواد ظريف، لإقصائه من السباق الرئاسي، ويهدف التيار المتشدد من حركة الإقصاء الكبيرة، إلى إبعاد أي إصلحي معتدل من السلطة، للحصول على رئيس متشدد يدير دفة الحكم كما تريده الرؤية السياسية للمرشد ومن خلفه الحرس الثوري، الذي يخطط لنقل السلطة بحسب الطريقة الملئمة التي يراها، التي تضمن بقاء سياساتطهران كما هي عليه الآن. الأعـــوام الثلثة الماضية شـهـدت تـأزمـا عـ الصعيد الاقتصادي، بسبب العقوبات القصوى المفروضة أمريكيا مـن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وهذه العقوبات لها تأثير مباشر في إعادة تشكيل المشهد السياسي الإيراني، خصوصا هذه الأيام، التي تسبق المرحلة النهائية من الانتخابات، التي سيكون تأثيرها في شخصية الرئيس وخلفيته، وكذلك السياسات، الـتـي سيتبعها، لـكـن هـذه الانـتـخـابـات ستكون الأك ـ فقرا من ناحية التصويت فيما يخص الشارع الإيــراني، الذي يعيش معاناة مستمرة، طوال الـعـقـديـن الأخــ يــن بسبب سياسات النظام، حيث شهدت الانتخابات البرلمانية السابقة تدني الإقبال على 2020 فبراير في المائة، 49 التصويت بنسبة وهذا مؤشر كبير على أن نسبة إقـبـال المـصـوتـن عـ هذه الانتخابات ستكون متدنية أو أكثر تدنيا من تلك النسبة، فيما تشير استطلعات رأي أجرتها مؤسسات رسمية إلى أن نسبة المشاركة المحتملة إلى الآن في المائة. 39 ستكون عند التجارب الانتخابية السابقة تظهر تـوزع الثقل الانتخابي في إيــــران مــا بــن التيارين المتنافسي، إذ يهيمن التيار المحافظ على المدن الصغيرة والقرى والأرياف، خصوصا أن التكيبة السكانية لهذه المناطق ذات طـابـع قـــروي وتعليمي أقـل، وهـي المـدن التي تزود الـحـرس الــثــوري والفصائل المسلحة ذات الـولاء للمرشد الأعـــ ، فيما يسيطر التيار الإصلحي على المـدن الكبرى ذات التنوع العرقي، وفيها مكونات اجتماعية مختلطة، كما أنها فئات متعلمة وصاخبة، وت ـعـارض سياسات النظام الإيــــراني، وسـبـق أن شهدت ، احتجاجات 2009 انتخابات طلبية وشعبية واسعة، وكانت النتيجة حملة قمع واسعة لكل من شارك في الاحتجاجات. تعيش التيارات الإصلحية الــتــي تــريــد المــشــاركــة في الانتخابات الرئاسية حالة من الخلف وعـدم الثقة ببعضها بعضا، وذلـــك بـشـأن كيفية خوضها الانتخابات، وطريقة تعاملها مع الحكومة، خصوصا أن بعض التيارات الإصلحية تعد المشاركة مع الحكومة في تشكيل التحالفات خاطئة من أساسها، لكنها ترى أن الحل الأكـــ جـــدوى هــو ترشيح مرشح رئـاسي مستقل، بعيدا عن أي تحالفات مع الحكومة، حتى يكون الإصــاح حقيقيا، فالتحالف مع الحكومة في عهد روحاني لم يجلب للصلحيي سوى السمعة السيئة، ولا نية للتنازل خلل هذه الانتخابات، فإما أن يكون المرشح مستقل أو لا داعي للمشاركة. انعكست نتيجة الانتخابات الأمريكية إيجابا على التيار الإصـاح ـي، إذ ي ـرى كثير من الإصلحيي أن صعود إدارة ديمـقـراطـيـة إلى الحكم في واشـنـطـن أعـطـى زخــ كبيرا للتيارات التي تؤيد المشاركة في الانتخابات، بعد أن عمقت سياسات إدارة ترمب توجهات الإصلحيي إلى الـعـزوف عن خــوض التنافس الانتخابي، ورجحت كفة من يؤكد عدم جــدوى المشاركة حتى نهاية ،لكنتحركاتبعض 2020 خريف الوجوه الإصلحية بعد صمتهم خـال المرحلة السابقة كانت ترى أن صعود الديمقراطيي في الولايات المتحدة يمكن أن يـرك أثـرا إيجابيا في شعبية الحكومة والتيار الإصلحي الحليف له، إذا توجهت الإدارة الأمريكية الجديدة نحو تخفيف العقوبات، لكن هذه التوجهات لا تروق للتيار المحافظ، الذي لا يرى إلا لغة التدخل في دول المنطقة، وتهديد أمن واستقرار العالم. بينما الشعب الإيراني يقف على صفيح ساخن الانتخابات الإيرانية .. ولادة عسيرة لدولة المرشد شهدت المرحلة التأسيسية للنتخابات الرئاسية استبعاد عدد من المرشحين رغم إجماع التيار الإصلحي المعتدل على ترشيحهم يهيمن الحرس الثوري على المدن الصغيرة والقرى والأرياف. تعيش التيارات الإصلاحية حالة من الخلاف وعدم الثقة. محمود عبدالعزيز من الرياض

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=