aleqt (10091) 2021/05/28

الرأي الغضب ربما يعد وسيلة يسيرة ومتاحة للتعبير عن إدانة العنصرية، لكن الغضب حتى إن أدى إلى خروج ملايين الناس إلى الشوارع في الدول الغربية، من النادر أن يغير في مؤسسات تكلست بسبب الإرث الطويل لممارساتها العنصرية أولا، ومجموعة النظم والقوانين والسوابق التي جعلت من العنصرية كأنها حقيقة واقعة، ثانيا. إزالة المفاهيم العنصرية .. الطريقة والعلاج أحيا كثيرون في العالم الذكرى الأولى لمقتل رجل أسود على يد شرطي أبيض في الولايات المتحدة العام الماضي، بمسيرات وتظاهرات وخطب ومقالات. أن يحيي العالم ذكرى مقتل، ليس فقط جـورج فلويد، بل كل إنسان ذهب ضحية التمييز العنصري أو عاناه ويعانيه، فلعمري هذا أمر جميل. علينا أولا، أن نذكر أنفسنا ونذكر الآخرين أن التمييز بأشكاله المختلفة، خصوصا الشكل الذي يتخذ من العنصر والعرق أساسا، أمر مقيت وغير مقبول، فإنسانيتنا تحتم علينا التعبير عن موقفنا المعارض ليس لفظيا فحسب، بل ممارسة أيضا. والغضب ربما يعد وسيلة يسيرة ومتاحة للتعبير عن إدانـة العنصرية، لكن الغضب حتى إن أدى إلى خـروج ملايين الناس إلى الشوارع في الدول الغربية، من النادر أن يغير في مؤسسات تكلست بسبب الإرث الطويل لممارساتها العنصرية أولا، ومجموعة النظم والقوانين والسوابق التي جعلت من العنصرية كأنها حقيقة واقعة، ثانيا. وهنا أنا لا أقلل من شأن الجماهير وتأثير المسيرات الجماهيرية الغاضبة. الغضب الجماهيري ينتهي أحيانا في تغيير يتحول فيه الغضب إلى فرحة عارمة، لكن سرعان ما تتحول الفرحة إلى قنوط ويأس وحسرة. رافق غضب جماهيري عارم مقتل فلويد، الذي كتبنا عنه مقالات عدة فيجريدتنا الغراء. وبعد عـام على مقتله، تحول فلويد إلى أيقونة، حيث هناك حركة شعبية واسعة في الولايات المتحدة وخارجها أسست بعد مقتله. وحـدثـت تغييرات كـثـ ة، منها إدراك الجماهير أن النصب التذكارية التي كانت ولا تزال تزين المعالم والصرح والساحات العمرانية حتى المؤسسات التعليمية في الغرب، تؤسس وتعزز التوجه العنصري الذي يمنح قيما مختلفة للبشر، بسبب لونهم أو عرقهم بغض الطرف عن مؤهلاتهم. بمعنى آخر، إنسانيا، صاحب البشرة البيضاء أرفع شأنا من صاحب البشرة الداكنة. في هبة الغضب الجماهيري، التي تلت مقتل فلويد، توقع كثير منا أن نهاية العنصرية قد زفت، وأننا مقبلون على عالم تسود فيه المساواة. وكان هناك أكثر من إشارة إلى أننا مقبلون على عالم مختلف، أبرزها تحطيم ورفع عدد لا بأس به من النصب التذكارية التي شيدت لتخليد ذكرى من احتل، لعقود طويلة، المخيلة الشعبية والثقافية والتربوية، كونه بطلا قوميا لا يشق له غبار. وكم كانت دهشة كثير منا عندما اكتشفنا أن الأشخاص، الذين تخلدهم هذه النصب، ما هم إلا مجرمون أسهموا في تأسيس نظام العبودية والفصل العنصري وتفوق العنصر الأبيض وما رافقه من اضطهاد وتسميد لحقل التركة الثقيلة للكراهية المشفوعة بالعنف المفرط ضد المختلف لونا. من هذا المنطلق، كانت فرحة العارفين بالتاريخ وأحداثه المريرة، خصوصا التي رافـقـت الاستعمار الحديث، عـارمـة عند مشاهدتهم الجماهير وهـي تصب جام غضبها على هذه النصب وترفعها من الساحات العامة. الرموز مثل الأنصاب مهمة، لكن الأهم قراءتنا لها. والقراءة نستمدها من السياق الثقافي والاجتماعي والتربوي الذي نعيشه. إن حطمنا الرموز المادية وأبقينا علىمدلولاتها من حيث السياق والثقافة، فإن النصب سيتحدانا، وإن حطمناه سيبقى يحتلنا بمدلولاته، وأحيانا يقاوم الغضب الجماهيري وكـأن صاحبه الملطخة يداه بدماء الأبرياء، حي يرزق. وهكذا، ورغم ما أحدثه مقتل فلويد من حركة جماهيرية واسعة، فإن الرمزية التي مثلها وهو قابع على الأرض وشرطي أبيض يضغط على رقبته بقوة وشراسة حتى فارق الحياة، لم تفلح في إزال ـة التركة الثقيلة للعنصرية كمفهوم وممارسة في الغرب. كل هذ المد الشعبي والجماهيري والخطب الرنانة وسيل المقالات في الإعلام وتحطيم كثير من الأنصاب في دول عديدة، يبدو أنه لم يغير قيد أنملة في توجه وموقف مؤسسة غربية عريقة رائدة من حيث النظرة إلى التركة التي خلفتها النظم والممارسات العنصرية في الماضي القريب وليس البعيد. لا أعلم ماذا سيكون رد فعل القارئ اللبيب بعد معرفته أن جامعة أكسفورد الشهيرة، رفضت وبعناد كل الدعوات التي طالبتها برفع تمثال شخصية عنصرية من مكان بارز في إحــدى كلياتها الشهيرة. كل الغضب الجماهيري والطلابي لم يقنع إدارة ورئاسة الجامعة للتخلص من نصب يمثل سيسيل جون رودس، الذي يعد من المؤسسين لنظام الفصل العنصريفيجنوب إفريقيا وزيمبابوي "رودسيا سابقا". ليس هذا فقط، فإن رودس، الذي عاش ، كان منظرا للعنصرية 20 حتى مستهل القرن الـ وتفوق العرق الأبيض على باقي الأعراق، وأن أصحاب البشرة السوداء أقل إنسانية وذكاء من أصحاب البشرة البيضاء. إن كان الأمر هكذا في جامعة أكسفورد، فكم من العقود، أو بالأحرى من القرون نحتاج إلى تغيير ما في أنفسنا من شوائب عنصرية غرسها فينا أمثال "رودس" هذا؟ إذا كان رفع تمثال شخصية عنصرية مثل رودس، بعد كل الحركة الشعبية والجماهيرية الواسعة، التي خلفها مقتل فلويد، أمرا عسيرا، فكم من العقود، أو بالأحرى من القرون نحتاج إلى إزالة المفاهيم العنصرية التي غرسها؟ خوارزميات تقود للنجاح تعرف الخوارزمية على أنها مجموعة من الأوامـر والتعليمات المتسلسلة والمنطقية لحل مشكلة ما، وسميت بذلك الاسـم نسبة لمبتكرها الأول محمد الخوارزمي عالم الرياضيات والفلك في العصر العباسي. قد يستساغ إطلاق هذا المصطلح على مجموعة الخطوات البسيطة والمتصلة التي نقوم بها بشكل روتيني، مثل سلوك عدة طرق مختلفة للذهاب للمكان أو الموقع نفسه، فكل مسلك أو اتجاه يعد خوارزمية. لكن السائد هو تــداول مصطلح الخوارزميات بكثرة في أوسـاط المختصين بعلم الحاسب والرياضيات والبرمجيات. فالمهام التي تقوم بها الحواسيب أو الأجهزة الذكية تعمل وفق برمجيات معقدة، وهذه البرمجيات تحوي خوارزميات - مجموعة من الأوامر والتعليمات - لتنفيذ تلك المهام. معظم التطبيقات الحديثة والمثبتة على أجهزتنا الذكية يعتمد أداؤها على جودة برمجتيها والخوارزميات المضمنة بداخلها، وينعكس ذلك على استقرار التطبيق وموثوقية استخدامه وسلاسته. في الأعـوام الخمسة الماضية، ظهر عدد من تطبيقات الشبكات الاجتماعية التي تقدم خدمة مشاركة الفيديو القصير بشكل أساسي. حيث احتدم التنافس بين عدد من مالكي ومطوري تلك التطبيقات لتحقيق انتشار أوسع بين المستخدمين، خصوصا من الشباب والفتيات. لكن اللافت بين تلك المملوك لشركة TikTok التطبيقات تطبيق تيك توك وانتشر انتشار النار 2017 دوين الصينية الذي أطلق عام في الهشيم في فترة قصيرة. التطبيق يتيح للمستخدم إنتاج مقاطع مرئية قصيرة ومشاركتها مع المستخدمين الآخرين. لكن ما سر تفوق "تيك توك" على غيره من التطبيقات من الفئة نفسها وتحقيقه معدلات تحميل عالية؟ من أبـرز الأسـبـاب، طريقة تقديم توصيات المشاهدة للمستخدم موظفا خوارزميات فريدة لتحقيق ذلك الغرض، وساعد على جذب عديد من المستخدمين لتخصيصه للمحتوى وفق رغبات المشاهد بشكل دقيق. يشير موقع "تيك توك" الرسمي إلى آلية عمل توصيات المشاهدة للمستخدم بناء على ثلاثة عوامل. أولا، يحدد التطبيق طريقة تفاعل المستخدم، كالفيديو الذي أعجب به، أو الذي قام بمشاركته، والحسابات التي يقوم بمتابعتها على التطبيق، أو حتى التعليقات التي يتركها المستخدم أو المقاطع التي ينشئها. العامل الثاني، يتعلق بمعلومات الفيديو نفسه، كالكتابة hashtags التي تظهر عليه، أو الأصـوات والوسوم المصاحبة. العامل الثالث، يأخذ في الحسبان تفضيلات اللغة، والموقع الجغرافي ونوع الجهاز المستخدم. يقوم التطبيق بمعالجة بيانات العوامل السابقة عبر خوارزميات نظام التوصية المبتكر وإعطائها قيمة حسب أهميتها وتفضيل المستخدم لها. والميزة غير المسبوقة التي زادت من شعبية التطبيق، هي عدم اكتراثه بعدد متابعي منشئ الفيديو المشاهد أو جودة المحتوى نفسه في عملية تفضيل المقاطع المرئية للمستخدم، ما يمكن من زيادة عدد المشاهدات لأصحاب الحسابات المغمورة. أيضا لا نغفل أن التطبيق اتبع استراتيجيات أخرى غير توظيف خوارزمية التفضيل لزيادة انتشاره، منها استهدافه المستخدم العالمي وليس الصيني فقط، إضافة إلى سماحه بمشاركة محتوى الفيديو مع الشبكات الاجتماعية الأخرى كـ "سناب شات" أو "إنستجرام". قد يبدو للمستخدم العادي كثير من التطبيقات في ظاهرها بدائية أو غير معقدة، لكن تطويرها يشتمل على عديد من البرمجيات والخوارزميات المعقدة لتقديمها للمستخدم النهائيفي أفضل واجهة ممكنة. » 2 من 2 تدقيق مستندات الإنفاق المرتبط بالجائحة « فيما يخص إعــداد التقارير عن الإنفاق المرتبط بالجائحة، بــدأ معظم الدول، أو سيبدأ قريبا، في إصدار تقارير علنية عن تنفيذ هذا الإنفاق. ويتم حاليا ذلك بوتيرة سريعة إجراء تقييمات للضمانات الوقائية، مع ملاحظة التسارع الكبير الـذي طرأ على وتيرة إجرائها منذ بداية الجائحة. وحـول معالجة تحديات أعمق، فإنه وإلى جانب هذه التدابير التي تركز على المساءلة والشفافية في الاستجابة للأزمة، هناك تقدم جار في الإصلاحات الأوسع نطاقا المتعلقة بالحوكمة ومكافحة الفساد، في سياق اتفاقات تمويلية متعددة الأعوام مع الصندوق. وتغطي هذه الإصلاحات عدة مجالات، منها حوكمة المالية العامة في دول مثل إكـوادور، وغامبيا، والأردن، وليبريا، ورواندا، والسنغال، وأطر مكافحة الفساد وغسل الأموال في أنجولا، وأرمينيا، والكونغو، وكينيا، وتونس، والإشراف على القطاع المالي وحوكمة البنك المركزي في ليبريا وأوكرانيا، إلى جانب دول أخرى. وبخلاف التمويل من الصندوق، تمثل الشفافية والمساءلة في الاستجابة للأزمة مطلبين مهمين لكل الدول، بغض النظر عن مستويات دخلها، ولا شك أنها تدابير متعارف عليها في كثير من الدول غير تلك المتلقية للتمويل من الصندوق. وتتباين الجهود المبذولة في هذا الصدد. فعلى سبيل المثال، ينشر بعض الدول معلومات شاملة عن الإنفاق في بوابات إلكترونية مخصصة للشفافية، مثل البرازيل وكولومبيا وكوستاريكا وفرنسا وبـ و. وهناك دول أخـرى، مثل كوريا الجنوبية، تجري عمليات تدقيق خارجية متكررة للتحقق من سلامة الإنفاق المرتبط بالجائحة. أما البعض الآخـر فيضع إرشـادات واضحة للمشتريات الطارئة، مثل إسبانيا، و/أو يرصد تضارب المصالح عن طريق تحليل بيانات الملاك المستفيدين والإفصاحات المالية لكبار المسؤولين العموم، كما هو الحال في رومانيا. ومن خلال الفحصالمنتظم لسلامة اقتصادات الدول الأعضاء في إطار مشاورات المادة الرابعة، وكذلك الـحـوار المنتظم بشأن السياسات، يواصل خبراء الصندوق مناقشة قضايا الشفافية والمساءلة في الإنفاق المرتبط بالجائحة خصوصا مثلما هو الحال في بولندا، والمملكة المتحدة، والـولايـات المتحدة، وبشكل أعم في تدابير المالية العامة والسياسة النقدية والقطاع المالي. وللحديث عن البناء على التقدم فسيكون من الضروري مواصلة الانخراط مع الدول الأعضاء بشأن الحوكمة ومكافحة الفساد لدعم فاعلية تنفيذ الإصـ حـات التي تضطلع بها في فترة الجائحة وما بعدها. ومن العناصر الأساسية الذي وضعه 2018 في هذا الصدد تنفيذ إطار الصندوق ولا يزال يعده من الأولويات ويمتد نطاقه من مكافحة الفساد إلى معالجة حوكمة المالية العامة، والإشراف على القطاع المالي، وحوكمة البنوك المركزية، وتنظيم السوق، وسيادة القانون، وأطر مكافحة غسل الأموال. ونظرا إلى أن القدرات الضرورية لتنفيذ تدابير الحوكمة تتباين تبعا للبلد المعني ونوع التدبير المطلوب، فسيواصل خـ اء الصندوق أيضا تقديم مساعدات لتنمية القدرات المطلوبة لمعالجة هذه القضايا بما يتلاءم مع احتياجات كل بلد عضو، من خلال قنوات مثل المساعدة الفنية والتدريب وتنظيم الندوات عبر المنصات الإلكترونية. 2022 وسيجري الصندوق في منتصف عام ، بغية 2018 استعراضا للتقدم في تنفيذ إطار تقييم الطرق الملائمة لمواصلة دعم الدول الأعضاءفيجهودها لتعزيز الحوكمة. وستعتمد جهود تعزيز الحوكمة بصورة أكثر على تبني الإصـ حـات من جانب القيادات السياسية العليا، والتعاون الــدولي، والقيام بجهد مشترك مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلى جانب الأطراف المعنية الأخرى. وسيتطلب التقدم أيضا استمرار تنفيذ الإصلاحات طوال فترة ممتدة. وليس هذا التقدم بالأمر الهين، لكنه مع ذلك قابل للتحقيق، وهو ضروري للإسهام في تحقيق نمو اقتصادي أقوى وأكثر شمولا للجميع. من الضروري مواصلة الانخراط مع الدول الأعضاء بشأن الحوكمة ومكافحة الفساد لدعم فاعلية تنفيذ الإصلاحات التي تضطلع بها في فترة الجائحة وما بعدها. NO. 10091 ، العدد 2021 مايو 28 هـ، الموافق 1442 شوال 16 الجمعة 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعد رئيس التحرير عبدالله البصيلي مديرو التحرير علي المقبلي سلطان العوبثاني حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام Saudi Research & Media Group د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se شادي الخوري / جيرو هوندا/ يوهان ماثيسن/ إيتيان ييهويه * خبراء اقتصاديون وماليون - صندوق النقد د. محمد راشد الشريف * أستاذ هندسة الاتصالات المشارك

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=