aleqt (10090) 2021/05/27
12 NO. 10090 ، العدد 2021 مايو 27 هـ، الموافق 1442 شوال 15 الخميس تعيد أحداث هذه الأيام إلينا همجية المغول وحرقهم مكتبات بغداد ومكتبة بيت الحكمة، أعظم مكتبات العالم القديم، إذ ألقى جنود هولاكو بملايين الكتب في نهر دجلة وأحرقوا أعدادا مهولة منها، في خسارة فادحة للتاريخ والثقافة العربية والإسلامية. واليوم، يجري تمثيل الجريمة مرة أخرى بأسلحة العصر، فأصيب العالم بالحزن والذهول، بعد أن استهدف الاحتلال الإسرائيلي بقصفه مكتبات غزة، مدمرا عددا من الكنوز الثقافية، في تهديد واضح للذاكرة الفلسطينية. الكتاب ضحية الحروب لطالما كانت المكتبات ضحية الكوارث والحروب والغزاة، ففي الإسكندرية احـرقـت مكتبتها الشهيرة، حينما سطا الرومان على مصر نهاية القرن الأول قبل المـيـ د، فــأراد يوليوس قيصر أن يدمر الأسطول المعادي في الميناء، فدمره وانتقلت نيرانه إلى المكتبة. وفي مثال ليس ببعيد، تؤكد زيــجــرد هـونـكـه المستشرقة الألمانية في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب" أن خسارة العرب من الكتب بعدما غادروا الأندلس لا يمكن وصفها، حيث تقول "وهكذا حرقت يد التعصب مليونا وخمسة آلاف كتاب، هي جهود العرب في الأندلس وثمرة نهضتهمفيثمانية قرون". عـام، وأثناء 800 وقبل نحو الـــحـــروب الـصـلـيـبـيـة، دمــرت مكتبة القسطنطينية في عاصمة الإمـ اطـوريـة البيزنطية، أكبر مكتبة في العالم وقتئذ، وصف بعض تفاصيلها كتاب بعنوان "كتب تحتق" للفرنسي لوسيان بــولاســرون، وتضمن توثيقا لحوادث كثيرة من حرق المكتبات الكبرى وتدميرها عبر التاريخ. ويـــرى أن الـــر في تدمير المكتبات يكمن في عدم إمكانية السيطرة على الشعب المتعلم المثقف، فالمكتبات ضحية سهلة، تستهدف كغيرها من عناصر البنية التحتية لأي مدينة في العالم، مثلما استهدف الـ ب مكتبات البوسنة، إضافة إلى ما خسته ألمانيا أثـنـاء الـحـرب العالمية الثانية، إذ فقدوا ما يـراوح بين ثلث ونصف كتبهم أثناء الحرب، مليون كتاب، 11 ومصادرة نحو حملت إلى الاتـحـاد السوفياتي بوصفها غنائم حـــرب، وفقد اليابانيون أيضا نصف كتبهم، وفي المقابل ما فعله النازيون وغيرهم في مكتبات الآخرين كان مروعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ألف كتاب صارت 100 رمادا قبل أكثر من أسبوع، أغارت الطائرات على مكتبة سمير منصور الشهيرة في قطاع غزة، فحولت مائة ألـف كتاب إلى رمـــاد، في قصة مؤلمة، ذكر بعض ملامحها لوكالات الأنباء العالمية، ومنها الفرنسية، حينما عبر عن حزنه عاما من حياتي دمرت 40" بقوله في أقل من ثانية"، يقولها سمير منصور وهو يقف يتأمل ما تبقى من المكتبة التي لم تعد سوى كراسي بلاستيكية محطمة، وأوراق متناثرة، إضافة إلى كتل أسمنتية. ويذكر أن الكتب الأكثر مبيعا لديه إضافة إلى نسخ من القرآن الكريم، هي كتب إرشادية لتعلم اللغات الأجنبية، وكتب الأطفال، وروايـــات عالمية مثل "الإخــوة كارامازوف" لفيودور ديستوفسكي الروائي الروسي الشهير. ويوضح سمير "لا تربطني أي علاقة بأي جماعة مسلحة أو حزب سياسي، هذا هجوم على الثقافة، عشت انتفاضتين وثــ ث حــروب ضد قطاع غزة، لكن الأمر لم يحدث لي من قبل، لم تدمر مكتبتي في السابق". في صفحة "المـكـتـبـة" على "فيسبوك"، كتب صاحبها "لن ننسى أن لدينا أصدقاء ما زالوا تـحـت الأنـــقـــاض! لـقـد فقدنا شكسبير، جي كي لورينج، جين أوسـن، جـورج إليوت، جوروج أورويـل، وغيرهم كثيرون تحت الأنقاض". أغلقت مكتبة سمير منصور بالقوة، قوة تحارب جيلا يحمل الكتاب، ويضيف سمير في منشور عاما من العمل الدؤوب 30" آخر والجهد المـتـواصـل، ركـز فيها على حلمه بإنشاء مكتبة ضخمة توفر الكتب القيمة والموسوعات العلمية والثقافية لأبناء قطاع غزة، وبمرور الأعوام كان الحلم يكبر، فأنشأ دار نشر تتبنى إصدار شهادة ميلاد لمؤلفات الكتاب في جميع المـجـالات، حتى جـاء الاحتلال الإسرائيلي ودمر بدون رحمة كل ما تم بناؤه، القصف والنيران التهما المكتبة ولم يبق منها شيء. لكن طالما العقول حية فإن الحلم لن يموت، وبدعمكم ومساندتكم لنا سنعاود بناءها أفضل مما كانت عليه". كما تسبب القصف الإسرائيلي أيضا في تدمير مكتبتين مهمتين في غزة، هما "النهضة" و"اقرأ"، اللتان لهما جمهور كبير من طلاب الجامعات والمثقفين والأدباء. وفي مبادرة ثقافية، دعا اتحاد الناشرين المصريين جميع أعضائه إلى إهداء كمية من إصداراتهم لشحنها إلى مكتبة سمير منصور، ليتسنى للمكتبة استئناف ومزاولة نشاطها، حيث سيتولى الاتحاد عملية الشحن والتسليم إلى المكتبة الفلسطينية المنكوبة. لماذا تقصف؟ يخلف كل هذا الدمار الثقافي ســؤالا جوهريا: لمــاذا تقصف المكتبات وتحرق بطريقة منهجية؟ في كـتـاب "إبــــادة الكتب"، للألمانية ربيكا نوث، الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الـكـويـت، تقول "إن المكتبات تكون أحيانا هي الحصون الأساسية ضد الاندثار الثقافي، وتدمير هذه المكتبات آلية يسعى عن طريقها نظام سياسي ما إلى إضفاء شرعية على هيمنتهم على أقليات متنافسة، أو تأكيد مزاعم بأحقيتهم في إقليم أو مـوارد، وقد يسعى أيضا إلى تدمير أي سجلات أو مدوناتيمكن أن تشكل تهديدا لموقفهم". وقد ينطوي تدمير مكتبة مهمة أو منظومة مكتبات كاملة على رغبة المعتدي في النيل من مكانة العدو وحيوية حضارته، وإضعاف هويته الثقافية، فالكتاب، بوصفه وسيطا، يحفظ المعرفة المنتجة بطريقة منظمة يسهل استجاعها. والمكتبة، بدورها، تنظم المعرفة المتاكمة بطريقة مؤسسية، حيث تؤدي المكتباتعددا من الوظائف، منها: حفظ المعلومات التي تشكل أساس عمل الحكومة والاقتصاد واستمرار الهوية القومية والاثنية، ودعم الأنظمة والعقائد والنماذج الإدراكـــيـــة والأيـديـولـوجـيـات الاجتماعية والسياسية والدينية، المـعـلـومـات وتـدعـيـم ونـــ التعليم والنمو الفكري والتقدم الاجتماعي، ودعم الثقافة الرفيعة. وفي توصيف لأهمية الكتب والمكتبات للشعوب، يصف لنا جون ميلتون الشاعر الإنجليزي الكتب بأنها "ليست جمادات لا حياة فيها، بل هي وعـاء لقوة حياة كامنة"، ويقول ميلتون في موضع آخر يلخص مجمل القضية "قتل كتاب أشبه ما يكون بقتل إنسان، بل إن من يقتل إنسانا يقتل مخلوقا عاقلا، أما من يدمر كتابا نافعا، فهو إنما يقتل العقل نفسه". ألف كتاب 100 الأحداث الأخيرة شهدت تدمير مكتبة غزية تضم إبادة الكتب .. سلاح يهدد الكلمة والذاكرة الفلسطينية من الرياض جهاد أبو هاشم المكتبات هي الحصون الأساسية ضد الاندثار الثقافي وتدمير هذه المكتبات آلية يسعى عن طريقها نظام سياسي ما إلى إضفاء شرعية على هيمنته عاما من حياتي دمرت في أقل من ثانية». 40« : سمير منصور كاتب: البشرية تعيشلحظاتها الأخيرة من «التعب الكوني» التعب أو الإرهاق شعور لم يسلم منه أحد، فهذا الإحساس رديــف التجربة الإنسانية في الحياة. لكن البحثفي تاريخ هذا الإحساس يكشف عن صورة أخرى مغايرة للتمثل السائد عنه، ويبقى أغــرب الأشـيـاء خضوع التعب بـدوره لقانون التطور، مسايرا بذلك مناحي الحياة الإنسانية كـافـة. فـالإرهـاق في المـاضي، توصيفا وأسبابا، غير الإرهاق في الحاضر الذي يبدو أنه التهم كل شيء في حياتنا. حظي التعب كموضوع في الحقبة المـعـاصرة، بمحاولات بحثية من زوايـا نظر مختلفة، اشتبك فيها الذاتي بالموضوعي بشكل كبير، على غرار كتيب "عن ) لبيت هاندكه 1989( " التعب الـكـاتـب الـنـمـسـاوي، المـ ء بالانطباعات، ففيه يتحدث عن أن البشرية تعيش لحظاتها الأخيرة من التعب الكوني، الذي ستضطر في النهاية إلى أن تتصالح معه. قبل أن يتناقض مع نفسه، في الكتاب ذاته، بإصراره على تمييز التعب طبقيا، حيث يجزم بأنه لم يصادف في حياته أي صورة تعكس تعب الطبقة المتوسطة، "إذ يبدو لي أن التعب لا ينطبق عليهم، فهم يعدونه سلوكا سيئا، مثل السير بقدمين حافيتين، كما أنهم يعجزون عن استحضار صور التعب، لأن الأنشطة التي يمارسونها لا تمـت لـه بصلة، أقصىما يمكن أن يصلوا إليه هو أن يبدو عليهم التعب، لكن من منا ليس كذلك؟". حديثا، حاولت آنـا كاثرينا شافنر الأكـاديمـيـة البريطانية أستاذة التاريخ الثقافي مقاربة المــوضــوع بمـداخ ـل معرفية متعددة، التاريخ الاجتماعي وعــلــم الـنـفـس والاقــتــصــاد والأديان... في كتاب طويل نسبيا صفحة، حمل 300 بـأزيـد مـن .)2016( " عنوان "الإرهاق: تاريخ ويبقى مؤلف جـورج فيجاريلو المؤرخ وعالم الاجتماع الفرنسي "تاريخ الإرهـــاق: من العصور )2020( " الوسطى إلى اليوم أقــدر المصنفات عـ تقديم القصة الكاملة عن الموضوع، بـحـكـم الـتـخـصـص الـدقـيـق للكاتب في سوسيولوجيا وتاريخ الحساسيات، فقد أصدر عديدا من الكتب عن مواضيع عادة ما لا ترصدها العلوم الاجتماعية، باعتبارها ضمن اللامفكر، فكتب عن "تـاريـخ السمنة: تحولات )، و"تـاريـخ 2010( " الـدهـون )، و"تـاريـخ 2011( " الـرجـولـة )، و"الشعور 2011( " الجسد )، و"تـاريـخ 2014( " بــالــذات .)2016( " العواطف ينبه فيجاريلو إلى أن البحث في الموضوع يستدعي استحضار تمثلات الأفراد للجسد عبر الزمن، فقد تـحـول التعب مـن حالة مزاجية تؤثر في الجسم عضويا من منظور القدماء، نحو نظرة شمولية للجسم، على أساس التطور الطبي، قوامها مزيج من الألياف والشحنات والألياف، وما التعب سوى نقص في التحفيز تمكن الاستعاضة عنه بالمنبهات والمنشطات. ارتبط الإرهــاق في العصور الغابرة بالمقاتل الذي يدافع عن المدينة أو إرهاق نبيل، وعد تعب رجل الدين - الذي يشق طريقه بين الجبال للوصول إلى الخلوة، والعمل على "تخليص" الجميع بمعاناته من أخطائهم - عبادة. في حين قوبل تعب المزارع في الحقول بنوع من الازدراء. لكن تطور المجتمع غير تلك النظرة، مع ظهور أشكال جديدة للتعب، من قبيل إرهاق السياسيين وما تسببه المدينة أو الحرف التي تعد مهمة. ونــشــأت ظــاهــرة الإرهـــاق الجماعي مـع ولادة المجتمع الصناعي، فظهرت مـع نهاية ، بعد أن كان الإرهاق 19 القرن الـ لفتة طويلة مجزأ ومتباينا حسب الأشخاص أو الدوائر، ليصبح في الزمن الحديث شعورا موحدا ومـنـتـ ا. خـصـوصـا، بعدما أضحى إرهـاق العمال موضوع تقييم ومحاولة تبرير، ما فرض التفكير بجدية في التعب، بالبحث عــن وســائــل علاجه والتغلب عليه، حتى الحديث عـن إسـهـام الإقـــرار بمفهوم التعب في تشكيل حياتنا، من خلال علاقاتنا بالجهد، وتنظيم ،20 العمل. ومع بداية القرن الـ بــدأت مـحـاولات التغلب على هذا الإرهـاق، ومقاومة التعب والإجــهــاد، مـن خــ ل أنشطة جـديـدة متمثلة في الرياضة والاستخاء والاستجمام. يؤكد الكاتب أن الشعور بالتعب مـوجـود دائمـــا. لكن هـذا الإحـسـاس تعرض لكثير من التغييرات، "ففي الأزمنة السابقة، كان التعب جسديا: إنه تعب المسافر أو المقاتل أو رجل الدين، ثم - وبشكل غير محسوس - برز مظهر تكون فيه الذات محط استجواب. وذلكفي سياق زيادة الوعي بأنفسنا، وهذا أوجد شكلا جديدا من التعب". شهد العصر الحالي امتدادا غير مسبوق للتعب، حتى بدت إمكانية كبحه أو حتى تطويقه، صعبة للغاية. فقد بدا التعب ممتدا مـن مـكـان العمل إلى المـنـزل، ومــن أوقـــات الـفـراغ إلى السلوك اليومي. وتعددت أشكاله مع مرور الوقت، بقدر تعدد التفسيرات والتبريرات، متخذة مجموعة من المظاهر التي تعبر عن الكسل والإنهاك والإجـهـاد والإرهـــاق والألم… وقد يزداد الأمر تفاقما، لدرجة الحديث في عـالم الطب عن "متلازمة التعب المزمن". وهكذا بـدأت تظهر كلمات جديدة تشير إلى الانتقال من الإرهاق الجسدي نحو التأثير في العقل والــروح، وهو ما يعرف حاليا بالتعب النفسي. يفس فيجاريلو ما نواجه من إجهاد من حولنا بأنه مجرد نتيجة لإيقاع الحياة المتسارع، ويرى أن هذه السعة تسببت فيما أصبح يعرف اليوم بــ"الاحـراق النفسي"، وهـي مـفـردة عصبية أكـ من جسدية، وكذلك تعبير "الوهن العصبي". هنا نود أن نشير إلى تحذير الأكاديمي جوش كوهين من أن "الإرهاق قد يصل بنا إلى أكثر من ذلك بكثير، إذ إنه لو كان مجرد تعب، فإن القليل من الراحة من شأنه أن يعالجه. لكن ما إن يصل الإرهاق إلى مراحله النهائية، فإن أسوأ شيء قد ينتج عنه شعورنا بأنه لا يمكن فعلشيء". وحسب كوهين، فإن "من أكثر أسباب الإرهاق شيوعا القلق، بتفكيرنا أننا لا نفعل ما يكفي، ونتيجة لذلك نرهق أنفسنا كثيرا، ومع ذلك لا نشعر بالكفاية". تعد اليابان المثال الأبرز لهذا الأمــر مع ظاهرة "كـــاروشي"، المـعـروفـة في الـصـ باسم "جــولاوسي"، و"جـــواروزا" في كوريا الجنوبية.. وكلها تسميات للموت المفاجئ الناتج عن العمل لفتات طويلة تحت ضغوط هائلة، نتيجة حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية أو اكتئاب يعزز من الرغبة في الانتحار. تعود البدايات الأولى للظاهرة هناك إلى نهاية الستينيات وبداية 1969 السبعينيات، ففي عام تـوفي موظف، كـان يعمل في خدمة النشر في إحدى الصحف اليابانية، فجأة عن عمر يناهز عاما، نتيجة كـ ة ضغوط 29 العمل التي أدت إلى وفاته بأزمة قلبية، مسجلا بذلك اسمه في قائمة أول ضحايا "كــاروشي". تذكر إحصائيات منظمة التعاون ،2019 الاقتصادي والتنمية لعام أن اليابان لديها أقصر متوسط 442 نوم في العالم، بمجموع دقيقة يوميا، ما يعادل زهاء ساعة في الليلة، مقارنة 7.3 دقيقة في الولايات 528 بنحو ساعة. 8.8 المتحدة، أي يؤدي المشي لساعات طويلة دون راحة أو قضاء أيام عديدة بلا نوم أو الاستغراق الممعن في التفكير إلى بلوغ مرحلة الإرهـــاق، ما يمثل علامة على محدودية الكائن البشري، فنحن كائنات متعبة، لكن هذا التعب، وكما يقول فيجاريلو، لم يعد تعبا جسديا يغزو العقل إلى حد مطاردته، إنما تعب نفسي يغزو الجسم إلى درجة تحطيمه. بيتر هاندكه الكاتب النمساوي أكد أنها ستضطر في النهاية إلى التصالح معه من الرباط محمد طيفوري اليابان لديها أقصر متوسط نوم في دقيقة يوميا ما 442 العالم بمجموع ساعة في الليلة مقارنة 7.3 يعادل زهاء ساعة في الولايات المتحدة 8.8 بـ إيقاع الحياة المتسارع تسبب فيما أصبح يعرف اليوم بـ «الاحتراق النفسي». الثقافية
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=