aleqt (10088) 2021/05/25
الرأي الرأسمالية أم القيم الإنسانية؟ يعاني العالم منذ نحو عامين انتشار جائحة كورونا، وكانت الموجة الأولى من هذا الفيروس القاتل مرهقة جدا للاقتصاد العالمي، وتتطلب هـذه المرحلة معالجة الآثـــار الاقتصادية للجائحة، التي وصلت إلى رقم ضخم بلغ تريليون دولار تعهدت دول 11 نحو أكثر من مجموعة العشرين بقيادة السعودية بتقديمها، سواء كان ذلك من خلال الدعم الداخلي، أو دعم الدول الأكثر تضررا، أو تحفيز الشركات، لضمان استدامة سلاسل الإمداد. كما عملت السعودية مع دول مجموعة العشرين على منح الأولوية للدول الأكثر فقرا، من خلال مبادرة تاريخية لتعليق مدفوعات 73 مليار دولار، وإعفاءات لـ 14 الديون بقيمة دولة مؤهلة. وفي هذا الإطــار، أسهمت هذه الجهود الجبارة إسهاما بارزا في تخفيف وطأة الجائحة اقتصاديا على دول العالم الفقيرة، لكن هذه المـبـادرات لم تكن قـادرة على القضاء على الفيروس ومنع انتشاره. ظهرت الجائحة في موجة جديدة أكثر فتكا في كل من الهند وبعض دول العالم النامية، ووقفت هذه الدول عاجزة أمام انتشار المرض، حيث أودت في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بأكثر من مليون شخص، رغم جهود صندوق النقد الدولي لدعم حملات التلقيح، مليار دولار. 50 ووقف تفشي الوباء بأكثر من لهذا، فإن الإجراءات الاقتصادية لم تكن لتحل محل الإجراءات الطبية في منع انتشار المرض. وكانت المعضلة الأساسية، التي ظهرت مع الموجة الثانية للفيروس، هي عدم كفاءة توزيع اللقاحات، حيث لم يتم تحصين سوى في المائة فقط من سكان العالم حتى 3 الآن، بحسب منظمة الصحة للدول الأمريكية، والسبب الأساس هو احتكار الشركات المنتجة للقاحات، ما يعني فشل كل الجهود التي بذلتها دول العالم ما لم يتم تحقيق تحول حقيقي في موقف هذه الشركات. لقد استشعر العالم خطورة هذه المسألة وضرورة توافر اللقاحات بشكل سريع ومباشر، وهذا لن يتحقق طالما لم يتم السماح لهذه الـدول النامية، وغيرها، بتصنيع اللقاحات وتوزيعها، ما يستدعي رفع بـراءات الاختراع الخاصة باللقاحات فقط، وهذا المقترح يجد اليوم صدى واسعا، خاصة مع دعوة الولايات المتحدة إلى إعفاء عالمي من براءات الاختراع للقاحات، وطلب مقترحات أعضاء البرلمان دولة تدعم 100 الأوروبي، وهناك أكثر من الطرح، بينها الصين وروسيا، وكذلك شددت منظمة أطباء بلا حدود على عدم إضاعة الوقت. لقد بدا واضحا الآن أمام الجميع أن الدعم الاقتصادي وحده لن يكون كافيا، ولن يحقق السرعة المطلوبة في مكافحة الوباء والعودة مرة أخرى للحياة الطبيعية، خاصة أن تهديد الـوبـاء لم يـزل قائما حتى مع الــدول التي نجحت في احتوائه أو في تطعيم نسبة كبيرة من مواطنيها، نظرا إلى الطبيعة المتحولة والمتحورة للفيروس، وقدرته السريعة على إنتاج أنواع جديدة أكثر شراسة وانتشارا، ما اضطر معظم هذه الدول إلى إغلاق حدودها مع الدول التي ظهرت فيها نسخ أكثر تطورا من الفيروس. وهذا يوضح أنه مؤشرعلى أنه لا أحد قد ضمن تعافيا كاملا من الفيروس وتهديداته، وأن التضامن الدوليلم يزلضرورة ملحة. ومع أهمية هذه الخطوة لتحرير اللقاحات من قيود براءة الاخـ اع، فإن العالم لا يزال متباطئا فيها بشكل مقلق، والسبب جزئيا يعود إلى أن هذه المطالب لا تتعلق بمنظمة الصحة العالمية، بل بمنظمة التجارة العالمية، لأنها هي المعنية بمثل هذه القضايا، وهناك دولة حول العالم 60 مطالبات من أكثر من بمراجعة النصوص المتعلقة ببراءة الاختراع ودعـم التخلي عن حماية الملكية الفكرية ، والأمــر لا يقف عند 19 - للقاحات كوفيد اللقاحات نفسها، بل يتعداها إلى العلاجات والتشخيص، والأجـهـزة الطبية، ومعدات الحماية، وأيضا المـواد والمكونات اللازمة لإنتاجها. وللحقيقة، فإن نجاح العالمفي تخطي هذه العقبة الصعبة لا يعني الانتصار في معركة فيروس كورونا والحد من انتشاره، بل يعني الانتصار لقيم الأخلاق والإنسانية على الأفكار الرأسمالية والاحتكارات وتعظيم الأرباح. لن يسمح الاتحاد الأوروبي لبريطانيا بانتهاك بروتوكولات الاتفاق بصرف النظر عن طبيعتها. ورغم أن الحدود الجمركية ضمن البلد الواحد أمر مؤلم لهذا البلد، إلا أن الحكومة البريطانية التي سعت للخروج من الاتحاد الأوروبي، عليها أن تدفع الثمن. لا مجال هنا للتهرب، خصوصا عندما يكون الطرف دولة بحجم ومكانة المملكة المتحدة أوروبيا وعالميا. » 2 من 2 تحدي الوظائف ومستقبل الاقتصاد العالمي « تضع المـؤسـسـة الـدولـيـة للتنمية الـقـطـاع الـخـاص في صــدارة تركيزها على التوظيف والتحول الاقتصادي، وتربط عملها مع مؤسسة التمويل الدولية والوكالة الدولية لضمان الاستثمار، وهما ذراعا مجموعة البنك الدولي اللتان تركزان على القطاع الخاص وتشجعان الاستثمار الأجنبي المباشرفي الأسواق الناشئة. وخصصت نافذة 185 القطاع الخاص للمؤسسة الدولية للتنمية مشروعا، كثير منها 13 مليون دولار من أجل في الدول الهشة. هذا التمويل من المؤسسة مليون دولار من مؤسسة التمويل 600 يتيح الدولية والوكالة الدولية لضمان الاستثمار مليون دولار أخرى من مستثمرين 800 ويعبئ من القطاع الخاص. وتدعم النافذة المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال طرق مبتكرة، مثل مرفق تقاسم المخاطر للتوسع في الإقراض المصرفي الموجه للشركات الصغيرة والمتوسطة التي لا تحصل على خدمات مصرفية كافية، والاستثمار في الأسهم في صناديق الشركات الصغيرة والمتوسطة، وحلول العملات المحلية. كما أن المؤسسة، إدراك ـا منها لإمكانات التكنولوجيا الرقمية، تساند الانطلاقة الرقمية لإفريقيا، وهـي مبادرة طموحة لمجموعة البنك الـدولي بغرض تمكين جميع الأفـراد والشركات والحكومات في إفريقيا بحلول عام . بالتعاون مع الشركاء من القطاعين 2030 العام والخاص، نقوم ببناء أسس الاقتصاد الرقمي الذي يعتمد على البنية التحتية الرقمية والمـهـارات والمنصات والخدمات المالية وريادة الأعمال. وبشكل عام، تستثمر المؤسسة في البشر، أي: بناء رأس المال البشري للدول من خلال وضع أسس أنظمة جيدة للرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية، لأن هذه الأمور أساسية في أجندة الوظائف والتحول الاقتصادي. تظهر دراساتنا التشخيصية تحديات مشتركة عبر الـدول المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية. تتركز الاستثمارات والوظائف في المراكز الحضرية الضيقة، ما يترك ثغرات في التنمية الإقليمية الشاملة. كما أن شرائـح كبيرة من السكان، بمن في ذلـك النساء وذوو الإعـاقـة وغيرهم من الفئات المحرومة، ليست نشطة اقتصاديا. وتتعامل الإجـــراءات التدخلية للمؤسسة مع هذه القضايا ذات الصلة - النساء في القوى العاملة، والتجارة الإقليمية والتكامل، ومراعاة التوسع العمراني والبنية التحتية لتغير المناخ، وتحسين الحوكمة، والهجرة. إن أجندة الوظائف والتحول الاقتصادي معقدة وستتطلب الـتـزامـا طـويـل الأمـد ومستداما لتحقيق النتائج المطلوبة. حتى في الوقت الذي نعمل فيه على إحداث تأثير ، فإننا نفكر 18 اليوم من خلال العملية الـ مسبقا في كيفية متابعة هذا العمل على أفضل ، وهي دورة تجديد 19 وجه في العملية الـ .2023 و 2021 المــوارد المقبلة بين عامي وهذا هو السبب في أننا بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، نجتمع مع صانعي السياسات والممارسين في أديس ، لمناقشة جهود 2019 ) آذار (مارس 5 أبابا في الدول والأولويات الناشئة. إن تقوية شراكاتنا مع الزعماء في الدول والمناطق والعمل معا على هذه الأجندة سيزيدان من أثرنا الجماعي في تحقيق تنمية اقتصادية دائمة. إن تحدي الوظائف خلال العقد المقبل واضح وهائل، ولا يمكن أن تكون المخاطر أعلى. وسيعني النجاح في مواجهتها إيجاد وظائف جيدة ومنتجة لمئات الملايين من البشر، وبناء مستقبل اقتصادي أفضل للدول، وإعطاء الأفــراد الفرص التي يسعون إليها لانتشال أنفسهم من براثن الفقر. وتلتزم المؤسسة الدولية للتنمية بتحقيق هذا النجاح. تحدي الوظائف خلال العقد المقبل واضح وهائل، ولا يمكن أن تكون المخاطر أعلى، وسيعني النجاح في مواجهتها إيجاد وظائف جيدة ومنتجة لمئات الملايين من البشر، وبناء مستقبل اقتصادي أفضل للدول، وإعطاء الأفراد الفرص التي يسعون إليها لانتشال أنفسهم من براثن الفقر. وتلتزم المؤسسة الدولية للتنمية بتحقيق هذا النجاح. أكيهيكو نيشيو * نائب رئيس البنك الدولي لتمويل التنمية ما خيارات العالم للخروج من أزمته؟ أحدثت جرحا غائرا في 19 - تداعيات جائحة كورونا كوفيد الاقتصاد العالمي، وفقد الملايين وظائفهم، وتحولت البنوك المركزية في الاقتصادات الرئيسة إلى مكائن تمويل عن طريق ضخ مزيد من الأم ـوال شبه مجانية، أي: بمعدلات إقراض منخفضة، وتنامت ديون الدول السيادية وديون الشركات بهدف تحفيز النمو لمنع انزلاق العالم إلى كساد أو ركود وانكماش عميقين، ومعظم المحاولات لا تزال تقليدية ومعروفة لدى صناع السياسات الاقتصادية في مثل هذه الظروف. لم يكتف بأن يكون 19 - المثير للقلق أن فيروس كوفيد وإنما سجل 2020 فيروسا وفق نمطه الجيني الذي انتشر عام تحورا في البرازيل ثم الهند أخيرا، ولا سيما أن منظمة الصحة دولة، العالم 44 العالمية رصدت فيروس الهند المتحور لدى يسعى إلى زيادة معدلات أخذ اللقاح للبشر لنسب قد تصل إلى مليار دولار 50 في المائة، إلا أن تقديرات صندوق النقد أن 70 في المائة من سكان الأرض كافية لانتهاء الوباء 60 وتطعيم .2022 عام حتى يصل العالم إلى الأعداد المطلوبة سيواجه مشكلتين متعارضتين، وهما عمليات التحفيز عبر خفض أسعار الفائدة، وتنامي معدلات التضخم، وليس أمـام صناع السياسات الاقتصادية إلا القبول بالتضخم وارتفاع الأسعار لمنع حصول الأسـوأ، وستواصل دول العالم الرئيسة عمليات تحفيزها التقليدي أمام محدودية الخيارات الحقيقية. أما إذا واصل بعض الدول تقييد حركة التجارة، فإن عودة النمو الاقتصادي العالمي ستتأخر، وقد نرى سيناريوهات أكثر تعقيدا، وسيكون العالم أمـام معدلات بطالة أعلى وديـون أكبر وتراجع في مكاسبه التي حققها خلال عقود فيما يخص الفقر والصحة مليار نسمة إذا 1.4 والتعليم، فدولة مثل الهند، يبلغ سكانها لم يتعاون العالم لمساعدتها ولجأت إلى الإغلاق، فإن العالم في المائة 16 سيتجه نحو الكساد، ولا سيما أن الزراعة تشكل من ناتجها المحلي، والأمر يتكرر بطرق مماثلة مع دول أخرى. والحقيقة أننا نحتاج إلى تعاون دولي فوق سياسي - إن صح التعبير -، أي: على مجموعة العشرين وباقي دول العالم تحمل مسؤولياتها الصحية والاقتصادية بشكل جماعي وتوافق عالمي بعيدا عن المصالح الخاصة أو الآنية أو حتى الاستراتيجية التي لا طائل منها في الانتفاع بطرق غير مباشرة من جروح العالم، كالتحكم في المواد الأولية أو عرقلة سلسلة الإمداد أو التراخي في تقديم العون أو التحجج بأي أعـذار قد تعطل وصول اللقاحات إلى العالم بوتيرة أسرع، ولا سيما أن من أخذ اللقاح لا يزال وسيطا ناقلا للفيروس. أخيرا: لا خيارات للعالم للخروج من أزمته إلا بالتعاون عبر (مجلس طوارئ صحي اقتصادي فوق سياسي) مؤقت ينظم الجهود الدولية لضمان التعاون في سلسلة الإمداد العالمية، وتوثيق جهود الدول لزيادة التنافس فيما بينها للخروج من الأزمة ومنع تدهور مكاسب العالم الصحية والاقتصادية، وتسريع تلقيح العالم، فمصلحة الجميع في انتهاء الوباء. توترات ما بعد بريكست "عـ بريطانيا الالـتـزام بتعهدات بـخـصـوص بـريـكـسـت، وإلا خـ ت مصداقيتها الدولية" ميشيل بارنييه، رئيس المفاوضين الأوروبيين لم يكن الأوروبـيـون يتوقعون أن تقفز بريطانيا على التعهدات التي وقعت عليها، ضمن اتفاقية خروجها مـن الاتـحـاد الأوروبي بريكست. كما أنهم لم يتوقعوا أن تمر عملية تنفيذ الاتفاق التجاري مع لندن بسلام، أو دون منغصات أو عقبات. فتفاصيل هذا الاتـفـاق فيها من الثغرات الكثير، ما يفسر وجـود بنود تفرض تشكيل لجان مشتركة في كل شيء تقريبا، في حال بروز الخلافات المتوقعة بين الطرفين. والاتفاق المشار إليه الذي ينظم العلاقة بين لندن وبروكسل بعد بريكست ليس متماسكا، كما قد يبدو للوهلة الأولى، خصوصا في القضايا المتداخلة الحساسة، ما دفع المراقبين للاعتقاد أن الدعاوى القضائية بين الجانبين ستكون حاضرة طول الأعوام المقبلة، ولا سيما في ظل المواقف البريطانية الصارمة، وفي تمسك الاتحاد الأوروبي نفسه ببنود الاتفاق كلها. مطلع الشهر الجاري، توجهت قطع حربية بريطانية إلى جزيرة جيرسي التابعة للمملكة المتحدة التي تقع قبالة الساحل الفرنسي، وبعدها بساعات انتقلت قطع حربية فرنسية مماثلة إلى المنطقة نفسها، في مشهد رهيب لا يمكن لأحد أن يتوقعه. زورق صيد فرنسيا 50 كان السبب تجمع احتجاجا على شروط الصيد المفروضة في اتفاق بريكست. صحيح أن المواجهة العسكرية بين لندن وباريس استعراضية، لكن الصحيح أيضا، أن مثل هذا التطور لم يخطر ببال أحد على الإطلاق. واحدة من مزايا قيام الاتحاد الأوروبي أن إمكانية المواجهة العسكرية بين الدول الأعضاء لأي سبب، باتت صفرا وإلى الأبد، وهذا الاتحاد يشكل ضمانة لا حدود لها للأمن والسلام في القارة الأوروبية، إلى جانب طبعا العوائد الاقتصادية والاجتماعية الهائلة على دوله. لكن حتى هذا الحادث الذي انتهى كما بدأ، يظل أقل أهمية من المشكلات التي بدأت تتصاعد بين لندن وبروكسل حول تنفيذ اتفاق التجارة من الزاوية الإيرلندية. وهذه الزاوية تبقى أكثر العقد تشابكا على الإطلاق، وظلت مثارا ليس فقط للخلافات بين الطرفين، بل سببا لإمكانية فشل مفاوضات خـروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. المفاوضات توقفت، وانسحب المفاوضون في أكثر من مناسبة، بعد أن أخفقوا في الوصول إلى رؤية أو اتفاق أو تفاهم حيال مصير إيرلندا الشمالية بعد الخروج. إلا أنهم في النهاية توصلوا إلى هذا الاتفاق المهزوز بشأن إقليم شهد على مدى قرن من الزمن مشكلات وإرهابا وحروبا طائفية، قبل أن تتوصل الأطراف المعنية إلى اتفاق سلام برعاية الولايات عاما، وصف بأنه الأهم 25 المتحدة قبل في القرن الماضي. كان على الحكومة البريطانية أن تقيم حدودا مع إقليم إيرلندا التابع لها اعتبارا من الشهر الثالث من هـذا العام وفق اتفاق الخروج النهائي. لكنها لم تقدم على هذه الخطوة خارقة بذلك اتفاقية دولية، في سابقة نـادرة لدولة كبرى كبريطانيا. وهذه الأخيرة تحاول بشتى الوسائل عدم تنفيذ هذا البند الحيوي والمحوري لماذا؟ لأنها لو نفذته ستقيم بذلك حدودا بينها وبين إقليم تابع لها، وهو أمر نادر أيضا على الساحة الدولية. فكيف تقيم حدودا جمركية بين مدينتين في بلد واحـد؟ إلا أن الاتفاق ليس غامضا، وهو واضح جدا وبالتفاصيل. الـحـدود التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي وفق الاتفاق المبرم، يضمن اتفاقية السلام الإيرلندية التي تنص على أن تبقى الحدود بين الإيرلنديتين "الشمالية البريطانية، والجنوبية المستقلة" مفتوحة دون عوائق إجرائية أو جمركية. كـــان وجـــود بريطانيا في الاتـحـاد الأوروبي يضمن ذلك تلقائيا، ولم تكن هناك حاجة إلى اتفاق، لكن بعد الخروج البريطاني صار الأمر مختلفا تماما. ووسط هذا التطور الخطير، تقاعست حكومة بوريس جونسون أيضا في عملية تنفيذ الشق الآخر الخاص بحقوق الصيادين لكلا الطرفين، ما سبب الأزمة الأخيرة. لم يعد أمام الاتحاد الأوروبي سوى الإقدام على اتخاذ الإجـراءات القانونية حيال المسألة الإيرلندية. الضوابط واضحة، على بريطانيا أن تضع نقاطا جمركية وتنظيمية في موانئ إيرلندا الشمالية، على البضائع الآتية من البر البريطاني. وهـذا يعني ببساطة أن لندن وافقت بالفعل حين وقعت على اتفاق الخروج أن يكون إقليم إيرلندا ضمن المجال الجمركي للاتحاد الأوروبي. فاتفاقية السلام الإيرلندية أكثر أهمية دوليا من اتفاق خروج بريطانيا من هذا الاتحاد. لن يسمح الاتحاد الأوروبي لبريطانيا بانتهاك بروتوكولات الاتفاق بصرف النظر عن طبيعتها. ورغم أن الحدود الجمركية ضمن البلد الواحد أمر مؤلم لهذا البلد، إلا أن الحكومة البريطانية التي سعت للخروج من الاتحاد الأوروبي، عليها أن تدفع الثمن. لا مجال هنا للتهرب، خصوصا عندما يكون الطرف دولة بحجم ومكانة المملكة المتحدة أوروبيا وعالميا. ومهما تكررت محاولات لندن تعطيل تنفيذ بنود ما في اتفاق الخروج، إلا أنها تعرف تماما أنها ستواجه لحظة الحقيقة قريبا. ستتم إقامة ما أصبح يسمى الحدود الصلبة مع إيرلندا، سواء بتراجع الحكومة البريطانية عن محاولاتها هذه، أو عبر التحكيم والقضاء. فلا أحد يتوقع أن تكون مكاسب بريكست كاملة. في الواقع هناك من يرى أن أضرار الانسحاب أكبر من فوائده. كان على الحكومة البريطانية أن تقيم حدودا مع إقليم إيرلندا التابع لها اعتبارا من الشهر الثالث من هذا العام وفق اتفاق الخروج النهائي، لكنها لم تقدم على هذه الخطوة خارقة بذلك اتفاقية دولية، في سابقة نادرة لدولة كبرى كبريطانيا. كلمة الاقتصادية Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - الشركة الخليجية للإعلان والعلاقات العامة نرحب باتصالكم داخل المملكة: 920000417 هاتف: +442074046950 لندن: +97143914440 دبي: +33153776400 باريس: للتواصل من مختلف الدول: + 966114411444 الإدارة العامة: : موقع إلكتروني www.alkhaleejiah.com : بريد إلكتروني hq@alkhaleejiah.com الوكيلالإعلاني NO. 10088 ، العدد 2021 مايو 25 هـ، الموافق 1442 شوال 13 الثلاثاء 12 @AhmedAllshehri * مختصفي الاستثمار والسياسات الاقتصادية أحمد الشهري محمد كركوتي * كاتب اقتصادي karkouti@hotmail.com
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=