aleqt (10074) 2021/05/11
الرأي كان للأمهات دور بالغ الأهمية أثناء هذه الجائحة، فقمن برعاية الأطفال، واستيعاب كثير من التكاليف المصاحبة لإجراءات الاحتواء التي طبقت لوقف انتشار الفيروس. والتوصيات المطروحة أعلاه تشكل ضرورة حتمية بينما لا يزال الاقتصاد العالمي يبذل جهودا مضنية من أجل التعافي من الجائحة. ومن أجل تحقيق التعافي التام، يتعين على الاقتصاد العالمي أن يعيد إدماج المرأة بشكل كامل في القوى العاملة. » 2 من 2 .. الأمهات في حالة طوارئ « 19 كوفيد - بشأن الدعم للأمهات، فنظرا للتأثير غير المتكافئ الذي يقع على الأمهات بسبب إجراءات الإغلاق العام واحتواء الجائحة ولا سيما اللائي لديهن أطفالصغار يتعين اتخاذ إجراءات موجهة لتسهيل عودتهن إلى العمل. . الدعم المالي: دعم الأمهات اللائي 1 فقدن وظائفهن، وتكافحن من أجل النجاة من الأزمـة وتوفير سبل العيش لأسرهن مسألة حاسمة. ويمكن تقديم هذا الدعم من خلال إجراءات مثل منح خصوم ضريبية للأسر منخفضة الدخل ولديها أطفال، ومنح إعانات البطالة لفترات أطـول، والمساعدة على رعاية الأطفال. . مراكز رعاية الأطفال والمـدارس: 2 ينبغي للحكومات أن تدرج إعـادة فتح المدارس كذلك ضمن قوائم الأولويات حال التطعيم. وتوفير خدمات رعاية الأطفال مسألة حاسمة فيتمكين الأمهات من المشاركة في سوق العمل. وينبغي للحكومات أن تعطي الأولوية لإعادة فتح المدارس ومراكز رعاية الأطفال وأن تقلل من احتمالات مد فترة إغلاق المدارس. ويقتضي هذا الأمر الاستثمار في البنية التحتية واتخاذ إجـراءات لضمان إعادة فتح المدارس بشكل آمن ومستدام. . سياسات إع ـادة التوزيع: تشغل 3 الأمهات، والنساء عموما على الأرجح وظائف تتطلب التعامل وجها لوجه. وقد على هذا النوع 19 - قضت جائحة كوفيد من الوظائف أكثر من غيرها، وبعضها لن يعود إلى سابق عهده. وبالتالي، ينبغي للحكومات أن تساند هؤلاء العاملين في سعيهم للبحث عن وظائف أخرى، بينما تقلل خسائرها من رأس المال البشري، من خلال إعانات دعم التوظيف وبرامج التدريب، بما في ذلك التدريب في مجال التكنولوجيا. . فـرص الحصول على تمويل: من 4 شأن زيادة فرص الحصول على الخدمات المالية أن تساعد النساء كثيرا على بدء/ الحفاظ على مشاريع أعمالهن. ومن أجل ذلك، من الضرورة بمكان الاستفادة من إمكانات التكنولوجيا المالية لتحقيق مزيد من الشمول المالي، ولا سيما في الدول النامية. فالمساواة في الاستفادة من البنية التحتية الرقمية، كالحصول على هواتف محمولة وتغطية خدمة الإنترنت، وكذلك زيــادة الإلمــام بالتكنولوجيا المالية والرقمية، يمكن أن تحدث تغييرا جذريا بالنسبة للنساء. وكان للأمهات دور بالغ الأهمية أثناء هذه الجائحة، فقمن برعاية الأطفال، واستيعاب كثير من التكاليف المصاحبة لإجــراءات الاحتواء التي طبقت لوقف انتشار الفيروس. والتوصيات المطروحة أعلاه تشكل ضرورة حتمية بينما لا يزال الاقتصاد العالمي يبذل جهودا مضنية من أجـل التعافي من الجائحة. ومن أجل تحقيق التعافي التام، يتعين على الاقتصاد العالمي أن يعيد إدماج المرأة بشكل كامل في القوى العاملة. وبشأن مزيد من عدم المساواة بين الجنسين وفي توزيع الدخل فتحلل دراسـتـنـا ســوق العمل في الـولايـات المتحدة بالتفصيل وتجد أن العبء الـذي يقع على الأمهات الـ ئي لديهن في المائة من 45 أطفال صغار يشكل الاتساع في الفجوة الكلية في الوظائف بين الجنسين. وتسبب هذا العبء كذلك فيخسارة اقتصادية تشير التقديرات إلى في المائة من الناتج خلال 0,4 بلوغها نحو الفترة بين نيسان (أبريل) وتشرين الثاني .2020 ) (نوفمبر القرار الاقتصادي جـاءت "الـرؤيـة" لتجعل القرار الاقتصادي في مركز الحدث بعد أن كانت الطبيعة المالية للاقتصاد تملأ استحقاقاتها ونتائجها على القرار الاقتصادي. المقصود بالطبيعة المالية الاعتماد شبه الكلي على مصادر النفط لتمويل كل أوجه المصروفات طبقا لمعادلة توزيعية تتغير حسب مستوى الدخل والأولويات والتوقعات، يقابل ذلك الطابع الاقتصادي الذي يسوده الإنتاج والتصدير ويتم تمويله غالبا من الضرائب. واقعيا لا بد أن يكون هناك مزيج منهما يحكمه توافر المال وتفعيل السياسات والتجاذب والتداخل. في الاقتصاد النفطي التحول صعب لأن قوة التعود لا يستهان بها مؤسساتيا وفرديا. رحلة التحول لا بد أن تبدأ من القرار القيادي وهي رحلة طويلة لأنها في ميدان التصرفات الجماعية والفردية. تنبهت القيادة في المملكة لضرورة التحديث، لكن التعبير الإداري جاء لاحقا. فبدأت بتأسيس المجلس الاقتصادي الأعلى الذي جاء كمحاولة لتحريك البوصلة، لكنه لأسباب إدارية لم يتمكن من السيطرة على السياسات الاقتصادية رغم موجة التفاؤل التي أنجبها. لكنه كان مفيدا أيضا، لأنه أول مرة تكون هناك محاولة مؤسساتية لتنسيق السياسات والتفكير الجماعي للسياسات والتحديات بعد تأسيس وزارة الاقتصاد والتخطيط، التي كان أبرز مهامها الخطط الخمسية وأيضا كان نذيرا بما تلاه من خطوات أكثر قوة وفاعلية رأسيا وأفقيا. إلى أن صدر المرسوم الملكي بتأسيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية إيذانا بمرحلة جديدة من تأطير السياسات وتفعيل التنسيق والقياس. لعل من أهم الخطوات الذي سعى لها التكوين الإداري الجديد مركزية القرار الاقتصادي فكريا وسياسيا، وبالتالي اختصار دور الوزارات إلى جهات تنفيذية بعد أن كانت لها أدوار غير مقننة في السياسات. التخطيط عبرت عنه الخطط الخمسية حل محله برامج "الرؤية" الأكثر دقة وتماسكا في التفكير والتحليل وبرمجة المهام والأدوار. فمثلا رأسيا جاء تأطير تسخير الأموال للاستثمارات عن طريق تأسيس بنك التنمية الوطني وتفعيل وتوسيع دور صندوق الاستثمارات العامة. وأفقيا جاء بتوسيع دائرة مشاركة المرأة والاهتمام بالسياحة والثقافة والمحتوى المحلي. في ظل هـذا التطور المؤثر بقيت وزارة التخطيط والاقتصاد في حالة شبه معلقة لأن مركزها في السلم الإداري يماثل الجهات التنفيذية الأخرى، بينما دورها الفكري والتخطيطي انتقل إلى دائرة أعلىفي القرار. اكتمال المنظومة يتطلب إما تعميق الدور الفكري والتحليلي لتكون بمنزلة مركز فكري عام يهتم أساسا بقضايا التنمية والاقتصاد أو ترتقي في السلم الإداري عن الجهات التنفيذية لأن دور المخطط مختلف عن دور المنفذ. لكن ربما هذه مرحلة بسيطة في ظل ما قامت به المملكة من إصلاح اقتصادي شامل وعميق في ظل "الرؤية" وبرامجها المتنوعة بهدف تعميق وتنويع الاقتصاد تحت قيادة ولي العهد. أيضا هناك نجاحات حين يكون القطاع أكثر وضوحا واستقلالا مثل قطاع الطاقة، الذي كان واضحا في إصلاح منظومة شركة الكهرباء أو السعي للطاقة المتجددة. حدث توسع طموح ومؤثر ولعل دور الوزارة كمركز فكري يعنى بالتعميق على حساب التوسع ورصد التكامل والقياس الموضوعي لسلاسل القيمة المضافة والإمداد، وكذلك ترابط هذه السلاسل مع النواحي البشرية الحاسمة في المرحلة المقبلة، إذ إن هذه نواح تجد مساحتها في جهاز فكري وتحليلي مختلف عن التعامل مع الصورة الكبيرة للتحديات والقرارات الاستراتيجية التي قامت بها الجهات واللجان العليا. أنجزت الأجهزة العامة الأهم والأصعب بالتحول في طبيعة القرار الكلي، غالبا الجزيئات تتطلب مستوى من الدقة مختلفا عن السياسات الكلية. مؤشراتحول تغييرات قريبة في زعامة اليابان في من نيسان (أبريل) الماضيخسر 25 الـ الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في طوكيو ثلاثة مقاعد برلمانية "مقعد مدينة سوبارو في مجلس النواب، ومقعدا هيروشيما وناجانو في مجلس الشيوخ" لمصلحة حزب المعارضة الرئيس "حزب اليابان الدستوري الديمقراطي"، وذلك في الانتخابات التكميلية التي أجريت في هذا التاريخ لملء الشواغر التي حدثت بسبب أحكام قضائية ببطلان فوز شخصيات تنتمي للحزب الحاكم أقدمت على التزوير وشراء الأصوات. وتزامن هذا الإخفاق، لحزب يوشيهيدا سوجا رئيس الحكومة الحالي 2020 ) الذي تسلم السلطة في أيلول (سبتمبر خلفا لزميله شينزو آبي، مع تشديد الإجراءات الاحترازية ضد تفشي موجة جديدة من جائحة في عدد من مدن البلاد الكبرى. 19 - كوفيد هـذه الأخبار السيئة التي اعـ ف رئيس الوزراء بضررها البالغ وتعهد باتخاذ إجراءات تصحيحية حيالها، قرعت أجراس الإنـذار في دوائر الحزب الحاكم وزعيمه سوجا، خصوصا أن وجـود الرجل على رأس الحزب الحاكم أيلول (سبتمبر)، فضلا عن أن 30 سينتهي في تشرين 21 البلاد مقبلة على انتخابات عامة في الأول (أكتوبر) المقبل. مـن الــواضــح، عـ ضــوء هــذه النتيجة الصادمة، ومع خسارة مقعد هيروشيما التي تعد معقلا من معاقل الحزب الحاكم، أن الزعيم سوجا فشل في الحفاظ على زخم الانـتـصـارات والشعبية التي حققها سلفه شينزو آبي خلال أعوام زعامته الطويلة (من ) التي انتهت باستقالته طوعا 2020 إلى 2012 لأسباب صحية. ومن هنا فإن استمرار سوجا في قيادة اليابان أمر مشكوك فيه، حتى إن تقرر تأجيل حسم الموضوع إلى ما بعد انتهاء تموز 23 أولمبياد طوكيو المقرر افتتاحها في (يوليو) واختتامها في الثامن من آب (أغسطس) المقبلين. حينما تولى الأخير السلطة قلنا في مقال سابق نشر وقتذاك: إن الرجل لا تنقصه الخبرة السياسية، لأنه ابن الحزب الحاكم وأحد أعمدته وصاحب مناصب سياسية سابقة، إنما تنقصه الكاريزما الجماهيرية التي تمتع بها سلفه ومن قبله جونيتشيرو كيزومي رئيس الحكومة الأسبق ). هذه الكاريزما 2006 إلى 2001 (حكم من التي اتاحت لهما البقاء لأعوام على رأس الحزب والحكومة دون تهديد أو صداع. ومما يجدر بنا ذكره في هذا السياق أن انعدام الكاريزما الجماهيرية لدى سوجا، تضافر مع استياء اليابانيين من قرارات حكومته حول إعلان حالة الطوارئ وتشديد الإجـراءات الاحترازية بغية محاربة الموجة الرابعة من جائحة كورونا، وتضافر أيضا مع يأسهم من تحقيق المكاسب السياحية التي كانوا يتمنونها من وراء أولمبياد في 40 طوكيو، ليودي بشعبيته إلى ما دون في المائة من 70 المائة، فضلا عن عدم رضا اليابانيين عن أداء حكومته فيما خص التعامل مع الجائحة "بحسب استطلاعات الرأي". كما أن من المهم الإشارة في السياق ذاته إلى أن سوجا حاول الالتفاف على ضعفه في الداخل بتحقيق انتصار سياسيخارجي عبر عقد قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي لم يلتق منذ دخوله البيت الأبيض أي زعيم أجنبي قبله. والحقيقة أن الحزب الليبرالي الديمقراطي لا يزال محتفظا بقوته وصورته كحزب قاد البلاد في أحلك الظروف، ولم يجاره حزب آخر في عدد أعوام بقائه في السلطة، وبالتالي فليس من المتوقع أن يتعرض للهزيمة في انتخابات تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. غير أن خروجه من هذه الانتخابات محتفظا بأغلبيته البرلمانية الحالية المريحة قد لا يكون مضمونا، إلا إذا اختار الحزب زعيما جديدا فهو يحتفظ اليوم مقعدا من أصل مقاعد مجلس النواب 278 بـ مقعدا، بينما يبلغ عدد مقاعد 480 البالغ عددها مقعدا فقط. 113 حزب المعارضة المنافس فإذا ما تحولنا إلى قائمة الأسماء المرشحة لخلافة سوجا في حال مراهنة الحزب الحاكم على شخص بديل لقيادته في انتخابات تشرين الأول (أكتوبر) المقبلة، فإننا سنجد أمامنا أســ ء متفاوتة الحظوظ لكنها كلها أكثر شبابا وديناميكية منه، ومنها: تارو كونو وزير الخارجية والدفاع سابقا ووزير التلقيح ضد كورونا في الحكومة الحالية، فوميو كيشيدا وزير الخارجية السابق، شينجيرو كويزومي وزير البيئة وابن رئيس الوزراء الأسبق، ونوبو كيشي وزيـر الدفاع وشقيق رئيس الــوزراء السابق. إلى جانب هذه الشخصيات هناك شخصية نسائية لها شعبية طاغية وتتمتع بمصداقية كبيرة، بسبب ديناميكيتها ونشاطها في محاربة جائحة كورونا. والإشــارة هنا هي إلى عمدة طوكيو يوريكو كويكي "خريجة كلية الآداب من جامعة القاهرة" التي شغلتحقيبة الدفاع لمدة . وهذه التي لئن انفصلت 2007 شهرين عام عن الحزب الحاكم بسبب خلافات مع بعض رموزه وأسست لنفسها حزبا مستقلا، لا تزال تحظى بدعم شريحة معتبرة من رجالات حزبها السابق، وبالتالي فقد تسعى هذه الشريحة إلى استقطابها وإعادتها إلى بيتها الأصلي كي تقدمها زعيمة مقبلة للبلاد فتضمن بذلك أصوات المقترعات اليابانيات، خاصة أولئك المستاءات من هيمنة الذكورة على المنصب الأعلىفي البلاد. ونختتم بمخاوف أبداها بعض مراقبي الشؤون اليابانية من احتمال عودة اليابان إلى حقبة الحكومات قصيرة العمر كما كان حالها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حينما كانت الحكومة لا تعيشسوى أشهر معدودات، إلى درجة شبه معها الوضع بأوضاع إيطاليا. مع خسارة مقعد هيروشيما التي تعد معقلا من معاقل الحزب الحاكم، فإن الزعيم سوجا فشل في الحفاظ على زخم الانتصارات والشعبية التي حققها سلفه شينزو آبي خلال أعوام زعامته الطويلة التي انتهت باستقالته طوعا لأسباب صحية. ومن هنا فإن استمرار سوجا في قيادة اليابان أمر مشكوك فيه، حتى إن تقرر تأجيل حسم الموضوع إلى ما بعد انتهاء أولمبياد طوكيو. 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعد رئيس التحرير عبدالله البصيلي مديرو التحرير علي المقبلي سلطان العوبثاني حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com NO. 10074 ، العدد 2021 مايو 11 هـ، الموافق 1442 رمضان 29 الثلاثاء 13 كريستالينا جورجييفا / ستيفانيا فابريزيو / دييجو جوميس / مارينا تافاريس * مدير عام صندوق النقد، وخبراء اقتصاديون د. عبدالله المدني * أستاذ في العلاقات الدولية Elmadani@batelco.com.bh @AlfawazHamd فواز بن حمد الفواز
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=