aleqt (10073) 2021/05/10

NO. 10073 ، العدد 2021 مايو 10 هـ، الموافق 1442 رمضان 28 الإثنين عـنـد الإبــــاغ عــن أي مـأسـاة جماعية، فإن القاعدة الأساسية للصحافة هي أن يكون الصحافيون متعاطفين مع الضحايا وأولئك الذين يشعرون بالحزن ويمرون بـالأزمـة. عـادة ما تلتزم وسائل الإعـــام الغربية، مثل وسائل الإعـام الدولية، بهذه القاعدة في مجتمعاتها، لكنها تتجاهلها عـنـد الإبــــاغ عــن الـــكـــوارثفي المجتمعات غير الغربية. وفقا لبراهما تشيلني، أستاذ الدراسات الاستراتيجية في مركز أبحاث السياسات ومقره نيودلهي. تعد تغطية الموجة الثانية 19 - المدمرة من فيروس كوفيد في الهند أكـ مثال على ذلك، امتلأت وسائل الإعــام الغربية بصور الجثث وغيرها من المشاهد المـصـورة التي لم يتم عرضها عموما في أعقاب كارثة مماثلة في دولة غربية، تم تسجيل نحو نصف معدل الوفيات المرتبطة العالمية 19 - بفيروس كوفيد في أوروبـــا والـولايـات المتحدة وحـدهـ ، ومــع ذلـــك، تجنبت وسائل الإعلم الغربية نشر صور مروعة من تلك الدول. حـتـى في ذروة الــوبــاء في الولايات المتحدة وأوروبـــا، لم يكن من المعقول أن تدخل أطقم التلفزيون إلى غـرف الـطـوارئ لإظــهــار مـــدى إرهــــاق الأطـبـاء والممرضين، ومع ذلك، فقد تم بث مثل هذه المشاهد دوليا من داخل المستشفيات الهندية، مع قليل من القلق بشأن كيفية تأثير الاقتحام والتطفل في قـرارات الـحـيـاة أو المـــوت، كـ طـارد صحافيو التلفزيون العائلت الهندية التي فقدت أحباءها، وحولوا حزنهم الخاص إلى مشهد عام للستهلك الغربي. عند تغطية حـــالات الحزن في دولـهـم، تكون المؤسسات الإعلمية نفسها أكثر حرصا. على سبيل المـثـال، تضمنت تغطية المقابر الجماعية التي يتم حفرها لاستيعاب الطفرة المبكرة لوفيات في مدينة 19 - فـ وس كوفيد نيويورك صـورا معقمة لحقول ضبابية محاطة بالأشجار. وعلى النقيض من ذلك، سنتذكر تجربة الجائحة في الهند، بسبب الصور المؤلمة للجثث التي تحترق في المحارق، وهي الصور التي بثتها وسائل الإعلم الغربية في جميع أنحاء العالم. تعد الـنـار الجنائزية مجازا كلسيكيا في الـروايـات الغربية وقصص الرحلت واللوحات عن الهند. من خلل توجيه كاميراتها إلى محارق الجثث، تعمل وسائل الإعلم الغربية على إرضاء هوس جمهورها بالتقاليد الهندوسية المتمثلة في حـرق المــوتى. تم تجاهل حقيقة أن عرض الصور المروعة لمحارق الجثث هو غزو بشع وغــ محترم للغاية لما له شأن خاص للغاية في الهند، الذي تم تجاهله تماما في هذه التغطية. هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها وسائل الإعلم الغربية غير متعاطفة في تغطية الكوارث في الخارج. خلل تغطية أحداث تم 2011 كارثة فوكوشيما عام التعامل مع الضحايا كما لو أنهم قضية ثانوية للقصة الأكثر وضوحا لــحــادث الــتــرب الإشـعـاعـي، كـانـت التقارير الغربية أيضا مليئة بالصور النمطية الثقافية والعنصرية: فقد أطلق على العمال الذين ظلوا في الخلف للتعامل مع المفاعلت النووية التي تعرضت للحادث اسم "الساموراي النووي" و"التضحيات البشرية" و"النينجا النوويينفي مهمة انتحارية". في الــواقــع، لم تسجل أي إصـــابـــات بـسـبـب الـتـريـبـات الإشـعـاعـيـة في فـوكـوشـيـ ، بسبب الإخــاء الـوقـائي لسكان المنطقة البالغ عـددهـم مائة ألف نسمة، ومع ذلك، لم يمنع هذا وسائل الإعـام الغربية من تغذية الهستيريا بمقارنات كاذبة وتحريضية مع كارثة تشيرنوبيل، ونتيجة لهذه التغطية المثيرة، بــدأت سفن الشحن في تجنب المـوانـئ اليابانية - حتى تلك البعيدة عن فوكوشيما - وأجلت عـدة دول مواطنيها من طوكيو ومدن أخرى. تقدم وسائل الإعلم الغربية نهجا مماثل لإفريقيا، وتصورها على أنها قــارة حافلة بالقبائل الهمجية، والكوارث المستمرة، وعـــدد قليل جــدا مـن الـوجـوه السعيدة والمبتسمة. تسبب وباء الذي اجتاح غينيا 16-2014 إيبولا وليبيريا وسـ الـيـون في نهاية شخصا، 11.325 المطاففي مقتل ما يعني أن عدد الوفيات على مدار عامين كان تقريبا عدد الوفيات 19 - الناجمة عن فيروس كوفيد نفسه في الولايات المتحدة خلل يومين قبل ثلثة أشهر فقط، ومع ذلك، كانت تغطية وسائل الإعلم الغربية لقصة "إيبولا" تدور حول أكياس الجثث وممارسات الحداد التقليدية وطـقـوس الـدفـن في غرب إفريقيا. منحت جائزة بوليتزر للتصوير الفوتوغرافي 2015 لعام المتميز لمصور صحافي مستقل قام بتعقب جامعي الجثث، ونشر تقرير عن معاناة ومـوت ويأس سكان غرب إفريقيا في صحيفة "نيويورك تايمز". مـن ناحية أخـــرى، لم تبرز - أكبر 19 - تغطية جائحة كوفيد كارثة صحية عالمية في عصرنا - في أي من جوائز أو ترشيحات ، وعندما يتم 2020 بوليتزر لعام في 2021 الإعلن عن جوائز عام حزيران (يونيو) المقبل، من غير المتوقع أن يتم منح أي منها للصحافيين الذين نشروا تقارير عن الوفيات الناجمة عن الجائحة في الغرب. من المرجح أن تأتي تغطية وسائل الإعـام الغربية الواضحة للمعاناة والحزن واليأس والعجز من دول بعيدة. في حين نادرا ما يتم نشر صور القتلى من الجنود الأمريكيين، إلا أن صور القتلى الأفغان والعراقيين وآخرين شائعة للغاية. في الــواقــع، لا ينبغي عد وسائل الإعـام الغربية أحادية النظام، نظرا إلى أنها تخضع لسيطرة المنافذ الأنجلو أمريكية، كما أن وسائل الإعـام الغربية لا تعارض تقديم تغطية مثيرة للأخبار السيئة عندما تحدث في الداخل. لكن النمط العام واضح للغاية: تميل التغطية الإعلمية الغربية للكوارث في دول أخرى إلى الاتـجـار بالصور النمطية الثقافية وانتهاكات الخصوصية والكرامة التي لن يتم قبولها في الغرب. هذه المعايير المزدوجة لها آثـار مهمة، تتشكل المفاهيم الدولية من خلل كيفية عرض المنظمات الإعلمية الغربية المهيمنة للأخبار، وكما أظهر وباء إيبولا، فـإن الصور والقصص المثيرة تجعلنا نعتقد أن المأساة المروعة أسوأ أو أكثر انتشارا مما هي عليه في الواقع. اقتصرت حــــالات الإصـــابـــة والـوفـيـات بـ"إيبولا" تقريبا على ثلث دول في غرب إفريقيا، ومع ذلك أصبح الفيروس مرتبطا بإفريقيا كلها. إن واجـــب الـصـحـافي هو الإعلم، وليس استغلل المعاناة الإنـسـانـيـة مـن خــال تغطية متطفلة ومتلصصة مدفوعة بالتقييمات للمآسيفي الدول البعيدة. تعلو الصحافة الجيدة على التغطية المبتذلة والاعتماد على قيمة الصدمة. مع تحور الفيروس التاجي بسعة وظهور ســالات جديدة خطيرة، نحن بحاجة ماسة إلى تقارير إخبارية متعاطفة ومسؤولة. بعكس ما تفعله داخل دولها التغطية الإعلامية الغربية .. متاجرة بالصور النمطية وانتهاكات للخصوصية تعلو الصحافة الجيدة على التغطية المبتذلة والاعتماد على قيمة الصدمة. من الرياض «الاقتصادية» طارد صحافيو التلفزيون العالمي العائلت الهندية التي فقدت أحباءها وحولوا حزنهم الخاص إلى مشهد عام للستهلك الغربي نيسان (أبــريــل) عقد 22 "في معهد واشنطن منتدى سياسيا افتراضيا مع نيت روزنبلت وناورين تشودري فينك. وروزنبلت هو مؤلف دراسـة المعهد الجديدة "الخلفة التي تجمع: مواجهة تحدي محاور المقاتلين الأجانب"، وزميل "برنامج الأمن الدولي" في المؤسسة البحثية "أمريكا الجديدة". وتشودري فينك هـي المـديـرة التنفيذية لـ"مركز صوفان" ومستشارة سياسية أقدم سابقة لشؤون مكافحة الإرهــاب والـعـقـوبـات في "بعثة المملكة المتحدة" لدى "الأمـم المتحدة". وفـــيـــ يـــي مـلـخـص المـــقـــررة لملحظاتهما". نيت روزنبلات قبل خمسة أعــوام، هـرب أحد مقاتل تنظيم داعـش مع أسرته، وعبر الحدود إلى تركيا، وقبل تخليه عن مسيرة حياته كعنصر في وحدة الأمـن الداخل التابعة للتنظيم، سرق محرك أقراص فلش من مكتب رئيسه وقدمه لاحقا إلى السلطات الأوروبية مقابل حصوله على حصانة من الملحقة القضائية، واحتوى ذلـك المحرك على نمـاذج تسجيل مقاتل من مختلف أنحاء 3500 لنحو العالم، ما يجعله أكبر مخزن لبيانات التسجيل العلنية الخاصة بالتنظيم. وتكتسي البيانات قيمة خاصة بسبب خصوصيتها، فهي تكشف أن عديدا من المقاتلين الأجانب جاءوا من "مراكز" تجنيد محلية متفاوتة الحجم راوحت بين أحياء فردية في مدن إلى مناطق أكبر من دولة ما، وكان بعض هذه المراكز يقع ضمن تجمعات حضرية كبيرة، في حين كان يغلب الطابع الريفي على بعضها الآخـر، لكن برز من جميعها أعداد كبيرة من المقاتلين بشكل متفاوت. وفي الشرق الأوسط، وفرت المراكز في المائة من 11 التي تضمنت فقط في 75 إجمالي سكان المنطقة نحو المائة من مقاتليها الأجانب. واختلفت العوامل التي دفعت بـهـؤلاء المقاتلين إلى القتال في سـوريـة والــعــراق، فبالنسبة إلى كثيرين، فاقت الحوافز المالية المخاطر المرتبطة بالانضمام إلى تنظيم داعـش، واعتقد آخـرون أن الانـتـ ء إلى "داعـــش" سيحميهم من الجماعات المسلحة المنافسة أو السلطات المحلية، وكان عديد منهم يقلدون على الأرجح خطوات أحد أصدقائهم أو أفراد أسرتهم، على سبيل المثال، في أحد المراكز الــواقــعــة في ضـــواحـــي تـونـس في المائة من 81 العاصمة، أشـار المجندين المسجلين إلى أنهم كانوا يعرفون شخصا واحــدا على الأقل سافر إلى سورية للقتال، وبالتالي، مع اتساع نطاق النشاط المسلح في مناطق التنظيم والمراكز التابعة لها علىحد سواء، ازدادت أيضا احتمالية انضمام مزيد من العناصر القادمة من أحد هذه المراكز إلى صفوف التنظيم. وبالمثل، كلما كان المركز أكبر حجما، كان التنظيم قادرا على تجنيد أعضاء جدد بسهولة أكبر. وفي عديد من المراكز، هيمنت عناصر "داعش" أو الأفـراد التابعون للتنظيم على جهاز الأمـن المحل، لذلك غالبا ما كان الانضمام إلى التنظيم هو الخيار الأكثر أمانا للسكان، كما منح هـذا التوغل تنظيم داعـش نظرة معمقة مهمة إلى الشخصيات والــشــكــاوى المـحـلـيـة، مــا مكن المجندين من تجميع دراسات حالة حول المقاتلين المحتملين واختيار الظروف الأكثر ملءمة لتجنيدهم. وهناك عديد من السمات البارزة التي تميز المقاتلين القادمين من المراكز عن المقاتلين الذين لم يأتوا منها، أولا، كان "مقاتلو المراكز" في المتوسط أصغر بثلثة أعوام عن المقاتلين الأجـانـب الآخرين، ثانيا، كانوا أقل احتمالا بأن يكونوا متزوجين أو لديهم أطفال، ثالثا، كان نصفهم على الأرجح يتمتع بخبرة سابقة في مجال القتال في الخارج. وتشير هذه السمة الأخـ ة إلى التهديد الخطير الذي تطرحه هذه المــراكــز، فهي ليست المحركات الرئيسة للتجنيد خـال الحملت الجهادية الكبرى فحسب، لكنها أيضا بوابة للجهاد الدولي عندما تراجعت حدة هذه الصراعات. وتجذب مراكز تنظيم داعش أعـدادا غير متكافئة من المجندين إلى صفوف المقاتلين الأجانب، وهم مسلحون معروفون بمفاقمتهم للصراعات في أنحاء العالم وإطالة أمدها، وقد لا يكون لدى عديد من هؤلاء الأفـراد ساحة معركة للقتال في الوقت الراهن، لكنهم ما زالــوا يشكلون تهديدا للسكان المحليين والأمـن القومي الأمريكي. ولسوء الحظ، تضمن الظروف الحالية داخل مراكز التجنيد وحولها تقريبا موجة مستقبلية من المقاتلين الأجـانـب، ويــؤدي تدهور الآفـاق الاجتماعية والاقتصادية والحريات السياسية في عديد من دول الشرق الأوســــط إلى تـفـاقـم الـشـكـاوى وتقويض قـــدرة المـواطـنـ على التعبير عن آرائهم من دون خوف من انتقام الدولة، إضافة إلى ذلك، غالبا ما تؤدي كثرة الحروب الأهلية "المدولة" في المنطقة إلى إلهام الأفراد للتصدي للغزاة الأجانب وعد الصراعات معارك أيديولوجية. من ناحية أخرى، يؤدي الإحجام واسع الانتشار عن إعادة المقاتلين الأجانب إلى أوطانهم إلى قيام مجموعة من المجندين شبه المحترفين القادرين على الانتقال بين صراع وآخر، ومن خلل تخل الحكومات عن مواطنيها الذين انضموا إلى تنظيم داعش، فهي تسهم بشكل غير مباشر في الموجة التالية. ناورين تشودري فينك تضاءل كثير من حماسة المجتمع الدولي للستثمار في استراتيجيات أكثر فاعلية لمكافحة الإرهاب بعد أن خس تنظيم داعش، ومع ذلك، فــالآن هـو الـوقـت المـثـالي لتركيز الاهتمام والموارد على استراتيجيات الوقاية بدلا من مجرد انتظار اندلاع الأزمة التالية. وخـــال فـــ ات ذروة العنف الإرهـــابي، يتم إيـاء أهمية كبيرة لمسألة الأيديولوجيا كعامل محفز، لكن يجب في الوقت نفسه تحليل بروز مراكز المقاتلين الأجانب، بما أنها تظهر الدور الرئيس الذي لعبه مجتمع المقاتلين. فعندما ينخرط أصدقاء وأسرة شخص ما في جماعة متطرفة، تــزداد جاذبية الجماعة في نظره ويسهل عليه بصورة أكثر الانضمام إلى صفوفها. ويمكن لهذه الانـتـ ءات والـــولاءات أن تتخطى الـعـاقـات المــبــاشرة والمحلية، وتعاطف عديد من المقاتلين، ولا سيما خــال المـوجـة الأولى التي أعقبت الانتفاضة الـسـوريـة، مع أولئك الموجودين في مجتمعاتهم المتصورة في الخارج الذين كانوا يتعرضون لضغوط هائلة، وقد ساعدت هـذه الـدوافـع على جذب مقاتلين من دول من خارج منطقة المـ ق العربي، بما فيها أوروبـا الغربية وأمريكا الشمالية. وتمــثــل مـحـفـز قـــوي آخـــر في وجود نساء وأطفال يبدون وكأنهم يمارسون حياتهم اليومية في مناطق سيطرة التنظيمات، وساعدت مثل هذه الصور على إضفاء الشرعية على سردية تنظيم داعش، بأن حكمه لم يكن مناسبا فقط لمقاتل الصفوف الأمـامـيـة، بـل لعائلتهم أيضا، في المائة من 20 وكان ما يقرب من المقاتلين الأجانب من النساء، على الرغم من أنه غالبا ما يتم تصويرهن على أنهن ضحايا عاجزات تم خداعهن للقدوم إلى أراضي التنظيم، إلا أنه كان لديهن عديد من الدوافع للنضمام إلى التنظيم، مثل الرجال. وبالطبع، تم التلعب بعقول بعضهن أو إرغامهن على السفر "والانخراطفي التنظيم"، لكن البعض الآخر غادرن أوطانهن بسبب إيمان قوي بقضية التنظيم، وواقع أن عديد من النساء أظهرن ولاء مستمرا لتنظيم داعش حتى بعد سقوطه يسهم في الحفاظ على شرعية التنظيم. ولـوقـف المـوجـة الـقـادمـة من المقاتلين الأجانب، على العاملين في مجال مكافحة الإرهـاب القيام أولا بتبديد الظروف التي تجعل مراكز التجنيد بيئة حاضنة للتطرف. وفي هذا المجال، بإمكان الولايات المتحدة الاستفادة من شراكاتها المحلية والدولية لتعزيز التنمية وبناء القدرة على الصمود، لكن خلل قيام المسؤولين بذلك، عليهم توخي الحذر لعدم وصـم هذه المراكز وعزلها بشكل أكبر، وهو أمر غالبا ما يحصل بسبب وصمة العار الماضية النابعة من صراعات عرقية أو طبقية أو قبلية، وسيتطلب ذلك التشاور مع الجهات الفاعلة المحلية التي تتمتع بالخبرة ومشاركتها النشطة التي يمكنها تحديد مظالم المجتمع وكسب ثقته، إضافة إلى ذلـك، يمكن للشركاء في المجتمع المـــدني المـسـاعـدة عـ انـخـراط الأفـراد الذين يشعرون بمثل هذه المظالم ومنحهم سبل موثوقة للعمل على صعيد الدولة أو الصعيد المحل. ويمكن للدعم الدولي أن يكمل المـبـادرات الأمريكية، فقد نفذت الأمـــم المتحدة وهيئات أخـرى استثمارات كبيرة في بناء القدرات، وينبغي توسيع هذه الجهود لتشمل حقوق الإنسان وتوفير خدمات أمنية تراعي الفوارق بين الجنسين. يذكر أن التعاون القانوني ضروري أيضا، ليس فقط لوقف تدفق المقاتلين ومحاكمة الأطـــراف العنيفة، بل أيضا لضمان عدم استغلل الدول لمهمات مكافحة الإرهـاب من أجل قمع المعارضة السلمية. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الشبكات الاجتماعية نفسها التي تغذي مراكز المقاتلين الأجانب جزءا أساسيا من الحل أيضا، ويزيد المجتمع المتماسك من احتمالية قيام صديق أو فرد مهتم من العائلة بمنع وصـول الشخص إلى مرحلة التطرف، وبالتالي، من الـ وري تقديم المساعدة لهذه المجتمعات حين تطلب ذلك. كـذلـك، تسلط عـوامـل مماثلة الضوء على أهمية إعادة المقاتلين الأجانب إلى دولهم وتحويل الانتباه إلى المساءلة والقضاء على التطرف. وعندما ترفض الــدول إعادتهم، فإنها تؤدي إلى تفاقم الشكاوى بين السكان الساخطين وتمكن شبكات المقاتلين من تنظيم صفوفها في أماكن مثل مخيم الهول للجئين. عـوضـا عـن ذلـــك، يجب السماح لعدد أكـ من الأفـــراد بالعودة، شرط خضوعهم لإجراءات التدقيق المناسبة الخاصة بتقييم المخاطر قبل إعادة دمجهم في مجتمعاتهم. ولن تحدد طريقة تعامل المجتمعات والحكومات مع هــؤلاء العناصر السابقين في تنظيم داعـش آفاق إعادة دمجهم الفردية فحسب، بل ستؤثر أيضا في أماكن وطريقة إنشاء مراكز التجنيد في المستقبل. عقب دحر تنظيم داعش في مناطق نفوذه الإقليمية تقرير: حماسة المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب تتضاءل المطلوب تبديد الظروف التي تجعل مراكز التجنيد بيئة حاضنة للتطرف. من الرياض «الاقتصادية» يجب السماح لعدد أكبر من الأفراد بالعودة شرط خضوعهم لإجراءات التدقيق المناسبة الخاصة بتقييم المخاطر قبل إعادة دمجهم يمكن للدعم الدولي أن يكمل المبادرات الفردية. السياسية 13

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=