aleqt (10068) 2021/05/05

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الهند تمر بواحدة من أحلك لحظاتها منذ الاستقلال، في الوقت الذي تجتاح فيه الثانية الكارثية البلاد 19 - موجة كوفيد بسرعة مذهلة. سجلت الهند أعلى مستوى من الإصابات ألــف حالة جديدة 386 ، عـ الإطـــ ق 3500 الخميس الماضي، إلى جانب أكثر من حالة وفاة. يقول معظم الخبراء إن العدد الفعلي للوفيات أعلى بكثير. اُتهم رئيس الــوزراء ناريندرا مودي، وحكومته، بالتسبب في تفاقم الأزمة من خلال عدم الاستعداد بعد انخفاضحادفي عدد الحالات أدى إلى مزاعم بأن البلاد كانت في "نهاية" الجائحة. الزيادة الأخيرة في معاناة الهند تجاوزت كل ما جرى منذ بداية الجائحة. الموجة الجديدة اخترقت الحواجز والانقسامات الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية الكثيرة في البلاد، وأثرت في الأغنياء والفقراء في المناطق الريفية والحضرية. اشتدت الاضـطـرابـات بسبب النقص الحاد في الإمدادات المنقذة للحياة، مثل الأكسجين، إضافة إلى تفشي متحورات الفيروس الجديدة. أيضا تهدد عمليات إغلاق جديدة بعرقلة تعافي ما كان الاقتصاد الأسرع نموا في العالم. أبارنا هيجدي، طبيبة في مومباي. خلال الموجة الأولى في العام المـاضي، كان الجناح الذي تعمل فيه في مستشفى كاما للنساء والأطفال، الذي تديره الحكومة، مريضا في كل مرة. مع ارتفاع 60 يستضيف الموجة الثانية، ازداد عدد المـرضى إلى مريض. 100 قــالــت هـيـجـدي إن الـضـغـط على المستشفيات كشف نقص الاستعداد والإهمال المزمن للرعاية الصحية العامة. في المائة فقط من الناتج 1 تنفق الهند نحو المحلي الإجمالي على هذا القطاع. أضافت: "نحن لا نتعلم من أخطائنا على الإطلاق. انتهت الموجة الأولى ولم نعتقد أن موجة ثانية يمكن أن تأتي". كانت الظروف رهيبة جدا لدرجة أن هيجدي لم تكن قـادرة على تأمين سرير وأكسجين في مستشفى في دلهي لزميل أصغر سنا، في الوقت المناسب، لإنقاذه. قالت: "ما كان ينبغي أنيموت ذلك الشاب". قالت هيجدي، التي تدير أرمان، وهي منظمة غـ ربحية تعمل مـع الأمهات والأطفال، إن الضغط كان يؤثر في مجالات أخرى من الصحة العامة، مع احتمال حدوث عواقب طويلة الأجـل. ذكـرت أن حملات تحصين الأطفال خرجت عن مسارها، وأن الأمهات الحوامل يكافحن من أجل تلقي العلاج. "الهند لا يجب أن تكون على هذا النحو. هذا هو الشيء الذي يفطر القلب"، حسبما قالت. "هذا هو السبب في أنه يؤلم أكثر من ذلك بكثير". فيشواناث تـشـودري، رئيس محارق الجثث في مدينة فاراناسي القديمة، على ضفاف نهر الجانج، هي المكان الذي يرغب كثير من الهندوس أن تحرق جثثهم فيه، اعتقادا منهم أنه المكان الذي يسمح لأرواحهم بإكمال رحلتها إلى الجنة والتحرر من دورة الولادة والموت. عاما، هو راجا 39 تـشـودري، البالغ (أمير) من طائفة دوم التي عملت لأجيال في مناطق حرق الجثث في فاراناسي: "لقد شاركت عائلتنا تقليديا في إدارة محارق الجثث لأجيال. لم ير أحد شيئا كهذا من قبل. (الـعـام المــاضي) لم يكن مثل ما نشهده هذه المرة. الوضع مروع". أضاف. "في مثل هـذه الأوقـــات غالبا ما تضيع الإنسانية". مع ارتفاع عدد الجثث التي تصل يوميا في العام 15 جثة - مقارنة بأقل من 100 إلى الماضي - أصبحت الحرارة الحارقة واللهب المتصاعد من المحارق لا يطاقان. لقد كانت الكارثة رهيبة لدرجة أنها تسببت في نقص الأخشاب للمحارق، وجعلت الباعة يرفعون أسعارها بشكل كبير. رام فيلاس جوبتا، عامل مهاجر في تشانداولي في أوتـار براديش. منذ أكثر عاما ترك عائلته وقريته وجاء إلى 15 من مومباي، حيث قاد سيارة أجرة وعاش مع خمسة في غرفة واحدة. مثل ملايين المهاجرين الآخرين، أجبر عاما على رحلة 45 الرجل البالغ من العمر ملحمية يائسة إلى قريته العام الماضي، بعد أن دخلت البلاد في حالة إغلاق ونفدت مدخراته. مع تراجع عدد حالات كوفيد بشكل حاد في نهاية العام الماضي - وتوقعات بأن ينتعش الاقتصاد - عاد إلى مومباي وسرعان ما تمكن من الوصول إلى ما كان يحققه من ألف روبية 18 ، دخل شهري قبل الجائحة دولارا). 243( لكن هذا الحال لم يدم. بحلول أواخر آذار (مارس)، مع تضرر مومباي بشدة من ، توقف زبائن 19 - الموجة الثانية من كوفيد سيارات الأجرة عن القدوم ونضبت أرباحه. الآن بعد أن عاد إلى قريته وأصبح عاطلا عن العمل مرة أخرى، لا يعرف جوبتا كيف ألف روبية من الديون التي أخذها 40 يسدد خلال أزمة العام الماضي. قال "ماذا يجب أن أفعل؟ كل مدخراتي (ضاعت). لقد مررنا بوقت عصيب للغاية". أكـ مخاوفه الآن هو أن الفيروس، الذي ينتشر في المناطق الريفية في الهند، سيجتاح قريته، حيث لا يــزال كثيرون يشككون في وجـوده. "لهذا السبب أتيت إلى القرية - بسبب كورونا. يقول بعضهم إن فيروس كورونا غير موجود. لكنني خائف جدا". عاما) أستاذ 57( سوريندرا بهاتاشارجي جامعي في دلهي. مثل كثيرين آخرين في الأسابيع الأخيرة، حاول العثور على سرير في المستشفى لشقيقته وفشل. تتمتع الطبقات المتوسطة والعليا في الهند عـادة بإمكانية الوصول إلى رعاية صحية عالمية المستوى، حتى مع اعتماد الفقراء على المستشفيات الحكومية التي تعاني نقص التمويل. لكن الآن، حتى أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها يكافحون لتأمين العلاج. بعد انخفاض مستوى الأكسجين في دم جـوري، شقيقة بهاتاشارجي الكبرى في 80 المصابة بداء السكري، إلى أقل من المائة، استشار أستاذ الأعمال الأطباء الذين نصحوه بإدخالها إلى المستشفى. قراءة الأكسجين السليم في الدم تكون أعلى عن في المائة. 90 لكن مع امتلاء الأسرّة في المستشفيات في دلهي، فشلت محاولتان للحصول على العلاج لأخته. في إحدى غرف الطوارئ، رده طبيب، مشيرا إلى شاب بمستويات أكسجين في المائة. قال له 13 منخفضة تصل إلى الطبيب: "انظر إلى قراءته. أخبرني الآن، من يجب أن نختار؟". قال بهاتاشارجي: "أدركت أنه لا جدوى من المحاولة. وأحضرتها إلى المنزل". ووجد أسطوانة أكسجين، لكن لم تكن لديه المعدات اللازمة لربطها بها. لا تـزال أخته في المنزل معه، بينما يحاول ضمان تعافيها - وعدم إصابته. قال بهاتاشارجي: "يبدو أنها في تحسن. الله رحيم بي". الوضع مروع. مع ارتفاع عدد الجثث التي تصل يوميا إلى المحارق أصبحت الحرارة الحارقة واللهب المتصاعد لا يطاقان. روايات من فاجعة الهند .. لم ير أحد شيئا كهذا من قبل يوميا وغصت بها المحارق ومقابر المسلمين والمسيحيين. 3500 تجاوز عدد الجثث عتبة بنجامين باركين وجيوتسنا من نيودلهي سينج من مومباي وأندريا رودريجز بالنسبة لشركات النفط والتعدين الكبرى، عـادت أوقـات الطفرة. هذه هي الإشـارة الـصـادرة عن النتائج الأخــ ة للشركات وارتفاع أسعار أسهم القطاع. كشفت بريتيش بتروليوم هذا الأسبوع عن مضاعفة أرباحها الفصلية ثلاث مرات مقارنة بالعام الماضي، في حين أصدرت جلينكور، شركـة تـجـارة السلع، بعض التوجيهات الصعودية لنتائج العام بأكمله. يدور الحديث بين المتداولين والمحللين الآن عن "دورة فائقة" أخرى للطاقة والمواد الخام. ازدهـار الطلب على النفط والأخشاب والمحاصيل الغذائية والمعادن الصناعية، مثل النحاسوخام الحديد، لا يظهر علامات تذكر على التباطؤ في الوقت الحالي، إذ يؤدي النمو الاقتصادي المزدهر في كل من الولايات المتحدة والصين إلى طلب كبير على السلع الأساسية. انتعش مـؤشر بلومبيرج للسلع إلى .2015 مستويات لم تشهدها السوق منذ في المائة من المؤشر يتتبع أسهم 30 ولأن في المائة 8 شركات الطاقة، فقد اكتسب في المائة 15 في نيسان (أبريل) وحده و هذا العام. بلغت أسعار السلع الأساسية ذروتها . بالتالي هذا تحول في 2011 الأخيرة في الحظوظ بعد فترة هدوء طويلة جعلت الشركات تخفض استثماراتها. لكن اليوم، جنبا إلى جنب مع التوسع الاقتصادي العالمي القوي واضطرابات سلسلة التوريد المرتبطة بالوباء، أدى ذلك إلى "ضغط" السلع، مع زيادة الطلب على العرض، على الأقل في الوقت الحالي. قـــال ديـفـيـد كـيـ ، كـبـ المحللين الاستراتيجيين العالميين في جيه بي مورجان لإدارة الأصــول: "تميل دورات السلع إلى الظهور عندما يكون هناك عدم القدرة على تسريع العرض وهذا أمر صعودي قصير المدى للقطاع". تحظى السلع أيضا بدعم المستثمرين الباحثين عن أصول "حقيقية" تميل إلى الارتـفـاع عندما يصبح التضخم خطرا أكبر في المحافظ. هناك حذر من ترسخ ضغوط التضخم بسبب التركيبة الحالية من السياسات المالية والنقدية المتساهلة للغاية. هذا الأسبوع، كان الاحتياطي الفيدرالي مصمما على أن السياسة ستظل فضفاضة لبعض الـوقـت. ارتفع بالفعل التوسع النقدي في العام المــاضي. في الوقت نفسه، تمكن الرئيسجو بايدن من الحصول تريليون 1.9 على قانون تحفيز مالي بقيمة دولار أقره الكونجرس، وطرح حجته بشأن فاتورة إنفاق على البنية التحتية قيمتها تريليون دولار، وتوسيع شبكة الأمان 2.3 تريليون دولار. 1.8 الاجتماعي بـ في إشارة إلى ظهور "سياسات لمعالجة عدم المساواة في الدخل والـ وة"، تنبأ محللون في جولدمان ساكس بـ"اقتصاد محموم وضغوط تضخمية مادية" للولايات المتحدة. من المؤكد أن كثيرا من المستثمرين غير مقتنعين بأنه سيتبين أن الارتفاع المتوقع في أسعار المواد الاستهلاكية في الأشهر المقبلة "مؤقت"، كما يتوقع الاحتياطي الفيدرالي حاليا. ارتفعت توقعات التضخم في سوق السندات الأمريكية إلى أعلى مستوى لها منذ ثمانية أعوام. يتوقع مستثمرو السندات في المائة 2.4 الآن أن يصل التضخم إلى بالمعدل السنوي على مدار الأعوام العشرة المقبلة. هذا أعلى من متوسط المعدل في المائة الذي تتوقعه السوق 1.75 البالغ .2015 منذ مع تسارع وتيرة النشاط الاقتصادي، يظهر الارتـفـاع الأخـ في أسعار السلع الأساسية وتوقعات التضخم كيف تتغذى هذه الأسواق على بعضها بعضا. إحدى النتائج هي أن المستثمرين الذين يتتبعون سلال السلع والسندات المعدلة بحسب التضخم مـن خـ ل الصناديق المتداولة في البورصة، من المرجح أن يشعروا بسعادة كبيرة - كما هي الحال بالنسبة للمستثمرين الذين استفادوا من ارتفاع بواقع الثلث في السوق في قطاع هذا 500 الطاقة في مـؤشر إس آنـد بي العام. إلى ذلـك، إعـادة فتح الاقتصادات في الأشهر المقبلة تبشر باستخدام أكبر للطاقة. من المحتمل أن يـؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الصناديق المتداولة في البورصة التي تتعامل في السلع الأساسية، إلى جانب ارتفاع أسهم الطاقة وشركات التعدين. يتوقع جولدمان "ارتفاع السلع في المائة أخرى خلال الأشهر الستة 13.5 المقبلة". لكن بمجرد انحسار اضطرابات العرض قد يتلاشى الارتفاع وتتلاشى معه التوقعات بشأن هذه الدورة المصغرة للسلع الفائقة. يمكن أن تتأثر أسعار النفط من خلال زيادة الإنتاج من "أوبك"، وسحب آبار النفط الصخري الأمريكية من الطاقة الفائضة. التوقعات بـأن مشاريع البنية التحتية ستبقي أسعار السلع الأساسية مرتفعة في الأعوام المقبلة ربما تكون مبالغا فيها نظرا لإجـراءات الموافقة المطولة في كثير من الدول المتقدمة. تظهر الصين أيضا علامات على إمالة ميزان النمو بعيدا عن البناء. للوهلة الأولى، ينذر هذا بالسوء بالنسبة للنحاس الذي ارتفع فوق عشرة آلاف دولار البالغة 2011 للطن واقترب من ذروته في دولارا. لكن احتمالات وجود اقتصاد 10190 أكـ اخـــ ارا يكافئ النحاس والنيكل والليثيوم والمعادن الأخرى اللازمة لتوليد الكهرباء والبطاريات تستلزم دورة سلعية مختلفة عن تلك التي كانت سائدة في فترات الصعود السابقة. قال مركز تي إس لومبارد للأبحاث: "كان النحاس دائمـا مـؤشرا دوريــا قويا، لكن انتشاره (من حيث الاستخدام) من المرجح أن يدفع المعدن إلى دورة جديدة". أشار المركز إلى الاستخدام المرتفع للنحاس في توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات الكهربائية وإنشاء البنية التحتية لشحن البطاريات. يبدو أن شركة بريتيش بتروليوم نفسها تدرك أن الطلب سيتباطأ على النفط والغاز. وتخطط لتحويل السيولة النقدية نحو استثمارات منخفضة الكربون في الوقت الذي تتطلع فيه إلى الحفاظ على أعمالها في مجال النفط والغاز. بالنسبة للمستثمر الذي يشعر بالقلق بشأن التضخم والسعي إلى التعرض للسلع، فمن المنطقي أن يكون التعرض انتقائيا. قال كيلي، من جيه بي مورجان: "يبدو أن المعادن الصناعية في النقطة المثالية للدورة الخضراء، لكن وراء ذلك هناك القليل من المجالات الأخرى في السلع التي تبدو جذابة على المدى الطويل". ازدهار الطلب على النفط والأخشاب والمحاصيل الغذائية والمعادن الصناعية لا يظهر علامات تذكر على التباطؤ في الوقت الحالي. حديث السوق .. دورة فائقة جديدة للسلع في الطريق في المائة خلال الأشهر الستة المقبلة. 13.5 يتوقع جولدمان ساكس ارتفاع السلع من لندن مايكل ماكينزي عندما أطلق مكتب البريد في المملكة المتحدة وشركة الكمبيوتر اليابانية فوجيتسو مشروع "هورايزون" في ، تفاخرا بأنه "أكبر نظام تكنولوجيا معلومات غير 1999 عسكري في أوروبـا". لكن نشر هذا النظام عبر شبكة مكتب البريد تبين أنه كارثي وأدى إلى واحدة من أبشع حالات الظلمفي التاريخ البريطاني. في الأسبوع الماضي ألغت محكمة الاستئناف الجنائية من موظفي مكاتب البريد الفرعية بتهمة 39 إدانـات لـ السرقة والاحتيال والمحاسبة الزائفة. يمهد الحكم من مديري مكاتب البريد 700 الطريق أمام كثيرين من بين الفرعية الآخرين الذين حوكموا باستخدام أدلة من نظام هورايزون، للطعن في إداناتهم أيضا. في حكم دامغ في قضية سابقة ذات صلة، انتقد القاضي بيتر فريزر مديري مكاتب البريد والمديرين التنفيذيين في شركـة فوجيتسو لإصرارهـــم على أن نظام هورايزون معصوم من الخطأ ولتجاهلهم الأدلة للذي 21 المخالفة. قال: "هذا بمنزلة معادل القرن الـ يؤمن بأن الأرض ليست كروية". يجب أن يكون الرد الرئيس على هذه الفضيحة هو رؤية العدالة تتحقق وتعويض رؤساء مكاتب البريد الفرعية الذين تحطمت حياتهم. لكن ينبغي لنا أيضا أن نتعلم بعض الدروس منه. بدأت الحكومة تحقيقا في الأمور التي أصابها الخلل. لكن الشهادة، وتجارب مديري البريد الفرعيين التي سجلها الصحافي الاستقصائي نيك واليس، والمقابلات مع المختصين بالتكنولوجيا والمحامين المطلعين على القضية تقدم أدلة قوية. من وجهة نظر تكنولوجية، مشروع هورايزون هو دراسة حالة عن كيفية عدم تقديم خدمة برمجية. تم تعديل تصميم فوجيتسو إلى حد كبير من نظام سابق (معيب). تم إنشاؤه من الأعلى إلى الأسفل، ولم يأخذ في الحسبان سوى قليل من احتياجات المستخدمين. استعان مكتب البريد بشركة فوجيتسو فيما يخص الخبرة التكنولوجية وقـدم تدريبا غير كاف لمديري البريد الفرعيين الذين استخدموا هورايزون. بعد ذلك فشل في فرض نظام صارم لتدقيق البيانات. أخبرني أحد مستشاري التكنولوجيا المطلعين على نظام هورايزون: "أنا أشعر بالاشمئزاز من الخطأ الذي حدث. لم يكن مكتب البريد يعرف سوى القليل جدا عن أنظمته هو بالذات". والأسوأ من ذلك هو الطريقة التي استجاب بها مكتب البريد لطوفان شكاوى المستخدمين. في ظل ضغوط مالية شديدة، وجد مديرو مكاتب البريد أن من الأسهل اللجوء إلى كبش فداء يتمثل في مديري مكاتب البريد الفرعية بدلا من إصلاح الخلل في نظام هورايزون. يقول جيمس هارتلي، وهو محام في شركة فريتس القانونية، الذي مثل مديري المكاتب الفرعية، إن الدرس الأكثر وضوحا الذي يمكن استخلاصه من الفضيحة هو مواجهة المخاوف عند ظهورها. "كان نظام هورايزون مشكلة كبيرة، لكنه لم يكن المشكلة الرئيسة. المشكلة الرئيسة كانت نهج الإدارة". باعتباره واحدا من المؤسسات القليلة في بريطانيا التي تتمتع بصلاحياتها الخاصة في التحقيق والملاحقة القضائية، طارد مكتب البريد مديري المكاتب الفرعية المشتبه فيهم بطريقة عدوانية بشكل غير عادي. يقول أحد كبار المحامين: "الجهة التي تدعي أنها الضحية لا ينبغي لها أن تكون قادرة على المحاكمة. هذا يمثل مشكلة ضخمة". من منظور قانوني، تبرز هذه القضية مخاطر قبول البشر الأعمى لمخرجات الأنظمة الآلية كدليل موثوق، وعقلية "الكمبيوتر لا يكذب أبـدا". بالنسبة لكثير من مديري الخطوط الأمامية أو الأطباء أو أفراد الشرطة العالقين في مشكلات الإدارة، غالبا ما يكون من الأسهل السير مع التيار، كما تقول كريستينا بلاكلوز، الرئيسة السابقة لجمعية القانون. "غالبا ما يكون قبول ما يخبرك به الكمبيوتر هو الخيار الأقل خطورة بالنسبة للفرد والأقل استهلاكا للوقت أيضا". وهي تجادل بأن القانون العام، في الوقت الحالي "مرن بما فيه الكفاية وسريع الاستجابة وتقديري" بما يكفي لمراعاة الطبيعة المتغيرة للتكنولوجيا، حتى لو كانت هناك حاجة إلى تشريعات جديدة في المستقبل. لكنها تقول إن قضية مكتب البريد ينبغي أن تكون قصة تحذيرية لكل منظمة. "كانت هذه إهانة مروعة لحقوق الإنسان لدرجة أنني أرجو أن تفحص جميع المؤسسات الأخرى أنظمتها وعملياتها وتراجعها للتأكد من أنها لا تسقطفي خطأ على هذا النحو". ربما يكون الاستنتاج الأكـ إثـارة للقشعريرة في فضيحة مكتب البريد هو أن من السهل جدا تخيل حدوث أخطاء مماثلة في مؤسسات القطاع العام الأخرى التي تعاني نقص الموارد في إداراتها التكنولوجية، واستعانت بمصادر خارجية في مجال الخبرات المهمة وقلصت أنظمة التدقيق الملائمة. لا يزال هناك قلق بشأن الإدارات التي سلمت خدمات كاملة لشركات تكنولوجيا المعلومات والاستشارات الكبرى وقياس الأداء على أساس النتائج بدلا من فهم كيفية تقديم هذه الخدمات، كما يقول مايك براكن، الرئيس السابق للخدمات الرقمية الحكومية. "لا تزال هناك درجة من المخاطرة بحدوث هذه الأشياء مرة أخرى". نحن مدينون لمديري البريد الفرعي المدانين خطأ، وجميع الذين قد يعانون في المستقبل الظلم الناتج عن الأتمتة، بتقليل تلك المخاطر. مخاطر كبيرة تترتب على قبول البشر الأعمى بمخرجات الأنظمة الآلية دليلا قانونيا موثوقا، وبأن "الكمبيوتر لا يكذب أبدا". فضيحة مكتب البريد البريطاني تكشف أن الكمبيوتر يكذب من لندن جون ثورنهيل NO. 10068 ، العدد 2021 مايو 5 هـ، الموافق 1442 رمضان 23 الأربعاء 10

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=