aleqt (10059) 2021/04/26
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية قبل خمسة أشهر من انهيار جرينسيل كابيتال، دعـا كريدي سويس ضيفا خاصا لتقديمه إلى كبار موظفي البنك في آسيا. تم الترحيب بالزائر باعتباره رجل أعـــال جريئا مـن الـنـوع الـذي يريد البنك التعامل معه، ليكس جرينسيل. قال أحد كبار المديرين الذي شاهد مؤتمر الفيديو في تشرين الثاني (نوفمبر): "كانت النغمة هـي أن هــذا هـو بالضبط نوع العميل الذي يريده البنك، وطلب من المديرين التنفيذيين الخروج والعثور على مزيد من الرجال مثل ليكس". تمت استضافة المؤتمر من هيلمن سيتوهانج، رئيس فـرع البنك في آسيا وأحـد أكبر المدافعين عن جرينسيل. قبل شهرين فقط مـن ذلك المــؤتمــر، كـــان قــد تــم وضـع صندوق جرينسيل كابيتال على "قائمة المراقبة" من قبل مديري المخاطر في البنك السويسري في آسيا، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. كان من الممكن أن يثير ذلك مــزيــدا مــن الـقـلـق في كـريـدي سويس، الذي كانت لديه أموال مقدارها عـ ة مليارات دولار محشوة بقروض أنشأها جرينسيل. في أعمله الرئيسة، كان صندوق جرينسيل يدفع للجهات التي تورد لعملاء من الشركات الكبيرة - في وقت مبكر ولكن بخصم بسيط - ويتلقى المبلغ الكامل لاحقا من الشركة التي تم التوريد إليها. تم تجميع الدين في حزم وضعت في صناديق البنك السويسري التي كانت تباع لمستثمرين خارجيين. لكن تـم رفــض التحذيرات مرارا وتكرارا من قبل قيادة البنك في زيوريخ ولندن وسنغافورة. اسـتـمـروا في تسويق صناديق جرينسيل حتى إنهم وافقوا على مليون دولار 160 قـرض بقيمة للشركة التي تحمل اسم مؤسسها الأســــ الي، الـتـي تأسست في .2011 في آذار (مارس) انهار جرينسيل كابيتال وخضع للإدارة القضائية. انهياره قد يكلف عملاء كريدي سويس ما يصل إلى ثلاثة مليارات دولار. قال المدير الذي شاهد العرض الـتـقـديمـي في تـ يـن الـثـاني (نوفمبر): "ظهور ليكس جرينسيل في الفيديو بّ أن ثقافة المخاطر برمتها كانت مجرد ’شكرا على التنبيه، لكن اسمحوا لنا أن نختلف معكم‘. عندما جاء ليكس، لم يستطع البنك الاكتفاء منه". انفجار جرينسيل كابيتال ليس سـوى حلقة واحــدة في سلسلة طويلة من إخفاقات إدارة المخاطر في كريدي سويس. بعد أسابيع فقط من ذلك، صندوق أركيجوس كابيتال، مكتب العائلة الـذي يديره بيل هوانج، مدير صندوق التحوط السابق المشبوه، تخلف عن تسديد التزاماته بخصوص الهامش، ما أثار فوضىفي البنوك التي أقرضته مليارات الـدولارات لتضخيم مـراكـزه. من بين هذه البنوك يتكبد كريدي سويس أكبر مليار 4.7 الخسائر ـ لا تقل عن دولار. تم إلغاء مدفوعات المساهمين في كــريــدي ســويــس ويــواجــه المصرفيون تخفيضات كبيرة في المكافآت. تعاقب الأزمـات أوقع المستثمرين والموظفين في حالة من الغضب الشديد والمطالبة بإجابات. كيف أصبح التنفيذيون متحمسين جدا لمجموعة صغيرة مـن العملاء المشكوك فيهم؟ ولماذا تم تجاهل من يثيرون نذر الخطر؟. قال بنديكت روث، وهومشرف سـابـق ع ـ المـخـاطـر في بنك إنـجـلـ ا، "تــراكــم الالـتـزامـات العملاقة للكيانات الفردية، خاصة الكيانات منخفضة الـدرجـة، يتعارض تماما مع كل مبدأ لكيفية إدارة المخاطر". سباحة في الإعماق في مقابلات مع "فاينانشيال تـــايمـــز"، قـــال سـتـة مـديـريـن حـالـيـ وسـابـقـ في كـريـدي سويس إن البنك أفــرغ الخبرة في مـجـال المـخـاطـر والفطنة التجارية لمصلحة ترويج الباعة والتكنوقراط. وقالوا إن الأصوات المعارضة تم قمعها. قـال مسؤول تنفيذي سابق: "كانت هناك بلادة في الأحاسيس. كريدي سويس كـان في العمق يسبح مع أسـاك القرش، لكنه كان يفعل ذلك بعقلية المصرفية الخاصة. كانوا دائما في طريقهم للدمار". الشخصية التي كانت في قلب الجدل هي لارا وورنر، كبيرة إداري المخاطر والامتثال إلى أن تمت الإطاحة بها في السادس من نيسان (أبـريـل) الـجـاري. بعد أن عملت محللة أسهم سابقة في بنك ليمن براذرز، انضمت إلى كريدي سويس لتغطية صناعتي تلفزيون 2002 في الكابل والاتصالات. وهي تحمل جنسية أسترالية أمريكية مــزدوجــة، وصعدت إلى منصب المدير المـالي للبنك الاستثمري، قبل أن يعينها تيجان ثيام، الرئيس التنفيذي السابق للبنك، كبيرة الإداريـ في قسم الامتثال والشؤون التنظيمية في .2015 قال مسؤول تنفيذي آخر إن أورس روهنر، رئيس مجلس إدارة كريدي سويس، وثيام، "جـاءا بعقلية أنــه يمكنك تعيين أي شخص ذكيفي وظيفة، وسينجح، حتى لو لم تكن لديه خبرة (...) كـان ذلـك غير مناسب للمخاطر والامتثال". في الصيف الـذي أعقب تنحي ثـيـام بسبب فضيحة تجسس، خليفته توماس جوتشتاين أضاف مسؤوليات أخـرى إلى مسؤوليات وورنــر، حين منحها الإشراف على قسم المخاطر والامتثال العالمي المدمج حديثا. قال شخص مقرب من الرئيس التنفيذي إنه فعل ذلك لمحاولة التوفير في التكنولوجيا المـكـررة وتكاليف التشغيل في القسمين اللذين ينفق عليهم البنك نحو نصف مليار دولار سنويا. كانت وورنر حريصة على ألا ينظر إلى وظيفة المخاطر العالمية للبنك على أنها "برج عاجي أكاديمي" يمكنه "استبعاد الأعمل دون تردد"، وفقا لما ذكره شخص مقرب من البنك. كم أرادت أن ينظر إلى قسمها على أنه وجهة للحياة المهنية بدلا من أن ينظر إليه على أنه وظيفة إدارية راكدة. عـدد من الموظفين الحاليين والسابقين قالوا لـ"فاينانشيال تايمز" إن وورنر خلال فترة عملها الـتـي امــتــدت خمسة أعـــوام، كانت هي ومسؤولون تنفيذيون آخــــرون يـحـثـون عــ أن تكون المخاطر والامـتـثـال "أقـــرب إلى الطابع التجاري" و"متوافقة" مع متداولي المكاتب الأمامية وصانعي الصفقات. وكانت تقود على أساس القدوة. في تشرين الأول (أكتوبر) نقضت وورنر شخصيا قرار مديري المخاطر الذين حـذروا من منح جرينسيل مليون 160 قرضا قصير الأجل قيمته دولار لسد فجوة تمويلية قبل عملية خاصة لجمع المال. القرض الآن في حالة تخلف عن السداد. إلى جانب ذلـك أقالت وورنـر من كبار المديرين من 20 أكثر من إدارة المخاطر في البنك. معظمهم عثروا على وظائف رفيعة المستوى بـ عـة، بمـا في ذلــك في يـو بي إس، وحيفريز، وستاندرد تشارترد، وبورصة هونج كونج. تمت تنحية سلفها - يواكيم أوشسلن، وهو مواطن سويسري أمـى حياته المهنية في إدارة المخاطر- ليصبح رئيسا لموظفي الرئيس التنفيذي، جوتشتاين. أعيد الآن تعيينه مؤقتا في منصب كبير مسؤولي المخاطر. قال أحد الأشخاص المعنيينفي ذلك الوقت: "عندما تجلب إحساسا بالخوف إلى مؤسسة عن طريق إقالة وعـزل الكثير من الأشخاص، فإن ثقافة المخاطرة هي أن تتوقف عن الاعتراض على الشركة بعد الآن". في الــعــام المــــاضي أثـــارت وورنـر مزيدا من التوتر من خلال تغيير التسلسل الإداري. تم تحويل وظائف المخاطر في بعض الأسـواق، التي كانت تعمل سابقا ضمن فريق مخاطر مركزي مستقل، لتكون مسؤولة أمام رئيس قسم تكنولوجيا المكتب الأمامي. في حين أن بعض البنوك الأخرى تستخدم هـذا الأنمـــوذج، "من وجهة نظر السيطرة كانت هذه كارثة" في بنك كريدي سويس، وفقا لأحد الأشخاص الذين ضغطوا ضد التغييرات. "إدارة المخاطر فقدت استقلاليتها". علة البيروقراطية هيلمن سيتوهانج، رئيس قسم آسيا في بنك كريدي سويس، هو شخصية رئيسة أخرى في العلاقة مع جرينسيل. وقد ظل بعيدا عن دائرة الضوء حتى الآن. بصفته يتمتع بخلفية في المصرفية الاستثمرية، استقطب سيتوهانج بعضا من أكثر عملاء البنك المربحين في المنطقة، بما في ذلـك سلسلة من كبار رجال الأعـال الإندونيسيين مثل بيتر سونداك، من راجاوالي. قـال شخص عمل معه بشكل وثيق: "إنه بائع. لديه نهج يقوم على عدم وجود دور للمخاطر في علاقته مع العملاء". تحدث سيتوهانج عن جرينسيل 2020 خـ ل مراجعة في صيف طلبت بعد أن كشفت "فاينانشيال تايمز" أن أحد المستثمرين كان يستخدم صناديق تمويل سلسلة التوريد المرتبطة بجرينسيل من كـريـدي سـويـس لتوجيه مئات المــ يــ مــن الــــــدولارات إلى الشركات المتعثرة التي يمتلكها. قال أحد الزملاء: "شخصيا كان هيلمن داعم جدا لليكس، وأخبرنا أنه لا يمكننا إلحاق الضرر بالعلاقة معه". أضـاع كريدي سويس عـددا لا يحصى من الفرص لتجنب الكارثة. وفقا لمصدرين مقربين من البنك، ، بدأ القسم الآسيوي 2016 في للبنك في بناء أداة لتحديد تعرض أي عميل، بـهـدف البحث عن مشكلات من الدرجة الثانية يمكن أن ترتد على البنك. تم تشغيل الأداة التي أطلق ، بعد أن Risk 360 عليها اسـم اكتشف البنك تعرضا ضخم لمجموعة من الشركات في هونج كونج كانت لها روابط تعود إلى فرد واحد، متخفية بشبكة معقدة من الكيانات المؤسسية بهدف التلاعب بأسعار الأسهم. تلقى النظام مراجعات تتسم بـالـثـنـاء الـعـاطـر مــن المنظم ، وتم Finma السويسري، فينم التخطيط لطرحه عالميا. لكنه أصبح رهينة "آلية بيروقراطية ضخمة" وراء عـ ات المشاريع التكنولوجية الأخرى، ولم يحقق أي تـقـدم، بحسب المصدرين السابقين. وفقا لأحـدهـا، لو تم تبني النظام على نطاق أوسع، لكان من الممكن رصد المخاطر المتزايدة مثل تعرض جرينسيل وقسم السمسرة الرئيسة في الولايات المتحدة لشركة أركيجوس. شخص آخـر مقرب مـن كـريـدي سويس اعـ ض على هـذا الــرأي، مشيرا إلى أن هذه الحوادث كانت إلى حد كبير خارج قدرات الأداة لأنها تعتمد على المعلومات المتاحة للجمهور. رفض كريدي سويس ووورنـر وسيتوهانج التعليق من أجل هذا المقال. عدم الانضباط كانت المشكلات تتفاقم تحت السطح قبل ظهور العثرات المكلفة التي ارتكبها كريدي سويس في جرينسيل كابيتال وأركيجوس. قال مسؤول تنفيذي كبير سابق: "كـــان هـنـاك عــدد لا يحصى من الهزات الخفيفة التي تشير إلى أن أي شخص لديه معرفة بالمخاطر سيتوقع أن الاحتمل كان يتزايد بأن هزة قوية ستضرب البنك". ، خسر كريدي سويس 2018 في مليون دولار بعد أن وجد 60 نحو نفسه عالقا في ملكية مجموعة من الأسهم في شركـة الملابس كندا عندما انهار Canada Goose جووز سعر سهمها. بعد نحو عام، خسر مليون دولار تقريبا 200 البنك عندما انهار صندوق ماليكت كابيتال ، وهو صندوق Malachite Capital تحوط في نيويورك وأحـد عملاء الوساطة المالية الرئيسين للبنك. قال المدير التنفيذي السابق: "نشأت هـذه الخسائر من عدم الانضباط". تماما كم هي الحال مع أركيجوس، علق كبار المديرين في كريدي سويس في مراكز كبيرة يتفاوضون على الأسعار بينم كان أقرانهم يتخلصون من تلك المراكز بقوة كبيرة. قال شخص ثان: "كان هناك عدم حساسية منهجية على جميع المستويات. إذا كنت رئيس 60 قسم المخاطر وتركت خسارة 200 مليون دولار تمر، ثم خسارة مليون دولار، ولا تسأل عم يحدث (...) فم هودورك إذن؟". عضو منتدب سابق يتذكر مؤتمرا حول إصلاح 2019 عبر الهاتف في سعر الفائدة المعياري، ليبور. عندما اتصل أحد كبار المتداولين، تم تشغيل رسالة تلقائية لتذكير الجميع بأن الاجتمع قيد التسجيل الآن، وهو مطلب تنظيمي. عندما سمعت وورنر هذا، طلبت مـن المـتـداول مـعـاودة الاتصال من خط غير مسجل. وجـد بعض الحاضرين أنـه تدخل صـارخ من أحد المسؤولين عن المخاطر. قال شخص مقرب من وورنر، مشيرا إلى أن المكالمة لا علاقة لها بالتداول، إنها كانت مجرد طريقة عادية لممرسة الأعمل. من كبار المسؤولين في إدارة 20 مديرة المخاطر المقالة أبعدت أكثر من المخاطر، معظمهم عثروا على وظائف كبيرة في بنوك منافسة من بينها يو بي إس. السباحة مع أسماك القرش تكلف «كريديسويس» أحد أطرافه مقر كريدي سويس في زيوريخ. ستيفن موريس وتابي من زيوريخ كيندر وأوين ووكر وروبرت من لندن سميث 13 NO. 10059 ، العدد 2021 أبريل 26 هـ، الموافق 1442 رمضان 14 الإثنين منذ أن وصـل وبــاء فـ وس كورونا إلى أوروبا العام الماضي، وضع صناع السياسة المحافظون في البنك المركزي الأوروبي جانبا عدم ارتياحهم تجاه السياسة النقدية المتساهلة للغاية من أجل دعم اقتصاد المنطقة المتضرر من الأزمة. لكن حتى مع استمرار ارتفاع الإصـــابـــات في الـــقـــارة، يحث "الصقور" البنك المركزي على الاسـتـعـداد لتقليص برنامجه الضخم لشراء السندات. مـن المـتـوقـع مناقشة هذا التحول المحتمل، الـذي يهدد بتقسيم المجلس الحاكم في البنك المركزي الأوروبي وإثارة قلق المستثمرين في أســواق السندات في منطقة اليورو، لكن من غير المرجح أن يتم اتخاذ أي إجراء قبل اجتمعه التالي في حزيران (يونيو) على أقرب تقدير. عندما غرقت منطقة اليورو الـعـام المــاضيفي فـ ة ركـود قـيـاسـيـة كـانـت الأطــــول بعد الحرب العالمية الثانية، أشاد الاقتصاديون بالبنك المركزي الأوروبي لتوسيع نطاق أنشطة شراء السندات بشكل كبير من خــ ل بـرنـامـج شراء الـطـوارئ الوبائي، الـذي ساعد على إبقاء تكاليف الاقــــ اض منخفضة للحكومات والشركات والأسر. بعد توسيع حجم خطة شراء السندات الطارئة مرتين العام الماضي، يظل لدى البنك المركزي الأوروبي نحو نصف إجـالي تريليون يورو لإنفاقه 1.85 مبلغ بموجب برنامج شراء الطوارئ الوبائي. ويخططلمواصلة عمليات الشراء الصافية حتى آذار (مارس) على الأقل والتوقف فقط 2022 بمجرد انتهاء الوباء. لكن على الرغم من أن اقتصاد منطقة اليورو لا يزال مثقلا بسبب ارتفاع الإصابات بفيروس كوفيد - وتدابير الاحتواء، إلا أن أعضاء 19 مجلس البنك المركزي الأوروبي الأكثر تشددا يجادلون بضرورة أن يبدأ في كبح جمح شراء السندات عاجلا وليس آجلا. قال يينس فيدمان، رئيس البنك المركزي الألمــاني، للصحافيين في فرانكفورت قبل أسبوعين "لا يجب السمح باستمرار إجراءات السياسة النقدية الطارئة إلى أجل غير مسمى. يجب أن تبقى مرتبطة بشكل وثيق بالأزمة وتنتهي بمجرد انتهاء الوباء". كــ س كـنـوت، رئيس البنك المركزي الهولندي، ذهب إلى أبعد من ذلك بعد بضعة أيام، قائلا إذا تحسن التضخم والنمو كم هو متوقع في النصف الثاني من هذا العام، عندها "بدءا من الربع الثالث فصاعدا يمكننا أن نبدأ تدريجيا بالتخلص من مشتريات الطوارئ الوبائية وإنهائها كم هو ."2022 ) متوقع في آذار (مارس في اجتمع السياسة النقدية الأخير للبنك المركزي الأوروبي، اتفق جميع أعضاء المجلس على تنفيذ مشتريات بموجب برنامج شراء الطوارئ الوبائي "بوتيرة أعــ بكثير" في الـربـع الثاني لتجنب أن تؤدي موجة بيع قوية في أسـواق السندات إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض قبل أن يترسخ الانتعاش. لكن منذ ذلك الحين، زادت مشترياته الصافية الأسبوعية بشكل هامشي فقط، ما يترك المحللين في حـ ة من أمرهم ويجعلهم يتساءلون عـا إذا كان الانتعاش الأخير في أسواق الـسـنـدات السيادية فـد دفع مسؤولي البنك المركزي الأوروبي إلى إعادة التفكيرفي الأمر. قال فريدريك دوكروزيه، خبير الاستراتيجية في بيكتيت لإدارة الــــ وات، إن المتشددين في مجلس البنك المركزي الأوروبي "وافـقـوا على هـذا التخصيص لمشتريات السندات فقط بشرط تخفيضها مـرة أخـرى في الربع الثالث وعدم توسيع برنامج شراء الطوارئ الوبائي مرة أخرى". مع اقتراب نشر البنك المركزي الأوروبي للتوقعات الاقتصادية الجديدة في حزيران (يونيو)، التي يتوقع الصقور أن تعكس توقعات مشرقة للنمو والتضخم، فقد حددوا اجتمع ذلك الشهر باعتباره أقرب فرصة للضغط من أجل تقليص مشتريات السندات. يرى معظم الاقتصاديين أن النقاش سابق لأوانـــه، خاصة وأن إنتاج منطقة اليورو لا يزال متخلفا عن معظم الاقتصادات الكبرى الأخرى ومن غير المتوقع أن ينتعش إلى مستويات ما قبل الوباء قبل العام المقبل. قالت كاتارينا أوترموهل، وهي اقتصادية في أليانتز: "هذه بالونات تجريبية يطرحها الصقور ليروا كيف تتفاعل السوق. لكن مـن الغريب أن يـقـوم البنك المركزي الأوروبي بإثارة النقاش حول هذا الأمر في وقت نتخلف فيه كثيرا عن الولايات المتحدة، حتى هناك لا يـزال الاحتياطي الـفـيـدرالي يـقـاوم أي اقــ اح بالخروج التدريجي" من برنامج شراء السندات. لطالما كان الصقور أقلية في مجلس البنك المركزي الأوروبي ومـن المحتمل أن تكون هناك مقاومة قوية لفكرة تقليص مشتريات الـسـنـدات في وقت أقرب من اللازم. قالت كريستين لاجــارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، الأسبوع الماضي إن الدعم المالي والنقدي سيكون "مطلوبا بعد مرور فترة لا بأس بها على التعافي". يعتقد معظم المحللين أن من غير المرجح أن تشهد أوروبا تكرار "نوبة الغضب" التي تسببت في موجة بيع قويةفي أسواق سندات بعد 2013 الخزانة الأمريكية في أن أعلن الاحتياطي الفيدرالي عن خطط لتقليل حجم مشتريات السندات. السبب الرئيس لذلك هو أن البنك المركزي الأوروبي لا يخطط لإنهاء مشتريات السندات بالكامل العام المقبل. بـدلا من ذلك، من المتوقع أن يزيد من حجم برنامجه التقليدي لشراء الأصول، الـذي يستمر في شراء سندات مليار يورو شهريا وقد 20 بقيمة جمع ما يقارب ثلاثة تريليونات .2015 يورو منذ قـال فرانسوا فيليروي دي جالو، محافظ بنك فرنسا وعضو مجلس البنك المركزي الأوروبي، هذا الشهر إن نهاية برنامج شراء الــطــوارئ ال ـوب ـائي "لــن تعني تشديدا مفاجئا لسياستنا النقدية" لأن برنامجشراء الأصول التقليدي سيستمر وقد يكون "متكيفا إلى حد ما". بـحـسـب دوكــــروزيــــه، من بيكتيت، البنك المركزي الأوروبي سيواصل أيضا إعــادة استثمر الأموال من السندات المستحقة في محفظة برنامج شراء الطوارئ تريليون 1.85 الوبائي البالغة يــورو لعدة أعــوام أخــرى - ما يوفر حافزا إضافيا. قال "يمكن للسوق التعامل مع الخروج من برنامج شراء الطوارئ الوبائي"، مشيرا إلى أن إصـدار السندات الحكومية من المتوقع أن ينخفض عن المستويات العالية الأخيرة في العام المقبل، ما يعني أن البنك المركزي الأوروبي ستكون لديه كميات أقل ليشتري منها. لكن القلق بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي يأتي في حال استمر التضخم في الارتـفـاع بشكل حاد، ما يجبره على تشديد السياسة حتى لو تعثر الانتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو وارتـفـعـت تكاليف الاقـــ اض بالنسبة للحكومات المثقلة بالديون. قالت ماريا دمرتزيس، نائبة مدير مؤسسة بروجل البحثية ـ مقرها بروكسل: "إذا عاد التضخم بشكل مستدام، فإن هذا سيضع البنك المــركــزي الأوروبي في موقف صعب للغاية لأننا سنظل في حالة انتعاش ضعيف للغاية وسيضع عبئا أكثر على السياسة المالية مع زيادة مخاطر تجزئة الأسواق المالية". بعد أن انخفض التضخم في منطقة اليورو إلى ما دون الصفر في الأشهر الأخــ ة من العام في المائة 1.3 الماضي، قفز إلى في الآونة الأخيرة ويتوقع البنك المـركـزي الأوروبي أن يتجاوز في 2 هدفه الذي يقل قليلا عن المائة في الربع الأخير من هذا العام، وإن كان ذلك مؤقتا فقط. قال البنك المركزي الأوروبي إن التضخم يدفع إلى الأعلى بسبب عوامل غير متكررة يتوقع أن تتلاشى العام المقبل. لكن التضخم الألماني من المنتظر أن في المائة 3 يرتفع إلى أكثر من هذا العام، وقد حذر فيدمان أخيرا قائلا "قد نضطر إلى مواجهة قوى تضخمية أقوى مرة أخرى في المستقبل". فيلمحة عن المعركة المحتملة التيفي الانتظار، قال رئيس البنك المركزي الألمــاني: "لا يمكن أن يكون هناك نقص في التصميم، حتى لو أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيـــادة تكاليف الاقــ اض في الــدول. هـذا مهم لصدقية السياسة النقدية". إنتاج منطقة اليورو لا يزال متخلفا عن معظم الاقتصادات الكبرى الأخرى ومن غير المتوقع أن ينتعش إلى مستويات ما قبل الوباء قبل العام المقبل. صقور البنك المركزي الأوروبي يضغطون لتقليصشراء السندات يينس فيدمان من فرانكفورت مارتن أرنولد كلاس كنوت كريستين لاجارد
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=